الموضوع: سبارتينا |h.s
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2020, 01:49 PM   #9
EINAS



الصورة الرمزية EINAS
EINAS غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 219
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 المشاركات : 5,823 [ + ]
 التقييم :  9352
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 SMS ~
التفاؤل في ظل هذه الظروف يكاد يكون وقاحة !..
لوني المفضل : Pink
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

سبارتينا |h.s












بارت3

طرقَ كعبُ ماريآن العالي على تلك الأرضية الفخمة، بينما تبعت الموظفة النحيلة وهي تُعرّفها بالمكان.
وبرُغم الإرهاق الذي أثقل جسد ماريآن إلا أن شيئاً ما جعلها تشعرُ بالحماسه لإنتهاء
من هذا ثم زيارة جونز حتى يمكنها تنظيمُ كلّ شيء.

"أخيراً.." قاطعت الموظفة شرود ذهن ماريآن بقولها: "هُنا مكاتب قسم المالية، صحيح أنه يُعتبر في القبو
ولكن ليس للأبد فقط حالما تنتهي الإصلاحات."

ابتسمت ماريآن برضا، فهي في الحقيقة لا تهتم بموقع مكتبها، كلّ مايهمها هو العمل الآن ثم مقابلة جونز لاحقاً.
غادرت الموظفة وتركت ماريآن وحدها لتقوم بترتيب أمورها ولربما التعرّف على زملاء العمل.
ورُغم أن ماريآن من النادر أن تحتكّ بالناس الجُدد ولكنها كانت مضطرة للتعرف عليهم، فهي تحتاجُ
أحدهم ليرشدها في يومها الأول.

لحُسن الحظ أخبرها الجميع بأنهُ لا يوجد عمل لذا يمكنها التوقيع والرّحيل.
كان ذلك جيداً بالنسبة لماريآن، فحملت حقيبتها سريعاً ثم خرجت من المبنى واستقلّت
سيارة أجرة متوجهة نحو العنوان الذي كتبهُ لها برادلي بالأمس.

عندما وصلت ماريآن أحبّت منزل جونز من الخارج، لقد غيّر منزلهُ تماماً، لا يبدو كما تذكرهُ ماريآن مطلقاً.
كان كبيراً وبهِ حديقة أمامية وممشى وغيرها من المواصفات التي أبهرتها.
ضغطت ماريآن على جرسِ المدخل ليأتيها صوت جونز المألوف عبر مكبّر الصوت: "من؟"

تمتمت ماريآن بهدوء: "أنا ماريآن، أتذكرني؟ لقد حدّثك برادلي بشأني."
فُتِحَ باب منزلهِ الضخم فجأة ليكشف عن جونز المُسن قائلاً ببهجة: "ماري! لقد كبُرتي!"
ابتسمت ماريآن لبهجتهِ ثم تقدمت لتعانقه قائلة: "مرحباً جونز، لقد مضت مدة طويلة."

دعاها جونز للداخل وقد طلبَ من خادمتهِ تحضير الشاي، كان كلّ هذا جديداً لماريآن
فهي على حسب ماتذكر أن جونز كان موظفاً عادياً في أحد شركات الكمبيوتر، كيف وصل لكل هذا؟

ولكن مع تبادل الحديث شرح لها جونز التغيرات التي طرأت على حياتهِ وأنهُ ليس من الضرورة
أن يكون مجال دراستنا هو ذاتهُ مجال عملنا ورزقنا.

"بخصوص مجال الدراسة.." بدأت ماريآن تقول مترددة.
"أعلم، برادلي أخبرني، وسأحب أن تنضمي لدوراتي." قاطعها جونز قائلاً بينما ارتشف من فنجانه.
"أنا حقاً شاكرة لك." قالت ماريآن بإمتنان واضح في نبرتها، كان من النادر أن يفعل أحدهم شيئاً لها لذا فهي غير متعودة تماماً.
"متى تحبين البدأ؟ غداً؟" سأل جونز بينما اعتدل في جلستهِ.

ضحكت ماريآن ثم قالت بخفة: "أشعرُ بالحماسه الشديدة لدرجة أني أودّ البدء الآن."
ولكن جونز فجأها بإجابتهِ الجديّة: "لا مشكلة، فقاعة الدراسة في منزلي بأية حال."
توقفت ماريآن عن الضحك ثم سألت مستغربة: "أحقاً ماتقول؟"
أجاب جونز: "أجل فمنزلي كبير، وهذا مريحٌ لي بدلاً من التنقل."
هزّت ماريآن رأسها متفهمة.
"إذاً ماقولك؟ نبدأ؟" سأل وقد بدا متحمساً هو بدوره.
"أودّ ذلك حقاً." أجابتهُ ماريآن وهي تحاول جاهدة أن لا تبدو مغفلة بملامح السعادة المفرطة التي علَت وجهها.


قادها جونز نحو قاعة الدراسة، كانت تُشبه تلك القاعات التي تدرسُ
فيها في الجامعة، طاولات، ولوح شرح، ومكتب وكُرسيّ وكلّ شيء.

ثم بدأ يشرح لها عن كيفية تدريسه، وعمّا يطلب من التلاميذ أحياناً.

وبما أن ماريآن طالبة جامعية وموظفة في الوقت ذاته لذا هو لن يقوم بإعطاءها عدد الواجبات نفسه، فهو يعرف
كمّية الضغط الذي تتعرّض له، لذا فهو سيقوم بإعطاءها واجباً منزلياً فقط وستقوم بتسليمهِ في آخر الدورة
حتى يمكنها العمل عليه متى ماكانت متفرغة.

كانت ماريآن ممتنة جداً لتفهُم جونز موقفها وظروفها ومواعيدها، لذا فهي لن تخذله هو وبرادلي أبداً.

قام الحماس بالإستحواذ على كليهما فبدأ جونز يشرح لها مدخلاً صغيراً في علم النفس، ثم اندمجا
في الحديث ليتطرّقا لمواضيعٍ متفرّعة كلُغة الجسد و الطاقات وغيره.

كانت لغة الجسد ليست بالموضوع الجديد بالنسبة لماريآن
فهي قد درست نبذة عنهُ قبلاً ولكن عندما تعمّق فيهِ جونز لفتَ نظرها أكثر
وقد طلبَت من جونز أن يقوم بالتركيز عليهِ أكثر حتى نسِيَ جونز نفسهُ وهو يتحدث.

لطالما كان هذا قاسماً مشتركاً بين جونز وماريآن فهما عندما يتحدثان عن أمرٍ يشعران بالشغف تجاهه
فهما حتماً لن يخرسا للحظة ولن يشعُرا بالوقت.
تمنّت ماريآن لو أنها تستطيع الشعور بشغفٍ مماثل تجاه مجال دراستها الجديد، لربما تستطيع إحتمالهِ ولو قليلاً.

"ماري، أظن بأني حصلتُ على الواجب المنزلي المناسب لكِ." قال جونز عندما توقف عن الشرح أخيراً وجلسَ فوق كُرسيّ مكتبه.
نظرت لهُ ماريآن بإستغراب وأنتظرتهُ ليخبرها.
صمتَ جونز قليلاً ليقوم بتقليب كلامهُ في رأسه ثم أخبرها فخوراً بفكرته: "أُريدكِ أن تكتُبي عن لُغة جسد شخصٍ ما، شخص لا تعرفينه."
قاطعت ماريآن مترددة: "ولكني.. لا أتقن لُغة الجسد تماماً."
ابتسم جونز ثم أجاب بثقة: "تعرفين القليل، صحيح؟ أكتبي عمّا تعرفينه. لا أُريد واجبكِ غداً.. أريدهُ عند إنتهاء الدورة
وكلّما تعلمتي شيئاً جديداً طبّقيهِ على ذلك الشخص."

بدت تلك الفكرة مغرية جداً لماريآن، فلطالما أحبّت هذا النوع من التحديّات.

قامت ماريآن بشُكر جونز مجدداً ثم حملت حقيبتها وودعتهُ وخرجت، وقد كان ذهنها يعجُ بالأفكار
أعجبها التحدّي ولكن عليها أن تكون جادة بخصوصه.

ثم فكرّت ملياً.. عمّن يمكنها أن تكتب؟ شخص لا تعرفه، كيف يمكنها البحث عن الشخص المناسب لتُحلل لغة جسده؟

توقّفت ماريآن عند متجرٍ صغير لبيع الأدوات المكتبية، كانت تحتاجُ لدفترٍ صغير لتدوّن فيه، بالإضافة إلى
عدّة أشياء للعمل كالملفات البلاستيكية والمُنظّم وغيره.

كان يوماً طويلاً، وكلّ ماتحتاجهُ الآن هو وجبة عشاء ثم سريرها الدافيء.
عندما خرجت من المتجر داعبت أنفها رائحة التوابل الإيطالية، فالتفتت نحو الرائحة لتلمح لوحة مطعمٍ صغير في الزاوية.


"سبارتينا"

لا يبدو إسماً إيطالياً، ولكن رائحتهُ حتماً بدت شهية لماريآن بعد يوم عملٍ طويل.
لم تستطع ماريآن السيطرة على قدميها التي سارت من تلقاء نفسها نحو المطعم، ثم أخرجت
هاتفها لتقوم بإرسال رسالة إلى جينيڤر تخبرها بأنها لن تقوم بتناول العشاء في البيت.

جينيڤر على الأرجح ستفقد صوابها ولكن ما الضرر الذي قد يحدث لو تناولت ماريآن طعامها خارجاً لمرة واحدة؟

فتحت ماريآن باب المطعم لتدخُل وقد رنّ ذلك الجرس العتيق المُعلّق فوق الباب كما في العصور القديمة.
وعلى الرغم من فخامة المكان إلا أنهُ بدا بسيطاً.
جلست ماريآن على إحدى الطاولات وراحت عيناها تتأمل المكان، كان شبه فارغ، لا يوجد سوى عائلتين
ثم لمحت جلسات خارجية من النافذة.

كان المطعم يفتح الشهية للطعام.

تقدّم النادل ووضع قائمة الطعام أمام ماريآن
التي لم تحتار بل طلبَت معكرونة آربياتا الإيطالية، التي اشتمّت رائحتها من الخارج.

ابتسم النادل لها ثم أخبرها بأن طبقها سيكون جاهز خلال خمسةَ عشر دقيقة.
بينما كانت ماريآن مشغولة في تفحّص المكان وديكورهِ العتيق، رنّ جرسُ الباب مُشيراً لدخول أحدهم
مما قاطع تأمل ماريآن لتلتفت نحو الباب.

هُناك وقفَ رجل في منتصف العشرينات، يرتدي ثياباً رسمية لا تليق ببساطة المحل
ذو شعرٍ بُنيّ داكن تتخللهُ اللفائف عند كتفيه، كانت عيناهُ الخضراوين مرهقة وقد بدا
وكأنهُ واجه يوماً طويلاً كماريآن تماماً.

تقدّم نحوهُ النادل مبتسماً قد صافحهُ وتبادلا أطراف الحديث، ليبتسم الرجل ويضحك ضحكة لطيفة جداً
مع غمّازة حُفرت في خدّه الأيسر، ثم قادهُ النادل لطاولة بجانب النافذة.

بدا وكأنهُ يعرف النادل، هكذا اعتقدت ماريآن.
ولكنها لم تكفّ عن النظر لهُ، بدا غريباً جداً بالنسبة للمكان بمظهره الرسميّ الأنيق، فهو يبدو كذلك
النوع من الأشخاص الذين يأكلون في تلك المطاعم الفاخرة جداً، التي تحتاجُ لبيعِ حياتكَ كاملة حتى تدفع ثمن أحد أطباقهم.

إستغلّت ماريآن فرصة إنتظار طعامها وأخرجت دفترها الصغير لتقوم بتدوين لغة جسد هذا الرّجل.
في حركة يده، ونظراته، وطريقة إختياره للطعام، حتى لاحظت بأنها كتبت صفحتين عنهُ بالفعل.
وصلَ طعامها في تلك اللحظة للتوقف عن الكتابة وتأكل طعامها المُنتظر مُتجاهلة وجود ذلك الرجل تماماً.







هلو يا حلوين
هاد البارت الثاني أتمنى يعجبكم
اشكر red moon المجنونة و الشحاتة ليليان و ash ومنفى على دعمهم الجميل

بالنسبة لموعد النشر رح يكون كل يوم بارت أو بارتين حسب فضاوتي وسرعة النت
ومثل ما أغلبكم يعرف انا عندي دراسة كتير
فيمكن ما اقدر ارسل اشعار أو رسالة أن في بارت جديد
لهيك هي الفترة شيكو بنفسكم لو سمحتو
دمتم بود








 
 توقيع : EINAS






نسمات عطر نبع الأنوار




التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 04:35 PM

رد مع اقتباس