عرض مشاركة واحدة
قديم 06-27-2020, 06:08 PM   #34
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت السادس والعشرون








.
.
.
.
اتاه الخبر لِـ يصدمه.....لم يخبأ عنه شيء ....اخبره بالحقيقة التي لا يريد ان يستوعبها...فمهما حدث...هو من قام بتربيتها.....شعر بالانكسار عليها....بالخوف.....ولكن ...ماذا يفعل....هو من ابعدها ...ظنَّا منه انّ بُعدها يُعني الراحة وتخفيف الحمول من عليه....وجودها كان يشكل خطورة لهدم حياة الكثير.....ابعدها لتستفيد من دراستها في الخارج....ولكن ماذا حدث.....صُعق....طلبه جورج ان يأتي إليه .....حيث انّ جورج علم بكل شي عن ابنته.....ومُراد اجبره على النزول لأمريكا.....واخبره برغبة زواج طارق منها.....ولم يرفض!
مُراد هنا جن.....ولكن فهم أخيه......طارق جريء مع الحياة......ببداية الأمر....استخدم ابنت أخيه ايلاف كوسيلة للانتقام...ولكن انقلب الحال....واحبها واصبح كالفارس والمنقذ لها.....لم يخبرها عن الحقائق ابدًا....لم يقهرها ....في حقيقة والديها......في حقيقته....هي مازالت في المشفى تتردد عليها نور كثيرًا بينما هو يرى طارق كيف مهتم بها....لم تتقبله حقيقةً ...لم تتقبل وجوده ولكن....فيما بعد...وبمساعدة من نور...قبلت رؤية طارق....وعادت ثقتها به....يبدو انها بحاجة ان تثق به.....لكي يخرجها من ظلمات ما حدث.....
.
مشاري اخبر حصة....برغبة جورج بتزويجها لشخص يدعا طارق
فرحت ولكن لم يطيل هذا الفرح انقلب مزاجها سريعا لخوف بسبب معرفتها بما حدث لها....
.
.
مشاري اليوم في أمريكا اتى لرؤية جورج الذي طلبه ان يأتي
دخل ورآه على الكرسي.....ووجهه شاحب ومتعب
أشار له بالجلوس
ونظر لمراد ولطارق الذي يجلس عن يمين مُراد
تحدث جورج: اكيد تعرف ليش اليوم حنا هون...
مشاري بجدية: جورج مستحيل ازوّج بنتي بهالطريقة ......حتى بعد اللي صار......
ضحك طارق بخفة وسخرية هنا
فتحدث مُراد: مشاري احنا جبناك ننطيك خبر...وعلمود انت الولي عليها......ونريد نخلص من هالموضوع بسرعة....
تحدث بغضب: مراد انت بعقلك يوم تقول لي هالكلام....ايلاف مستحيل تزوّج .......بهالطريقة.......وغير نفسيتها التعبانة.....رحت المستشفى وشفت حالها مو حال زواج....وملجة وغيره......
طارق نهض وبحقد: الحين خفت عليها؟....وينك عنها طول هالفترة.....هااااااااا.....وينك انت وحصة عنها.....

مشاري بعصبية: أي أخاف عليها انا اللي ربيتها ....انا اللي كبّرتها......هي بنتي ....
طارق بغضب: بنتك؟!!!.......ومخليها تعيش عند خالتها.......وما تسال عنها....ولا تتصل....ولا تهتم......خليتها تبتعث....وتركتها بدون ما تحسسها بخوفك عليها بدون ما تسال عنها...وتحسسها انك الامن والأمان.....
مشاري بغضب: كل تبن...منو انت عشان تقعد تقول لي هالكلام....الفاضي....
جورج ومُراد كانوا ينظرون لطارق وغضبه ولجنون حديثه
طارق : زوجها المستقبلي ان شاء الله
مشاري بحده: تخسي تاخذها

جورج بصوت شبه عالي: مشاااااااااري........
مُراد خشي هنا على أخيه
تحدث: سلّمت إلك بنتي....بس من الواضح انك ما ئمت بواجبك....إلها
مشاري بغضب: تصدق هالكـ......
طارق كاد يتحدث ولكن مُراد قال: طاااااااارق...
جورج بهدوء: هالزواج راح يتم........وانت وحصة شايلين هم انكم تنفضحوا....وكل واحد عم يرميها على التاني انا منّي غافل عن هالشي.....ولم حكيتني بدك تخليها تكمل دراستها انا هون ايقنت انكم بدكم تتخصلوا منها....فخلاص ليش بتعقد المسألة....راح ازوّجها...يا مشاري...ومنها تخلصوا منها...

مشاري : انت فاهم غلط......قلت لك ايلاف بنتي....مستحيل اتخلّى عنها .....ومستحيل أزوّجها للحـ....هذا..

طارق بغضب: لا بزوّجها غصبن عليك.....ليش الحين قاعد تمثل علينا دور الاب المهتم....انتوا ما تبونها.......لا حصة ولا دلال يبونها......ولا انت....حاول تقنعني انكم تبونها....
مشاري ...كيف يعلم بكل هذا
أشار له: واذا مابيها تخسي اعطيك إياها...
جورج بعصبية: مشاري البنت بنتي لا تنسى.....راح تزوج طارق...وإلا والله العظيم......راح ئول إلها أمك دلال......وبخليها تعمل ياللي انتوا ياخفين منه....
مُراد التفت على أخيه هنا اردف: جورج..
جورج أشار له: كبّرت راسك بالفلوس يا مشاري......بس إجا الوئت يا اللي المفروض نتساوى فيه.....
مشاري بحقد: ايلاف بنتي......وهي كانت مو مرتاحة في بيتي وراحت لبيت خالتها.....الفكرة مو مثل ما ظنون....انا ..
قاطعه مراد: مشاري....حنا ما قلنا ....بناخذها منك ونبعدها عنك ....لأنه مو هدفنا نقول إلها الحقيقة...حنا نريد مصلحتها.....بس...
مشاري أشار بغضب: مصلحتها مو مع هالـ...
قاطعه: تراك جالس تغلط علي وايد وانا ساكت لك....
جورج أشار لطارق: طاااااااااارق

مراد: مشاري نريدك تفكر على كيفك..... وافق على هيج موال علمود تخلص من مشاكله....
مشاري نظر إلى خبثهم ....هو لا يستطيع ان يجاريهم فيه
تحدث: موافق...بس بشرط ما تقولون لها الحقيقة....وبس تسترد صحتها......ينزل هذا ونسوي لهم زواج في الكويت..
طارق ضحك: ههههههههههه خايف من كلام الناس ...جان قلت من اول ...ليش تلف ودور يعني...
مشاري بحقد: راح اكلمها اليوم وأقول لها....مثل ما تبون....واذا رفضت مالكم حق تجبرونها..
طارق باستظراف: لالا تطمن هي بتوافق
مشاري رمقه بنظرات ثم خرج....
وسريعًا ما نظر جورج لطارق: لا تفكر اني موافق يعني حبيتك وخلص....لا مشان بنتي بس .....راح اتئبل وجودك بيناتنا....
طارق فاهم جورج : عارف انك وافقة عشان مصلحتك......بس.....
قاطعه جورج: لا تكتّر معي حكي......وحسي عينك بتئول لايلاف عن أي شي......
طارق بلا مبالاة: وانا مابيها تعرف انك ابوها ودلال أمها لا تطمن ما بئول....
جورج بحده: وترجع تشتغل عندي.....
طارق ضحك هنا ، في الواقع لم يتشافا من جرحه جيدًا ولكن خرج من المستشفى قبل يومين
: ههههههههههههه كنت متوقع هالشي...بس آسف.......ماكل من مال حرام....
مُراد ضحك بسخرية هنا: ههههههه
طارق اردف: حاليا اكمل دراستي...واشتغل.....في شريكتي....
جورج بخبث: ياللي اسستها مع ادوارد...
طارق بنرفزة: يخسي......لا.....هالشريكة هي الوحيدة اللي اسستها بعرق جبيني وبالحلال...تطمنوا ايلاف ما راح اوكلها بمال حرام ....ماسمح انا بهالشي......
جورج بحده: راح تشتغل معي....حتى لو بدون مقابل....بس تخلص كم شغلة....هالفترة على الأقل...
طارق كان سيتحدث ولكن قطعه مُراد: الشغلات ما فيها دم....ولا غيره.....نبيك تتلف مستندات.....وفيديوهات...بطريقة ما تثير الشكوك للعدو...
طارق: يعني تبتوا...
مُراد بنرفزة: طارق خفف ظرافة.....
جورج بحده: من بكرا تجي لهون....وتعمل كل شي ئولوا...
طارق بملل: يصير خير....انا ماشي
ثم خرج
وهو يشعر بالسعادة ...موافقة جورج ...يعلم ليست حُبًّا فيه وليست رضى بوجوده ...ولكن رأى قوته وحبه الصادق لإيلاف خاصة بعد الخطف وشعر هو الرجل المناسب لإيلاف لحمايتها من كل الأفكار التي تطرق رأسه
انتهت حماية مشاري وحصة وستبتدأ حماية طارق لها
هو يعلم بهذا ولكن سعيد انه اصلح أمور كُثر قبل تفاقمها وقبل أن يؤنبه ضميره
تنهد ثم سحب من مخبأ الجاكيت قرص مسكن للآلام اعتاد عليه خلال هذه الفترة
ابتلعه دون ان يشرب وراؤه ماء
أشار للحرس ان يتبعوه .....لن يذهب إلى المستشفى الآن لكي لا يتصادم مع مشاري ...سيذهب لشقته ...سيرتاح قليلًا ثم سيذهب للاطمئنان عليها
ولكن مدّ أحد الحرس الهاتف له .....نظر إليه واذا به مقتل ادوارد ورؤية جثّته في الغابة الغربية
ابتسمت هنا ......هل قتله والده ورماه.....لا يهم
المهم أنه خلص منه !
.
وخرج بنفس اللحظة مُراد .....بعد ان حدّث أخيه عن امر عملهم
.
.
.
بينما امام البحر في الكويت في المكان الذي اعتادا على ان يلتقيا فيه إن وجدت الضرورة
لم تكن مرتاحة مما سمعته ....هي حملتها ما بين يديها مُنذ ان كان عمرها شهور عدّة.....لا يهون عليها ان تسمع كل هذه الأمور دون أن تتأثر حقيقةً هي تحبها ولكن تخاف منها في الآن نفسه!
تخاف ان تهدم الكيان الذي حاولت تأسيسه....حاولت ترميمه....حاولت تخبأته.....
ابعدتها عن أحضان الأمومة لنجاتها ....ولخوفها منها وعليها
ولكن ما حصل...قضية الاختطاف...ومحاولة الاعتداء
جعلاها تبكي ....تندمًا على ابعاد نفسها عنها....اخذت تتصل عليها
حدثتها مطولًا بكت وهي تقول: يمه ايلاف سامحيني سامحيني.......خليتج تسافرين عن حضني.....
هنا ايلاف جنّت بالبكاء.....بكت ونور أمامها لم تتركها وربما هذا الشي خفف عليها من وطء الامر عليها
وجود نور لم يجعل لها فرصة ان تختلي بنفسها لتدخل في عالم الجنون.....ووجود طارق والتماس حبه.....جعلاها تتكيّف مع حالها هذا
مسحت دموعها: لا قولين جذه يمه.....لا قولين....اصلا انا اللي اصريت على هالبعثه....واصريت اني ابعد عنكم....
حصة ببكاء وعينين محمرتين
أي قلب تمتلكينه يا ايلاف أي قلب؟: طمنيني عليج يا يمه......زينه انتي الحين....والله مو جاية ارتاح ابي ايي لج.....بس اخوانج اختبارات......وعمج مو راضي لي اسافر
(عمج) تقصد زوجها..
ايلاف تنهدت بدموع: لا يمه لا تيين ابوي اتصل قال هو بيي...لي....لا تحاتين يمه...انا ما فيني شي....وحتى لو مو ومصدقة بخلي نور تصورني وتدز الصور لج.......
نور هنا ابتسمت
بينما حصة قالت بحشرجة صوتها: أي صوري لي.....اشتقت لج يمه......جعل عيني ما تبجيج.....
ايلاف حاولت الصمود أمام مشاعرها: ان شاء الله يمه الحين ادز لج إياهم مع السلامة...
أغلقت الخط نظرت لنور ونور فهمت ابتسمت بوجهها المصفر
قالت: عطيني جوالك اصور
ايلاف بنبرة تخالجها الدموع: شعري قصير مرة.......
نور في الواقع قامت بترتيب شعرها وقصته بحيث انها ساوت اطرافه مع بعضها البعض
اصبح ملائم لشكلها ولكن ايلاف لم تتقبله كلما تذكرت كيف وصل الحال به الآن قصير يصل إلى رقبتها......بكت

.
.
قامت نور بترتيبه وسدل قذلتها للأمام.....ومسحت الدموع من على وجه ايلاف
: كذا صار حلو....
ايلاف بخجل وبعينين دامعتين: عطيني الشال بلفه على رقبتي.....مابيها تش...
قاطعتها نور قبل ان تدخل في حالة هيجان في البكاء: ولا يهمك
سحبت الشال من على الكنب وساعدتها على لفه بشكل جميل على رقبتها
ثم سحبت الهاتف: يلا استعدي.....
ايلاف تساءلت: سناب؟
نور بابتسامة واسعة: لا....بصور بالكام حقت الجوال.....وبرسلها لها على الوات...
ايلاف برضى: تمام!
.
.
.
كانت جالسة على طرف الصخرة تنظر للشاشة .....يومين وهي تحدّق في الصورة...تنظر لأنفها الموضوع عليه اللاصق تعلم انها كُسر....للبقع الزرقاء المموجّة باللون الأحمر والقليل من الأصفر والتي تنّم عن الضرب المبرح القريب من فاهها....نظرت لعينها الجوزاء والواسعة كيف أصبحت ناعسة بالحُزن والألم.....نظرت لبعض الآثار التي توزعّت على يديها........حدّقت لشعرها ...هل قصّته؟ ام هذا جزء من الاعتداء؟!
بكت ...مطولًّا ...
ورأتها اختها عندما أتت عقدت حاجبيها
بخوف: حصة شفيج؟
حصة نظرت لدلال تمعنّت في وجهها
نهضت من على الصخرة .....وبلا أي مقدمات رفعت الشاشة
لتريها ايلاف
دلال حدّقت في الشاشة إلى ان استوعبت التي في الصورة هي ابنتها ايلاف
اشاحت بوجهها سريعًا عن الصورة وحكّت انفها
علامةً للتوتر
قالت : خير حصة .....شصاير بعد؟
حصة : بنتج جان راح يقتلونها اخطفوها.....وحنا يا غافلين لكم الله.......
دلال بللت شفتيها ارجعت خصلات كثيرة من شعرها خلف اذنها: يعني.....شنو ....
ونظرت لعيني اختها الباكيتين: اسوي؟
حصة بانفجار: دلال انتي عندج قلب؟........تخيلي اللي صار لها صار في اختها لولوة وش بسوين؟

تنرفزت هنا دلال وبرفعة صوت: بنت هالحرام مستحيل تصير اخت لولوة .....
حصة ضحكت بسخرية وشتت ناظريها عن اختها بعد ان تنشقت: ههههههههه مهما حاولتي تنكرين .......الواقع لا يمكن تغييرة .....
دلال اشارت لنفسها بجنون: انا ضحية .....ضحية حُب مزيّف.......نتج عنه .....بنت.....مابيها.....يا ليت اقتلوها....وفكونا منها.......
حصة أتت بالقرب منها هزت اختها: من قلبج تقولين هالكلام؟
دلال سحبت نفسها من اختها: أي.....والحين قولي لي...شنو تبين......ليش يايبتني اهنيه.....بس عشان تقولين لي...شنو صار لبنت الحرام؟

حصة بصراخ: هذي بنتج ......بنتج.......

دلال اشارت لأختها......هي في الأوان الأخيرة كانت في غاية التوتر والخوف من افشاء هذا السر ومع حديث اختها تشعر بالانفجار وعدم قدرتها على الكبت
: يات على هالدنيا بدون رضاي........غصبن علي....ولم جيت بجهضها......هم تمسكت فيني .....غصب...كانت راح تقتلني.....سببت لي آلام....نفسية وجسدية........

حصة شعرت انّ الحديث مع ام كدلال لا تحمل ايّة مشاعر اتجاه طفلها\طفلتها ضائع
تحدثت بحده: جورج يبي يزوجها......
دلال مسحت دموعها سريعًا: شنو المشكلة ؟خليه يزوجها!
حصة : مابي يزوجها من رجاله الخمّه......ومابيه يبعدها عني.....
دلال ضحكت باستخفاف: انتي بعدتيها خايفة على زوجج منها شصار الحين......
حصة بدفاع: بعدتها بعد عشان احميها.....منه.......وهي اصرّت تبتعث ...وما قدرت امنعها...والحين...دلال تكفين كلمي جورج لا يزوجها .....كلميه.....
دلال لتنهي النقاش: قولي لمشاري يكلمه.....
حصة : مشاري سافر عشان يكلمه وخايفة يضغط عليه ويجبره.......
دلال بجدية: الأفضل تزوج وتبعد عنا يا حصة.....تبعد عنا تركيه يزوّجها.....عشان ما تشيلين هم....من انها تخرب بيتج......
حصة ضربت اختها بخفة على كتفها: ليش مو ياية تستوعبين اني أنا كبرتها وربيتها....وحطيتها في حضني طولة التَّسعتَعش سنة؟........بنتي ايلاف بنتي....يا دلال...
ثم اردفت بنبرة ساخرة: بس ما لومج ما تعرفين إحساس الأمومة لانه عيالج قاطتهم على الخدم والمربيات

دلال بصوت مرتفع: حصصصصصصصصصصصصصة......


حصة : مو هذا الصج....
دلال بملل: حصة.......لصيرين مثالية وايد.......وتحسسيني انج....
قاطعتها: انا ضحيت عشانج........ضحي عشاني الحين وكلمي جورج يوقّف هالزواج....انا ابي بنتي......والله ياخذني لو خليتها مرة ثانية بروحوها.....

دلال نظرت لأختها لوجهها المحمر.....لرجفة كفيها...تنهدت بضيق....
ثم قالت: اتصلي عليه من جوالج....
حصة لم تترد سحبت الهاتف من حقيبتها
اتصلت عليه
زفرت هنا دلال بضيق...من تدفق الذكريات عليها!
.
.
.
تأفف من صوت الرنين عليه ...سحبه وأجاب: نعم حصة؟
.
.
حصة مدّت الهاتف لها
سحبته

دلال و ازدردت ريقها قائلة: جورج....
سكت جورج لفترة استوعب انها دلال من خلال صوتها.....ثم قال: شو بدّك؟
دلال بعجلة : لا تزوّج ايلاف
حصة كانت تراقب تردد اختها.....وحيرتها وهي تحدثه وكيف تشد بقبضة يدها على طرف الحقيبة
جورج بهدوء: وليش ما زوجها...
دلال نظرت لحصة ولتثبت له كرهها له ولابنته: عشان حصة ما تبيك تبعدها عن حضنها...
جورج بجدية: راح ازوجها وما راح ابعدها عن حضن اختك.....خليها تطمن ولا تاكول هم....
دلال بضيق: راح تزوجها من رجالك اللي...
قاطعها : لا.......ئولي إلها بتزوّج شاب.....كويتي.....بحبها كتير...وبخاف عليها وهوّي ياللي ساعدها لم خطفوها اسمو....طارق محمد الـطارق....
(اسم العائلات من مخيلتي )

دلال هزت رأسها: اوك....باي
ثم أغلقت الخط ونظرت لاختها قائلة: بزوجها واحد كويتي ....هو اللي ساعدها......اسمه طارق محمد الطارق.....اظن مهمتي انتهت عن اذنك

مشت دون ان تسمع حرف واحد من حصة التي قالت: حسبي الله عليك يا جورج
.
.
بينما جورج شعر بنبرة دلال الجافة....والحاقدة .....لم ينتهي هذا الحقد لم ينتهي بعد....
وهو يستحق ذلك تنهد بضيق ونظر لرجليه العاجزتين بندم!!!
.
.
.
.
كان يمسد على شعرها......يحدثها بلطف...حقيقةً كسرت خاطره.....شعر بخوفها....بتشبثها به...شعر برجفة جسدها......وشتات عينيها يحكي حكاية ألم باحثة عن امل جديد ...
تحدث: يبه ايلاف.....ابي اكلمج في موضوع....
ايلاف وهي مسندة رأسها على كتفه
فهو جالس على السرير من جانبها الأيمن حاضنها إليه
ويطبطب عليها بحنان
قالت: تكلم يبه.....
لا يدري كيف يقول هذا الامر يشعر بصعوبته
وحقَّا هو خائف عليها
: يبه تعرفين طارق اللي انقذج؟
رفعت ايلاف رأسها عنه وبخوف من انه اكتشف حبها له: أي....
مشاري ازدرد ريقه: هو طلب يدج مني.........وقلت له الراي الأول والأخير لج......
سكتت ايلاف .....حقًّا يومًا عن يوم يزداد حبها لطارق
لم يتركها ولم يتخلّى عنها بعد كل الأمور البشعة التي حدثت على مرأى عينيه
بللت شفتيها وشتت عينيها: يبه انت شتشوف؟
مشاري بهدوء: ريال مصلي ومسمي.....ولو ما يخاف الله ما انقذج .......وحام عنج....ريال شهم......وما ينرفض....على مواقفه اللي وقفها معاج يا بنتي.....

ايلاف حقًّا طارق لا يُرفض
تحدثت: اللي تشوفه يبه....
تحدث بعد ان قبّل جبينها: ايل سمعي......انا طلبت منه لو بس توافقين تملجون على طول.....
فتحت عينيها بصدمة
وشد على كتفيها: فهميني يا يبه....ابي أأمنتج عنده ...انا راح ارد الكويت....
ايلاف بنبرة حزن: يبه انا مابي ايلس اهنيه
مشاري بحكمة : يا يبه .....والدراسة؟....مابقى شي أصلا على اختباراتكم......وتعطلون......يا يبه لا تخلين اللي صار يأثر على مستقبلج.....وطارق لو انه مو ريّال ما وثقت فيه....ولملجتوا على الأقل يصير معاج .....ويحميج.....وانا اصير مرتاح ....ومطمن عليج.......ولرديتوا......الكويت ....نذر علي لا اسوي لج عرس لا صار ولا استوى....
بكت هنا واحتضنها بشدة
وهي تكرر: لا ترد الكويت....
مشار ابعدها عنه: مضطر يا يبه ماقدر اترك اخوانج اهناك.....وانتي بصير معاج طارق بعد الله....
ايلاف هزت رأسها بالرضا
ابتسم هنا براحه ثم قال: وين صديقتج اللي كل يوم تقعد عندج.....
ايلاف : قلت لها راح يي ابوي....واستحت ولا يات...
مشاري بهدوء: سلميلي عليها وشكريها على وقفتها معاج.....والحين يا يبه ....بروح اشتري لج شي تاكلينه غير اكل المستشفى وما راح اتأخر عليج....
نهض وابتسم لها ثم خرج من الغرفة
بأي قلب تعيشين يا ايلاف؟
قلب طاهر ونقي.......وطيّب
ازدرد ريقه يشعر انه يسلمها كليًّا لجورج وهذا مالا يريده...ولكن هو من ابعدها....بموافقته على هذا الابتعاث.....عليه ان يتحمّل النتائج
اتصل على جورج قائلا باختصار: بكرا نملج عليهم.....لأني راح ارد الكويت باي....
ثم خرج من المستشفى
.....................

في شقتها الظلماء......وفي الغرفة ....كانت مستلقية على السرير تحدّق بالسقف بلا ملل.....لم تستطع ان تردع تواجد ماكس أمام عينيها...ولكن وجوده اقل وطء من تواجد مُراد الذي يحرقها بذكرياته!
ماكس مجرد موظف وموكّل لحمايتها....لم يسيء لها يومًا لذلك تقاضت عن امر تواجده رغمًا عنها.....
مُنذ ذلك اليوم.....اليوم الذي انهارت فيه ....ولم تبكي....كانت توعد نفسها بانها ستصبح قوية من اجل ايلاف واستطاعت ....

تشعر انها على غير استعداد في مواجهة أمير وابنتها ....لا تريد مزيدًا من اللقاءات التي تعبث بما في ذاكرتها ومشاعرها
سمعت صوت ماكس وهو يقول: نور مابدّك تروحي لإيلاف؟
نور تحدث بصوت عالي لكي يسمعه: لا...

ماكس هنا ابتسم ثم سحب هاتفه من على الطاولة الزجاجية التي اشترتها نور مؤخرًا!
ارسل(مُراد....نور ما راح تطلع)
ولكي يمهّد الموضوع هو اتى بالقرب من بابها طرقه بخفة
ثم قال: نور ممكن اشوي؟
نور شدّت على عينيها ......هل حان موعد المواجهة....نهضت ....رتبت شعرها بلا مبالاة
فتحت الغرفة خرجت وهي تقول: شعندك ماكس؟
تبعها وهي تجلس على الكنبة في الصالة
جلس مقابلًا لوجهها: ئبل كل شي انتي بخير
ترجمة جملته
(عندك طاقة تسمعين اللي بقوله؟)
هزت رأسها
فقال: صارت أشياء بعد .....سفرك لهون.....من ضمنها.....سندرا.....عرفت انك أمها....

نور كتفت يديها واخذت نفسًا عميقًا : انا قلت لكم لاحد يقول لها......
ماكس لم يحبذ ان يخبرها انّ مُراد هو من اطلّعها على هذا الامر
فقال: عرفت وخلاص....بس الشي اللي...
نور قاطعته : شنو؟
ماكس: تبي تشوفك.......وصار لها فترة تبكي ...وما....تنام....مشان هيك...انا..
نور فهمت اشارته فقاطعته: والحين بتجي صح؟
هز راسه بخجل من كشفه
نور تنهدت: اتصل على امير يجي...
ماكس بحلق في وجهها بعدم تصديق
فقال: راح يجي....راح يجي...
وفجأة سمعوا الجرس وطرق على باب الشقة!
فنهض ماكس يفتح لجولي وسندرا....وامير ومُراد الذي اتى بهم إلى هنا...
نهضت نور ووقفت تنتظر دخولهم....
وسندرا ما ان رأتها حتى ركضت وهي تصرخ
: ماما....
انقبض قلب نور...هنا....وارتدّت قليلًا للخلف بعد أن احتضنت ساقيها سندرا...وهي تكرر
: ماما..

ذكرّتها بديانا.....ذكرتها بنفسها حينما تنادي والدتها.....اخذ صدرها يرتفع وينخفض ...باضطراب مشاعر لا تعرف صلتها....انحنت أبعدت سندرا بلطف...
ثم توجهت لأمير الذي ينظر لتغير شكلها
تحدثت: راح ارجع لأكسفورد......وهذا انا قلت لك.....عشان ما تجلس تلاحقني.....
أمير بهدوء: ما نقدر نرجع....الاوضاع مازالت مضطربة يا نور.....
نور بلا مبالاة: مو مهم...
سندرا تحدثت: ماما....
التفت عليها ثم التفت على أمير وهمست: قول لها اني مو أمها....
ثم كانت ستخرج ولكن قال مُراد بحده: الهروب مو حل......هروبك من بلد لبلد .....ضعف.....وخوف......المواجهة هي الشجاعة

جولي وأمير وماكس حدقوا به
التفتت عليه لتقول: صادق......بس انا فخورة اني ضعيفة......
امير بحده: جوازك معي....وما راح تسافري لأي مكان.....وراح نستقر هون لفترة ......
نور نظرت إليه ثم إلى ماكس استوعبت حديثه
يُعني ماكس دخل الغرفة ...بحث عن الجواز وسلمه إلى ايادي امير
شدّت بقبضة يدها بغضب ثم سكتت
هنا تحدثت سندرا : ماما......بدي ...
قبل ان تكمل هنا صرخت نور : انا مو امك....
سندرا بكت هنا واحتضنتها جولي
نور وكأنها رأت لها منفذًا للغضب فقالت: ابي افهم منو قال لها اني أمها؟
مُراد بتحدي: انا.....
نور اقتربت منه : مسوي نفسك مهم...ومهتم......وطيب.....ترا ما يليق......انقلع برا شقتي....برااااااااااا
أمير تحدث هنا: نور.....
نور اشارت له: اششششش....مابي اسمع شي منكم....
ثم نظرت لماكس: حتى انت لم اغراضك واطلع برا....
امير بحده : ما راح يطلع حدا من هون ........
نور نظرت إليه ....ثم ضحكت بسخرية
: امير ......لا تحاول ت.....
أمير اقترب منها وقاطعها: ما أحاول اسوي شي.......
نور مسحت على شعرها
شعرت بارتجاف جسدها ، لا تدري لماذا اصبح جسدها ضعيفًا
يرتجف ويرتعش بسرعة....ازدردت ريقها ابتعدت عنهم ...قليلًا
اخذت نفسًا عميقًا ، اغمضت عينيها وهم ينظرون إليها ولرجفتها.....لا تريد أن تسقط امام أعينهم الآن.....خائفة من عودت النوبة عليها......خائفة من ان يستمر الوضع معها ويتطوّر.....
شعرت بالاختناق...ذهبت أمام النافذة
سحبت الستائر بقوة وفتحت النافذة واخذت تستنشق الهواء بعمق
خشي عليها أمير.....تحدث وهو في مكانه وبلهجة سعودية قال: نور....جا الوقت اللي تعرفين فيه كل شي....

ابتسمت بسخرية على هذا الحال.....يأتي يكرر جملته....يحرقها بالحقائق ويشعل في فؤادها كُره جديد لهم ...حكّت انفها سريعًا التفتت عليه تكتفت
وبحده اردفت غير متوقعة وظنّ انها ناسية الأمر كليًّا ولكن يبدو انها تتساءل عن هذه الأمور كل يوم
قالت: ابدأ من مرض ديانا وموتها
التفت مُراد عليه وأمير نظر إليها بثبات
تحدث بهدوء: كان فيها السرطان....
نور لم ترمش أكملت: وماتت بسببه؟
أمير سكت ومسح على وجهه اقترب
: نور
نور تحاول ألا تنفعل
ألا تهتز.....يُكفيها هذا الانهيار ....يُكفيها انها بدأت تعود من جديد في تخبط الجدران لجسدها ......
: أمير انت تقول جا الوقت اللي المفروض اعرف فيه كل شي.......تكلم....اسمعك....
أمير ازدرد ريقه واشار لجولي تطلع مع سندرا للغرفة
نظر لنور......بهتت اكثر مما قبل...ضعف جسدها.....وقلّت حيلتها...وتضاءل حماسها للحياة....للعيش بسلام......للهدوء والسكينة...ولكن.....لابد ان تعرف بكل شيء....لابد...ان تفهم الحقائق...لتقيّمها بشكل نهائي.....وتتعامل مع حياتها على هذا النحو.....

نور اقتربت منه : لهدرجة موتتها شنيعة؟
ماكس رأى ضعف أمير
وتردده في نطق الحقيقة
اقترب قائلا: نور.....مم
اشارت له بقوّة وقوفها وشموخها......تحاول ألا تظهر ضعفها الآن
لأنها تعلم ضعفها يُضعف أمير
: لا تدّخل ماكس...
أمير ترقرقت عينيه شتت نظره عنها...وبتردد: انننننتحرت....




 

رد مع اقتباس