عرض مشاركة واحدة
قديم 06-27-2020, 06:03 PM   #33
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت الخامس والعشرون








.
.
.
.
الأمل طريق وعر ولكنّهُ مُسعد للقلب ، مُتعب في بعض الحين
ولكن تعبه له لذّة في الأمر
لولاه لم تهدأ القلوب.....ولم تسكت النفوس عن أنينيها
ولولاه .......لم تكف العيون عن ذرف الدموع......
.
.
كان على متن طائرته....ينظر لتلك الصغيرة....وتاره لماكس الذي بان اصله.....في مواقفه.....رغم أنه غير موافق على انفصاله من اليكسا.......حدّثه من جديد....ليذهب إليها ولكن ....أبى ذلك.....ربما فعلتها كسرت شيئًا في قلبه....ربما كان يظنها شيء....وبفعلها هذا رآها على شيء آخر!
.
.
أطلق تنهيدات نفاذ الصبر.....يُريد رؤيتها.....احتضانها....تخفيف آلامًا كُثر من على اعتاقها.....ولكن المسافات ...دومًا ما تلعب دورًا في هيجان القلوب.....
.
.
يعلم جيّدًا انها لن تستقبله......لن تُقبّله قائلةً
مرحبًا بك....اشتقت إليك.....فقدتك....
ولكن ستبقى هكذا واقفة تحدّق به مطولًّا ....وربما تصرخ.....لتطرده.....لتلعنه.......
ولكن هذا لا يهم....
ما يهمه الآن...رؤيتها.....والاطمئنان عليها.....
.
.
تحدثت الصغيرة: يعني راح اشوف ماما نور؟
هزّت جولي رأسها وهي مبتسمة تُخفي خوفًا كبيرًا مما هو قادم
خائفة من أمور كُثر أهمها
ماذا لو تقبلت نور وجود ابنتها
ماذا سيحدث بعدها؟!
هل سيتم استبعادها عن مهمتها؟
ابعاد الصغيرة عن احضانها؟!

هزت رأسها تؤكد لسندرا انها سترى والدتها

التفت ماكس هنا وابتسم على لهفة الصغيرة لرؤية نور
بينما أمير كان يتنهد وهي يستمع لها
فقال ماكس: خيي....بتحس بتعب؟ بدّك تسطّح؟!

أمير التفت على ماكس مسح انفه بطريقه سريعة تنّم على توتره
: لالا ...لا تاكول هم....أنا بخير.....

ماكس نظر لهاتفه: مُراد ...استأجر شئة(شقة)....ئريبة(قريبة)....من ياللي ساكنة فيها نور.....

أمير هز رأسه برضا تام.....حتى بتدخل مُراد.....لأنه الآن جُلّا ما يهمه نور فقط
أكمل ماكس: وئال لي.....هوِّ ما تركها بحالها.......بيُئصد أنه عم يرائبها....
.
.
.
حقيقةً هو لم يُراقبها فقط، بل واقفًا جانبها....وهي لم تعي هذا الوجود بسبب صومعة احداث ايلاف.....وطارق....

.
.
فبعد أن وصلت إلى المستشفى ليلًا...ركضت في (الاسياب) تبحث عنهما......رأت الحرس يطوّقون المكان فتذكرت امرهما قبل أن تهرب من فرنسا.....ارتعد قلبها ولكن مشت......رأت طارق
يمشي ذهابًا وإيابًا....والحارس الشخصي يريد أن يجبره للخضوع والجلوس على الكرسي المتحرك لمعاينته ولكن ابى
فخافة اكثر.....
وتبعها مُراد الذي شعر حقًّا بحقارته!؟
هو اخبره انّ ادوارد سيدمرها ولكن لم يصدقه
كيف عليه ان يصدّق عدوّه؟!
ولكن حقًّا الآن لم يعد يعرف من هو العدو الحقيقي ومن هو الصديق الوفي؟!

تحدثت نور كالهمس: طارق
التفت عليها.......سقطت عينيها على بقعة الدم الناتج عن انفتاح الجرح ........وتدفق الدم منه....واضح من وجهه انه بكى......كان ....محمر....متعرق.....خصلات كثيرة من شعره ساقطة على عينيه باهمال.....يمشى بترنّح .....ويعض على شفتيه بألم ووجع.....
اقتربت منه
تحدثت وعينيها مليئتين بالدموع: وينها ايلاف؟

طارق نظر إليها وجفنيه يرفان لاحتضان الدموع في محجرهما ولكن لم تستطعا على امساك تلك الدموع سقطت من عينيه
وجثلت نور سريعًا على ركبتيها ......
فركض مُراد: نووووووووووور.....
اقترب منها امسك اكتافها....
تحدث طارق بثقل لسانه: في غرفة العمليات!
نور بكت بدموع ولكن بِلا صوت
تحدثت برجفة شفتيها: ليش؟

عندما تحدث إليه الطبيب هو كان في اللاواعي......اخبره انها فقدت دم كثير في نزفها.......الجرح عميق جدًا......عليهما إيقاف النزيف.......أوتار وأربطه تضررت....لا يدري....لا يعي المعنى الحقيقي لحديث الطبيب....ولكن فهم أنّ وضع ايلاف ليس هيّن.......فتحوا محضرًا للتحقيق ولكن رشاهم بمبلغ وقدره لغلقه ....وعدم احداث ضجة.....وانتهى الامر.....
لن ينسى انّ قلبها توقف لمدة لم تقل عن الثلاث دقائق بعد ان وضعوها على السرير.....شعر هنا انه خسر العالم كلّه....تذكر أخيه والدته.....تذكر خسارته البشعة.....بكى......انهار......ولم يجد احدًا يواسيه...
خرّ على الأرض ساجدًا ....يرجو الله ان يعيدها على قيد الحياة!
كان يكرر: تبت يا ربي تبت....اسمع ندائي.....استجب دعائي.....تبت ....تبت....

...
في لحظة .....شعر انّ الجميع يطبّق بيديه على عنقه يخنقه.....يعاتبه......يؤلمه......هو من ادخلها إلى اوساع جنون ادوارد.......هو من اوصلها على خُسران الذات!
....

همس: بوقفون نزيف الجرح...
....
.
.

ثم ولّى بظهره عنهما
ترنّح ......يشعر ما هي إلا دقائق وسيسقط على الأرض بسبب غشاوة عينيه ولكن لا يهم......لا يهمه ابدًا يريد الاطمئنان على ايلاف....

.
.
مُراد رفع نور من على الأرض كانت مصدومة تنفسها مسموع .....عينيها شاخصتين.....من الواضح انها خائفة من الفُقد.....خائفة من ان تفقد ايلاف....
اجلسها على احدى الكراسي الجانبية........نظر لشعرها الرطب......ورجفتها
سحب (الشال\اسكارف) لم يتردد في وضعه على رأسها ويلفه مرتين عليه....بينما كانت هي في اللاواعي.....
.
توجّه لطارق....نظر إلى حاله....
تحدث: شنو صار؟

طارق تمعّن في وجهه......ادرك شيء......ايلاف تشبه قليلًا......فرسمة الانف واحده......كيف لا تشبه وهو عمّها؟
دمهما واحد......
طارق ابتسم بسخرية: قول شنو ما صار....

مُراد مسح على رأسه امسك بكتفي طارق: طارق......اريد افتهم كل شي.....عشـ....

طارق ابعد نفسه عنه وبهمس: فات الأوان يا مُراد.....فات الأوان......انت ما صدقتني.....ما صدقتني....

تفهم مُراد أنه وقع ما بين شخصين في اللاواعي من صدمتهما...والأمر هذا يُرعبه ........لأنه يدل على أي مدى من الخطورة وصلت إليه إيلاف.....وهو لا يريد ان تصاب بأي يسوء
وإلا أخيه جورج سيموت بعدها!

أشار له: اهدأ ....واجلس .....

اتى احد الحرس تحدث (مترجم): سيدي.....نزفك لم يكف....ارجوك.....دعهم...
أشار طارق وعينيه جاحدتين بالاحمرار: اششششش.....
سكت وابتعد قليلًا ولكن بقي يُراقبه

نظر بعدها لمُراد ليقول: خذتوا روحي......قلت باخذ روح اغلى ما عندكم......ولقيتني اخذ روحي من يديد......

ضحك بسخرية : هههههههههه ...قلت برعب قلب اخوك فيها......بس عمري ما نويت....اسوي فيها اللي سواه ادوارد......عمري يا مُراد...

مشى بالقرب من مُراد وعينيه بدتا بذرف الدموع: علّقتها فيني......خليتها تحبني.....تحبني.......لدرجة ما تقدر تستغني عني....كنت احس وايد بهالشي....بس ما تبيّنه...........وبعدين شصار؟
.
.
نور كانت تسمع حديثه.....تشعر انّ هُناك تشابه بينها وبين ايلاف ....رغم انها لا تدري ما هي دوافع زواج مُراد منها ولكن تعلم جيّدًا.....أنّه كذب عليها بزيف مشاعر الحُب....وما سمعته الآن......جعل شعرها يقشعر....
نهضت وسواعدها ترتجف......شعر مُراد بها ونظر لشكلها
تقدمت لناحية طارق
تحدثت : كنت تخدعها يعني؟.....كنت مخطط لكل شي صار لها؟
طارق هز رأسه وعينيه تدمعان: لا نور...لا.....ما خططت اني ..
قاطعته بصرخة وهي تسترق النظر بينه وبين مُراد: كلكم ....حقققققققققققققققره........كلكم............تلعب في مشاعرها.....تخليها تحبك......تتعلّق فيك عشان تتركها....بوجعها....تبيها تصير مثلي.....مثلي...أنا......

طارق سكت......نظر لنور....بدأ الآن يبصم نور هي ذاتها....الذي ارتبط بها مُراد وبدآ لعبتهما فيها للانتقام .....هو حقًّا في البداية لم يهتم لهذا الأمر لأنه ليس هدفه......ولكن شكّ ....والآن تيقّن......انها هيّ....
تحدث بجدية: نور انا مو مثل مُراد....
مراد فتح عينيه على الآخر ونظر إليه
بينما نور تحدثت وهي تبكي: كلكم وااااااااااااحد
طارق بتعب: نور....انا حبيتها...نقذتها من يد اكبر اعدائي.....ما تركتها......ما تركتها....

ضربها على الوتر الحساس .....فلق قلبها إلى نصفين
نظرت له ببهوت....لم تستطع ان تردف حرفًا واحدًا كل ما فعلته هزت رأسها ......
ثم ابتعدت عنه
مُراد انقهر تحدث: طااااااااااااااارق.....
تحدث طارق بنبرة متعبة: كلّم مشاري وحصة......قول لهم ....بنتكم بتتزوّج.....
مراد بفجعة: ايش؟
طارق : انا بزوجها........ابي أكون معاها هالفترة........وهي راح تمنعني....عشان جذه لازم اعقد عليها القِران....كلم مشاري وتفاهم معاه.........
ونبرة انكسار: وفهمهم انها في المستشفى.....هذا اذا اهتموا ....بييون لها....اذا لا........حسافة امنتوها عندهم....

مُراد كان سيتحدث ولكن شعر انّ طارق بدأ يغلق عينيه ويفتحها وبدأ يتراجع خطوتين للوراء وكاد يسقط على الكراسي ولكن امسكه من يديه
وسانده
ولكن طارق اغمي عليه كليا ما بين يديه
مراد الذي صرخ: دكتووووووووووووووووووووور
.
.


التفتت نور هنا ونهضت ترتجف في مكانها بخوف!
.
.
كلام طارق بالأمس يرّن في آذنيها......جرح قلبها .....مزقها بعنف مصداقية الأمر....هو لو كان ينوي الهروب والابتعاد عنها لم يقف نازفًا امام بابها....الفرق بينه وبين مُراد انه لم يتخلّى عنها إلى الآن هذا ما دار في عقلها......
.
.
.
.
تجمّدت الدموع في عينها بعد أن رأتهم وهم يضعونه على السرير .....ومُراد فجأة اخذ يتوتر ويشتم نفسه واخذته الاتصالات في الاطمئنان على شخص يدعو جورج.....ولم يفتها انه حدّث فيما بعد ماكس.....

ولكن بعد ان اخرجوا ايلاف من العمليات .....ووضعوها في العناية المركزة لمراقبة حالها هي دخلت لها هناك......بعد ان توسّط لها مُراد في هذا الامر....
.
.
.
رأت شحوب وجهها.....تعبها......حدّقت في الآثار الوحشية......والآثار التي تؤول بنا لمعنى التحرّش....
لم تنزل دموعها......ولم تبكي.....ولكن وجهها يتقلب ....ويتلوّن ببؤس ما تراه......
جلست بالقرب منها....قبلّت جبينها.....يدها.......همست في آذانيها
انّ كل شيء سيكون بخير.....وهي لم تؤمن بما تقوله!

بقيت تراقب ايلاف خائفة من أن تتوفّى ....وفجأة ....راقبتها....لساعات طويلة.....ولم تنم....ولم تغفى لها عين.......تشعر بالخدر لأطراف جسدها.....تشعر بالصداع ....والألم حينما تبلع ريقها......عرفت انّ هذه العلامات ...تدل انها ستخضع لمرض قريب......وربما ستصيبها الانفلونزا......شدّت على الجاكيت على جسدها.....بقيت تحدّق في ايلاف...

تنهدّت ثم وقفت لتتجه لناحية الخلاء ....ولكن سمعت الباب ينفتح
لترى طارق على الكرسي المتحرك تدفه الممرضة لناحية ايلاف......وهو ممسك بساق المغذي الموصول به .....

تحدثت بحشرجة صوتها: الحمد لله على سلامتك...

نظر إليه ببهوت وهو يقول: الله يسلمك.....
ثم قال بنبرة هادئة: ممكن تتركيني مع ايلاف بس اشوي....
نور حكّت انفها بحرج: طيب.....
وقبل ان تخرج اردف: ما راح اتركها......يا نور......راح اعوضها.......عن كل شي....

لا تدري ماذا تقول؟
ولا تدري لماذا يبرر لها هي ذلك؟
هزت برأسها برضى وبمشاعر مختلطة ثم خرجت
تاركته
.
.
أشار للممرضة لِتنتظره في الخارج
فخرجت هي الأخرى
.
.
نظر إلى ايلاف....إلى بهذلت حالها.....وإلى ما آلت إليه....خفق قلبه....تنهد بضيق....
سحب يدها الموصول بها ذلك الانبوب الصغير
قبلها بلطف ثم اعادها على السرير
هي نائمة نتيجة للمسكنات والمهدئات.....اقترب اكثر
وامتدت يده تمسد على شعرها
تحدث بندم: سامحيني يا ايلاف....سامحيني......يا روح طارق انتي......انا حقير .......وواطي....لم دمرت براءتج.....جذيه....سامحيني ..

مسح على وجهه......ابعد الدموع .....ثم ابتسم
قائلا: اوعدج كل شي بكون بخير.......يا..ايلاف....
ثم ازدرد ريقه وشد على يدها : بس تفتحين عينج....وتسترجعين قوتج.......راح نملج......ايلاف.....انا احبج.....صج.....احبج.....وما راح اتركج.......ولا راح افكر بيوم اني اسوي جذيه...اصلا.......بس تكفين.....صيري قوية....وشدي حيلج......وطيبي بسرعه.....

نظر للزجاجة التي تطل منها الممرضة وتشير له بان يعود لغرفته ......من اجل راحته هو الآخر
هز رأسه لها
فدخلت واخرجته بعد ان مسح دموعه من عينيه
شعر بالاطمئنان عليها بعد أن رآها.....
.
.
.
بينما نور عندما خرجت جلست على الكراسي الجانبية والواقعة في الممر
نظر إليها مُراد ثم جلس بالقرب منها
شعر برجفة جسدها وتنهدها بين الفينة والخرى
شعر بتعبها.......كانت تشد بأصبعيها على عينها لتُسكّن الم الصداع

تحدث: نور رجعي الشقة ارتاحي.....

نور رفعت رأسها له وبتعب: انت بعدك هنا؟
مُراد اخذ نفس عميق وسكت
نور نهضت عندما رأت طارق يخرج من عند ايلاف
: بروح لايلاف....
مُراد بهدوء: ايلاف ما عليها شر......اهنيه ممرضات ودكاترة ....يتابعونها....لا تخافين عليها....رجعي الشقّة ارتاحي
سمع طارق ذلك وهو يمر من جانبها أشار للممرضة لتقف ليقل: صادق مُراد شكلج تعبانة وايد ردي الشقة ارتاحي وبعدها تعالي شوفيها....

نور نظرت له ولمُراد ثم توجهت لإيلاف
هز مُراد رأسه بأسى
بينما طارق قال دون ان ينظر إليه: نور محتاجه لراحة......لا تتركها لحالها...
ثم أشار للممرضة لتعود به إلى غرفته

مراد نظر للسقف بحيرة: يا رب
.
.
.
دخلوا الشقة اغلقها .....جولي كانت حاملة ساندرا التي نامت في احضانها
استأذنت منهما ودخلت إلى اقرب غرفه لترتاح هي الأخرى .....

بينما أمير التفت على ماكس: آمتى راح شوفها؟
ماكس بهدوء: هلأ ما تئدر.....
أمير بملل: ليش؟
كان سيُجيبه ولكن سمع رنين هاتفه أجاب: هلا مُراد

امير ركّز بسمعه على ما يقوله ماكس هنا

مُراد بتعب: مو راضية ترجع عالشقة......رغم انها تعبانة هواية....
ماكس قرأ رسالة مراد الذي شرح فيها كل شيء......انهيارها ...وتعب ايلاف ..ولكن لم يخبر امير بهذه الأشياء لكي لا يُزيد عليه ضيقته

قال: اوك......لا تضغط عليها....باي
اغلق الخط
ثم قال امير بشك: شو صاير؟
ماكس قرر أن يقول الواقع: نور مع صاحبتها في المشفى....
امير بفجعة: كييييييف؟
ماكس أشار لها: اهدأ....صاحبتها تعباني مِش نور....وغير هيك...انتّا بتعرف هيّا ما....
قاطعه امير وهو قف: بأي مشفى؟
ماكس وقف هنا: امير....اهدأ....وفكّر منيح....لو رحنا...لهُنيك.....ما نضمن نور ما راح تـ....
أمير توجّه للباب: ما يهمني......
ماكس حكّ جبينه بتعب: يا الله....
.
.
.
أغلقت عليها الباب....لا تريد أن تقابل والدتها بعد أن صفعتها على وجهها ولا تريد ان ترى وجه والدها خجلة منه
اتصل عليها بندر
فأجابته بعتب: تخطب ولا تقول؟
بندر مستغربًا: عمي قالك؟
شيخة : مو مهم منو قال لي..
بندر مسح على شعره: صوتك ......كأنك باكية....
شيخة بسخرية: أي ما تدري.....قد ايش بكيت من الفرحة على هالخبر.....
بندر ضحك بخفة: ههههههههه......تتمسخرين.....قولي وش فيك...
شيخة بعاطفية وبخلط الأمور: اشتقت لك....
بندر سكت ثم قال بجدية: هانت ......ان شاء الله قريب بنكون قراب من بعض بالحلال....
شيخة نزلت دموعها: محتاجتك بندر....
بندر تربع على سريره: تكلمي وش فيك وش مضايقك؟
شيخة مسحت انفها سريعًا: احسني مخنوقة.....
بندر بتعجب: الله الله....مخنوقة كذا فجأة ولّا فيه شي....خلّاك مخنوقة....
شيخة لا تريد ان تخبره ولا تريد أن تتحدث في هذا الامر
فقالت بصوت شبه مرتفع: يمممممه منك شفيك قلبت محقق.....

بندر : هههههههههههه اعوذ بالله من تقلب مزاجك الخايس....

شيخة ضحكت بخفة واردفت : هههههههههههههههه احبك....
بندر بجدية: شيخوه.......والله أخاف منك......لقلبتي فجأة عاطفية وحبِّيبة وكذا....ادري فيه مصيبة.....بس طمنيني مصيبة ما تنهي حُبنا؟

ضحكت من قلبها هنا لتردف: ههههههههههههههههههههه لا تطمن مالها دخل فينا ابد ابد......

بندر ابتسم : أي كذا زين........المهم......كل عام وانتي بخير.....
شيخة بغباء: عيد ايش عشان تعايدني فيه يا الفاهي.....
بندر ضرب على جبينه وبنفاذ صبر: اه يا ربي اه.....صبرني على هالمجنونة......يا رب انت تعلم بحالي....يا رب زدني صبر.....
شيخة بنرفزة وعادت على شخصيتها المعتادة : هي هي....يا الخبل...وش قلت عشان تقول كذا.....
بندر بنبرة تدل على العصبية ولكن ممزوجة بضحكة خفيفة: يا حيوانة اليوم ميلادك كملتي....الثمنطعش سنة.....
شيخة شهقت : هأأأأأأأأأأأأأأأ....احلف؟

بندر نهض من على السرير: انتي غبية ولا تستغبين علي هاااا؟
شيخة ضحكت هنا: هههههههههههه والله ناسية لو تدري شصاير عندنا بتعذرني بس لا تسالني وش صاير عشان ما اقلب نفسية....اعرف السالفة من غيري......
بندر : شذاااااا..........اللي قلتيه لغز ولا ......مسألة رياضية.....
شيخة : ها ها ها ما ضحك......انزين شسمه
وبهدوء قالت: وانت بخير....
بندر انفجر هُنا ضاحكًا: ههههههههههههههههههههههههههههه تو الناس.......
شيخة : شسوي عقلي مو معي.....بعد......صدق مامزح الأوضاع متكهربة.....
بندر نظر للنافذة: قولي لي وش صاير......ولا عمي يوسف صاير له شي؟

شيخة : لا موصاير شي....بس صدقني بينتشر الخبر مالي خلق اسولف فيه
بندر بتفهم: طيب......اجل مع السلامة.......بروح اتروش واطلع...مع اخوياي.....
شيخة : انقلع.....باي...
بندر ضحك واغلق الخط....وهز رأسه بأسى على حالها المجنون....
ثم خرج من الغرفة ورأى اخته نوف واقفة
مكتفه يدها وتنظر إله برفعة حاجبها الأيمن
تحدثت بخبث: ما شاء الله ضحكك واصل لآخر الدنيا......
بندر بملل: وخري عن وجهي مالي خلقك....
نوف دفعته قليلًا لتجعله يعود خطوة للوراء: افا هذا وانا اختك....بس مقيولة من لقى احبابه نسى أصحابه......وانا مو صاحبتك ...أنا اختك ياحـ....
قاطعها وهو يضع يديه على اذنيه: بس بس بس....لا تقلقين راسي الحين وصدعيني....

نوف ضحكت:هههههههههههههه.....المهم جيت.......وابي منك شغلة...
بندر اسند نفسه على الباب: ادري ......وش تبين؟
نوف بنفخة صدر: احم....ابي منك اخوي العزيز تشتري لي كتكات....
بندر بهبل: شنو ما سمعت...
ورفع نبرة صوته: نوف تبي شنو...؟....اي قالت كتكااااااااااااااات.......
نوف بحذر: .....حيوان...تبي خويلد يسمع...هاااااااااااا.........قصّر حسك...
بندر بجدية: ما فيه.......اكلتي كثير هالشهر.....يا لمجنونة لا تعطين نفسك فرصة ولا حالتك بتدّمر.....
نوف تستعطفه: والله وضعي الصحي تمام....ومثل العسل......اها....عاد لا تعاندني.....
بندر لكي يخلص منها: تمام وخري عني.....
نوف انقضت عليه لتقبّل جبينه: عمريييييييييييييي والله اخوي اللي ما يرفض لي طلب....
فجأة سمعت صوت من خلفها: اذا شفت شاري لها....صدقني راح تنام في الشارع...
التفتت عليه بفجعة: وجع من متى وانت هنا.....
خالد أشار لأخيه بحذر: هذا انا قلت لك
بندر غمز له وهنا انتبهت
لتصرخ: يا كـ.....يعني تكذب علي هااااا....شايفني بزرة......
والتفت على خالد: وانت لا تدّخل....ما بتدفع من جيبك.......ولا تسوي لي فيها سالفة....
خالد بجدية: كثرة طلبك على السكريات يعني فـ....
قالت بملل وبمرح: ياخي خلني......استانس......والواحد بعيش مرة وحدها......وما بصير انت احرص مني على صحتي...
ثم التفتت على بندر بشكل سريع: لا تنسى اشتر لي
بندر بتأفف: اف...شخلصني منها الحين...
خالد: حذرتك ترا...
خرجت هنا الجازي حامله ابنها: وش هالازعاج.....
نوف نظرت لعبد لله سحبته من يد اختها: عمري الحلو جلس....الله على جمالو.....صاير يجنن...كييييييييييييكة.....خقّة...
بندر: الحمد لله والشكر اشك فيها انفصام الأخت.....
خالد ضحك: هههههههههههههه حقيقي شكلها تعاني منه...
الجازي ابتسمت: خلاص قطّعتي خدود ولدي....
نوف نظرت إليه بحالمية: راح ازوجك بنتي.....يا الحلو....بس هااااااا...لا شوف نفسك عليها ولا ذبحتك....
بندر هنا اندمج مع خبالها: انتي تزوجي قبل...
نوف بهباله : على يدك...
خالد استشاط غيضا: بنننننننننننننت
التفت هنا تشير له بحذر: والله امزززززززززززززح

الجازي : ههههههههههههههههههههه....يا ربي تجيبين لك الكلام انتي....
نوف حملت عبد لله: والله انتوا مادري متى راح تصيرون فري يعني......
خالد : لا تخليني اجي لك واعلمك الفري الحين...
بندر أشار له بمعنى (اهدا ماله داعي هالعصبية )
فسكت
وهي انسحبت إلى غرفتها حامله عبد لله
بندر التفت على أخيه: دايم تأخذ كلامها على محمل جد ترا البنت تمزح ....
ثم دخل الخلاء
الجازي اقتربت من خالد وقالت: خالد ابي اكلمك في موضوع....
خالد : خير....
الجازي بلا مقدمات: اقنع ابوي بطلاقي من سيف...
خالد بعصبية: نننننننننننننننعم؟....وليش ما تقنعينه انتي...

الجازي بنفاذ صبر: مو جاي يسمع مني أصلا.....
خالد بهدوء يحاول الا يغضب: انتي ما كلمتيه إلا مرة .....كلميه مرة ثانية بشرط تكونين انتي هادية....ترا هو تحت ....فرصة كلميه...عن اذنك

واتجه لناحية الدرج
اما هي تأففت ثم تبعته نازلة لتحدّث والدها

خالد خرج من المنزل بينما هي توجهّت لأبيها الجالس لوحده في الصالة
اقتربت بحذر وهي تقول: يبه فاضي؟
التفت عليها ثم قال: لو مشغول فضيت نفسي لك...
ثم ضرب على الكنبة : تعالي جلسي جنبي.....
الجازي ابتسمت له ثم جلست بالقرب منه
قائلة: يبه.....ابي أتكلم معك في موضوع
قاطعها: سيف؟
الجازي هزّت رأسها برضى.....
بو خالد بجدية: يعني ما قدرتوا توصلون لحل ثاني....
الجازي هي لم تستطع ان تصل لحل آخر بينما هو لديه حلول تشعرها بالحرقان
تحدثت: لا.....
بو خالد: قرارك هذا ولا قراركم انتوا الاثنين؟

لا تستطع ان تنكر امامه طأطأت برأسها: قراري يبه....وارجوك.....وقف معي فيه....وكلمه يطلقني بهدوء...
سكت ثم قال: الجازي مع ليش تأجلين هالموضوع
الجازي بنفس عميق: يبه.....
بو خالد: مو عشاني عشان بس عمّك يوسف...
الجازي بدأت تفقد سيطرتها على نفسها: يبه شدّخل هذا بهذا....
بو خالد يريد أن يعطي سيف مسافة طويلة للأظفار بقلب الجازي مرة أخرى لا يريد أن يراها هكذا متذبذبة
يعلم الطلاق ليس الحل الأخير وليس الطريق لسعادتها
لذلك هو يخشى عليها منه لا يريد منها ان تتعجل ولا يريد ان يظلمها
لذا يعطي فرص لمسافات أطول فقط
فقال: عمّك ....يحاتي بنته نورة اذا تذكرينها...يا الجازي...
الجازي عقدت حاجبيها وبتذكر قالت: بنت ديانا؟
هز رأسه وهو يقول: عمّك يدوّر عليها...
الجازي بصدمة : ليش هي ضايعة طول هالفترة؟
بو خالد ليستعطفها اكثر لتزيح نظرها عن امر الطلاق المستعجل: لا.....لكن فيه قصة مابي ازيد همك فيها....لكن أمها بعدتها عنه....طولة هالفترة......وهو طاح بسبب هالشي.......والحمد لله امس جانا خبر عن مكانها ....وانا مشغول معه.....تركت اخوي فترة لحاله وهو الحين بحاجة لي يا الجازي....وبحاجة لنا كلنا.....مانبي نضيّق له خلقه...ومابي انا اصير بعيد عنه وقت حاجته لي...وما ودي ....نصعب الأمور عليه.....عشان كذا اجلي هالموضوع.....
الجازي بتفهم وضيقه: تمام......طيب يبه......وين لقيتوا البنت.....وشلون يعني أمها...باعدتها....
بو خالد بجدية: بقولك كل شي يا بنتي.....عشان بعد تعقلّين شيخة....
هزّت رأسها بينما هو بدأ بسرد حقيقة الأمور ، صُدمت كغيرها .....وخفق قلبها تعاطفًا مع عمها ونورة التي وقعت بين الاحداث هذه كلها كالضحية ....وما اقسى هذا الامر....حينما يصبحون الأبناء ضحايا لوالديهما.....ضحايا لقرارات طائشة....أنانية.......غير عقلانية.....شعرت بالأسى على ضياع هذه السنين

تساءلت كيف تحمّل ان تعيش ابنته بعيده عنه ......تكبر......تدرس.....ربما تعمل.....ربما تزوجت....انجبت وهي بعيده عنه......الخيانة مؤلمة لقلب الرجل والمرأة....مؤلمة .....ونتائجها ...فضيعة
سمعت له .....ووعدته انها ستحدث شيخة وتخفف عنها
ثم نهضت......
وهي تستغفر....بعد ان شتمت ودعّت على ديانا وامير.....اللذان شتتا فؤاد وحياة عمها يوسف....
عادت لغرفتها وسمعت رنين هاتفها
اجابت وهي تحت تأثير حزنها مما سمعته: نعم
تحدث: انا تحت جيبي لي عبود...
هزت رأسها بهدوء: طيب...
ثم أغلقت الخط
مسحت على وجهها....تمتمت بالاستغفار
ثم خرجت من الغرفة ودخلت غرفة اختها
نظرت لابنها وشهقت: هأأأأأأأأأأأ وجع وش سويتي بولدي...
نوف حملته: بالله مو حلو....
كانت نوف ...واضعه له (روج احمر)....رافعه شعره برباط خفيف......
الجازي ابتسمت رغما عنها: يجنن بس ولدي مو بنت عشان تلعبين فيه كذا...وجع مسحي هالروج.....بنزله لابوه....
نوف نهضت واعطته إياها :خذيه كذا خلي ابوه يشوفه كذا...
ثم خرجت من الغرفة غير مبالية
بينما الجازي قالت بعد ان سقطت عينها على العلبة: وجع نووووووووووووووووفووه حاطه له روج ثابت؟

سمعت ركض نوف من على عتبات الدرج
بينما الجازي اخذت منديل بللته بماء محاولة ان تزيح جزء منه ولم تستطع
بينما عبد لله كلما حاولت ان تزيح من على شفتيه الصغيرة اخذ يلعق المنديل
فتأففت وصرخت: ان شاء الله اشوف فيك يوم يا نوف.....كذا لعبتي في ولدي....
حملته وسحبت من شعره الربطه.....ورتبت شعره نظرت للكومدينة
باحثة عن مناديل خاصة لإزالة الميك اب ولم تجد
فخرجت ونزلت ذاهبة للمجلس......وما هي الا ثوانٍ حتى دخلت : السلام عليكم....
وقف سيف هنا : وعليكم السلام...
مدّت له عبد لله
وكانت ستخرج ولكن مسك يدها قائلا: اخبارك الجازي
الجازي بهدوء :بخير...
سيف نظر لها: جلسي...
لم تأبى
جلست وهو نظر لابنه قبله واشتم رائحته
ثم انتبه لشفتيه: وش مسوين بولدي
الجازي : الله يهادي نوف...بقوم بجيب مناديل ...
قال: جلسي الجازي بعدين.....شيليه....
الجازي سحبت هواء عميق ثم جلست
سيف بهدوء: فكرتي...
الجازي نظرت في عينيه بحده: مو موافقة......
سيف نظر لأبنه ثم قال: عشان عبد لله
الجازي بجدية: سيف لا تحرمني من عبد لله بعد طلاقنا
صدم من حديثها وشعر بغرابة حقيقةً من شكلها شعر انها على غير ما يرام
فقال: شالكلام...وبعدين كيف انتي واثقة انه راح اطلقك...
الجازي اغمضت عينيها وبهدوء: راح تطلقني برضاك يا سيف......
سيف اقترب منها: الجازي انا تأسفت منك......وانا ندمان....تكفين مابي اخسرك....
الجازي بجدية بللت شفتيها: انت خسرتني من اول يوم تزوجنا فيه يا سيف بس توّك تحس بهالخسارة........للأسف حسيت فيها بوقت متأخر....وانا اسفة ....مو قادرة انسى ...ولاني قادرة اضغط على نفسي....
ثم قالت بهدوء: بس تكفى لتطلقنا لا تحرمني من ولدي ...
ثم نهضت لتقول: بروح اجيب مناديل وبجي....
سيف تنهد بضيق هنا على حالهما....وتعجب من حالها وهدوئها ....ولكن سكت ....وهو يفكر بحل للأمر!
.

.
.
كان جالسًا في وسطهم .....والدته لم تكف عن تهزيئه مُنذ ان استيقظ من نومه....والتوأم لم يكفا عن الاستهزاء به
بينما والدهم خرج لزيارة يوسف.....
: نعنبو شرك......كم يوم وتملك على البنت....بكرا بعد لخذتها خلها تولي ....ما وصيك ورح اسرح وامرح ...واسهر للفجر....واترك بنت الناس.......لحالها......شفيك انهبلت....يوم جينا للرياض...هااا......وش غيرك عن قبل....؟

قصي كان سيتحدث
ولكن قال عزام وهو يغمز لجسار: بنت الناس تبي من يهتم فيها.....
وجسّار غمز لقصي: ويسهر معاها مو يسهر مع اخوياه.....
ام سيف أكملت: من يوم ورايح حدكم سهر للساعة احدعش ونص بالليل......
عزام اكمل حديث والدته وهو يلكز قصي من جانبه: سمعتتتتتتت
جسار نظر لأمه: خلاص يمه...اظنه ما راح يعيدها...هدي بالك....
ام سيف : أتمنى الحكي ينفع معاك
كان سيتحدث ولكن رفع صوته عزام: اكيد يمه بفيد غير كلامنا امس له...يعني
جسار كتم ضحكته
بينما والدتهم تمتمت بالاستغفار وتوجهت للمطبخ
قصي نهض وهو غاضب: الله يلـ...
قاطعه جسار: لا تعلن ......جب.....تراك غلطان....وانت فتحت عيونها عليك.....
عزام وهو يأكل الحلى من صحنه: والله جَس جَس صادق....
جسار رمى الخدادية عليه: جَس جَس في عينك
قصي بعصبية: جالسين تزيدون الامر انتوا...
عزام بجدية: بطبعنا ما نزيد الامر .....نحاول نخفف عن امي ونشتت انتباهها يا الثور.....
جسار وهو يمضغ لقمته: ومنها نطقطق اشوي ونستانس...
قصي رمى عليهما علبة الماء الذي سحبها من على الطاولة: مستلميني من فجر الله ......الله ياخذكم.....عيب والله عليكم عيب......تراني اخوكم مو عدوكم....
جسار غمز له: انا قول هد اللعب ياخوي لين يصير وضعكم في السليم...
عزام أشار له بهباله: خفف حب وله و...
قصي بصرخة: اففففففف منكم عبالكم عايش بعشق و....
نهض جسار مسك فمه: الله يأخذ هالطيش اللي براسك افضح نفسك افضح....ترا المسافة ما هي طويلة من هنا للمطبخ...
نهض عزام سحب أخيه ليجلس
: تكلم شصاير بعد...
قصي بغضب: البنت مو واثقة فيني....وروحتي لها مو مثل ما تفكرون....
جسار : طيب لا تنافخ وقصر حسّك....
قصي تمتم بالاستغفار ثم قال: صدق انا غلطان.....واحاول اغير الوضع.....وبدت تتقبل....بس البنت خايفة....
عزام : انت وسيف ما تحمدون الله على النعمة اللي يعطيكم ........متهورين وطايشين....
جسار : وضيف عليها اغبياء...
قصي بجدية: تكلموا معي بجدية ولا خلوني انقلع...
عزام
بتأفف ثم قال: اكيد تحتاج لوقت عشان تثق فيك..
جسار : شمسوي فيها عشان ....ما تثق فيك على قولتك....
قصي سكت
عزام بمسخرة: واضح واضح بدون ما تكلم.......
قصي بهدوء: هي تحاول تتغير.....بس احس بخوفها......وغير انها مثل ما تعرفون صغيرة وخايفة من الحمل......وخايف انا الخطة ما تضبط....
جسّار بجدية : ما راح تضبط اذا انت استمريت تفكر بهالطريقة....واستمريت تلفت الأنظار لك....
عزام طبطب على كف يده: تحمل نتيجة افعالك..........وفكر كيف تخليها تثق فيك.....حنا ما نقدر نقول لك باي طريقة تعاملها عشان تثق فيك......انت عشت معها وفهمتها .....وانت اللي تقرر باي سلوب...وباي تعامل ...تحسسها انك مهتم ......وتبيها......بس جسار صادق حاول ما تلفت الأنظار عليك هالفترة....
قصي نظر لهما: هي تعبانة عشان كذا اروح واطوّل
جسار ازدرد ريقه: خير وش فيها؟
قصي بتوتر : تعب حمل.......ونفسيتها ...تعبانه....فكل شي جاي مع بعضه....
عزام بتهوين عليه: هونها وتهون.......اقلب زياراتك صباحية.....
قصي بضحك بخفة: ههههههه صدقني امي بتحس...
جسار : اطلع معاك بذاك الوقت عشان نشتت موضوع الدشارة اللي راكز في عقلها
عزام ضحك: ههههههههههههههه...........امي عليها شطحات بالتفكير والخيال....
قصي بهدوء: والله ما لومها......الدنيا صايرة تخوّف......
جسّار : المهم.....متى بتروحون تفصلون لكم ثياب للملكة ولا ما فيكم نية أصلا تفصلون ......
قصي بجدية: أصلا ما بقى شي.....منو هالخياط اللي بخيط لك لمدة تقريبا خمس أيام.....
عزام بجدية: على كذا يبيلك تشتري لنفسك جاهز يا قصي....
جسار بروقان: اليوم نطلع......
قصي نظر له: أي مروق بعد كمية الطقطقة اللي طقطقتها انت ويا هالاهبل علي.....
عزام: هههههههههههههههههههه وربي احلى فصلة امس ........
قصي ضحك: ههههههههههههه لا تعيدونها طيب....عشان ما افصل عليك....
جسار : انت وسيف طينة وحده....رسميين ونفسيين...ولا تحبون الحياة...
قصي بصدمة: الله حنا كذا....
عزام أشار له: هذا وجهة نظري انا بعد....
قصي أشار لجسار: هات هات بس كلت كل الحلى...
جسّار: قول ما شاء الله لا يجيني اسهال.....
قصي بضحكة: هههههههههههه ما شاء الله ما شاء الله...

.
.
.
.

.
.
.

محاولة التغيّر في هذه الحياة تتطلّب إرادة قويّة خارجة من قاع الشخص المتردد!
عليه التجرأ للإقدام على ما هو افضل ....لابد أن يكون شُجاعًا في المواجهة
لا بد أن يتجرّد من جميع مخاوفه....لِيُعطي نفسه حقًّا للحياة بصورة غير اعتيادية.....
عليه أن ينفض ذكرياته البائسة للوراء ويستفيد منها لبناء المستقبل
الماضي سيبقى ماضي لا يُمكن تغيريه ولكن الحاضر
يُمهّد للمستقبل بتفكيرك......وبنظرتك للحياة....
.
.
.
هي بدأت بالتغيّر....ولكن قلبها لم يرتاح كليا ...هناك جزء من الخوف عالق في منتصفه....ولكن هي تحاول التغلّب عليه....نهضت من نومها العميق......الجميل......بأحلامه الوردية......لم توبّخ نفسها على ما فعلته بالأمس
هي الآن استوعبت انّهما من المستحيل يفترقا.....
وهي ستتقبل هذا الامر!
لكي لا تعود للوراء وإلا ستتدمّر
مشت بِخُطى ومسافات بطيئة ....تشعر بالتعب قليلًا
وبالجوع الكثير
سقطت عيناها على المرآة
نظرت لنفسها ابتسمت بحُب.....بتفاءل....بنظرة أخرى للحياة...
ثم اقتربت من المرآة......تحدثت
: ما بصير نكدية.....على قولة امي....الحُرمة النكدية...ما تعيش في سعادة.....بحاول اعطي نفسي فرصة اتقبّل يا قصي.......

ثم نظرت لبطنها.......ابتسمت.....شدّت قميصها من الخلف....ليلتصق من الأمام ...مسحت على بطنها....اخذت تتحسس بيد ثابته ......
تكرر
: يعني جد داخل بيبي؟
ضحكت بخفة
: هههه مُهره عن الجنون......شخربط انا.....
تذكرت سابقًا كيف كانت تنتظر اخ او ختًا
لتلعب معه او معها.....كانت حقًّا تتمنى اختًا لها تُشاركها في كل الأشياء .....
همست بتنهيدة
: اوعدك اذا بنت اخليك اخت لي وصديقة....وحتى لو كنت ولد.....لا تخاف بحبك....وبشاركم كل شي.....

مسحت على رأسها.......ثم توجّهت لهاتفها.....لا تدري ....لماذا الآن اتى في عقلها......لا تردي لماذا تزداد رغبتها في محادثته...تشعر بالغرابة ...ولكن هذا الامر جيّد بالنسبة لقصي.....بينما هي ترددت في ارسال رسالتها...ولكن فعلت
كتبت (اشتر لي من عطرك)
ثم نهضت للخلاء
.
.
بينما هو كان جالسًا بين اخوته لم ينهض
نظر للرسالة وضحك بصوت عالٍ
حتى قال
عزام: خير؟!.....وش هالضحك.....ضحكنا معك
جسّار كاد يسحب الهاتف من يده ولكن شدّ عليه قصي: لا تتليقف...
ثم نهض : انا طالع.....
اتاه صوتها الغاضب: لا مانت طالع....
التفت عليها: يمه......
جلست بعد ان وضعت صحن الفاكهة
: ولا كلمة....
قصي نظر لأخويه يريد منهما التحدث ولكن رفعا كتفيهما بمعنى(مالنا شغل فيك)

جلس بالقرب منها: يمه .......لهدرجة مو واثقة فيني ....تبين تعامليني كمراهق....
ام سيف نظرت إليه: فسر لي طلعاتك اللي للفجر....
قصي نظر لعزام .....يريد ان يساعده في الدفاع عنه وعن نفسه ولكن عزام اخذ يمضغ طعامه بلا تدخل

: يمه الواحد لجلس مع اخوياي ينسى نفسه......بس اوعدك ما اعيدها......والحين بطلع ....ابي اشتري لي ثوب للملكة
نظروا اليه اخويه
وهما على علمٍ من انهما كاذب....
ولكن سكتوا لا يريدون ان يزيدوا والدتهما عنادًا
فقالت: روح......ودير بالك على نفسك......وصبر مرني.....العصر اليوم ...نروح نشتري للبنت هدية......الذهب شريته انا.....بس باقي كم شغله....

قصي قبّل رأسها وجبينها ويديها: الله يخليك لي.....يا الغالية
ثم ذهب من انظارها
وهي تمتم: الله يهاديك....
عزام ابتسم بخبث لجسار
ثم نهضوا وهما يتحدثا: وحنا بنروح وراه نشتري لنا ثوب يمه....
هزت رأسها برضى ثم ركضا للخارج!
.
.
.
.
لم يستطع ان يمنعه .....وكان خائف عليه وعلى جرحه.....تبعه ...قاد سيارته بطريق المستشفى الذي ارسل موقعه مُراد وذهبا هناك......
هل من الواجب ان تتجرّع نور لقاءات مكروهة طوال هذه الفترة؟
هل ستتحمل كل هذا ام انها ستثور بانهيار خاص في وجوههم؟
مشى في (الاسياب) بينما ماكس يوجّهه بأي طريق يسلك....
ماكس خائف من ان تحدث فوضى عارمة هُنا
بينما أمير قلبه غير مطمئن عليها.....
ومُراد ينتظر الحرب الذي ستقوم بعد ثوانٍ عدّة
كلّا منهم يزفر ويتنهد بضيق....
وصلا إلى المكان المنشود.....سقطت عيني امير على المُراد الذي وقف ما إن رآهما
تقدم إليه يشعر بالانهيار لفكرة وقوفه امام نور طيلة هذه الفترة
يشعر بالقهر والحسرة انها تجرّعت آلامًا وطرقت اسأله كُثر في رأسها بسبب تواجده يعلم جيّدًا بأي طريقة نور تفكر!
كان سينتقم لها ولنفسه
تقدم وبلا مقدمات الكمه ....لكمه ليست قوية .....كما يجب...فجسد أمير ضعيف.....وللآن لم يتحسّن لدرجة استرجاع صحته بكاملها.....ولكن آلمت مُراد الذي مسك طرف ذقنه....
اردف بحده: كًلتها إلك وراع اعيدها......يمكن تستوعبها أمير.....جنّت بالسابق عدوّك....هسه آني مو عدوّك ولا عدو أي احد له صلة فيك....

ماكس اقترب هنا واصبح في منتصفهما نظر لوجه أمير: امير.......مشان الله.....بليز.....هدي من حالك.....
أمير بحده ينظر لمُراد: فينها ؟
مُراد مسح على رأسه ابتعد عنهما ....اشار للغرفة....بل للعناية المركزة....كان سيدخل امير ولكن منعه مُراد
بهدوء: امير.....نور.....مو في وضع .....يستحمل يخليك تشوفها.....وانت حاليا في العناية .....مانبي نسبب فوضى جبيرة (كبيرة)....للمرضى....
أمير عاد لشخصيته القيادة دون ان يعي ذلك
امره: نادها لي....نادها
ماكس أشار لمُراد بعينيه بمعنى(افعل ذلك) وهو يأخذ نفسًا عميقًا
أمير ابتعد عن الباب ازدرد ريقه عدّت مرات....واخذ يمشي ببطء ذهابًا وإيّابًا

.
.
بينما مُراد دخل ورآها جالسة بالقرب من إيلاف تحدّق بها بخوف.....وبعينين ثابتتين دون أن تُرمش....جسدها ما زال يرتعش....جبينها يتصبب عرقًا.....
تساءل هل مرضت؟
ولكن
: احم...نور...ممكن تجين برا اشوي

مراد......حينما يتحدث معها لا يتحدث باللهجة العراقية الاصلية......بل يشعر بانقلاب لسانه....بالتحدث معها بنبرة مشابه للهجتها.....وفي الواقع.....اللهجات الدخيلة وبسبب مكوثه في بلد الأجانب اثّر ذلك على لهجته....لذلك.....هو لا يتحدث بها....طوال الوقت بالشكل الواضح للمستمع انها لهجة عراقية...ولكن حينما يغضب لا ارادي يتحدث بها جيّدًا!

نور نظرت إليه ولم تبالي...شدّت على يد ايلاف وهي تقول: اطلع برا....

مُراد خطى خطوة للأمام: تكفين نور......تعالي اشوي بس....

نور رفّ جفنيها.....نهضت ليس انصياعًا لأمره بل تشعر حقًّا انها متعبة .....حلقها اصبح كالخشبة لا تستطع ان تبلع ريقها بسهولة ...تشعر بالاختناق...وهذا علامة من علامات الالتهاب!
بينما الصداع بدأ يشتّد ويمتد إلى ناحية جبينها إلى عينيها وهذا مزعج....
خشيت من ان تُنقل عدوى لإيلاف فأيضًا ادركت انّ حرارتها مرتفعة
نهضت وهي تقبّل رأس ايلاف
ترنحّت خطوتين للوراء واقترب منها
يقول: نور تعبانة؟
نظرت إليه دون ان تُجيب ثم سبقته لتخرج وتبعها ......خائفًا من كل شيء!
.
.
خرجت لتعود للشقة ....مُتعبة.....تشعر بانهيار جسدها بسبب سهرها الطويل.......وارتفاع درجة حرارتها......فتحت الباب
خرجت
سقطت انظارها على أمير وماكس....
وقفت تحدّق بهما بثبات......دون ان ترمش
خرج مُراد واصبح خلفها تمامًا
.
.
أمير
مُشتاق إليها.......قلبه يعزف ألحانًا من الحنين ......خفق وبشدة حينما رآها هكذا.....لم يراها مطولًّا بسبب الغيبوبة.....نحفت كثيرًا.....هزلت......وجهها شاحب ومصفر....شفتيها جافتين....نظراتها خالية من ايّ شيء......
كان يسمع اصطكاك اسنانها في بعضهما.....كان ينظر لرجفتها......هل هي خائفة؟
اقترب خطوة بحذر للأمام: بنتي....
نظرت إليه..

هل تصرخ......هل تبكي......لا طاقة لها
جميعهم بدوا بفكرة اقتحام حياتها...جميعهم فرضوا انفسهم عليها ....بِلا رضا؟
ملّت من هذا السيناريو.....لقاءات وانهيارات متكررة...كبتت انهيارها ...وشدّت على قبضة يديها.....شعرت بوخزة شديدة الألم في قلبها ولكن جلّا ما فعلته اغمضت عينيها بشدّة ثم فتحتهما

لتعود بالتحديق بهما
مُراد نظر لماكس
كان ينتظرا هجوم عنيف بالصراخ او بالأيادي منها
ولكن لم يحدث هذا
حقًّا لم يفهما نور
وخشي عليها الآن من الجنون
اقتربت من أمير بهدوء
نظرت لعينيه المتعبتين
همست بصوت متعب وبالكاد يخرج: الحمد لله على سلامتك...
ثم غابت ببطء عن انظارهم تحت صدمتهم وهي تتوجّه للسلالم
مُراد نظر لأمير المصدوم من ردّت فعلها...بينما ماكس
لم يكن اقل دهشة منهما
تحدث أمير: ماكس روح وراها....
ثم نظر لمراد: مراد تعى معي....
مشوا
ماكس فعل امر امير....بينما مراد رضخ للأمر بلا استيعاب منه...
نور قلبت توقعاتهم........وصدمتهم بشخصيتها الغير مفهومة !
.
.
.
.
**يوم الملكة **

فعل أبا خالد خطته كما يجب مع عمها أبا محمد
اخبر الناس انّ الملكة تمت في الظهر بدلًا من ان يأتي الشيخ في الليل ....استغرب البعض ولكن لم يدققوا في الامر كثيرًا
وانشغلوا بالاحتفال بهذه المُناسبة
قصي شعر بالاطمئنان .......حينما مشت الأمور كما يجب....شعر بحبه وخوفه عليها في لحظة فكرة خُسرانها للأبد.....
كان لابسًا ثوبه الجديد......مرتبًا غترته كما ينبغي......رائحته كالمسك.....الممزوج بالعطور والعود.....كان يقف...يسلم على هذا وهذاك.....
اكتظ المجلس بالرجال.....
اتى بالقرب منه
سعود لكزه بخفة وهو يقول: شعليك صرت عريس.....مبورك...
ناصر سلم عليه : مبروك يا ولد عمتي....
قصي لم تفارقه تلك الابتسامة: الله يبارك فيكم وعقبالكم....
اتى هنا بندر ليردف في ضوضاء المكان: خلاص قررت املك على اختكم انا....
سعود بسخرية: خل توافق بالأولي بعدين املك انت ويّا هالوجه
سمع عزام وهو يجلس بالقرب منهما قائلا: تبي الصدق قصقوص...هيّض مشاعري على الزواج
ناصر هنا اردف مخترعًا: كل تبن.....ولا تفتح فمك تبي تعرس...نسيت سويت......
ضحك قصي هنا: هههههههههههه بزوجونكم بالجُملة .....
جسّار اتى بالقرب منهم وحو يحرّك حاجبيه بخبث ...وكتفيه ببطء
إلى ان جلس على يمين قصي: فرحان الكـ......طالعوا وجهه صار ينوّر...تنظّف الوسخ...
قصي رمق: اهجد عني.....لا الحين.....ادبغك هنا.....

جسّار: لالا انت عريس بعدين الهيبة تروح.......
بندر بضحكة: ههههههههههه والله يصير مسخرة ...

ناصر : عزام ترا أتكلم جد لا تسويها انا مانيب على استعداد
عزام ضحك بخبث هنا
وتساءل جسّار: شصاير؟
سعود : هههههههههه اخوك يبي يعرس...
بندر : يعني يبي يزوجكم ههههههههههههه
جسار نهض كالمقروص: تخسي والله......هي العقل زين....
عزام مات ضحكًا عليهما: هجدوا الكل يطالع

اتى هنا سيف عاقدًا على حاجبيه فقال
جسّار: جا النفسية
سمعه سيف ليردف: انقلع صب قهوة للرجاجيل بدل هالهروج اللي مالها معنى.....
عزام غمز لأخيه: الله الله......طلع العرق البدوي.....كلن على اصله .......
سيف دفه من كتفه: وانت قوم شيّك مع خالد.....
عزام باستهبال: اشيّك على شنو....
قصي هنا يريد أن يخفف من توتره فقال: التواير؟
عزام ضحك حتى ضربه ناصر: اهجد وجعع .....
سيف أشار: هذا وانت عريس....تنكت انت ويّا وجهك...
عزام يكمل: هههههههههههه ليش بس عشانه عريس المفروض ينكتم....
بندر نهض: هذا بطولها ترا....بروح اشوف خالد....

سيف يحاول كتم غيضه: ترا أتكلم جد قوم شيّك على العشاء...نبي نحطه للناس....

ناصر نهض: وانا بعد بشوف معهم....
سيف جلس بالقرب من قصي
تحدث بهدوء: فكرة انكم ملكتوا الظهر ما مشت علي.....عارف فيه أنّ الموضوع....هالشي ما هوب من عوايدنا ابد....
قصي نظر إليه وبلا مقدمات: لأني بالمختصر مزوجها بالسر ....وهذا اعلان ...زواج ولا نبي امي تدري...
سيف بصدمة : ايشششششششششش؟
قصي لم يتوقع ردت فعله هذه فقال: سيفوه ...
سيف حاول ان يضبط انفعالاته: من جدك تكلم؟........يا كـ....ليش ما قلت......طيب شلون ابوي رضا يـ....
قاطعه قصي بهدوء: ما رضى ابوي بسرعة.....بس قنعته....وعرف العايلة....والسالفة كلها.....وبعدين انا ما قلت لك واشوا ما قلت لك......اخوانك ما قصروا فيني....
سيف : كفو عليهم......الليلة تقول لي كل شي....
قصي : لا الليلة ليلتي يا قلبي لا تزعج امي.....
سيف ضحك بخفة: ههههههه هيّن والله لا اطلّع السالفة من عيونك....
قصي : احم احم
نظر للأمام سيف
نظر لرجل قادم لتهنئة قصي ونهضوا لإكمال التبريكات
.
.
.
مُهره تشعر انها في حلم...كم تمنّت هذه اللحظات...كم تمنّت ان تعيش هذه الأجواء...ولكن تمنّت تعيشها كحلم أي فتاة...بالقرب من والدتها....ووالديها....ولكن....
ازدردت ريقها لا تريد أن تسرف في التفكير

كانت متوترة من نظرات عائلة قصي...ومن الناس بشكل عام.......بينما زوجة عمها كانت بالقرب منها....استغربت من تبدّل حالها....حينما تحاول التخفيف عنها
.
.
شيخة وهي تلعب في خصلة من شعرها همست
: نوف والله تجنن البنت بس واضح صغيرة....
نوف مستمرة في التحديق في مُهره: أي والله ولد عمتك طاح وهو واقف.....
شيخة ضحكت بخفة: هههههههههه عليك حكي من زمن الجاهلية...
نوف بعربجة: كلي تبن....
شيخة : اششششش....لا تفضحينا......
ثم انتبهت لفستان نوف الناعم بلونه التركوازي
: فستانك حق بزران
قالت ذلك لتستفزها كالعادة
نوف اخذت تلفح بشعرها بخفه : مقهووووورة يا قلبي....
شيخة بملل: ترا مليت....ابي ارقص...ابي ....شي كذا ...يفرفش المكان....
نوف لعبت بحاجبيها: شوفة بندر بترقّص خلايا عقلك كلهم...
شيخة قرصتها في فخذها: شدخل ....
ثم أتت الجازي التي ارتدت فستان ناعم مُناسب لهذه المناسبة بلونه الأسود
أعطت نوف عبد لله : خذيه بروح اساعد عمتي...
نوف بجدية: طيب...
اخذته وبدأت تلاعبه هي وشيخة
.
.
الأجواء مستمرة في نشر الفرح ...والسرور والتعارف ما بين العائلتين.....مُهره وقصي يشعران انهما في حلم لا يريدان ان يفيقا منه ابدًا
.
.
بعد العشاء ....وبعد انصراف الكثير من الناس....لم يتبقى سوى اهل قصي واهل مُهره
ثم ذهبا بها إلى مجلس النساء
بعد ان اصّر قصي على والدته بالاتصالات يريد أن يراها.....
وافقت ......ادخلوها وبقيت زوجة عمها ووالدته ينتظرانه
إلى ان اتى ودخل
سقطت عينيه عليها لأوّل مرة يراها......بفستان كهذا ....وميك اب....شكلها متغيّر عليه تمامًا
كانت ترتدي فستانًا احمرًا .....ناعمًا ممسكًا على جسدها......لم يكن باختيارها بل هذا الفستان اختياره.....وغضبت بسبب لونه الجريء....ولكنه اصرّ ان تأخذه.....
تحدثت زوجة عمها: هالله هالله في بنتنا يا قصي......ما وصيك عليها....
تحدث بلباقة: مهره في عيوني يا خالة....
ام سيف بهدوء: نتركم اشوي...وراجعه....
ناظرة ابنها ثم خرجت هي وام محمد
انغلق الباب عليهما
تحدث بلا مقدمات: مُهره طالعة تجننين...
مُهره ضحكت بخفة ....وبتوتر وبحرج لا تعرف ماذا تقول: ههههه ....مشكور...
اقترب منها ومسك يدها واخذ ينظر لها بحب: انا محظوظ فيك يا مُهره...
ازدردت ريقها بخجل
فقال بضحكة: هههههههههههه شكلك مصدقة انه تونا نشوف بعض....يعني....وما كأنه..
وحط يده على بطنها فقالت بحرج: قصي قصر حسّك لا يحد يسمع.....
ضحك بخفة : والله صايرة تجنين...
مُهره حكّت جبينها: خلاص .....
قصي بهدوء: ربي لا يحرمني منك قولي آمين....
مُهره شتت ناظريها عنه : آمين.....
قصي بصدق: ما تعتبي؟
مُهره : اشوي...
قصي بجدية: انا ما بطوّل.......واكيد لطلعت انتوا الحين بتمشون......بكلم عمي بو محمد يوديك الشقة....وبجيك.....طيب....
مُهره برضى: تمام...
ثم اخرج من جيبه علبة صغيرة واهداها إياها
مُهره اخذتها وهي مبتسمة: شنو؟
قصي بهدوء: هدية بسيطة........فتحيها
مُهره فتحت العلبة بهدوء....ونظرت للعقد والذي كان من الذهب كان منقوش بنقوش صغيرة وكتابة دقيقة لآية الكرسي....
تحدث: خليني البسك إياها....
لم تمانع مُهره البسها إياها ثم قبّل جبينها : يلا انا طالع......تمام....
نهضت ثم انتبه لطولها: وش فيك طولتي؟
مُهره ضحكت بخفة ورفعت جزء من الفستان: هههههههه.....لابسة كعب....
قصي : مجنونة انتي....مو...
قاطعته بهدوء: اششش صوتك بسمعونه ترا....
قصي ضحك بخفة: ههههههه طيب امشي بشويش.....
قبّل يدها ثم خرج
اما هي خرجت ....وكما قال لم يبقون مطولًّا خرجا بعد مضي نصف ساعة من خروجها من المجلس....
تشعر انّ المخاوف بدأت تنجلي....والشكوك لم يعد لها أي مكان في قلبها...تشعر بالاطمئنان.....وتشعر بصدق حب قصي...هذه الليلة غيّرت الكثير من افكارها ....وبرهنت لها حُب قصي الصادق....
.
.
في المجلس
تحدث أبا سيف: هااا يا غازي متى نسافر...
بو خالد بهدوء: بعد يومين يا خوي...
بو سيف علم بأمر نور وتواجدها في أمريكا : تبون اجي معكم...
بو ناصر(يوسف) بجدية: لالا خلك هنا....ودير بالك على العيلة .....
بو سلطان تحدث: ناصر وسعود بروحون معنا...
هز بو ناصر رأسه
فتحدث بو خالد بجدية: اسمعني يوسف.....انا ما ودي أقول هالحكي بس لزوم تسمعه....
بو ناصر : خير
بو خالد بثبات وحكمه: نورة الحين اكيد ما هيب على خبرك....كبرت ...عمرها صار عشرين سنة......المكان والظروف لها دور في التربية وتكوين الشخصية.......اكيد بعد سمعت حكي منا ومناك......فلا تتوقع انها راح تتقبّل وجودك بسرعة....يمكن مخبصين بعقلها ......و
قاطعه بو ناصر بهدوء: عارف هالشي
بو سلطان طبطب عليه: لا ضايق عمرك.....يا خوي.....ما تدري يمكن ...
قاطعه : لا والله الا اكيد البنت ما تبيني أصلا....بس اهم شي اشوفها.....اكلمها
بو سيف : ان شاء الله بشوفها يا خوي.....ان شاء الله....
بو ناصر بهدوء: ان شاء الله

.
.
.
انتهى




 

رد مع اقتباس