عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2022, 08:09 PM   #2
AM.
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية AM.
AM. غير متواجد حالياً




Scarlett
سُطورك تشبه اللون الأزرق بجوهره
وصفك عميق كأنه لوحة رسمت بها جميع التفاصيل
لغتك دافئة ، مُشعة وبراقة ، لك لذة خيال مُتميز
أحسنت أيتها النجمة البراقة





-



قَفزة.
إلى حيثُ يظهر للعيان لونٌ أزرقُ مائلٌ للإخضرار. وتتسّعُ العينان.
المشهد مُرعب، الماء يزداد عُتمةً وقربًا، بشفافيّته اللذيذة للناظرين وُجب أن يكون منعِشًا.. لكن أمرًا ما كانت تخشاه، تغلّب على شعور الإنتعاش وأودى بهِ. ليس بالضرورة الغرق، ربما الماء ذاته.
حقيقةً ماكانت قفزة، كان سقوطًا، من أين؟ الله وحدهُ يعلم، ربما كانت تقفُ على طرفِ هاويةٍ ما.. وزلَّت قدمها، وربما لفَظتها السّماء من الأعلى بغتة دونَ سوابق. والأخير أقربُ للحصول، ذلك أن تركيز بؤبؤيها السّوداوين كان منصبًّا على لونِ الماء الفيروزي ولو أنها وقعتَ عن جهلٍ لما فعلت.
أيًا كان فالنتيجة أنها تسقُط وقلبها يخفق ارتعاشًا، ضاغطًا على صدرها حتى صعب عليها استنشاق الهواء. وتوزّعت حولها عشوائيًا جبالٌ بيضاء بها مساحات سوداء مجوفّة تُرى حافّتها بالأعلى آبيةً التحالف مع أفقِ السماء.
تكفّل هدير الأمواج بتزيين البحر فأصبحَ يتبهرج بسكونه الجذّاب، حتى أحدثَ سقوط جسمها انفجارًا مائيًا، شكّل رغوة كثيفة بيضاء مصحوبةً بصوت عالٍ كسرَ هيبة السكون، وكأن البحر لم يرغب بغوصها في جوفه، وتلكَ ردّة فعلٍ لأنها أفسَدت جاذبيّته.. ذلك الكائن الغامض.
غرغرَ الماء العميق، وتبقبَق في آنٍ، وتزايدَ عدد الفقاعات ألفًا ألفًا، فقّاعات بيضاء صغيرة امتزجت بالرغوة والتفّت حول جذعها العلوي هابطةً معها للأسفل، وقدِ اندفعت خصلات شعرها للوراءِ بقوة، ورفرفَت للأعلى.
سرعانَ مارحّب بها البحر متناسيًا أنها من أفسَدت جماله الهادئ، ترحيبًا حارًّا تحوّل على إثره أقربُ للدفء منه للبرودة.
وكان للماء صوتٌ يبعث بالإسترخاء، وكأنه ضجيجُ الهدوء، لكنها واللهِ ما استرخَت، ولم تجرؤ حتى على فتحِ عينيها. اعتبرته زئيرًا بنَفَسٍ بطيءٍ خافت، وكأنّها إنِ التفّت أدركت صاحب الزئير وراءها.. له هيئة رماديّة يكشفُ عن ابتسامةٍ شيطانية تبثّ في الأنفسِ الهَلع.
لكن أطرافها كانت مقيّدة بحسْب ماقرّره عقلها، فلم تقوَ على الإلتفات، واكتفَت بالنظر أمامها قسرًا. لم تعد ترتعش، لكن الرهبة مافارقت فؤادها، ولم تقدّر ترحيب الماء، لأن درجة حرارته لم تكُن معضلتها.
حملقت بما اختبأ داخل النقي الصافي، بينما يرتفع جسدها وينخفض مع وتيرة تنفسها.
امتداد الجبال البيضاء بالأسفل صار مكلّلًا بالزرقة، وكل ما التقطته عيناها امتزجَ لونه الأصلي باللون الأزرق، لكن كلُّ احتفظ بأصله. تمايلَت أوراق النبات الخضراء أمامها مع تموّج صفحات الماء، بدت لها مغرورة فلم تحبُذ مراقبتها. الصخور البيضاء المتشكّلة بأشكالٍ عشوائية كحَال التجويفات السوداء الطفيفة بها، شعرَت أن لها روحًا..تُخاطبها، دونَ أن تفقه ماتقول، لكنها كانت متأكدة أنها تحملُ نبرةً جافّة قاسية، وإن كانت في مخيّلتها فقط.
النبرة ذاتها التي بعثت في جوفها الرعب كانت لمُثيلاتها من الصخور البنية متفاوتة الأحجام بالأسفل، خَشِنة الملمس، حيثُ نكست رأسها، ووجدت الطحالبَ تحاول إيجاد مخرجٍ لها عبر المساحة الضيقة مابين الصخور.
شعوب المَرجان ومثلُها من اللون الأبيض بدا أن لها روحًا هي الأخرى تحدّثها بشَرز، وإن لم تستمع بالفعلَ.. وأدركَت أنها باتت كارهة للون الأبيض رغم دلالته على السلام.

الأجواء مُرعبة وضجيج الماء لا يهدأ..

لم يصل من أشعة الشمس إلا قلّةٌ قليلة، أو هذا ماظّنته حين تمكّن منها الدوار وجذَبها للأسفل ببطء، متسببًّا في إبعادها عن السطح.
تساءَلت، كيف تمكّنت من الحفاظ على وعيها كل هذه المدة رغم الخوف الذي يعشعش في أعماقها؟ ليس من فقدانِ مصدرِ الحياة، بل مما أبصرته داخل سرّها. ماكانَ فيه أحدٌ تشكوه، ولاتذكُر أن عيناها التقطت بشريًا في الخارج.. في الثوينات التي أعقَبها السقوط.
انفلتت فقاعاتُ استغاثة من فمِها، لكن أين المُغيث؟
هل سيستقرّ رأسها فوق أحد الصخور؟ هذا آخر مارجَته، تخالُه سيطوّقها ثم يبتلعها داخل عتمته البنية.. وينفجرُ ضاحكًا ملء شدقيه عليها. كان مذهلًا أن تقدِر على استعمال عقلها حتى هذا الحين، وهي التي زاحمَت في جسدها جزيئاتُ الماء الأُكسجين، حتى صارت أقربُ للإغماء منها للصّحوة.

انسدلَ ذراعيها وتخدّرت أعصابهما وارتخَت. ولمحت طيفًا أبيضَ منيرًا.. يقتربُ من السطح، فترقرَق الماء حتى لم تعد تميّز هيئته، لكنه كان مثلَ ملاكٍ مُنقذ. كنورٍ وسط العتمة اندفعت يده البيضاء تجاهها، وكُسِرت توقعاتها..
من ذلك البعد استطاعت أن تُدرك، أربع أصابعَ صغيرة، في طرف كلّ واحدٍ منها بقعة وردية ممتلئة، مغلفّة بفراءٍ كثيف سرعان ما ابتل! كانت ممتدّة نحوها مائلة إلى الجنب الأيمن، وأسفل خيط شعاع الشمس لمعَ باطنها الوردي البارزِ بلُطف. هل هي يدُ قطٍّ فعلًا أم أنها صارَت تُهلوس؟
لم يكُن لديها الوقت لتموتَ من اللطافة، لأنها كادت تموتُ لأمرٍ آخر..
"أيها القط، أنقذني!"
ابتسَمت بتعَب، على الجنون الذي نطقته في سرّها. لم يُبدِ جسدها نوعًا من المقاومة، بل ثَقُل واسترخى تمامًا.. وحطّ الجفنان على بعضهما، فَسُلبت منهما الرؤية، وتسلّل إلى أُذنيها.. قبل أن تلتهمها الظلمة، صوت مواءٍ ناعم.
،
،
يُتبع..

-
أحبّ أن أفتتح معرضي بهذا الفصل.. الفصل الأول من إحدى رواياتي المُحببّة،
أدعو الله أن ياتي اليوم الذي سأكملها فيه'):


 
 توقيع : AM.


اللهم صلّ وسلم وبارك على مُحمد.
دافئ جدًا: مَعرضي~


التعديل الأخير تم بواسطة Lavender ; 04-29-2022 الساعة 03:12 PM

رد مع اقتباس