عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-2022, 07:40 AM   #17
نسمة شتاء
عضوة مميزة


الصورة الرمزية نسمة شتاء
نسمة شتاء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 432
 تاريخ التسجيل :  Jun 2020
 المشاركات : 8,822 [ + ]
 التقييم :  95313
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkslategray
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



الدعـــاء من الكتــــ📖ـــاب و الســــنـــة

الدعاء الخامس عشر

{رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ(194)}
[آل عمران ]


الشرح
هذه الدعوات الجليلة من أهل الإيمان، ينبغي للعبد أن يقف رويداً عندها بالتأمل والتدبر بما حوته من عظيم المنافع
{رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا}
أي داعياً يدعو إلى الإيمان، وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقيل: المنادي هو كتاب اللَّه تعالى، وكلاهما صحيح

{أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا}
في هذا إخبار منهم بمنَّة اللَّه عليهم بالإيمان، فقدَّموا هذا التوسّل ليكون وسيلة إلى الغاية العظيمة المرجوَّة عندهم من المغفرة والنجاة في الدار الآخرة.

{رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا}
أي بسبب إيماننا اغفر لنا ذنوبنا، وهذا من حسن توسّلهم إلى اللَّه تعالى، حيث توسّلوا للَّه بأفضل أعمالهم، وهو إيمانهم به تعالى، والإيمان به يعني الإيمان 👈🏼بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه، وصفاته، وأفعاله
↩ففي تكرير النداء إظهار لكمال التضرع والخضوع، وهذا الذي ينبغي أن يكون عليه الداعي من الضراعة والرغبة والرهبة في دعائه إلى مولاه - عز وجل -، فإن ذلك أرجى في الإجابة والقبول.

{رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا}
الذنوب طلبوا مغفرتها، والسيئات طلبوا تكفيرها
⬅لأن الذنوب هي: الكبائر، والسيئات هي الصغائر

{وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا}
طلبوا المغفرة من صغائر الذنوب، بعد أن سألوا المغفرة لكبار ذنوبهم، و يدلّ هذا على بسطهم في دعائهم لهذا المطلب الجليل

{وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ}
طلبوا الوفاة مع الأبرار وجملتهم، فتضمن هذا الدعاء سؤال اللَّه التوفيق لفعل الخير، وترك الشرّ، الذي به يكون العبد من الأبرار.

{رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ}
وفي تكرير النداء بربوبية اللَّه تعالى إظهاراً لكثرة تضرعهم، وإلحاحهم المؤمّل منه الإجابة والقبول، وهذا يدل على كمال إيمانهم، وعبوديتهم لربهم جلّ وعلا.

↩فسألوا اللَّه تبارك وتعالى أن ينجز لهم ما وعدهم به على ألسنة الرسل من النصر والتمكين في الأرض، والفوز برضوان اللَّه تعالى، وجنانه في دار الآخرة، ثم أكّدوا ذلك متوسّلين أنّه( لا يخلف الميعاد) لكمال صدقه في قوله ووعده، وكمال قدرته جلّ وعلا، كما قال:
{فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ}
[ إبراهيم : 47]

ولأن إخلاف الوعد إما أن يكون لكذب الواعد، وإما أن يكون لعجز الواعد، وكلا الأمرين منتفيين عن اللَّه جلّ وعلا

الفوائد
تضمّنت هذه الدعوات الكثير من الفوائد المهمّة والجليلة:
1⃣ إن سؤال اللَّه تعالى في مطالب الدِّين والدار الآخرة هي أفضل المطالب، وأعلى المراتب في الدعاء.

2⃣ فضيلة البسط في الدعاء على الاختصار؛ لأنه مقام عبودية، فكلما كثّره وطوّله العبد ازداد عبودية، وقربةً، وشوقاً إلى اللَّه تعالى؛ ولأنه يدلّ على الإلحاح الذي هو من موجبات الإجابة، فكل هذه الأسباب وغيرها تجعل الدعاء أكثر استجابة وقربة إلى اللَّه تعالى.

3⃣ يحسن بالداعي أن يذكر بعض منن وآلاء اللَّه تعالى عليه حال دعائه لقوله:
{أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا}.

4⃣ إنّ ذكر الإنسان لعمله الصالح لا يحبطه، لقوله: {أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا}.

5⃣ جواز التوسل في الدعاء بالأعمال الصالحة؛ لقوله {فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} عطفاً على قولهم: {رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا}

6⃣ أهمية التوسل إلى اللَّه بأسمائه كما في تكرارهم في توسلهم لهذا الاسم الجليل ((الرب))

7⃣ وكذلك التوسّل إليه تعالى بصفاته، كما في قوله: {مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ}، وهي صفة فعلية.

8⃣ من حسن الدعاء ذكر علّة السؤال؛ لقوله: {إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} أي: ما سألناك أن تعطينا إلا لأنك لا تخلف الميعاد.

9⃣ مشروعية التوسّل إلى اللَّه بصفاته المنفية كما في: {إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ }، فيتوسل بها كما توسل بصفات الإثبات.
وفيه إثبات ما أثبته أهل السنة: أن الصفات المنفية لا يُراد بها مجرد النفي، وإنما يُراد بها النفي مع إثبات كمال الضدّ.

🔟 فيه ظهور كمال أسماء اللَّه تعالى وصفاته ... من سعة الكرم، والفضل، والعلم، والسمع، والإجابة، والقدرة

1⃣1⃣ ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ بالعشر الآيات الاواخر من سورة آل عمران إذا قام من الليل
فعن ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ خَالَتُهُ ، قال : (فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الْآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ، ثُمَّ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي)
متفق عليه

المرجع
شرح الدعاء من الكتاب والسنة
سعيد بن وهف القحطاني


 
 توقيع : نسمة شتاء



لا تختلط بأكملك مع الناس
أحتفظ لنفسك ببعض منك...

المدونة....https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=1779


رد مع اقتباس