"الغائبون عن الأنظار، الذين لا يلتفت إليهم أحد،
الذين يظن الناس أنهم في بحبوحةٍ من العيش؛
فقط لأنهم يتفنَّنُون في إخفاء مشاعرهم، للدرجةِ التي تُوهِمُ الناسَ أن الحزن لم يُخالط بشاشة قلوبهم يومًا،
رغم أنه يُحِيطُ بهم إحاطة السِّوارِ بالمِعصم!
الذين يُخفِّفُون عن الناس آلامهم، ويرفعون من آمالهم،
الذين إذا قالوا أَسمعُوا، وإذا غابُوا فُقِدُوا،
الذين لا ينتظرون من أي أحدٍ أي شيء، الذين يُهوِّنُون عن الناس وطأة الأيام،
رغم أنك لو اطَّلعت على قلوبهم لخارت قُواك!
الذين يُزهِرُون في خريفِ الأيام، ويُشرِقُون في ظُلمةِ الليالي، ويَبتسمُون في وجهِ المآسي،
صانعي الآمال، جابري الخواطر، شاحذي الهمم،
أيها الغرباء، لا تقنطوا ولا تحزنوا، فغربتكم محمودة؛ تزولُ كلما ازددتم بالله أُنسًا..
لا هانت عزة نفوسكم، ولن يجبر كسركم غير خالقكم!" .
|