عرض مشاركة واحدة
قديم 06-27-2020, 06:56 PM   #39
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت الثلاثون






.
.
.
قبل ما ندخل في البارت راح أنبّه على شيء يمكن حقيقي غفلت عنه!
*علاقة شيخة ببندر*
اولًا
انا لست من ممن يؤدي هذا النّوع من العلاقات
علاقات محرمة وهذا الأمر مفروض منه!

ولها توابع وعقوبات دنياوية وأخروية
وإن كان بندر حقًّا قاصد الزواج بها
ليس من حقّه ابدًا ان يحادثها في الخفاء

فأنا كما ذكرت ببداية الرواية
ليست ممن يزيّن الحرام
ولكن حاولت أن اتطرق لهذا الموضوع دون ان اخوض فيه بشكل متوسع......لأسباب كُثر!
فشخصيات روايتي ليسوا منزهّين عن الأخطاء
وإن لم اوضّح عقوبة هذا الأمر لا يعني انني اشجّع واحث عليه
يمكن طريقة كتابتي عنهم ربما يراها البعض تُشجّع على مثل هذه العلاقات
وتزيّنه للمراهقات ولكن حقيقةً
انا اخطأ وأصيب فيما اكتب
وواقعيًّا انا ضد هذه العلاقات التي حرمها الله عزوجل
فأحببت انوّه على امرهما
وإن كانت نهاية الامر في روايتي مغاير لِم نسمعه وهذا ربما يحدث بنسبة ضئيلة
هذا لا يُعني في الواقع انها دومًا ما تكون بنتيجة كما أنا كتبتها هنا......ولكن حقًّا لا اريد ان اتطرق للخوض فيها من منحنى آخر انا قادرة على الخوض فيه ولكن اعلم انّ الامر سيطول.....وربما موازين الاحداث ستتغيّر....ولكن حقًّا لا اريد ان اخوض فيه بشكل مفصّل!
فالأمر سيكون مشابه قليلًا لروايتي السابقة
(لجّة الذكريات )
ولكن على منحنيات ومسميات ونوايا أخرى ...ولكن سيبقى الأمر تقليديًا ان فعلت هكذا
لذلك لن اسهب فيه!

وأنا حينما تطرقت بها لا اقصد الامتثال بها
فالحلال بيّن والحرام بيّن
ولكن كما ذكرت
بقدر ما اوتيت من جهد وطاقة حاولت ان انسج أحداث وشخصيات قريبة من الواقع دون مثالية او مبالغة في التنزيه!
فأرجو ألا يقتدي بهما أحد ....فمثل هذه العلاقات محرمة
ولا ترضي الله عزوجل

(اللهم بلغت اللهم فاشهد)

.
.
.
.
الظروف تُجبر الإنسان في بعض الحين على ارتكاب الحماقات!
وهذا لا يُعني انه بريء مما يفعله
فالله عزوّجل جعل لنا عقل لنتفقه به
وقلب لندرك به مشاعرنا
ولكن ردود الأفعال تنقسم من خلال الإنسان المؤمن
والانسان العجول
والانسان الضعيف
والانسان المشكك
والانسان الناكر
والانسان الشقي

ردود أفعال قد تمتاز بالعقلانية والثبات والصبر
والأخرى بالتعجّل والإنكار وكذلك الشكوك

ليس من السهل أن يكون الإنسان مثاليًّا
ولكن ليس من الصعب ان يكون راضيًّا بكل ما يحدث له
إن كان يؤمن بالله وبالقدر خيره وشره!

.
.
.
النفوس الضعيفة مع كل هبّة ريح وأخرى تهتز، تريد من يشد بها لتشد به وتتشبّث لتنعم بالراحة
تريد من ينجّيها من هفوات الخوف والضعف والأنانية من الغرق لتجاهل أمور عدّة
.
.
.
بينما هي
يضيق بها تنفسها، لم ترحمها ذاكرتها في تذكر كل شيء باتت صور أهلها تتدفق عليها بشكل مخيف
جدها وحنقه عليها جدتها وغضبها اللا مبرر له تسمع أصواتهم المتداخلة مضى من عمرها واحد وعشرون سنة من الضياع
ادركت كل شيء الآن
هي ضائعة مُنذ الثامنة من عمرها
وجه يوسف ذكّرها بالكثير من الأشياء
كُره بعض الأشخاص من حولها آنذاك
تملل بعض الافراد منها........شعرت رغم انّ والدها قريب إلا انه بعيد...لم يحميها بشكل مثالي.....حتى به تنازل عنها بسهولة لتنمسح من ذاكرتها الثمان سنوات التي مضتها معه فراقهما لم يكن فقط ثلاثة عشر بل واحد وعشرون سنة !
بتخليه عنها محت الثمان سنوات.....محت فضائله عليها....امير لم يقصّر ابدًا في جعلها تكره....هي كرهته وكرهت نفسها والجميع ولكن حقًا هو احّب ديانا بشكل كبير بشكل اعمى عينيه عنها لتخلّيه عن زوجته....أولاده في وقتها.....حتى به تخلّى عنها هي دون أن يُدرك.......وبلقاؤه هذا ادركت حقًّا انّ الفراق بينهما لم يكن إلا واحد وعشرون سنة ليست ثلاثة عشر سنة فقط!


كانت واقعيًّا تصرخ تُريد النجاة ولكن لا توجد موجات صوتية تصطدم بجزيئات الهواء لتترجم لنا عمّ تقوله تريد النجاة من جميع الذكريات والمخاوف!

تشعر بالخدر....بالانهماك....بالغوص في وحل لزج.......منصتة لأسئلة الدكتور بل هادئة وكأنها تستمع إليه ...ولكن تشعر انها فاقدة لحواسها في الواقع....

سمعت انه يسأل بشكل فوضاوي!
هل تلقيتِ إحدى التهديدات او التحذيرات قبل النوبة؟

ما هو شعورك بعد انتهاء النوبة؟

حاولت ان تُجيبه ولكن لم تستطع
لذلك بدوا
بإجراء الفحوصات الطبية البحتة
فحوصات الدم كفحص السكري
للتعرف على نسبة مستوى الدم في السكر لتحديد ما إن كان هو سببًا رئيسيًا لحدوث النوبة
كما انها خضعت لفحص الدماغ واخذ صور تفصيلية بالتصوير الرنين المغناطسي
لا تدري كم مضى من الوقت وهي تخضع لهذه الفحوصات التي اتعبتها؟

ولكن بعد مرور ما يقارب الثلاث ساعات ونصف!
وصل الطبيب للنتيجة
التي أكدّ فيها انّ نور تُعاني من صرع نفسي
من نوع نوبات الصرع الانفصالية
والتي تحدث دون وعي ، وتجعلها غير قادرة على السيطرة على هذه النوبة ولا تستطيع حتى التحّرك من مكانها !
ومن مسببات هذا النوع من الصرع
حالات الاضطراب القلق العام
والاضطرابات والصدمات العاطفية
وكذلك اضطرابات ما بعد الصدمة
والكثير من المسببات ولكن ذكرت اوّل المسببات التي أدّت لتدهور حالة نور هنا فقط!
.
.
.

الجميع ذُهل....يوسف ....الآن استوعب معاناة ابنته.....الآن ادرك انها فارقته مُنذ زمن طويل......الآن يستطيع ان يثبت انه فاقدها حقًّا مُنذ واحد وعشرون سنة ليست ثلاثة عشر.....

حُبه لديانا.....اوقع به في الفخ....جعله كالقريب البعيد.....جعله يتوجّع بعُمق.......ينفث على جراحته رذاذ مالح ليلتهب.....تخلّى عنها.....مُنذ تلك اللحظة....ومحى من ذاكرته حبها...وتناسى بذاكرته الثمان السنوات ليحظى بعدها براحة مؤقته .....ليعوّض به ويستعيد طمأنينة منزله!

ولكن خسر.....خسر قطعة كبيرة من قلبه.......لم يخسر نورة فقط.......بل خسر كيانه بعدها.....لم يتحمّل.....حينما سلطان ترجم لهما على حده ما قال الطبيب.....خرّ جالسًا على الأرض بقلة حيلة......

لا يستطيع ان يتصوّر ما عانتهُ، لا يستطيع ان يبرر لها تخليه عنها أكثر من هكذا فطاقتهُ نفذت وهي من الواضح لن تتحمل المزيد منه!
النوافذ والأبواب أصبحت مؤصدة في وجهه
جلس أبا خالد امامه أخيه
وشدّ ازره أبا سلطان
وناصر كان ما بين التصديق وعدم التصديق
تحدث سلطان
بعد ان رأى خوف الجميع
حاول ان يخفف عنهم: عمي.....هالشي ما هوب خطر....اذكر الله.....

وإن لم يكن خطرًا، ابنته ليست بعيدة عن الخطورة ابدًا!
رفع يوسف رأسه وسقطت انظاره على أمير الجالس على الكرسي
كان منحني للأمام واضعًا كفي يديه على رأسه ويهز بجسده كالبندول.....بعينين محمرتين ودموع عالقة في محجره
بينما ماكس كان بجانبه يطبطب على ظهره ويخفف عنه
وطليقها ذو النظرات الحادة والتي تمزّق بنظرها ماكس كانت تخنقه
لم يتوانى في النهوض بشكل مفاجأ وسريع
حتى به انقض كالأسد الجائع على فريسته
يشعر بالاختناق
هذا هو الخائن
هذا هو الشيطان
ألا لعنة الله على الظالمين
ماذا يقول؟
اكثر من هكذا كان يلعنه رغم انه يعلم حكم اللعن ولكن خرج عن طوره ....خرج عن مثاليته .....و
اخذ يشتمه تنازل عن بعضًا من مبادئه وحتى اخلاقه
ليشتمه وينعته بأبشع الألفاظ والنعوت
طبّق بيديه على عنق أمير
اخذ يهزه يمين ويسار
يشده إليه للأمام
يصرخ بكل ما أتي من قوة: ضيييييييييييييعت لي بنتتتتتتتتتتتتتتتتتي.......ضيعتوها الله يضيّعكم.....دمرتها يا الحقيييييييييييييير....دمرتها انت وامها....

ناصر خشي على ابيه .....شدّه من جانبه الأيمن ليبعده وسلطان من الخلف....وابا سلطان يشد على يده اليسار وابا خالد
يكرر: اتركه عنك لا تبلي نفسك فيه....

مراد تدّخل واخذ يحاول ان يبعد أمير عن الموت وماكس يحاول ان يبعد يدي أبا ناصر
ولكن يوسف....لم يتحمل ان يتقبّل انّ نورة مرت فيما هو يكره ويبغضه.......ومن الواضح انها فعلت الكثير من الأمور التي لا يحبذه مجتمعه ....ويخالف العادات والتقاليد....وخارج عن المعتقدات الدينية الصحيحة!

شكلها.....وقوفها.....خوفها....تذبذبها....والآن مرضها.....جعلاه يجن...ويستنتج خيوط كثيرة وإن لم تكن صحيحة!.....تجعله يشد بيديه ويلفها على عنق أمير......يريد ان ينتقم لنفسه...ولأبنته....

ناصر عندما رأى وجه أمير يتلوّن بالحمرة.....وبالزرقة قليلًا......خشي هنا من ان يفقد ابيه للأبد!

ارتفع مستوى الأدرنالين في جسده كله......حتى به سحب ابيه بقوة .....جعلت من يمسكوه...يترنحوا بعيدًا عنه....
وناصر بشكل لا ارادي ثبّت والده على الجدار
وتحدث بصوت مرتفع
: يبببببببببببببببببببببببببه لا تنساااااااانا..........لا تنسى عندك ............ناااااااااااصر....سعوووووووود....ششششي خة........لا تنسى........لا ضيّعنا معك ييييييييييييييبه.....تكفى....يبببببببببببببه تكفى........يكفي اللي صار لنا.....يكفي.......

سلطان تنفّس بقوة واخذ صدره يهبط ويرتفع بخوف
بينما أخيه اخذ يحدق في وجه يوسف الذي يتخطّفه الوجع، وينظر لناصر بعينين مفجوعتين
بينما أمير سقط على الأرض متعب من آلام الرصاصتين التي كادت ان تُصاب قلبه مباشرة
ومُتعب من خبر مرض نور الجديد عليه والمؤلم لقلبه

شعر انه يحتضر ليس بسبب قبضة يوسف
لا من نفسه
من انانيّته وبشاعة ما فعله بتلك المسكينة من أجل ان يحضا بحبه!
لم يتحمّل هذا الضغط الناتج من تفكيره، وألم اختناقه بسبب قبضة يدي يوسف....وألم جرحه العميق يمزّق صدره
دارت عيناه للأعلى
واستسلم للظلام
كان عن يمينه ماكس وعن يساره مراد
عندما عاد بجسده للوراء
امسكا به في الآن نفسه
وتحدث ماكس بذعر: أأأأأأأأأأمير.....
سلطان خشي من انه فارق الحياة ومسح على رأسه بخوف
مراد نهض راكضًا لمناداة الطبيب
اما يوسف لم يرمش ابدًا كان يحدّق في أمير
وحديث ابنه ناصر يتردد في عقله......
أتوا الممرضات والطبيب مع النقّالة حملوه عليها كلمح البصر واختطفوه عن انظارهم لغرفة الطوارئ


أبا خالد اقترب من أخيه...شعر بالورطة : يوسف....
أبا ناصر بتعب وبهمس: مابي اسمع شي......مابي......

أبا سلطان تحدث بجدية: يوسف...لازم تمسك اعصابك ونفسك....عارف الوضع صعب عليك ....بس تكفى ما نبي مشاكل...مانبي نخسرك......اذكر الله ....قول لا إله إلا الله....
سلطان ذهب لناحية ناصر ليهمس: ناصر اهدأ بعد انت الثاني.....اذكر ربك.....
ناصر تمتم بالاستغفار
بينما يوسف نظر لأبا سلطان تحدث بغضب: تبوني اهدأ.....واجلس اطالع فيه ببرود.......هذا اللي فرّق بيني وبين بنتي...هذا اللي وصلها لهالمواصيل....

بو خالد ليهدئه: كلنا نعرف هالشي...بس عمر الأمور ما نحلت بهالاسلوب...

بو ناصر صرخ منهارًا هنا: تطلبون مني الشي الصعبببببببببببب.....بنتي ضاعت من يديني........مادري وش لاقت وش شافت في دنيتها عشان توصل لهالمواصيل.........تبوني اهدأ واصفق له .......واقوله كفو قدرت علي....قدرت تبعدني عن الأم والبنت .....قدرت تلعب براسي ...مثل ابللللللللللللللليس...

ناصر رق قلبه هنا فقال: يبه تكفى.....اهدا......الزم ما علينا صحتك......نورة ما راح يصير فيها شي بإذن الله.....

أبا ناصر ابتسم بسخرية : خايفين علي اموت.......

حدّق بهم وبحيرتهم
اكمل: ليتني مت ولا شفت العتب والقهر اللي بعيونها ليتني مت ولا شفت هاليوم ......اللي كسر ظهري.....

سلطان تنفس بعمق
بينما أبا خالد تحدث: يوسف ......اذكر ربك.....وقول الحمد لله على كل حال.......وقوم نروح الشقة ترتاح اشوي....

أبا ناصر: اذا انتوا تعبتوا روحوا......انا بجلس...هنا....

أبا سلطان بتدخل سريع: يوسف......امش معنا ولا تعاند......انت تعبان...والاوضاع مشربكة......امش.....ارتاح....

ناصر بتأييد: صدق يبه .....نمشي واوعدك نرجع هنا بعد على الأقل ثلاث ساعات...
بو ناصر بعند: ما راح اتحرك من هنا قبل لا شوف بنيتي.....
ناصر بتنهد: يييييبه.....
أبا خالد هز رأسه لناصر بمعنى لا تكثر الحديث عليه ....
ثم تمتم بالاستغفار وحدّق لأخيه مطولًّا
وهو يحمل بنظراته معاني الأسى الثقيل!
.
.
.
.
.
في اليوم الذي فارقت روحها الحياة!
في اليوم الذي فتحت عيناها فيه لتجد نفسها في شقة طارق
ادركت انّ والدها حقًّا عاد للكويت
ادركت جزء بسيط من ليلة أمس
شعرت وكأنها بين الواعي واللاواعي حينما دخلت الشقة هنا معه
كانت متعبة
تُهذي بكلمات وعبارات
تمتم بها
وتكرر رجاؤها ببقاء والدها مشاري
كل ما تتذكره بشكل واضح وصريح
صوت طارق وهو يرتّل القرآن....

بينما طارق......احب ان ينقلها إلى شقته ...فبقاؤها في المستشفى لن يزيد امرها إلا سوءًا هي لا تعاني جسديًّا بل نفسيًّا اخرجها من هناك على مسؤوليته وهي في جزء بسيط من الواعي بسبب المهدئات التي احقنوها بها
لم تغط عينه ولم يغفي طيلة الليل...كان ....يراقبها عن بعد وعن قرب في الآن نفسه
حينما سكنت عن الهذيان والتخبّط نام....نام على جانبه الأيمن وهو جالس ومُسند نفسه على خشبة السرير الجانبية!
كان رأسه متكأ على يده الممدودة .....ورجلاه مثنيتان.....لا يشعر بالراحة ولكن من التعب والإرهاق نام!

.
.
التفتت عليه وهي تنقلب على جانبها الأيسر
وسقطت عيناها عليه
شهقت بخفة هنا وعندما ادركت من يكون شدّت على اللحاف على جسدها رغم انّ طارق لم يزيح من على جسدها الجاكيت كان الجاكيت مطبقا على جسدها تماما
ولكن شعرت بالعري أمامه!
لا تدري هُناك شعور مخيف يدفعها للإبتعاد عنه....شعور ينبض من قلبها وتلفظه من فمها بدم خاثر اسود ومّر!
تشعر انها تنظر إليه بنفس النظر التي نظرت بها إلى ادوارد حينما يقترب منها...حينما يتفحّصها....ويتغزل بجمالها....
اغمضت عينيها بقوة .....وتذكرت حينما يقترب.....ليلهب مشاعر الخوف...مشاعر الكره...مشاعر تمني الموت...ويبتعد بعد ان يتخطّف أنفاسها كالموت الذي لا مفر منه.....
ارتعش جسدها على هذه الذكرى .....وشعرت بالغثيان والخوف....
شدّت على اللحاف....واثنت ساقيها اكثر لتصطدم ركبتيها وتلتصقان في بطنها ....
ازدردت ريقها......تمنّت لو لم تصر على هذا الابتعاث...تمنّت لو بقيت عند خالتها سعاد بدلًا من كل هذا العناء......
شعرت انّ روحها سُلبت من هذا الجسد وعرّتهُ تمامًا...
ازدردت ريقها ثم ابتعدت وهي تزحف بجسدها خطوات بطيئة للوراء....شعرت بالوجع بسبب جرحها الذي تسببه لها ادوارد توقفت عن الزحف ....ثم أبعدت اللحاف ونهضت ببطء....لتتجّه للخلاء

مشت وهي تعكز قليلًا اقترب من الباب ثم فتحته واغلقته
ومع صوت اصطكاك الباب فز طارق فزعًا وهو ينظر لمكانها
: إيلاف!
عقد حاجبيه عندما لم يجدها وادرك انها دخلت للخلاء....
تحرك ثم شعر بشد عضلي في رقبته حرّك رقبته ببطء شديد ثم نهض ووقف على رجليه وهو يشعر انّ جسده كله يؤلمه.....ويشعر بتنمّل رجله اليُمنى بشكل كبير...شعر انه سيسقط ولكن توقف وزم شفتيه من شدّت الألم.....ربما كل خلايا جسده بدأت بالشد والضغط اكثر واكثر كلما تحرّك...
بلل شفتيه ثم تنفس بهدوء...واقترب من الباب وهو يعرج قليلًا...
طرق الباب بلطف: ايلاف.....
.
.
.
اين ايلاف؟
.
.
.
امام المرآة....تقف كالمجنونة تحدّق بنفسها للآثار المثيرة لإشمئزازها......وعينيها مليئتين بالدموع.....كانت تتدرّج بالنظر من فوق إلى الأسفل......تتحسس بيدها اطراف شعرها الذي اضطرت إلى قصّه لتسويته......بعد ان قصه ادوارد بشكل عشوائي.....وضعت يدها على الجرح القريب من شفتها....نزلت يدها على عنقها لتصاب برجفة شديدة الارتباك والتي تنم عن ذكرى لهذا الأثر الذي اعدم اتزانها.....ازاحت جزء بسيط من بدلتها لتكشف عن اسفل عنقها .......لم تتحمّل اهتّز جسدها وبكت......تشوّهت....تبدّلت إلى اثار مقرفة.......انزلت يدها على رجلها.....المجروحة.....شعرت بالوجع...حينما شدّت على ساقها بقوة.....وكادت تسقط ولكن شدّت بسرعة بيدها على مغسلة اليدين وانحنت عليها....اغمضت عينيها بقوة.....

ادوارد لم يأخذ عذريتها ولكن اخذ جسدها وروحها بعنف!
كرهت نفسها....كرهت كل شيء......شعرت بموجة باردة تلتهم عظام صدرها العاري......اخذت ترتجف كالعصفور ....وبدأت رجلاها .....تهتزان بلا توقف....كعود ضعيف ينتظر اللحظة المناسبة لينحني وينكسر .......

شدّت بقوة اكبر لتتمسك بطرف المغسلة .....ورفعت جزء بسيط من رأسها لتنظر لوجهها وشعرت بالدوار

تُريد حصة الآن ....تريد والدتها التي ربتها .....واغدقت عليها بالحنان الكثير في صغرها .....تريد تلك الأيادي الحانة لتطبطب عليها...وتلتهمها في احتضان اموّي عميق لتهدأ أنفاسها الخائفة...تريد ان تسمع صوتها....تريد ان تشتم رائحتها ليهدأ هذا الذعر الذي يسكن بداخلها......

واشتعل فؤادها بالحسرة.......إن بقيت معه ستظلمه....ستلهب نفسها ....وتحرقه .....هو يستحق الأفضل......يستحق الأجمل.....
تشعر انها اقل بكثير مما كانت عليه قبل .....ايادي ادوارد لوّثتها...ولا تريد ان تلوّث طارق.....ذلك الرجل الذي احبّها بصدق وأصبحت الآن تخافهّ!

تظن انها ستظلمه ......وتخشى من ان تكون أنانية حينما تقبل بأن تبقى معه للأبد!

هي لا تدري هذه الآلام والآثار....والمعاناة النفسية بسببه
لو علمت لربما قالت يستحق ان ترتبط به كعقاب أبدي!

اخذ يتسارع نفسها.....وطارق اخذ يخاف من ان تفعل شيء بنفسها

فكرر الطرق بلطف وهو يقول: ايلاف...انتي بخير؟
.

لا
.
.

ليست بخير.....تحتاج من الوقت الكثير لتتجاوز فيه هذه الغربة...غربة المكان...وغربة الجسد الجديد!

هي استسلمت ...تريد العودة للبلاد ...لتنسى كل شيء........وستتقبل بُعد والدها عنها رغم المسافات القصيرة التي تجمعهما!

تريد ان تشتم هواء الكويت....وتريد ان تعفّر خدها بترابها لتخفف عن اوجاعها المثقلة بالآثار والتي قَسمت ان تبقى معها كذكرى أزلية تسلب وتتخطف أنفاسها !

ارشحت وجهها بديها المرتجفتين لعلّى تطفي هذه النيران التي تشتعل بداخلها....وسريعًا ما شهقت حينما لامس الماء البارد وجهها
ثم

كحّت بعمق....التهب حلقها من الهواء الذي تستنشقه من فمها بدلًا من انفها ......التهب قلبها من الخوف الذي تسرّع نبضاته....توقّف عقلها تماما عند تلك اللحظة التي تعصف بها .....وتركت اثارًا كثيرة .......

ارشحت مرةً أخرى وجهها بالماء البارد ولكن بكميّة اكبر
وشهقت من جديد.........حتى تبلل شعرها والتصق بوجهها........نظرت لوجهها......كانت تتمنى لو تراه بلا اثار لتلك الجروح الصغيرة........كانت تتمنى تلك القطرات الساقطة التي تنساب على عنقها وتمتد إلى اسفل صدرها تمر مر السلام دون ان تختلط بتلك الاثار التي توجعها.....شدّت على اسنانها وضربت على قلبها بقبضة يدها اليُمنى....

هل أصبحت رخيصة؟
هل أصبحت بِلا شرف؟

اسألة كثيرة توجعها.......والأهم....كيف استطاع والدها التماسك حينما علم بكل شيء؟

ولماذا مرر الأمر بسلام وبتزويجها لطارق ثم ذهب للكويت!

الآن عادت لوعيها....عادت للربط والتحليل...عادت للواقع المرير...
ألي هذه الدرجة والديها لا يردانها؟
حتى بههما تنازلا عنها لطارق!

ام فعل والدها هذا الامر سريعًا من اجل ان يحمي سمعة العائلة؟
حقًّا طارق فرصة ذهبية لا يفرّط بها في هذه الأوضاع....
غضبت ببكاء....بلا صوت.....اخذت تتعمّق بالتحليل ....لتزداد نبضات قلبها وتكره نفسها اكثر
هل هي حَمل لا يُطاق؟
هل هي لا شيء بالنسبة لهما؟
(آه)
خرجت من فاهها بعد ان شدت على ساقها بقوة لرجلها المجروحة......

.
.
.
طارق اخذ يمسح على شعره......يبلل شفتيه بتوتر....متردد من ان يشد على قبضة الباب...اغمض عينيه ليعد من الواحد إلى العشرة بعد مناداتها
للدخول
قال: ايلااااااااااف....
.
.
.
ابتعدت عن المغسلة وتخبطت خطوتين للوراء ولكن لم تسقط شدّت على نفسها على الرجل ذاتها المصابة وعقدت حاجبيها واخذت تتأوّه بصوت اشبه للهمس......ثم انحنت على الجدار......واخذت تتنفّس بعمق شديد....

كل شيء فيها ملتهب....
وذاكرتها ملتهبة بذكرى إدوارد....

بللت شفتيها.....تكرار طارق لاسمها ينرفز خلاياها .......ويقشعر جسدها......لم تقم بتعديل بدلتها...ولم ترتدي الجاكيت التي خلعته ورمته في البانيو ......فكرها كان مشتت.....عقلها راكز ومتمركز في التحليل فقط.....
فتحت الباب...
.
.
.
سقطت انظاره عليها.....ازدرد ريقه....من منظرها وكأنها خارجة من حرب ضروس!

عينيين تحدقّان للفراغ....وجهه مخطوف تزيّنه قطرات ماء باردة تنساب من عليه لتسقط بكل هدوء على صدرها العاري الذي يرتفع ويهبط بشهيق وزفير موجع ....نظر لشعرها القصير وإلى الخصلات الكثيفة الملتصقة على خديها.....المصفرين.......


شعر انها ليست بوعيها......خشي من ان يقترب ويحرق المكان بغضب منها.....

مشت وهي تعكز.....وتزم شفتيها بوجع....تقدمت للأمام...تريد ان تمر من جانبيه الايسر....ولكن لم تتحمّل رجلها مستشيطه بالألم.....انحنت قليلًا وشدّت عليها اكثر ثم حاولت ان تخطو خطوتها...

وكادت تسقط بمثل حركتها وهي في الخلاء
ولكن خوف طارق جعله يقترب منها ويطوّق جسدها بيديه
لتصبح بعد ذلك في احضانه!
.
.
لم تستوعب هذا الحضن.....بل هذا الاحتضان....هذا القرب...هذه الأنفاس الخائفة...والنظرات المتفحصّة التي تدّل على شدّت حرصه وحبّه لها.......عقلها حقًّا ليس مع ما يحدث ويعصف بطارق.....

طارق الذي ينظر إليها بأسى ...وبندم شديد ....ينظر لها بحب...وخوف عميق.....ينظر إلى نظراتها الضائعة وهو يحاول ان يدلّها على طريقه بنظراته المترددة.....شدّ على خاصرتها ليقربها إليه .....ويمشي بها بخطوات هادئة لناحية السرير...اجلسها.....
وإلى الآن لم يرى أي ردت فعل على فعلته...
كانت تفكر بحصة
ومشاري.....
ببعثتها.....بما حدث....
وحينما اتجّه التفكير لناحية طارق
حدّقت به
وخشي منها من ان تنهار....ان تصرخ....وتوبّخه على قربه .....
ولكن لم تفعل.....بللت شفتيها....وشتت ناظريها عنه....
حكّت جبينها...وكأنها وعت من جديد على نفسها...انزلت يديها لناحية بدلتها...واخذت تغلق
ازرارها....بسرعة.....
حاولت النهوض...
ولكن اقترب منها : ريحي...ريلج.....لا تتركّين عليها وايد.....
نظرت إليه بللت شفتيها ....اخذت عينيها الجوزاء تضيقان بمحاولة درأ الدموع من الانسياب على خديها...
تحدثت بوجع: ما يحبوني صح؟

لم يفهم سؤالها ....ولم يستوعبه عقد حاجبيه....
ايلاف اقتربت منه قليلًا لتضيّق عليه الحركة : امي ابوي.......الكل....

فهم الآن تحدث بهدوء: شالحجي ايلاف؟

نزلت دموعها اخيرًا: لو يحبوني ما تركوني أهنيه بعد كل اللي صار لي......

اقترب هو الآخر وطوّق وجهها : ما تركوج لحالج....انا أهنيه....

غاصت في وجع آخر وعالم آخر: مو أهنيه مربط الفرس....ما يبوني ولحوني(رموني) عليك .......
طارق ازدرد ريقه
خشي من امر الجميع يخشاه!: ايلاف......
ايلاف أبعدت وجهها عنه وانسحبت للوراء قليلًا: شافوك فرصة عشان يسترون علي.....

طارق شدّ على كفيها: لا قولين هالحجي.....ايلاف...اهلج لو ما يحبونج...ما كان جا ابوج لج......ما كـ...
قاطعته بغضة وصوت بالكاد يخرج من فاهها: جا يستر على شرف العيلة وراح....لم زوجني لك......

طارق سكت لوهلة .....إلى أي تفكير ذهب عقلها به
: انتي اشرف من الشرف...لا قولين على نفسج جذه....وانتي تدرين انه بالأول والأخير راح نزوّج بعض....انتي تفكريني مثل شباب هالليام يواعدون البنت بعدين يهدونها(يتركونها)؟

ايلاف سحب يديها منه: بعد اللي صار ..مابيك طارق...ابي ارجع بيتنا.......ارجع للكويت وبس....

طارق عاد يشّد على كفي يديها: وانا ما راح اتركج......انا ما تزوجتج عشان اتركج....يا ايلاف...
قبّل كفيها حتى بها ارتعشت: انا احبج وايد.......ومستحيل اتخلّى عنج.....
ازدردت ريقها وابتعدت اكثر عنه: شوف شكلي.....شصار....شوفني زين طارق......انا انتهيت.....

طارق اقترب منها ، قلبه موجوع عليها......قلبه يشتمه لِم فعله بها....رغم ما حدث لم يكن مخططًا له ابدًا ولكن كان سببًا فيه!
: وانا حياتي بدت معاج يا ايلاف....ما فيه شي اسمه انتهيت........

ايلاف بانهيار صوتي متقطع وخفيف: شوفي الاثار وبتكرررررررررررهني....ادوارد....عـ....
وضع يده على فمها وهو موجوع وشد على يدها بيده الأخرى: اشششششش.......انا ما اشوف شي يا ايلاف.......ما اشوف.......

نظرت لعينيه وحاولت النهوض ولكن اجبرها على البقاء ليقول: احنا انخلقنا لبعض يا ايلاف....

ايلاف بكت اكثر: انا كاسرة خاطرك عشان جذه .....
نهض هنا وجلس بالقرب منها على السرير: نسيتي اني احبج؟
هزت رأسها بلا
اكمل: نسيتي اني وعدتج ازوجج؟
اقترب اكثر: دامج تتذكرين ليه تظنين فيني ظن هالسوء؟
ايلاف بوجع: خايفة.....

طارق لا يدري كيف يواسيها....كيف يطمئنها انّ كل شيء بخير....كل شيء على ما يرام.....لا يدري كيف يثبت لها انه حقًّا متوجّع لحالها......ومتعطش للتخفيف عنها......وتعويضها....احتضنها .....بهدوء
وهمس لها وبعنيني ترفان ولتمنعا دموعه: كلما خفتي....بتلقيني قدامج...بشيلج من هالخوف مثل ما الحين انا اسوي.....

ثم بدأ يقرأ عليها آيات قرآنية بصوت هادئ
ومريح للنفس...جعلها تبكي بهدوء.....طارق اغمض عينيه ....ليتذكر بقيّة الآية ...وهو فرح انه بدأ يسترجع جزء من روحه بتلاوة القرآن الكريم
إيلاف رحمه عليه.....رغم ما حصل لها إلا انها رحمه....وطريق لنجاته...شدّ عليها...واخذ يكرر الآية الكريمة وهو يمسد ويطبطب على ظهرها بهدوء
وعندما انتهى
رفعت نفسها من عليه واردفت بتذكر
: ابي اشوف نور.....

طارق هز رأسه: ان شاء الله ......الحين قومي.....نسوي لنا اكل خفيف....لازم تاكلين عشان تاخذين علاجج.....

ايلاف بتعب وارهاق: مابي آكل....ابي انام....

طارق بتفهم نهض : لازم تاكلين ثم رجعي نامي.....

لم يعطيها فرصة للرفض خرج من الغرفة يترك لها مساحة بسيطة لإن تبقى لوحدها وتستعيد نفسها بهدوء
بينما هي رمت نفسها من جديد على السرير وهي تفكر بكل شيء!
.
.
.
.



.
.
.
كيف له أن يترك جزء منه مقطوعًا وبعيدًا عنه؟
كيف له يتنازل عنها بهذه السهولة
لماذا لم ينصت لأختها نوف
حقًّا هو لا يريد أن يستفز روحها بهذه المماطلة طلقها ولكن ليس خياره هذا الأمر
والآن لا يريد ان يكتّف يديه مستسلمًا لقرارها
الآن يستطيع ان يرجعها على ذمته ما زال لديه وقت
ولكن عليه ان يتحدث معها كيف لا يدري

أركن سيارته أمام منزل بيت خاله
ترجّل من السيارة
اصبح امام الباب طرقه
.
.
.
.
كانت في الصالة بينما اختها في المطبخ وبندر في المجلس يشاهد المباراة
كانت تحدثها وهي متنرفزة كليَّا: ابي افهم متى بتوقفين بكى؟.....ترا ما صار له يوم من مشى...شفيك انتي؟

مُنذ الأمس لم تخرج من غرفتها تشعر بالخوف على أبيها ....تخشى عليه من أنه لا يتحمّل ردت فعل اختها
هي وضعت نفسها مكانها تماما وتقسم انها لن تمرر الأمر ببرودة
تحدثت: عارفة بس احس...نورة راح توجع ابوي.....
نوف بملل: ماردها وبترضى....بالأول والأخير هو ابوها.....مهما صار....صدقيني راح ترضى وما راح توجعه....
شيخة : يا خوفي ما يصير هالشي أبد

نوف بنرفزة: شالتشائم اللي عندك؟.....والله تنرفزين شيخوه....
شيخة مسحت دموعها: تعالي بيتنا وتعرفين ليش...امي تحاتي...وسعود متوتر.....الكل خايف....
نوف : ما راح يصير الا اللي ربك كاتبه......وبعدين تعالي ابي اقول لك شي ادري مو وقته بس لازم اقوله...
شيخة نهضت من على سريرها: شصاير بعد؟
نوف بلا مقدمات: وقفي مكالماتك مع بندر!
شيخة بصدمة: ليشششششش؟
نوف بغضب: لك وجه تسألين؟.....عارفة هو خطبك....بس لسى ما ملك عليك عشان يحل عليك يا زفته.....
شيخة بتأفف: اففففف نويّف......لا تتصدعين براسي....
نوف: تبون ربي يوفقكم وقفوا مكالمات يا عبلة ...
شيخة رغما عنها ضحكت بخفة: هههههههههههههههه والله ماقدر
نوف ابتسمت رغما عنها: ترا جهنّم تقول هل من مزيد؟
سمعت رن جرس الباب وعلى هذه الاثناء
كان خالد نازلا من غرفته
نظر لنوف
وأشار لها: هي يا خبلة ما تسمعين جرس الباب؟
نوف كشت عليه بملل
فتمتم: والله مو منك من هالشوشة هاللي رافعتها

كانت نوف مجعدة شعرها
رافعته برباط الى منتصف شعرها
لم تهتم له اكملت: انا سويت اللي علي ونصحتك....
شيخة بهدوء: وصلت النصيحة
نوف كانت ستتحدث ولكن نظرت لعبد لله الصغير استيقظ من النوم نهضت واتجهت للكنبة التي وضعته عليها وردفته بالوسادات الكثيرة
تحدثت: باي جلس عبود طسي عن وجهي...وبكرا ان شاء الله بجيك.....مابيك تجين اخاف تستهدفين اخوي وسوون لنا مصيبة....
شيخة ضحكت:هههههههههههههههه حيوانه ايش شايفتني يا قليلة الأدب؟
نوف باستهبال وهي تجلس بالقرب من عبد لله: شايفتك رقاصة يا نظر عيني

صرخت هنا شيخة: كلي تبن وطسي بس ...
نوف: هههههههههههههه باي......
.
.
خرجت هنا الجازي وهي تمسح على وجهها: صحى عبادي؟
اقتربت من اختها التي خملت الصغير: اي خذيه رضعيه...

الجازي جلست على الكنبة واخذت عبد لله ثم قالت: قومي اجل راقبي الكيكة لا تحترق.....
نوف بصوت عالي: وحضرت الآنسة وينها؟
الجازي بدأت ترضع ابنها بعد ان رجت الرضاعة بخفة بيدها: تعبانه....بطنها تركتها ترتاح

نوف نهضت: والله بتخربينها علينا
اردفت بلا مبالاة الجازي: ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء...
لم تعلق نوف اخذت تتحلطم وهي تعبر الى المطبخ.
.
.


بينما خالد فتح الباب لسيف وادخله للمجلس
وهنا نهض بندر كالملسوع
حدّق بشرر لسيف
واردف بكره: شعندك جاي؟
خالد رمق اخيه: سعوووووووووود

سيف : المفروض يا سعود تساعدني من اني ارجع اختك مو تبعدني....

بندر بنرفزة: والله انك شين وقوي عين......خاينها وتبيني اوقف معك....

سيف بهدوء: انا ما خنت.....وربي ما خنتها وشرحت كل شي لخالي....عشان كذا يحاول نصلح اللي بينا....لو فعلا خاينها خالي بنفسه اجبرني اطلقها...
خالد سكت
ثم قال:اجلس وفهمنا كل شي يا سيف....حقيقي انا مو عاجبني حال الجازي خاصة بالأوان الاخيرة بس ماني قادر اتكلم......
بندر بصوت مرتفع: وش يجلس بعد انت الثاني...
خالد التفت عليه: بندر اهجد......ماخبرتك كبريت...اهدأ...

بندر سكت وجلس على الكنبة
وكذلك سيف
تنفس بعمق ثم قال: والله يا خالد اني شاري اختك بماي الذهب....وربي اني متندم على كل شي...انا ما نيبب مجبور اقولك وش اللي بيني وبينها دام خالي عرف بكل شي......بس وربي انا ابيها.....ساعدوني من اني اصلح الامر ...مو تفاقمون الامور علي....
بندر ضحك بسخرية: ههههههههههه حلوة ذي.....وش نساعدك.....مجنون انت....تراها اختنا مو ...
خالد تحدث متنرفزا من اسلوب اخيه وهو يقاطعه: بندر بالله عليك اهجد.....تراك ازمتني معك....
ثم التفت علي سيف: طيب سيف....بس كيف تبين اوقف معك وانا فاهمك انك انت الغلطان....ما هيب الجازي....
سيف
طأطأ برأسه ثم قال: زل لساني واعترفت لها اني ابي اتزوج غيرها قبل لا اتزوجها بس الله ما كتب
بندر : بالله فيك عقل يوم كنت تقول لها؟

سيف بندم: اظن لا....
ثم التفت على خالد: تكفى يا خالد......انا مابي اخسرها وربي ابيها واعزها واحبها.......ما فيني حيل على بعدها ...هي مصره على الطلاق...وانا ابيها معي لين اموت...

خالد تنهد يضيق:والله مادري شقول لك....
سيف : لا قول شي....قوم شف لي طريق.....ابي اشوفها

بندر نهض بعصبية: مجنون انت

سيف نهض: اي مجنون...هي صادتني بكل شي....تكفى ابي اكلمها...آخر مرة....وان ما صلحت الامور بينا لها اللي تبيه....
ثم نظر لخالد: تكفى خالد.....
خالد نهض : طيب....بس قسم بالله لو زعتها بكون انا دفّانك...
ثم سحب بندر الذي هم برفع صوته لقول شي ولكن منعه اخيه

وعندما خرجا
:مجنون انت...
خالد : ترااااا سيف زوجها.....
بندر بعصبية: عارف.....بس الجازي ما تبيه...ولا تبي تشوف رقعت وجهه..ليش تساعده؟

خالد مشى:لاني مابي اخرب بيتها.....نعطيه فرصة...وان جرحها...دليناه الباب يا بندر!

بندر تأفف ثم توجه للداخل

.
.
.
في الصالة
خرجت نوف وسحبت عبد لله من يد الجازي
تحدثت: يمه يمه الحلو.....فديت هالخدود ...
الجازي ابتسمت: وربي بيستفرغ عليك الحين تو راضع...بشويش عليه رجتيه....
نوف اخذت ترفعه قليلًا وتحركه بعشوائية وهي تلاعبه دون ان تسمع لاختها
ثم دخلا بندر وخالد
ونهضت الجازي : احط لكم العشاء؟
بندر نظر اليها دون ان ينطق بحرف واحد
بينما خالد تحدث: لا انا شبعان حاليا
الجازي بفجعة: لا قول والله.....احلف....بالله والاكل اللي طبخته منو ياكله؟
نوف نهضت وهي تحمل الصغيرة وتضحك :هههههههههههههههههههه استلم لك احلى حوشة الحين

بندر لم يشاركهم بأي حرف
خالد ابتسم: تسلم ايدينك حطيه على الساعه تسع كذا تمام....
الجازي اشارت لعينيها: من عيوني
ثم اردفت: اتصل عليك ابوي؟
خالد حك انفه: لا ....
نوف بهدوء: رسلت له وات ولا رد....
الجازي بتنهد: الله يساعدهم...ومرر الامور على خير....
خالد نظر لبندر وبندر فهم تلك النظرات
خالد يستنجده بطريقة غير مباشرة
تحدث اخيرا: نوف تعالي انتي وعبود...
الجازي : شوف اذا شاري خرابيط وبتوكل ولدي وهالآفة اللي ما تصدق خبر انه فيه حلويات وشبسات تراك بتنام برا البيت

شهقت نوف على تشبيه اختها لها
وبندر رغما عنه ضحك: ههههههههههههههههههه صادقة بس لا هالمرة سماح شريت قليل لهم...تعالي نافوه...
نوف قبلّت عبد لله : يلا حبيبي تعال صير معي آفة...
الجازي : لا تعطينه شي خشن لا ينشب بحلقة....تراه تو ما يعرف ياكل....

نوف :طيب طيب...

خالد بتوتر: بروح اتروش


واخرج الهاتف من يده وارسل لسيف
" ادخل الصالة "
.
.
.
.
خالد تبع بندر واخته ودخلا الغرفة

نوف بشك عندما اقفل بندر الباب
: شفيكم صاير شي؟ وخايفين تدري الجازي؟
بندر ضرب على فخذه بملل وطفش
هو غير راضي تماما على فعلت اخيه خالد ويراه متسرع
بينما خالد لا يريد ان يقف كالحاجز بينهما ويقوم بتخريب حياة اخته
تحدث خالد: بيدخل سيف للجازي

نوف شهقت هنا وشدت على عبد لله: بدون ما تدري؟
خالد هز رأسه
بندر بقلق: والله لو يصير لها شي يا خويلد ذنبها في رقبتك

خالد بصوت عالي: لاااا تببالغ بندروووه

نوف خشيت من ان تتحدث عن رأيها وتخبرهم ما فعلاه سوف يشعل نيرانا ولكن
تحدثت:اهدوا .....ان شاء الله مو صاير شي....وان شاء الله يصطلح امرهم.....
خالد جلس على طرف سرير اخيه
واخذ يهز برجليه بتوتر
........

بينما سيف تردد من الدخول.....تردد من ان يفتح الباب ويفرض نفسه عليها من جديد ولكن هو ايقن لا يستطيع ان يعيش بلاياها
فتح الباب....
وهي كانت امام التلفاز تقلب القنوات


دخل
هو لم يخطط على ان يأتي....يعود ويتراجع عن كلامه الذي قاله لها...لم تمضي ايام اصلا على رمي كلمته عليها ولكن شعر انه خسر جزء منه ولن يتنازل ان يبقى هذا الجزء بعيد عنه لفترة مطولة
سيحاول من جديد على أمل من ان تغيّر رأيها
دخل واغلق الباب من بعده وبردت فعل منها التفتت عليه ووقفت
ووقف قلبها انفجعت
كيف ومتى وصل ليدخل هنا ؟
.....
بينما هو نظر لخوفها
لنظراتها الضائعة
التفت يمينا ويسارا كأنها تبحث عن شيء
مهم ضاع منها
اقترب
تحدثت: سيف وش جابك هنا؟
لم يردف أي حرف، اقترب اكثر منها وفي قلبه آلافا من الجمل التي لا يعرف كيف يصفصفها كسلسلة طويلة ليروي لها معنى حبه معنى خوفه من يخسرها
لم يزحزح ناظريه عنها
يشعر انّ هناك مغناطيس قوي يشدّه إليها، نظر للخوف والتردد الذي في عينها....اقترب
ولم يتردد من ان يحتضنها....واغمض عينيه....واشتم رائحتها
حقًّا هو على غير استعداد تام لخسرانها.


بينما هي بردت عظامها....شعرت بالخوف...واخذ عقلها يتخبّط بأفكارها.....
لم تبادله لهذا الاحتضان كل ما همست به
: ابوي صاير له شي؟
واخذ جسدها يرتجف
شعر بخوفها وسريعا ما ابتعد مردفا بخوف: اسم الله عليك اهدي ....مو صاير شي
الجازي ترقرقت عيناها : لا كذب....خالد صعد فوق وبندر اخذ نوف من هنا...وانت تطلع لي فجأة شصاير؟
ادرك انها فهمت الامور على منحنى بعيد عنهما
لذلك اقترب من وجهها قليلا ليردف: اشتقت لك...وجيت....
وبضعف اردف:ماقدر يا الجازي على بُعدك ماقدر والله

الجازي نظرت لعينيه....لرجفة يديه....لحديثه...ابتعدت اخيرا

ازدردت ريقها: وش قلنا يا سيف...اصلا الحين حنا....مط
قاطعها: اقدر ارجعك ماظنك غشيمة في دينك يا الجازي

الجازي حكت جبينها ابتعدت عنه مسافة طويلة: تكفى سيف......لا زودها علي
اقترب منها مسك كفي يدها:انتي اللي تكفين لا تقسين علي

بكت هنا الجازي وخبأت وجهها بيدها...تشعر بالاضطراب...تشعر باختلال اتزان مشاعرها.....هي الآن لا تدري ماذا تريد
ولكن تجزم انها على غير استعداد لكل هذا....هي الى الآن لم تفيق من وقع كلمة(طالق) الى الآن خائفة من ان تظلم ابنها
هل تتنازل من اجل عبد لله هل تُرضيه بمقابل معاناة مشاعرها اللامعروفة معه؟
.
.
.
اقترب منها تحدث: تكفين الجازي عطيني فرصة وربي اني ماني قادر اتخيل اعيش بدونك.....الجازي انا تعبت....انا محتاج لك....قلبي يوجعني وانتي بعيدة عني......تكفين الجازي تكفين.....


.
.
.
نظرت له ماذا تقول ؟ توافق
تتنازل
لا تدري لا تدري

تحدثت وهي تهرب منه خطوات:اذا رجع ابوي يصير خير يا سيف...عن اذنك
لم تعطيه مجالا هربت صاعدة للاعلى تاركته يتخبط من ردها هذا
هل يعني خيرا ام شرا لا يدري

خرج هو الآخر
وهي الاخرى دخلت غرفتها تبكي لا تدري بما تقرر
تشعر ان كل شيء بدأ بالتعقيد اكثر فأكثر
هي خائفة من نفسها وخائفة من سيف ان يؤثر عليها
بكت بدموع وبحيرة
ولم.تستسقر على رأيها ولا على رأيه!
.
.
.
.

.
.

يشعر الآن باستقرار الراحة، يشعر باستبتاب الأمر ....ولكن اخويه لم يكفاه عن الاستهزاء به
لم يكفاه ابدا عن رمي الكلمات عليه
عزام بهمس: وجهك منور
جسار اكمل: انتبه من هالابتسامة لا تشق وجهك شق.....
قصي كان جالسا في وسطهم ويستمع لهما
تحدث : اففففف منكم ...يا المخبّل

ابا سيف بهدوء: اخبار مهرة يا قصي؟
قرص جسار خصر اخيه لينقز ويردف: بخير يبه
ام سيف نهضت: بروح اشوفها.......
قصي كان سينهض ولكن مسك يده عزام: عط امي فرصة تتعرف عليها
جسار بخبث: لا تخاف ما بتاكلها امي
قصي شد على اسنانه
بينما ابا سيف تحدث: سيف طلع
عزام بهدوء: اي طلع....
ابا سيف نهض خارجا
بينما قصي : الله ياخذكم اقرفتوني من طقطقتكم....
عزام : هههههههههههههههههههههه نبي نوسّع صدرك.....
قصي : صدق والله؟
ثم قال بصوت عالي: والله انكم تضيقونه ما توسعونه
جسار قبل رأسه وهو يهتز من الضحك:آسفين يابو الشباب....
عزام ضربه على فخذه: نمزح معك....
قصي: لا عاد تمزحون قدام امي وابوي
عزام وجسار :ان شاء الله
قصي ابتسم: والله ادري انكم فاصخين عقلكم.....بس شنقول....

جسار ضربه على كتفه: قول الله لا يحرمني منكم
عزام اكمل بهبل: ويخليكم لي

قصي ضحك هنا: ههههههههههههههههههههههههههه الحمد لله والشكر بس
.
.
.
.
ام سيف طرقت الباب ولم تسمع اجابة من مهرة
فترددت في فتحه
وخشيت من ان تكون الغرفة مقفولة
ولكن جرّبت وفتحته
وسمعت هنا أنين مُهرة وكحتها المتتالية وهي منحنية على القمامة
وتستفرغ وهي تبكي
دخلت للداخل
ونظرت اليها حتى انفجعت بخوف: مُهرررررة!!!


انتهى
.
.


.
.


بارت قصير وخفيف

اتمنى ينال على أعجابكم


وقراءة ممتعة لكم


تحياتي




 

رد مع اقتباس