عرض مشاركة واحدة
قديم 06-27-2020, 07:00 PM   #40
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت الواحد والثلاثون




.
.
.
.

.
.
.
.
هرعت راكضة لناحيتها.....ثم انحنت سريعًا لتجلس بالقرب منها
واخذت تطبطب على ظهرها بحنان ملموس من خلال صوتها
: مُهره .....ارفعي راسك......

ألم طاحن ونار مشتعلة لا تدري أين بالضبط ولكن تشعر هذا الألم يصل إلى قلبها ويعبر للأعلى ليصل إلى بلعومها....
لا تدري كم اخذت من الوقت وهي تتقيأ......ولكن تعلم جيّدً انها بذلت جهد كبير في ذلك......
رفعت نفسها مسحت فمها بالمنديل الذي سحبته معها قبل دقائق وتنكب على القمامة للتقيّ

وهنا ام سيف احتضنت مُهره من الخلف وارجعت رأسها لتسنده على كتفها وهي
تردف: اسم الله عليك.....اسم الله عليك.....
مُهره اخذ جسدها يهتز
هذه النبرة
هذه اللمسة
هذا الحنان
فقدته من زمن
اضعفها!
أعاد عليها صوت والدتها

ام سيف: شكل النّسا عندك كايدة يا بنتي؟
مُهره ابتعدت قليلُا ومسحت بقايا الدموع
تحدثت برجفة شفتيها: لا....بس كلت .....شيبس حار.....وحسيت قلبت علي معدتي....

ام مهره بحنان نظرت لوجهها المنفوخ اثر البكاء: أحد ياكل هالخرابيط على معدة فاضية ؟

ثم اقتربت منها: الحمد لله انك طلعتيه من بطنك......الحين ترتاحين ...وبقوم اسوي لك....شوربة ....تليّن معدتك.....

مُهره مصعوقة ، مخنوقة من مشاعر الماضي
تحدثت بلخبطه: لالا...ماشتهي.....تو مستفرغه......انا لبقيت ...اقول لقصـ...
قاطعتها: بتشتهين لا تعاندين نفسك.......هي كذا تجي لوعة وحومت كبد........لكن الواحد يغصب نفسه...والشوربة زينة......ما هيب ثقيلة....
ثم وقفت ووقفت مُهره معها....
: انسدحي ارتاحي...ربع ساعة واجيك.....وراح تاكلين احلى شوربة من ايديني....
مُهره غصّت في بكاؤها هزت رأسها برضا ثم جلست على طرف السرير وخرجت ام سيف وأغلقت الباب

حتى انسابت هنا دموع مُهره
تذكرت والدتها ، حنانها......خوفها عليها حينما تمرض
استلقت على ظهرها......واغمضت عينيها لترى وجه والدتها مبتسمًا!
.
.
.
بينما ام سيف نزلت للأسفل ولفت نظرها قهقهة قصي مع اخويه
أتت بالقرب منهم متحدثة
وتحدثت بجدية: بدل هالضحك اللي ماله داعي اصعد لحرمتك .....البنت تعبانة وانت ولابحاس فيها......

قصي نهض كالمقروص: تعبانة؟

ام سيف : ويا المجنون لا عاد تشتري لها هالخرابيط وهي حامل......كلت .....شيبس حار...على معده خاوية يا الله عفوك.......بس.....شبّت عليها معدتها ....بروح اسوي لها شي خفيف تاكله واضح زوجتك ما هيب مهتمة بروحها...وإن تمت على كذا.....بجيها مضاعفات حمل......وغيره....

ثم مشت إلى المطبخ تاركة قصي يهم بالتوجّه للعتبات الدرج
ولكن امسكه عزام
: هي اهدأ......ما فيها الا العافية......
قصي سريعًا التفت على جسار: انا حمار لم قلت لك اشتري لي....معك من...
قاطعه جسّار وهو يضحك بصوت عال: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه شدخل امي فيك الحين......هييييييييي.......لا تفصل علي.....

عزام ابتسم على أخيه
ثم قال لقصي: روح شوفها بس اذا جات لها امي اطلع....مثل ما قلنا لك .....اترك مسافة قريبة لها ولأمي....
قصي هز رأسه وسحب يده من أخيه وركض على عتبات الدرج

جسّار : والله انه منفصم اكثر من سيف.....

عزام ضربه على كتفه: هههههههههههههه اسكت امي خوفته عليها......
جسّار : هههههههههههه امي ولا على بالها.....فجرّت القنبلة وعلى طول على المطبخ..........الحين فهمت قصي طالع على مين.....
عزام لم يتحمل انفجر ضاحكًا حتى اخذ يكح: اسكت ولا وربي بتجي الحين تسنعك بالكلام...
.
.
.
.
بينما هو دخل الغرفة رآها مستلقية ووجهها محمر اغلق الباب
واتى بالقرب منها جلس على طرف السرير وبخوف قال: مُهره شفيك؟

مُهره فتحت عينيها ونظرت له: مادري كلت الشيبس ومعدتي شبّت نار علي.....

قصي بنبرة حادة قليلًا: انا قايل لك لا تاكلينها إلا بعد ما تاكلين غداك.......
مُهره مسحت على وجهها ثم جلست واعتدلت مسندة ظهرها على الوسادة: ايش اسوي اشتهيتها....
قصي نظر لأرنبة انفها المحمرة
وشعرها المنسدل على اكتافها باهمال......
كان سيوبخها ولكن فهم من حالها انها بكت إلى ان صدّع رأسها والدليل انتفاخ جفنيها

اقترب اكثر منها ووضع يده على بطنها
: وهذا ما يشتهي إلا أشياء مثل وجهه....؟

خجلت منه ووضعت يدها على يده وازاحتها بلطف وهي تردف: ليش ما قول هي؟

قصي وضع يده متعمدًا على بطنها من جديد يُريق له خجلها ويعجبه!
: ايش رايك تجيبين توأم؟

مُهره شهقت واندفعت للأمام لتقترب منه قليلًا وتردف: تبيني اموت؟

قصي ضحك على ردت فعلها: هههههههههههه ترا التوأم حلوين .....بس لا يصيرون مثل عزام وجسّار أنا اللي هنا بموت من سماجتهم.....
مُهره بقلق: لالا واحد.....وجالسة احاتي الوضع.....واحاتي الولادة كيف اثنين ....؟

رقّ قلبه هنا واقترب اكثر: انا معاك....لا تخافين.....

مُهره رمشت مرتين : بس أنا اللي بتألم.....
قصي لكي يضيّع أجواء الحزن
وحديث الألم وغيره
شد قليلًا على بطنها....حتى عقدت حاجبيها
ليردف: امانه متى بيكبر؟
ازاحت يده وهي تبتسم : مادري......
قصي سحب هاتفه من جيبه : خليني ابحث في هالمواضيع اكثر....
سحبت هاتفه لتردف: لا تبحث.........في الشهر الثالث على الرابع....اشوي يبرز البطن.....
قصي اخذ يصفق بيده ويصافر بفمه: اوووووووووووه طلعتي مو هينة عندك معلومات.......

مُهره انسجمت معه: اعترف انت داخل علمي ولا ادبي؟

قصي يمثل الصدمة: حلفي ما تدرين؟

مُهره بضحكه هزت رأسها (بلا)

قصي نفح صدره وهو يقول: أدبي وبكل فخر.....

مُهره ضحكت هنا: هههههههههههههههههههههههههه الحين عرفت السبب......
قصي: هي هي انا قايل نكتة؟
مُهره بللت شفتيها: ليش ما دخلت علمي؟

قصي اقترب منها على الجانب الايسر فقالت: هي السرير صغير وين بتنسدح.......
قصي : عادي عادي يكفي...اثنينا عصاقل(ضعاف)
ضحكت وهي تضربه على كتفه: انا امتن منك وبعدين لا تتهرب جاوب.....

قصي شهق: وين امتن.......جلد على عظم تقول امتن.....
ضحكت هنا
وهي تعيد: هذا اسميه هروب من الجواب ترا؟

قصي حاوط خصرها هنا وهو يردف: والله لأني داج بالكيمياء.....عشان كذا ما دخلته.....

زحفت مسافة قليلة لتبتعد عنه: عاد الكيمياء احسن من الفيزياء.....بالنسبة لي.......
قصي ابتسم له واشار لرأسه: اثنينهم عقلي ما يستوعبهم

مُهره اخذت تنسى مشاعر الحزن
وذكرياتها مع والدتها
: والرياضيات......

قصي بجدية : هذا اكثر شي ابدّع فيه......
ثم جلس واخذت تهتز على السرير
لتردف: حستنا تراك اهجد.....
ضحك هنا وهو يقول: هههههههههه طيب انتي شنو احلى مادة عندك.....
مُهره بتهرب: قلّة السوالف صح؟....عشان نسولف عن دراسة وغيره....
قصي : ههههههههههههههههه ابي اطمن على مسقبلك......يلا وقولي لي كم نسبتك.....

مُهره ابتسمت: نسبتي ما تقل عن التسعة والتسعين ....الفاصلة هي اللي تنزل ...يعني.....واحب ...كل المواد إلا الفنية .......

قصي : مو منجدك؟!....احد يكره الفنية.....هذي على أيامنا...نعتبرها حصة فراغ......
مُهره : ههههههه يمكن عشان الزفت اللي تدرسني....محسستني انها مادة كيمياء او فيزياء.......يعني حقيقي ...تكرفنا فيها....واغلط في الرسم ...تشق الرسمة في وجهك......

قصي : الله.......
مُهره : والله......تقهر تقهر...حيل....

قصي بهدوء: هو صحيح ساعات المعلم يخليك تكره المادة حتى اللي تحبها....بسبب تعامله...وشدّته وتصعيب الأمور على الطلبة.....

مُهره اخذت تصفق: اووووه...طلع العرق....عرق المعلمين وكلامهم في الطابور....
ضحك هنا قصي وسحب الوسادة واخذ يضربها بخفة على رأسها: انطمييييييييييييي.........
مُهره مسحت على رأسها: خلاص بنطم.......
قصي: أي صيري عاقلة!
.
.
.
.
نزلت للأسفل......رأت اخيها ووالدتها...مرت ثلاث أيام على مضي والدها لهناك
تشعر بتوتر وخوف والدتها، تشعر بتأزم سعود
وتعلم بالسبب
دومًا ما تسمعه وهي تسترق السمع من غرفته يُحاكي أخيه ناصر آخر الليل......تسمع كيف يشتم ويسب
أمير....وشخص يدعا مراد.....وآخر ماكس!
ناصر يخبره بكل شيء وهو يخبرهما بعكسه

جلست
لتسمع والدتها تقول: والحين ما طلعت من المستشفى؟
ام ناصر : وابوك؟
سعود بنفس عميق: بخير......ولله الحمد....
ام ناصر هزت رأسها بأسى: اشهد انه ما هوب بخير...
سعود برجاء: يمه...
ام ناصر بنرفزة: أي اجلس اكذب علي .......خابره ابوك...واعرفه زين....الحين بيجلس يلوم نفسه....لين يطيح.....وخايفة يطيح ولا يقوم...
شيخة بانفعال: يمه تفائلي بالخير.......
سعود نظر لوالدته: اظن انه كلمك اليوم.....
ام ناصر: وصوته تعيبين......
ثم ضربت على فخذيها: قلت له ارجع.....عيّى.....وعصب علي.........انا خايفه عليه......خايفه ما يقوى على اللي بيجي بعدين....
شيخة نهضت وجلست بالقرب من والدتها: يمه مو صاير الا كل خير.....هدي بس انتي هدي....
سعود بهدوء: ابوي يا يمه بصحة وعافية وسلطان معهم ....وتّابع ابوي......اللي صدق ما ندري كيف بتجاوز كل هذا نورة يا يمه......نورة بينها وبين الجنون شعره.......
ام ناصر بنرفزة اخذت تدعي: جنون يدخل أمها....وزوج أمها........الله لا يحللهم ولا يبيحهم....
سعود تنهد بضيق
بينما شيخة قالت: يمه تكفين اهدي........لا تسوين بنفسك كذا......هدي لا يرتفع عليك الضغط......
سعود : هي فترة وبتعدي يا يمه.....تطمني....ابوي مؤمن بقضاء الله وقدره.......مهما صار راح يبقى شامخ مثل الجبل اللي ما يهزه ريح.....
ام ناصر تمتمت: ان شاء الله.....ان شاء الله....
.
.
.
.
الخوف....يأكل فؤادها.......يعجنه.....ويلتهمه ببرود.....اتت من السفر....رأت أبناؤها ابنتها.....رأت اختها حصة التي سردت عليها تكملة ما حدث لإيلاف....لا تدري ماهية شعورها
كل ما تعرفه
انّ نهايتها اقتربت
وهي تريد الآن ان تُنهيها بأسرع وقت ممكن
ولكن لا تدري كيف
هل تطلب الطلاق من مشعل؟
هل تهرب من كل الأشياء بطريقة أخرى؟!

ازدردت ريقها من هذا التفكير
ثم اخذت تكرر
: يارب اخذها ..وريّحني!
.
.
.
موجوع....من تصرفها...من محاولتها في ابقاؤه بعيد...وقريب منها بحدود...موجوع لأنّ هذا الأمر يشعل فتيل ضميره هو من اوصلها على هذا الحال
هو من جعلها مشوّهة من الداخل قبل الخارج.....
وما زالت تلّح تريد رؤية نور
تحدث مع مراد
اين هي نور؟
هو ذهب الى الشقة ولم يجدها
اختصر مراد له القصة
وفهم انّ نور هي الأخرى موجوعة وغير متاحة الآن
ولم يخبر ايلاف انها ترقد في المستشفى مُنذ ثلاثة أيام
كل ما اخبره به
انها مشغولة!
ولكن ايلاف لم تنطلي عليها كذبته وفهمت انّ نور واقعة في ضيقة او مصيبة
ولكن كل ما فعلته اخذت تدعي الله وترجوه ان يحفظها ويسهل عليها الصعاب
.
.
دخل الشقة ووضع كتبه على الكنبة
لم يراها...ويعلم انها تمكث في الغرفة لساعات طويلة
تجلس امام المرآة وتحدّق للآثار
قرر ان يحاكي طبيبة نفسية من اجلها ولكن لم يجرؤ!
خائف من ردت فعل ايلاف
لذلك غيّر رأيه

طرق بابها
ثم دخل.....كانت جالسة في حالة انتظار إجابة المتصل!
بلل شفتيه وفهم انها تتصل على نور

فقال: شريت غدا لج....
ايلاف انزلت الهاتف : مابي اكل أنت....
طارق اقترب منها: ايلاف....

تنرفزت وهي تبتعد عنه : طارق لا تضغط علي اففففففف......

سكت ثم حكّ انفه ليقول: متى ناوية تداومين في الجامعة؟

لم تُجيبه
.
.
ايلاف فجأة تغيّرت عليه وتبدلت إلى عناد
وصلابة
وردود جافة

هو لا يلومها ولكن كل هذه الأمور تحرقه.... وتلهب قلبه الذي فكّر يومًا بأنانيّة انتقام لا معنى له! ولا يسترد الميّت ولا يُشفي المرض ابدًا!
اقترب منها وابتعدت هي الأخرى بعصبية
: من بكرا لازم تداومين ولا بفصلونج....
ايلاف تكتفّت: خلهم يفصلوني .....
طارق تنهد: جهزي نفسج على الساعة ثلاث بروح اسوق...

مشى وكانت سترد بعدم قبولها ولكن اغلق الباب
وهي تحدثت بنرفزة: اااااااااااااااااف
.
.
.
.
بقيت هنا لثلاثة ايّام مجبورة......وحتى يثنونها عن موضوع الخروج ....ويقومون بإيقاف هذا الجنون.....قيّدا يديها برباط على الحديدة الجانبية من السرير!......ضحكت بسخرية على نفسها....عاد الزمن نفسه قبل ست سنوات.....تجرعّت لوعة غرس الابر في وريدها......في كل مكان........عاشت على مهدئات طيلة الثلاث أيام......كانت تكرر وتصرخ تريد رؤية ابنتها....ولكن ماكس لم يستطع ان يجلبها لها....بسبب حالة الهيجان التي دخلت فيها........طردت الجميع حينها......ولم تسمح لأمير للدخول لها ولا مراد ولا يوسف ولا غيرهم.....

ولكن اليوم...فكّوا الرباط وحررا يديها......شعرت بانتظام نفسها...واتزان عقلها.......ازاحت الممرضة من يدها الانبوب الصغير.....وقدمت لها حقيبة صغيرة ..جلبها ماكس واعطاها الممرضة لتعطيها ايّاها....سحبتها من يدها......ثم دخلت للخلاء......بدلت ملابس المستشفى سريعًا
كانت تسابق كل اللحظات التي من الممكن ان تحدث الآن!

ارتدت ملابسها التي كانت عبارة عن جينز اسود........وبدلة صوفية صفراء! وهناك قباعه وجاكيت ولكن لم ترتديهما!

ربطت شعرها المنثور على كتفيها باهمال
خرجت وهي تجر رجليها على الأرض بصعوبة.....
لا دموع
لا حاجبين معقودان
لا نيران مشتعلة

كانت هادئة........تفكر فقط دون ان تثير العواصف...كانت تعلم خلف الباب وجوه كثيرة تريد رؤيتها ولكن هي لا تريدهم!
مشيّت لناحية الباب
فتحته على مصرعيه....خرجت دون ان تلقي بالًا للوجوه التي تعلّقت بها
وللوجوه التي صدّت عنها!

مشت قليلًا لتبتعد عنهم دون ان تنطق بكلمة
ولكن قال امير وهو يقترب لناحيتها بخطى سريعة ويختطفها لأحضانه ، شدّ عليها بقوة واخذ يهتز جسده......

ليس هيّن عليه ان يراها بهذا الشكل...مسلوبة الحياة......مغلوب على امرها...ضائعة لا تعرف أي قرار تقرر....وايهما تبتعد عنه........فهم انها عادت للوراء...وتجرّعت من جديد لوعة أخرى مشابه تمامًا لتلك التي تجرعتها قبل ست سنوات!

بكى وهو يهمس في اذنها: بنتي!

لم تبادره بهذا الاحتضان......لم ترمش حتّى....تشعر بفراغ كبير.....تشعر انها ما زالت تحت تأثير المهدئات....تنظر للوجوه التي تنظر لأمير...وهو يحتضنها ......كانت حدقت عينيها تتفحّص وجوه مكفهرة.....وغاضبة......ونادمة.....وباكية ايضًا!

ووجوه صادّة لا تحدّق بها ابدًا!


امير









( لا اعلم كيف استعيد لها روحها، انا نادم اشعر بالذنب الشديد لناحيتها، لم اخطط يومًا على ان تكون جزءًا من حياتي....جلّا ما اردته والدتها ولكن والدتها ...اصرّت على ابقاؤها في حياتنا نحن الاثنان إلى ان دخلت في قلبي....إلى ان اشعرتني بالأبوّة الصارخة التي كُنت احلم بها يومًا!
شعرت انني عدت للحياة حينما احتضنتها....شعرت حقًّا انها ابنتي....وكل ما يؤلمها يؤلمني....ولكن انا آلمتها بأنيّة تفكيري آنذاك....حقًا انا متندّم....ظننتها ستسامحني لأنها عاشت بالقرب مني سنوات طويلة .....حتى حينما عرضت الزواج على جولي.....فكّرت كثيرا وتيقّنت انها لن تختار يوسف وستختارني .....وستبقى معي هكذا كنت اظن وعرضت الزواج على جولي لتبقى معنا وقريبة من سندرا ولكن نور.......لم تعد نور ولا نورة....بل شخصية جديدة لا تريد كلانا...لا أنا ولا يوسف!)









.
.
.
لم تقول له ابتعد
لم تعصف به
تركته يحتضنها ويعتصرها وكأنه سيدخلها داخل قلبه
تركته يتأسف عشرات المرات بصوت هامس
وتركته يخبرها عن ألمه
وبقيت هي ثابتة

فاقدة لمعنى الحياة، جلَّا ما تريده ابنتها الآن....لا تريد ابوّة احدهم....لا تريد كذبة جديدة تسحبها للموت......لا تريد نفاقهم ....ولا تريد انانيّتهم ....تشبعّت منهم للحد الذي يجعلها تتقيّأهم بصعوبة......اعادت النظر للجميع....وتلاقت عينيها بعنين ذلك الشاب.....
عقدت حاجبيها....وجهه لم يكن غريب عليها ابدًا....شدها النظر اليه .....بينما هو ابعد ناظريه عنها.....
اغمضت عينيها قليلًا تريد ان تتذكّر وما زال امير يحتضنها ويبكي بلا صوت!

اخيرًا تذكرت حينما دخلت الى المطعم
مطعم سلطاني!
عرفته ذلك الشاب الذي ارادت ان يوظّفها ورفض....
ابتسمت بسخرية هل يكون من احدى رجال عائلتها؟!
أبعدت هنا بهدوء امير....
ثم مشت دون ان تنظر لوجهه مقتربة من
سلطان!
تمشي باتجاهه تمامًا
عقد حاجبيه والدها يوسف واخيها
استقرت واقفة بثبات امامه وهو يشتت ناظريه عنها
يعرف شعور ناصر ووالدها كيف تقف امامه هكذا وهو لا يحّل عليها
يعلم الآن غيرتهما وصلت منتهاها
ولكن ماذا يفعل؟
تحدثت بصوت مبحوح للغاية
ونتيجة لصراخها لثلاثة الأيام التي مضت
ذلك الصراخ الذي يعلن لهم كرهها لهم وعدم قبولها لكل الأشياء التي حدثت لها!
: أنت اجل اللي قلت لهم على مكاني؟

ابتسمت بسخرية ولم يجيبها استنتجت الأمر سريعًا
فقالت: اخوي؟....ولا ولد خالي؟...ولا ولد عمي؟
لم يجيبها
فحركت اكاتفها بلا مبالاة: ما يهم...

ثم التفتت على البقية وأمير ينظر لها بوجع
قالت بسخرية: في احد بعد يبي يحضني؟ قبل لا امشي؟!

أبا خالد اغمض عينيه ليمتص غضبه، خوفه....حزنه
بينما ناصر شدّ على قبضة يده
يقهره منظرها .....حتى بعد معرفته بالقليل من معاناتها
مقهور من اسلوبها المستفز!

يوسف نهض واقترب
منها قليلًا

فابتسمت بسخرية في وجهه: لا طوّل مثل أمير!

شعر بالإهانة بتشبيهها له بذلك الرجل
ومراد شعر حقيقةً بالخوف من شخصيتها الجديدة
وماكس كعادته يراقبها بهدوء


يوسف كان ينظر لها بتفحص موجع
وجهها.....شعرها...طولها الشامخ.....وقفتها الثابتة......علم ان الضربة التي توجعك تقويك!
وقوفها هكذا يعلن قوتها الجديدة ولكن مخيفة

اقترب اكثر.....والذي ارعب الجميع انها اقتربت.....
وكررت: يلا .....احضني......يمكن ترتاح...مثل غيرك....

ونظرت لأمير الذي نزلت دموعه امام الجميع دون ان يخجل منها
خسرها!
حقًّا خسرها كليًّا.........كيف يستعيدها إليه؟
وهل يحق له ذلك؟

أبا خالد وناصر ازدردوا ريقهما

ناصر ودّ لو يخنقها......حديثها هذا يوجع والده
ولا يريد ان يتأذى والده حقيقةً


يوسف اقترب اكثر منها وهو يردف دون ان يرمش: انا ما تخلّيت عنك!

ابتسمت في وجهه ببرود ، نظرت للحيته التي امتلأت بالشعر الأبيض لعينيه الحزينتان....لوجنتيه المجعدتان قليلًا .....لطوله الفارع......كانت تصل لأكتافه....هي الأخرى ورثت طولها منه.......لا تشعر الآن بأي شيء......كل ما تشعر به......رغبتها في رؤية ابنتها فقط

تحدثت بهدوء ولكن بنبرة ساخرة للغاية وموجعة للجميع
: شكلي انا اللي تخليت....صح؟
ثم التفت على امير فقالت: امير انا اللي تخليت؟
ثم نظرت للوجوه الأخرى
ثم لوالدها لتردف: بتحضني ولا امشي؟

ناصر تهين والده هذا ما ترجمه عقله اقترب اكثر
فقال: احترمي شيبته واحترميه عشانه ابوك........مهما صار واجب عليك تحترمينه.....

نظرت لناصر بنظرات تصفحيّه
ثم قالت: يكفيه انك انت وخوانك تحترمونه وبس......انا فقط جزء زائد هو بنفسه قطعه بس الغريب و اللي ماله أصلا تبرير ليش جا يشوفه؟

يوسف بنبرة مهتزة: تقسين علي كثير يا نورة؟

الفتت عليه: ما أنت مجبور توقف قدامي وتشوف قسوتي عليك يا يوسف...

بو خالد هنا تدخل: بنتي........ابوك موجوع .....خفي عليه...........عمره ما نساك......ونادم على اللي صار .....حسبي الله على من كان السبب......

بللت شفتيها وكررت بنفس النبرة : بتحضني ولا امشي؟

ناصر بعصبية: امشي الله لا يردّك!
ابتسمت ابتسامة عريضة كالبلهاء، وولّت بظهرها عنهم
وتحدث يوسف: وقفي.....

ناصر بغضب مشتعل في صدره منذ رؤيتها: اتركها يبه...هذي مو اختي....ولا هي بنتك....هذي وحدة ما نعرفها....لاهي من ثوبنا ولا هي من .....

قاطعته وهي تتحدث وتلتفت عليه فجأة: صحيح كلام ناصر....انا مو منكم ....ولا راح اصير منكم....انا غريبة عليكم......شكلي غريب.....عقلي غريب......حياتي غريبة........لا تصدّع راسك وارجع للسعودية ......

ثم نظرت للجميع وهي تردف بتحذير: مابي اشوف احد منكم......بعدوا عني....خلوني أعيش......بهالغرابة وهالغربة......بهدوء....مابي احد

وحركت يديها بعشوائية.....
: يثير جنوني....

ثم اشارت لهم بسبابتها بكل تهديد
:ابتعدوا عني لمصلحتكم

ماكس تحرك هنا ومراد شد على قبضة يده
: نوررررر

توقفت والتفتت عليه: رايحة شقتي .......قول لأختك تروح هناك...وجيب معها بنتي......وتجيب اغراضهم......معها....
همّت بالتحرّك ولكن
امسك ذراعها: وقفي.....
نظرت لعينيه الملوتين....وشفتيه المترددة : خليني اوصلك....

نور بثبات: اعرف طريقي زين ماله داعي.....

مراد تحدث هنا : نور...
التفت عليه وابتسمت بشكل لا ارادي بكل سخرية: نعمممممم

اقترب قليلًا منها ، وهو يحدّق في ماكس بشرر وبها بلا كلل
ويوسف وناصر وابا خالد وابا سلطان ايضًا حدقا به

تحدث بعدما اصبح أمامها تمامًا: صدق انتي وماكس راح تتزوجون؟

ماكس التفت عليه متفاجئ من مباغتته لهما بهذا السؤال

بينما هي نظرت لماكس ثم لمراد
: لا...
ثم تركتهما تمشي وتعبر أمامهم لتعلن خروجها تمامًا عن هذا الممر، وتعطي إجابة صريحة لرغبة ماكس!


أمير تحدث : ماكس.......اطلع وراقبها...

مراد التفت هنا بغضب: انا طالع....

أمير اقترب وبحده: انت ابعد يا مراد ابعد.......

بينما يوسف كان يستمع لهما بغياب عقلي
وتفكير غير متوقف
نهض وتحدث: ارسل موقع الشقة اللي ساكنة فيها...
امير دون ينظر إليه: بو خالد بيعرف مكانها منيح....
ثم خرج هو الآخر...بعد غياب ماكس عن انظارهما


سلطان همس لناصر: ناصر......ابوك لازم يعطي اختك فرصة تتقبل الأمور ويبتعد عنها اشوي......
ناصر مسح على رأسه: ابوي ما يبي يعطي فرصة لهالكلاب.....يصيرون قريبين منها اكثر منه....وما اخفيك انه مقهور من هالوضع ...وهالمهزلة.....

سلطان بنفس الهمس: وضعها بالنسبة لمعيشتهم طبيعية يا ناصر.....لا تنسى تربّة على ايادي غربية وفكر غربي.....

ناصر هز رأسه بأسى
وسمعوا أبا ناصر يقول: مشينا الشقة...
بو خالد نظر لأبا سلطان ......وهز رأسه وتوجها الى بوابة الخروج!
.
.
.
.
.
نور قلبها مضطرب ، امومة متفجّرة بداخلها
عقل شارد، وتفكير مضلل
ورغبة في الابتعاد عنهم دون الهروب مثل المرتين السابقتين!
أوقفت سيارة اجرة ...ووصفت له المكان الذي تريد الذهاب اليه ......لم تأخذ نصف ساعة حتى وصلت

لم تملك مفتاح الشقة ...فطلبته من صاحب العمارة واعطاها إياه بعد ربع ساعة من الحديث والاقناع!

دخلت
أغلقت الباب نظرت لأرجاء الشقة....
ذهبت لغرفتها تبحث عن هاتفها التي لا تدري اين سقط بالضبط
وسقطت انظارها على ملابس ايلاف....وتذكرت امرها وشعرت بالخوف عليها......
بعثرة الوسط وهي تبحث يمنة ويسرى عن الهاتف.....بحثت في الدواليب وتحت السرير ...والادراج....
وجدته اخيرًا موضوعًا على الكمودينة
بالقرب من كتب ايلاف!
سحبته
ولم تترد في الاتصال عليها!
.
.
.
كانت الأخرى مستلقية على السرير تفكر بمستقبلها الضائع
والمجبور على البقاء بآثار مخيّبة للآمال
.
.
.
سمعت الرنين سحبت الهاتف واجابت
بشكل ملهوف: نورررررر........وينج يا بنت؟.......خوفتيني عليج......شصاير معاج....عشان تنسيني جذيه.....


.
.

انقبض قلبها ، لا طاقة لها في الشرح
في التحدث عن الامر مرارًا وتكرارًا
ملّت وكثيرًا من هذا الامر......ومن طريقة تعايشها معه
اردفت بغصة: يوسف.......ابوي...جا هنا.......شفته يا ايلاف.....شفته......اوجعوا قلبي...يا ايلاف....اوجعوه لي......خنقوني....تركوني ارجع لأيام الابر...المهدئات......خلوني اكتشف اني مريضة نفسية من جديد........تعبت ايلاف......تعبت......واحس اني ضايعة ....

ايلاف نهضت من على السرير
واخذ صدرها يهبط ويرتفع بخوف: وين انتي فيه الحين؟

نور فعلا هي بحاجة اليها: بشقتك....

ايلاف توجّهت لباب الغرفة بعد ان سحبت معها الحجاب والجاكيت: دقايق واجيج باي....
أغلقت الخط
ثم خرجت من الغرفة وهي تلف الحجاب على رأسها
وتتجه لباب الخروج
اوقفها صوته الرجولي: وييييييييييييين؟

لم تتوقف فتحت الباب وهي تقول: بروح شقتي القديمة نور هناك ومحتاجتني وايد.....
ثم خرجت وصفعت بالباب

بينما طارق اغمض عينيه ليمتص غضبه ثم تبعها بخطوات راكضة......
.
.
.
.
.
دخلت الى الخلاء، فتحت الصنبور.....لتستحم....لتنفض ذاكرتها من الغبار.....من الألم......هي كانت تريد هذا اللقاء....هذا الحضن......هذا العنوان الذي يدلها لأصلها....لوطنها....ولكن اتى كل شيء متأخرًا.....اتى بعد عدّة عواصف وحطام لعبا بقلبها...وذاكرتها......اتى بعد عدّت انهيارات.....وامراض نفسيّة لا تستطيع ان تنكرها!
لا تريد يوسف
لا تريد امير
لا تريد سوى ابنتها والعيش براحة
هذا ما تريده الآن.....
لم تأخذ خمس دقائق...خرجت من تحت الباب.....جففت جسدها وارتدت بعجل.....وتركت شعرها المبلول يتدلّى على ظهرها.....لم تهتم.....واخذت تتجوّل ذهابًا وإيّابًا
تنتظر جولي وابنتها.....
.
.
.
بينما هو امسك كتفها : بوصلك انا...
ايلاف زفرت بملل وركبت سيارته مجبورة
فقال طارق: كيف عرفتي انها هناك؟

ايلاف شتت ناظريها للشوارع: اتصلت علي...
طارق شكّ بالأمر ولكن سكت واخذ يقود سيارته بهدوء
.
.
.
أصبحت امام الباب قرعة الجرس....وهرعت الأخرى لتفتحه......وهي تركض
فتحته على مصرعيه
ونظرت لابنتها....وعاد الشعور من جديد...رغبة في البكاء
حنين ....وعتاب.....وقهر.....
مدّت يديها لها وهرعت سندرا لحضنها واحتضنتها هي الأخرى ودارت بها
وهي مغمضة لعينيها....
جولي دمعت عينيها ....سحبت الحقيبة ودخلت وأغلقت الباب
بينما نور حاولت ان تتناسى الامر بوجود ابنتها
وضعتها على حضنها
ونظرت لها : آريو فاين؟
هزت سندرا رأسها بنعم
جولي تحدثت بصعوبة: نور....بدي احكي معك.....
التفت عليها
لتكمل: امير خطبني....

نور شدّت على ابنتها لتردف: لك حرية التفكير والاختيار مالي دخل.....

جولي بمصداقية: انا ما بدي شي غير اني مابعد عن سندرا بخاف أ...
قاطعتها بعد ان فهمت الامر: حتى لو وافقتي عليه ما راح امنعك من سندرا...
ثم نهضت نور وهي تحمل الطفلة
وتقول لجولي: خذي الغرفة الثانية بكون لك ولسندرا....

هزت رأسها جولي ودخلت الغرفة ...بينما نور
ما زالت تشم وتقبّل ابنتها وتمسح على رأسها
تحدثت: جوعانة؟
سندرا ابتسمت في وجه والدتها: كتير....
نور قبّلت خدها: ما عاش الجوع وانا جنبك......الحين نطلب لك احلى بيتزا....
وسحبت هاتفها

.
.
.
أجابت على المتصل
: جولي لا تنسي تعطي الدواء لنور....واذا صار شي خبريني...

جولي بهدوء: اوك..
أغلقت الهاتف واخذت ترتب الملابس ....والفرش....
.
.
.
طلبت نور لها ولجولي وحتى ايلاف!
ثم نهضت وجلست امام التلفاز ووضعت لسندرا فلم كرتوني
وهي تقول: هذا حلو...
هزت سندرا بمعنى (أي)
سمعت قرع الجرس من جديد نهضت
وفتحت الباب نظرت لإيلاف
وطارق كان خلفها كان يريد ان يتأكد
هل فعلا نور هنا ام لا!
بينما ايلاف باغتت نور باحتضان عميق
والأخرى شدّت عليها
وطارق انسحب عن الأنظار ليعود لسيارته ويذهب الى شقته!

ايلاف ببكاء: عمري انتي....

نور بهمس: تعبانة ايلاف تعبانة....
تقدمت ايلاف بعد ان ابتعدت عنها..... واغلقت الباب
مسكت بنور: اسم الله عليك من التعب....
نور مسحت دموعها وهمست في اذن ايلاف: بنتي هنا......

ايلاف بتفهم .....ابتسمت في وجه نور...وشعرت بالفرح بقبول نور لابنتها....طبطبت على ظهرها وتقدمت....مع نور وهي تشير لابنتها: شوفيها...
ايلاف نظرت للطفلة ....جميلة...ترتدي ملابس انيقة....ونظارات طبية ....تدل على أي مدى من ضعف نظرها وصل اليه!....نظرت لشعرها المفتول...الناعم......لشكلها البريء.....
همست : عمري...تجنن باسم الله عليها....
ثم تقدمت لها...ومدت يدها: كيفج يا حلوة...
نور
جلست بالقرب من ابنتها وكأنها لم تبكي ولم تنهار
ولم تعاني ابدًا: هذي صديقتي....ماما...سلمي عليها...
ابتسمت سندرا وصافحت ايلاف

الذي جلست بالقرب منها: باسم الله عليها جميلة طالعه عليج....

نور ابتسمت على مضض واحتضنت ابنتها: حرموني منها ايلاف....

ايلاف بتهوين عليها: الحمد لله على كل حال هذا هي الحين قاعدة جنبج....قولي الحمد لله ......ما تدرين وين الخيرة في الموضوع....قولي الحمد لله ....

نور هزت رأسها ثم قالت : طمنيني عنك؟
ايلاف بغصة: اه يا نور اه......مادري كيف بجاوّز اللي اعيشه....

نور : انتي اقوى مني.......يا ايلاف...عندج الشي اللي ما عندي إياه.......

ايلاف عقدت حاجبيها: شنو اهو؟

نور بتردد ودمعة منسابة على خديها: تعرفين ربك....تعرفين ...كيف تصلين...كيف تدعين....كي...
قاطعتها ايلاف وهي تنهض وتجلس بجانبها: وانتي بعد؟

نور بكت هنا بدموع فقط: حاولت ثلاث أيام ...ادعي......عجزت ايلاف...نسيت كيف ادعي....نسيت الله والله نساني........

ايلاف بنفعال: استغفري ربج نور....شالحجي.....

نور : انا ضايعة ....ضايعة ايلاف مو قادرة أوقف على رجولي....من صدمة لصدمة...من قهر لقهر.....مو عارفة كيف اهرب من هالاشياء.....لدعيت ربي ....دعوتي تجي لي بالعكس يا ايلاف....بالعكس....

ايلاف تنهيها بعنف : استغفري ....استغفري يا نور..... قَالَ وَمَنْ يَقْنَط مِنْ رَحْمَة رَبّه إِلَّا الضَّالُّونَ .....

نور بوجهه محمر وبغصة: كيف اتصرف مع اللي يصير؟...يوسف...مرضي.....حياتي....
ايلاف بصدمة: مرضج؟

هزت رأسها وهي تردف: فيني صرع نفسي....يا ايلاف....شي يفشل...ويقهر...ويضعف.....يخليني بالموت اتنفس....يا ايلاف...

ايلاف حقًا شعرت بالفرق الآن
ما حدث لها مؤلم
ولكن لم يصل لدرجة معاناة نور
احتضنتها وهي تطبطب عليها: بذكر الله كل شي يهون يا نور........نوري قلبج.....بذكره.....وبتقربج منه....وبتعرفين كيف تتصرفين......

نور بكت: مو عارفة ....مو عارفة.......

ايلاف اغمضت عينيها: بعلمج انا بعلمج....
سندرا نظرت لوالدتها التي تبكي....
تحدثت: ماما...
ابتعدت نور عن ايلاف بسرعة ونظرت لسندرا وهي تقول: عيون ماما....

سندرا اشارت على عيونها
وسمحت هنا نور دموعها واحتضنتها وهي تقول: ما فيني شي ما فيني.....

ايلاف رقّى قلبها على نور...على ضياع هويتها....وضياع دينها...وتخبطها فيه....شعرت انها الآن مسؤولة تمامًا بالإمساك بيد نور ....لتخرجها من ظلمات الماضي إلى نور المستقبل.....وإلى الهدى.......ستخطو معها خطوة بخطوة للتعرف على الإسلام من جديد......ليشفى قلبها بعد ذلك من جميع دوامات التخبط التي تعيشه!
.
.
.
.
عادت للتفكير، ولتوبيخ نفسها.....لا تحبه....ولكن هو يحبها...لا تريده ولكن لا تريد ان تظلم ابنها!
تظن انها ستكون ضحيّة هذه المرة
تشعر انها ستضعف وستتنازل.....بعد لقاؤه بهذا الشكل
بهذا الضعف لن تنكر انه اضعفها!

لا زال قلبها مجروح منه.....ولكن ابنها سببًا في شفاء جزء منه!

هل تتراجع عن الطلاق؟
تعود إليه!
تمنحه فرصة جديدة ليجعلها تثق به من جديد!؟

صعب
الامر صعب وثقيل وموجب للحزن!
لم يبقى الا عدّة أيّام على عودة ابيها للوطن
عليها ان تفكّر الآن اكثر
.
.
اخذت تقطّع الطماطم بحده ، وبتأفف
لا تدري كيف تدير الأمور
كيف تعيد حساباتها من جديد؟
كيف تقبل ان تعيش معه رغم ما فعله بها؟!
هي لا تثق به
ولا بقلبه
هي تخافه
تخاف ان يجرح قلبها ويصدمه من جديد ويجعله يهوي واقعًا على الأرض دون ايدي تمسك به
كيف ستحبه؟ كيف ستتقبّل ان يشاركها كل شيء؟
الامر بات صعبًا...كلما حاولت ان تعيد التفكير
اتى امر حبه القديم في ذاكرتها
ليجعلها تتخبّط اكثر
.
.
صحت من زوبعة تفكيرها على صوت اختها نوف: الله كببببببببببببببببببببسه صح.......
التفتت عليها وهي تهز برأسها
(أي)
نوف أتت خلف اختها وطوّقت بديها خصرها
لتبتعد الجازي متنرفزة: وجع وجع الف مرة أقول لك اكره هالحركة
ماتت نوف ضحكًا : ههههههههههههههههههههه اه ياربي ......شكلك يضحك.......

الجازي بحلقت بعينيها: نويّف انقلعي عن وجهي لا اجرم فيك الحين......
ثم عادت لتقطّع الطماطم
فقالت نوف: واضح النفسية صفر مقابل واحد...
لم تجيب عليها
أكملت نوف بجدية: شصار ذاك اليوم؟
لم تجيبها اخذت الصحن واقتربت من القدر ورمت بداخله الطماط

نوف أكملت بلا ملل: رضاك على خالد وبندروه رغم اللي سواه شاغل بالي.....

الجازي بدأت ترش الملح
فقالت: بدل هالهذرة ....طسي جنب عبادي....
نوف منفعلة: الجازززززززززززززي تكفين تكلمي....احس بموت لو ما عرفت والله احاتيك....

الجازي بتوبيخ نظرت لها: حاتي عمرك لا تحاتيني.....تحاليلك آخر مرة مثل وجهك.........السكر عندك مو منتظم.......وحالتك النفسية لها دور بهالشي......

نوف احتقن وجهها علمت بندر اخبرها عن آخر زيارة لها بالمستشفى: حالتي النفسية عال العال....بس قولي خبّطت بالأكل.......المهم قولي لي.....وش صار.....ريحيني؟

الجازي بنفس عميق: كالعادة يبيني اشيل فكرة الطلاق من راسي

نوف بنفس عميق وهي تقترب من اختها: وهو الصادق شيليها......

الجازي عادت تحرك الطماطم بالملعقة: أحاول

نوف دون تركيز اردفت: أي حـ...
وحينما استوعبت الامر صرخت بفرح: حلللللللللللللللللللللللللللللللفي؟

الجازي وضعت يدها على اذنها: وقص في السانك.........فجرتي طبلة اذني....
نوف بحماس: حلفي حلفي.....يعني في امل ترجعين له؟

الجازي ابتسمت لأختها وبطنز: واضح تبين الفكّه مني؟

نوف: شوفي عاد لا تستهبلين على راسي لا احوسك هنا.....وش افتك منك.....الغبية ؟

الجازي بحلقت بها: لسانك متبري منك هالليام شكلك ناسية اني اكبر منك يا نويّف

نوف نقزت واحتضنتها لتردف الجازي صارخة: النار لا تحترقين يا الهبلة......

نوف بضحك: هههههههههههههههههههه والله فرحانه......اي فكري فكري....ترا سيف...ما ينتطوّف رزّة وجمال....وخقّة....ودكتور...واخلاق......

الجازي بنرفزة: وقلبه شقق مفروشة.....

نوف لم تستطع ان تتمالك نفسها: ههههههههههههههههههههههههههههه لالا في هذي كذبتي....عنده شقة وحده تسكنها الجازي ....

الجازي: عاد روحي عن وجهي.......خليني اكمل طبخ.....
نوف: بروح بروح بعد هالخبر الحلو.....
الجازي : شوفي عبد لله جلس ولا...

نوف وهي تخرج من المطبخ: عند بندروه ...

الجازي تنهدت بضيق وهي تقول: يارب ارجوك دلني على الطريق الصحيح.....
.
.
.
سئم من الانتظار....من الغوص في الأفكار....من مراقبتها عن كثب.....شعر بالتعب...وبالانهماك....ابنته تمارس معه معادلة القريب والبعيد في الآن نفسه.....مضى ثلاثة أسابيع.......وهو هنا.....ينتظر الفرج....ينتظر قلبها يحن عليه....اجبر ابنه ناصر واخيه وكذلك أبا سلطان بالعودة الى البلد لحضور زواج قصي رفضوا ولكن اخبرهم حاسمًا الامر
: سلطان معي.......
ناصر ب ضيقة: يبه تكفى.....انزل معنا...وبعدها نرجع.....
بو ناصر بوجه شاحب ومصفر: ما فيني حيل يابوك....وطاقتي نفذت....

بو خالد: ان ما نيب راجع

بو ناصر بنرفزة: لا بترجع......عشان اختك....زواج ولدها بعد بكرا.....ارجع ....يكفي انها زعلت علي يا بو خالد.....

بو سلطان : يوسف......انزل وبعد أسبوع نرجع هنا....

بو ناصر : نلعب حنا....ارجعوا....انا باخذ وقتي هنا وبرجع لكم.....
ناصر بحزن: بتهرب منا...يبه.......
تحدث منفعلا: وش اهرب......ناصر......انا حلفت ما ارجع إلا واختك تكلمني.......خلاص يابوك ارجع امك واخوانك بحاجه لك.....
سلطان لينهي الامر: خلاص يا جماعة ......خلوه انا كلها أسبوع واخلص اختبارات....وباذن الله بيرجع معي.....


بو ناصر يسلك لهم: أي برجع مع سلطان.....

بو خالد بضيق: امرنا لله......
.
.
.

.
.
لا تخرج من شقتها كثيرًا ، قلبه مُتعب ومرهق....وعضلته بدأت بالارتخاء...خاصة بعد ازمته القلبية الأخيرة

يشعر انه يحتضر....وينتظر مسامحتها له
اين انتِ يا ديانا؟
ليتها تأتي وترى كيف أصبحت ابنتها
قاسية ......مبتعدة......منعزلة عن العالم
طالبته احدى المرات عندما أتت اليه بإثباتاتها الشخصية واوراقها الرسمية
ومن بعدها لم يراها....ماكس اخبره انها أوقفت الدراسة لهذا العام بسبب ما فاتها
وصعوبة تماشيها مع الأوضاع الجديدة !
كانت جولي تنقل لهما كل شيء...
اخبرتهما انّ ايلاف لم تتركها يومًا
اخبرتهما انها هي وايلاف يخضعان لعلاج نفسي عند الطبيبة نفسها!
اخبرتهما انّ ايلاف اثرّت بنور بحثها على الصلاة
وقراءة القرآن
والصوم في أيام محددة!
اخبرتهما انّ نور بدأت تتقبل فكرة الحجاب ولكن ليس كما يجب
كانت تضع قطعة سوداء على شعرها ولكن من الامام والخلف يظهر شعرها
ولكن هذه خطوة جيّدة كما قالت ايلاف!
اخبرتهما ايضًا هي دخلت في الإسلام بفضل ايلاف
وانها رافضة امير
ولا تريد الزواج بأي احد!

ولكن لم تخبرهما ابدًا عن مسامحته ومسامحة حتى والدها يوسف!
لم تخبرهما ابدًا!
.
.
.
لم تحرمه من ابنته.....ولم تنتقم منه .....ولكن حرمته من رؤيتها ومن الدخول إلى شقتها.....
كان يأتي تخرج جولي.....لتعطيه ابنته....وبعد مضي ساعتين يرجعها لها...
شعر بأن فكرة مسامحته مستحيلة
وفكرة قبولها لعرضه الذي فكّر به
خيالًا
بدأ يتقبل الامر......وبدأ يفكر بمعالجة أخيه ليعود ويمشي على قدميه !
.
.
.
التقى بها يومًا عندما خرجت لتتقضّى للمنزل
حدثها بهدوء: نور.....سمعيني منيح....بدي اخبرك شغله مهمة....
نور وهي تحمل ابنتها : شعندك ؟

ماكس: تقبلي تتزوجيني؟

نور بملل وتأفف:لا.....
ماكس برجاء: دخيل الله فكري ئبل لا...
نور بجدية: ماكس انسى ......انسى اني طلبت منك هالشي.....انسى موضوع اني ارتبط فيك ....كل همي بنتي وبس.....مابي لا ارتبط فيك ولا في غيرك....
ثم نظرت لإيلاف: يلا ايلاف مشينا...

اغلق هذه الصفحة.....اغلقها مؤقتًا
حقًّا يشعر بمشاعر أخرى لناحيتها.....يشعر انه احبها...ولا يريد ان يضيّعها من يديه
ان لم توافق الآن ستوافق فيما بعد!
.
.
.
.
أغلقت صوت المنبّه
نهضت وهي تشعر بثقل في رأسها لم تنم جيّدًا
البرد يمنعها من النهوض...ولكن لن تتوانى عن النهوض للصلاة......
نهضت توجهّت للخلاء......توضأت
خرجت

توجهّت لنور التي تغط في سبات عميق ودافئ
: نور.....نور قومي...صلي...

نور تمللت : ايلافووووووه وخري

ايلاف .....اصعب امر عليها هو انهاض نور لصلاة الفجر.....لن تنسى انها ببداية الامر لا تنهض لتصلي ابدًا
لن تنسى انها اخذتها بالأسالة الكثيرة ....التي جعلتها تشتري كتب دينية .....وتحمل تطبيقات كثيرة على هاتفها لتستطع ان تجيب عليها....شعرت انّ نور متقبله دينها تمامًا ولكن لديها بعض الشبهات واستطاعت ان تتجاوزها
في خلال ثلاثة أسابيع لأنها بالأصل هي مسلمة ولكن ضائعة!
لو كانت كافرة حقًّا لما استطاعت ايلاف اقناعها بالإسلام
بينما جولي اقتنعت كثيرًا عن طريق مقارنة الدين الإسلامي بالمسيحي في نقاط معيّنة مما ساعد جولي تقتنع به
ولكن لديها وقت طويل لتلتزم به اكثر....


ايلاف بتهديد: قومي ولا بالماي البارد الحين...
نور تحدثت بتعب: عندي عذر شرعي....

ايلاف لن تنطال عليها هذه الكذبة: لا كذبين.......باقي أسبوع على ما تجيك......

نور تأففت ثم نهضت : حسابه مو آدميّة......
ايلاف نظرت لها بحده: روحي توضي....
نور أبعدت اللحاف عنها ودخلت الخلاء

تعترف انّ حياتها خلال الثلاث أسابيع بدأت بالتغير....بعد الصلاة....بعد الدعاء.....تشعر بالراحة......وبالقبول لحياتها.....شعرت بالسكينة......بالرضا قليلًا.....

ولن تنسى انّ العلاج النفسي مع هذه الأمور ساعداها في تخطي فترة الاكتئاب!
لم تشفى منه كليًّا ولكن يكفيها ما تعيشه الآن من راحة
اقنعتها ايلاف للخضوع للعلاج النفسي خاصة بعد ان تكررت عليها النوبة مرتين واخبرتها عن رغبتها للخضوع هي الأخرى لعلاج نفسي لتتقبل بعدها طارق!
وكلًّا منهما شجعّت الأخرى
ومضى معًا بحب لرحلة العلاج
.
.
.
انتهت ايلاف من الصلاة وذهبت لتوقظ بلطف جولي لتصلي.....وبقيت بجانب سندرا وفي الآن نفسه لتراقب جولي هل تصلي ام لا
ولكن حقًّا جولي كانت متقبلة الامر
صلت وانتهت ثم عادت تنام
وعادت الى للغرفة

فقالت نور: سندرا نايمة

هزت رأسها ايلاف
الذي اقتربت فقالت: أي.....ترا بكرا بروح عند طارق...
نور ابتسمت هنا وغمزة لها : ليلة رومنسية يعني؟

ايلاف بحده: قليلة ادب....
نور ضحكت: هههههههههههههههههه ما قلت شي...

ايلاف : المهم بروح معاه ......نرتب اوضاعنا بنجهز لسفرتنا للروما....
نور الى الان تظن انّ ايلاف تمزح في هذا الامر
لم تظنها جادة لهذه الدرجة
اردفت: من جدّك انتي؟
ايلاف: أي......والله صج......
نور : ما فيه وحده بعقلها ما تبي تفرح بيوم عرسها.....

ايلاف منفعلة: قلت لج ما ابي ارجع الكويت.......خلاص هم قالوا للناس تزوجت ليش بعد ارجع عشان لوية عرس وغيره......نسافر معه شهر عسل وخلصنا.....هم أصلا ما يبوني....وانا ما ابي اروح عشان لا اسالهم ليش وضيّق صدري....

نور بتفهم: سوي اللي يريحك.....بس من حقك تسألينهم ترا

ايلاف بضيقة صدر: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ

نور : والنعم بالله ....بس احس هالشي مأثر عليك مرا....سألي عن اللي بخاطرك.....
ايلاف : مابي اضيّق صدري يكفيني الحين اني تقبّلت طارق....وعقبالج ما تتقبلين ماكس...ويوسف وامير.....

نور كشت على ايلاف بيدها وعبست بوجهها: لا عاد تجيبين طاريهم....
ايلاف بجدية: لمتى؟
نور بنرفزة: ليوم الدين!

ايلاف بهدوء: نور....مهما صار ....ترا يبقى ابوج ......واظنج قريتي وايد عن عظم بر الوالدين يا نور....

نور بيأس: مو قادرة اسامحه عشان اقدر اقابله.......يا ايلاف...


ايلاف : لا سامحينة.......بس روحي شوفيه.....المسكين كل يوم اشوفه تحت العمارة....ينتظرني انزل عشان أقول له عن وضعج وحالج.....ولرديت من الجامعة هم اشوفه......ويسألني مرة ثانية....الريّال مشتفق عليج....وندمان.........نور....لا تقسين عليه....يكفي امج قست عليه........
نور بانفعال: حاولت ......بس ما قدرت....

ايلاف: حاولي من جديد........وبعدين ......لا تعضين اليد اللي ربّتج.....وسمت عليج.......

نور بطنز: الحييييييييييين بجيب لي طاري الزفت امير............شالفجر المخيس ذا.......

ايلاف ابتسمت رغمًا عنها: ترا الريّال مريض.......عنده ارتخاء بالقلب بعد ازمته القلبية اللي دخل فيها.....وكل يوم.....والله انه كل يوم...يرسل لي سلام لج.......ويحط بذمتي اقولج انج تسامحينه.......على فكرة امير اسلم ترا.....ماكس واضح انه اثّر عليه.....

نور بتنهد وضياع: المطلوب الحين؟

ايلاف بهدوء: تتقبلين وجودهم بحياتج.......هذاك ابوج....وذاك اللي رباج وكبّرج....ما قول سامحيهم.....بس بردي قلبهم.......لا تخلين ابليس يلعب براسج.....ولا تخلين قلبج اسود وحقود......

نور استلقت على ظهرها: انام ابرك لي على قولتج....

ايلاف بضحكة: هههههههههههه ادري تأثرتي.....وكلامي بجيب نتيجة معاج......
نور أغلقت نور الاباجورة: انكتمي بس!
.
.
.

أتت وهي تضع صحن البيض امامهم فاردف: شالصباح الحلو هذا.....

وضع أخيه يده على جبينه وهو يردف: امانه انت مسخّن؟

اخذ الأخرى يجس نبضه: أتوقع عند هبوط....

ضحك الآخر : هههههههههههههههههههههههه والله صدق سيف ......مو صاحي.....

ام سيف: اتركوا اخوكم بحاله.........وانت ابلع وقوم ودني لبنتي مُهره.....ابي اطمن عليها.......اعرفها ما تاكل.....واللوعة ماسكة معها......
قصي قبّل كف يدها: طيب يمه طيب....بس خلينا نطقطق على هذا اشوي.....

جسّار هو يمضغ الخبز: إلا صدق الحين ببيت عمها ولا في شقتك......

عزام فهم نذالة أخيه فقال: أي صدق وين هي فيه؟
سيف فهم خبثهما فزاد العيار اكثر: اظنها بالشقة ......

شهقت ام سيف وضربت على صدرها: لا تقول صددددددددق يا قصي....

غص في اكله وكح بقوة فأخذ سيف يضرب على ظهره ليقول: شفتي هذا البرهان....يمه....

قصي دمعت عيناه: الله...يـ...
قاطعه عزام: لا تلعن.....يا عدو الله......

جسّار بضحك: ههههههههههههههههههههههه

ام سيف: صدق اللي يقولونه....

قصي بجدية: أي يمه صدق....هي ما ترتاح بيت عمها...وجلوسها هنا ...بجيب لنا كلام لا يودي ولا يجيب......

ام سيف بانفعال: حسبي الله على طيشك .......نعنبوا تتركها وهي تعبانه من هالحمل....والتجهيز.....

قصي: قلت لكم ماله داعي هالعرس......خلاص اجيبها ونسكر الموضوع.....

جسّار وهو يشرب الشاي: مثل الشيّاب يعني.....

قصي : انت انكت ....انكتم ولا والله بهالملعقة على راسك...
عزام : ههههههههههههههههه انحشر انحشر...
سيف : هههههههههههه هد اعصابك قصقوص....
ام سيف : اف منكم......سكتوا.......
ثم التفتت على قصي: وانت قم انقلع اشوف.....بقوم اجهز ودني لها......
قصي : طيب...
نهضت لتجلب عباءتها....
عزام: اغسلت شراعك الوالدة بطريقة غير مباشرة......

قصي بقهر: يا جعلني اغسلك بايديني...
جسّار بفجعة رمى عليه علبة المنديل: وجججججججججججع يا حقود.....لا تدعي.....

سيف ضحك: هههههههههههههههه خلوه مقهور مقهور.....
قصي نظر اليه: كل تبن انت بعد .....من عاشر القوم أربعين يوم.....هذا وضعك انت.....فجأة صرت مثلهم
...

سيف وهو يمضغ الخبز: يحق لي والله يحق لي.....

جسّار: والله لو ابوي هنا.....كان غسل شراعك بعد......اقول اركب سيارتك...لا تمسح فيك البلاط الحين....
عزام : اسمع اخوك....يلا...
قصي تنرفز منهم فخرج سريعًا على قهقهت سيف!
.
.
.
.
نزلت من غرفتها وهي تركض كالمجنونة
وتصرخ: يا جمااااااااااعة .....يا جماااااااااااااااااعة....

نهض اخيها ....وتبعته الجازي التي ترضع ابنها .....
خالد بفجعة: شصاير ........؟

نوف وقفت امامهم وهي تلتقط أنفاسها
ابتسمت: ابوي اتصل.....قال بكرا بوصلون هنا....


خالد حنق عليها.....واخذ الغضب يتطاير من عينيه وبصرخة: الله ياخذك خوفتينا...........يا المجنونة......وانا قول وش فيها تصارخ.......

نوف بضحكة: هههههههههههههههه قلت اسوي لكم شو....

بندر انحنى ليلتقط نعلته ويرميها في الفراغ بالقرب منها: وقفت قلبنا....
الجازي : حسبي الله عليك كأنك مجننتنا.......يا جعل يجيك نصيبك نفتك منك....

نوف باستهبال: آآآآآآآآآآآآآآمييييييييييييييين

خالد بصرخة: بنتتتتتتتتتتت

بندر : ههههههههههههههه مشفوووووووووووحة خلها خلها.....

نوف : ما ينمزح معاكم...
ثم قالت للجازي: جوجو جهزي نفسك.......اليوم العصر بروح السوق....

خالد كتف يديه: ومن بوديك ان شاء الله؟

نوف بنبرة خافتة: انت.....

بندر : ههههههههههههههههههههه حلم ابليس بالجنة.....
نوف بنرفزة: عرس قصي بعد بكرا ولا رحنا السوق عشان الأوضاع......حسوا ياخي...

الجازي بتفكير: صادقة نوف......لازم نروح.....
خالد ابتسم في وجه اخته الجازي: دام ام عبد لله تبي تروح خلاص تم...
نوف بتقليد: داااااام ام عبببببد لله تبي.....
ثم قالت بهيجان: وانا صار لي ساعة التح ما نقالت لي كلمة حلوة....

خالد التفت على بندر: وخرها عن وجهي لا اذبحها الحين...
بندر : ههههههههههههههههههه خلها خلها والله توّنس

نوف وتتجه لناحية عبد لله: ليش شايفني مهرج ...؟

الجازي بضحكة: هههههههههههههههه مهرجة الناصي .....

ضحك بندر وخالد لم يمنع نفسه من ان يبتسم
.
.
.
.

فكرت الطلاق تواردها
فكرت الهروب ما زالت تمكث على صدرها
دخلت في مرحلة الاكتئاب
مرحلة الانزعاج
مرحلة الانطواء
تعب مشعل منها
ملّا من بؤس حياتها
طلبته ان تذهب إلى منزل ابيها
ولم يرفض
وبقيت في زاوية غرفتها تبكي
لا تعلم ماذا يحدث لها الآن
رغم مرّ ما يقارب الشهر الآن ولم تحدث فضيحة
ولم ينتشر الخبر
ولكن تشعر بالحزن
بالخوف
بعدم الاطمئنان
تشعر بالخيانة
لا تدري كيف تعيش وتستمر
لا تدري كيف تمضي في حياتها
دون ان تفكر بأمر ايلاف
حقًّا لا تدري
ولكن جلّا ما تفكر به الآن الطلاق
والافتراق!
.
.
.
انتهى





اشوفكم على خير في البارت الأخير



راح اتاخر عليكم في تنزيله ......بسبب فترة الاختبارات اللي امر فيها


خلاص هانت
بارت واحد وننهي روايتنا(*


تحياتي

شتات الكون



 

رد مع اقتباس