عرض مشاركة واحدة
قديم 06-27-2020, 05:27 PM   #28
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





البارت الثاني والعشرون






.
.
.
محاولة لملمت الضياع ومسك الخيوط دون ان تتشابك ببعضها البعض بات صعبًا عليه ، كُلما فكّر في حلول تسهّل الأمور الصعبة حدث عليه أمر يوسّع من فجوات الصعوبة
ويُزيد على نفسه الموجعة جِراحات أخرى
كان صعبًا على ما سامع آذنيه في أن يُدرك انها
هربت كما فعلت قبل ست سنوات
هربت من احضانهما للعُصيان ولحُب لعين وبه الكثير من الخِداع
حُب آلا بِها إلى مشاكل نفسية كُثر ، وآلام لا تُنسى
هربت إلى أحضان ذلك الغريب، لتنجي ثِمار خطتّه المرسومة بشكل مثالي
نتيجة هروبها في السابق حالها الآن في الحاضر!
كُل الأشياء مرتبطة ببعضها البعض.....وكل الخيوط والبِنان تُشير إلى الطريق نفسه
هروبها يعني ....الضياع من جديد
والعودة للنقطة السابقة نفسها ولكن بمختلف الألوان والاشكال!
الحبكة ذاتها ......ولكن بطريقة أشد ألمًا...هربت بعد أن علمت بموت والدتها.....بوجود ابنتها....وبعد رؤية طليقها....وبعد ان عرفت أنّ هُناك خدعة كبيرة تجرّعتها لفترة زمنية طويلة !
لو عرفت تفاصيل الخدعة هل ستهرب للعالم الآخر كما فعلت والدتها؟!
لِمَ لا؟!
لن يتعجب بعد الآن من افعالها ولكن سيخاف اكثر وسيرتعب من افكارها التي ستؤول بينا إلى النهاية!
............................
شدّ على ياقة ماكس بعد أن حاول النهوض قليلًا من على الوسادة آلمه الجرح ولكن هُناك جرح غائر في ناحيته اليُسرى من صدره
هزه بضعف حالته .....تحدث وهو يكرر كالمجنون وبعينين حائرتين وقلب مُتعب وجسد يرتجف خوفًا
من الأفكار المشؤمة التي تطرق رأسه: هرببببت.....هرببببت.....عم تئول إللي هربتت....

....
لم يكن حال ماكس افضل من حاله...خشي على أمير ان يُصاب بمكروه...في حالة انهياره هذه.....هو حاول بجلّ جهده أن يحمي عائلته كما امره ولكن .....نور...دومًا ما تخرج عن توقعاته ....كان يتوقع أنها غير قادرة على ان تعمل أكثر من جنونها الذي اعتاد عليه ولكن ما فعلته ارسل له رسالة تجاوز معاني الجنون الذي يعرفه ويعلم أنه اخطأ حينما اتكأ على اكتاف مُراد وفي الآن نفسه لا يستطع أن يُنكر انه ساعده في أمور كُثر .......دخل في حالة تناقض وخوف
....
شدّ على كفي امير حاول أن يضغط على نفسه في لفظ الكلمات دون أخطاء : سيّد امير......بليز...اهدأ.....

....
أمير وكيف لهُ ان يهدأ......نور....ليس جزأ من ديانا وفقط......حُبه لها ليس لأنه يشتّم رائحة ديانا فيها....وليس لأنها تمتلك سمات شكلية قليلًا من محبوبته ....لا....بل لأنها اشعلت في فؤاده شعور ....يعلم أنه لن ولن يستطع على تحقيقه ولكن بوجودها تحقق وشعر به وهو شعور(الأبوّة)...شعوره بالمسؤولية .....شعور أنّ لديه ابنه ....هذا الشعور داوى جراحات العُقم في ذهنه!
.....
تحدث برجفة شفتيه: كيف راح اهدأ......وانت تئول هِربت....أنت فهمان إيش يعني هيدا الشي؟
.....
انخرس ولم يعد قادر على نطق حرفًا واحدًا
فاكمل امير: كم صار إلها؟
لم يعد قادر على الكذب مجددًا شتت ناظريه عنه: تقريبًا أربعة أيام!
.......
ارتخت يدي أمير من الشد على ياقة ماكس....نظر للفراغ من الغرفة.....واخذ يفكر لماذا هربت؟
ازدرد ريقه عدّت مرات
تحدث بصوت غضب: كيف ما لئيتوها؟
ماكس يحاول ان يكون هادئًا: بترجاك أهدأ....راح نلئاها أكيد....
أمير مسح دموعه التي خانته: انا مخبي الجوازات والأوراق الرسمية اكيد ماعرفت مكانوا......اكيد هيّا هون بهاد البلد....
....
ماكس قوّس حاجبيه .....وبشك: فين مخبيهم؟

أمير سكت، وكأنه فهم إشارة ماكس تحدث كالمخبول: ظنك عرفت مكانهم ...و...
ضرب على فخذه بيده بكل حسرة : آه نور آه...
ماكس قام بتعديل الوسادة خلف ظهره وساعدة على الاستلقاء وهو يكرر: لا تتعب حالك....راح اشيّك عليهم.....
امير بتعجل: انا حاططهم بصندوق....في غرفتي.....راح تلائيه فوق....الدولاب.....
جمد ماكس ماكنه.....وتذكر...حينما دخلوا عليها في إحدى الأيام بسبب سقوط ذلك الصندوق وعندما دخلوا
قالت
....


فتحت الدولاب من الجانب الأيمن وكان فاضيًا من الرف الثاني وحتى الثالث اما الأول تعلّقت بطرف الرف ورفعت نفسها على اطراف رجليها شعرت باهتزازه لناحية الامام
خافت من ان يسقط عليها ....ويحتضنها ..اهتز اكثر وسمعت صوت سقوط شي حديدي على الأرض ضجّ صداه على في المكان
بينما هي ثبتت قدميها على الأرض ووضعت يديها امام الدولاب لتمنعه عن السقوط ونجحت ولكن
فجأة انفتح الباب
ماكس بخوف: نور فيكي شي؟
التفتت عليه ونظرت له ولي اليكسا...
نور بتوتر: لا بس فتحت الدولاب وكان فاضي...وطاح هالشي على الأرض...
وأشارت لصندوق صغير مرمي على الأرض...
ماكس اقترب منها: ما طاح عليكي ....
نور هزت رأسها: لالا ما طاح علي...
اليكسا: نور لازم تاكلي مشان تاخزي الدوا...

نور بتسليك: تمام....
ثم نظرت لهم ونظروا لها
شعروا بالريبة من وقفتها ونظراتها ولكن خرجوا وهي زفرت براحة
.....

شعر بالاختناق من هذه الذكرى ، نفضها من رأسه وتحدث ليُطمئن أمير: ان شاء الله خير ارتاح راح روح اشوف
هز أمير رأسه بضعف وهو مغمض لعينيه من الألم
بينما ماكس
خرج ورأى جولي تتحدث مع
سندرا : حبيبتي اهدي.....
سندرا ضربت برجليها على الاري: بدي شوف نور...
ماكس شتم هنا بصوت مسموع لمسامع سندرا وجوري مُراد
حتى التفتت عليه جولي بغضب: اشش.....لا تسمّعها....
ماكس بعجل: راح روح على الشقة....امشي وانتي وياها بسرعة...
ثم تحرك من امامهما أما جولي عندما رأت سندرا تعُاندها في المشي حملتها ومشت بخطى سريعة إلى ان خرجت ووصلت إلى سيارة اخيها
ماكس ما إن أغلقت جولي باب السيارة حتى قاد سيارته ليُسابق الزمن
إن كان فعلًا هربت خارج البلد فهذا ما لا يتمنّاه
ولكن لن يكون صعبًا عليهم في البحث عنها
خافت جولي من سرعته وزفيره القوي ما بين فترة وأخرى
وبعد مرور عدّت دقائق وصلا نزل قبلهما من سيارته ورمى المفتاح على الحارس الشخصي ليوقفها في مكانها الصحيح نزلت جولي متعجبة من حاله وحملت سندرا على يدها
بينما ماكس ركض لغرفة امير
وبحث في الدولاب عن الصندوق.....رآه.....
فتحه وهو يتمنى شيئًا بداخله
ولكن عندما لم يجد جوازها هنا رمى الصندوق بقوة على الأرض
وصرخ: افففففففففففففف
سحب هاتفه سريعًا ، يعلم أنّ اذرع مُراد طويلة ومتعددة
اتصل عليه ولم يُجيبه في المرة الأولى
ولا في الثانية
.............
كان جالسًا امام أخيه المُلقى على السرير صحى من سباته وادرك انه اصبح عاجزًا ودخل في صدمه وصمت طويل
مما جعل مُراد يخاف من ردت فعله تلك
بقي معه وهو يُراقبه ولكن بالأخير طرده ولكن بعد ان نام دخل ليطمئن عليه
سمع رنين هاتفه
ولم يجيب بسبب سرحانه وشدّت تفكيره
في المرة الثالثة ادرك اهتزاز هاتفه في مخبأ بنطاله
نهض رمق أخيه بنظرات الحزن
خرج في الممر أجاب: هلا ماكس
ماكس بغضب: اسمعني منيح.....نور...هربت برا فرنسا....
مُراد بذعر: كيييييييييييف؟
ماكس مسح على شعره: حنا مغفلين....كنا....نفكر.....
ثم سكت لا يعرف كيف يوصل معنى ما حدث اردف بصعوبة: خدعتنا.......عرفت مكان.....الاوراق الرسمية...ياللي مخبيهم امير.....اخزيت الباسبورت وهربت

مراد شتم اللاشيء وكان عليه ان يشتم نفسه حقيقةً!
ماكس بنفس عميق: وبالمناسبة امير عرف انها هربت...

مُراد اغمض عينيه لتعصب الأمور: ليش تقول له....
ماكس بصوت عال: بنتك ئلت إلوا......مو انت وعدتها تشوف نور...وهي تكرر بداياها....ومستجني علينا...

مُراد بتفكير: اقدر اطلّع وين هي فيه خلال ساعتين....
مُراد : وهازا اللي بدي ايّاه.....
مُراد بشتات: راح اكلم صديق لي....في الخطوط الجوية...ونظام الرحلات.....بس اعرف وين هي فيه راح اتصل عليك...
ماكس : راح انتظرك باي
ثم اغلق الخط في وجهه بينما مراد لم يتوانى في الاتصال بصاحبه لينظر للأمر!
.........................
.
.
بينما في الغرفة ، كان يتألم من كتفه ومن الذعر الذي عاشه وذاقه يُريد أن ينهض للسفر لأمريكا وإنقاذ تلك المسكينة ولكن يشعر بالعجز.......حاول النهوض....وهو يزدرد ريقه......وبعد محاولات عدّه نهض.....سحب ملابسه المرمية على الكرسي والتي بها بقع الدم ارتداها بعجل وبصعوبة ......اخذ يتنفس بصعوبة من حركته السريعة ....والمؤلمة له...خرج من الغرفة .....مشى بخطى بطيئة.....وهو يُسند نفسه على الجدار......سقطت عينيه على مُراد المشغول في مهاتفته
اقترب منه بصعوبة سمعه
وهو يردف بالإنجليزية: اسمها نورة يوسف محمد الناصي
قوّس شفتيه الاسم يعرفه جيّدًا صديقة ايلاف
اغلق مراد الهاتف بعد ان شكر ذلك الرجل التفت ورآه
فابتسم بسخرية: امداك تشافيت؟
طارق بصعوبة النطق: ما تبي تسمعني....قلت أقوم اسوي الواجب علي....
اقترب مُراد منه وبنبرة تهديد: جرّب تقرّب من اخويا وشوف راح
قاطعه طارق بعد اقترب منه: اخوك اخذ حقه ......قمت عشان ...راح انقذ ايلاف....
مُراد دفعه بخفه : انقذها من نفسك وابعد عنها.....
طارق ابتسم على مضض: لا تصدقني....بس إدوارد هددني فيها......عارف تقدر تحميها وانت مكانك بس انت مو راضي تصدق......فعن اذنك...
ومشى عنه
تاركًا مراد يردف: خبيييييييث!
ثم دخل لغرفة أخيه وهو يفكر بنور!
...............................

.
.
.
كانت ترتدي على عجل من أمرها......تتحدث
: ادعي ادعي انه المطعم مفتوح.....
ايلاف وهي تجفف شعرها: يا بنتي ما قد شفته فاتح الصبح
نور وهي ترتدي حذاءها: يمكن اليوم غير يعني....
ضحكت ايلاف: الحمد لله والشكر قعدي محلج بس احس مو فاتح....
نور بتأفف: لا........ما بقعد وبطلع ....وعلى فكرة تراني زعلانة من كلامك امس
ايلاف نهضت سحبت حقيبتها من على السرير وبنظره حاده: والله ما قلت لج حجي يزعل قلت الصج لج وانتي مو راضية تتقبلين هالشي
نور بتأفف: ااااااااااااف
ايلاف اشارت لها: افين ....يلا طسي....
نور مسكت ايلاف وحضنتها بقوة دون سابق انذار
ايلاف دفعتها عنها: وييييييييييعه وخري....شنو هذا.....
ولكن نور عادت حضنتنها وبدأت ايلاف تتفلّت منها
نور ضحكت بخفة ثم تركتها وحكّت ارنبة انفها
ايلاف ضربتها على كتفها: مينونة؟
نور ابتسمت على ردت فعلها وبهدوء: فكرت امس بكلامك....صدق انا زعلانه
ايلاف كنت ستتحدث ولكن اشارت نور بجدية: خليني اكمل
ايلاف تكتفت ونظرت لها بملل: جلست اعيد الامر على نفسي واناظره من زاوية انا أخاف اناظر منها

ايلاف ابتهجت اساريرها نظرت لنور وهي تهز برأسها
لتكمل: حسيت وقتها بتذبذبي.....وخوفي.....انا لو أقول مسيحية راح اشوّه سمعتها وان قلت مسلمة الإسلام متبري مني ومن افعالي...
ايلاف اشارت لها بأن تسكت ووضعت يديها على رأسها بصدمة: نور شالحجي....
نور بنفس متسارع: خليني اكمل ...
ايلاف سكتت
لتكمل نور: انا لا كذا ولا كذا...
ايلاف بصوت يشبه الصرخة نقزت للوراء كردت فعل مخيفة : شنهوووووووووووو؟......كافرة يعني......

ضحكت نور رغمًا عنها: هههههههههههههههههههه لالا....
نور بجدية: انا مسلمة بس ما فيني ....
قاطعتها ايلاف وهي تزغرط: كللللللللللوش.....خلاص انتي قلتيها بعظمة السانج انج مسلمة......بس مابي حجي ثانية ....
نور بجدية: مسلمة بالمسمى بس.......حتى لم كنت ادّعي المسيحية كنت بالمسمى وبس....يا ايلاف......انا ضايعة.......مو عارفة وين وجهتي فيه....إن قلت انا مسلمة ......هذا ما راح يغير شي من كوني عاصية....

ايلاف بتفهم: عشان كذا كنتي...تقولين..
هزت رأسها نور : أي......ادري اني عاصية......سويت أمور....كثير....تغضب ربي......امور استحي اقولها لك....و
ثم غصّت في بكاؤها
ايلاف طبطب على كتفها: انّ الله غفور رحيم...
نور مسحت دموعها: أمور كثير اجهلها.....في الدين الإسلامي......وامور كثيرة أصلا ما عرفها في الديانة المسيحية........حتى لم كانت تعلمني عليها ديانا ما كنت استوعبها لأني مو مقتنعه فيها.....بس كنت أخاف اواجه نفسي .......كنت أخاف اواجه هالتخبط اللي بداخلي بس امس عجزت أنام بعد كلامك....انا ابي اتغير.....قلت ابدي من هالنقطة ......عشان ابدأ صح....وفكرت...وحسيت اني....ما زلت على الإسلام......بس ما عرف أمور كثيرة فيه.....يا ايلاف.....

ايلاف ابتسمت: خطوة حلوة منج.......بساعدج تفهمين أمور كثير صدقيني......بحاول ألملم شتاتج .....وبحاول اساعدتج في فهم الأمور .....وحل المسائل المعقدة اللي تجي براسج....
نور احتضنت ايلاف بشدة وبكت بصوت: وجودك مخليني شجاعة قدام كل التخبطات اللي اعيشها ........
ايلاف طبطبت على ظهرها واغمضت عينيها لا تريد أن تبكي: ووجودج مخليني اتناسى أمور وايد عجزت اتناساها وانا بذيج الفترة اللي صرت فيها لحالي...
نور ابتعدت وقبلّتها على خدها: خلاص ما ابي ابكيك روحي الجامعة
مسحت ايلاف دموعها سريعًا: شعقبى يا كـ....
ضحكت نور
بينما ايلاف مرت من جانبها وهي تقول: باذن الله بشوفينه فاتح.......روحي....والقلب داعي لج.....
أرسلت نور لها قبلة في الهواء ضحكت ايلاف بينما نور جففت دموعها وخرجت وبيدها حقيبتها
....

كانت ع امل من ان ترى لها وجهة جديدة للهروب من حرب افكار الامومة وهفوات أنانيّة الماضي، والذّكريات المستحيلة
لذا قررت أن تُكمل ما بدأته هنا لن تسمح لأي شيء كان يُحرقها بما آلامها مُنذ التسع السنوات يكفي تُريد أن تعيش بلا أوجاع نفسية وجسدية أخرى لذا قررت
لن تُكمل مسيرة عملها كجليسة اطفال ، لأنها ادركت هذا العمل لن يجلب لقلبها إلا المآسي والندم وتدفق الذكريات وسيضيّق عليها محاولات النهوض والابتعاد عمّ حدث لها سابقًا!
ستهرب بطريقة اخرى، وفي منحنى آخر وباندفاع اكبر عن مشاعر امومتها وعن محاولة سجنها في قوقعة الانتحار!
.....
ازدردت ريقها ومشت بخطى واسعة لتشجّع نفسها على الاقدام وحينما اقتربت وسقطت عيناها على
واجهة المطعم

تقدمت اكثر وقرأت الاسم بترنّم وتنهّد مخيف!
مشت بخطواتها
لترى الباب مغفلا ونظرت للوحة الصغيرة التي تُعلن عن قفله بهذا الوقت(مغلق)

تنهدت بضيق وشعرت باول الخيبات من هذا المنحنى الجديد من حياتها
ولكن لم يبقى هذا الشعور مطولًّا بعد ان رأت احدهم يقوم بتنظيف الطاولات وترتيب المكان شعرت أنّ روحها عادت لمكانها مسحت على شعرها ابتسمت بتفاؤل في لحظة ارتعاش جسدها من البرد واخذت تطرق الباب بخفة
لِلفت انتباهه
التفت ونظر لها بتساؤل
فأشارت له برجاء ان يفتح لها الباب
فاشار لها بانه مغلق

عبست بوجهها وطرقته ضامه كفي يدها برجاء
ان يفتحه
تنهد بضيق من إصرارها ترك ما في يده ثم مشى لناحية الباب فابتهجت اساريرها بينما هو فتحه تحدث بالإنجليزية: what do you want?
(ماذا تريدين؟)
نظرت لوجهه بهدوء : I want to see your manager
(اريد ان اقابل مديرك)
تحدث برسمية :Iam sorry…..he..
(آسف هو .....)
قاطعته برجاء بعد ان ادركت جملته lease, let me see it.
(رجاءًا دعني اراه)
.
.
تأفف وخشي من ان يكون الامر مهمًا وخاصًا لرؤية صاحبه ولأنه لا يريد ان يطيل الامر امام الباب لكي لا يتجمهر الناس حولهما ويظنون انّ المطعم في هذا الوقت متاحًا لذا دخل الرجل تارك جزء من الباب مفتوحا لقطع النقاش
مشى بخطى وهو يصرخ:سلطان...يا سلطان...تعال شوف هالبرصة وش تبي؟

فتحت عيناها على الاخر لكلمته لم تفهمها بالمعنى الحرفي حقيقة ولكن شعرت معناها كالشتيمة لذا غضبت وشعرت أنّ الأمر سيطول وهي لا تريد ذلك ابدًا تقدمت للأمام ودلفت من الباب واغلقته ورائها ليترك صوته العالي
فالتفت وهو يردف بالعربية ظنًا منه أنها اجنبية لا تعرف حديثه: وش في امها ذي؟
قوّست حاجبيها بملل لوقاحته وكانت ستتحدث بسبب اسلوبه الهمجي هذا ولكن ظهور سلطان أمامها على حين فجأة اخرسها وهو يردف :خير شصاير؟

تحدث الاخر وهو يشير لها بلا مبالاة: هذي صدعت براسي الا تبي تشوفك....مادري وش تبي....بس واضح وراها بلا....والله يستر منها ...شوف وش تبي...خل تطلع من هنا ....
لم تتحمل حديثه وفهمها له .....تقدمت للأمام رفعت صوتها قليلًا لتصدمه بقولها له: تطمن ما وراي شي......ولاني جاية عشان اجيب لكم لا مصايب ولا غيره

فتح عينيه مذعورا: عربية؟

كتفت يديها وشتت ناظريه عنه بتملل، واخذت تحّك طرف انفها لتظهر له عدم مبالاتها لصدمته واحراجه الذي بان على وجهه كوضوح الشمس !
اما سلطان نظر لصاحبه وكأنه يعاتبه على أسلوبه الهجومي المنفعل شعر بالأحراج في وضعه أمامهما هكذا
تحدث بحرج : عيسى روح ارتاح.....

نظر اليه صاحبه بخجل فهم يريد أن يبعده عن المحيط المخجل الذي عاشه هز رأسه ثم توجه للداخل هاربًا من عينيها التي تمركزّت عليه في تلك اللحظة!
.
.

اما سلطان نظر لها تقدم خطوتين للأمام ثم تحدث بهدوء وحرج في الآن نفسه بسبب موقف صاحبه: خير اختي

شعرت بالتوتر والتخبط والخوف في الآن نفسه لا تدري كيف تبدأ وكيف تنهي الحديث معه بإقناعه في قبلوها للعمل معهم بللت شفتيها سريعًا ثم نظرت له وبكذب: انا قد قريت انكم محتاجين لـ
وبتردد كبير ..اخذت ترمش عدّت مرات باضطراب واضح ثم اردفت: لموظف جديد...اقصد
فهم قصدها وشعر بتوترها وباختصار اردف : اسف اختي ما نوظف طاقم نسائي...
شعرت انّ الاكسجين انقطع في هذه اللحظة
لن ولن تستلم لذا اندفعت بحده حديثها وتشاؤمها : وش هالصبح اللي طيّحني على واحد همجي والثاني عنصري!!!

صدمت سلطان بعبارتها لذا أشار لها بتحذير :اختي إلزمي حدودك واوزني كلامك...

نور لا تريد ان تخسر فرصة توظيفها هنا مسحت ع شعرها وادركت انهيارها هذا في غير محله سحبت هواء عميق تمتمت بالاستغفار! ثم نظرت له: آسفه
وبنبرة مترجية: لكن انا بحاجة لهالوظيفة

سلطان حك انفه بتوتر نظر لوجهها ولجديّة حديثها :وانا اسف ع اللي بدر من صديقي ......واسف مرة ثانية اني ماقدر اوظفك...
نور ترقرقت الدموع في عينها لا تريد ان تعود لنقطة الصفر تحدثت بهدوء وبكذب لاستعطافه: انا حالي من حالك طالبة .......واظنك فاهم ايش يعني وكيف المعيشة هنا....
سكت سلطان وشتت ناظريه عنها!
تحدثت برجاء: وش بصير يعني لو وظفتني
سلطان بهدوء:اختي قلت لك الطاقم هنا كله رجالي......وانا مابي وجع الراس
نور فهمت اشارته سكتت ثم اردفت بهدوء: والله فاهمه بس عادي لو تخليني اغسل صحون وبكذا ما راح اكون
قاطعها : لا تحرجيني اختي اسف والله
قاطعته وهي تمد كرت به اسمها الحقيقي كاملا ورقم هاتفها ايضا: يمكن تغير رأيك هذا اسمي كامل ورقمي عن اذنك

وضعت الكرت ع الطاولة الفاصلة بينهما ثم خرجت وقلبها مكسور وعينيها مترقرقتين بالدموع ركضت لوجهتها الغير معروفة اخذت تظهر شهقاتها ممتدّة من صدرها خارجه من بلعومها وحتى مخرج فمها بصعوبة مسببة آلمًا لصدرها وضعت يدها على صدرها لتضغط عليه بقوة ركضت بعيدا عن قساوة افكارها وخوفها من البقاء في وحل الماضي وذكريات الم الولادة
بكت بدموع بلا حرج من نظرات الناس من حولها
الموقف لا يستدعي أن تنهار بهذا الشكل ولكن الضغوطات تسبب هذه الانهيارات التي ليس لها مبرر صريح ومعروف....صدمت بهذا وهذاك وهي تركض
خائفة من كل شيء.....هاربة للاشيء!
.
.
.

بينما سلطان تأفف شعر أنّ قلبه مال للحزن عليها بلل شفتيه ثم مدّ يده لـيسحب الكرت قوّس حاجبيه ونظر لاسمها من باب الفضول وفي قرارة نفسه لن يوظفها مهما كان ظرفها لا يستطيع أن يكسر القوانين الذي وضعها من أجل أمان المكان !: نورة يوسف الناصي
وضعت اسمها الحقيقي بلا خوف.....طبّقت حديث ايلاف في كل الأشياء واجهة مخاوفها التي تعصف بها الآن
واجهة نفسها أنها لا تدرك شيء في الديانة المسيحية .....ادركت انها عاصية لدرجة مخيفة! واجهة نفسها بقول (أنا مسلمة) ولكن متذبذبة!
واجهة نفسها بكتابة اسمها وربطه بذلك الرجل الذي تركها ليعصف بها الناس كما يشاءون ويحلوا لهم
ادركت انّ نُكران هذه الأمور لن يجلب لها الراحة ولا حتى السعادة .....لذا كما قالت لها ايلاف عليها بالمواجهة وإن كانت النتائج مخيفة ومحزنة
وهذي هي بداية المواجهات!
...........

قوّس حاجبيه اخذ يفكر لمدة دقيقة وربما اكثر لقب العائلة جدًا معروف لديه ولكن يحاول أن ينكر الامر ولكن كيف اسم والدها كاسم .......
وبعد استيعابه وتقشعر جسده تحدث بذعر: مستحييييييييل شلووووووون؟

مسح على راسه ودار حول نفسه كل ما يعرفه عن صاحب ابيه المقرّب (يوسف) أنّ لديه ولدين
ناصر وسعود وفتاة كان سيرتبط بها ولكن حدث ما حدث لتنفصل فكرة الارتباط هذه ولكن اسمها ليس نورة بل شيخة
هل هناك سر خفي؟! أم تشابه أسماء

اخذ يكرر : ياربي وش هالللغززززز بنت عمي يوسف!!
.
.


من باب الاحترام وعظم صداقة ابيه ليوسف فهو يسميه كما تربّى منذ الصغر ينادي يوسف بـ (عمي)
.
.
شعر لوهلة أنه أضاع حلّا للغز ما!

فخرج من المطعم راكضًا وهو يتلفت يمينا ويسارا باحثا عنها فلم يجدها...تقدم للشارع الرئيسي اخذ نفسًا واخذ يفكر
: شلون .....شلون بنته......ولّا مجرد تشابه اسماء
اخذ ينظر للمارة بضياع أفكاره....... ثم عاد بإدراجه للمطعم وهو يفكر بعمق في الامر! لابد أن يصل إليها لمعرفة ارتباطها بيوسف.......لِم هو مهتم لا يدري ولكن الفضول.....اخذ يدّق رأسه دقًّا....سحب الكرت ووضعه في مخبأ الجاكيت
نادى: عيسى أنا طالع.....
ثم خرج من المطعم من جديد!
.
.
.

.
.
.
.
تم رمي الطُعم.... رمي الذكريات امام وجهها لتتدفق بشكل مستمر .....رمى الذبذبات وموجات صراخها.....رمى الحنين والاشتياق لوالدتها رغم كل شيء.....ركضت عائدة للشقة هاربة من كل الاشياء التي تخيفها لا تريد ان تستمر في وظيفتها كجليسة اطفال لا تريد ان يطول الامر وإلّا ستموت حسرةً والما وقهرا مما فعلاه بها امير وديانا.....بكت ع الكنبة منتحبة لعدم قدرتها على تجاوز كل الاشياء رغم محاولتها في العبور من امامهم!
.

.


.

بينما ايلاف بعد ان خرجت مبتسمة ومبتهجة في ايفاق نور على حقيقة امرها مشت بخطى متفائلة للحياة تبتسم للمارة باطمئنان ، تنهدت بسعادة وتمنت في هذه اللحظة رغم صعوبة تمنيها ولكن هناك رغبة صارمة في ان تتمنى لقيا طارق اليوم تشعر انها اشتاقت له، رغم انها خجلة من ان تراه وتضع عينيها في عينه ....فامر التحرش حدث امام عينيه دون وشوشة وهذا امر مخجل.....ولكن لا يهم ما يهمها اليوم ان تكتمل سعادتها بلقياها به....واحتضان عينيه بنظراتها .....حقيقةً هي خائفة من ان يتركها بعد ما حدث .....ولن تلومه ع ذلك.... إن فعل....هكذا فهمّت نفسها لا محال للومه...ما حدث صعب عليها ..فكيف به؟ ....مسحت ع شعرها .....ولم تدرك انّ هناك شخص نظر لصورتها التي تم التقاطها بالأمس ......لينظر لها اليوم بأفكاره الجديدة والخبيثة...ارسلوا له صورتها مع نور وما زالت رغبته بها تزداد.....ورغبته في اقهار طارق تزداد يوما عن يوم....علم انه لم يمت...ولكن لا يحق له ان يعيد محاولته في قتله فتلك قوانينهم الغريبة يحق له محاولة قتل الخائن بينهم مرة واحد وان فشل لا يحق له ان يعترض له من جديد لقتله والا طرد من عمله! وهذا الامر ممتع بالنسبة اليه ويعلم انه سيؤلم فؤاد طارق بخططه الجديدة....عندما راها تمر من ناحية الممر الذي يؤدي اليه اسند نفسه ع الجدار وتهيّأ للاستعداد في المغامرة
رآى ابتسامتها ضحكتها....شموخها......مشيتها المتزنة جسدها الممشوق .....جمال وجهها الهجين!....رأى كيف تسترق النظر للناس لترمي لهم بعينها جزء من سعادتها ......ولكن لم يهمه ذلك كتم انفاسه عندما سمع طرق نعليها بالقرب منه اخذ وضعية الهجوم والاستعداد في سحبها بخفة
وحقيقةً هذا ما حصل
ما ان خطت خطواتها بالقرب من هذا الممر الضيّق حتى شعرت بتلك الايادي تطبّق على يديها والاخرى تُكمكم فمها

شدها اليه كلمح البصر وكأنها مُعتاد على فعل هذا الأمر دون أن يجعل الناس ان يلاحظوه! خفة....ومهارة خبيثة يمتلكها قطّاع الطرّق ورجال العصابات والمجرمين!
سحبها من الخلف ليجعل جسدها مستند على جسده ويحكمها بيديه عن محاولة الإفلات!
كانت تتحرك بعشوائية لا يريد ان يلحظ احد حركاتها تلك لذلك سحبها لعمق الممر وكانت المباني قليلًا قريبة من بعضها لذا ضوء الشمس كان يخترق الممر بشكل عامودي لينبعث وينتشر منه الضوء للأسفل بشكل خافت
ما زالت تقاوم يديه وهو ما زال يحاول أن يخرج بصعوبة الابره من جَيبه عضّت على يده بعد أن ادركت إصراره في شد جسدها ومنعها من الحركة وبسرعة ضربت بكعب نعليها على قدمه
وكرد فعل منه تركها سريعًا و لتهرب لنهاية الممرفـ شتم نفسه هنا سحب نفسا لكتم الألم وركض خلفها تمامًا
..
ايلاف بدأت ذاكرتها تسترجع الأحداث المرّة مؤخرًا لا تريد أن تكون ضحية اغتصاب أو ضحية قتل مجهولة التفاصيل
فكثيرًا ما سمعت عن مقتل الطلبة المبتعثين في الأوان الأخيرة والتفاصيل تكون مبهمة او غير معروفة هي لا تريد أن تصبح واحده منهم تريد الحياة بشكل آخر تريد أن تنجو من هذي الأيادي الحقيرة
.
.
صرخت مستنجدة ....قلبها ارتعب الم يكفي ما حدث لها قبل عدّة ايام......للتو شعرت بالسعادة كيف تثسلب منها خلال دقائق قليلة، شعرت انّ الموت يطبق بيديه على عنقها ويحتضن جسدها ويعتصره بقوته ...ارتجفت كل خلايا جسدها وهي تركض...سريعا ما جفّ لسانها وازدردت ريقها بصعوبة شدية أدّت بِها للاختناق لوهلة ولكن لم تدرك هذا بسبب ذعرها كحت مرتين وهي مستمرة في الركض!
.
.

نظرت للخلف لتختطف نظره سريعة لم تتعرف على وجهه بسبب تجمع الدموع في عينيها....وتشوش الرؤية على عينيها....تريد والدتها حصة ......حضن ابيها مشاري........تريد حضن نور....أجل تريد نور الآن....تريد أن تختبأ في حضنها .....رغم أنه لا يسع حزنها فكلتاهما موجوعتين وعندما يحتضنان بعضهما البعض حزنهما يأخذ حيّزًا كبيرًا من احضانها ليخنقهما في نوبة البكاء
صرخت
:نووووور
لا احد يسمعها، ازداد تنفسها في صعوبة سحب الهواء
بينما هو اقترب منها اكثر وسحب حقيبتها بقوة ليضع ثقله عليها ويجعلها تتعرقل في ركضنها ولكن هي تركتها
شتم نفسه من جديد هذا الممر طويل وهي تمتلك طاقة كبيرة في الركض
هو لم يدرك أنّ
طاقتها نفذت وما يجعلها تركض الآن هو الخوف فقط لا دخل في الطاقة الآن ....كل ما يحرك خلايا جسدها الذعر والخوف
ادخلها في متاهات البيوت الضيقة اين الشارع؟ لا تدري
هل هو كان مخطط لذلك؟
بكت بصوت عالي لاحد هنا......ماذا يحدث هل المكان مهجورا؟
ركضت ثم نظرت للخلف من جديد وليتها لم تلتفت التوت رجلها وسقطت عل وجهها حتى انضرب طرف ذقنها بقوة على الارض واحدث جرح صغير وربما ستخرج بعدها كدمة صغير لتنم عن الألم!
وبسبب هذه الضربة عضّت ع طرف لسانه بشكل لا ارادي حتى جعلته ينزف
بكت بالم ونهضت لتقف سريعًا على قديمها دون وعي للآلام !
أخذت تمشي خطوة للأمام وهي تعرج لا تدري كيف نهضت ربما ظله الذي يعلن عن قربه جعل معدل الأدرينالين يرتفع لتنهض وتدوس على قدميها وتسقط من جديد
هدّأ من ركضه ومشى لناحيتها وهو يبتسم بخبث على حالها
اما هي زحفت ع بطنها الى ان حاولة النهوض نهضت من جديد وهي تنتحب بخوف
الموت افضل من ان يحدث لها كل هذا الرعب
صرخت :يبببببا ..............يممممه
لا احد يجيبها سوى صوت قرب خطواته وتردد صوتها في المكان دون مُجيب!
نهضت من جديد وهي تبصق الدم من فمها وتبكي كطفل اصاب بالأذى ويريد من يخلصه منه!
مشت خطوة وخطوتين وثلاث
ولكن شعرت بتطبيق يده حول خاصرتها اغمضت عينيها وجمدت في مكانها وشعرت بانقطاع الاكسجين من حولها شعرت بمرارة الدم وكثافته في فمها شعرت باستنفار خلايا جسدها من مسكته...شعرت بالخوف.....والذعر منه شعرت انّها على حفة شفرة من الاغتصاب او الموت او التعذيب او.....لا تدري أي الاحداث ستتجرّع مرارتها بعد أن ظفر بها!
همس بلغتها العربية المكسرة: لا تخاففففففي
جعلتها لا شعوريًّا ترتجف ما بين يديه
شدّت على جفنيها وهي مغمضة......ازدردت ريقها لتبلع معه الدم المّر بكل خوف حاولت برجفة يديها للمرة الأخيرة ان تزيح يديه من عليها ولكن طوّق جسدها بيديه اكثر وشد عليه ليوقف مقاومتها له وبكت وانتحبت هنا وهي تكرر
:اسفه يمه....ييييبه..... مو قادرة مو قادرة ....
تتكلم بهذيان ......تشعر انها تحلم .....دقائق وستستيقظ من كابوسها هذا وهي في حضن والدتها الدافي....لن يطول الامر ....لن يطول....فتحت عينيها تريد أن ترى ما تخيلته
وعندما شعرت بالخيبة
همست :طارق
ولكن فجاة ع اسمه شعرت بوخز الابرة في رقبتها .....وشعرت بوجعها في تلك اللحظة.....وبضعفها واستسلامها....لنفاذ صبرها .....وطاقتها......افرغ السائل ثم سحبها بلطف
رفّ جفن ايلاف للأعلى تحاول مقاومته....تهمس
: يمه.......يبه....
شعرت بثقل جسدها قليلًا وتنمل أطرافها : نووووور........طااارق....
ولكن ما هي الا دقيقتين حتى تدلّى راسها للأمام ومن جنون أفعاله قبّل مكان الوخز بلطف ثم همس
(مترجم): لن اؤذيك....فقط سأؤذي قلب محبوبك عزيزتي!
حملها بين يديه ثم مشى للوجهة التي يعرفها، بهدوء .....رجليها أصبحت متدليتين وكذلك رأسها ويديها....حُملت على ايدي اقدار أخرى.....واحداث متفرقة الطّرق.....وعلى مسميات لا تذكر ......دلال نجّت من حبها
وجورج تسلّط عليه من يأخذ بثأر دلال دون أن يدرك ذلك!
وطارق اخذ حق السنوات الضائعة
بمقابل ضياع شخص لا يعي شيء من كل هذه الأحداث المترابطة ببعضها.....حُملت على مبدأ الانتقام ......واستخدامها كوسيط للوصول إلى مخاوف العدو ولكن ......تحريكها في منتصف هذه الخطة لم يحدث إلى انعاش للماضي......
ولإرسال نبضاته إلى كل من سكنت روحه
لتذكيرهم بما فعلوا.......اما هي الآن ستدفع ثمن الجميع ليس فقط ثم رغبة طارق في الانتقام!
..............
.
.
وصل السيارة فتحوا الحرس له الباب ادخلها ثم دخل بعد ذلك اغلقوا الباب وانطلق السيارة إلى مصير جديد
وحياة جديدة.......واحداث لا عناوين لها!
.................
.
.
.
يريد أن يتحدث يستفسر عن حديث عمه يشعر بلغز كبير في حياتهم ويخشى ان يكون حله صعبًا ونتائجه وخيمه
اليوم اخرجوا والده من المستشفى ......بطلب منه وبخروجه على مسؤوليته ......الجميع اصبح في منزله.....من أرادوا المجيء ومن لا يريدوا.....
اصبح جالسًا في وسطهم رغم محاولة الجميع في جعله ان يستلقي على سريره
بينما سعود ما زال يفكر باللغز يريد من ابيه ان يسترد وعيه وصحته للتحدث معه من هذا الباب

.
.
تحدث أبا سلطان: لا وجهك اليوم يبشر بالخير......ما فيك إلا العافية وانا خوك بس شد حيلك......واهتم لصحتك......ولا تهتم بشي ثاني...
يوسف....
فهم حديث صاحبه كيف لا يهتم كيف؟ واخذت نورة تحتل جزء كبير من عقله.....واخذت تأتيه في منامه بشكل مكثّف ومخيف......
تأتي على هيئة طفلة رثّة الثياب...بعينين غارقتين...ووجه مسود.......ويدين مقطوعتين....وشعر منكوش....تكرر بصوت مخيف وغريب لا يمت لنبرة صوتها التي يعرفها بصلة
(خايفة)
هذا الحلم أوقع به على فراش الموت ولكن نجى منه بقدرة قادر هز رأسه متنهدًا
بو خالد لا يعرف كيف يخفف عن أخيه ولا يعرف كيف يُسعده ولكن يدرك انّ الأمر ليس هيّن واصلاحه صعبًا
وتأنيب ضمير أخيه جاء متأخرًا ولكن سيحاول معه في أصلاح الامر
ولكي يخفف عن أخيه ويغيّر من الأجواء الكئيبة رغم انه اتفق معه على عدم الإفصاح عن الامر
ولكن هو يشعر بابنه ويشعر انّ الأجواء الحزينة ان استمرّت ستجلب الاسالة وستحزن قلوب كُثر
لذا قال: ما عليك شر يا خوي....والف الحمد لله على سلامتك
تحدث أبا ناصر بوهن: الله يسلمك.....
بو خالد تحمحم : احم....وانا خوك دامك قمت بالسلامة.....ووفينا بالنذور.....والعيلة تجمعّت....والفرحة اكتملت بالوجوه الغانمة ........حاب اخلي هالفرحة فرحتين....
بندر وخالد نظروا لأبيهم كردت فعل تنم عن صدمتهم
وابا سلطان نظر إليه بخوف مما سيقوله
بينما بو سيف نظر إليه باهتمام

عزام لكز سيف وبهمس: لا يكون بزوجّه على خالتي
سيف ابتسم على ذبه أخيه : اهجد
عزام لكز خاصرة سعود ليغيّر من أجواء صمته وحزنه: الحق خالي بزوّج ابوك على امك...
سمعه قصي ليبتسم ببهوت: شكلهم الاثنين مع بعض
ضحك بخفة ناصر : قسم بالله عليكم خبال حتى في وقت الحزن ههههههه
بندر التفت عليه بعد ان سمع ضحكته: شفيكم تتهامسون....
رد جاسر على ناصر: أي حزن .......صدقني الحين بنقوم نرقص دبكة على خبر زواج ابوك...
بندر فهم أنهم يحاولون تلطيف الأجواء لذا
(درعم ) في الحديث: وانا اشهد...
خالد نظر لوالده يريد ان يكمل
فقال: انا شاري قربك يا خوي......
بندر وقع قلبه في رجليه
خالد نظر لسعود وناصر الذي حدقوا به
بينما عزام همس لجاسر: اوه أخيرا بصير عندنا فرح
جسار لكز خالد: من متى قررت تزوّج؟
خالد مصدوم هل حقًا سيقرر ابيه عنه ويخطب شيخة له؟
ولكن اكمل أبا خالد: طالب يد بنتي شيخة لولدك بندر!
كان بندر متوترا سحب كأس الماء ليشرب ولكن ما إن سمع حديث ابيه حتى شرق بالماء
قصي طبطب على ظهره بخفة وبندر منصدم من ابيه : كح كح كح...
التفتت الأنظار عليه
وضحك ابيه بخفة يعلم أنه صدم
بينما عزام همس: فشلتنا .......اهجد .....
سعود ضحك بخفة......
بندر عندما شعر انّ كحته مستمرة نهض مستأذنًا
فهمس جاسر: اويلي استحت العروس
لكزه سيف : اهجدوا خلونا نسمع.....
اكمل يوسف: تعرف يا غازي البنت تو....
قاطعه بو خالد: عارف.......ولكن يا خوي.....ما ودي اطوّل السالفة والولد شاري البنت....
ناصر قوّس حاجبيه بعدم رضى فحال والده ليس في محل اخذ وعطى في هذه الأمور
اما سعود بدأ يندمج بالحديث مع عزام وبهمس: الله بيزوج قبل خالد....
عزام بهبل: متولّع في اختك ......ما عليه شرها...
سعود وسّع حدقت عينه عزام ضحك واستوعب جملته فقال: اسفين اسفين يا ولد الخال.....
جسّار شاركهم الهمس: والله وطلع يعرف يحب....
خالد نظر لأخيه الذي عاد إليهم من جديد وعندما جلس قال: انت قايل لأبوي يخطبها لك؟ بهالاوضاع ذي...
بندر هز رأسه بلا
اكمل يوسف: نسال البنت يا خوي وان شاء الله تسمعون اللي يسرك انت وبندر....
بندر ابتهجت اساريره ظنّ انّ الامر سيطول ولكن ما حدث اصبح في صالحهما وليس كما يظنون
قصي لكزه: اووووووه شعليك بتعرس.....
سعود: وبنصير نسايب......
ناصر ضحك على طريقة تنرم الكلمة من أخيه.....
بو سيف شعر أن وجد طريقًا لقول: ودام اليوم يوم الافراح.....اجل اسمعوا.....
عزام همس لأخيه سيف: ايش عنده الوالد تحمس...
سيف ضحك بخفة عنه: هههههههه اكيد بقول عن قصي...
قصي سمعه: ان شاء الله.....يارب...
جسار: خذ لك شوفوا المتولّع الثاني...
سعود بفضول: بمنو متولّع قصقوص؟
قصي ضرب فخذ سعود: فيك يا قلبي...
سعود : ويييييييييييييييع
ناصر أخيرا شاركهم: هههههههه ابي اعرف متى تقطعون عادت الهمس ذي......ولا ضحك على الصامت الله يفشلكم....
خالد ابتسم: كانهم طلبة في حصة رياضيات....
سيف ضحك بخفة بينما اردف سعود: ها ها ها والله ما ضحك ما تعرف تنكت يا خويلد...
خالد رمق بنظرات: تكفى عاد اضحك!
عزام: بدأت أجواء الضراير الحمد لله والشكر
جسّار : هههههههههههه
........
بو سلطان ابتسم: الله يدوم الفرح ......اي وش بقول لنا يا بو سيف
بو سيف بهدوء: الحمد لله بعد الزن والحن .....احد من هالثلاث ....قرر يزوّج
وأشار على قصي وجسار وعزام
الذي همس: لا حول ولا قوة الا بالله دايم مخلينا ضد الزواج
جسار: اصبر بجيك نصايح الحين على كيف كيفك
سيف ضحك بخفة
....
بو سيف: قرر قصي يزوج وخطبنا له من عيلة السامي....
بو ناصر ابتسم: مبروك الف الف مبروك.....
بو سلطان: والله زين ما ناسبتوا....عيلة السامي معروف عنها بالاخلاق والسمعة الطيب....
....
جسّار بهمس لقصي: واخذ لك احلى تطبيل الحين....
ناصر بضحك: ههههههههههه استغفر الله
قصي لكز كتف أخيه: جببببببب
...
بو خالد: ورا ما زوج عزام وجسار...
عزام بهمس لأخيه: بدأ أسلوب التحريض
جسّار: قوم قوم ننحاش....
سيف: ولعنه اجلسوا بس...
سعود ضحك: هههههههههه دوروا لكم مخرج....
............
بو سيف: متى ما نطقوا مثل اخوهم وقالوا يبون يعرسون زوجانهم......
بو خالد التفت عليهم: ومتى تبون تعرسون...
ضحك بو سلطان : ههههههه حجر عليكم خالكم....
جسار همس لعزام: رد رد....ولا بقوم اسوي سالفة...
قصي ضحك: ههههه وش بسوي يعني....
عزام نظر لخالد : اصبر بوهق معاي خويلد...
خالد سمع وفتح عينيه على الآخر
قال عزام: باذن الله زواجي انا وجسار وخالد مع بعض
خالد همس له بعصبية: الله ياخذك...
سيف بضحكة وهمس: تعرفون توهقون بعضكم هههههههه
ناصر احمر وجهه وهو يكتم ضحكته

بو خالد ابتسم: ومهر حريمكم نذر علي.......
بو ناصر بدأ يندمج معهم وتحدث مبتسم: ونزوج ناصر معاهم وتكاليف زواجهم علي.....

ناصر نظر لوجه عزام وكأنه يقول(حسبي الله عليك)
وغمز له عزام
جسار همس لهم: مصيرنا واحد لاحد ينطق وقول يبي يعرس إلا وهو مشاورنا
عزام بتعزيز: بسوي قروب خاص فينا
قصي بضحكة خفيفه: ههههه سموه رجال تحت الحِصار
سيف : هههههههههه حالكم مستعصي....
سعود رفع كفيه للأعلى: الحمد لله ما جاني الدور.....الف الحمد والشكر لك يا رب...

..........

بينما قصي تذكر امر مُهره فهمس في اذن عزام: عزام تكفى لحد سال عني صرفه لازم اروح لمهره...
عزام بجدية نظر له وبنفس الهمس بحيث لا احد يسمعها: ليش فيها شي؟
قصي بهدوء: لا لا....بس تعرف...
عزام ابتسم وغمز له: خلاص فهمنا ياخي روح روح...
قصي : عارفك بذلني...
عزام بابتسامة خبث: حبيبي اللي يعرفني والله
قصي هز رأسه بأسى وخرج من المجلس بعد ان استاذن
.
.
.
اما في صالة النساء ، الفرح والسرور.....يدور حولهم ويخترق وجوههم
ولكن كما هناك عزام وجسار هنا نوف وشيخة
نوف لكزت شيخه: قومي نروح غرفتك مابي اسمع سواليف الكبار
شيخة رمقتها بنظره وبهمس: متأكدة ؟
نوف ضحكت على نظراتها: عندك شك...؟
شيخة : أي والله
نوف بملل: جد قومي عندي لك سالفة بمليون
شيخة بحماس : قولي والله
نوف بهدوء: والله
شيخة شعرت بجديّة نوف نهضت وهي تقول: عن اذنكم ......
ثم نهضت نوف
....
ام ناصر: الا كيفك يا الجازي وكيف عبود بعد عمري ....
الجازي تحاول بعد ما حدث في الأوان الأخيرة تبتسم : بخير
.
.
ام سيف نظرت للجازي وللتغير الذي طرأ عليها تنهدت على حالهما
: بعد عمري كبر....يا جعل افرح فيه معرس
ابتسمت الجازي وقبّلت ابنها.....

.
.
في غرفة شيخة
شيخة جلست على طرف الجازي: هاااا وش عندك....
نوف بلا مقدمات وضعت الهاتف في وجهها وسحبته شيخة من يدها واخذت تقرأ الرسالة وبعد أن انتهت
قالت بصدمة: سيف والجازي مزاعلين...
نوف جلست بالقرب منها: أي صار لهم يمكن شهر ونص ......وووصلت للطلاق...
شيخة شهقت: ....هأأأأأأأأأأأأ......لا قولين....
نوف تكتفت: مع الأسف.....ومثل ما تشوفين حتى هو سيف يفكرني احرضها على الطلاق.....
شيخة بعدم فهم: منو غيره يفكر كذا...
نوف بنبرة حزن: ابوي....
شيخة بشك: وانتي صج



نوف باندفاع: مجنونة؟....اكيد لا مابي اخرب حياتها بس هي مكسورة من سيف....
شيخة عادت تقرأ بصوت عالي: رجاء نوف.....حاولي في الجازي تغير رأيها .....ولا تحاولين تأيدينها على خبالها.....تكفين....تذكري عبد لله......حاولي هي تسمع منك....
ثم نظرت للنوف: شمسوي فيها هو هاللي طلبت هالطلاق .....
نوف جلست وبتهديد: بقولك بس أمانه ما تقولين لأحد....
شيخة نهضت أغلقت الباب ثم جلست امام نوف الذي بدأت تتلو عليها ما حدث بين سيف والجازي وبعد ان فرغت
شيخة اخذت تسب وتشم سيف
: الحييييييييييييييوان بعقله هو لم يقول لها كذا....
نوف كمكم فم شيخة: اششششششش لا حد يسمعك ويا ويلك لو قلتي لأحد
شيخة وجهها احمر: ليش وش شايفتني وبعدين من حقها تطلب الطلاق هالزفت عيشها في حالة نفسية ....الله ياخذه....
نوف تشعر انها ابتلشت في ردفت فعل شيخة وضعت يدها على رأسها : قصري حسك.....
شيخة اخذت نفس عميق: قهرني .....ليش الحين صار يبيها.....هالثور....وين عقله لم يعترف لها يحب ......بنت عمه ....والجازي بعد عمري خايفة تخرب بيت ذيك ....وساكتة ومو فاضحته التبن....

نوف : سمعيني الحين طلعي من صدمتك....
شيخة بنرفزة: شتبين؟
نوف تخصرت: لا تحطين حرتك فيني قومي حطيها في سيف.....
شيخة نهضت: والله ودي ادوس في بطنه الكلـ.....
نوف ضحكت ثم قالت: ههههههههههههه المهم ابي مساعدتك

شيخة سكتت لتاخذ نفس حقًا لا تلوم الجازي على ردت فعلها ابدًا.....
: اساعدك في ايش....
نوف بهدوء: اثبت للكل اني ما احرضها....
شيخة بنرفزة: لأنك غبية لو مكانك احرضها ...واقنعها بعد....
نوف نهض وسحبت شيخة من يدها واجلستها بالقرب منها رغما عنها: لأنه عقلك عقل بزر....
شيخة فتحت عيناها على الآخر: ايشششششششششششش....
نوف بنرفزة: شيخوه هجدي خليني أتكلم لك مثل الاوادم........وجع اقلقتيني تراك......
شيخة مسحت على وجهها: تكلمي....
نوف: مابي الجازي تطلق......حرام عبد لله يعيش بعيد عن ابوه ....وعن امه....
شيخة بتعاطف كبير مع الجازي: ومو حرام اختك تعيش بألم معه هالـ....استغفر الله بس
نوف جارت بعينيها : اففف.....منك .....
شيخة : تراك مو طبيعية احسك صافه مع سيف....
نوف باندفاع: مو صافه معاه......بس هو غبي.....كان مذبذب.....وفجأة حس انه فعلا وقع في حبها.....وندم.....المفروض الجازي تعطيه فرصة.....
شيخة لم تتحمل حديث نوف وفعليا غضب: لا ابد ما فيك عقل انتي...
نوف لتختبرها: لو مستقبلا بندر سو فيك مثل ما سوى سيف للجازي تعطيه فرصة....
شيخة بغضب اكثر: لا طبعا حتى لو اموت على التراب اللي يمشي عليه....
نوف بشك: حتى لو بينكم عيال....
شيخة بانفعال: حتى لو بينا درزن عيال....
نوف : والله وقتها بكون الكلام غير.....بس سمعيني....هو طولة هالشهر يحاول يراضيها........وهي موجوعة منه.......وعشان تثق فيه هو لازم يتحرك وسوي أشياء تخليها تحبه مو تباعد بينهم وبينه......هو الغبي باعد نفسه عنها على شان تطخ ......وترضى.....بس هالشي مسوي فجوات بينهم.....
شيخة كتفت يدها: احسن......
نوف نهضت وبجدية: شيخة ابيك لي عون لافكاري مو فرعون......
شيخة بجدية نظرت لعينين نوف: مو جاية اتقبل والله ....
نوف : والله كنت مثلك.......بس والله حرام هي تتعذب ....وعبود متشتت بينهم.....وسيف واضح ندمان .......عارفة غلطان......بس مابيهم يطلقون......
شيخة : نوف اختك موجوعة منه ودامها هي أصلا مو متقبلته ومتنفرة منه مهما سويتي ما راح تقدرين ترجعينهم لبعض.....

نوف بحزن: بحاول عشان لا يفكروني أحاول اهدم حياتها مثل ما يفكرون.....
شيخة مسكت اكتافها: طز في أفكارهم........
ثم بتفكير: اممممم .....انتي تشوفين اختك مثلا تحب سيف....بس تكابر عشان الجرح اللي سواه فيها ....وفكرت كذا....
نوف بجدية: لا....ماحسها تحبه ابد.....
شيخة بهدوء: اجل ليش تحاولين في شي مستحيل.....
نوف ولي اوّل مرة تتحدث بتلك النبرة : مابي عبد لله يعيش في تذبذب الجازي......مابيه يحس بالنقص....مهما حاولوا بعد الطلاق انهم ما يبون يحسسون انهم بعاد عنه هو بيحس يا شيخة......ابوه مستحيل بيظل على ذكراها اكيد بيزوج وبجيب عيال وبيقل اهتمامه فيه وهي فيه احتمالين يا انها تزوج وهم تلهي مع زوجها وعيالها يا انها تدمر روحها وتفني عمرها عشانه........ومابي انا يصير هالاشياء.......ولا ابي عبود يحس بالـ نقص......انا عشت شعور النقص بعد وفاة امي......عارفة راح يعيشه رغم الاثنين بكونون موجودين بحياته....فهمي قصدي.....يا شيخة فهميه.....
شيخة لم تتوانى في حضن نوف .......طبطبت على ظهرها وحاولت نوف ألا تبكي همست شيخة: فهمت.....فهمت نوف....
نوف ازدرت ريقها ابتعدت ومسحت على وجهها : يمكن الجازي تشوف الطلاق حل....وفعلا يكون هو الحل الصحيح.....بس اكيد وراه عواقب انانية انا اشوفها.......هي بس لو تحاول وتجرب ......لو تحس مو قادرة تكمل.....هنا ما راح الومها....هو جالس يحاول من طرفه بس.......وهي بعيدة....وهالشي ما راح يجيب نتيجة....
شيخة بعدم فهم: يعني.....
نوف هزت اكتافها : بحاول اسوي بينهم صدف بدون ماحد يحس لا هي ولا هو....
شيخة سكتت ثم قالت: كيف؟
نوف بنفس عميق: اول صدفة اليوم ببيتكم....
شيخة بخبث ابتسمت : فهمتك بس شلون
نوف بادلتها الابتسامة: بسوي نفسي مغمى علي ودامه هو دكتور العيلة بيدخلونه يشوف حالتي ودامها تخاف علي مثل ما تخاف الام على بنتها ما راح تكون بعيدة عني وبكون قريبة مني وكذا...
قاطعتها شيخة بصرخة: يييييييييييييييييييمه منك....
نوف ضحكت: هههههههههههه جب خليني اكمل الخطه.....

شيخة بحماس: كملي كملي
نوف بهدوء: يمكن هو يفهم ......ويبدأ هنا شغل انتهاز الفرص ويقرب منها.......بس هي لو تكشفني مو بس بتصفقني .....بتتبرأ مني وهالشي يعتمد عليك....
شيخة بفجعة: شلون؟

نوف بهدوء: بسيطة.....ابيك تسوين ضجة ....ودخلين الرعب في قلوبهم لدرجة ينسون اساميهم.....ابيك تسوين فوضى في عقلهم ما يركزون علي من شدة خوفهم.......يعني الجازي تفهم حالتي لأغمى علي في حالة ارتفاع السكر وانخفاضه وتعرف تتصرف.......
شيخة بتفكير: امممم شوفي دامها هي تعرف حالتك وبتعرف وش فيك من اول نظرة لازم نسوي لك شي يجيب الشك....
نوف بعدم فهم: شقصدك...
بلا أي مقدمات شيخة رفعت يدها وضربت نوف على وجهها بقوة حتى صرخت نوف وسقطت على جانبها أما شيخة اخذت (تنقز) في الهواء وهي تحرك يدها التي ضربت بها نوف من شده الألم وهي تقول : آي يدي آي راحت فيها آييييي.....وجع وجع .....اي...
نوف مسكت خدها ونهضت غاضبة : يا كـــ....ليشششش؟
شيخة نفخت بالهواء على يدها بوجع ونظرت للنوف: الله وجهك صار احمر....كذا تقنعين الواحد بس يا ريت يطلع دم من خشمك....
نوف ضربتها على كتفها بقوة: لفيتي راسي لف وجع وش هاليد......خشبة مو يد والله.....

شيخة حدقت في منخرين نوف وبجنون نقزت: الله دم دم والله دم...
نوف نظرت لها بغضب ثم تحسست بيدها انفها وشعرت برطوبة عند منخريها وصرخت: الله يلـ.......شاليد.....
شيخة ماتت ضحك وانحنت للامام
ثم قالت بعد أن هدأت: حطيت حرتي كلها فيك......والله مقهورة من سيف.....سويت مثلا الأفلام عشان يطلع دم......
نوف ضحكت بخبال : هههههههههههه سددتي الهدف الحين عليك بالتمثيل يا خطيييرة.....
شيخة : لالا صبري...
نوف بفجعة: ناوية تكسريني صدق انتي....خلاص ما بتحس وجع.......ولو حسوا بالدم اللي في مناخيري....الفي لك كم كذبة
نوف ضحكت على كلمتها الأخيرة ونظرت للدم البسيط
: ههههههههههههه ما بلحظون إلا أصابع يدي على خدك....
نوف بلا مقدمات صفعتها على وجهها هنا
بقوة ولكن لا تجاري قوة شيخة لها
صرخت شيخة: وجججججججججججججع...
نوف: قلعتك وحده بوحده والحين بسوي نفسي مغمى علي ...ونزلي صرخي .......خلي بيتكم يهتز...حاولي كل اللي بالمجلس يسمعون صريخك....
شيخة بخوف وتردد: تخيلي ما يدخل هو....تخيلي يدخل اخوك ولا ناصر وسعود....
نوف غمزت لها: كذا انا الربحانة والقط لي عريس.....
شيخة ضربتها على كتفها: حيوانه ........اعترفي اعترفي خاقة على ناصر ولا سعود...
نوف بشهقة: هأأأأأأأأأأ لا ذا ولا ذا....يلا طسي لا تفلمين لي....الحين....

شيخة : والله نويّف لو ننكشف ترا بنعض الأرض.
..
نوف بحيرة: ادري....بس شسوي....يعني......نحاول....
ولتخفف من توترهما: ومنها تشوفين حبيب القلب....
شيخة عادت وضربتها على كتفها: قليلة ادب....
نوف مسحت على كتفها: خلاص طيحتي كتفي....
شيخة ضحكت وحضنتها من جديد وقبلت كتفها وخدها
نوف ابعدتها: وخري ......تراني مو بندر صدق اشبه بس مو حيل...
عادت وضربتها على كتفها ولكن نوف دفعتها: يلا روحي صارخي.....لقالوا اشفيها .....قولي مادري.....ولو شافوا صفعتك لي....وحسوا قولي تهاوشنا وتضاربنا وتركي الباقي علي.....

شيخة اخذت وضعية الاستعداد: تمام يلا ....
ثم خرجت شيخة اما نوف تنهدت واستلقت على الأرض كوضعية المغمى عليها!

.
.
نظرت لابنتها وهي تصور المنتج لمتابعينها
وتمدحه لهم وبعد ان أغلقت الهاتف تحدثت: لولوة ....متى بتتركين هالشي....
لولوة وهي تُرجع شعرها خلف اذنها: يمه شفيج علي.....انا اخذت اذن من ابوي ومنج قبل لا اصير فاشنستا شغيّر الحين.....
تحدثت بصوت شبه حاد: الاشاعات اللي تطلع عليج والصور اللي يدزونها لي ....غيرت نظرتي هالطريج هذا ما فيه خير ابد.......
لولوة تحدثت: يمه انتي وولدج صايرين تعطون الناس اكبر من حجمهم اهم شي انتوا واثقين فيني......والباقي مالي شغل فيه.....
تحدثت بجدية: هالشي بأثر حتى على نصيبج....
لولوة بعدم مبالاة وهي تحدث بشاشة هاتفها: الرزق بيد الله يمه.....
نهضت والدتها بتأفف: انا بكلم ابوج يشوف لج صرفة....
لولوة مضغت العلك بهدوء: يمه ريلاكس .....شنو شايفة هالمرة وخلاج جذيه علي....
لم تتحدث دخل هنا والدها الذي قال: ها جهزتي يا دلال....
دلال بمزاج متعكر: لا هونت ما بروح مكان....
تحدث بعدم فهم: ليش نو صار؟
لولوة نهضت : بس عشان شافت الاشاعة اللي طلعوها علي...
مشعل بهدوء: دلال انتي تعرفين الشهرة و...
صرخت هنا دلال: هالمرة إشاعة على شرفها يا مشعل شنو اكثر من جذيه؟.....
انصدم بل صعق نظر لابنته التي خافت من نظراته: شنوووووووو؟
لولوَة لتهدأ الامر: يبه اشفيك بعد أنت.......أكيد....
قاطعها: إلا هالشي.......
دلال بتأييد: عشان جذيه أقول لها تترك هالخرابيط وتكمل دراستها احسن بوايد من هالشهرة ......
مشعل رمق ابنته: الحين خلينا نروح موعدنا وليينا نتفاهم.....اصلا انا ماوعايبني اللي قاعد يصير....
لولوة بزعل: يعني شلون....
مشعل بحده: اخوج مو صاير يدش البيت بسبب شهرتج يا لولوة ....وسكت ......بس توصل للشرف لا .....مو ناقصين ...حجي......ويا دلال وريني المقطع ولا المكتوب عشان اقاضي قليلين الادب وارد اعتبارها وتعتزل بعدها...
دلال ارتجف قلبها حينما قال(إلا الشرف) عادت بها الذكريات للوراء وإلى ايلاف بالاخص
تنهدت وهزت رأسها بينما ابنتها صعدت للغرفة والدمع في عينها
مشعل: يلا مشينا
تبعته وفي قلبها غصة وخوف.....وذعر...وما زالت تكرر بداخلها
(الله ياخذج وافتك منج يا ايلاف)
..............
.
.

هناك في وسط الغرفة ، الشعور يزداد ......والخوف والفرح يختلطان ببعضهما البعض......تشعر بالارتياح بعد فضفتها ......بعد ان اباحت عمّ يخالجها من الداخل.....تشعر الآن هي راضية عن نفسها ولكن هناك وقت طويل لكي تتقبل فيه قصي! بالشكل الذي خرج فيه في أوان الأخيرة
ولكن ستحاول وكما هو يحاول أن يصلح ما بينهما
ستعطيه فرصة وستعطي نفسها فرصة جديدة
مسحت على بطنها بهدوء
بللت شفتيها ثم اردفت: صدق يعني الحين انت او انتي تبين تشمين العطر ليش احس ابي اشمه......
ثم نظرت للساعة وبتوتر: صدق قصي تأخر....المفروض جابه لي.....ليش ما جابه.....

ثم سكتت لوهلة تفكر: اتصل عليه؟
لالا .....
ثم تذكرت امر شهقت ونهضت: لحظة امس هو ترك....اي...
ثم نهضت تركض لناحية سلة الملابس
نظرت لثوبه سحبته استنشقت العطر الذي يتخلله
ثم اردفت: لالا مو هذا العطر...
وفجأة ركضت بعد ان شعرت برغبتها بالاستفراغ لناحية الحمام وهنا انفتح باب الشقة
انحنت على المغاسل اخذت تستفرغ سائل اصفر اجهدها في إخراجه لأنها لم تاكل شي تشعر بعدم رغبتها في الاكل
وتشعر بتغير طعمه في الأوان الأخيرة!
.
.
بينما من ناحية أخرى قصي دخل سمع صوت كحتها واستفراغها ركض لناحية الحمام
رآها منحنية على المغسلة ترشح وجهها وتغسل فمها وعينيها مترقرتين
طبطب على ظهرها وهمس: تعبانة؟
هزت رأسها بلا بينما هي سحبت المنشفة الصغيرة المعلقة على الحائط جففت وجهها واردفت بهدوء: جبت العطر؟
قصي ابتسم: أي.....تعالي .....
اخذت نفس عميق جلست على طرف السرير
مد لها العطر اخذته وبدأت (بطشه) على يدها وفي الهواء واخذت تستنشقه بصوت مما جعل قصي يضحك ويقول: ههههههه مهره مو من جدك ......كأنك مدمنة....

مُهره بحساسية: تتمصخر علي؟
قصي خشي من ان تكبر الامر: لا.....امزح معك....
مُهره بلا مقدمات اردفت: ابي معصوب!
قصي بصدمة: نععععععععم؟!


انتهت











قراءة ممتعة للجميع


حاولت اني ما اتاخر عنكم رغم الضغوطات اللي امر فيها
حاولت اعطي البارت حقه

ما ابي امشي وبس في الاحداث
احاول قد ما اقدر اعطي كل بارت حقة

وماستعجل في شي

ولا اتسرع في تمشية الاحداث

لذا اتاسف لو طولت عليكم ولو طولت الرواية في ختامها
الظروف اللي تحصل لي تعيقني في الكتابة
وما ابي اقحمكم في ظروفي واحاول اوفق بين الاثنين!

واعتذر عن الاخطاء اللغوية او الاملائية اللي تتخلل البارت
كالعادة حاليا انزل بدون ما اراجع البارت
لضيق الوقت




لا تنسون التقييم وتفاعلكم

محبتكم شتات


 

رد مع اقتباس