عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2020, 05:30 PM   #13
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




البارت السابع

وهل للصبرِ حدود؟ وهل من الممكن تجاوز حدوده المشيّدة بحصون شديدة لا يمكن اصهارها لا بالنيران ولا بغيرها؟!

هل جنّت حتى بِها تتجرّأ وتنطق تلك الكلمة التي تهز البدن من عظم وطئها على القلب؟
ملّت ولم يعد هناك حواجز للسكوت لِم تتلفظ به وتقوله! لن يكون هناك ما هو أسوأ مما تعيشُه وتلفظه الآن......
نهضت مُبتعدة عنه تكرر كلمتها تلك بنبرة صارمة وصوت مرتفع ومستفز لكيانه: طلقني .....طلقني ياخي طلقني.....خلاااااص.....انهي هالأمر السخيف وطلقني

اخرسها حينما نهض سريعًا وشدّها من زندها لتصطدم في صدره اقترب من وجهها الشاحب تحدث ما بين اسنانه بحزم: مو انتي اللي تقررين .....اطلقك ولا ما اطلقك يا هانم!

حاولت التفلّت من يديه ولكن شدّ عليها اكثر حتى ترك اثر أصابع يده على زندها وضعت في هذه اللحظة كفّي يديها على صدره لِـ تدفعه للخلف وهي
تصرخ: يعني في نيّتك تطلق من أوّل يوم خذتني فيه!.... خلاص طلقني....تعبت انا ما عاد فيني طاقة اتحمل..... أنت خذتني لسبب واحد وهذا اللي واضح بالنسبة لي وما توقعت هالشي لأني من الأساس ما كنت فاهمة ايش هالشي بالضبط !.....بس انا ما نيب حيوانه .....متى ما تبيها حصلتها بدون أي رفض وبدون أي مقاومة.......أنت قتلت فيني شي من الداخل وما عاد اقدر استرجعه إلا بهالطلاق!

رماها على الكنب بعد أن القت عليه تلك القنبلة من الكلمات والتي اشعرتهُ بالإشمئزاز ...ما توصلت إليه سببًا لردات افعاله.....وخشونة تصرفاته معها خاصةً بعد حديث اخويه....يشعر بالاصطدام ما بين جدران غرفة ضيّقة لا يستطع الخروج منها! هو قبل ذلك لم يكن قاسي القلب عليها هكذا ولكن كان هادئ معها .....لطيف في تعامله .....لهذا كانت ساكتة .....مطمئنة في هذه الشقة ولكن بعد ذلك تراه وحش كاسر يُريد ان ينقض عليها في أي لحظه من اجل إشباع رغبته .....بينما هو كان يفرّغ غضبه بتلك الطريقة المستفزة لها بالتقرب.....خاصةً بعد مُعاندتها له....فيأخذ من هذا الطريق تأديبًا لها ....ولإسكاتها.......إلى أن بهت لونها...وسرق من فؤادها معاني الحياة!

وهي كونها فتاة ذات عمر صغير ......بريئة لا تعرف هذه الأمور ....وما إن عرفتها حتى كرهتها وادخلتها في صمت المحزونين والمغلوب على امرهم!
تحدث بلغة العصبية التي لا تضمن عواقبها! تحدث بشفافية لعلها تفهمه: وانا ما نيب حيوان.....يوم ابوسك احضنك....غصبن عنك.....ردًا على عنادك لأني عارف انك تكرهين هالشي و....لم اقرب منك اكثر وآخذ حقي .......ما آخذه إلا برضاك.....بس ذاك اليوم اللي سويت كل شي غصب عليك ولكن عمري ما غصبتك على شي...والحين نكرتي كل شي سويته لك من قبل....

أشار لها بصوت مرتفع : ودامك مو قد هالزواج.....لا كان حطيتي اسمك عند الخطابة ام اكرم!!!.......لا كان ركضتي ورا شي أنتي منّك قده ومنّك فاهمته....

لُجمت حينما عرفت الأمر....إذًا تعرّف على عمها بطريقة مهذبة ولكن عن طريق الخطّابة؟ التي لجأت إليها من اجل الخلاص من العذاب....ومن الخوف!
نهضت وحدقّت في عينيه دون ان ترمش خفق قلبها ونزلت دموعها على خديها
تحدثت برجفة يديها: كنت مضطرّة ......كنت بحاجة إني اهرب....وما لقيت إلا هالشي وأنت كملت علي الناقص......قبل ما كنت تعاملني كذا بس لم غبت علي شهر كامل.....ما صرت اعرفك.....حسيت انك اكتفيت مني......وإني حمل ثقيل عليك........

ثم اقتربت منه خطوة واحدة تحت انظاره وتسرّع أنفاسه: أنا عارفة انت خايف أحمل.....وتضطّر تعلن هالزواج......خايف اسوي شي يجبرك تعلنه وتواجه اهلك فيه....
وبنبرة انكسار: بس تطمن غايتي من هالزواج لا جيب عيال.....ولا شي ثاني .....كثر إني ابي احس بالإطمئنان.....ودام هالشي صار مستحيل.....فطلقني لأنه ما عدت احس فيه وانت مو مجبور تتحملني دامني ثقيلة عليك.....ماله داعي تسوي كل هذا عشان تنفّرني منك....

هنا ضحك بسخرية ومسح على رأسه عدّة مرات وهو يتمتم بالاستغفار
اقترب منها خطوة واحدة ونظر لعينيها بحده: وانا ما خذتك عشان بس تشبعين رغباتي مثل ما ظنيتي....

نزلت دموعها بِلا توقف ثم اردفت برجفة جسدها: واللي تسويه فيني هالليام وش تسميه؟.....هذا اكبر دليل .....أنك خذتني بس عشان الفراش.....وعشان نفسك.....
ازدرد ريقه هنا، لا يعرف كيف يُجيبها؟
افعاله في الأوان الأخيرة مستفزة للغاية وغير قادرة على انصافه في هذا الموقف!

تحدث بعدما امسك بأكتافها: عشت في الفترة الأخيرة تحت ضغط يا مُهره.....وانتي تزيديني بعنادك واسلوبك....

مُهره أبعدت يديه وتحدثت بنبرة مهتزّه: وكنت أنا الطريق الأسود اللي تفرّغ فيه غضبك حتى بالضرب!!!
صرخت: ليومك هذا أنا التزمت في شروطك.....لا اطلع....ولا حتى ازور صديقاتي......وطلباتك كلها مجابه.......بس ما ظنيتك انك ما تحس....المفروض بدون ما ابرر....واعاتب....تحس فيني....مو تأخذ مني اللي تبيه حتى لو شي سخيف من ترتيب وغيره......وتتركني معلقة بدون كلمة حلوة.....بدون أفعال.....تمسح من ذاكرتي مساوئك......!!!!

ثم جلست على الكنب واسندت رأسها على كفيها وبدأت تبكي بصوت مسموع، وأخذت تتحدث بانهيار صدمت به قصي
شهقت وهي تردف: لا تفكرني ميته على الزواج وكنت ابي ازوّج بسرعة لدرجة حطيت اسمي عند خطابة بدون علم عمي! لا أنا.......سويت هالشي عشان اهرب من التعذيب الجسدي والنفسي.....

صُعق هنا ولم يستطع التحدث بقي واقفًا بالقرب منها يستمع لِم تقوله بملامح الصدمة والإستغراب، سيعطيها فُرصة للتحدث لفهم أمورها الخاصة!

أكملت وهي تشد بيديها على وجهها باكية: ما كنت املك الجرأة في إني أتكلم.......اني صرت تحت ابتزاز........وتحت ضغط مثلك الحين.......ما كنت املك الجرأة في إني أواجه عمي...

اقترب منها قليلًا ونظرت هنا لزاوية أخرى وهي تكمل: زوجة عمي ما كانت حابة تواجدي في بيتهم بحكم عندها خمس أولاد.....وكانت تبي تتخلص مني بأي طريقة وتضغط علي من كل جانب.....من.....ترتيب البيت ......وتنظيفه ......وفي كل شي.....
سكتت قليلًا ثم اردفت تحت صمت قصي المتفاجئ والذي ينم عن رغبته في سماعها واكمال ما تقوله ليفهم السبب!
واكملت دون ان تنظر إليه: لم عرفت أنه محمد بدا يميل لي....وحبني....
وبتردد اردفت وهي تفرك في يديها: وحبيته...لأنه......لأنه كان حاس انه امه تعذبني....تضغط علي في شغل البيت رغم إني ادرس ونص النهار بالمدرسة ولرجعت يكون في تكملة التنظيف وغيره....فكان يخفف عني.....وصرت اتواصل معاه بالرسايل بحكم ما عندي جوال كنت اكتب له على ورق وكان يكتب لي.....

قصي شد على قبضة يده مهما كان هي زوجته ، فمن الصعب عليه ان يستمع أنها كانت تحب رجل غيره حتى لو قبل أن تراه هو!!

أكملت بضعف: لم عرفت .....بدأت تضربني وتهددني انها بتقول لعمي إني اكلّم واحد غريب ....واطلع معه......انا خفت.....وابتعدت عن محمد لفترة وما صرت ارسل له......وهي ما زالت تراقبني....وتضربني حتى بدون سبب.......وتشغلني في تنظيف البيت....ووصلت فيها......تبي تزوجني لأخوها وعمي رفض......

ثم سكتت عضت على شفتيها واغمضت عينيها: وبغياب عمي حبستني بغرفتي يوم كامل لأنه عمي وقتها سافر عشان شغله......محمد ما قدر على امه وما صار يدافع عني لا بقول ولا بفعل لأنه لسوى هالشي هي تضربني اكثر واكثر........تضربني في مكان ما يبيّن عشان عمي ما يحس..... يعني تحاول قد ما تقدر تخلي وجهي سليم....وقد حرقتني على بطني....لأني حرقت فستانها وانا اكويه.....

نزلت دموع ثقيلة من عينها وهو يستمع بإنصات وتركيز: في هاليوم اللي حسيته سنة علي سوت فيني كل شي يرضي اللي بداخلها من مرض!.....ضربتني لدرجة ما عدت احس بالضرب .......كانت تفكر انا اللي خليت محمد يتقرب مني....لدرجة خليته يدافع عني ويرفع صوته عليها....على قولتها هي مربيته عدل....واللي يسويه بسبتي

ثم التفتت عليه لتنظر لجمود نظراته واحمرار عينيه اردفت: ربي يشهد انه رجال....وعمره ما رفع عينه علي....كل اللي بينه رسايل ورقية ووضحت لها هالشي وما صدقت......وابتزتني يا اواجه عمي وأقول انا موافقة على اخوها ولا راح تصورني وانا بهالحالة ......وكان جسمي وقتها رايح فيها من ضربها وترسل الصور وتقول لعمي

لم تستطع أن تكمل فاهتز جسدها بخوف من هذه الذكرة واكملت: كنت ضعيفة خايفة ادافع عن نفسي وتطردني...ويتخلّى عني عمي..... ووافقت...

وبكت اكثر: بس عمي اصر على الرفض.....وتميت على هالحال اتعاقب على شي ما اعرفها ....إلى ان صديقتي ساعدتني وقلت لها تحط اسمي عند خطابة......والباقي انت تعرفه....

كان ينظر إليها بحيره، هو مخطأ لم يستمع لها يومًا دومًا ما يحكم عليها بالقصاص.....من اجل ان ينتقم من نفسه ومن تسرعه في قرار الزواج خشيةً من أن يزوجوه مما لا يُريدها!

ولكن حقيقةً هو الآن تزوّج بناءً على شروط هو في قرارة نفسه غير مقتنع فيها !
تزوّج من فتاة فقط لتشيل همه .....لتخفف عنه ارهاق الحياة.....
هو اناني وهي بريئة من كل أفكاره!
لا يستطيع الآن ان يوبخها على حُبٍ ربما لم يمضي
لأنه لم يعطيها الفرصة الكافية لتحبه وتنسى حبها السابق!
ولا يستطيع ان يضربها.....لأنه علم الآن مما تلك الآثار التي على جسدها ولكن سكت ولم يسألها!
اثار لحرق كما قالت وجروح بهت لونها ولكن بقيت ملتصقة لم تختفِ للأبد
كل هذا تحت انظاره ولكن لم يهتم .....ولم يشدّه الفضول ليسألها عنه
لأنه وبكل بساطة يريد منها أن تهتم في تفاصيله هو فقط دون ان يهتم في تفاصيلها

نهضت وقطعت عليه سرحانه بقول: ريّح نفسك من هالضغط وطلقني....

كانت ستتحرك بضعف لناحية الغرفة وهي تجر قدميها بثقل على الارض
لم تخطط يومًا في اخباره عن حقيقة رغبتها في الزواج...لم تخطط يومًا في ان تفتح قلبها وتحدثه بلا حواجز....لم تخطط أبدًا لهذا اليوم
ولكن كل شيء اصبح خارج عن سيطرتها....
بكت بلا صوت ....وبندم على قرار الزواج بالسر هذا
ولكن قصي لم يترك لها مجال للهروب والتبعثر اكثر
والضياع في هفوات العنف والأنانية بعمق معناهما!
نهض ولفها إليه اغمضت عيناها خشيةً من العقوبة ولكن صدمها حينما بادرها باحتضان شديد لم تعرف معناه حقيقةً
بقيت كالخشبة المتصلبة ما بين يديه
صحت من افكارها حينما همس: زواجي منك مو عشان اللي ببالك.....زواجي منك انانية مني من الانتقام لأهلي ومن نفسي!.....مُهره....أنا....أنا....
لم يستطع ان يردف (انا آسف) ثقيلة تلك الكلمة عليه لذا شدها لناحية صدره اكثر ومسح على شعرها مما جعلها تبادره بهذا الاحتضان وتبكي بصوت مسموع وشهقات متتالية وعالية
اخذ يطبطب على ظهرها وهي استسلمت لرغبة البكاء والانهيار ما بين يديه
فهمت اشارته، وفهمت أسفه
وغاصت ما بين احضانه لتتخلص من عبء ما بداخلها من احزان مخفية
طيلة هذه الفترة!
.................................................. .................................

تشعر بالكسل ، وعدم الرغبة في الذهاب إلى الجامعة بالأمس سهرت على فلمٍ من النّوع الذي تحبه إلا وهو الرعب والإثارة والتشويق ولم تستطع بعدها النوم إلا بعد شروق الشمس
ضحكت على نفسها حينما تذكرت كيف من شدّت خوفها بالأمس تسللت بسرعة للخلاء لقضاء حاجتها سريعًا ثم عادت للسرير بِخُطى متسارعة!
شتمت بداخلها إيلاف لأنها هي من شجعتها على مشاهدة هذا الفلم وحثتها عليه!
نهضت من على السرير وتوجهت للخلاء تُريد أن تستحم سريعًا لأنها
ستذهب لإزالة الوشوم التي رُسِمت على جسدها كما وعدت والدتها هي ماطلت في الأمر خشيةً من الألم الذي ستشعر به
ولكن اليوم ستنهيه وستواجه! وإن شعرت بأنها في حالة جيّدة ستذهب للجامعة

حقيقةً اعتادت على رؤية إيلاف واليوم اثنتهما لديهما (بريك ) طويل ومن الممتع قضاؤه مع بعضهما البعض
خاصةً مع جنون إيلاف
رمت ملابسها في سلة الملابس الخاصة للغسيل
وهدرت الماء على جسدها لعلها تستعيد نشاطها ووعيها بسبب هذا النوم الثقيل!
.................................................. ......
بينما في غرفة ديانا وأمير
كان يرتدي ملابسه ويرتب هندامه امام المرآة وزوجته كانت تجفف شعرها بعجل لأنها تأخرت كثيرًا على عملها....
وما إن انتهت من تجفيفه حتى بها التفتت على زوجها بطريقة سريعة
جعلتها لا ترى شيء سوى السواد ، وفي لحظة كادت ان تسقط ولكن اتكأت على الجدار وانتبه أمير
لحركتها تلك فهرع سريعًا لناحيتها
متحدثًا: ديانا.......شوفي؟
ديانا فتحت عينيها شعرت بصداع فتّاك فجأة فقالت: ما فيني شي لا تاكولهم...
أمير بشك من الأمر وخشيةً من ظنونه تحدث: احلفي إلّي انّك بتاخزي دواكي بشكل منتظم؟
ديانا نظرت إليه بهدوء: كل يوم باخزوه......بس هيدي الفترة حاسة بثقل في راسي اكتر من ئبل.....
امير بخوف ورعب: خلينا نروح عالدكتورة ونخبرها ......بهيدا الشي...
ديانا بصوت خافت: لالا أصلا عندي موعد بعد يومين
امير لينهي النقاش: راح روح معكي...
ديانا سحبت جاكيتها وهي تأخذ نفس عميق: تمام
أمير اقترب منها وامسك يديها وقبلهما ونظر لعينها بحب: ربي لا يحرمني منك ......ديانا اهتمي لصحتك انا ملاحز(ملاحظ)....في الفترة الأخيرة مو على بعضك......وصايرة ما تتحملي تاكلي أي شي....
ديانا ابتسمت له وطبطبت على كف يده: ما تاكول هم......حبيبي....انا بخير....وإن شاء الله ما راح يصير أي شي تاني إلّي....

أمير احتضنها وقبّل جبينها ثم ابتعد قائلًا بعجل: اليوم راح روح للمستشفى...
ديانا وهي ترتدي حذائها:شوفي؟....ليش حتى تروح؟!....انتّا مريض شي؟
أمير بتردد مسح على شعره: اليوم راح يعملوا عملية لسندرا...
ديانا بحذر نهضت وتأكدت من إغلاق الباب ثم اقتربت من زوجها وهمست له: ليه؟
أمير: مشان تصحيح النظر.....بتعرفي من ولدت وهي ما بشوف بوضوح......بسبب
قاطعته باهتمام وخوف: بعرف....بس ياللي بعرفوه الطبيب ئال بهالسن ما ينصحنا نعملها إلها....
أمير بتردد: مضطرين نعملها لأنه ومع الأسف نسبة العمى صارت سبعين بالمية.....والطبيب لم شاف حالتها بتسيء وكل يوم من أسوأ للأسوأ قال نعملها وإن شاء الله خير....
ديانا هزت رأسها برضى ثم سحبت حقيبتها واردفت: طمني عليها...عن اذنك...
ثم خرجت ....
بينما أمير قبل أن يخرج اجرى اتصالًا سريعًا برغم مجهول الهوية!
يعلم لو اتصل بهاتفه ورقمه المعروف لن يُجيبه ولكن الآن من الممكن أن يجيبه ويستطيع ان يُرهب قلبه ايضًا ويأخذ بثأر ابنته!

.........
حقيقةً كان نائم ، وبجانبه تلك الفتاة الشقراء والتي دفع لها الكثير من اجل هذه الليلة المقرفة والتي تجلب الهم والغم وتنزل على المرأ المصائب والبلاء!
تنهد بضيق ......وانقلب إلى الجهة المخالفة لهذا الرنين ولكن الرنين مستمر
تأفأف وتلك الأخرى جلست متذمرة ثم ذهبت للخلاء
فنهض هنا وأجاب: ألو....
تحدث وهو ينظر لنفسه من خلال المرآة بنبرة حقد: اسمعني جورج...واصحى تسكر بوجهي!
خلايا جسده جميعها استيقظت من نومه كيف عرف رقمه الجديد؟
ألم ينتهي الامر بعد؟ ام أنه يراقبه هو وأخيه
كان سيغلق الهاتف ولكن أمير سبقه : اسمعني منيح.......خبّر الكلب مراد يرجع على بريطانيا حتى يبلش في إجراءات الطلاق.......ومنها يئوم(يقوم) بتعديل النسب لبنتوه وإلا راح استخدم الثغرات اللي عندي ضدك وبخليك تخلل في سجون أكسفورد......فكّر منيح.....بدي هالشي يخلص في هيدا الأسبوع....وإذا تأخر هنا راح بلش ارجعك لمكانك ......وادفنك في قاع مظلم.....فهمت؟
جورج ازدرد ريقه ما هي الثغرات؟......يعلم امير ليس بالرجل السهل في التعامل معه ومن خشيته اردف: فهمت
اغلق امير الخط في وجه ثم خرج من الغرفة
بينما جورج سكت يُريد ان يستوعب ما أخبرهُ به أمير، ثم نهض سريعًا من على السرير سحب القميص المرمي على الأريكة الجانبية وارتداها سريعًا وسحب هاتفه واتصل على أخيه
لينهي الأمر من جذوره!

................

عندما خرج من الغرفة واجه نور وهي تخرج من غرفتها ايضًا
ابتسمت له قائلة: صباح الخيرات....
أمير اقترب منها وقبلها على خدها الأيمن : صباح السكر....
قبلته على خده وهي مبتسمة: وين ماما؟
أمير بعجل : راحت على شغله وأنا كمان راح اروح اتأخرت...
ثم خرج وهي خرجت من بعده
..........
خائفة من ألم إزالة الوشوم، مضطربة قليلًا وحرجة من أن تطلب من احد كإيلاف أو والدتها للذهاب معها!
بينما إيلاف من المستحيل ان تذهب معها في أماكن كتلك....وهي ايضًا لن تسمح لها بالدخول إلى تلك الأماكن المشبوهة ولو بنسبة ضئيلة !
هي من رمت نفسها في هذا البحر الأسود وهي من ستخرج نفسها منه دون مساعدة أحد
هي تجرّعت الكثير من الآلام ولا تظن انه سيكون أسوأ آلامها ......اخذت نفسًا عميقًا وسلكت الطريق ماشية للشارع الرئيسي لتوقف لها سيارة اجرة للذهاب إلى ذلك المكان
الذي حمل بين طياته الكثير من الذكريات التي تكرها
وشم لإخفاء جُرح بهت لونه ، وحُب لم يستقيم في طريقه!
اخذت تفكر طيلة الطريق، واخذت الذكريات تتوارى عليها من جديد
لماذا لم تستطع النجاح في قصة حُب واحدة؟
لماذا لم تستطع التكيّف سريعًا في محيط شديد الانفتاح!
لماذا تشتاق لأرض لفظتها رغمًا عنها
ولماذا تشتاق لأبوّة من لا يستحقها....
تنهدت بضيق.....
واغمضت عينيها ، لا شي قادر على مواساة ما تشعر به من الداخل
هي تصالحت مع نفسها ومع المحيط الذي يحيطها ولكن هناك لحظات ضعف
واشتياق وانهيار لابد أن تأتي بين فترةٍ وأخرى!
وربما حان موعدها الآن.....
تذكرت كيف عاشت ثمان سنوات مليئة بمحبة والدها لها و بصراخه على والدتها!
لا تدري كيف انقلبت حياتهم رأسها على عقب
لا تذكر زوجة ابيها في صورة سيئة!
كانت دومًا الطرف الملائكي لها ما إن تشن الحرب بين والديها أتت وسحبتها عن منظر الصراخ والكفوف التي تتلقاها والدتها من والدها يوسف!
كانت تتذكر اخيها والذي يكبرها بأربع او خمس سنوات كان يدافع عنها أمام الصّغار يحبها كثيرًا تذكر أنّ لديها أخ آخر ولكن لا تتذكر ملامح وجه كثيرًا
ولكن الأكبر تتذكره وتتذكر بطولاته معها.....هو الوحيد بين عائلة الناصي
الذي يدللها بعد والده!
تنهدت قائلة: آه يا ناصر اشتقت وربي اشتقت!
ثم تسللت من عينيها دموع كثيفة مسحتهم من على وجنتيها سريعًا
الطريق طويل، والذكريات كُثِر
والألم يزداد، والحنين يتفجر من شرايين الاشتياق العنيفة!
لن تنكر أنّ والدتها فضّلت نفسها عليها ولكن يُكيفها أنها لم تتخلّى عنها كما تخلّى عنها اباها يوسف
نظرت للشارع التي حفظت تفاصيله .......ويذُكّرها بأول خطواتها الجريئة
تذكرت اوّل خطةٍ للهروب قبل حوالي خمس سنوات....أتت هنا تمامًا
تبكي، يائسة من حياتها وكآبتها المستمرة
لا شيء اصبح يُسليها ، أصبحت تكره ما تحبه وتكره وجودها في هذا البلد الذي ايقنت لم يعتاد على وجودها كما هي لم تعتاد عليه!!!!!
تُريد الهروب من الواقع وفعلًا
أوّل محاولةٍ منها كانت بأول رشفةٍ مما حرّم الله عليها في هذا المكان القذر
في (الملهى الليلي) حينها عادت في الفجر واستقبلتها والدتها بالسب والشتم والضرب والرفس
وكان أمير يحاول تهدأت الوضع إلا ان حالتها تسوء من ضرب والدتها
ومن تعكر معدتها بسبب عدم قدرتها على تحمل ذلك السم التي شربته
لم تتوقف ديانا عن ضربها إلا بعد ان أخرجت ما في جوفها بصعوبة
وحبستها في غرفتها لمدة يوم كامل ومنعتها من الذهاب للمدرسة!

ابتسمت بسخرية على حالها الرديء في ذلك السن ......عنادها كان سببًا في تردي حالتها النفسية والجسدية!
إلى أن دخلت في حالة عاطفية ابتدأت بحب وتوسطت بوعود وانتهت بزواج وانجاب لعين!
وصلت اخيرًا للمكان المنشود، ترجلت من السيارة بعد ان دفعت قيمة التوصيل ....
دخلت إلى المحل الصغيرة ما إن رآها صاحبه حتى ابتسم ونهض ليصافحها قائلا (مترجم): اوه....نور.....كيف حالك.....لقد مرّ زمن طويل على رؤيتك.....
ابتسمت مجاملةً له تُريد الخروج من هذا المكان سريعًا قبل أن تتدفق عليها الذكريات بِلا توقف وتنهار باكية (مترجم): بخير........لم استطع المجيء بسبب الدراسة ......وأمور أخرى....
تحدث الرجل ذو العضلات المفتولة والقامة الطويلة وجمال الوجه وقبيح الجسم بسبب ما تُرك عليه من رسمات خيالية بوشوم مقززة بمجرد النظر إليها
اشار لها بأن تتفضل بالجلوس واطرق: هل أتيتِ من أجل عمل وشم آخر على جسدك الجميل....
اشمأزت من اطراؤه ولي أوّل مرة ارتبكت من نظراته ، ولكن تشجعت في قول (مترجم): لا....بل أتيت من اجل إزالتها.....
حرك رأسه بتفهم(مترجم): اوه.......إذًا لن يأخذ الأمر وقتًا طويلًا هيّا انهضي للغرفة الجانبية...
وقفت وبتردد(مترجم): .....هل هنا ليز.....اريدها ....هي من تقوم....بإزالتها.....
بتعجب اردف(مترجم): ولِم؟

حكت رأسها هنا وبتخبط لا تعرف كيف تفسر له الأمر اردفت (مترجم): اظن أنها سريعة ويدها لطيفة.......لا تؤلم لدرجة البكاء

ضحك هنا بخبث ثم اردف(مترجم): لا تقلقي نور.......لن يؤلمك ولن ابكيكِ ......صدقيني.....هل نسَيتي عندما وضعت لكِ اوّل وشم لم تصدري حتى أي صوت ....وكنت وقتها سريعًا ....هيا ادخلي هيّا لا تضيّعي الوقت...

استسلمت هنا ودخلت ثم ازاحت الجاكيت من على جسدها ووضعته جانبًا ، اضطربت أنفاسها عندما رأته يجهز أدوات بسيطة اعتادت عليها في ذلك الوقت ولكن الآن تشعر بالاضطراب بسبب نهوض الذكريات من ذاكرتها!
سحب الكرسي وجلس عليه واقترب منها
ازاحت جزء بسيط من ملابسه من ناحية كتفها تريد منه ان يزيله اولًا ، اغمضت عينيها
وعندما شعر بتوترها اردف(مترجم): لن يُطيل الأمر عزيزتي .....ثقي بي...
وبدأ يمرر الجهاز الخاص لهذا الأمر بعد أن عقّم المكان الموشوم ، شعرت بالحرقة وانكمشت قليلًا للجانب الآخر ثم حاولت السيطرة على الألم بعض شفتيها....
وهنا تذكرت ذلك اليوم الذي أتت فيه من اجل رسمه لم تشعر بالألم كما تشعر به الآن لا تدري لماذا
ولكن ربما في ذلك الوقت كان وجعها النفسي مسيطرًا على جميع آلامها الفرعية!
حاولت الصمّود وعدم البكاء، حاولت مع إزالته إزالة بعضًا من ذنوبها التي لا تُغتفر من قبل البشر!
مرت الخمس دقائق ، وقلبها يرجف .......هل كانت تجرأ على فعل كل هذه الأمور لو كانت في أحضان والدها يوسف؟
بالتأكيد لا.......ومن المستحيل تكون على هذه الشخصية السوداوية !
ربما ستكون كالورد الأبيض الذي لا يُدنسه الغبار ولا أيدي البشر التي تُمسك به !
تنهدت وبعض دقيقتين انتهى ووضع على مكانه معقمًا
وقام بتغطيته بشاش ابيض منعًا من جرثمته!
ثم تحدث (مترجم): هل رأيتِ حدث الأمر سريعًا
ودون ان تجيبه استلقت على ظهرها واظهرت له الجزء الموشوم على بطنها ....
وبدأ بالتعقيم ثم مرر الجهاز.....رنّ هاتفها
تحدث (مترجم): هل تريدين الإجابة على المتصل؟
هزت رأسها بِلا وعينيها محمرتين للغاية
تريد ان تتخلص من الأمر سريعًا وتخرج فقط ، هذا ما تريده الآن ....الخروج والابتعاد عن هذا المكان الذي اشعرها بالضيق والشؤم!
.................................................. ...............

قرأ رسالتها عدّت مرات ، فقد عقله لوهلة ٍ من الزمن كيف؟ ومتى حدث الأمر هذا أيعقل هذا سبب ابتعادها عنه طيلة هذه الفترة
اتصل عليها عدّة مرات ولم تُجيبه فجنّ جنونه اكثر وتسارعت أنفاسه بخوف
أيعقل أنه سيُبعد بالإكراه عنها؟ أيعقل هذا الحُب يصبح من صفحات حياته الباهتة التي لم تكتمل؟
أعاد الاتصال عليها من جديد يُريد أن يستفسر عن هذا الأمر
بينما هي كانت في حالة يُرثى لها
تبكي بجنون ، وتشتم سلطان من أعماق قلبها ...تسمع رنين هاتفها ويزداد النحيب....
لا مخرج لها من قرار والدها....اعدمها واعدم احلامها البسيطة!
هي لا تريد سوى العيش مع من تحبه ووثقت به....
لا تريد شيئًا آخر من هذه الحياة
نهضت واقتربت من المرآة نظرت لوجهها المحمر وارتفع الرنين من جديد
ماذا فعلت؟
هل كان عليها أن تخبره بالأمر من بدايته؟ هل كان عليها أن تشركه في قلقها في تلك الليالي الماضية؟
ركضت للهاتف.....اجابته بشهقة: بندر....
بندر بوجه محمر وحاجبين منعقدين: عيون بندر.....
شيخة ببكاء وتتحدث ما بين شهقة وأخرى: ما ابيه........تكفى........كلمهم ما ابيه.....
بندر مسح على رأسه بعجز تنهد بضيق: من متى متقدم لك؟
لم تُجيبه بل بكت اكثر حتى قال: من فترة طويلة صح؟
اردفت بضعف: أي......لم جيت بقول لهم ما نيب موافقة قالت لي امي ابوي عطاهم الرد بالموافقة ....بندر
وشهقت: ابوي بيجبرني عليه....تكفى بندر سو شي .....تكفى بندر انا ما اقدر أعيش من دونك.....بندر...تكفى....
لم يسمع منها هذه النبرة المنكسرة قط أيعقل ما اخبرته به في تلك الرسالة حقيقة وواقع؟ ام انه في خيالات الحُلم.....
أيعقل أنه سيخسرها
تحدث بهدوء: اهدي......شيخه اهدي لا تبكين.....بكلم ابوي....اليوم.....
شيخة ازدردت ريقها وبشؤم: واذا ما وافق...
بندر بضيق: لا تضيقينها علي يا شيخة.......انتي غلطانه لم خبيتي علي هالأمر ......وهربتي مني فترة .....وانا ما نيب مستعد تهربين مني عمر يا شيخه انتي لي أنتي لي وبس....
شيخة بنبرة باكية: بندر...
بندر اغمض عينيه بضعف : شيخه.....تكفين لا ضعفين عشان ما اضعف معك
شيخة ببكاء مستمر: ابي اشوفك....
بندر بثبات واتزان : ما ابي اخون عمي وناصر وسعود......يا شيخة.....بشوفك بس مو الحين
وبهدوء: بشوفك بالحلال......وبنظرة الحلال......وبفستانك الأبيض
بكت اكثر ولم تستطع الرد عليه
إلى ان قال: بكلم ابوي.....امسحي دموعك وان شاء الله خير.....انتبهي على نفسك....
ثم اغلق الخط ، وجلس على طرف سريره، ماذا يفعل؟ يعلم جيّدًا أن ابيه لن يوافق على امر الزواج ابدًا!
ماذا يفعل؟ حقًّا تاه في أمره وضاع في قراره!
رمى هاتفه على السرير شاتمًا المدعو سلطان....
اخذ يفكر لمدت خمس دقائق .....ثم خرج سريعًا من الغرفة
عاد والده من الشريكة من وقتٍ مبكر
رأى اخته جالسة على الكنب وفي يدها كوب شاي سألها: نوف.....وين ابوي؟
تحدث وهي تنظر للتلفاز لمشاهدة المسلسل المفضل لديها: في مكتبه....
بندر مشى بخطى متسارعة لناحية المكتب
ولاحظت نوف اضطرابه في حركاته وافعاله فاردفت: الحمد لله والشكر وش فيه ذا
بينما هو اضطرب اكثر وخفق قلبه اكثر فاكثر بعدما أن
اصبح أمام الباب ارتجفت يديه من ان تطرق الباب .....كيف سيواجه أبيه؟
فمن الصعب جدًّا إقناع أبيه في مثل هذه الأمور....لا يريد أن يماطل في الأمر كما ماطلت وتساهلت هي فيه !
اخيرًا اطرق الباب ودخل بعد ما اذن له ابيه
ترك أبا خالد الأوراق من يده : خير......شفيك بندر.....وجهك ما يطمن بالخير....
بندر بتردد: يبه ابي اكلمك في موضوع.......
تحدث أبا خالد بأهمية: خير صاير شي؟.....اخوك فيه شي؟
بندر : لالا.......موضوع خاص فيني...
أبا خالد اسند ظهره على الكرسي : اجلس وقول لي وش فيك؟
بندر جلس ونظر للفراغ سرح قليلًا لا يعرف كيف يبتدأ في هذا الأمر
فقال ابيه: جاي عشان تسكت وطالع في الأثاث؟
بندر بتردد نظر لأبيه: لا.....يبه........طلبتك لا تردني....
بو خالد وبدأ صبره ينفذ: تكلم وش فيك بلا مقدمات....
بندر اشاح بنظره عن ابيه وتحدث: ابي ازوج.......
سكتت ابيه لفترة لم تتعدّى الخمس ثواني ثم ضحك : ههههههههههههههههههه.......تكلمني جد انت؟
بندر نظر لأبيه : يبه تكفى ابي شيخة بنت عمي.....اخطبها لي....لين اتخرج و...
قاطعه وهو يرتدي نظارته بلا اهتمام: بنت عمك أصلا انخطبت من ابوها لسلطان......وما يجوز تخطب على خطبته
جمد الدم ف عروقه ، ولم يعد قادرًا على تهدأت اعصابه نهض وهي يردف بصوت منفعل بعكس هدوء ابيه: بس انا ابيها.....وانا ولد عمها واولى من الغريب.....يبه تكفى كلّم عمي .....
رمى والده نظارته على الطاولة ونهض غضبانًا من ابنه: ما تسمع انت اقولك انخطبت وقريب ملكتها......وانت تبي ...
قاطعه بندر بصوت اشبه للصراخ: شيخة لي انا........شيخه لي انا يبه تكفى.........كلّم عمي وشوف وش يرد عليك.....تكفى يبه.....انا قلبي مو لي يبه.....مو لي.....
سكت والده ونظر إلى ابنه المنهار عاطفيًا وهذا ما اتضح له، اقترب من ابنه وحاول ان يكون هادئًا امام انهيار ابنه
امسك ابنه من اكتافه : الله يجبر كسر قلبك يا وليدي........بس عمك رد على الجماعة .....والخطبة الرسمية قريبة ......بندر...ما ظنتي عمك بيخلف وعده للرجال......وانا ما ابي اتفشل قدام الجماعة واخطب على خطبت ولدهم ما يجوز وانا ابوك.......اهتم الحين بدراستك....ولك مني بعد التخرج اخطب لك...
قاطعه بندر بانهيار كلي واعصاب تعِب: يبه.........انا غير شيخه ما اتزوج.......غير شيخه ما تزوج....
ثم خرج من مكتب والدها راكضًا
من انظاره والده وبروده
تنهد أبا خالد حائرًا: لو متكلم لي قبل لا يخطب سلطان يا بندر.....الله يعينك.....!
ثم عاد يزاول عمله....
بينما بندر خرج من المنزل ، لم يعُد يتسع لهُ للبقاء ويشعره بالإختناق حتى الموت !
ما الذي يجب عليه كي يوقف هذا الزواج الإجباري؟!
هل يتصل على أخيه خالد من اجل إقناع والده!؟
أم ماذا يفعل؟ هل يهرب معها ليجبران الجميع في تقبل زواجهما
مستحيل!
قاد سيارته بسرعه جنونيه يُريد الإختفاء من الكون كله، الفتاة التي احبها ستجبر على الزواج من رجل غيره
هُزلت!
هو وعدها لا يريد منها ان تفكر به كطريقة لا تمثله ولا تُلائمه!
ربما ستقول عليه ،جبان لأنه لم يُبادر في التقدم إليه!
أو ستقول كان يتسلى معي من أجل ضياع الوقت!
ولكن الحقيقة هو أحبها بصدق.....أحبها من أعماق قلبه
والآن هو يتألم على ما حدث!
عليه أن يفكر بطريقة تُنهي امر هذا الإجبار الكريه وتُرضي الجميع
ولكن كيف؟ لا يدري!
.................................................. ...........................
كانت تُلاعبه وتداعبه بخفة بديها من اجل أن تجعله يبتسم ، هذا الطفل غيّر لها موازين افكارها وجعل من شخصيتها شخصية أخرى فولاذية
كانت تنظف ما تحته وما إن انتهت البسته ملابس نظيفة أخرى
خرج زوجها من الخلاء تحدث: بطلع مشوار صغير وبرجع بعد ساعة أوديك بيت اهلك تمام...
تحدثت دون ان تنظر إليه وهي تبتسم لأبنها: طيب....
هذا التجاهل يُمغص لهُ بطنه ويُضيّق عليه آفاقًا للابتداء صفحات جديدة من الحياة
ولكن هو من جعلها على هذه الشكليّة التي لا تعجبه
سيصمت لوهلة من الزمن ولكن لن يسكت طوال حياته!
خرج من الجناح الخاص بهما ونزل لرؤية والدته
انفتح باب المصعد وتقدم لناحية الصالة التي تتوسط المنزل
رأى والديه واخويه يرتشفون الشاي
ابتسمت له والدته: حي الله هالطلّة
اقترب وقبّل رأسها ويديها وفعل ذلك الشي لوالده
تحدث جسّار بتعجب: متى جيب وانتقلت؟
سيف اخبر زوجته أنهم سينتقلون مبكرًا وغيّر وقت الانتقال عنادًا لها واخبرها ان تأخذ ما يلزمها كشي أساسي ومن ثم سيكمل نقل حاجاتهم الأخرى لذا اتى هنا بالأمس في تمام الساعة الثانية عشر من منتصف اليل
سيف بابتسامة: جينا بالليل حبينا نفاجأكم!
عزام ارتشف القليل من الشاي: وانا أقول من هالبزر اللي يصيح بالليل
سيف ضحك : ههههههههههههه لا تبالغ البيت فيه عوازل
بو سيف باهتمام: اجل وين ام عبد لله...
سيف حكّ طرف انفه بتوتر خشيةً من أن تظهر علاقته السيئة امامهم: تنوّم عبد لله
انفتح الباب الرئيسي على حين غفلة من سوالفهم
تقدم لهم قصي بوجه خالٍ من التعبيرات
: السلام عليكم
رد الجميع عليه السلام
ورمى نفسه في وسط الكنبة ليكون عن يمينه عزام وعن يساره جسّار
انتبه لسيف فابتسم: ليش ما جبت معك عبادي.....؟
سيف ارتشف من الشاي: بشوفه كل يوم ....حنا انتقلنا هنا....
قصي بهدوء: زين ما تسوي...
بو سيف قاطع الجميع عن الحديث بقول: دامكم اجتمعتوا.......اجل سمعوا...
ام سيف تعلم بما سيخبرهم زوجها عنه!
لذا اضطربت قليلًا
واخذت نفسًا عميقًا لتستجمع به طاقتها!
سيف باحترام: خير يبه....
بو سيف بفرح: الليلة ملكة بنت عمكم غزل على ولكم عمكم زيد....وابيكم بعد المغرب تكونون هنا عشان نروح جميع....
جسار وعزام وقصي التفتوا جميعهم لناحية سيف
ليروا وجهه المصدوم واهتزاز يديه الواضح حتى سقط كوب الشاي من يده وانكسر
ونهضت والدته شاهقة: هأأأأأأأأأأأ انكسر الشر ......انكسر الشر....
بو سيف بخوف: ماحرقك؟
سيف لم يعد يرى النور، أُظلمت الدنيا في عيناه من جديد
كيف حُب الطفولة؟
هل انتهت القصة التي لم تبتدأ من الأساس
نهض كالمقروض: لا ما فيني شي عن اذنكم
فنهض هنا عزام تابعًا أخيه في مشيه
خرجا إلى الوجهة الرئيسية من المنزل كان سيخرج سيف ولكن سحبه أخيه من يده : سيف....لا تسوق وانت بهالحال....
سيف بعصبية عُظمى: وخّر يدك عني ......وخر....

ولكن عزام سحبه رغمًا عنه وادخله إلى مجلس الرجال واقفل عليهما الباب
سيف بانهيار : عزام وخر عن الباب وفتحه لا تخليني اقل ادبي عليك وامد يدي....
عزام بعصبية أخرى ومن نوع لا يعرف!: تضربني على شان شنو بالضبط هاااا؟
سيف مسح على رأسه وابتعد عن أخيه لكي لا يتهور تمتم بالاستغفار مرتين
ثم جلس على طرف الكنب وشبّك يديه
وبدأ يهز رجليه بتوتر
عزام بصوت مرتفع: اللي يشوفك ما يقول أنه تزوج وصار أبو....ونســ...

قاطعه هنا بصراخ ونهض سريعًا كالعاصفة التي تهدم كل شيء من حولها: عمري ما نسيتها
عزام اقترب منه وضربه بخفه على صدره : تبيني اقولك وفي ولا خاين لهالمسكينة اللي فوق؟

سيف لا يُريد ان يواجه أخيه بالحقائق المُرّه لف عن أخيه ولكن عزام شدّ على اكتافه ليجبره على ان يلتف ويرى وجه

تحدث عزام: كل اللي بينكم يعني تأدية واجب؟
سيف ابعد أخيه شاتمًا إيّاه على جرأته الوقحة ثم قال: كل مشاعري.....لغزل.....عجزت احب الجازي....عجزت...يا عزام....والسبب منو؟....السبب امي اللي ضيّعتني....هذا البنت .....تعالجت وتشافت وبتزوّج.....كنت راح اصبر عليها كل هالمدة بس امي تحب العجله....

عزام بجدية: لا زم تتقبل الواقع......وكلنا نعرف اللي صابها شي ما هوب سهل.....وحالتها كانت من أسوأ إلى الأسوأ امي ما كنت تبي تعلقك في فراغ مظلم....
سيف ضحك بسخرية: والحين هي شسوت فيني.؟...هاااا.......وفوق هذا اظلمت بنت خالي معي..
.
عزام تنهد بضيق ثم اردف: يعني انهيارك بهالشكل......وصوتك اللي يردح.....بغيّر شي؟.....فهمني بغيّر شي؟.....انت رحت في طريقك وهي راحت بطريقها......
سيف ضرب بيده على الجدار بقهر: هالطريق اللي انا فيه ما هوب باختياري......
عزام باتزان تحدث: لا تهدم بيتك بنفسك.....هي بتزوج وبتعيش....وما عتقد تحمل بداخلها أي ذكرى اتجاهك.......عندك زوجتك وولدك اهتم فيهم احسن من هالانهيار هذا....
سيف باضطراب: انت ما بتفهمني ولا راح تفهم.....وبعدين وش عرّفك انها ما راح تحمل بداخلها ذكرى لي

عزام بشك: كنت تكلمها؟
سيف سكت لوهلة ثم اردف: وكنت سبب في تردي حالتها الأخيرة بعد....
ارتفع صوته بانفعال شديد: افتح الباب خلني اطلع قبل لا اسوي فيكم جريمة.....اااافتح...
عزام لا يعرف كيف يتحدث ويخفف عن أخيه فتح الباب
وكان سيخرج سيف ولكن دفعته والدته على عجلٍ من امرها للداخل
تحدثت: انساها......وانتبه الجازي تحس بشي.....والله لا اغضبك علي...

سيف بانفعال: هذا اللي عندك!.....هالموال قلتيه لي....عشان تحطميني....خليتيني ازوجها......ويا ليتني استفدت ونسيت الماضي معها.....هذا انا جبت لك الحفيد اللي تتمنينه الباقي مالك دخل فيه يمه تكفين.....خليني براحتي...
ام سيف بصرخة: صدق انك قليل ادب..
عزام يهدأ الامر: يمه....تــ

قاطعته : شوف سيف....لم ما خليتك تاخذها مو على شان نفسي أنا.......السرطان كان منتشر في صدرها....واستأصلوا.....واثر على الانجاب عندها...وبعد سنة المسكينة عادت تتوجّع واستأصلوا رحمها.......انت في ذاك الوقت تمشيك عاطفيتك وانا عقلي يمشيني.....ما كنت ابي اظلم البنت معك ولا اظلمك معها.....ما فيه احد ما يحب الأطفال....بترضى فيها يوم يومين بعدين بتحس فيه شي بينكم ناقص!...والحين.......اخذها زيد ورضى فيها ليش....لأنه زوجته توفت وعنده بنت وولد .....منها ....
سيف ضحك بقهر: ههههههههههههه يمه لا تجلسين تحللين على كيفك. وتقللين من شان البنت!......يمه والله لو آخذتها ....راح اكتفي فيها ....وراح ارضى بقسمتي بالعيال.....يمه انتي موتيني ......موتيني بخطبتك للجازي بدون علمي ذاك الوقت وحتى ابوي لو يعرف والله ما راح يرضى......ما راح يرضى على سواتك....

ثم خرج تارك والدته واقفه تنظر للفراغ وعزام ينظر إليها خوفًا من أن يصيبها أي مكروه
عزام : يمه....
خرجت من المكان دون ان تنطق بكلمة واحدة
وخرج بعدها عزام وصادف أخيه جسّار الذي تساءل بخوف من تضخم الامر على كتف عائلته !!
فلو انفجر أخيه من ينابيع مشاعره سيهدم الجميع بقراراته لا محاله
: شصار؟.......اخوك وجه ما يطمن ....وما أظن الليلة هذي بتمر على خير....
عزام بحيره: اللي فهمته من اخوك انه حبهم متبادل......والعالم الله كانوا يتواصلون مع بعض....ويا خوفي الليلة يسوون اثنينهم شي يسود وجه العيلة بكبرها....
جسّار بصدمة: يكلمها!؟!؟؟!؟!؟ ....لا لا سيف مستحيل يخوّن في عمي.....
عزام بلل شفتيه بتوتر شديد: و يا خوفي الجازي بعد تدري .....اكثر وحده كاسره خاطري من هالموضوع اهي والله
جسّار بتفكير: ااممممم....اخوك المفروض ما يحضر.....لو حضر بيخرب الدنيا...
عزام سكت لوهلة ثم اردف: لو في عقل ولو صدق يحبها ما يخرب عليها هالليلة وما يحضر.....بس ما أقول إلا الله يعدي الليلة على خير....
جسّار كتف يديه ونظر لمن حوله بحذر ثم اردف: واخوك الثاني وضعه ما يطمن احس فيه شي....
عزام قوّس حاجبيه من شدّت اشعة الشمس وحرارتها: قصدك قصي؟
جسّار هز رأسه بـ(أي)
عزام بعصبية وتحدث ما بين اسنانه: اقسم بالله هالاثنين بجيبون اجل امي وابوي.....اتركنا منه الحين خلنا في سيف......ونشوف بعدها حل لهالقصي......انا طالع....
ثم خرج من المنزل
بينما جسّار تأفأف من وضع اخوّيه ثم عاد ادراجه إلى الداخل
.................................................. .................................
الإرادة ، والإصرار قد يكنان سببًا في التكيّف في الأماكن الغير مرغوبه
يشعر بالغرابة في هذا المكان وبالغربة ايضًا رغم أنه لم يُكمل الشهر من مجيئه هنا ولكن ادرك أنّ الحياة بِلا عائلة تُفصل الجسد عن الرّوح

ولكن الطموح هو من دفعه إلى هذه النقطة والتي تعتبر من وجهة نظره نقطة تحوّل في عالم التطوّر في دفعه لناحية مستقبلٍ مشرق دون الاتكاء على كتف ابيه!
لذا سيستمر في دراسته وسيجعل عواطفه جانبًا من أجل نفسه والجميع ايضًا
دخل الجامعة ، كعادته يمشي بهدوء ،يأتي بوقتٍ مبكر لكي يمتنع عن الركض والخوف من فوات المحاضرة عليه!
كانت نظراته هادئة للمكان ، اكثر ما يعجبه في هذه الجامعة الفناء الخارجي.....وخضرته اللامعة في العَينين فسبحان الخالق!
هذا المنظر لهُ القدرة في جعله ان يبتسم ويتفاءل بيومه
كان يتفكر فيما حوله وفي وضعه ...ولم ينتبه لتلك التي تركض لناحيته وتتحدث في هاتفها الخلوي
اصطدمت في صدره حتى اسقطت من يده ملفه
وهي ايضًا ارتدّت وسقطت على الأرض!
شعرت بالاحراج
نطقت: ديانا اكلمك بعدين!
أغلقت الخط وسحبت الملف من على الأرض ونهضت لتُعطيه إيّاه بينما هو كان يشد بقبضة يده على مكان ضربت رأسها له فقد اوجعته
نطقت باحراج: سوري....
تحدث بعدما سحب الملف منها: حصل خير
ثم اكمل الطريق وهي اخذت تلطم على خديها بخفة وبحرج: قسم بالله مطفوقة ......وين عيوني اففف.......حسبي الله عليك وعلى عصبيتج يا ست نور.....
ثم انحنت لتسحب حقيبتها ، من على الأرض ونظرت لورقة مرمية بجانبها وادركت انها سقطت من ذلك الشاب
سحبتها ونظرت لمن حولها تريد ان تناولها إياها ولكن لم تراه
قرأت ما فيه الورقة ، وكانت مقدمة لبحث
قرات اسمه : خالد غازي محمد الناصي
قوست شفتيها وببلاهة: اسم العيلة مار علي.....بس وين؟

ثم عاد رنين هاتفها اجابت وسمعت التوبيخ: ايلافوه...طلعييي بسرعة .......ولا ربي امشي
ايلاف بدأت المشي: بلاج ما تدرين شنو صار لي.....سمعي نور سبقيني وراح اجي لج....
نور تشعر بالحرقة وبالألم في الآن نفسه في مناطق الوشم!: لا حلفي.....تبيني اذبحك......ولا تبيني اذبحك!!!!......الحين جاية من مسافة طويلة وتقولين سبقيني.....والله لا انزل وانتف لك شعرك...
ضحكت ايلاف :ههههههههههههههههههه هي اعصابج......انزين بطلع لج....امري لله ......انتظري
نور بملل: تعبت وانا انتظر.....خمس دقايق ما طلعتي انزل من السيارة وادخل محاضرتي.....
ايلاف اخذت تركض بمشيتها: لا تكفين.........اليوم لازم نروح الهايد بارك تكفين....
نور بتأفأف: طلعي خلصيني.......يلا...
ثم أغلقت الخط في وجهها، لا تُريد أن تحضر المحاضرة لأنها تعلم جيّدًا لن تعي ولن تفهم ما سيقوله الدكتور! فاليوم تجرّعت الكثير من الذكريات
اليوم تجدد عليها ألم الإشتياق والفراق وألم خاص لم تستطع نُسيانه!
تُريد الهروب هذه المرة من كل هذه المشاعر بطريقة مهذبة
ستخرج مع إيلاف للتنزّه لعلها تُزيح دون ان تشعر ضيقها الثقيل هذا
تنهدت وهي تنظر للمارّة من خلف النافذة

لم تأخذ ثلاث دقائق حتى إيلاف أتت تلهث من شدّت ركضها إليها فتحت الباب تحدثت: هذا أنا جيت يا العصبية!....شفيج ابي افهم ليش تحبين بس...
قاطعتها نور بضيق واضح على ملامح وجهها: يعني ما تبين نروح بدري عشان نستانس....كيفك كان تأخرتي زود....
إيلاف بشك نظرت إلى وجه نور: نور فيج شي؟
أزاحت نور وجهها عنها وشتت ناظريها : ما فيني شي.....
إيلاف ألتزمت الصمت ، لن تضغط عليها للتحدث فليس من عادت نور التحدث بعد ضغط كبير عليها
لذا قالت بصوت مرح تغييرًا لمزاج نور: طوفتي علي ريّال كشخه وهيبة...
نور ابتسمت بسخرية لها حتى تحمست إيلاف قائلة: صدمت فيه......وطاح قلبي على الأرض من جماله...اوووووف...يا عليه جمال.......يا نويّر.....طاحت أوراقه عندي وبقت ورقة معاي الله يعيني بدوّر عليه عشان اعطيه إيّاه.......
ثم ضربت كفيها ببعضهما البعض متحمسة: يبي لي اداوم مبكر بكرا عشان ادوّر عليه...
ضحكت نور هنا بلا تحمل: هههههههههههههههههههههههه مو من صجك.......تركيه هو ورقته يولي بس....وانتبهي على دراستك يا حلوة....
ايلاف ابتسمت لها: والله بدوّر عليه إن شفته كان بها وإن ما شفته خلاص ما بتعب نفسي وبقطع ورقته وبلوحها في الزبالة.....المهم خلينا ندُور في أراضي لندن بعد ما نروح الهايد بارك

نور : خلينا ننزل المحطة وصير خير

.................................................. ..
.
.
.
في مكان آخر ولكن في منطقة أكسفورد التي تحملّت الكثير من الأسرار حول قصة نور!
بعد مضي ما يقارب الثمان ساعات أو اكثر بساعتين
أُجريّت العملية بنجاح تام
ولكن ينتظرون النتيجة بعد استيقاظها ، فقد تجاوزت مراحل الخطر جميعها
تلك الصغيرة متمسكة بالحياة لدرجة تُذهلك!
تريد العيش رغم أنّها بِلا أم ولا أب
!
هكذا جعلاها تعيش ، بإرادتهما على هذا القرار الذي اتخذاه معًا
كان ينظر إليها من خلف النافذة الكبيرة الزجاجي ة ، وقلبه يتألم ندمًا
وضميره يصرخ توبيخًا على ما فعله لها وابعادها عن حضن والدتها!
كان مجبرًا على فعل هذا الأمر، لم تكن نور في حالة جيّدة ولم تكن متقبلة فكرت الإنجاب....كانت محاولات الانتحار كثيرة ومحاولة قتل الجنين أكثر!
لذلك احتجزوها لفترة لم تكن هينّة عليها، وبسبب حملها مُنعت من أنواع خاصة من الأدوية التي قد تسبب التشوهات والإجهاض لذلك ، عاشت اقسى أنواع الألم النفسي والجسدي آنذاك !
صغيرة......ولم تعُد قادرة على موازنة الألم تلك الأجهزة التي اتصلت بجسدها لا شك أنها مؤلمة....
هل يخبر والدتها عن تواجدها ؟!
هل يظهر الجانب المخفي عنها؟!
آه يا نور آه
رنّ هاتفه في هذه اللحظات أجاب
: الو
اتاه الصوت الحازم : اسمعني أمير......أريد أقلك.......لا تتعبك نفسك ويّاي.....باذن الله ورقة طلاقها بتوصلها بس سالفة إني اعدّل نسب البنت .....انساها......الشغلة مو بهالسهولة .....
أمير ابتسم بسخرية : بعرف هالشي......ومئدر خوفك من انك تنسجن....بس اسمعني منيح.....لو ما رجعت للبلد وسويت الإجراءات اللازمة راح اعمل شي بخيلك انتا وخيّك تندموا يا مُراد
مراد نظر لأوجه أخيه الخائف: ما في شي نخاف منه....
أمير بتحدي: وسكرتيرة اخوك السابقة........داليا؟
ازدرد ريقه وفتح عينيه بصدمة كيف؟
كيف استطاع الوصول إليها رغم أنّ أخيه جعلها تعود لديارها؟
إن التقى بها ستخبره عن حقيقة عملهم، وهذا ما لا يُريدانه ويُريده أمير
ما إن تتلفظ بكلمة ، سيكون مصيره ومصير أخيه القتل على يد أمير ايضًا!
السجلات! أجل السجلات ماذا لو سقطت بيده!
هل سينفضحون في نهاية الأمر
لينهي المسألة: اوك.....بعد يومين اشوفك...
اغلق أمير وهو مبتسمًا ابتسامة النصر، اردف بقهر وهو يشّد على هاتفه: وأنتي يا ديانا راح احاسبك على كل شي عرفتوه عنّك!


.
.
انتهى

.






 

رد مع اقتباس