عرض مشاركة واحدة
قديم 06-27-2020, 06:43 PM   #38
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت التاسع والعشرون
.




اكرر اعتذر على الاخطاء الاملائية إن وجدت

.
.
.
.
.
.




.
.
.
.
.

أين طوق نجاتها من هذا اللقاء، أين خلاصها من هفوات الخوف؟ اين تجد الأمن والأمان ليخلصاها من هذه الحروب النفسية والجسدية، لا تريد غربة جديدة لا تريد رؤية أُنّاس
.
.
جدد شدّت عليه بيديها بعد أن ترجته مرة أخرى :تتزوجني؟
.
.

لم يجيبها في المرة الأولى بسبب صدمته، وتسارع الدم في مشيه ليضغط على دماغه بقوة!
شعر بالمسؤولية كونها تثق به لتطلبه أمر كهذا كما انه شعر بالخوف من نفسه حقيقةً
ازدرد ريقه وارتخت يداه من الشّد عليها ولكن حينما شدّت عليه وكررت سؤالها ابعدها عنه بلطف لا يريد ان ينهزم أمام رجاؤها هذا!
ثم نظر لوجهها رآها
منهزمة، مكسورة، لا حيلة لها، والشيء المخيف انها صادقة في طلبها ، والشيء المرعب نظرات رجاؤها للتو هو خارج من انكسار عظيم من خطيبته السابقة اليكسا بسبب ما يحصل ويدور لهم والآن نور تطلب منه الكثير لتعصف به الذكريات للوراء مع اليكسا
حقيقةً هو مجروح لعدم صبر اليكسا عليه.
.....
كما أنه خائف بأن يقوم بمعالجة جرحه بطريقة مدمرة تزيد من التهاباته المؤذية تحدث وهو يهمس ليقاوم كل عواصف الشفقة والخضوع من اجل التخفيف عنها حاول التحدث معها
بالعقل :نور.....هدي هلأ وخبريني شوفيكي؟.....شو صار حتى جنّي هيك؟

حاولت التحدث والشرح له ، حاولت ان تخبره انها ضائعة تشعر بالضياع والغرق اكثر في هذه الحياة تريد ان تشرح له انها على غير استعداد تام لرؤية يوسف، لرؤية ذلك الرجل الذي هدم بداخلها الكثير، هدم الامن والأمان، واستقرار
الأماني والعقائد بداخلها!
تريد ان تُفهمه انها انسانة مجرّدة من الراحة، عاصية كثيًرا وغير قادرة على ربط الأمور واعادة ترتيبها من جديد حركة شفتيها كمحاولة في الشرح انها حقا غير راضية على ما عاشته ، غير مقتنعة بما فعلته، غير قادرة على الشّد على زمام الأمور

شهقت لتبرهن لنفسها انها خسرت كل شيء
ديانا ،امير... الذي سيقدمها كقربان مّيت ليوسف ..ابنتها ....دينها ...خسرت كل شيء وهي غير قادرة على استعادة كل الأشياء لأنها غير قادرة ع التسامح وتقبل الأمر!!!
.
.
.
.


ضربت على فخذيها حتى عضلة لسانها خّيبت ظنونها لم تستطع نطق الحروف لم تستطع ايصال الجمل شفق عليها ماكس وحن قلبه....وخانته دموعه شد على كف يديها وانهضها بلطف ومشى بها إلى محاذاة الكنبة ثم قربها منها واجلسها عليها!
نور حاولت السكون ، حاولت السيطرة على نفسها ولكن بلا جدوى تشعر انها استغلت طاقتها بما فيه الكفاية حتى بها الآن

نفذت ولا توجد اي طاقة تستمد بها قوتها تحدثت بثقل: زواجي منك بوقف الكل من انه يقرر بدالي.....بوقف امير من انه يرخصني ليوسف...وبوقف يوسف من انه ياخذني للسعودية!

صدم لتفكيرها، لن ينكر انها صادقة في هذا الأمر ولكن هي ستعالج لأمر على منحنى خاطئ لذلك اقترب منها تحدث

بهدوء: نور .....تئدري ترفضي اي قرار ما يعجبك....اي قرار انتي ما بدّك ياه بدون اي زواج

نظرت اليه بعينين محمرتين بينما صوفيا دخلت غرفتها منذ ان جلست نور على الكنبة تحدثت: عارفة انك تحب
اليكسا...بس يكون زواج شكلي انا..ماقققصصد

قاطعها وهو يشد ع كفيها: انا واليكسا انفصلنا.....وعارف بدك يانا نزوج بس مشان انه ماحدا يدخل فيكي... صدقيني نور لو ساوينا هالشي راح تندمي....الأنه قرارك هاد بوقت
قاطعته وهي تنهض وتمسح دموعها بيدين مرتجفتين: خلص وصل جوابك انت ما تبيني.....وما تبيني اثقل عليك حقيقي انا صايرة ام مصايب...

ماكس تنرفز من حديثها نهض هو الآخر :نوررر انا ما قصد
قاطعته وهي تهز رأسها وتشير اليه: خلاص خلاص.....



ثم سكتت بللت شفتيها وسريعا ما تذكرت ايلاف تذكرت اخر لقاء تذكرت اخر حوار بينهم تذكرت وعودها بالتغير شعرت انها بحاجه قصوى الى ايلاف كما أّن ايلاف في الواقع بحاجه لها

ابتعدت عن ماكس وعادت لغرفتها تحت انظاره الحائرة عادت للظلام، للخوف، للجنون...ستُجبر على امر هي لا تطيقه ستجبر ع فعل لم تفكر يومًا ستخوضه
....قدوم يوسف لن ينتهي لهنا....وتعلم انه سيحاول من استعادتها الى موطنها الأصلي ولكن حقا لا تريد ان تعود للنقطة نفسها
شتات جديد......غربة جديدة...ولكن بجسد وروح ممتلئتين بجروح ثائرة....لا تريد يوسف....وتريد امير عن بعد!


كيف تحقق هذه المعادلة كيف؟

نظرت للسقف لوهلة سقطت دمعه منها نطقت بضعف ورجفة جسدها : يا رب

خجله من ان تدعو الله، خائفة ...تشعر انها تغرق ....ولا تعرف كيف تنجو من هذا الغرق المخيف
وكلما حاولت ان تدعو الله تشعر تتلعثم وكأنها نست كيف تدعوه!!
وكيف ترجوه؟
وكيف تعود اليه؟؟؟؟

بكت اكثر وهي تجثل على ركبتيها وتكرر بعجزها وضعفها الواضح: يا رب
.
.
.

شعرت بالضّيق
.
.
.

ضيق روحها على جسدها ضيق جهلها بالدين، ضيق نفسُها ...وضيق المكان من حولها

بكت حائرة لا تعرف موازنة الأمور هل تخضع وترى يوسف وتخضع لما يَعقب هذا اللقاء هل تخضع لكل الأشياء السيئة!

بقيت تفكر بطريقة أخرى وعجز آخر وتذبذب عظيم ينزرع وينبت وينمو بداخلها بِلا حدود...يتشعّب بجذوره ليطغى عليها ...ويخنقها!
.
.

بمن تثق؟
.
.

لا احد هي الآن تثق بماكس فقط لا تثق بغيره ولكن تشعر انه خذلها...وتشعر انّها اثقلت عليه كثيرًا
وهو غير ملزوم بهذه الحمول التي وضعتها على أكتافه...
.
.
.
الى من تعود؟
.
.
.
هل تعود للضلال، لمسببي جراحاتها هل تعود لضيق الأماكن وتنفسها!
هل تعود لبهاء الدين وتطلبه ان يتزوجها من جديد؟

نفضت هذه الأفكار من رأسها ونهضت لتدور حول نفسها، واخذت تفكر كيف تنجو من هذا اللقاء الذي لطالما حلمت به وهي صغيرة ، ومراهقة، وشابة الى ان كرهوها فيه!

الوضع اختلف كليّا الآن
لا تتخيل ان تقف امام يوسف، لا تتخيل ان تنظر لعينيه
هو لن يتحمل النظر اليها وهي لن تتحمل أيضا تجزم بذلك

دخلت الخلاء اغسلت وجهها عدّت مرات

تحدثت بصوت مسموع: الانهيار يا نور ما بسوي لك شي....اهدي وفكري....حاولي تسددين رمياتك للي اوجعوك يكفي وجعتي نفسك سنين.....

اخذت بعدها نفس عميق بشكل متكرر ، تشعر انها دخلت في مراحل الانفصام المتطوّر!

تارة تبكي وتارة تنهزم واخرى تنهار حتى ماكس الذي وقف معها ملاّ منها هي تشعر هكذا خاصة بعد حديثه معها قبل دقائق

عليها ان تنقذ نفسها من هذه المتاهات بنفسها ....عليها ان توفي بالوعود الذي عقدتها بين نفسها......خرجت من الخلاء وسقطت انظارها على ماكس الواقف والذي يحدق بها تجاهلته لن يساعدها في الشيء الذي تريده ولن تذل عمرها له، تشعر الآن عادت للواعي قليلا

تحدث :نور

اشارت له: انسى اللي قلته بليز.....وروح نام


حاول التحدث معها نصحها ، وايقاظها من لو وافق على ما طلبته ستجني ثمار ندمها بالأخير قرارها هذا اُتخذ وهي في حالة طيش وغضب وليس رغبة ومحبة لذلك إن فعل يشعر انه سيكون أنانيًّا مثل البقيّة عليه أن يفهمها الأمر ولكن


كررت: بلييييز ماكس....قو....


حينما تحدثت بالإنجليزية بحاجبين غاضبين فهم انها غير متاحة للحديث ولذلك لم يحبذ ان يضغط عليها خرج فورًا من الغرفة واغلق الباب وهي استلقت على السرير ولم تستطع النوم

غدا سترى الرجل الذي يرى في عينيها جمال لا يراه سواه ويرى في وجنتيها خجل يحب ان يقبله بدفء ابوّته
غدا سترى من غرس بداخلها القوة والصلابة وعلّمها العقيدة والسلام

غدا ستريه عكس كل هذا، غدا ستعاتبه، ستصرخ وتنشق كارهته لا تدري ماذا ستقول له وكيف ستكون ردت فعلها للقاءة ولكن لن تخضع لا له ولا لأمير بقيت تفكر كثيرا ولم تنم!

اتى الفجر ومرت الساعات لتشرق الشمس وهي تفكر حتى انها فكرت بسندرا

بمصيرها ، بكرهها لها وايقنت انها لا تكرهها ولكن تكره الطريقة التي ابعدوها عنها ولكي تصلح الأمور عليها ان تستعيد ابنتها الى احضانها أيضا!!

عليها ان تتقبلها لتساعدها على تخطي هذه الأوجاع
عليها ان تخضع للأمومة وإلّا ستندم!

فكرت كثيرا بما فعلته والدتها ديانا لم تتخلى عنها بل شدّت على يدها لتبقى معها بينما يوسف هو من تخلّى

لا تريد تشبه احدهما ولكن قطع تفكيرها صوت طرق الباب ثم دخول صوفيا تدعوها للإفطار عقدت حاجبيها نظرت للساعه وكانت تشير الى الثامنة والنصف صُعقت من مرور الوقت

شعرت بالراحة وهي تفكر وتخطط وتقرر من جديد بهدوء شعرت بقدرتها من جديد على كبح مشاعرها الملخبطة لوهلة فقد من اجل ألّا تجبر على الخضوع ليوسف او لأمير.




خرجت من الغرفة نظر اليها ماكس وعلم انها لم تنم فحين استيقاظه لصلاة الفجر سمع صوت بكاؤها فهي بكت ووبخّت ذاتها واستعادتها من جديد وخططت كثيرا لتعديل حالها توجهت للباب لتخرج ونهض سريعا: وين؟



نور بحشرجة وإرهاق: بروح لأمير

ماكس صعق: هو راح يجي هلأ

نور بللشت شفتيها وبتساؤل: وجولي وسندرا معه؟

ماكس باستغراب: ما بعرف...

نور بصيغة امر : اتصل وقول لهم يجيبهم

ماكس ذهل من امرها ولكن هز راسه بينما هي ذهبت لتجلس ع الكنبة واخذت نفس عميق لابد ان تقوي نفسها الابد ان تتقبل جميع الأشياء بحدود هي مجبورة على ذلك!

ازدردت ريقها ثم نهضت من جديد بتوتر للذهاب للخلاء بينما ماكس حدّث امير واخبره بما قالته نور وفي الحقيقة امير وجولي وسندرا كانوا في السيارة امير فَجعت قلبه سندرا من شدّت بكاؤها ورجاؤها لرؤية نور لذلك جلبها هي

وجولي متمنيًا نور تتقبلها يعلم انها الآن تفسر افعاله كقساوة عليها وخاصة بعد ان حدثها ماكس عن يوسف ربما ستظن انه لا يريدها بعد الآن ولكن نور يجب ان تتقبل كل شي حتى

وان كان في دفعة واحدة فتجزأت الأمور مع شخصية نور يصعّب الامر أكثر ممن يسهل!
.
.
.
.



نصف ساعه وانطرق الباب بينما ماكس كان ع طاولة الإفطار لم يأكل شيء فقط كان ينظر للطعام بذهن شارد

ونور عادت تنتظر على الكنبة وتنظر للفراغ حينما سمعت طرق الباب نهض ماكس ولكن اشارت له بأن يجلس في محلّه

هو خائف من تغلّب مزاجها وتغيّره اقتربت من الباب فتحته كانت سندرا ممسكة بيد جولي ما إن رأت نور فلتتها واحتضنت ساقي نور
نور اغمضت عينيها هنا
وامير وجولي يحدّقان بها ومراد الذي قاد سيارة امير لجلبهم واقفا خلف امير شهد هذا المنظر الذي لم يتوقعوه حتى ماكس نهض وازدرد ريقه ظنوا انها ستركلها أو ستبعدها عنها
بعنف ولكن نور اثبتت لهم انها ما زالت لديها احاسيس ومشاعر
ما زالت تحتفظ ببقايا عقلها!
جثلت ع ركبتيها نظرت لعينين ابنتها المتغايرتين ، ستتغير من اجل ان ترى حياتها من جانب آخر هي حزينة وكئيبة ولكن لم تمنع مشاعر الأمومة التي نبضت بداخلها منذ ان فكرت بها اليوم بشكل مطوّل وتفصيلي
هناك شيء يخبرها أن تحتضن هذه الطفلة وإلا ستكون من الخاسرين !
.
.

سترى يوسف لا تدري ماذا تفعل ولا تعلم كيف ستكون الخسائر ولكن جلّا ما تعرفه انها تريد ان تعطي هذه الصغيرة جزءا مما فقدته هي ابتسمت في وجهها وعينيها مترقرقتين بالدموع احتضنتها

وجولي هنا شعرت بالخوف...اذا تقبلتها....ستحتضنها للأبد وستخسر طفلتها هي الأخرى

امير لن يلوم نور على تغلب مزاجها وردّات فعلها الغير طبيعية فهم لم يقصرّوا حقًّا في جعلها هكذا
ولكن لا ينكر امرها اقلقه

مراد فهم حينما تتغير نور بشكل سريع هيا تنوي على فعل يوقع بهم في الفخ

!
سندرا احتضنتها وهي تكرر :
ماما ماما

نور حاولت الصمود وعدم البكاء ولكن عجزت بكت وهي تشد على سندرا بقوة ...وتشم رائحتها وهي مغمضة لعينيها تشعر بنبضات قلبها تُسمع للجميع تشعر بشعور الأمومة يتدفق من أعماق ...أعماق قلبها...تشعر انها وُلدت من اجل هذه اللحظة بكت ومسحت ع شعر ابنتها وهي تكرر : يا عيون ماما....



ماكس نظر لأمير الذي يزدرد ريقه ولأخته التي اختطف لونها ولمراد الذي يحاول ان يشتت نظره عنهم

نور صابتها رجفه ولكن تعلق سندرا برقبتها جعلها تنحني اكثر على ابنتها ...قوّت نفسها بالنهوض وحملت سندرا ثم جلست على الكنبة وسندرا وضعت راسها على صدر نور


. الجميع في حالة صدمة في حالة ذهول وخوف من نور خوف على نور من نفسها وعلى سندرا من نور!
تحدثت نور وهي تنظر لأمير: متى بيجي يوسف
امير ببهوت : في الطريق

نور وقع قلبها في منتصف ساقيها شعرت بالخدر في جسدها بعد ذلك ولكن شدّت بيديها على يدي ابنتها الصغيرة التي غمرتها السعادة من احتضان والدتها لها ....انحنت نور لمستوى ابنتها وهي تنوي بيوسف حربا ولكن بنوعها الفريد

تحدثت نور وهي تحاول ان تسيطر ع رجفاتها: تلعبي معي؟

صعقوا كلّا من جولي وماكس وحتى امير بينما مراد خرج سريعا ليشدد الحراسة ع المنزل خوفا من ان تباغتهم بهروب جديد او جنون آخر

. هزت سندرا لها موافقة فلم تمنع نور نفسها من ان تجرب حضن ابنتها وحملها ع لىيديها بهدوء شعرت انها تملك الدنيا بما فيها، شعرت بعذوبة مشاعر الأمومة التي تتهرب منها وتهرب اليها باحثة عنها في احضان الغرباء!

شعرت انها ستبكي ، ستنهار متنازلة عن كل شيء ولكن طبطبت على ظهر الصغيرة بخفه وهي تهمس وتجبر نفسها على الإبتسامة: يلا....


ثم دخلت بها الغرفة وهنا جولي تحدثت بذعر: نور...


شعر بها اخيها وبخوفها ومن جنون ما تفكر به اتى بالقرب منها امسك يديها بينما امير تبع نور سريعا خشي من ان تؤذي الطفلة يشعر انها غريبة وتنوي على قدوم امر يستفز قلوبهم انتقاما

فتح الباب على مصرعيه بقوة وهو يتنفس بعمق نظر الى نور وهي تحتضن ابنتها وتهز برجليها وكأن سندرا طفلة رضيعة نظرت اليه نور تمعّنت في وجهه قرأت تعابير الخوف والتوتر قبلت سندرا من جبينها وسقطت دموعها على خديها :ما راح أأذيها.....

ذهل وهي تقول : بنتي قولي له شنو نسوي؟

سندرا نظرت لأمير ببراءة ثم اردفت بصعوبة نطق الأحرف عليها: نلعب ام وبنتها...هي ماما وانا النونو....



امير ارتجفت يداه تلعب دور الأمومة وتتخيل سندرا انها طفلة ذات اشهر من عمرها شعر بوجع قلبه، شعر بخيانته لنفسه قبل كل شيء ، شعر بالاضطراب والخوف ع نور ، هي ليست بخير نظراتها لابنتها مخيفة بها لمعة حزن وفراق!



بها شوق واشتياق


لم تكن هكذا هذه ليست نور كيف استبدلت على هيأة الضعف والسكون والعواصف في آن واحد حدّق بها كيف تحضن ابنتها تشتم رائحتها وكأنها تودعها !


وكأنها تريد ان تشبع ذاتها من معاني الأمومة ارتعش جسده ماذا ستفعلين يا نور ما الذي تخططين له؟
.
.
.
.
.


قبل ما يقارب الواحد والعشرون ساعة....القلوب تهتف بذكر الله لا يعرف كيف يصف شعوره.... حديث ابا سيف معه ...اخافه....فهم انهم استبدلوا نور بنورة...فهم انها الآن تعيش في تذبذب ابا خالد اوصى ابا سيف بأن يخبره كل شيء...ويقرر بعدها هل يمضي في رحلة السفر هذا أم لا؟ ولكن (ابا ناصر)يوسف اصّر عليه.....ولكن اخبره ابا سيف عليه ان يتحلى بالصبر....وعليه ان يكون اكثر اتزانا وهدوء مهما كانت ّ ردت فعلها.....واخذ يضطرب قلبه.....هل يقصدون انّ نورة تحّولت الى وحش مخيف ...لكي ينصحوه بهذه الغلاظة والشّدة؟...عليه ان يذهب ويتأكد من نفسه؟


اغلق سحاب الحقيبة...آلمه قلبه ...لقد سقطت عينيه على زوجته وهي تنظر له بألم.... ظلم هذه المرأة كثيرا...احزن فؤادها حينما تزّوج عليها...اهملها....وتعامل معها برسمية افلق قلبها...قدّم عليها ديانا في امور كثيرة

....حتى به قدّم اسمها في قلبه....اشعل في قلبها فتيل غيرة......فتيل قهر وغضب...كتمته في قلبها...لمدة ثمان سنوات.......ولكن بعد تلك الخيانة.....انفجرت وانفجر هو الآخر بمشاعر مختلفة....هي بمشاعر غضب...وعتاب....وهو بمشاعر الندم
...وطلب السماح....انتهت فترة النفوس المشتعلة...ورمى ذكرى نور....خلف ظهره رغما عنه.....ليعٍوضها عن كل شي....ليستعيد سكينة المنزل....كان خائف من التحدث....من ارجاع الماضي لحاضره......ليشعل القلوب غضبا.....تناساها....من اجل ان يعّوض ما تلف بحضور والدتها.......لم يفكر ابدا في ان يجعل الميزان متساويا......اتكأ ع كف واحده....حتى به غرق!

....نظرت اليه بعينيين غارقتين بالدمع تحدثت: يوسف

نهض وابتسم ليطمأنها .....مشى وخطى بخطوات هادئة لناحيتها تحدث: عيونه

نظرت اليه برجاء: حلفتك بالله ما تنفعل مهما صار....حلفتك بالله ما تلوم نفسك وتهوجس

.... يوجعه انهم يحاولون التخفيف عنه...ولكن هل هناك من يخفف عن نورة من اجل هذا اللقاء؟ امهناك من يزيدون النار حطبا.....تكميلةً للإنتقام؟


انحنى مقبلًا جبينها :لا تحاتيني يا الغالية.....

ام ناصر بنبرة خالجها الدمع: ارجع لنا سالم غانم.....ولا تحزن نفسك!


هل تقصد اذا لم تتقبلك لا تحزن؟ ولكن بجمله اخف وقعا

خفق قلبه من هذه التحذيرات السلبية طبطب ع كفها ثم قال: هالله هالله بنفسك وبالعيال بغيابي ....


هزت رأسها ثم خرج من الغرفة
.
.
.
لتستقبله شيخة باحتضان مباغت له.....وكان ناصر وسعود خلفها تمامًا
سعود غير مطمئن لهذه السفر وكان يريد الذهاب معهم ولكن هو من أوقف هذا الامر بعصبيّته
بينما ناصر لا يستطيع ان يوقف عمّه......ولا يستطيع ان يوقف ابيه ......كما انّ قلبه يصرخ اذهب لرؤية اختك ....وحاول ان تستعيدها لوطنها......حدّث سلطان ....اخبره بالترتيبات......كما انه حجز لهم في افضل الفنادق هُناك......تساءل سلطان عن كل الأشياء وخجل ناصر كيف يخبره بالحقائق....اختصر عليه الأمور دون تفاصيل والآخر تفهّم.....

.
.
احتضن ابنته قبّل جبينها ...ورأسها تحدث بحنان: ماله داعي هالدموع.........يا يبه....
شيخة شهقت : لا تروح.....يبه......خل ناصر هو اللي يجيبها لا تروح انت.....
بو ناصر بتفهم : حبيبتي شيخة......ما راح يصير لي شي......كلها سفرة أسبوع وراجعين....
ام ناصر مسحت دموعها وتظاهرت بالقوة: لا تزعجين ابوك.....ابعدي عن طريقه....وخليه يتيسّر.....
شيخة هزت رأسها وهي تبكي....وابتعدت ولكن اعادها والدها إلى احضانها قبّل جبينها ثم قال: وقفي دموعك.....لا عاد تبكين......ولا بزعل عليك يا شيخة...
مسحت دموعها منصاعة لأمره
ثم نظر لأبنه سعود: ما وصيك يا سعود على امك واختك.....دير بالك على البيت......وعلى نفسك .....
سعود اقترب منه قبّل رأسه ثم
قال: لا توصي حريص يا يبه....
وبثقل: وتروح وترجع بالسلامة

ثم تحدثت والدته وهي تنظر لأبنها ناصر: هالله هالله في ابوك يا ناصر....
ناصر ابتسم ثم اقترب منها قبّل يدها ورأسها: ابوي بعيوني يا يمه.......
بو ناصر بلهفة: يلا يبه ناصر مانبي نتأخر
ناصر سحب الحقيبة من يد والده ثم قال: مشينا....
وتبعتهم منيرة وابنتها إلى الباب إلى ان غابوا عن انظارهم
وتحدث سعود: دخلي يمه.....دخلي....
ام ناصر بقبضة: الله يعدي هالسفرة على خير....
شيخة ركضت صاعدة لغرفتها ...ثم أغلقت الباب عليها
خائفة من ان تخسر والدها فصحته لا تطمئنهم ابدًا
اتصلت لملجئها الآخر ليسكن نوبة الذعر منها

.
.
.
.
كان واقفًا بالقرب من أخيه يستمع لإرشادات والدهم بصمت....وهناك عينين تنظران له وهي تدمعان.....وعينين .....تبتسم ...وتحاول ان تشتت رغبتها في البكاء
اقبلت عليه قبلّت يده ورأسه تحدثت: تروح وترجع بالسلامة يبه....وهالله هالله في عمي.....
ابتسم لها وقبّل جبينها: الله يسلمك وعمك في عيوني يا نوف....ما وصيك على اختك.....
نوف لتغيّر من جوّهم قليلًا: حاضر يا ئمر....دا البيت حيكون تحت إيديّا وحيات عينيّا.....ما تشيل هم....
ضحك بندر هنا وتحدث خالد: ههههههه لا بالله رحنا وطي....
بينما الجازي ....كانت تنظر لأبيها وعينيها تحكران الدمع في محجرهما.....تشعر بالخوف.....من هذه السفرة وتشعر بالاختناق من كل شيء....اقتربت من ابيها
ناولت ابنها لنوف وهي تقول: سكتي سكتي وخذي الولد بس....
ثم ودون سابق انذار احتضنت ابنها....وبكت....
هنا ضحك بندر : هههههههههههههههههههه يمه يا الحساسة....
نوف طبطبت على ظهر عبد لله وهي تردف بسخرية: مالوم ابوي يوم يوصيني عليك......
بو خالد طبطب على ظهر ابنته وهو يقول: الجازي ....علامك؟.....وين بروح انا....كلها أسبوع وحنا هنا.....

خالد ابتسم: واضح واضح غلاتك عندها يا بوي....
ابتسم عليه أبا خالد وردفت
نوف بحنك: وش قصدك.....يعني انا ما اغليه....لازم اتبكبك...وانوح عشان ابيّن غلاته؟

خالد : انتي من اللي رمى عليك عظم؟
بندر انفجر ضاحكًا : هو هو....(بطريقة النباح كالكلاب....)
نور ضربت برجلها وهي تشد على عبد لله لتمنعه من السقوط: يبه....
لم يبالي لها
بل شد على الجازي الذي اخذت تبكي بشدة، بكاء الجازي غريب.....وشد ولفت الانتباه لوهلة ....واخرس الجميع....هي حقيقةً كانت بحاجة لهذا البكاء مُنذ ان القى عليها سيف الطلاق....شعرت بفراغ كبير.....شعرت بالخوف....من هذه الكلمة...شعرت بالتردد من تأكيدها.....
خائفة من انها اتخذت قرار خاطئ ....خائفة من ان تظلم ابنها ونفسها...وحتى سيف!

ابعدها عنه حضنه : يبه الجازي....لا تخوفيني عليك...علامك؟
الجازي ابنتها لنفسها مسحت دموعها تحدثت بكذب جاهدت في اختراعه: خايفة ينكسر عمي وتسوء حالته...على كلامكم صحته على قده......خايفة عليه....
بو خالد شك في الأمر ولكن اردف : لا تحاتين اخوي جبل ما يهزه ريح......سمي بالله...وذكري ربك......ووقفي بكاء...وانا بوك...لا تخوفيني عليك...
هزت رأسها.....
ثم قال: خالد وصلني المطار...
بندر : بجي معكم....
بو خالد أشار بحزم: لا اجلس مع خواتك....
خالد خرج هنا
ثم قال أبا خالد بوصاة: ما اوصيك على نوف......يا بندر....ودها لمواعيدها ...خلال هالليام...لا تنسى
بندر بهدوء: لا تحاتي يبه ولا تشيل هم....انا حافظ تواريخ مواعيدها اكثر منها.....ما ني ناسي...
ثم قال أبا خالد: وانتي يا الجازي هالله هالله في نفسك.....وفي ولدك...وفي اختك......وإن جاك سيف يا يبه...عشاني....استقبليه......وعطي نفسك فرصة....وبعد ما نرجع راح اسمعك من جديد يا يبه....الزم ما علي...راحتك وسعادتك....

شعرت انها ستبكي من جديد....ولكن هزت رأسها بهدوء وسحبت ابنها من يد نوف خرج والدهم
وهي تحدثت: بروح انوّم عبود....
نوف شكت بالأمر ولكن لا تريد ان تضغط عليها
وكانت ستتحدث ولكن سمعت رنين هاتف بندر
فقال : الله اكبرررررررررررر عليك يا شيخوه.....
بندر هنا سحب الهاتف ونظر للاسم وضحك: ههههههههههههه قسم بالله ساحرة......
نوف : هههههههههههه ادري انه هي.....الحيوانه...بدل ما تتصل علي ...صارت تتصل عليك....
بندر بحذرك قصري حسّك لا تسمعك الجازي وسوي لي عرس هنا....
نوف كشت عليه: مالت عليك وعليها.....بروح اكل....
بندر كش بيده هو الآخر وأجاب
: هلا بشيخة الناصي...
سمع صوتها...
خرج لوجهة المنزل
: افا...ليش البكاء؟
شيخة وهي تشهق: ابوي...

فهم تنهد بضيق: ان شاء الله ما هوب صاير له شي....
شيخة باستمرار في البكاء: والله خايفة عليه...
بندر إن استمر يطبطب عليها بجدية ستستمر في البكاء يعرفها!
لذلك حاول أن يغيّر من مزاجها قليلًا ليردف: وانا مالي نصيب من خوفك علي مثلا؟


شيخة عقدت حاجبيها: والله مالك داعي ......
ثم مسحت دموعها
ضحك هنا بندر: والله كل يوم تصدميني ههههههههههههه....تو اكتشف انك بكايّة وخوّافة....
شيخة بلعت ريقها وبمزاج عكر قالت: جب بس جب....
شعر انها هدأت
فقال بجدية: شيخوه......والله ما راح يصير إلا اللي ربي كاتبه.....لا صيرين كذا قلقه وخوّافة.....بتمرضين نفسك ترا.....
مسحت على وجهها لمسح دموعها بشكل عشوائي: الامر مو سهل....
بندر : عارف.....بس عمي لازم يحاول من انه يفهمها كل شي.....ويتحمل ردات فعلها بعد.....
شيخة بتنهد: حسبي الله على من كان السبب...
بندر بلا مقدمات ليخرجها من هذا الخوف والقلق
وجوها الكئيب: أحبك ياخي...
شيخة ابتسمت رغمًا عنها لتردف: داخلك سكني؟ انت!
(يعني داخلك جني؟)

بندر ضحك: ههههههههههههه لا والله بس احسني مروّق......على صوتك...وهو كذا صاير ناعم بسبب بكاك...بالعادة لكلمتك كأني اكلم صاحبي.....بو جركل....

وهنا استفزها حقيقةً وعادت لجنونها الذي اعتاد عليه: وجع وجع ...تقصد انه صوتي خشن؟.....سمعت صوتك انت؟....لا بالله قولي سمعته ولا لا؟!
بندر اطمئن عليها الآن واخذ يماطل : لا ما سمعته.....
شيخة ضربت على الوسادة: تمام ارسله لك وات...
بندر مات ضحكًا: هههههههههههههههههههههه
وليحرجها قال: امانة تحفظين الفيوزات(التسجيلات الصوتية) اللي أرسلها لك؟

شيخة بانفعال: بالله شايفني مراهقة ؟


بندر : ههههههههههههه قسم بالله فيوزاتك فصلت وصرتي تفضحين نفسك يا المراهقة....ايوا مراهقة الحمد لله والشكر.....
شيخة : انا أقول اسكر الخط احسن من اني اقلب عليك....الحين......واخليك تاكل تراب.....

بندر باستفزاز: دامه من ايدينك ما برفضه باكله......
شيخة بصوت عالي: باااااااااااااااي

بينما هو تحدث وسط ضحكة: احبك يا يا الخبله...ههههههههههههههههههه


حقيقةً اطمئن عليها بعد قدر في ان يغيّر مزاجها........وشعر بالسعادة بعد ان التمس حبها الصادق له......هو متأكد فعلا هي تقوم بحفظ المحادثات بينهما ....وهو الذي يوصيها بحذفهما...لكي لا تقع في ايدي اخوتها وتقوم هنا الكارثة

حقًّا هو يريدها بالحلال....لا يريد مهاتفتها ....ولكن هي تجبره دون ان تدرك......حكّ جبينه
وهو يكرر: هانت هانت.....
.
.
.







.
.
.
لم يذهبا الى المطار....اخبرهما والدهما ان يبقيا بجانب والدتهما التي أغلقت على نفسها الباب......
بينما اخيهم سيف.....لديه مناوبة ...ولم يعود من المستشفى والآخر لم يتصل عليهم ولم يعود للمنزل

تحدث جسّار: وضعنا من حفره لدحديره.....
ضحك الآخر وهو يقضم التفاحة: ههههههههههههههههه........توك تحس؟

جسّار بجدية: سيف مو طبيعي.....
عزام بلل شفتيه : بالله قولي في احد بهالبيت صاحي....
جسّار بتفاخر : أي انا...
عزام كش عليه بيده: على تبن....
جسّار ضحك: هههههههههههههههههههههه روحي رياضية ما بزعل منك يا توأمي.....
عزام بهبل : ما عليك زود يا الغالي....
جسّار سحب هاتفه: بتصل على قصي....امي تحاتيه والله......
عزام : ما بيرد عليك......رسلت له انا امي كيت وكيت .....وتعال البيت.....واليوم بسافر خالي ...ما رد....بس قرا الرسالة.....
جسّار تأفف: بجرّب....كود يرد.......وبرد قلب هالمسكينة اللي فوق .......
عزام بجدية:

عزام بجدية: امي ما هيب قلقانه عليه وبس ....هي ندمانة على انها زوّجت سيف للجازي وتحس ظالمته....اخوك قصي ما قصّر في حكيه....

جسار كان ينتظر إجابة من أخيه
على الخط: وانت الصادق ...التبن ....رمى قنبلته وانحاش...
ضحك عزام على التشبيه
ولكن تفاجأ من جسّار حينما قال
: الله ياخذك.......الله يلعـ...
ثم تمتم بالاستغفار
وقال: ارجع البيت .......امي تحاتيك يا الكـ......وانت ولا على بالك.....

قصي : انا عند الباب ومرتي معاي...سوو طريق....باي...
اغلق الخط

ليترك أخيه منصدم
وينظر للشاشة ثم لعزام
ويردف: جاي ومع حرمته ...
عزام : وشو؟
جسّار مسح على رأسه: لا اخوك هذا ناوي يجلط امي....
عزام نهض متوترًا: حمار هذا ...ما عنده عقل.....ما يوزن تفكيره....اللي يجي على باله ...على طول يسويه.....
.
.
.
بينما في السيارة ، هي علمت بكل شيء منه.....اخبرها لماذا سيبقى معها في الشقة....واخبرها بالسبب...لا يريد ان يخبأ عنها أي شيء.....خففت عنه....واخبرته تريد ان تحدث والدته......تريد ان تراها......حاول ان تشيح بنظرها عن الامر ولكن اصرّت.....
.
.
.
وها هي الآن في السيارة .....تشعر بالتوتر...تشعر بالتردد......ماذا ستقول والدته...ولماذا اصرّت على رؤيتها....هل لأنها تشتاق لوالدتها...ام لا تريد ان تسكن يومًا في منزل لتشعر انها مكروهة فيه وتحدث عليها احداث اكثر المًا مما حدث لها في السابق....
لا تدري.....حينما اخبرها قصي انّ والدته علمت بزواجهما...خشيت من ان يكون هناك فراق....
طلبته ان تقابلها ورفض بشدّه
ولكن هي على غير استعداد بأن تعود للنقطة نفسها
للكره
للنفي
للعذاب
.
افاقت على صوته حينما قال: نزلي.....
نزلت دون ان تظهر له ترددها....
ومشى هو الآخر لناحيتها مسك يدها...ثم دخلا الى المنزل
لم تزيح من على وجهها
الغطاء....
دخل قصي وسقطت انظاره على التوأم
قال: السلام عليكم
ردوا عليه السلام وهما يشتتان نظرهما عنه وعن زوجته

فقال: امي في غرفتها؟

هز رأسه عزام
فسحب بخفة يد زوجته التي شعرت انّ نفسها بدأ يضيق...وقلبها يعزف الحانًا من الخوف ......
وتوجّه بها لناحية عتبات الدرج
.
.
عزام بصوت هامس: لا هذا ناويها على امي...
جسّار تحرك: بصعد والله ما بترك امي لهالمجنون....
عزام : وانا معك.......
.
.
وصلا إلى الغرفة ....كان سيفتح الباب ولكن قالت مُهره: لحظة....
فتحت وجهها ونظر إلى احمراره
تحدث: خايفة؟
مُهره لتصحح أفكاره: متوترة....
قصي بنرفزة وبهمس: انا ما نيب فاهم وش تبين تقولين لها؟.....انا مابي ازعلها....يا مُهره....
مُهره بللت شفتيها: ظنّك راح ازعلها؟
قصي بنبرة ذات معنى: ولا ابيك تزعليني....
مُهره شتت ناظريها: ان شاء الله ما راح ازعّل احد.....
قصي بهدوء: بدخل معك...
هزت رأسها وعلمت انه يريد ان يستمع لما تريد قوله
فتح الباب ودخل هو اولًا ثم مشت خلفه
وهنا وصلا التوأم ووقفا بالقرب من الباب
خائفين على والدتهما
.
.
.
كانت تقرأ قرآن وتدعو ان
ييسر الله امر اخيها يوسف.....ويصلح بال وحال سيف....ويبعد قصي عن الأشرار وتدعو له بالهداية...
كما انها بكت نادمة ترجو من الله ان يسامحها ان ظلمت الجازي بتزويجها لابنها
.
.
صلّت ركعتين لله عزوّجل.....ثم نهضت....لتضع سجادتها على الكمودينة
والتفت لترى
قصي وخلفه امرأة
حدّقت بوجهها وعلمت انها مُهره
وقفت في مكانها
وتقدم هو الآخر
وصل ليقبّل رأسها ويدها
فقال: آسف يمه....
نظرت إليه بعتب ثم تنهدت: ما فيني حيل ازعل على احد.....
ثم جلست على طرف السرير: سوو اللي تبونه...ماحد بقول لكم لا....بس اهم شي لا ضرون نفسكم وتوجعوني......
.
.


التوأم شعرا بحزنها
.
.


بينما قصي انحنى من جديد قبّل رأسها ....ويدها: شالكلام يمه....؟
هزت رأسها واشاحت بنظرها عنه
ثم قالت: مابي احد يلومني على شيء....وحمّلني ذنبه!

قصي فهم ما ترمقه إليه
ثم قال: يمه انا اخطيت...... لم تزوّجت من وراكم.....بس وش ذنبها لو تركتها وهي صغيرة بهالسن.....وحامل بعد....

ام سيف دون ان تنظر له كتّفت يديها: ما قلت لك اتركها....قلت لك سوو اللي تبون...مالي دخل في احد.....

قصي مسك يدها: يمه تكفين لا تقسين علي....بهالحكي....انا ابي رضاك علي.......
ثم نظر لمُهره وبقصد: اقصد رضاك علينا...
.
.

جسّار همس لأخيه: امي مكسورة عشان سيف....
عزام بتنهد: عشان بنت اخوها قصدك!

.
.
ام سيف نظرت لمُهره
ثم قالت: ابوك قال لي السبب اللي خلاك تزوجها....وسبب قبول عمها في هالزواج

وهذا ما حدث قبل ان تخلد الى النوم في ذلك اليوم الذي خرج فيه قصي.....ابا سيف لم ينم قبل ان يسرد عليها كل شيء.....تفهمت الأمر ولكن بقيت مجروحة من فعلت ابنها
هي حالها كحال أي ام
تريد ان تفرح بأبنائها ولكن ليست بهذه الطريقة
قصي أشار لمُهره واقتربت منهما
ثم قال: يمه....هي طلبت تجي عشان تكلمك...
مُهره ازدردت ريقها....شعرت بالاضطراب وبتذكر والدتها المتوفية
انحنت تقبّل رأسها ثم قالت باحترام : خالتي....انا.......أنا....

.
.
التوأم انصتا جيّدًا لها...من خلف الباب
.
.
قصي نظر إليها وإلى رجفتها...
.
.
ام سيف نظرت لوجهها الملائكي.....
.
.
مُهره ازدردت ريقها : مستحيل اسمح لقصي يستمر معاي اذا انتي مو راضية!


قصي صُعق
.
.
جسّار بتعزيز: والله انها كفو
عزام ضرب على كتفه بخفه: جب....اكيد قصي ولّع!
جسّار بلا مبالاة: عساه يشب....
.
.

أكملت مُهره: مابيك تغضبين عليه بسببي....انا ظروفي...حكّمت علي....اتزوجه.....واعيش أشياء مثل هذي......

قصي كاد ان يتحدث ولكن رفعت صوتها مُهره: عارفة كل ام تبي تفرح بولدها....وتزوجه البنت اللي تناسبه......وتعز شانه......

قصي عقد حاجبيه
ماذا تقول؟
هل ستطلب الآن منه الطلاق ايضًا
.
.
جسّار بتعجب: امانة مو يقولون صغيرة؟...صغيرة وتصفصف حكي مثل كذا.....
عزام ادار عينيه كالمغشي عليه : قالوا صغيرة ما قالوا طفلة في المهد.....وكل تبن خلنا نسمع
.
.

مُهره خانها صوتها بذكريات: ربي يشهد علي....عمري ما حطيت أمل من انه زواجنا ينعلن........كنت مزوجه قصي بس عشان ظروفي...


لا تريد ان تسرد تفاصيل الزواج وسببه لكي لا تقع زوجة عمها من عين ام سيف...


قصي استشاط غضبًا
ولكن أكملت: بس ما انكر اني...

والتفتت على ذلك المجنون الذي ودّ لو يقوم ويخنقها ويسكتها من هذا الحديث الذي اوجع قلبه


: حبيته.....وتمنيت اني أعيش معاه عمري كله!
.
.
.
عزام وجسار في اللحظة نفسها نظروا لبعض
وهم مبتسمين
وكاد جسّار يضحك
ولكن قال عزام: جب جب...اهجد
.
.
قصي لانت معالم وجهه هنا...
بعد ان اعترفت بحبها له امام والدته

اكلمت: اذا طلاقنا بيرضيك.....مـ...
قاطعتها وهي تنهض وتنظر إليها: لا والله ما راح يرضيني....وبزيدني شقا...وعذاب ضمير.....

قصي هنا نهض...كاد يخنق مُهره على حديثها هذا ......
ولكن تنفس بعمق ليهدّأ نفسه
.
.
مُهره ابتسمت في وجهها ثم قالت: يعني مو زعلانة عليه؟

ام سيف....ابتسمت رغمًا عنها.....ونظرت لقصي...ثم نظرت لمُهره......تنهدّت بضيق...ثم اردفت وهي تهز رأسها
: لا.....

قصي هنا انحنى على والدته قبّل جبينها ورأسها وكف يدها
وهو يكرر: آسف يمه....آسف.......
.
.
.
عزام هنا ارتاح نسبيًّا أشار لجسّار هامسًا : تعال.....
جسّار هز رأسه وتبع أخيه ليعودا إلى صالة المنزل
.
.
.
بينما ام سيف ، لا تريد ان تغلط بحق ابنها...ولا بحق تلك المسكينة
ليست لها طاقة كافية في أن تتحمّل...عذاب ضمير جديد....هي ما زالت تتألّم ....بسبب ابنها سيف.....فبعد حديث قصي أخذت تُعيد الأمور من زاوية أخرى .....فعلمت انها حقًّا اطبقت على سيف بيدها على عنقه لتخنقه.......وها هو منزله ينهدم من أمامها وهي مقيّدة بسلاسل التردد من التدخل واقحام نفسها في حياته من جديد.....
.
.
لذلك حاولت أن تهدأ وتفهم الأمور ....من زوجها....وابا سيف لم يقصّر في الشرح.....لن أقول انها تقبلّت الأمر ولكن حقًّا لا تريد ان ترى ابنها يُعاني كالآخر.....
..

طبطبت على ظهره ...ثم قالت: مسموح يا عين امك.....مسموح......

.
.
.
مُهره شعرت بالراحة.....هي حقًّا لا تريد ان تُفرض نفسها على عائلة تكرهها غدًا وإن احبها قصي!
هذا لا يكفي
هي تريد أب وأم.....
هي لا تريد قصي فقط...لا
هي تريد ان تنعم في العيش براحة مع اهل هذا المنزل......لا تريد مشاجرات..... أو تلميحات قاسية......الآن وقت التصفيّة
والآن وقت اثبات الأشياء الصحيحة في مكانها......
تنهدت
ثم التفت عليها ام سيف.....وتقدمت هي الأخرى
لتنكب عليها تسلم....
طبطبت على ظهرها ام سيف...
ثم قالت: الله يسعدكم يا بنتي.....


ابتعدت مُهره بخجل
ثم قالت ام سيف: الليلة باتوا هنا......خذ حرمتك.....لغرفتك.....ومن بكرا ابدأ جهّز شقتك..........



قصي استبشر خيرًا: ان شاء الله......



ثم سحب يد زوجته وخرجا بهدوء من الغرفة ...وما إن وصلا إلى الممر...حتى قال
: مجنونة تقولين نطلّق....
مُهره ضحكت بخفة: هههههههه والله مادري شلون قلتها....
قصي : بسامحك عشان امي سامحتني.....بسببك....بس صدقيني......لو اني مو في نفس هالموقف كان...سويت فيك علوم....
مُهره: ههههههههههه لهالدرجة انقهرت...
قصي وهو يفتح باب غرفته: فوق ما تتصورين

مُهره بعد ان اغلق باب غرفته عليهما: آسفه.....

قصي التفت عليها ابتسم ثم تقدم وبلا مقدمات احتضنها: ماله داعي تتأسفين....
مُهره بتعجب رفعت حاجبها الايسر: الله ريحة العطر هنا قوية.....
ابتعد عنها قصي وبحنق اردف: انا الحين وين وانتي وين

ضحكت وهي تضع العباءة على السرير بعد ان ازاحتها من عليها: والله الريحة قوية معليش ما قدرت ....اتعاطف معك..

ثم جلست على طرف السرير
واخذت نفس قوي: اشتقت للريحة....

ثم سحبت هواء عميق

مُهره : هههههههههههه قسم بالله لشميت ريحة هالعطر هذا بالذات انسى نفسي......

ثم نهضت واتجهت ناحية التسريحة وسريعًا ما التقفت القنينة
واخذت تتعطر به ...
ونهض قصي: بشويش على عطري.......خلصتيه.....

مُهره توقفت هنا ثم قالت: تدري وش ودي؟
تكتف هنا قصي ثم قال: وش؟

مُهره نظرت للزجاجة: اشربه...
اقترب منها وسحب القنينة من يدها : مجنونة؟.....ترا فيه كحول......

مُهره ضحكت: ههههههههههههه تراني مو مجنونة عشان اسويها.....
قصي ضحك رغمًا عنه: هههههههههه مادري عنك أخاف هرمونات الحمل تلعب عليك ....وتشربينه صدق......انتبهي تسوينها بجيك تسمم.....
مُهره همّت بأخذ الزجاجة : طيب هات....
ابعد يده عنها: خلاص بس خنقتينا....
مُهره : امانة هاته ...ولا رش في الهواء...

قصي : الحمد لله والشكر .......يعني هالريحة هذي ما تكفيك.....؟

مُهره هزّت رأسها بلا....
رش مرتين في الهواء ثم قال: خلاص.....
مُهره : واضح خايف عليه يخلّص يا بخيل.....

قصي مات ضحكًا هنا: هههههههههههههههههه والله المكان صار خنقه ....ما تشمين..........
ثم قال: المهم بطلع....الحين مشوار وبجي.....لك خلك هنا لا طلعين من الغرفة ...تمام...
هزت رأسها برضا وهي تقول: أصلا بنام...فيني النوم...
قصي توجّه لناحية النافذة فتحتها : خلي النافذة مفتوحة لا تختنقين من هالريحة...
بينما مُهره رمت نفسها على السرير: لا سكرها...
التفت هنا : لا سكرينها....وبشويش على نفسك ........
مُهره نظرت له: طيب....خلاص روح....
قصي ضحك بخفة هنا ثم خرج من الغرفة ونزل....الى صالة منزلهم

.
.
وبشكل مفاجأ سمع صوت صفير عالٍ التفت واذا به جسّار وعزام يأكل فصفص...ويحرك حواجبه بطريقة مستفزة لقصي
فضحك قصي
والآخر يصرخ: مبروووووووك رضى الوالده عليك
جسّار تحدث: زوجتك مو هينة ....كلت بعقل امي حلاوة.....
قصي : ههههههههههههه كل تبن وانت ويّاه....غريبة ما رحتوا مع ابوي...
عزام : ابوي خلانا نرابط مع الوالده هنا....

جسّار يدقه بالحديث: خبرك انت ما سويت اسوا....رميت علينا قنبلة هيروشيما وطلعت....

قصي حك ارنبة انفه ......بتوتر ثم تقدم لناحيتهما ليردف: سيف ما هوب هنا؟...ولا مع ابوي؟!

جسّار: لا هذي ولا هذي.....
عزام اردف سريعًا: في المستشفى عنده مناوبة....
قصي بهدوء: الله يعين.......
ثم هم بالخروج
فقال جسّار: وين؟
قصي دون ان يلتفت: مو شغلك

ضحك عزام هنا: هههههههههههههههههههههههه حرفيا فيك انفصام قِص قَص....
ولكن لم يسمع رده فقد خرج...بينما جسّار اردف: اشبك على نتفليكس ....فيه فلم جديد ...رعب على كيف كيفك.....
عزام وهو يشرب من العصير: تمام.........نشبك ليش لا....
.
.
لم تهدأ عن الصراخ ولم تكف عن البكاء ......ما زالت تعيش تفاصيل تلك الليالي...وألم جرحها يزداد.........احقنوها بالمهدئات.....كانت تصرخ....وهي فاقدة لعقلها الواعي.......وكان من الواضح عليها انّ ذاكرتها تستعيد ما حدث لها ...مع إدوارد.........لم يكف طارق من قراءة بعض الآيات ....والسور القرآنية عليها....هو حقيقةً انصدم من نفسه من انه يتذكرها .....لقد مضى وقت طويل عليه من هجرانه للقرآن الكريم!

بكى على حالها وحاله....ودخل للخلاء......دون تردد توضأ.....ثم خرج....صلّى لله عز وجل ركعتين ثم جلس على طرف السرير....واخذ يمسح على شعرها.....الذي كشفت عنه دون ان تعي.....بسبب حركتها العشوائية ....واحد الممرضات ازاحته عنها بعد ان فقدت وعيها.......سحب الحجاب....وبكل هدوء وضعه على رأسها ثم انحنى وقبّل جبينها وقبّل يدها
ثم همس بندم: سامحيني يا إيلاف!

واغمض عينيه ليبكي هو الآخر بصمت
بينما مراد بعد ان اطمئن عليها ذهب إلى أخيه ليطمئنه عليها!
.
.
مُتعب ....ومُرهق.....قلبه لم يهدأ وعقله لم يتوقف عن التفكير.....مُنذ خروجه من غرفة العمليات وهو يشعر بالصدّاع .....عمله وضغط مشاعره ......جلبا له الأرق وقلّة النوم .....موجوع.....نادم...متعطش لها...ومشتاق لرائحتها.....رغبتها في الابتعاد عنه يعتبر من اشد العقوبات التي اتخذته في حقه.......كانت قريبة منه ...قريبة منه لدرجة لا تسمح لهما بالانفصال ولكن .....اين هو في ذلك الوقت ؟....لا يدري.....
نظر لرقمها....يريد مهاتفتها...يريد ان يقول لها......تراجعي....لدينا وقت....ولكن ....لا يريد ان يفرض نفسه عليها اكثر ...فالأمر يجرحه....هو تنازل عن كبرياؤه....اما هي جرحها العميق يمنعها من التنازل .....يمنعها من التناسي!



....مسح على رأسه .....هو ايقن انه يحبها بل اصبح هائمًا بها....لا يستطيع ان يعيش ويكمل حياته دونها.......ما الحل؟

اتصل عليها دون ان يتردد....قلبه يصدر ضجيج اشتياق والحانًا من الندم الذي يحثّه على مهاتفتها .....
.
.
كانت في الغرفة ارضعت الصغير وجعلته ما بين احضانها لتتأمل وجهه.....يشبه أبيه.....لا تنكر هذا الامر.....يشبه في اتساع حدقة العين .....والانف.....تنهدّت......

واخذت تفكر هل قرارها صائب؟
هل الطلاق هو الحل؟
هل سترتاح؟
شعرت بالخوف من انها تظلمه......تخشى من ان يكبر ويلومها على انفصالها عن ابيه......
حسنًا ما بال احاسيسك وشعورك بالخوف من هذا الطلاق؟
لا تدري
هل لأنها لا تريد ان تكون من احدى نصيب هذا اللقب الذي سيتعلّق بها لسنوات ام لشيء آخر؟
هي تجزم لا تحمل أي مشاعر حب لناحية سيف
ولكن اعتادت على وجوده هذا هي المسألة
ولكن خائفة من ان يكون عبد لله ذلك الطفل الصغير ضحيّة قرارها هذا.....

قبّلت ابنها ووضعته على سريره ....ثم استلقت على سريرها القريب من سرير الصغير....سمعت هاتفها ونظرت للاسم
وتنهدت بوجه: اف منك يا سيف....اف....
ووضعته صامتًا...واغمضت عينيها محاولة في ان تحظى بنوم هنيء
.
.
بينما سيف.....رمى هاتفه على الطاولة متأففًا ثم خرج من مكتبه !
.
.
.

تشعر أصبحت ايلاف عالقة في ذهنها...اصبحت لا تفارقها....اصحبت تردد حتى في كوابيسها....لم تستطع الاستمتاع في هذه السفرة...تشعر انّ عقلها مُجبر على تذكر ما حدث قبل سنوات...حبها لجورج....خيانته لها......واغتصابه لها....حملها...وضعف حالتها آنذاك....آلام الولادة.....وتعلّقها بإيلاف...ثم رميها على ابيها.....لم تستطع ان تسيطر على مشاعر الخوف اصبح خوفها ظاهر حتى زوجها أخذ يتساءل عن سبب هذا التوتر والقلق...تشعر أنه حان وقت معرفة الجميع بكل هذه الأشياء.....تشعر انّ مشنقتها قريبه .......نظرت لزوجها....

وشعر بالنظرات فقال: دلال علامج؟

افاقت على نفسها ابتسمت له ثم قالت: احاتي لولوة .....واخوانها...
مشعل بشك نهض واقترب منها: كلمتها وطمنتي .......
ثم قال: دلال...صاير معاج شي؟.....تراج مو على بعضج أبد....

دلال ارتبكت: لا....بس احاتي....العيال...

مشعل لا يريد ان يطيل الأمر: لولوة معاهم موصاير لهم شي والحين قومي جهزي روحج نطلع نتمشى ..
هزت رأسها بالرضا
تشعر به يحاول ان يسعدها بأي طريقة
ولكن في الواقع هي غير قادرة على الاستمتاع بأي شيء...
تنهدت ثم دخلت الخلاء
لتستعد!
.
.




العودة الى الحياة بعد تجّرع جزء بسيط من الموت يعني موت آخر ولكن بطريقة أخرى


تشعر بشعور غريب بداخلها يسكنها ويحتضن قلبها سكينة وحنين نابع لناحية ابنتها تشعر بالحزن على تلك السنوات الضائعة بالياها تشعر بالأم وعدم القدرة ع مسامحة ديانا وامير لأنهما خلقا في قلبها جرح عميق وموحش .....نامت سندرا على صدرها...لا تدري كيف نامت في غضون ثلث ساعه لم تشبع من النظر لعينيها لم تشبع من سماع صوتها .....ولكن سندرا استجابة لحنانها المتدفق بلا حدود واستجابة للنعاس الذي خالج اجفان عينيها نامت.....


واخذت نور تغني لها تهويدة النوم.....الى ان استسلمت كليًّا لحضنها ....شّدت نور عليها لتقربها من ناحية صدرها.....قبلّت جبينها، ارنبة لنفها ،وجنتيها وحتى شفتيها بحنان امومي موجع....

قبلّت اطراف شعرها واشتمت كفي يديها الصغيرتين ثم قبلتهما.....
تشعر بالاشتياق لها...أيعقل هذه سندرا الذي حدثتها ليالٍ طويلة ها هي لم تمت كما اخبروها لم تتركها

مسحت على وجنتيها واخذت ترسم وجهها بطرف اصبعها السبابة وهي تبتسم شعور كبير يجتاح قلبها ويجبره على النظر الى براءة الصغيرة تشعر جزء من ثقب قلبها امتلأ لم تظن يوما انها ستخضع او سوف تتقبل هذه المشاعر....ارتجفت وشّدت ع يد الصغيرة من جديد


لتقبلهما ثم تحدثت متلعثمة: بعدوك عني......يظنون بيحموني...مادروا انهم ذبحوني وقتها!


ثم انحنت وطبعت قبلة طويله ع جبين ابنتها ، ابتعدت قليلًا عنها واخذت تتأمل ....وجنتيها وبراءتها....تشبه والدها في لون البشرة ....كما انّ شعرها بنفس اللون الذي يتمّيز به مراد

...ولكن رسمة العينين مطابقة تماما لرسمة عينين نور...ولون القزحيتين متغايرتين بألوان مختلفة ...فالعين اليمنى لونها عسلي فاتح والأخرى بني غامق.....


اخذت من والدها الكثير.....لذلك شعرت بوخز عظيم في قلبها...حتى انحنت للأمام وشّدت بيدها ع قلبها هذه النغزات ما هي إلا عذاب آخر لها تشعر بها حينما يشتد حزنها وألمها.....تجاهلت هذا الشعور ودّت لو تمتلك الآن قلم وورقة لترسم ابنتها.....اشتاقت للرسم...هي تتذكر اخر رسمة رسمتها كانت لديانا....ولا تدري اين هذه الرسمة الآن!


.....تجاهلت شعور الخذلان بعد أن طرأت ديانا على بالها ...وقّبلت يدي ابنتها بشدة واستلقت بجانبها الأيمن وهي ممسكة بيد ابنتها اليسرى.....تذكرت الوشم....الذي طلبته لتضعه على الجرح الباهت الناتج عن عملية قيصرية لوالادة ابنتها....


.تشعر بسذاجتها حينما وّدت ان تمحي ذكرى ابنتها وكل شيء يذكرها بها.....فجأة تذكرت يوسف...هل فعل بها هكذا هو الآخر من اجل ان ينسى او يتناساها؟


هزّت رأسها بعنف ..... بينما في خارج الغرفة ، هناك قلوب مشتعلة....غارقة في دوامة الخوف...مضطربة للغاية من هذا التغيير...من هذا الهدوء

تحدث ماكس وهو يشير لأخته: جولي هدي وقصري صوتك


لأوّل مرة تشعر بالخسران، وبالندم على القدوم على فعل كهذا...

هي ظنّت انها تخلّت عن ابنتها كما اخبرتها ديانا قبل وفاتها حينما علمت ان نور تخلّت عن ابنتها كليًّا قبلت بالوظيفة التي وكلّت بها وسمحت لقلبها ان يتعلّق بها وكأنها ابنتها ، ولكن الآن شعرت بالخيانة من قبلهم...الحكاية ليست كما روتها ديانا لها....ففي ببداية الأمر سكتت بسبب عدم تقبل نور لأبنتها ولكن الآن هيهات هي من رّبت


وبداخلها مشاعر امومية متفجرة لناحية سندرا نهضت تبكي: هدي بنتي....انتوا كزبتوا علي....

امير كان يستمع...وكذلك مراد الذي بدأ يتساءل كم كذبة امير وديانا كذبوها من اجل ان يسعدوا نور؟!أو يبعدوها عن المخاطر؟!

ماكس للاا يريد منها ان تتصرف بحماقة اكثر تحدث بنبرة عالية: ئلت إلك بكفي حكي

صوفيا كانت تنظر لهم بصمت لعدم فهمها للغتهم ولكل شي أمير اخيرا نطق: ما راح تبعد عنك سندرا

جّنت هنا وبخوف نهضت : البنت بدها أمها....

امير لينهي الحديث وبنبرة واثقة: راح تظل عند امها بس ما راح تبعد عنك كثير

التفت هنا مراد مستحقرا أمير على كل فكرة طرأت عليه
هل ينوي خطة جديدة لينهي فيها قلب تلك المسكينة؟ هل سيفكر بأنانية ليجبرها على البقاء معه بدلًا من الذهاب مع ابيها تحدث بنرفزة: شناوي عليه يا امير؟



تساءل ماكس : شو بتفكر فيه خيي؟

امير نهض وكتف يديه: مافكر في شي
.... ثم تقدم لجولي ,قلبه يرفض ما سيفعله ولكن لا مجال للهروب عليه بالمواجهة لتحقيق العدالة لضميره قال: عارفة ضّيعت إلك شبابك.....وضّيعت مستقبلك....وانا رابطك مع سندرا...وإجا الوئت ياللي اعوضك فيه عن كل شي ...


مراد وماكس صعقوا ماذا سيفعل؟


جولي بعدم فهم : كيف امير

تنهد: انتي خايفة سندرا تبعد عنك وانا اوعدك ما راح تبعد عنك وعشان اثبت لك هالشي .....تتزوجبني؟

ماكس ومراد وجولي في آن واحد وكلمة ذات معنى واحد وصدمة غريبة: اتزوجك؟

مراد وماكس: تتزوجها؟

ما هذا الرابط العجيب؟!

سمعوا طرق الباب وتوجّه ليفتحه ولكن اشار لجولي: فكري منيح

ثم تقدم خطوة للأمام

فتح الباب
....

وفتح الذكريات

....
تغّير
....


وقفته....نظرته.....هيبته......كل شيء فيه زاد حده....زاد ثبات...ارتعب قلبه.....نظر للرجال الواقفين خلفه....يحدقون به وكأنهم ممسكين بلّص
نظروا اليه حتى شعر بقشعريرة..... تّنم عن توتره ....نظرتهم...اشعلت في قلبه ...ندم...خوف على نور.....تردد من ان يجعلهم ان يعبروا للدخول....نظر اليه ابا خالد وكأنه يخبر ان اليوم هم الفائزون....وهو من الخاسرين....شعر بنظرة الإنتصار والتحدي....ارتجفت اطراف جسده واشار :فضلوا....



ماكس اشار لجولي لتدخل مع صوفيا للغرفة المجاورة لغرفة مراد التفت لينظر لكل من ....بوناصر....(يوسف)والد نور....و ناصر...(..غازي)بو خالد....وابا سلطان....ازدرد ريقه.....وحّك ارنبة انفه ....


بقيا ماكس ومراد واقفين بينما أمير جلس وهو يتنفس بعمق.... كان يحاول ان يشتت نظريه عن يوسف.... ولكن تعلّقت عيونهما ببعضها البعض واشعلت النيران في القلوب لا يدري ماذا يقول.....ماذا يفعل؟



تحدث ابا خالد بثقة: بو ناصر .. واشار عليه
ا ليكمل: ابو نورة

واشار على ناصر: اخوها

ثم اشار على بو سلطان: بو سلطان اخونا

امير ما زال يحّدق في يوسف ويوسف يحدق به كاد يوسف يتحدث ويشعل النيران ولكن تذكر وعده لشيخه وزوجته لذلك تمتم بالاستغفار واشاح بوجهه عنه مراد لم تعجبه نبرة ابا خالد وشعر بعدم اتزان امير ولم تخفيه رجفة يده اليمنى لا يدري كيف جاءت له القدرة في النطق واهو يشير لأمير بنفس تلك النبرة التي تحدث بها ابا خالد وكانه يستهزأ : امير....ابو نور

التفت عليه امير وكذلك ماكس واشار لنفسه: طليق نور...مراد...بو رتيل.... انشدت عضلات يوسف بقوة....

ابا سيف اخبره انها تزوجت وطُلّقت...ولديها بنت......شعر بوجع ...رهين بذكريات الماضي

! اشار لماكس : اخونا ماكس
..... ماكس توتر.....وبو خالد فهم حركته وشد على يديه بقوة وناصر ود لو ينهض ويعثو بهم ضربا هنا..

ولكن تحدث ابا سلطان: اظن الكل عارف ليش حنا هنا
امير اخير تحدث ونطق: هون نور

بو سلطان بحكمة : يا ليت تناديها تشوف ابوها وما نطول

... مراد بانزعاج من الأمر كله لا يدري لماذا؟: ليش مستعجلين... قول لصوفيا تضّيف ...خطّارنا يا ماكس...

تنرفز هنا ناصر وتحدث بغضب: ما نبي منكم شي....حنا ما جينا عشان ناكل ولا نشرب....نادوا نورة

بو خالد وضع يده على فخذ ابن أخيه وكانه يقول )اهدأ( بو خالد نظر لناصر ثم لأمير فقال: وينها امير


صدم الجميع: مو مستعدة تشوفك يا يوسف
بو ناصر نطق ببهوت: يعني؟

امير نهض ثم قال: ثواني بس

قلبه غير مطمأن شعر بالانقباض

زفر


ثم توجه للغرفة التي بداخلها نور وابنتها وجلس هنا مراد واضعا رجله اليسرى على اليمنى وماكس ينظر لهم بتوتر وتوجس بينما ابا ناصر وناصر ودوا لو ينهضوا ليقتلوأ مراد ولكن ابا خالد ينظر اليهما وكانه يقول لهما )هدوا ما نبي مشاكل(دخل وقعت عينيه عليها ممده بالقرب من ابنتها تمّسد ع شعرها.....وتقبل كفي يدها بشكل متكرر....تنفس بضيق...لا يدري كيف يقول لها اباكِ في الخارج



ولكن سبقته بقولها: سمعت صوتهم

ثم نهضت من على السرير ...سحبت ابنتها الى منتصفه بلطف...ثم وضعت الغطاء عليها...انحنت وقبل جبينها...ثم نظرت الى وجهه امير وبلا مقدمات همست وعينيها مليئتين بالدموع: بسوي فيني مثل ما سوا هو فيني قبل واحد وعشرين سنة

فهم ما تقصده هز رأسها بلا ...وهو يقترب منها بحذر شديد وخوف من ان تنفعل هزت رأسها بالتأكيد : إلّا .....ماتت ديانا...الحين وش تبي فيني....تبي ترميني عنده... لم يتمهل من ان يطّوق وجهها بيديه....انتابته رجفة ابوية من اعماق قلبه الآن شعر بشعور جولي....خاف من ان تذهب من


يديه....خاف من ان تتنازل عنه مقابل الثمان سنوات...خاف من عنادها... فهي تجيد العناد بكفاءة عالية
تحدث بهمس : لا نور ....لا تقولين هالكلام....انا كل اللي سويته ...ابيك تعرفين الحقيقة وبس


ابتعدت عنه واشارت لبنتها وبنبرة باكية: حقيقة مقرفة يا امير....ابعدتني عن شعور اسمه الأمومة....حقيقة خليتني مجوفة من الداخل.....ومشتته من الخارج....

.... التفتت عليه: كان راح اسامحك امير...بس.....ما قصّرت فيني .....كلكم تفننتوا في عذابي....وتشتيتي...

يشعر بوجع جرحه من جديد ...يشعر انه فقد سيطرته على نفسه ...وخوفه من ان يخسرها احتضنها.....بلا مقدمات....وبلا ردت فعل منها ثم قال : لا تسامحيني...بس لا تتركيني بنتي...اوعديني....


.. بكت بدموع بلا صوت....ارتجف جسدها في حضنه دون ان تبادره هذا الاحتضان.....ابتعدت عنه ودون ان تنظر اليه قالت: ما اوعدك



خفق قلبه بقوة.....هي تشير الى شي آخر....ومزعج......ومخيف....بينما هيا....جلست على طرف السرير ....لتحدّق لأبنتها ... : ناد جولي تجي.....وانا راح اطلع لهم...




هز رأسه بلا وعي وعينيه مليئتين بالدموع خرج سريعا وسقطت الأنظار اليه ليحدقوا بوجهه المحمر تحدث وهو يمسح ع وجهه: راح تجي الحين


ثم دخل الغرفة الأخرى لمناداة جولي هنا ابا سلطان نهض....نور ليست من محارمه...ومن شيمته ....ومعرفته لحدود الله عز وجل نهض...



وهو يقول: بنتظر برا...

مراد بسخرية: ما تبي تشوف بنت اخوك
بو سلطان بحده : انا عمها ....اللي ما يحل عليها...

مراد سبقه قبل أن يخرج ليردف : لغز هذا ؟

ماكس وّد لو يتحدث ليوقف مراد من استفزازه لهمم ولكن قطعه ناصر بغضب: اي لغز


بو خالد رفع صوته قليلًا: اخونا من باب الصداقة.....لو انه ما نعزه ولا يعزنا ما كان جا معنا لهنا....


وبنبرة سخرية: صحيح انتوا ما عندكم صداقة من هالنوع فطبيعي ما تعرف حل لهاللغز...


بو ناصر ليسكت الجميع وعلى خروج بو سلطان قال: لو سمحت مراد اكرمنا بسكوتك......لأنه الوضع ابدا ما يسمح لنا بالأخذ والعطا معك...

مراد سُعد حينما شعر انه استفزازهم هناك شي عالق في ذهنه وخائف منه!
كما انه لا يريد ان يحدث صلح بينهم وبين نور لا يريد من نور الاستسلام والابتعاد من هنا
يريد ان يُصلح الأمور التي حطمّها يريد ان يعوض نور ولو بشيء قليل....يريد أن يسبقهم قبل أن يسبقوه ويبعدوها عن انظاره!


كان سيتحدث ولكن خروج امير وهو يقول لجولي: قولي لها تطلع




هزت جولي رأسها ودخلت لغرفة نور.... نور التفتت على جولي المحمر وجهها، نهضت وفهمت مشاعر جولي....نظرت كيف تفرك يديها بتوتر...ابتسمت بوجه جولي بهدوء رغم انها تشعر بدأت تفقد صبرها وهي تحاول ان تتحلّى بالهدوء والسكينة ..... وضعت كفيها على اكتاف جولي.....
وكانت جولي مطأطأة برأسها ولكن نور رفعت رأسها بطرف ذقنها .... : جولي...ما راح ابعدك عنها......انا مو مثلهم انانية.....


جولي شعرت بهم قليل انزاح عنها ثم اكملت نور: فاهمه شقلت انا؟

هزت جولي رأسها نور بلا مقدمات: ديري بالك عليها لو صار فيني شي......خليك ماسكة بيدها.....



جولي شعرت بالخوف من حديثها ولكن هزت رأسها وفاجأتها نور عندما احتضنتها بقوة .....وهي تتنهّد بصوت مسموع ...حقيقةً نور تريد حضن ....تستمد منه طاقتها لمواجهة يوسف.....ومن معه....ثم ابتعدت ...ودخلت بخطى سريعة للخلاء...محاولةً ان تبعد وجهها عن انظار جولي



لكي لا تقع عينيها على احتقانه اثر كتمانها للدموع من الجريان على خديها.....اقفلت الباب عليها.....نظرت لوجهها ....النغزات مستمرة....وتطّور معها ضيق تنفسها...تشعر بالخوف...ورجليها وقدميها يرجفان.....غسلت وجهها عدّت مرات ستخرج الآن وتراه هل حقا....ستنظر لعينيه....

ولكن كيف تعاتبه؟ ...كيف ستشرح له وجعها؟ كيف تستقبله؟!


نظرت لشكلها المبهدل فقامت اولًا بترتيب شعرها...ربطته بعشوائية ليتدلى على ظهرها.. رتبت بدلتها السوداء....حدّقت في الجينز الأسود الذي ترتديه....كانت ستغيره ولكن سألت نفسها لماذا هي مهتمة لهذا اللقاء؟



نفضت رأسها.....ثم انحنت على مغسلة اليدين...من شّدت اضطرابها شعرت انها ستستفرغ في اي لحظة ولم تـأخذ ثوان عدة حتى بها استفرغت سائل...اعتصر بلعومها.....واستنزف طاقتها...


فتحت الماء وبدأت تكح...وتبكي....بصوت خفيف...غسلت وجهها....وتمضمضت بالماء البارد....اغمضت عينيها بقوة
وهمست بوجع : وينك يمه!
ثم شدّت بيديها على بدلتها لتقاوم شعور اضطراب معدتها اثر التوتر.....عادت ارشحت وجهها ثم خرجت دون أن تنظر لوجهها المحمر
مشت بخطوات مضطربة لناحية جولي ونظرت إليها ثم همست لها برجفه : ديري بالك ع سندرا



... جولي التفتت عليها وانفجعت من احمرار وجهها وارتفاع صدرها وهبوطه ليدل على صعوبة تنفسها نهضت ولكن اشارت لها: انا بخير...جلسي جنبها


ثم توجهت للباب وقفت ووضعت يديها على المقبض اغمضت عينيها تردده في الخروج......مضطربة من لقاء من تركها طيلة هذه السنوات ......همست : يا رب
.
.




بينما يوسف....خائف....من كل شيء....قلبه يرجف.....نفذ صبره...يهز برجليه...يريد ان يشتم رائحتها العطرة...يريد ان يخبرها انه لم يذق العيش بسلام من بعدها....يريد ان يضعها ما بين ثنايا صدره ويخبئها





نفذ صبره ونهض: نورة وينها يا امير؟

ناصر وقف مع ابيه ومسك يده ولكن والده سحب يده منه وهو يتقدم لأمير

ووقف هنا مراد وماكس

كرر بعينين محمرتين :وين بنتي؟!



... شعرت بالخدر هنا.....وزادت رجفتها ...اذا هذا صوت يوسف....هذا وجعها.....هذا عقابها
.
.

بو خالد بخوف: يوسف اهدأ

أمير حقيقة طاقته نفذت لا يريد ان ينظر لوجه يوسف لكي لا يزيد وجع ضميره اكثر ولا يريد أن يوجع قلب نور بهذا اللقاء ولكن هو مجبور ....مجبور على ذلك يريد أن يتخلّص من ذنوبه التي اغرقته واغرقت محبوبته!



اشار لماكس: روح نادها

ودّ مراد لو يعترض طريقه ليوقفه ولكن صوتها وصلهم بعد ان خرجت من الغرفة
خرجت بعد ان شعرت أنّ هناك حرب ستُقام إن تأخرت اكثر....وهي لا تريد حربًا قاتلة بل تريد حرب باردة تكسر الضمائر فيها وتكسر القلوب!
خرجت بعد ان

لبست لباس خفيف من القوة تقدمت وهي تخبأ رجفة يديها في مخبأ الجينز. تحاول أن تتزن في مشيتها ....وتركّز بناظريها على الجميع!!
.
.

تحدثت وهي تنظر للجميع وكأنها تبحث عن شيء ما: شفيكم ....مستعجلين على شوفتي؟

ثم كتّفت يديها ، شعرت بنبضات قلبها تدق دماغها من شّدت وقوة دفع الدم ...تشعر انّ الجدران التصقت مع بعضها البعض لتقتلها باختناق تخافه.....تدور بعينها ببرود...وبداخلها لواهيب من النيران التي قتلت قلبها بنغزاته... اقتربت اكثر من الكنب حاولت ان تبّين هدوئها وهذا امر يتطلب طاقة عظيمة!

يوسف....لم يزحزح نظره عنها.......بعد ان سمع لكنتها......نبرتها......شعر انه سيسقط ع الأرض......


ولكن ناصر تدارك الوضع وامسك ابيه بينما بو خالد اخذ ينظر اليها دون ان يرمش.....وينظر لأخيه خوفا عليه من هذه الصدمة



..... ابيها اخذ يفصل وجهها.....عينيها...رسمتهما السحرية.....حواجبها وتموج طرفهما بانزعاج واضح تحاول ان تخفيه...انفها الشامخ...أرنبته المحمرة أثر البكاء......انتفاخ جفنيها ليدل على نوبة بكاؤها المستمر لساعات طويلة .....



ووجنتيها ...الشاحبتين...وشفتيها التي ترتعشان وتعض عليهما بخفة وتبللهما ليتلونا قليلًا بالورودة.....ارتعشت اطرافه....يا الله....كبرت طفلته....كبرت وأصبحت يافعة .....تقف بشموخ....رغم الانكسارات التي تحاول ان تخفيها ......نظر لشعرها لوهلة...لطوله.....نظر لطول هامتها......وضعف جسدها.....وترددها في التقدم ...خطوة والوقوف عند تلك النقطة ....حدّق من جديد لضعف جسدها وذبوله.....لم يفت عليه رجفتها.....

كبرت هذه ليست طفلته.......وأخذت الكثير من والدتها.....نظرتها......طولها.....

وكيف تخرج امام طليقها وماكس دون حجاب...دون عباء تستر جسدها الضعيف؟
احقا هي ليست نورة كما قالوا له؟
غيرته عليها اخذت تعبث بداخله لتثير غبار الغضب

....ولكن الندم وعذاب الضمير مسيطران عليه اكثر من غضبه لوقوفها امامهم بهذا اللباس

لا يدري كيف قادته رجاله بصعوبة بالغة في الألم والمعاناة
سحب رجله اليمنى ثم اليسرى....وعينيه لم ترمشا بعد ماكس في الواقع خائف على نور للغاية فعزلتها في الغرفة لساعات طويلة والمصحوبة بسهر لم يخلو من البكاء والعتاب ادخل في قلبه خوف عظيم عليها وندم على عدم شجاعته للموافقة على طلبها منه!



مراد كان متشوّق لمعرفة ردت فعلها ما ان يقترب لكي تُعطيه نصف اشارة على ما ينوي فعله


امير تلاشى وأخذت الرجفة تسيطر عليه خائف من ان تبيعه عنادا له


ابا خالد خائف على اخيه من ردت فعلها.....شكلها لا يُطمئن .....هذه ليست ابنتهم ....ليست ابنت الناصي!

بينما ناصر مصعوق وغير قادر على ان يستوعب هذه نورة اخته ...الذي شاركها في اللعب معها وهما طفلان صغيران يشعر انها غريبة ......وبعيدة جدًا من ان تكون اخته!



اقترب يوسف واصبح امامها مباشرة يحدّق بها وكأنه لا يريد ان ينسى ملامح وجهها....وكانه يحفظ دقّة رسمة وجهها.....عينيه تلمعان بالدمع ....يديه ترتجفان....وشفتيه تحاول أن تخرج الكلمات من فاهه!
.
.


شعرت ببرودة اطرافها فجأة...تشعر انفاسها بدأت تُسمع...شعرت بالاختناق....عرفته....هو يوسف...الشخص الذي سرق منها واحد وعشرون سنة.....اشتاقت اليه ، اشتاقت لأحضانه......ولكن....في الآن نفسه شعرت انه ليس يوسف ذاته ....تشعر انه غريب ولا تريده.......لأنه وبكل بساطه.....باعها ....تنازل عنها كيف تستقبله برأيه؟
لا شيء يشجعها على قبوله لا الحقائق
ولا وجوده.....نعم تشتاقه...ولكن تشعر انه غريب....
تشعر انه خائن مثل الجميع.....ومجيئه هنا.....سببًا ليلهب جراحاته فقط
.
.
همّ في احتضانها بيديه المرتجفتين وبشكل سريع افاقت على نفسها و ابتعدت

ثم مشت مبتعدة عنه قائلة بنبرة قاتلة لفؤاده: انت يوسف؟


ابا خالد علم انّ العاصفة الآن ستهب على اخيه برياحها العتية علم انه حان وقت المواجهة والتبرير

ناصر كره ردت فعلها وخفق قلبه لكسر رغبة والده من احتضانها
اما مراد ا ابتسم بسخرية وانزاح من على قلبه ثقل!

وماكس بقي ينظر لهم بشتات

ناصر لم يتحمل السكون والنظرات مشى بالقرب من والده وامسك يده ونظر اليها بحده مردفا: هذا ابوك يا نورة


حدّقت في وجهه بتمعن تريد ان تخمن من يكون ولكن عجزت من ان تعرفه تساءلت بوجع: نورة مين؟
هي بنظرها نورة ....شخص مغاير .....وشخص فريد ....لا يمس نور بصلة.....هي اماتت نورة من داخلها مُنذ العاشرة من سنها او ربما التاسعة!
.
.

امير لم تخفى عليه رجفة ساقيها ومشيها خطوة للوراء بحيرة خائف، من هذا اللقاء المستمر بالتحديق!


بو خالد اقترب هنا وتحدث وهو يقول: يوسف... يوسف ...
كان يريد من أخيه الانسحاب
شعر بالخوف على يوسف من هذا التحديق
ينظر إليها بشوق.....وجسد مهتز...ونفس متسارع
لا يريد حقًّا ان يخسر أخيه
لذلك نداه لينسحبا ولكن

ابا ناصر اقترب منها

به شوق عظيم يدفعه لاحتضانها، يصرخ به لا تفرط بها ولكن كلما اقترب ابتعدت عنه خطوة لتُرضي بها دون قصد قلب مراد!

.
.
.
نور بأفعالها تقسي حتى على نفسها ولكن لا تستطيع ان تفعلها لن تحتضنه ...
هو اللأساسي في عذابها...في كرهها للحياة ربما تغفر للجميع إلّا هو!

لا تستطيع ابدا من ان تجعله يحتضنها مد يده برجاء وضعف: بنتي نورة



تحدثت أخيرًا بصوت مرتجف وهي تهز رأسها بعنف: عظم الله اجرك فيها!

... ابا خالد حدّق بها مطولًّا
كم هي قاسية على يوسف كم هي عديمة للأحاسيس بوقوفها هكذا دون ان تثار مشاعر اشتياق لناحية والدها
هو لا يعلم انها مجتهدة في بذل طاقتها لتقف امامهم على الصورة التي يشاهدونها الآن....


ناصر بحزم: يبه نمشي؟


يوسف مصّر على احتضانها.....على شم رائحتها...على الطبطبة عليها....هي مجروحة واحتضانه لها سيداوي جزء بسيط من هذه الجروح......اقترب....

وهي توقفت عند نقطه لا تستطيع الحراك فيها....بقيت محاصرة....بمخاوفها.....وعدم سيطرتها على الرجفات.....ضخمّت عليها تسارع نبضات قلبها.....وقعت في فخ الذكريات....اخذت تتذكر يوسف....وهي صغيرة.....تتذكر كيف ودّعته...وودّعها بصمت دون احتضان....هل هو نادم انه لم يحتضنها والآن....يريد أن يعوضها عن ذلك الحضن الذي مرّه عليه الدّهر؟!

ابتلعت ريقها...ورمشت عدّت مرات بعد ان فهمت انه لن يتراجع من ان يقتطف من عقلها تلك الذكريات! ....رجفتها بلغت منتهاها ...وقلبها يطلبها الرجاء من ألا تجبره على هذا العذاب



شعرت بغشاوة على عينيها لتنبأها عن قدوم و نزول دموع ثقيله على خديها....شعرت بعدها بدوار...... مفاجأ تحدثت: اي خذ ابوك وامش


ناصر صدم هل عرفته؟ في الواقع لا ولكن هي قالت هكذا على سياق الجملة
يوسف اقترب اكثر وكانه تحت تأثير ابوي مغنطيسي يشدذه إليها...تقدم خطوتين ...واخيرًا انتهى عذابه وبدأ عذابها .....واحتضنها بقوة حتى بها شهقت



شعرت بالخوف....بالضياع.....بالشتات...تشعر بالغرابة .....تشعر انه غريب عليها....يؤلمها احتضانه لها....يوجعها شدها إليه......

واحدة وعشرون سنة من الضياع......من عذاب الضمير....من التخبط والتفكير....في صحة ما قالاه له؟......واحد وعشرون سنة.....من البكاء الصامت بلا دموع......والخوف من الله انه ظالم بحقها.......خدعوه......ولكن هو اخطأ بقراره .....هو اظلمها اكثر منهم......بتخليه عنها.......الآن لن يتخلّى....لن يجعلها تهرب منه.......اشتّم رائحتها....وبكى بصمت.......



بينما هي لا تريد ان يعبث بمشاعرها بزيف مشاعره هو من تخلّى عنها هو من اوجع قلبها هو من اختار مصيرها
لم تستطع ان تبادره هذا الاحتضان....وتهمس له انها اشتاقت له !.....تشعر بمرارة هذا الحضن المتأخر.....حقيقةً شعرت انه يبحث عنها وهي ما بين يديه.....بكاؤه الصامت بجسد يرتجف....ارجف قلبها...ولكن كل شيء اتى متأخرًا وبصورة زرعت في قلبها التذبذب والثقة به وبالجميع
.
.



يوسف....انهار باكيا....انهار مشتاقا...رائحتها لم تتغير.....شعر برجفتها.....كلما شدّ عليها.....شعر..بضعفها وبمحاولة مقاومتها للبكاء
ابا خالد دمعت عينيه وناصر اصبح خلف أبيه تماما يطبطب على ظهره
امير وقع قلبه في الأرض خانته رجليه وسقط على الكنبة منهارا مما هو آتي

مراد ازدرد ريقه لسكون نور في احضان يوسف

ماكس يترقب عاصفتها التي ستكسر كل التوقعات بينما هي.....تشعر بنيران تتآكل بقلبها وبنغزات تزداد كلما شدّ عليها قبضّت على يديها وشدّت عليهما بقوة
وشعر بضيق تنفسها يزداد أيضا

حاولت ان تُعطي نفسها فرصةً لتبادره بهذا الاحتضان ثم تحرقه بابتعادها عنه ولكن لم تستطع...اغمضت عينيها...ودّت لو جاء لها .....وهي في سن الثلاثة عشر سنة على الأقل.......
حقًّا تأخر عليها!
شدّت على عينيها بقوة
شعرت روحها ستخرج من مكانها....ضيّق حضنك يا يسوف عليها ....تقسم انه ضيّق!

....لم تتحمل صرخت ....وهي تبعده عنها :ووووخررررر!



حتى به تراجع للوراء ولكن شده ناصر اليه بصدمة واتزن يوسف في وقفته بينما ناصر لم يتحمل ذل ابيه امام الجميع
شعر بانكسار ابيه....وتنهده .....واحراجه هكذا فجأة على ردّت فعلها

اقترب منها بعد ان تقدم خطوة للأمام والكمها كف قوي ليترك بصمة أصابع يده على خدها الشاحب حتى صدم الجميع بذلك
نور اهتز جسدها......وترنحّت لليمين والشمال ثم استقرت في نقطة اتزانها عقدت حاجبيها منصدمه من كل شيء ليس من هذه اللكمة فقط!

امير وقف هنا ومراد كاد أن يتدخل ولكن ماكس امسك كف يده ليوقف جنون افعاله

ابا خالد صعق وعقد لسانه يوسف بكى بدموع


لا تدري ماذا حدث شعرت انها لا تراهم اغمضت عينيها وشدّت على قبضة يديها....فتحت عينها ببطء ورأتهم بشكل ضبابي...تنفست بصوت مسموع....

ثم هاجت على ناصر تصرخ في وجه :وصل الكف....الحين برا.....اطلع برا

.... ناصر فقد سيطرته على نفسه امسك كتفيها وحركها بعنف للأمام والخلف: ما حنا بطالعين...وبسمعين لأبوي اللي هو ابوك


سحبت نفسها من يديه....صرخت من جديد بانهيار واخذ دخان غضبها يتصاعد لأعلى.....


ذهلت الجميع بقولها: وش بقول؟

وبصرخة اعلى :بقووووول خيانة امك هي من خلتني اتخلّى عنك؟....بقوووووول سامحيني؟


صرخت بصوت اقوى وهي تشير لهم بعشوائية ورجفه :ما راح اسامح احد


اقتربت من يوسف دفعته من كتفه بيد مرتجفة: ماااااا بسامحك لا انت ولا ديانا ولا اااامييييررر


ثم مشت وهي تتخبط لتسير لمراد وبصرخة :ولا انت

... ثم التفتت على يوسف :طلعوا من حياتييي ابي اعيييييش

براحه وضربت ع رأسها بقوة :وطلعوا من هنا

يوسف بكى بدموع: نورة.....


همت بضربه وهي تصرخ ولكن الجدار كان اقرب لها منه فلكمته دون وعي واحدثت بيدها كدمة صغيرة لم تحس بوجعها ابدًا!
صرخت بانفعال جنوني :قلت لك نوووورة مااااتتت من واحد وعسرين سننننننننة....

بو خالد حينما علم انها بدأت تدخل في عولمة الغضب والعتاب اقترب من أخيه :يوسف نمشي ونرجع من جديد لم تهدأ الأمور....

صرخت هنا: لا ترجعون امير

نهض وكان سيقترب منها ولكن ركلت الطاولة التي امامها لتضرب ساقيه بقوة، سمحت لنفسها الآن ان تعود لغضبها وحرقان الاعصاب.....لم تستطع ان تكبح ذاتها لآخر رمق...ما يحدث الآن اكبر مما تظن يريدون منها....التسامح.....العفو.....الاستمرارية في الحياة وكأنّ شيئًا لم يكن أيقعل هذا؟

والخسائر التي خسرتها؟ كيف سيعوضونها بدلًا عنها!

تعلم لا بديل لكل الأشياء التي خسرتها لذلك

صرخت :لا تقرب....

توجع ولكن فهم انها دخلت في نوبة افقدتها عقلها تماما ماكس تذكرها حينما رمت السكين عليه علم انها منهارة بطريقه مشابه فيها لذاك اليوم
وكان متيقن هدوئها لم يكن إلا تمهيدًا لكل عواصفها الآن!


نور احتقن الدم في وجهها صدرها بدأ يرتفع ويهبط بعنف صرخت: كلكم هدمتوا كياني.....وكلكم تحرقوني لقلتوا سامحيني.....ماقدر اسامح ولا واحد فيكم لأنكم ظلمتوني.....
....ووصلتوني ع هالشكلية.....


هذي واشارت لنفسها مشت بترّنح......وهي تحاول التماسك....تحاول إلّا تخضع لشعور يصرخ بإنزالها للأعماق للظلام


نظرت ليوسف....رمشت مرتين.....نظرت لدموعه.....لرجفته.....لعدم قدرته على الحركة والتقدم لناحيتها.....التفتت ونظرت للجميع....وسمعت صوت ابنتها تصرخ تريد ان تخرج لها وهي تكرر من خلف الجدران وباب الغرفة: ماما.....ماما


يوسف طُعن في قلبه تمامًا هذا صوت حفيدته كم هو مؤلم شعوره....شلّا لسانه عن الحديث.....
أي حٍب سقيم سكن في قلبه حتى يوصل به إلى هذه المواصيل والعديد من الخُسران؟


....احب ديانا بل عشقها.... كحب اول.....رغم انه كان متزوج بابنت عمه...ولكن لم يحبها مثلما احب ديانا....لذلك خيانتها....لم تكن هينة وان لم يكن يحبها ....وطء الخيانة لن يختلف عليه...

فهو رجل...يعرف الحلال والحرام...يعرف معنى الغيره....وما فعلته به ديانا اثار غيرته وغضبه .......


وعلم حينها انه استغفل لفترة ليست هيّنة.... طوال الثمان سنوات.....كانت تستغفله...وتخدعه ...و...بعد وقوعه على ذنبها لا يدري ماذا حدث لعقله !....عقله توقف عن التفريق بين القرارات الصائبة والخاطئة والظروف اقفلت على عنقه بشدة....كيف يبرر لها؟


...كيف سييخبرها انه ندم وبشدة....كيف يخفف عنها؟



وصوت ابنتها ....اخذه لعالم آخر....اذا اصبح جد...ابنتها أوّل حفيدة له......مؤلم....ما يدور حوله...ويراه عقاب......... ازدرد ريقه تحدث وهو يجاهد نبرة الألم....ويجاهد نفسه بألا يصرخ اشتياقا قائلًا

(انسي كل شي وتعالي لحضن ابوك يا نورة.....انا وقتها ما كنت ادري وشلون تخلييت عنك....وقتها كنت مجروح يا نورة(.....
كل ما همس به : ندمان يا نورة......وكنت وقتها موجوع....مادري كيف خذت قراري أصلا....

ابتسمت بسخرية وهي ترمش وتتحرك بعشوائية لا تريد الخضوع لشيء هي تخافه!
وتخاف ان يحدث لها للمرة الثالثة!

تحدثت بهذيان غير مرتب : ندمان؟....مهما كان وجعك من ديانا....المفروض ما تركتني



امير بكى بدموع وهو يمسح على وجهه عدت مرات

ماكس كان يراقبها بدقة وعلم انها تحاول السيطرة على رجفتها ولكن لن تسيطر عليها ان طبقت على عنقها لن تسيطر ابد
مراد وقف يحدّق بها ببهوت.....وفي قلبه غصّة وجع عليها....وندم على اتباعه لأخيه...

يوسف اخذ يتفاعل معها ويتقدم لناحيتها وهو منفعل قليلًا بنبرته وشكله حتى ناصر كان سيمسك به ولكن امسك يده الممدودة عمه وهو يهمس له: اتركه

يوسف: كلامك صحيح....يا بنتي....بس انا غلطت ...وقتها...وقررت اقسى قرار علي وعليك......يا نورة....انا انخدعت.....ثمان سنين مخدوع....ثمان سنين....واانا ...


مغفل... امير فهم معاني كلماته ...ديانا خانته من قلبها ....لم تحب يوسف قط....بل تكرهه لأنه سببا في انفصالهما عن بعضهما البعض ....حقا كان يحادثها سرا طيلة الثمان سنوات ....فهو الآخر لم يتنازل عنها كما هي لم تفعل.....فكروا بأنانّية....حتى بهما التقاء بشرط ظلم اشخاص بريئين ....



نور كانت مركزة على صوت ابنتها اكثر مما تسمع صوت والدها ما زالت سندرا على هذه الأثناء من التوتر والتخبط تصرخ تريد ان تخرج من الغرفة وجولي تمنعها تكرر: ماما


همست وهي واقفة كالمخدرة.....تشعر بخدر في اطراف جسدها....تشعر بتوقف حواسها ...تقدمت خطوة للوراء وهي ترمش بطريقة غريبة متكررة....وعشوائية بشكل ملحوظ: بننننتي!!

فجأة انقطعت الأصوات عن مسامعها كليًّا ، واخذت تسمع طنين مزعج ...ومخيف ...


حاولت ان تخطو خطوة اخرى ولكن.....هوت بشكل مفاجأ على الأرض ......كاللوح الساقط مع الرياح القوية....سقطت تحت انظار الجميع الذين توقفوا عن الحركة بسبب صدمتهم.....ارتطام جسدها على الأرض اصدر في فؤاد يوسف الفجعة


مراد بلا وعي صرخ: ياااااربي....


وهذه الكلمة لفتت انظار امير الذي وقف ينظر لنور برجفه وغياب عقلي واضح نظر لمراد وكيف ركض لنور الذي تتحرك بعشوائية ع الأرض .....وتأن بأنين مسموع على مسامع الكل....والدم يخرج من فمها بغزارة!



ماكس في الواقع ركض قبل امير سحب الشال من على عنقه...ووضع طرفه في فمها وكانت شادة جدا اسنانها التي تعض ع طرف لسانها ....استطاع ان يدخله ليوقفها من العض على لسانها ناصر نظر لابيه المفجوع جاثلًا على



ركبتيه يحاول التحدث ولكن اختفى صوته تحدث بصدمة: يبه
بو خالد هرع لأخيه: يوسف
يوسف ضاق الكون عليه همس
: بنتتتتتتتتتي



ماكس صرخ في وجه مراد حينما وضع يده تحت رقبتها والأخرى تحت ساقيها لحملها: لا راح تأذيها


ابا سلطان سمع الصراخ، سمع همهماتهم وحركتهم المستمرة كان سيدخل ولكن توقف لآخر لحظة وهو متوتر للغاية


بينما مراد تركها ونظر اليه ماكس بحده: اطلب الإسعاف

ثم انحنى على نور قليلًا ومسح على شعرها تحدث بخوف واضطراب: نوى اهدي.....اهدي.....انتي بخير...كل شي بخير...انا موافق....موافق نور...على طلبك...بس بليييز اهدي......لا تششدي ع نفسك......لا تشدي.....


مسح على خدها بلطف تحت انظارهم المتلاشية اثر الصدمة


ثم قال:راح نعيش سوا.....سندرا....معنا......ماراح اعمل فيكي...متلهم....اوعدك...


مراد غضب.....ماذا يقول؟ هل يعني انه يريدها....يريدها لنفسه؟...يتزوجها


بينما امير هز رأسه بلا
بلا معنى! معنى لم يتقدم لناحيتها....ولم يتحرك.....كان في غاية صدمته .....وذعره من أنّ الموت الآن يتخطف أنفاسها وبصرها...

والدها يحدق بها دون ان يرمش البقية خائفون متى ستنتهي هذه النوبة؟

وضع ماكس يده على كفها بعد ان بسطتها بشكل جزئي ثم همس : كل شي بخير نور.....لا تخافي....ما فيه شي يخوف

مرّت دقيقة وهي على هذا الحال ثم توقف جسدها عن الأرتعاش فاقترب هنا يوسف يريد ان يلمسها ويتأكد من بقاؤها على هذه الحياة!

ولكن ماكس تحدث دون ان ينظر اليه: بليز بعّد عنها.....محتاجه هواء


ثم اخذ يحدثها : نور تسمعيني؟

كان صدرها يهبط ويرتفع بقوة منحرها وجبيينها يتصببان عرقا......ما زالت تأن وهي شادة على عينيها بقوة....تشعر انها في عالم آخر....عالم ....مخيف....يخنقها...ويطبّق على جسدها ليعتصرها ويوقف مقاومتها ألاإرادية

ماكس نظر لمراد: اتصلت بالإسعاف؟

لم يجيبه بل تفحصه بحقد وغضب....وهو يشد على قبضة يده....هز رأسه بلا دون ان يرمش فانحنى ماكس بشكل سريع حملها ثم خرج وخرج يوسف وناصر وابا خالد معه وبقي امير مصعوق وملذوع مما حدث بينما....مراد ...مسح على رأسه.....وهو يشتم ويسب... ثم تبعهم

أبا سلطان ذهل مما رآه...تساءل ماذا حدث ....ولكن تحدث أبا خالد: اركب السيارة واتصل على سلطان!
.
.
.
.
.
قراءة ممتعة للجميع



تحياتي


شتات الكون





 

رد مع اقتباس