عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-2020, 02:47 PM   #11
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت الخامس






البارت الخامس
.
.
.
.
.

بعد أن وصلت إلى المنزل ، لم تتردد في إطلاق العِنان للبكاء حتى شعرت بالدوران في رأسها ونامت نومة طويلة بعد أن بذلت كل هذا الجُهد ، هي لم تبكي لأنها أُجبرت على أن تشهد على هذه الصرخات والبكاء والدموع والشعور بالإختناق لا هي بكت خوفًا من الفقد والحرمان والموت! بكت خوفًا من أن تفقد أختها فجأة تحت ظلّ هذه الرجفات والرعشات المستمرّة

فقدت حنان والدتها في وقت هي في أشد الحاجة إليها ولن تنكر جهود خالتها في سد هذه الفجوات التي تُشعرها بالنقص ولكن الجازي كانت تُغدق عليها بالكثير من الأشياء التي فقدتها بعد هذا الزواج الذي توّج بهذا الابن الذي ظننته سيكون سببًا في موت أختها!
جميعنا سنموت في الوقت وفي اللحظة التي كُتِبت وقُدّرتْ لنا ولكن أن ترى شخصًا يعز عليك يتجرّع مرارة الموت ويحاول محاولته في النجاة منه سيكون أمرًا مرعبًا بالنسبة إليك ويعتبر فوق طاقتك في تحمله وفي تقبله ايضًا!
لا تدري كم مضى عليها وهي تنظر لتخطّف ألوان وجه اختها ولا تدري كيف لم تستطع أن تخرج من ذلك المكان حينما بدأت اختها تأن بأنين موحش وبارد وصوتها يتردد في أرجاء الغرفة المخيفة بذكر الله وباشتياق تصرخ في لحظة ضعف لوالدتها هذا الأمر جعلها تقف أمامها بلا حول ولا قوة!
شيء لا تستطيع وصفه لا بكلمات ولا حتى بأحرف لذا استسلمت لنوبة الجنون التي دخلت فيها ، استسلمت لخوفها من الموت وبكت لا تريد أن تشهد على موت اقربائها وبالأخص احبائها فهي لا تملك الطاقة الكافية في تحمل عواصفهم وأنينهم وآلامهم الذي يُشعرها بالذعر والعجز!

بعد كل هذه العواصف التي عصفت بها وبنفسيتها قرّر أخيها أن يطمئن عليها لذا دخل فجأة غرفتها فرأى جسدها يرتعش وقلبها في تلك اللحظة يرجف خوفًا من الفراق! فعلم أنها بحاجة ملحة لإبرة الأنسولين فحقنها بها ونامت دون شعور!

وبعد مضي وقت طويل جلست ، وهي تشعر بصداع عارم لرأسها نظرت لساعة الحائط المقابلة لسريرها وشهقت: ااااف نمت كل هالوقت .....

ثم نهضت من على السرير وتوجهت للخلاء استحمت سريعًا وخرجت للغرفة لتجفف شعرها وبعد أن جففته قضت صلاة المغرب والعشاء ثم خرجت من الغرفة وكان المنزل هادىء تثاءبت
ونزلت للطابق الارضي وخَطت بخطواتها ناحية المطبخ وتوقفت حينما سمعت صوت: وش هالنوم يا خيشة النوم سحبتيها نومه من العصر لذا الحين ....مستوعبة الحين الساعة تسع الليل ولا لا؟

نظرت إليها بوجه خالٍ من التعبيرات مسحت على شعرها وهي تقول: هلا شيخة.....وش مجيّبك انتي؟
شيخة نهضت لتردف مازحة: والله ما تستحين على وجهك.....هذا بدل ما ترحبين بوجودي تستنكرينه هااا......
ضحكت نوف هنا وهي تمسح على وجهها: ههههههههههههه والله مو رايقه لك يا بنت العم....تعبانة مرا....
شيخة مسكت يدها ومشت معها لناحية المطبخ: وشفيك يا حظي؟
نوف حكّت جبينها وبهدوء: اليوم اللي صار خلاني اعيش خوف ورعب.....من إني اجرب شي اسمه ولادة....
شيخة شهقت لتردف وكأنها تذكرت أمرًا: هاأأأأ.....ذكرتيني تدرين أمي لم قال لها خالد انك دخلتي مع الجازي غرفة الولادة وش سوت.....
نوف سحبت الكوب وسحبت الغلّاية لتسكب الماء الدافىء بداخله لعمل قهوة تركية سريعًا: وش سوت؟
شيخة ضحكت: هههههههههههههههه سفلت فيه وفي بندر وقامت تصارخ كيف رضيتوا تدخلونها.....وعيب .....وبكرة تتعقد البنت ومن هالكلام....وهي مستمرة في الحكي لين قال ابوك لها...... الجازي طلبتك وما رضى يرفض طلبها....
ثم قفزت لناحيتها بطريقة عربجية جدًا!: المهم وصفي لي شعورك وقولي لي وش شفتي؟
نوف رمقتها بنظرات: والله أنك رايقة .....
شيخة بفضول : تكفين عاد تعالي قولي لي ...غردي....
نوف ابتسمت بتعب: ما شفت اللي تبيني اقوله......بس شفت الموت يا شيخوه......شفت وجه أختي وكيف تصارع الموت وتبي الحياة.....واصلا كانت حريصة اني ما التفت....فما شفت شي....غير وجه الجازي...
شيخة بمزح : حسافة....
فضربتها نوف على جبينها لتردف: وربي منحرفه انتي ......بس لم طلعت حسيت بقرف ......وريحة الدم وصلت للنخاع.....وكأني استوعبت...إني حضرت معها ولادتها....
شيخة تبعت نوف بعدما أن خرجت من المطبخ وجلست على الكنبة فجلست بجانبها: اهم شي سلامة الجازي الحين
ثم انتبهت لنوف وهي تبحث عن شي ما فاردفت: وش دورين؟
نوف: الريموت....
شيخة تحدثت: ما نبي تلفزيون....وتراني صار لي وقت من جيت بيتكم وجوعانه كنت انتظرك تجلسين عشان نطلب....
نوف واستوعبت الأمر: صدق من جابك؟....ووين الباقي....
شيخة اسندت نفسها على الكنب: الكل راح للجازي....مو الكل...بس اخوانك وابوك عندها وامي.....وانا جابوني عشان اظل جنبك....وكذا....
نوف ارتشفت من قهوتها : زين جيتي.....عشان نفلها...
شيخة ابتسمت بخبث: اخيرًا طلعتي من الكآبة....
نوف كشت عليها: وربي للحين قرفانة من الموضوع بس أحاول انسى ....

شيخة : شرايك نسحب على المدرسة بكرا ونسهر مع بعض...
نوف ابتسمت: ما قول لا.....اصلا كذا ولا كذا ما بروح بكرا...
شيخة تربعت على الكنب ثم تحدثت: أي عشان نسولف.....وابي اقول لك شي....
نوف وضعت الكوب على الطاولة الزجاجية وجلست بنفس طريقة شيخة لتصبح مقابلة لها: وش صاير بعد؟
شيخة بللت شفتيها : حزّري و فزّري
نوف ضربتها على فخذها: خلصي علي ولا تمددين بالسالفة ...
شيخة مسحت على مكان الضربة: وجع وش هاليد ....
نوف أدارت عيناها كالمغشي عليه: خلصيني وجع تكلمي؟
شيخة أبعدت شعرها للوراء: بس أوعديني ما قولين لأحد لا لاخوانك ولا حتى بينك وبين نفسك....
نوف : الله واضح الأمر كبير....وش مهببه يا تبن....
شيخة عبست بوجهها: انخطبت...مو انخطبت بس ....
نوف بصوت عالي: فهمنا فهمنا والله.....طيب ليش تقولينها بزعل ....
شيخة انتفض قلبها هنا خوفًا مما هو آتٍ: انتي تعرفين ليش...
نوف بجدية: وربي انك غبية وبضيعين نفسك ....عشان الخبل اللي تحبينه ....انا ابي اعرف مَن؟ .....عشان احكم يستاهل هالحب ولا....
شيخة حكت جبينها وبتشتت وتوتر: احسن لا تعرفينه....
نوف بتهديد: بيجي يوم واعرف....بس وربي انك خبلة تنتظرين واحد بس يوعدك ولا يوفي.....وواضح ماخذك تسلية وانتي مثل الثور المنكب على وجهه....تصدقين خُرافاته وخزعبلات حبه....
شيخة بزعل: نووووووف......لا زيدينها علي وربي هو صادق....ولا يكذب بس يبي....يخلص دراسة ويجي يقدم لي....
نوف كتفت يديها: طيب قولي لي من هو....من ولده....من أي عائلة....من أي قبيلة.....كيف عرفتيه....
شيخة بتوتر : بعدين نكلم بهالموضوع بس انا مابي ازوّج غيره...
نوف اخذت نفس عميق ارتشفت من قهوتها واردفت: طيب من اللي جاي متقدم لك...
سرحت شيخة لتردف: سلطان ولد بو سلطان صديق ابوي...
شهقت هنا نوف : شنووووووووووو؟....مو من جدك؟
شيخه ارتعبت: هي وش فيك لا تموتين علينا
نوف ضربتها مرة اخرى على فخذها: يا كـ.....ورافضته....ترفضين سلطان .....ترفضين الزين.....كله.....وش يملي عينك انتي....وش يملي عينك غير التراب....
شيخة ضربتها على كتفها: وجع لا عاد تضربين من زينه عاد تراه جماله عادي ....وأقل من عادي...
شهقت نوف مرة اخرى: عميا انتي عميا كل هالزين .....وغير كذا ....وظيفة سنعة....وعيلة تشرف......وما تبينه....
وضعت شيخة يدها على خدها لتردف: أي كملي كلام العجايز بعد...
نوف ضحكت بخفة:...ههههههههههههه..... ترا بجد اتكلم ......كيف ترفضين هذا....
شيخة بتنهيدة: قلبي ما يبي الا ذاك....
صفقت بيدها لتكش عليها: مالت على قلبك وعليك....بالله حوليه علي....
شيخة ضحكت هنا: ......ههههههههههههههههههههههههههههه.....لا تخافين بحوله عليك بس خايفة والله من ردت فعل ابوي لرفضت...
نوف حركت حواجبها بمعنى (مستحيل): من الحين حلمي تمر هالسالفة هذي مر السّلام كلنا نعرف غلات ومعزت عمي بو ناصر لأبو سلطان ...لدرجة يعامله معاملة الاخو...وما ظل سفرة وجمعه إلا واشركه معنا فيها لدرجة صرنا مثل الأهل....
شيخة بخوف: قصدك يعني يجبرني عليه...
نوف شربت القليل من القهوة: والله يجوز....
شيخة ضربتها على ظهرها: زدتيني هم الله يلعـ...
قاطعتها بصرخة: وجععععععععع....وبعدين لا تلعنين......ما يجوز.....وتركي هالخبال عنك وفكري واستخيري زين....والحين قومي نسوي لنا شي ينوكل....
شيخة بملل: قلت لك نطلب ليش نحوس المطبخ؟؟؟؟
نوف بصوت عالٍ: وانا قلت نطبخ اصرف لنا....والبيت ما فيه رجال كيف بالله نطلع ناخذ الأكل من المندوب هااا....تعرفين بندر وخالد كيف مشددين علي في هالأمر....فما ابي اسوي لي وجع راس قومي نطبخ لنا باستا وناكل ....قومي بس....
شيخة بتذمر: طيب قداااااااااام

نهضوا ليتجهوا إلى المطبخ بينما في المجلس الرجالي دخلا كلًّا من والدها وأخوتها كان وجه ابيهم مكفهر وعابس جلس على الكنبة ونظر إلى ابنه
تحدث بحزم: ما تقول لي وش بينك وبين سعود ولد عمك....ما فاتني أنكم تتحاشون بعض بالمستشفى ووكل واحد ماله خلق الثاني شصاير؟ هااا.....تكلم...
خالد نظر إلى اخيه ثم اخذ نفس عميق كيف سيواجه أبيه؟ : يبه اللي بينا بس زعل بسيط......وبحلها انا....
بو خالد بعصبية: لا والله واضح شي كايد.....حتى ناصر يحاول يغطي عليكم بس ابد ما فاتني شي....وأنت تعرف شي بعد وساكت

بندر بصدمة: يبه وش دخلني....الحين.....اللي اعرفه بينهم مشكلة ومثل ما قالك بسيطة وبحلونها...
بو خالد بصوت اعلى وبنرة حازمة: دامها مشكلة بسيطة ليش مخبينها علي ما تتكلم يا خويلد...
خالد بلغ الصبر منتهاه تحدث بغضب: يبه الأخ غلط علي قدام اخوياه ورديت عليه وزعل......
بو خالد نهض واشار لهم بيده: شايفني بزر عندك تكذب علي هاااا......
بندر خشي على أبيه من هذه العصبية تحدث: يبه هدي والله الموضوع مو مستاهل...
بو خالد ضرب كتف ابنه خالد: اليوم ما تكلمون بعد بكرا اخاف تذابحون وقولون لي بسيطة! وش صاير تكلم ؟...ولا وربي....روحه لهالبعثة ما فيه يا خويلد....

فهم أنه موافق على بعثته والآن سيراوغه في قول الحقيقة لذا أخذ يتعتع بالحديث: يبه......ارجوك لا كبّر المسألة....
بو خالد رمقه بنظرات: بقول ولا شلون؟
بندر ازدرد ريقه وقوّس حاجبيه وحدّق في أخيه وكأنه يخبره بأن يعترف بالحقيقة!
خالد بيأس من ترك ابيه له: قد اخذ اوراق من سيارتي وعفّس فيها عن طريق المزح وهالاوراق حق الشريكة لقسم الحسابات ......وغيّر ارقام وحوس الورق حوس وكان سبب في خسارتنا.....
ما زال ابيه ساكت وينتظر التكملة: عاد انا طلعت من طوري وضربته وسببت له كسر بيده .....
بو خالد نظر لأبنه : يعني الكسر اللي صار له قبل ست شهور ما كان بسبب حادث على قولتكم بسيط........
خالد زفر: لا.....يبه أنت لمتني.....وفصلتني شهر عن الشريكة بسببه وانا سويت هالشي من قهري....
بو خالد بغضب : لا بارك الله فيك ولا في ولد عمك .......سواتكم سوات مراهقين .......ما فيكم غير الطيش.....والدجه....
خالد سكت ورمق اخيه بنظره وكأنه يستنجد به
فاكمل ابيهم: اصلح اللي بينك وبينه قبل لا تسافر ........محنا ناقصين مشاكل......والخسارة وعوضناها بس انت بجنونك لو ذبحته عمك يوسف وش كان رده عليك ! وكيف بتقدر تعوضه بدل ولده هاااا!......اترك عنك هالتهوّر والخبال.....والركادة زينة.....
وقبل ان يخرج قال: وأنت الثاني لا درعّم داخل بلا احم ولا دستور بنت عمك تراها هنا.....
ثم خرج
تحدث بندر: ابوي شكله يفكرني داشر...
خالد ابتسم بسخرية: داشر إلا نص....
بندر كتف يديه: لا تتمصخر علي......تو ابوي ممصخرك....المهم جد اخذ بخاطر ولد عمك .....واضح شايل عليك وبقوة وبعد....
خالد بملل من هذا الامر: كل ما حاولت اكلمه يصدني وش اسوي احب راسه يعني.....
بندر بجدية: اللي سويته فيه مو اشوي.....
خالد بعصبية وقهر: واللي سواه فيني مو اشوي بعد....ابوي عاقبني على شي ما سويته حرمني من الفلوس.....وشغلي........شهر.... شهر يا بندر ما هوب سهل والله.....عشان كذا ....راح اكمل الماجستير وارجع واستغل في شغلي....ولا منّت أحد.....
ثم خرج من المجلس
وتمتم بندر بكلمات ثم خرج هو الآخر....
ركب سيارته واغلق الباب بقوة سحب الهاتف واتصل على
اتاه الرد: هلا خالد.....
خالد قاد سيارته: انت بالبيت؟
تحدث بهدوء: لا بجي بيتكم آخذ شيخه....
خالد بحذر: لالا ناصر من بعد اذنكم خلوها تنام عند اختي الليلة....
ناصر بحيرة: ما ظنتي ابوي ما بوافق.....المهم قولي وش فيك متصل؟
خالد بلل شفتيه وضرب على مقود السيارة: ابوي عرف باللي بيني وبين سعود....
ناصر بحذر: لا قول.!!!!.....والله يا انه بيجلد اسعودوه على اللي سواه بشريكته....
خالد انعطف يمينا: لا لا لاتخاف من هالناحية......عمك حاط الغلط علي اكثر.....ويببيني اصالحه قبل لا اسافر....
ناصر توقف امام الإشارة: تسافر!....وين ؟
خالد : بكمل الماجستير....ببريطانيا....
ناصر بهدوء: اها الله يوفقك.....طيب....وش ناوي عليه...
خالد بجدية: ابي اشوفه.....بالاستراحة....الليلة.....كل ما اتصلت عليه ما يرد.....ارسل بقروب العيال......انه بنتجمع واسحبه معك ....
ناصر أخذ نفس عميق: طيب انا راح ارجع البيت الحين.....واشوف الوضع....
خالد : وانا بروح الاستراحه مع السلامة

.................................................. .................................
اثناء تجولّهم ومتعتهم في النظر إلى الطبيعة الخلّابة شعر برنين هاتفه فأجاب وهو يحاوط بيده زوجته بينما نور كانت بعيدة عنهم منشغلة في التقاط الصوّر لهما ولمن حولها ايضًا!اجاب : موافق على عرضك.....وبكرا تجي نتئابل(نتقابل) ونسلم ووتستلم...
ثم اغلق الخط ابتسم ! غدًا سيرى وجهه ...سيتعرف عليه.....سيواجه بقوة ....وسينهي هذه القصة الفاشلة!
رفعت ديانا وجهها له نظرت إليه بهدوء: شوفي مين المتصل؟
أمير قبّل جبينها وصرخت هنا نور وهي تردف: أحلى صورة التقطتها للحين....وش هالرومنسية.....
ديانا اشارت بخجل: والله طار عئلك(عقلك) بعد ما ركبنا الطيّارة....
ضحك أمير واحتضنها من الخلف وهمس في اذنها: خليها ة....
ثم صرخ: نور...صورينها وحنّا هيك وائفين(واقفين)
نور ركضت بجانبهما لتصبح قريبة منهما وبمحاذتهما قليلًا التقطت الصورة وابتسمت لهما ثم همّت بالذهاب ولكن استوقفها أمير: نور وئفي راح نرجع البيت .....
ديانا نظرت إليه واكمل: دانيال متصل علي مشان الشغل ....
نور مسحت على رأسها: والله هالمكان يجنن....بكرا خلونا نجي هنا...
ديانا امسكت بيدها : لا بدنا نروح لمكان ثاني
ثم نظرت لزوجها واردفت: شو رأيك نورح لتيري ....
امير بدأ يفكر بالأمر واخذ عقله يتشتت فقال: اذا افضيت من الشغل ما عندي مشكلة نروح....ليش لأ....
وقبل أن يركبا السيارة اشترت نور آيس كريم وانطلق بهما للمنزل ما إن اوصلهما حتى اتصل على دانيال : دانيال بدي شوفك هلأ وبسرعة.....جورج وافق على العرض بتاعي....
دانيال ترك اوراقه واطفأ سيجارته نهض: شو؟
أمير : متل ما اسمعت....عشان هيك....تعال.....بدوا بكرا نتئابل(نتقابل) ونسلموه المصاري(الفلوس)...
دانيال بتشتت: أمير بدّك تفهمني كل شي يخص جورج لأني مانّي فهمان شي....
أمير بعصبية: انت تعال ورح تفهم كل شي....
دانيال خرج من المنزل: هلأ راح اجيك....
وبسبب قرب منزلهما وصل إلى أمير وجلسا في حديقة الفيلا تحدث دانيال: شوفي فهمني بكل شي....
أمير بدون مقدمات: جورج خدعني في صفقة التجارة بالألماس......صرّح لي بنفسوا انه بئوم(يقوم) بتهريب أحجار مزيفة والماس على انها اصلية وماعرف شو بخبص....وبدو يهرب باسمي للسويد وبيعها في المزاد الكبير...خلال خمس شهور لتعويض خسارته اللي خسرها في واشنطن....وعرضت عليه انه اعوضه بمصاري بمقابل .....ننهي العئد(العقد)...
دانيال بتركيز: مشان هيك ...ئلت لي اعلن عن الشريكة والعمارة في المزاد...
هز رأسه بأسى....ثم ضرب على الطاولة التي أمامهما: طيب....انا بدئت متل ما ئلت لي.......وبعتها للشركة والعمارة....
أمير هو رأسه: بعرف بهالشي....
دانيال : كم بدك تدفع لألهوم..
أمير شتت ناظريه عن صاحبه: عشرين مليون دولار
دانيال بصدمة: شو هالجنون هايدة....لك المصاري ماوصلت لهيدا الرئم(الرقم) القياسي....
أمير بحسرة شبّك يديه ببعضهما البعض: مشان هيك بدي ابيع الفيلا....وبس اسلموه المبلغ راح ارجع على البريطانيا ....
دانيال وضع يده على كف صاحبه: شو تبيعها ما تبيعها جنيت.......راح تخسر كتير...
أمير وقف بعصبية وهو يدفع الكرسي للوراء ليسقط ولم ينتبه لتلك الأعين التي تراقبه من الشُرفة صرخ: اخسر مصاري ولا اخسر روح حبيبتي وبنته...
دنيال اشار له: اهدا اهدا امير.....خلص راح اشتريها منك.....لأنه ما فيه وئت.......
أمير هز رأسه: اوك.....بدي يّاك تجهز لي كل المصاري وبكرا الصبح راح اطلع لك حتى آخذهم.....واسلمك مفاتيح الفلا......وراح اسافر .....وهلأ روح جهز كل شي...وانا راح احجز على اوّل طيّارة....
دانيال لم يكثر الحديث، وكان خائف للغاية من أنّ جورج يوقعه في فخ اكبر بكثير من هذا ولكن سكت فأمير ليس بحال جيّد وليس متاح للأخذِ والعطاء هز برأسه ثم خرج أما أمير اجرى اتصالًا سريعًا ليخبر رجل اعماله ليقوم بحجز الطيران لبريطانيا غدًا
صعد للغرفة ورأته ديانا فسألته بتوتر: شو صاير؟
أمير دون ان ينظر إليها توجه للخلاء: ولا شي...
فهنا وقع قلبها وعلمت أنّ هناك مصيبة وكبيرة ايضًا فاردفت بخوف: الله يستر....
بينما هو دخل الخلاء....نظر لوجهه من خلال المرآة ....غدًا سيرى وجه الواقع....سيتعرف على ما هية جورج!....فهو لا يتعامل معه مباشرة.....بل رجالهم هم من يتقابلون في إيصال العقود....ببداية شراكتهم كلًّا منهما مستفيد من الآخر ومحترمين بعضهما البعض.....ولكن بعد عدّة شهور انزاح الستار الذي يُخفي ملامح الخبث مع على وجهه ذلك الرجل الشهير بسمعته .....وأمواله.....ارشح وجهه بالماء....لا يريد ان يخسر حُبه وإن كلفه الأمر أن يخسر ماله وحتى روحه هو ايضًا!....لا يريد ان يحزنها آلمًا على ابنتها .....وفي الواقع لا يريد أن يؤذي قلب تلك الصغيرة التي بدأت تبتسم لها الحياة من جديد!....لا يريد أن يُفسد متعة الأيّام على نور....فهي تجرعت الكثير وهذا يكفي!.....اخذ يزيح من على جسده ملابسه بقوة ....ووقف تحت الدش ليستحم وينفض من عقله افكاره السوداوية!

كانت في غرفتها ، تنظر لصورتهم .....فقد التقط أمير لهما (سلفي) بطريقة عائلية محفوفة بالحُب والسعادة ! فوالدتها حاضنتها من الخلف وواضعه يدها حول ابنتها لتشدها إليها بينما هي مغمضة لعينيها ومبتسمة ابتسامتها العريضة التي تدل على سعادتها في تلك اللحظة ومشيرة لرأسها بيدها اليسارة بحركة إمساك المسدس وكأنها تطلق النار على نفسها بينما أمير كان ينظر لديانا بحب وهو مبتسم تعتبر هذه الصورة مثالية بالنسبة إليها ! مررت أصابع يديها اليُمنى على وجهه أمير وديانا ....قبلّت الصورة بعمق....تشعر بالرضا والسعادة.....تشعر أنها بدأت تُدرك وتحترم هذه المعيشة.....أدركت على وجه الخصوص الاختلاف في مُحيط مليء بالتشابهات والتناظر أمر ممل....

تقبلت وجود أمير الذي اخذ مكان الأب الذي من المفترض أن يكون ليوسف لن تنكر أحاطها بحنانه وبحبه رغم ما حدث في الماضي! يعجبها اهتمامه ولكن كانت تنكر ذلك بمقت لهذه الحقائق كانت مصرّة على أن تكون ابنه ليوسف وإلا لن يأتي أحدًا مكانه ليملؤه بمعاني الأبوّة....

وتقبلت ايضًا رغبة والدتها وهروبها لحبيبها أمير...كانت تعتبر هذا الأمر أنانية ولا زالت تسميه أنانية ولكن لقّبته بالأنانية العاطفية التي لا يمكن التحكم بِها ....أخذت تعيد الأمور من جديد في عقلها ...أنانية جعلتها تعاني لفترة ولكن ....عوضوها لسنوات اطول من تلك التي عانت فيها! لذا غفرت لهما تلك الأنانية ولكن لن تغفر أنانية والدها يوسف ابدًا
وستحملّه ذنب ما حدث لها قبل سنوات عدّه!
كما أنها اقتنعت بجمالها الخليط بملامح خليجية وأجنبية في آن واحد!
تقبلت أمر تغاير لون القزحيتين الناتج عن نقص أو زيادة في صبغة الميلانين ! ولم تعد ترتدي العدسات لتوحيد لونهما! تقبلت طولها ...وزنها ....شعرها وطوله ولونه الاسود الحالك!.....أخذت تُدرك النعم التي من حولها.....
ابتسمت وشدّت على العقد الذي ترتديه
وكان عبارة عن علامة الصليب! اغمضت عينيها وضمت كفيها لناحية صدرها واخذت تدعو في سرها بأن تستمر هذه السعادة ولا تنقطع
وما إن انهت دعاؤها حتى اشارت على جبينها ويمينها ثم يسارها
هي مقتنعة في هذا الدين كل الاقتناع.....رغم انها لم تبحر ولم تُسهب فيه لا تعرف الكثير عنه ولكن اتبعتهم في تقاليدهما وعادتهما وحتى صلاتهما
اتبعت امير وديانا....لن تنكر يوسف علمها كيف تتوضأ....كيف تصلي.....كيف تقرأ القرآن....ولكن ما إن أتت هنا استعصبت عليها الأمور لفهم أمور اخرى ......خاصة بعد ان بلغت ....بعد أن بانت عليها علامات اخرى من البلوغ....شعرت بالتذبذب....ولم تعد قادرة على تملك نفسها في فهم أمور عدّه لذا اتبعت ما هو اسهل لأنه هناك من يوجهها ويصحح معلوماتها المغلوطة عن هذا الأمر!
لذا رضيت بكل شيء ، ولم تعد متذبذبة بعد الآن
نهضت ونظرت لنفسها من خلال المرآة ابتسمت برضا.....واخذت تخط الكحل في عينها ......وبدأت بالتزيّن!
.................................................. .................................

في صباح يوم جديد

كانت تنظر للسقف ، عيناها جاحظتين ومحمرتين للغاية ، ما زالت تشعر بالآلام القليلة ملّت من النظر إلى السقف والسقف ملّ من نيران عتاب تلك النظرات! ما يحدث في حياتها مخيّب للآمال ، لم يأتي لها بالأمس لم يتصل عليها ولكن اخبرها والدها أنه اتصل عليه واخبره بولادتها وتعذر من قدرته على المجيء بسبب (مناوبته) في المستشفى، شعرت في هذه اللحظة انها لا شيء بالنسبه إليه وما يحدث في حياتهما مجرّد أداء واجب لا أقل ولا أكثر! لم تكن مغفلة أدركت انه يُخفي عليها أمر، فهو يتصرف بغرابة معها ....في بعض الحين تشعر بشكه نحوها ...شك طفيف ليس عميق وليس على مجرى المعاني الخبيثة تلك!

في بعض الحين تفكر اكثر وتسقط في متاهت ماذا لو كان مجبرًا على الزواج منها....فتنفض الفكرة من رأسها الرجال لا ينجبرون على ما لا يريدونه! نزلت دموعها انسابت بِلا توقف، ابنها في الحضانة وكان من المفترض في هذا الوقت أن تتخذه فرصةً للراحة والنوم ولكنها لم تستطع!
بروده ناحيتها، وصرامة افعاله معها يجبرانها على البكاء!
فشعور المرء بكره من حوله له يُجبره على الانعزال، والحذر، وربما ينقص من الثقة بنفسه! وضعت يديها على وجهها تبعد الدموع من عينيها
ازدردت ريقها ، تريد أن تخرج من هنا، والآن وإلا ستجن!

فجأة انفتح الباب، دخل بهدوء وعيناه سقطت على وجهها الشاحب والمحمر أثر بكائها الصامت لم يخفى عليه التعب الذي يحيطها من كل جانب ...
اغلق الباب، تقدم لناحيتها ، وهي أزاحت نظراتها عنه ولفّت وجهها على الناحية المخالفة لنظراته لها!
ففهم انه غير مرحب به، اغمض عينيه وهو يأخذ نفس عميق اقترب اكثر من السرير وانحنى ليقبل جبينها ومسح على شعرها لم تبعد عن يديه سرحت بعيدًا في هذه اللحظة ماذا لو والدتها هنا؟موجودة بجانبها تخفف عنها احزانها وآلامها فعضت على شفتيها وقوّست حاجبيها لتمنع رغبتها في البكاء .....
جلس على طرف السرير واردف بهدوء وهو ينظر لتغلبات حالها: ألف الحمد لله على سلامتك......ومبروك ما جنا ....
هزت رأسها فقط دون أن تردف كلمه واحدة، وما زالت تحدّق في تلك الزاوية
بلل شفتيه وابتسم وهو يردف: طالع يشبهك مرا....
لم ترد عليه، في الواقع اشعل صمتها في داخله عصبية ولكن رقّ قلبه على حالها ونظراتها ، لن يكبّر الامر فهي في حال لا يسمح لها بالضغوطات والتشاجر اردف: راح اسميه نايف.....
هنا سريعًا التفتت عيناها عليه ورفعت حاجبها الأيسر : تسمي مَن؟
ادرك الآن أنها ستعانده ابتسم نصف ابتسامة: ولدنا....
بللت شفتيها وهي تردف : لا ......ابي اسميه عبد الله....
أحب ان يطيل الحديث معها ويستفزها قليلًا: مو على كيفك أنا ابوه....
لم يتوقع ردت فعلها حينما لم تبالي لآلام جسدها ورفعت ظهرها سريعًا من على السرير وجلست لتصبح مقابلة لوجه مباشرة وقريبه منه حدّقت في عينيه مطولًا حتى شعر بالتوتر واردفت بحزم: أنا اللي حملت وتعبت ...وصبرت على اوجاع الحمل....فأنا اللي بسميه...
ابتسم وحك ارنبة انفه سريعًا بلل شفتيه اغمض عينيه ليمتص غضبه ثم أردف بهدوء: زعلانة لأني ما جيتك امس؟
شدت على بطنها حينما شعرت بالوجع ما زالت نظراتها حادة : ما يهمني اصلًا جيت ولا ما جيت....ما راح ينقّص علي شي....
ضحك بسخرية: واضح ههههههه
ثم اردف : اجل ليش مشتطّه...
اخذت نفس عميق واغمضت عينيها ثم اردفت حينما فتحتهما: وحده توها والد وش تبي نفسيتها تكون يا دكتور.....
ثم عادت استلقت ببطء وبألم تحاول تخفيفه بعضّ شفتيها قليلًا!
نهض لا يريد أن يطيل الامر معها ليصل إلى مرحلة الخِناق والتشاجر بالأصوات العالية لذا قال: راح اطلع واجيك بعد ساعتين ريحي نفسك.....

ثم انحنى ليقبل جبينها ولكن وضعت يدها على صدره لتمنعه فرفع حاجبيه مستغربًا ولكن استقام في وقفته ولينهي الأمر : ريحي اعصابك يا أم عبد لله!
ثم خرج، وهي ازدردت ريقها تشعر بالضّيق يلتهمها من كُّل جانب لا تدري ما هية شعورها بالكره الملحّة والغريبة التي فاجئتها بغته ناحيته هي لن تنكر أنها في السابق لم تحبه ولكن لم تكره رغم شرّ افعاله وكلامه!

هل نفذ صبرها وبلغ مُنتهاه ؟ هل اصبحت تُدرك أنها كانت ضعيفة وعليها أن تتجلّى من هذا الضعف وتنزع لباسه من عليها وترتدي ثياب القوة وإثبات النّفس!
ارتجفت شفتيها وعاد الضيق يُطبّق على عنقها بشدّة حتى بكت ...واستسلمت.....ثم نامت بتعبٍ وإرهاق ثقيلين على جفنيها المحمرّيين!
.................................................. .................................

بينما سيف بعدما خرج كان سيذهب لرؤية ابنه مرةً أخُرى هناك شعور يتغلغل ما بين ثنايا صدره غريب ولكنه لذيذ ، شعور الأبوّه! الفرحة والسعادة كان من المفترض ان يكون ابًا قبل سنتين ولكن .....استعاذ من الشيطان الرجيم
ثم سلك طريق الخروج من المستشفى ورفع هاتفه بعد الرنّة الرابعة لِيُجيب أخيه بقول
سيف: هلا جسّار....اخبارك.....والحمد لله على السلامة......
جسّار نظر لوالدته مبتسمًا: الله يسلمك.....وين أنت فيه يا رجل.....وصلنا أمس الساعة وحدة بالليل ...وامي ما نامت تتصل عليك ما ترد تبي تطمن وأنت ولا على بالك؟....صاير شي؟
سيف بعد ان اغلق باب سيارته اغمض عينيه بقوّة ، فهو لم ينم إلا حوالي ساعتين فقط تحدث: شقولك يا جسّار....جوالي طفى امس علي....وكنت ناسي الشاحن بالبيت....وغير أنه عندي مناوبة ....والحالات اللي مرّت علي صعبة .......تصدقني عاد توني أشوف زوجتي وولدي....
جسّار بتفهم هز رأسه: على أجر ياخوي ....بس امي انشغل بالها عليك خاصة بعد ما اتصل عليها خالي بو خالد يبشرها ...
تحدث بهدوء: لا طمنها علي.....والحين بجي بفطر معكم .....انتظروني...
جسّار اشار لوالدته: يمه تراه بيجي يفطر
ثم اردف لأخيه: ننتظرك مع السلامة
ثم اغلق الخط
أم سيف بتهلل وفرح: بقوم اسوي احلى فطور لوليدي...فطور ملكي يحبه قلبه .....
جسّار مدّ شفتيه يمثل دور المهضوم والزعلان: لنا الله .....بسوي فطور ملكي....له.....وحنا...لنا اكل خرابيط......هااا....
ام سيف ضربته على كتفه: استغفر ربك ما فيه شي اسمه اكل خرابيط....كله نعمه ....والحمد لله عليها....الله يدومها علينا...
نهض قبّل رأسها وابتسم: امزح وربي......طيب محتاجة مساعدة....
ام سيف : لا روح.....جلّس اخوانك....
جسّار اشار على انفه: على هالخشم....
ثم ركض لناحية الدرج وصعد غرفة قصي اخيه يُريد أن يتحقق من أمر مهم فهو لم ينم جيّدًا من شدّت التفكير في تلك الرسالة التي وصلته بالأمس
سمع صوت عزام مرتفعًا قليلًا فعلم أنّ عزام يتواجد في غرفة اخيه ويتحقق من أمر الرسالة التي شغلت بالهما !
فتح الباب واغلقه بهدوء
فتحدث قصي بملل: خذ لك جا الثاني يحقق بعد...
قصي جلس على طرف أخيه ليقترب منه: اشغلت بالي الله يشغلك .....اقسم بالله عجزت انام....
قصي بصدمة نهض واشار لهم: مو من جدكم مكبرين الموضوع ترا

عزام بطوالة بال ونبرة صارمة: بتقول من هذي ولا...
جسّار بتهديد: تكلم ....ولا وربي...
قصي بنرفزة: ههييييييي مجانين انتوا؟....تتكلمون معي وكأني ساره ولا موضي....
يقصد أنه رجل وليس بنت لكي يُخاطب بهذه الطريقة المستفزّة بالنسبة إليه!

ثم اكمل: من انتوا عشان تجلسون تحاسبوني هااااا....
عزام شادّهُ من ياقته: حنا ما نحسابك....حنّا خايفين عليك ....
جسّار بتأييد: نعرفك دايم تجيب المصايب لنفسك ....
قصي نفض يدي اخيه من على كتفه: ترا عمري وصل الخمسة وعشرين ما نيب بزر ......تكلموا زي الناس معي....
عزام تكتف وبنفاذ صبر: تكلم من هي ولا صاير حق ترقيم وخرابيط....نوّرنا .....تكلم....
جسّار بشك: الرسالة اكبر من ترقيم....واضح فيه شي اكبر.....قصي...تكلم....حنا خوانك....ما حنا ناقصين هم ومشاكل....من جديد....
قصي حك لحيته بهدوء اردف دون أن ينظر لهم: هذي زوجتي...
عزام بقهر ضرب بكفيه ببعضهما البعض واردف: حلو حلو.....
ثم اشار لجسّار: اسمع شوف........
ثم نظر لأخيه بصوت منفعل: مجنون انت؟....يوم انك تبي تزوّج ليش ما قلت لأمي تخطب لك......أمي بس تبي واحد يفتح معها هالسالفة عشان تفرح.....وأنت تعرفها زين هي ما هي مثل خوالي لازم نزوج الاكبر قبل الاصغر....والله لو قايل لها كان زوجتك.....ليش دمرت روحك يا الثور....
قصي باستنكار: دمرت روحي؟.....بس لأني تزوجت مسيار ......تراني لحد الحين والله العظيم ساكت لك ولأخوك ولا كلامكم مستفز ويجيب الهم....
جسّار بعصبية: ما فكرت في أمي .....ما فكرت.....في ابوي...لو دروا....انت بسواياك بتقلب هالبيت فوق تحت......تو بسم الله هدأت الأوضاع والحين انت بتقلبها عاليها سافلها.....
عزام اكمل: اقسم بالله انك أناني......امي كل يوم تفتح الموال لنا ....احد يبي يزوّج....ما نطقت ......ومسوي نفسك ما تبي....وش غيّر الحين.....هاااا...
قصي بنفاذ صبر: ما ابي اصير زي سيف.....وتنفرض علي وحدة.....أنا ما ابيها......بس عشان ارضيكم كلكم...
جسّار كاد أن يحطم وجه اخيه اشار له وهو يردف ما بين اسنانه: كلنا نعرف ليش سيف ماخذ بنت عمك.....فلا تخلط الحابل بالنابل....وأمي مافرضت عليه شي......خيّرته وهو وافق....
عزام بحده: أمي كانت تبي مصلحته....هو رضى.....فهمني يعني الحين بتقارن نفسك بسيف .....
قصي بتخبط: لا تقنعني أنه ما يهمها لا العايلة ولا القبيلة .....حتى يوم قال يبي من برا العيلة ارفضت ...تذكر ولا اذكرك.....وما خيرته على قولتك يا جسّار إلا ببنات العيلة...
جسّار اشار له بحنق: وش تبي توصل له ....تبي تبرر زواجك اللي بالخش والدس.....بسالفة سيف؟
عزام اصدمه: عساك خذت اللي تحبها؟......وتعشقها.....عشان نقول أي مثل سيف بالضبط.....
قصي اخذ نفس عميق: لا...
عزام بعصبية وباندفاع في الحديث: أجل لا تقارن نفسك بأخوك....جيب عذر ثاني كود انا وجسّار نقتنع فيه....
جسّار صرخ: تكلم.....
قصي لا يجد مبررًا لِم فعله في هذه اللحظات وإن برر لن يفهموا مقصده أبدًا !فتحدث بانفعال: تزوجت عشان احمي نفسي من وقوعي في الحرام.......وانقلعوا عن وجهي ترا وصلت لهنا(واشار لأنفه)

عزام ضحك بسخرية: لا وأنت الصاج.....تبي تبربس وتخربط على كيفك......بدون ما أحد يلومك...
جسّار اكمل على حديث أخيه: دام فكرة زواج مرّا معشعشه براسك كان تزوجة البنت اللي اخترتها علني بدل زواج هالمسيار....
قصي بحقارة: مابي ارتبط....وانغث بعيال وغيره .....
عزام بسخرية: تبي بس وقت مزاجك...وحاجتك.......
لم يردف بشي آخر فتحدث جسّار: اسلم على نفسك وطلقها قبل لا جيب لك ضنى....وتجي لأمك تعلمها عن هالزواج...
قصي : لا تخاف ماخذ كل احتياطاتي....
عزام دفه قليلًا من كتفه وهو يردف: شوف لك حل.......مالنا خلق البيت يعتفس من جديد........اعقلها وأنا اخوك....ولا تقارن نفسك بسيف....لأنه لو درى ابوي عن زواجك وبررت له بهالتبرير السخيف راح يتفل بوجهك....مانت بزر على قولتك......شوف لك حل....واخلص علينا.....قبل لا تنشب النار في هالبيت....
ثم خرج من غرفة اخيه
بينما جسّار اخذ ينظر لأخيه حتى قال قصي: حطوا ببالكم طلاق ما راح اطلق إلا لم أنا اقرر مو انتوا.......وقل لسبع البرمبه........يهجد عني عشان لا يفضحني هو.....مو هي.....
جسّار تنهد بضيق واردف: قسم بالله بتندم بعدها.....لحّق على عمرك قبل هالبلوة اللي ماخذها تمسكك من الإيد اللي توجعك....
ثم خرج من الغرفة
كرهها، وكره رسالتها التي قسمت أن تشعل النيران بينه وبين أخوته توعدها سرًّا على ذنبٍ لم تقترفه!
توجّه للدولابه لن يذهب للمدرسة اليوم كما خطط باللأمس، لا يُريد أن يرى طلابه وهو على هذا الحال ، سحب ملابسه بعشوائية والتي تتكون من جينز اسود وبذلة صفراء بخطوط بيضاء عشوائية ، ارتداها على عجلةٍ من أمره ثم خرج مقوّس حاجبيه وشادًا على شفتيه بحنق ، نزل إلى الدور السفلي أخوته كانا جالسيْن على الأريكة المقابلة للتلفاز ما إن خرجت والدته من المطبخ ورأته حتى قالت
: يمه قصي لا تطلع اخوك سيف بيجي وبنفطر سوى
تحدث دون أن يلتفت عليها وعلى تلك الانظار التي تسلّطت عليه : عليكم بالعافية عندي شغلة مهمة لازم اطلع...
قبض عزام على يده بغضب
بينما جسّار نهض ليلهي والدته عن مُحاتاة اخيه بقول: وربي جوعان يمه...
وكان سيلتقط قطعة صغيرة من البيض الموضوع أمامه فقالت بحنق بعد ان ضربته بخفة على يده: انتظر اخوك
ابتسم بخفة: واضح سيف يا عزام اليوم بياخذ كل الاضواء لعنده...
عزام ضحك بخفة: من قده صار ابو.......وجاب اوّل حفيد الحين بشِّيخ علينا وامي ما راح تقصر بتفرّق في معاملتنا معاه....
ام سيف نظرت لهما: عمري ما فرّقت بينكم لو تصيرون شيّاب وجيبون قبيلة من العيال بظل اعاملكم .....مثل ما اعاملكم الحين ولا تجلسون تفلمون علي....فرحانه فيه وبولده وصار لي شهر ما شفته.....
عزام قبّل رأسها: نمزح معك يمه...
جسّار: بتصل عليه والله تأخر وانا صدق جايع...
ام سيف ذهبت للمطبخ بينما عزام جلس على الكرسي ينتظر أخيه
.................................................. .................................
قبل أن يُقبل على هذا الأمر أخذ يفكّر مرارًا وتكرارًا في عواقبه يُريد أن يختار بنفسه دون ضغوطات دون ان يخيّر بين تلك وتلك!
كان من الصعب عليه أن يفاتح أهله بأمر الزواج ظنًا منه أن يجبروه على أحد فتيات العائلة وهو في الواقع لا يُريد ان يتزوّج منهنّ ليس بسبب قلّ الأخلاق والجمال لا ! بل لأنه يرا نفسه أخًا لهنّ وسيصعب على البقيّة فهم ذلك !
لذا قرر ان يتزوّج في الخفاء بإرادته وبدون أيّ ضغوطات اختارها واختار تلك الفتاة السهلة والذي من الممكن من اهلها القبول به!
وفي الواقع لم يكن الأمر سهل....عملية البحث عن فتاة بالمواصفات التي حددها في عقله لم تكن في منتهى السهولة
فتاة صغيرة تصغره بثمان او تسع او حتى عشر سنوات لكي تتربى على يده كما يظن ويعتبر ذلك انانية منه، بينما لا يريد منها الإنجاب وان تتناول اقراص منع الحمل بإنتظام، تمكث في شقةٍ تبعد كيلومترات طويلة عن منزله الحالي ، لا تختلط بالناس كثيرًا لن يمنعها عن الدراسة والعمل لو طال زواجهما، تقوم بواجباتها ناحيته كزوجه مطيعه!

نال مُراده، وشعر بالأسى عليها بعد أن رآها فتاة ذات السادسة عشر تملك ملامح بريئة ملائكية لن ينكر بعض الفتيات في هذا العمر تصبح شرسة فاهمة وواعية ايضًا والعكس صحيح لبعضهم! ولكن شعر انها واعية ومن الممكن ترفض هذا الزواج بعنف ولكن هي لا مستسلمة لشروطه ولهذا الزواج

يشعر انها تملك ذكاء كافي في فهم هذا الزواج ورفضه ولكن تعجب أنها قبلت به ولاحظ يغلبها الهدوء والذي جذبه إليها بسرعة

كان من الصعب إليه التقرّب منها لا يريد أن يُفسد هدوئها ،جمالها ،براءتها يشعر بالذنب لو فعل ذلك ولكن حدث ما حدث بهدوء
دون مقاومة ، دون صراخ لأنه ظنّ انها سترفض ذلك .....ولكن لم يُخفيه تلك الدموع المترقرقة في عينيها سألها ذات يوم هل أجبرتي على هذا الزواج ؟ فقالت له لا
ووضحت سبب قبولها بهذا ولكن لم يقتنع!
اتصل عليها وهو غضب أجابته قبل ان يردف بكلمة: هلا قصي......متى بزورني......
تحدث بحده: انا بالطريق .....
قبل أن يغلق تحدثت بتوتر: بس أنا بروح المدرسة ...
صرخ بجنون: لاااااااااااا تروحين
ازدردت ريقها : ماقدر امس غبت وكان علي اختبار اليوم المفروض اقدمه عشان...
قاطعها بصرخه وانفعال غير مبرر!: مُهره اقسم بالله لو جيت وما شفتك فيه....ما بتلومين إلا نفسك
كانت تظن باتصاله هذا سيتأسف على طول غيابه، سيأخذ بخاطرها بدلًا من هذا الصراخ لذا قررت أن تنتقم لنفسها منه فقالت قبل ان تغلق الخط في وجهه: بروح ....مستقبلي أهم....
فرمى هاتفه على المقعد الجانبي شتمها بصوت مسموع وزاد من سرعته ليصل ويلقنها درسًا في الآداب ليجعلها لا تكرر ما فعلته قبل ثوانٍ عدّة ، حديث اخاه عزام اشعل النيران في صدره ولم يكن حديث جسّار أقل وطئًا منه ، ومن الواضح انه سيفرّغ غضبه في تلك المسكينة التي تاقت روحها لرؤيته ليس حُبًا بل بحثًا عن معاني الأمان!
.................................................. ............................

حاول بكل ما بوسعه أن يُرضيه ، تخلّى عن كبرياؤه بالأمس واجتمعا هو واخيه بندر وأبناء عمه ولكن من الواضح سعود لا يُريد الصّلح صد عنه وخرج دون أن يستمع لقوله ودون أن يردف حرفًا واحدًا هو فعل كل ما يجب عليه فعله رغم أن أساس المشكله هو ومن المفترض عليه أن يتقدم بالإعتذار بدلًا عنه ! ولكن سيبتعد عنه كما يُريد ومتى صفح قلبه عن هذا الأمر سيرحب به بكل سرور....
نهض من على السرير نظر إلى ساعة الحائط التي تُشير إلى الساعة العاشرة ونصف نهض واتجه للخلاء ....
بينما نوف تغط في سُبات عميق بعد سهرها الطويل الذي دام إلى الساعة الثامنة والنصف صباحًا مع شيخه التي سمح لها والدها بالبقاء مع ابنت عمها فشاهدتا فلم رعب ولم يكملاه من شدّة بشاعة الأحداث وكثرة الدماء والسفك فيه!
شيخه لم تستطع الخلود للنوم ، هي الآن قريبة منه وجدًا يفصل بينهما حائط وبعض المترات عن بعضهما البعض، ما زالت تفكر خائفة من ردّت فعل الجميع من رفضها ! والدها يعزّ سلطان ووالده لا تريد ان تكون سببًا في خراب علاقتهما ببعضهما البعض تنهدّت بضيق...
نظرت لنوف الغارقة في النوم وسقطت عينها على إبرة السكر المرمية على الكومدينة سحبتها ورمتها في القمامة وهمست بحب: الله يشفيك حبيبتي....
نهضت من على السرير كانت مستلقية بجانب نوف ، فسريرها واسع ولكن على قدرٍ محدود لقبول شخص آخر فيه!
توجهت للنافذ ازاحت جزء بسيط من الستارة لكي لا تتسلسل أشعة الشمس وتؤذي نوف ....
ثم تنهدت بضيق من جديد سحبت هاتفها في وسط ضيقها تريد أن تسمع صوته جلست في زاوية الغرفة مُبتعدة عن نوف ....
.................................................. .................................
كان يُمشط شعره المبتل بعد أن خرج من الخلاء بعد استحمامه، سمع رنين هاتفه سحبه من على السرير اجاب مبتسمًا: يا صباح الورد والياسمين والسكر.....
نوف تكتفت نظرت لنوف بحذر وتحدثت بصوت واطي: اشوفك مروّق......
جلس على طرف السرير مسح على شعره المبتّل: كيف ما اروّق وانا مصبّح على صوتك ....
تحدثت بنفس النبرة : زين......شكلك بتروح الجامعة....
بندر قوّس حاجبيه: صوتك مو واضح....
شيخه نهضت متسمرّه عندما رأت نوف تنقلب على يمينها وتهذي بكلمات غير معروفة : عشان ما زعج نوف نايمة.....
بندر باستنكار: طيب ليش ما نمتي؟.....واضح أنك سهرانه....صوتكم كان واصلني للغرفة انتي وهالخبلة اللي معك....
شيخه بضيقة وبخفوت: بندر....فيني ضيقة مادري.....احس إني اختنق...
نهض بخوف: شيخوه وش فيك؟.....تعبانة....
شيخه بخوف وحذر: لا مو تعبانة......يعني نفسيتي تعبانة.....
بندر سكت لفترة ثم اردف: والله إني حاس فيك شي مو طبيعي تكلمي....
شيخه بترددد: بنـ...
وقبل ان تكمل تحدثت نوف وهي مغمضة لعينيها: شيخوه لا تهذرين فوق راسي نومي خفيف....كلمي الزفت حقك بعدين وتعالي نامي....
بندر سمع صوت اخته ضحك وهو يردف: تعرف...
قاطعته بحذر: ماتعرف من أنت .....والحين باي....اكلمك بعدين...
بندر : تمام....بتصل عليك لرحتي بيتكم وفهميني وش فيك.....
شيخه لتنهي الاتصال: اوك.....مع السلامة....
نوف جلست في وسط السرير وهي تردف: شالغراميات مع على الصبح....يا حقيرة تنتظريني بس أنام عشان تكلميه....
شيخه بخوف ورجفة من انها سمعت اسمه وهي تردفه: وش سمعتي نويف ؟
نوف رمت نفسها على الوسادة: ولا شي مع الاسف....
ثم نهضت بطريقة اخافت شيخة: ماخذه احتياطاتك يا كـ........تكلميه وصوتك مثل دبيب النمل...
شيخة تأفأفت وتوجهت لناحيتها ازاحت اللحاف وتحدثت : زحفي مناك بس خليني انبطح وأنام...
نوف ابتعدت قليلًا ثم قالت: خمدي وجع ورانا مشوار لأختي....لا تنسين....حدنا للساعة ثنتين الظهر وبنجلس....حاطه المنبه...
شيخه ولّت بظهرها عنها: زين خلاص سكتي...
نوف سحبت جزء من اللحاف : لا تفكرين فيه واجد عشان تنامين واظن بعد هالمكالمة راح تنامين وتحلمين فيه هالخايس....
شيخه بضحكة: واضح حبيبي فاقع مرارتك هذا وانتي ما شفتيه ولا كلمتيه وتكرهينه هالكره يا الظالمة....
نوف اغمضت عينيها: لأنه حيوان وما يستاهل حبك له....وبضيعك.....يا ثورة....
شيخة بنرفزة: تكفين نامي....
نوف : زين زين....
.................................................. .................................
ارتدى بذلته الرسمية بعجل نظر إلى ساعة يده ، وكانت تنظر إليه بشك وخوف وريبة لم ينم بالأمس جيّدًا وخمنّت أنّ هناك أمر فوق طاقة حبيبها الذي ساهرت عينها بالأمس!
اقتربت منه ولتخفف من توتره احتضنته من الخلف ووقفت على اطراف اصابع قدميها لتلصق خدها الأيسر بخده الأيمن : يسعد لي صباحك ....
ابتسمت وهو يحاول ان يخفي توتره الذي لم يخفى عليها لفها لتصبح أمامه قبّل ما بين عيناه واردف: وصباحك...
ديانا لفت لتهم بالخروج بقول: راح ساويلك أحلى فطور...
مسك مصعم يدها بلطف واحتضن يدها : ساويلي قهوة بس....
ديانا بحب:تامرني آمر حبيبي....
وخرجت وتلقّى هو رسالة من جورج والتي لم تكن سوى رسالة لتحديد موقعهما للتلاقي بعد عدّة دقائق.....
اتصل على دانيال ليطمئن على الأمور وطمئنه اغلق الهاتف وخرج مارًا بغرفة نور فتح الباب جزئيًا رآها تغط في سبات عميق ابتسم واغلق الباب
نزل ورأى زوجته حامله كوب قهوته اللذيذه تناولها من يدها تحدث بهدوء: ديانا.....جهزي اغراضنا راح نرجع على بريطانيا عالساعة وحده الظهر....
لم تسأل لماذا كل ما اردفت به: اوك....
أمير ارتشف من قهوته ثم اردف: اتصلت علي بالأمس جولي.....
عبست بوجهها بضيق: شو بدها.....
أمير بتنهد: بتئول(بتقول) البنت تعبانة كتيرة....
ديانا بخوف: شوفيها لسندرا؟
أمير اشار لها : اهدي بس مجرد حرارة وعشاني مأكد عليها بتئول لي كل شي خبرتني ....بس الشي اللي مخوفني بتئول في عيلة بدها تتبناها....
ديانا ضربت على فخذها بخوف: لالا هيك كتير.....
أمير ارتشف آخر رشفةٍ: كلمت مدير المستشفى ....وئلت (وقلت) إن تمت الموافقة......راح اسحب إيدي من مساعدتهم في بناء مستشفاهم يلي في لندن.....
ديانا بتركيز: أي شو ئال لك؟
أمير مد كوب القهوة وتناولته: خاف......وطمني ما راح يصير شي....
ديانا بندم على هالذكرة: الله ياخذ عيال الحرام ياللي سببوا إلنا هالمشكلي....
أمير بحذر: انتبهي جيبي سيري لنور.....بنحمد الله أنها تحسنت .....وخلصنا من هالئصة......
ديانا هزت رأسها بضعف: لا تاكل هم.....
أمير قبّل جبينها: يلا عن اذنك ما راح اتأخر بس اخلص من شغلي وراجع

هزّت رأسها بهدوء وخرج وبقيت تتذكر تلك الذكرة المؤلمة التي خلّفت ورائها نتيجة لم تتوقع ولم تكن في الحسبان، ارتعش جسدها حينما تذكرت صراخها في تلك الليلة المظلمة والممطرة حركت رأسها ترفض ذكرياتها القاسية ثم توجهت للدور العلوي!





انتهى






 

رد مع اقتباس