عرض مشاركة واحدة
قديم 06-27-2020, 05:32 PM   #29
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت الثالث والعشرون









.
.
.
.

احمرّت وجنتيها إلى الآن لا تعرف كيف تتصرّف مع قصي تشعر أنّ هناك حواجز لا تستطيع أن تتجاوزها معه ولكن هرمونات الحمل اليوم جعلتها أن تطلبه ذلك العطر وبذلك استوعبت انها استدعته للمجيء لها بطريقة غير مباشرة!
لذلك اخذت تفكر ماذا لو فسّر طلبها كخضوع له او...
شعرت لوهلة أنها عادت لمُهره وإلى افكارها العميقة فركّت بيديها مع بعضها البعض
وولّت بظهرها عنه قائلة بصوت اشبه للهمس: امزح!
ثم خرجت من الغرفة
.
.
توقف في مكانه يُريد أن يستوعب هل تحسسّت من ردّت فعله .....هل فسّرت عدم استيعاب إلى معانٍ أخرى ....فكّر قليلًا ثم تأفف وتبعها قائلا
: مُهره.....مُهره....
خرج ورآها جالسة على الكنبة تنظر للتلفاز وتمرر يدها لناحية انفها بطريقة لا تريد أن يلاحظها لشم العطر ولكن ابتسم لفعلتها التي ظنّت غير مرئية له!
تقدم لناحيتها ثم جلس بالقرب منها
نظر لها بعد ان امسك بطرف ذقنها للـ رأسها لناحيته: زعلتي؟
ازاحت يده عن ذقنها بهدوء ثم اردفت بجدية: مو لهالدرجة عاد....
قصي نهض : ثواني وكون عندك...
سحبت يده وهي تنظر إليه: اجلس خلاص مابي.....
قصي بهدوء: مُهره.....حبيبي.....ترا طبيعي الشي اللي تمرين فيه ....بروح اشتري لك...واجي....

مُهره بجدية: لا جد والله مابي....انا كذا قلت لان جا ببالي بس عارفة ما راح اقدر اكله.....

قصي سكت ، وبشك جلس بالقرب منها : شقصدك ما تقدرين تاكلينه؟
مُهره بللت شفتيها وابتعدت عنه مسافة بسيطة واردفت بتوتر: لكلت أي شي استفرغه.......

قصي بتفهم: موعدك أسبوع الجاي نقول للدكتورة عن هالشي......بس لازم تغصبين نفسك تاكلين يا مهره عشان لا صير لك مضاعفات.....
مُهره : ان شاء الله.....
قصي سكت لوهلة ثم اقترب منها بقدر المسافة التي ابتعدت فيها عنه
مسك كفي يديها ثم قال: مُهره خبر خطبتي منك انتشر في العيلة.......فموعد الملك لا تستغربين لو صار قريب....

مُهره سحبت يديها منه وارجعت خصلة من شعرها للوراء: ما فيه مشكلة

انصدم ، تلعثم في الرد عليها حكّ ارنبة انفه مبتسمًا و استبشر خير منها ثم قال
: والحين قومي نسوي شي ناكله.....
مُهره نظرت لعينيه : ليش انت جوعان؟

حقيقةً لا ......ويشعر أنه في حد الشبع .....ولكن فهم أنها لم تأكل شيء ابدًا لخوفها من الاستفراغ....لذا لا يريد أن يأمرها كصيغة توجب عليها امر الفعل .......فأجابها
: أي والله ومشتهي آكل من ايديك....وايديني....
مُهره ضحكت بخفه: هههه ليش تعرف تطبخ؟

قصي نهض : لا بس قولي لي وش المفروض اللي اسويه وراح اساعدك....

وهذي بداية يريد منها ان يكسر الحواجز عن طريقها ، يريد أن يرسل إليها إشاراته
(أنا وأنتِ في الطريق نفسه)

مُهره وقفت واخذت تعدّل قميصها : طيب ايش تبي تاكل؟
قصي ابتسم : أي شي....
مُهره هنا انقادت إلى جوّه سريعًا : ما فيه اكله اسمها أي شي......
قصي كتّف يديه ورفع حاجبه الايسر: حسافة...
ضحكت مُهره : ههههههههههه حركات البنات .....لا توسيها......ههههههههههه
قصي شعر باختلاجات السعادة تُداعب قلبه لضحكتها
لن ينكر انه خائفة من تغلّب مزاجها ولكي لا تعود لقوقعتها
سحب يدها بخفة: يلا عاد حددي وش بطبخين
ومشى مع بعضهما البعض لناحية المطبخ
: خلاص بسوي لك مكرونة .....
توقف في منتصف المطبخ ونظر لها ثم غمز بعنينه اليمنى: اكلتي المفضلة....
ضحكت بخفة : ههههههه تمام عشان تاكلها كلها وما ارمي شي منها....
قصي : راح تاكين معي....
مُهره عبست قليلًا بوجهها: لا انا شبعانة
قصي لن يطيل الامر في الاقناع والاوامر انسحب إلى الاواني وهو يردف: صدقيني راح تاكلين نصها عشاني بس ساعدتك فيها......وسويت فرق عن الطعم اللي تعرفينه....
ضحكت بخفة من جديد وهي تسحب كيس المكرونة
: نشوف.....
قصي نظر لها مبتسمًا وهمس بهدوء: الحمد لله....
بينما هي انشغلت في تجهيز باقي المكونات لتطهي الطعام لتشغل تفكيرها عن تلك الأمور المخيفة
!
....................
.
.
.
توقفت في منتصف الدرج ، كانت مستعدة في الصُراخ .....لتنفيذ الخطة ولكن توقفت لثوانٍ واخذت تفكر بعمق بحوادث ما قد تفعله الآن ......وسريعًا ما تذكرت سبب تواجد الجميع هُنا ....ادركت تجمّع العائلة هنا لسبب خروج والدها من المستشفى....تذكرت الخوف والبكاء الذي تجرعته بعد سقوط والدها امام اعينهم
لذلك انسحبت سريعًا وعادت بادراجها للغرفة دخلت وأغلقت الباب بقوة مشت لناحيتها وهي ممددة على الأرض متقمصة الدور
ظنّت أنهما آتى إليها
ولكن ركلت شيخة رجلها وهي تصرخ: قومي قومي....شلون تبيني اسوي كذا وابوي تو طالع من المستشفى تبينه يرجع مرة ثانية ....

نوف فتحت عينيها ثم جلست وهي تضرب ساق شيخة: وجع.......عورتيني.....
جلست شيخة أمامها بعد ان تربّعت: تدرين لو طاوعتك على خبالك كان ابوي الحين طايح علينا من جديد....
شهقت نوف بعد ان استوعبت الامر: يؤؤؤؤ ما فكرت فيها....كيف راح عن بالي....
شيخة اتكأت على يدها اليمنى: انسي هالخطة الفاشلة اللي بتموّت ابوي......
نوف تأففت: اااااااااف.....
شيخة بحلقت بعينيها: لا تجلسين تتأففين.......جد انسي نسوي هـ الخطة......والله انها فاشلة وبسبب لنا وجع راس......ونصيحتي....اتركي اختك ولا تدّخلين فيها اتركيها تحل مشاكلها مع زوجها بنفسها....انتي نصحتي وسويتي اللي عليك خلاص.....
نوف باقتناع: قولك كذا...
شيخة : اجل شلون....
نوف بجدية: والله ماقدر....
شيخة ضربت على فخذيها: لا حول ولا قوة إلا بالله ........اجل تحملي كلامهم ....ولا تتذمرين .....هااا....
ثم نهضت وهي تقول: قومي ننزل......لا الحين يصعدون ويقولون وشفيكم....
نوف نهضت وهي تتنهد: ...طيب....
خابت ظنونها وحديث شيخة في محله ولكنها لا تريد أن تقف مكتوفة اليدين وتنظر للأمر بكل بساطة
سترى طريقة أخرى لتقرّب فيها الجازي من سيف ليس من اجل سيف هذا الامر
بل من اجل الصغير عبد لله
لذلك خطت خطواتها مع الجازي وبعدها قالت: بروح الحمام...
شيخة بشك: عارفة بتروحين تسوين مصيبة ...طسي ......وبعدين تعالي قولي لي كل شي....
نوف ضحكت: هههههههههههه طيب
ذهبت إلى الخلاء
بينما شيخة تقدمت لناحية الصالة
نظرت لعمتها وللجازي ابتسمت وحينما ادركت انّ والدتها ليست في وسطهم قالت: وين امي....
ام سيف وهي ترتشف الشاي: راحت تشوف ابوك...
شيخة بانقباض قلبها: ليش فيه شي؟
الجازي وهي ترضع ابنها: لا.....بس راح غرفته يبي يرتاح...
شيخة تحاتي امر نوف وجنون تفكيرها: اجل انا بروح اجدد القهوة لكم....
ابتسمت الجازي لها
اما ام سيف اردفت: سنعة على امك ربي يسعدك.....
خجلت شيخة ثم اختفت عن انظارهما
اما ام سيف بعد أن نظرت للجازي وادركت انها انتهت من ارضاع الصغير
تحدثت بهدوء: الجازي عطيني ولدي...
الجازي قبلّت ابنها ما بين عينيه ونهضت واعطته لعمتها
ثم عادت لمكانها
تحدثت ام سيف وهي تقبّل جبين الصغير: الله يحفظك لأمك ولأبوك ولنا كلنا يارب......ونفرح فيك معرس....
الجازي تمتمت: آمين...
ام سيف بحذر للكلمات ومن قدوم أي احد : الجازي....
ثم نظرت لعينين الجازي: انا ساكتة عن موضوعك وموضوع سيف لخوفي من اني ازيد المشكلة .......لكن....
قاطعتها الجازي وهي تفرّك بيديها في بعضهما البعض وتنظر للاشيء: ليش ما زوجتيه إياها يا عمّه؟

انخرست ام سيف وبتنهيدة: كل ام تبي الزين لولدها......يا الجازي.....
الجازي بغصة: المرض مو عيب...
ام سيف بهدوء: غزل بذاك الوقت ما كانت بخير ابد يا الجازي....امها وابوها حطين ايدينهم على قلبهم خايفين يفقدونها باي لحظة...
الجازي باختصار وبانقباض شديد : الموت بيد الله
ام سيف اخذت نفس عميق: مرضها اخذ منها الكثير......سيف كان متعاطف معها اكثر من انه يحبها في ذاك الوقت يا الجازي وانا .....
الجازي قاطعتها والدموع في محجر عينيها: مو مهم كان احترمتي رغبته .....لو فعلا ...
قاطعتها بنبرة مرتفعة قليلا: يا الجازي......ما حبيت اظلمها واظلمه........مرضها مطوّر وهو من دفع لها عناد فيني ........يا الجازي ما في ام ما تحترم قرارات عيالها لكن في بعض الحين العيال ياخذون قرارات غلط ومن الواجب عليها توجهم للقرارات الصح.....
الجازي بانفعال : انتي ما وجّهتيه انتي غصبتيه وحطتيني في المدفع وظلمتيني معاه....
سكتت ام سيف لا تدري كيف تهوّن على الجازي وكيف تحل مشكلتهما....
الجازي مسحت على وجهها ثم اردفت: عشت معاه جسد بلا روح......يمكن صدق على قولتك ما كان يحبها كان متعاطف معها بس كان خلتيه يخوض تجربته معاها .....ما كان المفروض تفرضيني عليه.......ما كان المفروض تحطيني بالنص......
ام سيف دون ان تنظر لها: افعاله الحين تبرهن لك انه ما كان يحبها يا الجازي ....وكان متعاطف معها.....
الجازي قاطعتها: ايش بعده؟
وبتصريح جارح: عارفة انه ندمان.......ويمكن صادق في مشاعره ناحيتي......بس انا .....
وبنبرة بكاء: مو بس مجروحة منه..........انا مكسورة......ومابي ارجع له من جديد ......اللي كسرني مرة يكسرني الف مرة.....ما راح اتراجع عن قراري......راح نننفصل......وكل واحد يروح في طريقه....
ام سيف بفجعة : وعبد لله......
الجازي مسحت دمعه تسللت من عينيها رغمًا عنها: بعيش.....
سكتت ام سيف بعد ان أتت شيخة وهي تقول: وهذا القهوة اجهزت.....
ابتسمت وهي تحاول أن تخرج من طور حزنها: ريحتها تصك بالراس يا بنت العم...
ام سيف نظرت للجازي وهي تداري دموعها اردفت مبتسمة: تسلم ايدينك...
شيخة ابتسمت وهي تقدم القهوة لهم !
.
.
في المجلس
خرج أبا سلطان وكذلك الشباب خرجوا بعد أن وكلّهم أبا خالد بالذهاب لشراء ذبحتين لوليمة العشاء غدًا فغدًا سيأتي رجال كُثر ليتحمدوا بالسلامة لأبا ناصر
الأقارب والزملاء والأصدقاء
يريدون أي يضيفونهم بأفضل ما عندهم.....
نهض أبا ناصر بعد أن اصّر أبا خالد ليرتاح
في غرفته واخيرًا اقتنع واخبره انه هو وابا سيف سيخرجون لشراء ما يلزمهم لغدًا
ولكن بعد ان اغلق عليهم الباب واصبحوا في المجلس لوحدهم
تحدث أبا خالد مترددًا: بو سيف اجلس قبل لا نطلع ودي اكلمك في موضوع شاغل بالي.....
جلس أبا سيف بالقرب منه: خير وانا خوك ؟
بو خالد بتردد: اسمعني.....انت اتفقت مع اهل العروس متى تملكون؟
بو سيف: المفروض أسبوع الجاي بس قلت أنا بنأجل عشان...
قاطعه بو خالد مندفعا: لالا تأجل ......هالمناسبة جات بوقتها........بو ناصر إن تم على حاله بيدخل في مراحل جنون.....وهالمناسبات راح تشغل تفكيره اشوي بعيد عن بنته....
سكت أبا سيف وشعر بالريبة
وبتساؤل: غازي ليش تحاول تبعد تفكيره عن بنته.....ما نيب فاهم خوفك هذا .....من حقه يفكر فيها لو فيها شي.....او
قاطعه : مالومك تقول كذا لانك ما تعرف شي....
بو سيف بشد انتباه: وش الشي اللي ما اعرفه ....
بو خالد بتنهيده: سالفة مرّت عليها عشرين سنة كيف تبيني اشرحها لك.....
بو سيف : تخص بنته؟
هز رأسه ليأكد ذلك
فنطق أبا سيف: اللي اعرفه واللي الكل يعرفه البنت عند أمها وبو ناصر مو مقصر عليها......
بو خالد ابتسم بسخرية من الوضع وحقيقته وكذبتهم الذي اذاعوها للناس لتسكيتهم
: لا الحقيقة مو كذا.....
بو سيف : شلون يعني؟.....غازي الله يهديك تكلم معي بدون الغاز .....
بو خالد : الله يرحم ابوي هو اللي علمكم بالسالفة على الطريقة اللي ذكرت....لكن الحقيقة والواقع اخوي ما يدري عن هوا دار بنته......
بو سيف شعر بالتشتت والضياع تساءل: أمها يعني مخبيتها عنه؟....خاطفتها؟
بو خالد بلا مقدمات : بو ناصر طلّق ديانا لأنها تخونه يا ظافر.......تخونه وبعد ما كشفها اخوي تنخّت بحبيبها وجاها من لبنان.......وربطوا مؤامراتهم على اخوي وشككوه في نورة أنها ما هي بنته ....واخوي في صقعة وطيش الاحداث تنازل عن بنته ......والحين مادري وش جابها على باله....

اندهش أبا سيف من الحقائق التي انهالت عليه دفعة واحده
ثقل لسانه وبصدمة: هاللي ما يخافون من الله ......الله حسيبهم....حسبي الله عليهم........من جدك غازي.....من جدّك صار ....
قاطعه: هذا اللي صار وحاولنا نلملمه بدون ماحد يحس ......يا ظافر......والحين مثل ما تشوف اخوي ندمان على قرارة ويبيها....وجلس هو مع بو سلطان يدورون عليها......

بو سيف ما زال منصدمًا: ما عرفوا مكانها...؟
بو خالد احب ان يفضفض ليرى مربطًا اخر للأمورّ!: إلا مستقرين في بريطانيا .......بس أمير زوج ديانا....ما هوب سهل....ومع أوضاعهم المضطربة اخوي لو يروح هناك يروح فيها....
بو سيف بتأييد: صادق صادق وانا اخوك......بس واضح على يوسف هالموضوع ماخذ الكثير من فكره وباله........
بوخالد بتنهيدة: ضميره صحى في وقت متأخر
بو سيف: لا تجلس تقول كذا اخوك ردت فعله بوقتها من غضبه ......بس وش اللي خلاه يغيّر رايحه عن فكرة انها ما هيب بنته........وخلاه يطيح هالطيحه.....
بو خالد بنفس عميق: علمي علمك......الحين كل همي....يبعد عن تفكيره .....عن هالموضوع لين يجي الوقت المناسب........عشان كذا خطبت شيخة لبندر.....وانت لا تأجل ملكت قصي هالامور اشوي راح تشغله.......
بو سيف بتفهم: والمفروض بعد ما نتركه لحالها ونجي نزوره يوميا......حنا مقصرين معه كثير.....
بو خالد هز رأسه: وهذا اللي بصير.......
سرح بو سيف وهو يفكر: الله يفرجها عليه يارب
..............
.
..
.
كانوا يتمشون بجوار بعضهم البعض
ينظرون لبعضهم ويرمون الكلمات المستهزئة لترتفع الأصوات بالضحك
عزام امسك بالخروف قائلا: بالله مو يشبه ناصر......
جسار بعزيز: هههههههههههههههههههههههه إلا كانهم توأم
ناصر بانفعال: والله يشبهك انت ......بعدين تعال يا كـــ.....ليش توهقني معاك بسالفة الزواج...

سعود بضحك: هههههههههههه هو مو بس وهقك وهق الجميع إلا أنا ولله الحمد ....

سيف بتأفف: الشمس حارة وانا صدّعت اخلصوا علينا خلونا نشتري ونمشي.....

خالد متلثمًا: شوف كيف بس يختارون ....والله العظيم ابوي بيجلدك يا بندوره على هالاختيار.....
بندر يمثل الزعل: ليش بالله بس عشانه خروف اجرب؟
وشد على الخروف من اذانيه إلى ان صدر صوته
عزام : عنصررررررررررري
سيف بصوت مرتفع: صبرك يا رب....
ثم كان سيردف: صار لنا ساعة ...ندور بسوق الغنم ...يلا...وانتوا بس ماسكينها تطقطق على بعض ....بدون ما تاخذون الامر بجدية ونشتري ونخلص...
ثم ارتفع صوت رنين هاتفه وسكت....
سعود بغمزة: بنت العم اتصلت في الوقت المناسب.....
جسار يعلم انها ليست الجازي لذلك اردف: روح رد على اتصالك وبعدها ارجع وبشوفنا خالصين......

سيف نظر لخالد: خالد اذا ماخلصوا اشتر انت الخرفان وحملهم بالسيارة......
خالد بملل: وبترك هالحيوانات هنا....
عزام رمى عليه من البرسيم : انت الحيوان
سيف هز رأسه ثم ابتعد عنهم
ناصر بجدية: يلا مانبي نتأخر خففوا من ظرافة هالدم اللي عندكم....
بندر همس لسعود: ولعّوا...
سعود ضحك: ههههههه على الآخر...
عزام: خلاص نفختوا راسنا الحين بنخلص
جسار : قدام قدام يلا
..................

سيف أجاب : هلا نوف....خير فيه شي؟
نوف وهي تتحدث بصوت واطي
داخل الخلاء: لا ما فيه شي....بس اتصلت عليك بقول لك.....شي.....بس ابيك تسمعني
سيف مسح جبينه من العرق: تكلمي اسمعك ...
نوف : سيف انا عمري ما شجّعت الجازي على شي فيه ضرر عليها او على عبد لله......
وبتردد: انا ما شجعتها على الطلاق رغم لها الحق في انها تطلبه
سيف بتنهد: نوف...
نوف بحذر تحدثت: خلني اكمل كلامي...
سكت سيف
واكملت: انا اللي بسويه الحين مو على شانك عشان عبد لله وعلى شان اعطي فرصة انكم تصلحون اللي بينكم....
سيف بعدم فهم: شلون؟
نوف بتوتر: انا بنصحك....اسلوب انك تكون بعيد عن الجازي عشان تطخ وترجع لك....هذي في المشمش لأنه الجازي مصرّه على الطلاق ومستحيل تتراجع لأنها مرا مكسورة ومقهورة منك...
سيف بتلعثم: نوف انا ندمان.....
نوف : وضّح لها هالاشياء بالافعال ....
سيف بانفعال: شنو اسوي اكثر من كذا يا نوف....
نوف بحده: لا تبعد نفسك عنها......وانت شوف تلين وتغير رايها ولا لا.....اذا لا....احترم رايها و...
سيف بقهر: مستحيل....
نوف ازدردت ريقها: الطريق لقلب الجازي صعب يا سيف وهالشي بسببك......فمهما كان قرارها .....تحمله مثل ما تحملت ..
قاطعها بهدوء: وصلت النصيحة يا نوف....باي
ثم اغلق الخط في وجهها اما هي تحدثت: أي الكلام الحقيقي يوجع.....الزفتتتت....
ثم خرجت من الخلاء...
بينما هو ذهب لناحية سيارته يفكر بحديثها
حديثها زاد من توتره وخوفها من فكرة خسرانها للأبد.... ضرب على المقود وتنهد بضيق لا يسع العالم كله!
.
.
.

حقيقةً تحدث أمور لنا لم نتوقعها ابدًا ولم نتخيّل يومًا سنجرعها ولكن كُتب لنا أن تحدث وليس هناك ما فر منه!
.
.
بكيت وكانها تريد أن تتأكد انها أصبحت قادرة على ذرف الدموع، انهكت نفسها طيلة اليوم في البكاء لأنه فقط رفض ان يوظفها وشعرت لوهلة انها عاجزة وغير قادرة على تجاوز حمولات الحياة!
اتصلت عليها ام الطفلة الصغيرة تتساءل عن عدم مجيئها ولكن انهت الحديث بقولها لن تُكمل مسيرة العمل معهم!
انهت كل شيء وكانت لورين متوقعة ذلك ظنًّا منها انّ لا احد يتحمل ابنتها التي تعاني من مرض متلازمة التوحد!
ولكن لا تعرف حقيقة الامر انّ نور دخلت في خلال ثوانٍ لسوادها المظلم!
نامت ومرّت ساعات كثيرة دون أن تعي شيء........شعرت أنها بذلت طاقة عظيمة وهي تنتحب وتبكي وتلوم نفسها والجميع على كل شيء.....من الصعب على الإنسان النسيان أو التناسي لابد هناك لحظة تهدم هذا الجبروت!
اخيرًا استيقظت ......وفتحت عينيها بهدوء .....نظرت للسقف.......ثم استوعبت الامر ونهضت سريعًا تنظر للنافذة مباشرة وكان الظلام يرسل لها أنّ الليل قد حل
شهقت هل من المعقل نامت كل هذه الساعات؟!
نهضت راكضة للغرفة
وهي تتمتم: ياربي شلون كذا..........نمت ....تقريبا
واخذت تحسب على يدها : عشر ....لالا....اثنعش ساعة.....افففف......
ثم تذكرت: غريبة ايلاف ما جلستني....

ثم دخلت الغرفة تنظر وهي تنادي: ايلاف.....ايلاف وينك......
ثم دخلت الخلاء .....اغسلت وجهها ...وشدّت على رقبتها شعرت بالالم بسبب نومتها الخاطئة على الكنب......خرجت من الخلاء بعد ان قضت حاجتها ثم سحبت هاتفها .....اتصلت على ايلاف
فكان مغلق قوّست حاجبيها : غريبة....وين راحت.....
نهضت لتبدّل ملابسها مقررة على الخروج
ولكن فجأة سمعت طرق باب الشقة ....
ابتسمت وهي ترتدي القميص: اكيد هي.......
أكملت ارتداؤها على عجل ثم أخرجت شعرها من تحت قميصها
ومشت لناحية باب الشقة .....ابتسمت وهي تفتحه وهي تردف: وينك فيه يا الخاييييـ....
بترت حديثها عندما رأته واقفًا أمامها
انحرجت بللت شفتيها ومسحت على شعرها وهي تردف: هلا طارق هلا.........
تعجب من تواجد نور هنا.....قوّس حاجبيه بعد ان شعر بتعب من رحلته وألم جرحه ، ولكن نظره استرق لأرجاء الشقة بشكل سريع
تحدث: ايلاف اهنيه....؟
نور بهدوء: لا......
طارق بشك: هي راحت الجامعة؟
نور شعرت بالقلق قليلا: أي......
طارق اكمل تساؤلاته وهو يتنفس بعمق لإسكات المه: ردّت بعدها ولا؟

نور بشك: طارق اشفيك؟.....ليش تسأل وكأنك ما شفتها.......انت ما داومت ....ولا عشان اللي صار تخليت عنها.....
طارق بحده: انا ما تخليت عنها.......وجاوبيني يا نور.....
نور : مادري مادري انا نمت وجلست ولا شفتها واتصلت عليها وجوالها مغلق

جمد الدّم في عروقه وصلت الرسالة، فهم كل شيء انسحبت إيلاف إلى أعماق حقده إلى أعماق انتقامه حقق انتقامه من جورج بمقابل إدخال إيلاف في متاهات عميقة ورميها للهاوية ببرود....ولكن لِم الآن اهتم هل احبها؟ أم الضمير! لِم هو حزين لِم يحدث لها؟! لِم هو غير قادر على سحب الاكسجين لرئتيه.....هل سيغتصبها إدوارد ويتركها؟! ام سيجعلها دميته المفضلّة ....لِم هو مصّر عليها ....هل لجمالها....أم عنادًا لكسر رأس طارق!
اغمض عينيه تألم بشدة بسبب انقباض قلبه لا تسعه الأفكار البشعة التي تطرق رأسه
يعرف جيّدًا كيف يتصرف ادوارد وكيف ينتقم؟
وكيف يقتل؟!
لا يرحم ابدًا!
هو رأى الكثير من المعذبين تحت يديه حتى احدهم لم يفقده الحياة بل افقده عقله وتركه!
يعلم جيّدًا على أي مبدأ يسير ويخطط!
شعر بغثيان واهتزّ جسده وخطى خطوة للوراء لتنم عن عدم اتزانه وقرب سقوطه على الأرض
ولكن نور كانت تراقب وجهه واصفراره مما قالته
واضطراب تنفسه واهتزاز جسده
سرعت لناحيته واسندت جسده عليها
قائلة : طاااااااااارق....
أشار لها وهو يشد على عينيه بأصابع يده: ما فيني شي...
نور بخوف: ادخل ادخل....

ثم اشرعت الباب على مصرعيه .....اسندت جسده من جانبه الأيمن ادخلته بخطى بطيئة للشقة وأغلقت الباب جعلته يجلس على الكنبة بهدوء نظرت له
ثم إلى كتفه وإلى بقعة صغيرة من الدم شهقة: هأأأ انت متصاوب؟
طارق انحنى قليلا ليقترب من طرف الكنبة أشار برأسه بنعم
فاقتربت قائلة: لا تحرّك نفسك .....كثير...
ثم ركضت للمطبخ ، سحبت كأس ملأته بالماء
ثم أتت قدمته إليه
اخذه وشرب على مهلٍ وبألم.....عادت بخطواتها إلى الغرفة وهي تقول: بجيب المعقم وو....
تحدث: نور ماله داعي تو طالع من المستشفى انا بخير...
توقفت ثم التفت عليه : دامك تو طالع ليش ما رحت بيتكم...
طارق بصيغة امر: اتصلي على ايلاف...
فاقت من صدمتها وقوّست حاجبيها
تقدمت: انت متهاوش معاها؟
طارق نظر إلى شتاتها الواضح: لا...
اقتربت اكثر: ليش جاي تسال عنها بهالطريقة اللي
وبرجفة صوتها: تدل انها ما هي بخير....او فيه شي بينكم ...اقصد يعني متهاوشين ....او...
قاطعها بهدوء: قعدي اتصلي....
نور لا تنكر انها ارتعبت ولكن خضعت لأمره جلست امامه اتصلت ....ثم نظرت له: مغلق....
ارتجفت شفتي طارق، وتسللت تلك الرجفة إلى جسده كله
تنهد مرتين وثلاث......شعرت هنا نور باضطرابه وتوتره
وازداد خوفها، سريعًا ما اجتمعت الدموع في عينيها........نهضت واتت امامه مباشرة جثلت على ركبتيها أمامه
وضعت كف يدها اليُمنى على ركبته ارتجفت من افكارها المخيفة ......
تحدثت بتردد: شصاير؟.....طارق....ايلاف فيها شي؟
طارق نظر لوجهها ابتلع ريقه، من الواضح من حزنه أنّ ايلاف ستتجرّع آلامًا يصعب عليها في المستقبل إن بقيت على نسيانها او تناسيها!
...
احتار كيف يخبرها
نزلت هنا دموعها على خديها: تو اليوم ما فيها شي راحت الجامعة فرحانه ....والله ما فيها شي........يعني هي بخير ......ما فيها شي....بس انت ليش كذا متوتر.......
تصلّب جسده على الكنبة تحدث بحشرجة صوته: ايلاف انخطففففففففففففففت......

حدّقت في وجهه دون أن ترمش تحدثت بصدمة: شلون يعني؟
طارق ابعد ناظريه عنها، اهتزت شفتيها وسالت دموعها على خديها
اخذ صدرها يخفض ويرتفع بشهيق وزفير متعب
شدّت على ركبته بقبضة يديها
تحدثت بنبرة هامسة: يعني خلاص ما فيه ايلاف؟
طارق فهم ما تعني: ان شاء الله الاقيها.....
نور نهضت بسرعة من امامه ....دارت حول نفسها.....نظرت إليه
بكت وانقلب وجهها للون الأحمر: ليييييييييش؟......لييييييييييييييييييييييش يصير لنا كذا......ليييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يش.......قولي......حنا جالسين ندفع ثمن منو؟.........جالسين نتعذب عشان منو بالضبط..........ليييييييييييييييش خطفوها........لييييييييييييييييييييش.....

سقطت على ركبتيها وضربت على فخذيها بانهيار غير متوقع
كررت: كاااااااااانت فرحانه.........هي علمتني كيف اعيييييييييييييش.........ليش خطفوها طارق........ليششششششششششش هي أصلا ما نست اللي صار .......كيف يصير لها مرتينننننننننننننننننن.......
هزت رأسها بلا: ايللللللللللللاف ما راح تتحملللللل ما راح تتحمللللللللللل هالاوجاع ابد.........

ثم انهارت تبكي من قلب موجوع......أما هو نهض بصعوبة واقترب منها ليهدئها امسك بكفي يديها
: نور اهدي........اهدي...
نور نظرت لوجهه تحدث بذعر: بلغ الشرطة.....تكفى بلغ الشرطة ....لازم يلقونه اليوم....ايلاف ما بتتحمل....والله ما بتتتحمل..........طااااااارق.......تكفى......

كسرت قلبه اوجعته على حقيقة مُّر الخبر تحدث وهو يكبح نفسه المنهارة من الداخل: انا بطلع بدور عليها ....و...
قاطعته : خذني معاك....خذني....
طارق بهدوء: لا انا بطلع وانتي خلج اهني يمكن تيي ....او يصير شي....فاتصلي وعطيني خبر....

نور بانهيار: تكفى طااارق رجعها.......ايلاف ما تتحمل....ما تتتحمل....
طارق طبطب على كف يديها: هدي نور....ما راح يصير لها شي هدي........
ثم نهض : خلج قريبة من جوالج .......لو صار شي اتصلت عليج....
لم يمهلها تتحدث يريد ان يهرب من حقيقة ما تقوله
عن ضعف ايلاف امام الاوجاع هو رأى ضعفها انهيارها
يا ترى بأي حال هي الآن خرج وترك نور في صدمة جديدة من صدمات الحياة......
تنظر للفراغ بعينين غارقتين بالدمع يرتجف جسدها وفجأة احتضنت جسدها واخذت تهزه كالبندول
كررت بصوت مسموع: ايلاف لا تموتيييين لا تموتين تكفييييييييييين انا....
نزلت دموعها على خديها ......ثم عادت هائجة تصرخ باسم ايلاف.....تصرخ بتساؤل لماذا يحدث لهما كل هذا بعثرت الوسط.....رمت الطاولة الصغيرة بعيدة عنها ....ضربت بيدها على الكنب ......واخذته تحركه بلا شعور من مكانه......ضربت الجدران......صرخت على اللاشيء.....بكت بجنون ثم سقطت على الأرض.........تفرك خدها الأيمن على الأرضية بوجع ....تشد على قلبها بقوة وتضربه ......تصرخ
: اييييييييييييييييييييييييييلاااااااااااااااااااااف ايلللللللللللللللللللاااااااااااااااف

حقيقةً جنّت نور خرجت من قشرة الصلابة والقوة إلى الضعف والانهيار
هذا الانهيار الذي خشيت من ان تتجرّعه هذا الانهيار الذي ظنّت أنها لن تصل إليه لأنّ الموت سيكون اقرب منها إليه! ولكن تلك التوقعات فشلت....
ارتجف جسدها .......واخذت تشد بقبضة يديها وتضرب على الأرض بقوة إلى أن تركت كدمات على يدها دون أن تشعر!
وبشكل جنوني ومخيف لمن يراها ضربت جبينها على الأرض بحسرة وتندم وخوف....عدّة مرات ثم
.....
........................


عندما علم بمكانها لم يستطع ان يكبح مشاعر الخوف والتردد.......اخبر ماكس بالامر.....واوصى الحرس لمراقبة أخيه....ولكي يصل سريعًا استخدم طيارته الخاصة......وصل ....إلى العنوان الذي يدله اليها.....كان في طريقه إليها
رنّ هاتفه
أجاب : كيف بتعمل هيك يا مراد.....كيف تخبر البنت الصغيرة بكل شي.....وكيف اثرت على...نور.....كيف ضغطت عليها و....
قاطعه : أمير.....بالأمس جّنت عدّوك بس هسه لا تفتكر هيج....آني هسه ابدًا مو عدوّك....افتهم هالشي زين....
أمير وهو يتحامل على ألمه: ولانت صاحبي........اسمع كلامي منيح لا تئرب من نور....ئلت إلّك أنا وماكس راح نجي إلها بعّد عنها .......

مراد بتنهد: ما راح اضرها.....
أمير بانكسار شديد: لم تشوفك هي تنكسر آلاف المرات افهمني منيح مراد....نور مجروحة منّك كتير....
ومراد وهو يركز على طريقه: ومجروحة منك مليون مرة....
أمير نزلت دمعته: مُراد لا تروح إلها بعرف نور......راح تجن.....
مُراد بهم وبصدق: كلنا جنّنينا من هالقصة اللي رسمناها....عشان مصالحنا يا أمير.....وجا الوكَّت اللي نحط في النهاية ......
أمير فهم اشارته: النهاية بكون محزنة يا مراد...
مُراد ازدرد ريقه ورمش عدّت مرات: واحتمال تصير سعيدة
امير أشار لماكس لحمل الحقيبة: بترجاك لا تروح إلها.......بكفي اللي صار .....
مُراد : قلت لك ما راح اضرها.........وبس اطلع من عندها اتصلت طمنتك وهسه باي...
أمير: مرررا...
قطع الخط وشتم أمير مراد وصرخ بشتمه
ماكس : أمير....لا تتعب حالك....
أمير نهض بصعوبة من على السرير: لازم نسافر.......
ماكس اتى بالقرب منه: طيارتنا الصبح .....
أمير بتنهد: ما فيني انتظر اكتر من هيك.....
ماكس امسك يده: بترجاك لا تضغط على حالك .......
أمير باختناق: طلعني من هون.....طلعني حاسس حالي ..... راح اختنق......
ماكس ساعده بالمشي إلى ان طلعوا من الغرفة
.............
.
.
هناك خيط ضعيف يفصل بيننا وبين الحياة والموت.....انهياراتنا المتكدسة من الداخل ما إن تخرج حتى تنفّس عمّ بداخلنا بجنون......من المحتمل ننجو منها ومن المحتمل لا......
.....
صوت تكسير الأشياء والاثاث.....والضرب على الجدران.....بشكل جنوني...وكسر الزجاج.....اثار فضول الشقق المجاورة خرجوا....وتجمهروا أمام شقتها
منهم من غضب بسبب الازعاج ومنهم من طرق الباب باحترام يخفف عن اوجاع من هم خلفه!
ولكن فجأة لم يسمعوا إلا صوت نحيب وبكاء....موجع....طلب احدهم بالتحدث مع حارس العمارة ليفتح الباب ولكن اخرسه الاخر بقول لا تتدخل....
.............
بينما مُراد ذلك الرجل الذي لن ينكر انه احبها ولكن من اجل الانتقام...ومن اجل انانيته وحبه للمال والمغامرات والاعمال الغير قانونية ترك هذه المشاعر جانبا وداس عليها ليعش بهناء....هذا هو عاد.....عاد ليكفر عن خطئه .....وعاد لأنّ اروى ذلك الحُب البسيط....واشعله بفتيل لا معنى له في قواميس نور الآن!......لن يفرض نفسه عليها ......فهذا ليس من حقه....لن يجرحها.....ولكن سيحاول أن يستعيدها كما كانت.....نظر للعنوان .....لرقم الشقة .....خرج من السيارة راكضًا يسابق....شيء بداخله......استيقظ مؤخرا....واشعل شموع....قديمة....لذلك اضاءتها خفيفة!.......صعد المصعد....ضغط الزر الذي سيؤدي به للمواجهات .....للحقائق....للخوف.......هو أتى ليواجهها بكل شيء....ليخبرها عن حقيقته....ليخبرها أنه متألم كونه سببًا في اوجاعها وشتاتها.....يريد الانفراد للتحدث معها....يريد أن....

انفتح الباب.....رأى تجمهر الناس امام الشقة المنشودة بدايةً ظن ان رجاله اخطئوا بالعنوان ....ولكن سمع صوت صريخها الذي عاد مجددًا ....كانت تصرخ بانزعاج....وكأن احدًا يعذبها.....عرف تلك النبرة .....عرف ذلك الوجع الذي يتخلله....هذه الصرخة لم تغب عن باله حينما صفعها بكل قوته على وجهها في ذلك اليوم الذي قرر فيه بالابتعاد عنها!

صرخ : وخرووووووووووا.....
لم يفهموا كلمته ولكن خافوا منه صرخ بالانجليزية (مترجم): عودوا إلى شققكم....
لا يدري لماذا امرهم بذلك.......لا يعرف ولكن تخبطه وخوفه جعل لسانه ينطق بتلك الكلمة......ومن ثم ركل الباب ....ودفعه بجسده....بقوة....منهم من دخل شقتهم درءًا للمشاكل ومنهم من بقي لـِ ينظروا إلى سوبرمان الحديث!
كان كالمجنون يركل ويدفع الباب عدّة مرات...وعندما لم يسمع صوتها بعد تلك الصرخة خفق قلبه .....
ودفع الباب بقوة حتى اصطدم بالجدار.....وارتد مجددًا ودفعه ....
دخل الشقة
كان احدهم سيدخل ولكن تحدث الاخر ليمنعه
وتقدم الآخر واغلق الباب ثم أشار لهم بالدخول إلى شققهم بقوله
(لا تدخلوا أنفسكم فيما لا يعنيكم وإلا اللعنة ستصيبكم هيا ادخلوا إلى شققكم قبل أن تأتي الشرطة وتأخذكم جميعًا)

الجميع لا يريد أن يقحم نفسه في المشاكل وإن كان فضوليا!
انصاعوا لأمره ودخلوا خاصة أنه رجل له ايدي في قطاعات الأمنية الرسمية!
خافوا منه ومن صيغة الامر تلك واغلقوا ابوابهم!
..............
مراد بأي حال رأى فيها نور يا ترى؟
...............
دخل الشقة وكانت رأسًا على عقب.....شخصت عيناه مما رآه.....همس بخوف: نور....
........
بينما نور كانت بالقرب من الزجاج الناجم عن انكسار الكأس الذي شرب منه طارق .....كان جسدها يرتجف بشكل مرعب...يرتد للأعلى والاسفل ينشد بشكل ملحوظ عينيها تدوران كالمغشي عليها.....اسنانها تصطك ببعضهما البعض.....كانت تشد على قبضة يديها .....ورجليها بقوة.......تخرج أنين ...مسموع وواضح له.......
.....
ارتعب من شكلها وبهذلت حالها......شعرها متبعثر على الأرض جبهتها مزرقة قليلًا وكذلك اطراف قبضة يدها جسدها يرتجف وكأنها دخلت في نوبة صرع او تشنّج لا يدري ماذا حدث لها بالضبط؟....صرخ باسمها ....ابعد عنها الطاولة التي تضرب ساقيها كلما تحرّكت لا اردايًا!.........ابعد الكنب الذي يحيط ظهرها ........اقترب منها....مسح على رأسه بحيرة .......انينها ما زال يسمع جفني عينها مازالا يرتجفان........هو لا يدري أنها دخلت في هذه النوبة عندما سمعت بخبر وفاة والدتها ولكن تلك النوبة كانت جدًا بسيطة......ولكن الآن ......نوبتها مخيفة.......يشعر أنّ روحها ستخرج .....وهو غير قادر على انقاذها!
مسك يديها وشعر بتصلبها وتركها......نهض.....ازاح من على جسده الجاكيت.......لملمه بيديه ووضعه تحت رأسها.........
تحدث: نور......نور.....
بقي جسدها يهتز لدقيقة كاملة....وانينها لم ينقطع ابدًا..... ثم توقف عن ذلك.......واغمضت عينيها.......وارتخى جسدها ......وضع يده على كتفها......تحدث وعينيه تدمعان: نور....
كانت مغمضة لعينيها .....ودموعها مازالت تنهملان.......تنفسها غير منتظم.....يشعر برجفة طبيعية تتسلل منها إليه....همست وهي مغمضة: ايلاف.....ايلاف لا تموتين.....
سكت.......سمع لهذيانها بلا حول ولا قوةٍ منه
ثم قال: نور....فتحي عيونج.....

متعبة ، اليوم بذلت طاقة عظيمة ......سمعت صوته......ميّزته رغم الانهيارات .....رغم برودة وحرارة الهواء الذي يضرب جسدها في الآن نفسه......رغم تسلل ذلك السائل منها.....شعرت بدفئه ما بين رجليها......فهمت أنها تبوّلت على نفسها.......بسبب تلك النوبة.....وقوّست حاجبيها تبكي بلا صوت .....حرجة من نفسها....من الاحداث.....من عدم قدرتها على السيطرة على زمام الأمور......هل اضعفتها ايلاف هل تلك الصداقة اشعلت في فؤادها عواطف تحجرت لفترة طويلة.!
.
.
.

مسح على شعرها بلطف تحدث بتردد: اريد افتهمي شنو صاير بيج؟

.
.
رفّ جفنيها وشدّت بقبضة يدها على قلبها حقيقة الآن لا يسعها هذا العالم لا يسعها......لا تستطيع ان تتحمل اكثر .....طارق ارمى قنبلته الملتهبة..........وخرج........جدد جراحتها.....وأتى الآخر بشكل غير متوقع ليتساءل ماذا بكِ؟
ألم يرى بعد ما يوجعها؟!
.
.
تريد النهوض ولكن الخجل......الضعف قيداها على ان تكون مستلقية على جانبيها الأيمن تبكي بأنين
.
.
ما زال يمسح على شعرها.......ما زال يطبطب على يدها
: نور....الدنيا مو مستاهله تسوين بنفسج جي.......
.
.
فتحت عيناها تريد أن تراه بعينيها ، نظرت إليه بصورة مشوشة......حاولت الجلوس والاعتدال.....ولكن تشعر أنّ خلايا جسدها خاملة .......ساعدها وما إن جلست ...نظرت إليه بوجهها المحمر....ببعثرت مشاعرها وشعرها........بامتلاء وجهها بالدموع......
رمشت مرتين .....وكأنها تريد ان تستوعب أنه حقًا أمامها
همست: شوفني......شوف شسويت فيني........شوفني....
كانت تشير لنفسها بضعف.....
تحدثت برجفة: لو ما سويت لي اللي سويته ما كان الحين اعرف ايلاف....ما كان انخطفت......بقول لي ماله دخل....بس إلا له دخل ...لو ما رميتني في الشارع كان انا مازلت في أكسفورد...في بيتنا......مو هنا....كان ماعرف احد غيرك.......كان امي ديانا عايشة .......امير ما تصاوب......انا اربي بنتي.........مو يحطونها في دار الايتام.....كان ما صار كذا صح......

كان ينظر لها.....لتخبطها......لثقل لسانها.....لرجفة يدها وأخيرا نظر للسائل من تحتها وهذا الامر جعل قلبه يرتجف
نور بانكسار: اكسر الخاطر صح؟

عضّت على شفتيها نهضت ونهض سريعًا معها ترنّحت وكادت تسقط امسك بها ولكن سحبت يدها منه وصرخت
: ليييييييييييييييييييييييييييييييييييييش جييييييييييييييت؟

وقف أمامها ينظر إليها بتمعن كعادته هذه ليست نور ؟
ابدًا ليست نور
صرخت: ايلاف خطفوها.....بموتونها.......قلبي واجعني عليها اكثر من نفسي.......ابي اختفي.....مابي اشوف حزنها.....مابي اسمع خبر موتها.........مابي.....
وأشارت لراسها بيدين مرتجفين: هذا ينصدم اكثر.......
اقتربت منه وهنا وطأت على الزجاج دون ان تشعر ودون ان ينتبه مُراد لذلك

كان يحدّق في عينيها الضائعتين ، لرجفة جسدها ...كان ينظر لذنبه...لأثمه...لأنانيته على هيأت انسان ميّت!
تحدثت: هي بتدفع ثمن منو بالضبط
اشارت باكتافها بهذيان: مادري....بس
ثم اشارت لنفسها وارمشت مرتين إلى ان سقطت دموعها الثقيلة: بس أنا طولة الواحد والعشرين سنة جالسة ادفع ثمن منو؟.....ثمن يوسف ولا ديانا....ولا الاثنين....؟

مراد شعر بقربها تسلل الوجع الذي لم تستطع وصفه يوم إليه ......هي الآن تعاتبه ......هي الان في حالة صدمه وهذا ما فهمه من حديثها ...تحدث بخوف
: احد متهجم عليك؟
نور ابتسمت بسخرية وسط انهياراتها : الكل يا مراد الكل......مو قادرة اسيطر على احد.....مو قادرة اردع احد....وين ما اروح صارت لي مصيبة...ووين ما اروح تلحقوني وتجون وراي......وين اروح؟......المفروض اروح عند ديانا صح؟

فهم اشارتها المخيفة هز رأسه بلا
اقترب اكثر منها اختلط الخوف والندم مع بعضهما البعض....اختلطت الانفاس والاوجاع في آن واحد.....لم ترمش وهي تنظر لعينيه ...وهو لم ينزل عينيه المذعورة من حالها عنها.......لا يدري ماذا يقول ؟...لا يعرف كيف يخفف عنها....من هي ايلاف؟....هل من المعقول ان تكون.....
ضاق صدره.....واسودّت الدنيا في عينه...
تحدثت باللاواعي: مابيها تموت....هي طيبة....نظيفة.......بريئة........ما تتحمل الألم...........ما تتحمل احد يغلط عليها....لا تموت........لا تموت......
امسك باكتافها وهو يهمس: ما راح يصير بيها شي...
نفرت منه وابعدت يديه عنها صارخه: وخر عنيييي........لا تحرقني بايدينك.....يكفي.....صرت رماد انا صرت رمااااااااد....لا تبعثرني.......لا تبعثرنيييييييييييييييييييي............

جنّ على جنونها بكى بلا صوت .....بكى على حالها بلا دموع ازدرد ريقه ......ضاق تنفّسه
اردف: نور....
تراجعت للوراء وهي ترتجف بشكل ملحوظ ترنّحت لليمين وهي تُشير إليه: اطللللللللللع برا......اطلللللللللللللللع برا.....

رمش مصدومًا حقيقةً مما آلت عليه ومما رآه
مشى بثقل للأمام ليقترب منها وهي تصرخ وتأمره ليخرج
تحدث: نور......
نور وهي تشّد على آذانيها: لا تقول اسمي.....لا تقوله......
فتحت باب الشقة...وتركته مفتوحًا ثم
قالت: اطلع وسكر الباب
ثم دخلت الغرفة واغلقته على نفسها.....اما مراد اغلق باب الشقة وجلس على طرف الكرسي الذي وجده امامه
همس بضيق: ماتت نور .....موّتها انا ...
شد على قبضة يده وبندم: الله يسامحك يا جورج!
..................................

.
.
غير قادرة على ان تتجاهل الامر اكثر....خائفة....خائفة من أنّ الوقت حان في كشف الحقائق.....مشعل لن يغفر لها كذبتها وخدعتها وكذلك أبناؤها .....لن يغفر لها احد .....
تشعر أنّ حياتها أصبحت واقفة على هذا الامر
تتنظر صباح جديد ليمر اليوم كله دون أن يُضح ذلك الامر
تشعر بالقلق والحيرة
وتدعو من قلبها
بكل قهر: يا ربي اخذها من هالدنيا وريّحني منها آخذها يا رب....
لا تشعر بناحيتها بشعور الامومة رغم أنّ هي اوّل الألم اول الاحتضان اوّل الصرخة
اشتمّت رائحتها، نقاوتها وهي طفلة ولكن لم تنصاغ وراء مشاعرها رمتها ....بكرهها لوالدها ...رمتها على جورج....ورمت خلفها الذكريات....ولكن الآن تخشى ان تشتعل هذه الذكريات بالنيران
الجميع مجتمع.......الجميع يضحك....هي غير قادرة ....على ان تندمج معهم خائفة من ان تطرد يومًا من هذه الأجواء.....
نظرت للبحر......بحيرة.....تنظر لشاشة الهاتف تنتظر خبر جديد......تهديد جديد لكن لا شي......
نادتها ابنتها: يمه......صار العشا جاهز تعالي....
التفت وهي تمسح على وجهها بضيق: يايه.....يايه الحين...
ثم نهضت وهي تدعو
: يارب لا تحرمني من هـ اللمة!
.....
على أملٍ من انقاذها على املٍ من انتشالها من الظلام
من ايدي الثعابين والعقارب!
مُتعب....بل منهمك...جُرحه بدأ بالنزف......شعوره بالغثيان يزداد....ولكن يحاول أن يصمد.....يحاول أن يصمد من أجل ألا يعش في عذاب ضميره للأبد....من أجل تلك المسكينة التي لا دخل لها في كل هذه الدوامة العميقة!.....قادة سيارته......وحرسه بما يقارب السيارتين جعلهم خلفه.....لن يذهب إلى إدوارد لوحده.....هو ليس مجنون......جلب معه حُرّاس.......ليرهب بهم قلب ادوارد......ليوصل له أنه عنيد كما هو!......ليبرهن له انّ لن تنازل عن حبيبته كما يظن......وصل....إلى العتمة.....إلى الضيّاع....إلى الخوف....
نزل من سيارته وكذلك الحرس بما يقارب العشر رجال....اتوا خلفه....مشى بخطى ضعيفة....بطيئة......مؤلمة......مشى وهو حاملًا سلاحه بيده.......مقرر تمامًا على ان ياخذها منه ويخرج من هنا......
وصل للباب.....نظر للحرس الذين يحيطون المكان من كل جانب....رأى كيف سريعًا توجّهت أسلحتهم إليه وإلى رجاله عندما اقتربوا.....نظر لإدوارد وهو يحتسي القهوة في شرفته وما إن رآه اختفى ولم تخفى عليه ابتسامته دقيقة واتى يمشى امامه
وهو يتحدث بالإنجليزية (مترجم): كُنت انتظرك
طارق بنفس متسارع : وين ايلاف؟
إدوارد وضع يديه في مخبأ بطاله وتحدث بلغة عربية مكسرة وجدًا: مين هيّ إيلاف؟
طارق نظر لعينيه بعنين غاضبتين وبقلب مقهور وجرح نازف
شهر السلاح في وجهه وصرخ: قلت لك ووووووووووووين ايلاف
سمعوا سريعًا صوت (تعشيقة المسدسات) الموجّهة لناحية طارق ورجاله
ادوارد ضحك وأشار لرجاله ان يزيحوا أسلحتهم عنه
ثم قالت لطارق بثقل لسانه: ابحث عنها ......
طارق أشار لرجاله ان يدخلوا الى الداخل...
ثم قال: عارف انها مو اهنيه....يا ادوارد......وعارف انك انت اللي خاطفها.....قول لي وين مكانها.....
ادوارد هز اكتافه : آي دونت نو....
طارق لم يتحمّل هذا الضغط وبشكل غير متوقّع لكم بطرف مسدسه وجه ادوارد وسريعًا ما توجّهت الأسلحة بشكل سريع عليه....و...
...............




انتهى



قراءة ممتعة
تحياتي شتات




 

رد مع اقتباس