منتدى وندر لاند - عرض مشاركة واحدة

مشاهدة أوسمتي · 05-31-2020, 08:37 PM

الدرس الثاني - تقنيات بناء النص -
الوصف
بالرغم من تعدد المفاىيم حول مصطلح الوصف نجد أن أغلب النُقاد والكُتاب والمفكرين يتفقون في هذه المفهوم
هو إنشاء يراد به إعطاء صورة ذهنية عن مشهد أو شخص أو إحساس أو زمان للقارئ أو المستمع
أي يُستخدم لتصوير المشاهد أو الشخصيات أو التعبير عن المواقف والانفعالات الداخلية والمشاعر
وفي العمل الأدبي يخلق الوصف البيئة التي تجري فيها أحداث الفصل أو الرواية أو ...
ولوصف جيدا نحتاج إلى مهارتين:
- قوة ملاحظة معالم وأجزاء وتفصيل الشيء الموصوف بدقة
- إنتقاء الكلمات الوصفية التي تلائم الشيء الموصوف

أما توظيف الوصف في نص المشهد أو الفصل أو ... يكون عبر:
*الدقة في التصوير
* تقديم صورة موضوعية عن الشيء الموصوف والقدرة على ربط حالته بأشياء أخرى
*استخدام النعوت والأحوال للحالة بكلمات معينة تدل على الموصوف.
*استخدام أساليب التعجب، والتمني، والمبالغة والمدح أو الذم والمجاز.
* إدخال أفعال الماضي والمضارع، تجنب أفعال المستقبل المبدوءة بسين المستقبلية
أنواع الوصف

للوصف نوعان وهو

الوصف وعلاقته بالموصوف ( الشيء الذي تصفه )
الوصف الخارجي: وهو وصف الأشياء والأمكان وغيرها ، أو إعطائها صورة ذات صفات معينة، والتحدث عنها كما رآها الواصف أمامه.
الوصف الداخلي: يُستخدم لوصف الصفات الشخصية الخاصة من إنفعالات وعواطف وهواجس وغيرها
الوصف وعلاقته بالواصف ( أي ما يراه الكاتب )
الوصف الواقعي : وصف يعتمد على ما تراه العين فقط.
الوصف الذاتي : وفيه لا يكتفي الواصف بوصف الشيء فقط بل ينتقل إلى إضافة مشاعره وخيالاته أثناء ذلك

أصبح واضحا أن للوصف أنواع عديدة ومتنوعة، فهي تختلف اختلافا تاما من ناقد إلى آخر، أو من كاتبا إلى آخر، وذلك حسب تصنيفه وتميزه لهذه الأنواع
ولأن لا يمكن شرح كافة أنواع الوصف وتفصيل فيها هناك 3 أنواع سأتطرق لهم حتى تتضح صورة الوصف أكثر

-الوصف باعتباره انفعالا داخليا:
وهو الوصف الذي يتيح من خلاله الروائي، تدفق انفعالات داخلية تختلج في نفسية الشخصية،وهي تنفعل تحت تأثير حدث ما، حيث يتم التعبير بواسطة المشهد عن الاحساس المرافق لهذا الحدث.

-الوصف الممهد للحدث: وهو الوصف الذي يستند إليه الكاتب للإشارة إلى طبيعة اللحظات الموالية، أوالي طبيعة الحدث القادم، وبفضله يخلق جوا مناسبا للحدث

-الوصف الدال على الحدث: ويتحقق هذا الوصف حين يصبح الوصف وحده، مطلعا بمهمة سرد أحداث مخبوئة ومتسربة عبر سراديب الجمل الوصفية
~

السرد

-ترجمة وطبع أفكار الكاتب على شكل أحداث مرتبة
- الطريقة التي يُحكى بها الحدث
-هو تصوير سلسلة من الأحداث المُتعاقبة و المُترابطة بطريقة منطقية حتى تُشكل لنا فكرة واضحة ذات مغزى أو لإبراز حبكة
معينة

توظيف السرد في نص مشهدك أو فصل يكون عبر :
* مؤشرات الزمانية والمكانية
*احتوائه على روابط بناء وتنسيق النص( الروابط المنطقية ) التي تساعد على شبك الأحداث معاً وتربطها بالطريقة منطقية
مثل: بعد ذلك، قبل ذلك، ثم، وغيرها.
* استخدام الأفعال مع الزّمن المناسب في الوقت المناسب، فيأتي الفعل الماضي مع الأحداث المنتهية، والفعل المضارع مع الأحداث التي تُروى حالياً.والأفعال هي التي تصف تحركات الشخصية وإيطار الفصل أو الرواية بصفة عامة

المنظور السردي
من زاوية المتكلم
و يكون باستخدام ضمير المُتكلّم [أنا] حيثُ يكون الرواي هو البطل نفسه وهذا نوع يحتاج إلى التركيز
والمهارة وهو أصعب الأنواع لأنه " الأسلوب الكاشف عن فكر صاحبه ونفسيته "
من زاوية المخاطَب
حيث الراوي يُخاطب القارئ و يجعله جزءًا من الأحداث
ويستعمل الضمير [ أنت ] أثناء المخاطبة
من زاوية الغائب
حيث يكون الراوي طرفًا ثالثا شاهدًا على الأحداث لا علاقة له بمجرياتها فيرويها بطريقته
باستخدام الضمير الغائب [ هو ]

أنواع السرد
السرد المفصل
يكون بوضع كل التفاصيل والجزئيات كاملة في السرد كما هي ، ودون اختصار لها .
السرد المُجمل
والذي يكون فيه عملية اقتباس للأحداث ، حيث يكون التركيز الأول فيه من جانب الكاتب على الأحداث الأساسية والهادفة .
السرد المتسلسل
وهو ذلك النوع من السرد الذي يقوم في الأساس على نظام خطي واضح وواقع ضمن تصور الزمن إذ يعتمد السارد فيه على التدرج في وقوع الأحداث فيباشر بسرد الحدث الأول ثم الحدث الثاني ، وهكذا حتى نهاية الأحداث
السرد التناوبي
ذلك النوع الذي يحكى بواسطته عدد من القصص المتناوبة فتبدأ قصة ، وتتلوها أخرى ، ثم تعود القصة الأولى ، ومن ثم العودة إلى القصة الثانية مرة أخرى ، وهكذا حيث يشترط في هذا الأسلوب السردي وجود قواسم مشتركة فيما بين الشخصيات ، والأحداث ....
السرد المتقطع
ذلك النوع الذي يُبنى على مخالفة التسلسل المنطقي لوقوع الأحداث ،إذ يبدأ السارد في تقديم الحكاية من أخر الأحداث ثم ينتقل بعدها إلى أول الأحداث معتمداً على تقنيات كتابية متعددة مثال الحذف ، و التلخيص ، و الاسترجاع ، و الوصف ، وغيرها ....
~

الحوار
نمط من أنماط التعبير تتحدث به شخصيتان في الرواية ، وينبغي أن يتسم الحديث فيه بالموضوعية والإيجاز والإفصاح .

ووظيفة الحوار تتمثل في :
1-السير بالعقدة، أي تقدمها أو تدرجها أو تسلسلها.
2-الكشف عن الشخصيات.
3-وينبغي أن تُوافق أجزاء الحوار سياق الرواية مثلا " الموقف العاطفي يستدعي جملا وكلمات تعبر عن الإحساس والعاطفة

ومن سمات الحوار الجيد:
1-الاختصار، والإفصاح، والإبانة.
2-انتقاء أفصل الأساليب والجمل والألفاظ المعبرة عن الشعور الذي يتلائم مع الموقف ، وترك العبارات التي لا قيمة لها.
3-الإشارة إلى الواقع، لا نقله
4- على الحوار ألا يكتفي بإظهار ما يريد المتكلم كشفه عن نفسه، بل يجب أن يتضمن شيئًا عن المتكلم لا يعرفه هو، ولكن الشخصيات الأخرى تعرفه أو يعرفه هو ولكن باقي الشخصيات لا تعرفه فيقوم بإخفائه
5- الحوار هو الوسيلة المثالية لإظهار ما هو موجودٌ بين الشخصيات. إنه يبلوِر العلاقات.
6- الحوار المكتوب ببراعة سوف يظهر ما إذا كانت الشخصية ذكية أو ماكرة أو حمقاء، صادقة أو مراوغة، ممتعة أو جادة أو مرحة أو ...إلخ
مثلا
أن تصف شخصية بالذكاء والمرح ، بل يجب أن يظهر الحوار ذكاءها ومرحها والسر هو ألا تصف الشخصية إطلاقًا، وأن يتولى الحوار هذه المهمة بالنيابة عنك.
7- لا تجعل عبارات الحوار واضحة جدا ..صريحة جدا..خالية من التلميحات والدلالات ، قم وضخ فيها ما يثير عقل القارىء ويحرك قلبه
8- تجنب الخطابة في الحوار فنحن لسنا في إجتماع عمل
7- لا تحاول أن تصطنع الإثارة في نفس القارئ بعبارات طنانة
لا تضع على ألسنة الشخصيات عبارات محفوظة زاخرة بالحكم والأمثال ، ضع لكل شخصية حوار يلائمها
8- على الكاتب أن يخفف من رتابة الحوار وتدفقه ،حاول أن تجعل العبارات الحوارية قصيرة وسريعة بقدر الإمكان.

أنواع الحوار
الحوار الداخلي : خطاب أو مناجاة أو بوح الشخصية مع نفسها عبر التداعيات والاسترجاعات و الاستباقات الزمنية القريبة والبعيدة.
يتجه الحوار الداخلي في الرواية إلى صراع ضمني بين شخصية ونفسها
الحوار الخارجي:
الحوار في صيغته الخارجية هو: عرض درامي يتضمن شخصيتين أو أكثر وتُقدم من خلاله أقوال الشخصيات في الرواية بالطريقة التي يُفترض نطقهم بها. ويمكن أن تكون هذه الأقوال مصحوبة بكلمات الراوي، كما يمكن أن ترد مباشرة دون أن تكون مصحوبة بهذه الكلمات

تطبيقات
1- أكتب مشهد صامت مُستعينا الوصف فقط
2- أكتب مشهد متحرك مستعنا بالسرد مع بالوصف
3- أكتب مشهد معبر عن مشاعرك وعواطفك في هذه اللحظة مستعينا بالحوار أكثر من الوصف والسرد
4- لمدة 10 ايام ,أكتب كل يوم مقتطف عشوائي توظف فيه أحد التقنيات التي ذكرتها