عرض مشاركة واحدة
قديم 07-29-2020, 09:39 PM   #5
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 28
 المشاركات : 26,691 [ + ]
 التقييم :  38050
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي







الفصل الحادي عشر: عرض وحفلة!



وصلت لمسامعها قعقعة خفيفة فنظرت نحو الباب بِجفل لتجد بيرت وهو يحملُ دفترًا أسود اللون، كانت مُفكرته!
تقدم بعد أن أغلق الباب خلفه بِملامح فارغة وجلس على الأريكة الكهرمانية المُزدوجة في المُنتصف...
إقتربت ووقفت بعيدًا عنه ولكنهُ أشار مُربتًا على الأريكة لتجلُس بِجانبه، ففعلت...
زم شفتيهِ مُتحدثًا:" في الحقيقة، هذا أمر كُنت أتمنى الحديث بِه معكِ أنتِ تحديدًا! هلا إستمعتِ لي؟"
توسعت زرقاوتاها المُخضرة وهي تومأ موافقة في حين فاجئها لجدية نبرته الرزينة... أكمل بإبتسامة خفيفة
:" هذه.. هذه المُفكرة هيّ خطط رسمتها لمُستقبل الشركة... بعضُها مُجرد أفكار هامِشية رُبما سأسخر مِنها
حين أعيدُ قراءتها ولكن.... وضعتُ كُل أملي وإهتمامي فيهم! مرت ثلاثة أشهُر مُنذ أول مرة إستلمتُ أمور
الشركة وبدأتُ تدريبي المُبكر.. ومُنذ حينها حلمتُ بالكثير! ولكن الآن وأنا أعيدُ التفكير... أنا نادم على شيء
غفلتُ عنه... شيء سيجعلُ طريق وصولي له وعرة!"
نظرت للمُفكرة بين يديه مُبتسمة، رغم أنها لم تعلم ماعلاقتها بالموضوع إلا حين أكمل....
" أنا وفيّ هذه اللحظة أريدُ أن أعهد بأحلامي لكِ!"
توسعت حدقتاها بِعدم فهم:" عفوًا؟!"
نظر نحوها وهو يُمرر المُفكرة:" أنا لا أستطيعُ تنفيذ وعدي لكِ! لأنني أحتاجُ اليكِ لتكوني مُستشارتي الخاصة!"
إزدردت ريقها بتوتر، كان كلامهُ غير واضح وشِبه مُشفر:" كيف ذلك؟"
إبتسم وهو يضعُ المُفكرة السوداء بين يديها:" أريدكِ أن تُعيريني قوتكِ وخبرتكِ آني... أنا وأنتِ سنكسرُ
كُل القواعِد إذا عملنا معًا! أريدُكِ أن تقرأيها لأنني أثقُ بكِ.. وحينها أعلميني برأيكِ..."
صمت لتنظُر للمُفكرة بين يديها ويده تُحيطانِ بيديها:" هلا كُنت واضحًا أكثر، أشعر أني لم أفهم قصدكِ كما ينبغي!"
أجابها بِحذر وهو يضغطُ على يديها اللتان تُحيطان بالمُفكرة:" رُبما تجدين فيّ ذلكَ أنانية ولكنني أريدكِ
أن تطمحي لأبعد مِن أن تغدي مُصممة ألعاب!"
توسعت حدقتاها بِعدم تصديق مُتمتمة:" أتمزح؟!"
نفى برأسه لتزدرد ريقها عاقدة حاجبيها لكن الكلِمات رفضت أن تخرُج... إنتشلت يداها من يداه
ونظرت للمُفكرة التي إستوطنت كفيها.... مررت عيناها على الحروف والكلمات المُصطفة بجانبِ بعض...
قال وقد نهض مُسترخي الملامِح:" كنتُ أعرفُ أنكِ ذكية وتعرفين مصلحتُكِ! أعدكِ حين تُنهين قراءة
هذه المُفكرة... ستجدين رؤية واسعة عن المكانة التي خططتُها خاصةً لكِ!"
مررت نظراتها عليه وهو يُغادر ويغلقُ الباب خلفه بعد أن أردف بصوتٍ مُنخفض:" سأنتظرُ إنتهائكِ!... بعد اذنكِ."
اختفت زرقاوتاه خلف الباب الأبيض.... كانت الغُرفة خاوية إلا مِنهُا ومن الكُتب المُرتصفة
والمُفكرة التي لا يأتمنها عند أحد قابعة بين يديها.... جلست تقرأ.... بالأصح تدرُس خطط وأفكارهُ الخاصة...
إندمجت سريعًا وهي تكتشفُ رؤياه عن مستقبل الشركة... هو ورث هذ العمل عن والده ولكنهُ بدا لها الأكثر تأهيلًا
لتوجيه دفة الشركة إلى مستوى نجومي لم تحلُم به أيةَ شركة العاب....
قرأت جُمل مُرتصفة بجانب بعضها وقد توسعت حدقتاها على هذه الجملة:
" نيو، لديه قدرات تواصِل مُميزة... هو قادر على جذب الناس إليه! مظهرهُ لابأس بِه، وقد يُصبح وجه الإعلاني الأنسب مُستقبلًا..."
إعتلت ملامحُها الإمتعاض بلا شعور
-معهُ حق! كما أن نيو ليس مُتحمس لمسألة العمل كمُصمم! من المُذهل أنه لاحظ إمكانيات نيو خلال الفترة القصيرة المُنصرمة!
تابعت القراءة المزيد من الأمور المُلفتة وهيّ ترتبُ أفكاره وقد بدأت حتى تُطور بعضها!
" قد يكونُ من الجيد إذا جهزنا شخصية مُلهمة كعلامة تجارية نطبعُ صورها والعابها للدعاية....
أفكر بأن تكون فتاة تملكُ الكثير مِن الأحلام والمُغامرات... ورُبما قصص مُصورة أيضًا!..."
"في نهاية كُل عام يتم تجديد الأفكار بعد العطلة الشتوية والأعمالُ السابِقة التي لم تنجح يتمُ رميها بعيدًا!
أفكر بِتخصيص أرشيف لها لكي يستفاد مِنها مُستقبلًا! فبعضِها قد تكون مُلهمة عند الحاجة.."
" لديه إمكانيات عالية رُغم شخصيته الهادئة... إذا أثبت نفسه، سيكُون عونًا كبيرًا في المُستقبل...
على اليكس التخلُص مِن عناده بِموقفه، لِيكون مُصممًا ذات صيت! ولا يجب أن اتخلى عن آني... إنها حجرٌ مُهم."
" علينا أن نُلغي فكرة فريق الإختبار... نحتاجُ قسمًا حقيقي وبموظفين جديرين بالثقة! المُختبرين
يجب أن تتم حمايتهُم مِن خلال القسم ولا يُنشر إسم المُقيّم! على حادثة المشادة بين المُصمم والمُختبر ألا تتكرر!"
"آني هيّ الوحيدة التي تستحقُ ادارة قسم الجودة إذا افتُتح! ملفُ إنجازاتها أبهرني."

توردت وجنتاها وقد توسعت زرقاوتاها تستعيد ماقاله قبل أن يُغادر المكتبة....
" أنا وفيّ هذه اللحظة أريدُ أن أعهد بأحلامي لكِ!"..."أنا لا أستطيعُ تنفيذ وعدي لكِ! لأنني أحتاجُ اليكِ
لتكوني مُستشارتي الخاصة!"..."أريدكِ أن تُعيريني قوتكِ وخبرتكِ آني... أنا وأنتِ سنكسرُ كُل القواعِد
إذا عملنا معًا! أريدُكِ أن تقرأيها لأنني أثقُ بكِ.. وحينها أعلميني برأيكِ..."..."رُبما تجدين فيّ ذلكَ أنانية
ولكنني أريدكِ أن تطمحي لأبعد مِن أن تغدي مُصممة العاب!"..."كنتُ أعرفُ أنكِ ذكية وتعرفين مصلحتُكِ!
أعدكِ حين تُنهين قراءة هذه المُفكرة... ستجدين رؤية واسعة عن المكانة التي خططتُها خاصةً لكِ!"...
"سأنتظرُ إنتهائكِ!... بعد اذنكِ."
شعرت بخيط صوته ينقطع وقد عج صداه في رأسها... لم تعُد تُصدق الموقِف الذي هيّ فيه! إزدردت ريقها
وقد قرأت آخر صفحة تراصفت فيها كلمات كُتِبت بِخطٍ جميل أظهرَ مدى تميُز صاحِبه.... أغلقت المُفكرة
وقد عادت الكِلمات التي قرأتها سابقًا تعصِفُ بأفكارها...
-يبدو أن بيرت أكثر مِما قد يُقال عنهُ عبقري! ماذا أفعلُ الآن؟!



نهضت بعد قضاء وقتٍ طويل بالتفكير وخرجت مِن المكتبة حاملة المُفكرة بِيُسراها... كان الجناحُ هادئاً..
بِمُجرد وصولها لمُنتصف السُلم المُزدوج تمت مُناداتها! نظرت للأعلى حيثُ ظهر وجهُ آيرس التي هتفت بإسمها...
كانوا جميعهُم يجلِسون على الأرائك الكهرمانية ذات النقوش الذهبية.... تقدم بيرت ليقف خلف آيرس تمامًا:
" نحنُ هُنا! تعالي لهذه الجِهة..."
كانوا يجلسُون جميعًا وبدوا مُستمتعين، عادت آيرس لتجلس مَكانها بين سيندي واليكس على الأريكة الثُلاثية
في حين إنتظرها بيرت لِتصل، مررت المُفكرة وهيّ تُرطب شفتيها بتوتر... فتحت فاهها لكن توقفت فجأة...
هي لا تجرُؤ على الرفض أو المُوافقة!
إلتقت زرقاوتاهُما حين رفعت رأسها ليقُول بِحذر:" خُذي وقتُكِ!"
أخذ المُفكرة ووضعها في جيبِ سُترتهُ الداخلي بغير لفتِ الإنتباه ثُم والاها ظهره لتتبعهُ...
كانت الأريكة المُزدوجة وحدها الشاغرة ولكن...
-لما يجبُ أن أجلس بِجانب نيو مِن بين الجميع!
نهض اليكس في نفس الوقت وجلس بِجانب نيو لتتجه وتجلس بِجانب آيرس بعد أن إبتسمت لأليكس...


في المساء كانت الحفلة على وشكِ البدأ، كان السيد جوليان وجيكوب والدُ سيندي وهاري والد كوفين
يجلسون في الزاوية الأقرب للمدخل وقُربهم بمسافة صغيرة تجلسُ آليا وحدها وتعبث بهاتفها مُركزة...
نيتي زوجة كوفين وديانا زوجة جيكوب يجلسان معًا فيّ زاوية أخرى ويبدو عليهِما التفاهُم رُغم أن
السيدة ديانا لم تتوقف عن التفاخر بِذوقها المُتميز بإختيار أجمل وأحدث الصيحات لإبنتيها...
كانت انجليكا وجون يترافقانِ معًا وهيّ تمارس دور الأخت الكبرى على جون الذي يصغرُها بسنتين...
كانت الزاوية الأقرب مِن النافذة التي تطلُ على الحديقة الأكثر صخبًا إذ تجمع الشباب في فئة
والفتيات بفئة أخرى ولكن كانوا مايزالون قريبون لِبعضِهم البعض...
فجأة لفت انتباههم صوت دوي الرعد وسُرعان ما تلته زخات قوية! لكن هذا لم يدُم فقد كانوا
يتوقعون هطول الوفير مِن الأمطار الشتوية... دخل كوفين الذي لم يكُن يعلم عن الحفلة بل جاء
لأن السيد جوليان طلب رؤيته... كانت الصدمة اولى علامة عبر بها وسُرعان ما حلت اللامُبالاة ملامحه...
لقد كانت تلك ملامحه العادية وليست اللامبالاة شرطًا! بدا على ميتي السعادة حين وقفت
تطوق ذراعهُ اليمنى مُبتسمة... كانت فخورة به.
-:" مارأيك؟! هل تفاجئت؟!"
زفر ببطء مرتديًا ملامحهُ المُعتادة وقرميديتاه تشعان بالخجل الذي أخفاهُ بِبراعة مُحافظًا على
صورتهُ أمام الجميع... هو لم يكُن يعرف عن الترشيح، في الواقع كان متفاجئاً لإجتماع عائلته
أكثر من سماعه بِترشيحه! أخفض قرميديتيه لزوجته وهو يُرتب شعرهُ للخلف بعد أن إبتلت بالمطر
وقد فاجئه الهطول المُفاجئ وهو مُجرد من أي حماية...
-:" لما تسرعت! كُنا لنحتفل بعد نيل شرف الجائزة!"
قهقه والده السيد هاري:" لابأس! حينها سنحتفلُ على حسابُك مع ضيوفٌ أكثر!"
مرر عيناه حول قاعة الإحتفال الوسعة رغم قلة المُتواجدين، لكنه لمح أربعة وجوهٍ غير مألوفة...
وحين دقق النظر توسعت حدقتاه للُحيظة إستدركَ نفسهُ خلالها بِسرعة!
-ما الذي تفعلهُ هُنا! سيندي أيتها الغبية.
أطال النظر نحوهُم ليُقدمهُم بيرت بِملامح فارغة:" أعرفكَ بأصدِقائي.... اليكس ريني، نيو جونز،
آيرس كوربي وآني لينكس... لقد كُنا نُخطط لنسهر معًا لذا دعوتُهم!"
مع أن السبب الحقيقي كانت آيرس! لأنهُ دعاهمُ كي لايعرف أحد من أقربائه عن سكنها في بيتهُ!
إستنفرت سيندي داخليًا حين رمقها كوفين بإنزعاج لتُدرك الوضع... فهيّ أو آيرس لم يُخبرا بيرت
عن لقاء آيرس بِكوفين فيّ منزِل ليور!
إقترب نحو الفتيات الثلاثة فهرعت سيندي نحوه لتحتضنهُ مُدعية المرح:" ألم تشتق إليَّ كوفي!"
رمقهما بِنظراتهُ المُعتادة لتُكمِل مُستمتعة:" باردٌ كالعادة!"
بقيت مُلتصقة به ليهمِس لها وسط صخب المشهد:" ستندمين!"
توسعت حدقتاها للحظة لتبتسم مُخفية تعابيرها تتكلمُ بِتمثيل:" لمعلوماتِكُم جميعًا أنا فتاة كوفي المُفضلة!"
استنفرت آليا تاركة لهاتفها لتقترب منهُا مُستعدة لشن الحرب:" ماذا تقولين؟!"
احتضنتهُ من الجانب الأيسر وآليا تقف يمينه:" كما سمعتِ!"
توردت آليا وقد شعرت بالغيضِ ، ثم إحتضت أخيها من الجانب الآخر:" تحلُمين!"
نظر كوفين بلا مبالاة للمشهد المُعاد تمثيله نحو ميتي التي رفعت كتفيها تتنهد بقلة حيلة...

كان كوفين وجيكوب يتحدثانِ عن العمل فقد كان الحديث الوحيد الذي قد يجمعهُما، في حين يجلس
هاري وجوليان بدور المُستمعين إلى أن بدأوا المُشاركة شيئاً فشيئاً...
كانت حفلة هادئة نسبيًا إلى أن لفت بيرت الإنتباه اليه وهو يُمسك ذراع آيرس ويَخرُج من القاعة!
نظر والده نحوه بحذر..
-ألم تقُل لي أنكَ لاتُريد أن يعرف أحد بأنها تسكُن هُنا!؟ لما تلتصقُ بها بعذر أو سواه؟!
ولِما دعوت أصدقائكَ بحق السماء؟!
كان كوفين أشد الموجودين توجُسًا، فهو لايعلم لما يشعر بالحذر من ما قد يحدُث، هو فقط..... غير مُرتاح.

عاد بيرت وفتح الباب الأيسر للمدخل وآيرس تلتهُ بِفتح الباب الآخر لِتقف بعد ذلكَ وهي تنظر للأسفل بِتوتر...
ليظهر آخر شخص توقعه الحضور!
وقف هُناكَ يرتدي بزة بيضاء كسر القميص الأسود الوانها... يسندُ صغيرتهُ التي ترتدي فستان بلون بزته
ذات شريط ارجواني فاتح... وحذاء عديم الكعب بنفس اللون...
وقف جيكوب مِن هول الصدمة... وكوفين أشد صدمة إذا لم يتوقع حضوره... الحفلة الهادئة
التي كانت قائمة بسلاسة... كساها جمود فجائي! كانوا يمررون نظراتهم بين جيسون الذي فاجئهُم بحضوره
رغم الإمتعاض الذّي ظهر على ملامحهُ، وجوليان الذّي سرح بزرقاوتا ايفرين واللتان تشع بالسعادة والبراءة...
كأنه عاد للماضي ولأكثر من عشرين سنة... هيّ قد زعزعت إستقرار ذكرياته!
تحرك اليكس حين لاحظ عدم ثبات ايفي ليصل قبل أن تقع وهو يرفعُها... الملامح الظريفة، شيء لا يستطيعُ
اليكس أن يتجاوزه! حملها للأريكة التي قُرب النافذة وتركها هُنالك تحت أنظار الجميع في حين جيسون
بدأ يقلق عليها منذ الآن! فالجو بارد في الخارج والسماء تمطر بالفعل... صحيح أنه حملها لِما قبل دخول
الصالة الواسعة لكن صحتها لم تكُن تعرفُ المُزاح...
رفعت رأسها نحو اليكس وهي تشكرهُ، كان صدى صوتها يعجُ في الصالة...
-هو فقط، عكسي تمامًا!

الهدوء الذي عم المكان أشعرها أنها ليست مُرحبًا بها! إقتربت آني وهيّ تُردد بمرح:" ايفرين المشهورة!
آني لينكس، تشرفتُ بِمعرفتكِ"
كانت أمارات الإستفهام تكسو وجهها المُبتسم.... نظرت نحو والدها بعد أن صافحت آني بِتوتر جلي....
كان مايزالُ يقف مكانه مُطئطئا رأسه وملامحه تبدو أشد حزنًا من العادة! مررت نظراتها على الموجودين،
الشخص الوحيد الذي لم تقابلهُ سابقًا كان يقف بين جيكوب وكوفين! مُستندًا على عكازهُ البني
ذو النقوشِ الأرستقراطية، بِبذلته الرمادية الفاتِحة والأنيقة التي خُيطَت لهُ خصيصًا... ينظر نحو أبيها بازدِراء...
-من يكون؟
نظر نحوها في تلكَ اللحظة لتجفل مُبتسمة، يبدو غاضبًا، مُستنفرًا ومُتزعزع المشاعر! هو نفسه لم يدرك
أيَّة ملامِح يرسمُها حاليًا! أهوَ غاضِب؟ أم حزين؟ ولَرُبَما كانَ سعيدًا! فهو لم يُضطر علّى التنازُل!
كان طوال حياته ومُنذ ذهابِ تيردا يَنتَظِر مَتّى تَعود وتَعتذِر وتُخبِره كم ارتكَبَت خطأً جَسيمًا بِمغادرتِها
رُغم مَوقفهُ وقتها! لكِن الآنَ وهيّ لَم يَعُد لَها وجود.... وبَعدَ كُلِ هذهِ السَنوات... هَل كانَ ذلكَ يَستَحِق؟
أخفض جيسون رأسهُ وفي ملامحهُ شيء من الأسى وهو يقف بجانبِ بيرت، قال كوفين كاسرًا جمُود الجو
:" جيسون! لم أكن أعرفُ أنكَ ستأتي! يا للمُفاجأة..."
شقت إبتسامة طفيفة ملامحهُ السابقة مُجيبًا:" ألم تكُن الحفلة مُفاجأةً لك؟ لقد فوجئت بالدعوة بِدوري!"
قال الأخيرة وهو ينظرُ يمينه نحو بيرت الذي يقف بِملامح جامدة... إقترب جيكوب نحو جيسون
ليضع يدهُ على كتفه الأيمن مردفًا بِحذر:" أنت تعرف أنّي لا أضمرُ لك شيء... لكن.." نظر نحو سيد البيتِ بقلق
مُكملًا:" قد لاتكونُ تلبيتُكَ للدعوة في محلِها!"
قال بيرت مُتنهدًا بِصوت مسموع للجميع:" خالي... لا أفهم لِما تقولُ ذلك! جيسون صديقُ صاحب الحفلة
المُقربِ جدًا! أليس كذلك؟" رمقهُ بشيء من الإنزعاج مُكملًا:" فما المُشكلة بإنضمامهُ! ثمَّ أني تعبتُ كي أقنعهُ
بإحضار ايفي للحفلة، تعرفُ جيدًا أنها لاتخرجُ كثيرًا لذا..." نظر لهُ مُبتسِمًا:" أغلق الموضوع!"
بمجرد أن أنهى كلامهُ دفع جيسون مِن على ظهره بِكفه وتجاوزهُ ساحِبًا آيرس التي لم يختف التوتر
لِحظة عن ملامحها! وصل لحيث تجلسُ ايفرين ليسأل مُحنيًا ظهره:" أتشعُرين بالبرد؟"
نفت برأسها مُجيبة:" أبدًا!"
كانت ترتدي فستانًا أبيضا يصلُ لمُنتصف سيقانها، طويل الأكمام، أنيق التصميم بحزامهُ الأرجواني الفاتح....
جلس بِجانبِها تاركًا يد آيرس التي التفتت تنظرُ للسيد بِقلق... بطريقة ما كان قد خرج من هولِ الصدمة
وهو يُعامِل جيسون كشخصٍ لاوجود له! لكنه كان ينظر نحو ايفرين ويسترقُ نظرات مُتفحِصة بين الفينة والأخرى...
كانت كلٌ من ميتي وديانا يجلسانِ جانبًا وصغيراهما قد إستسلما للنوم... وجيكوب يقف مُتقابلًا مع جوليان وهاري الجالسين...
في حين كوفين وجيسون يتحدثانِ معًا في مُنتصف الصالة... كان الأصهب ينظر نحو المجموعة الأخيرة بقرميديتيه
نظرات لاتُبشر بالخير! كان الجو حول ايفرين صاخبًا وحيويًا وكانت هذه سابقة لها! هيّ عادةً لا تجلسُ بين هذا
العدد الكبير من الناس!
بينهم، كانت آيرس الوحيدة التي تنظر نحو السيد تارة ولجيسون تارة أخرى كانت قلقة، مُتوترة وشعور
شيء سيء قد يحدُث يُراودها... فقد تلاقت نظراتها كثيرًا مع مارونيتي الأصهب اللتان تُنذران بِنفاذ الصبر تدريجيًا...
-ماذا به على أي حال؟ لِما هو مُنزعج لِهذه الدرجة!

فيّ وقت متأخِر كانت عائلة كوفين أول المغادرين في حين بقيّ ليعود وحده... كان المطر قد توقف
عن الإنهمار لتوه... ثُم هم جيكوب وعائلتهُ ليُغادروا كان هو الوحيد الذي تردد بالصعود والمُغادرة
فقد خالجهُ شعور سيء! إقترب بيرت واقِفًا عند أوّل درجة للسُلم الذّي يوصلُ لِمدخل الرُدهة...
أشار بيده لسيندي لتنزِل من السيارة وتقترب مِنه بِعدم فهم:" سنسهرُ مع أصدقائنا لِمزيدٍ من الوقت!"
نظر نحو والدها مُردفًا:" أيمكنها البقاء؟!"
-رصاصة الرحمة! أريد أن أغادِر مادمتُ أستطيع! خلصني....
لكن اقترب كوفين بنفس الوقت ممسكًا بِها من ذراعها ليُدخلها إلى الرُدهة، مُتجاهلًا رأي الأخير!
أومأ جيكوب على مضض موافقًا! هو حتى لم يعرف أن لها علاقة بِموضوع جيسون! ركبَ السيارة
وهو يقولُ لِبيرت:" لاتنسى أن غدًا مدرسة! لاتتغيبوا وحسب!"
غادر جيكوب، هو لايريدُ أن يشهد الخلاف المُحتمل بين جيسون وجوليان!
إقترب جيسون حاملًا ايفرين التي تدثرت بِمعطف فرو ثخين كانت قد خلعتهُ قبل دخول الحفلة!
هو يخشى عليها من السيرِ لمسافة قصيرة حتى! كان ذلكَ النوع من الأباء... نظر نحو بيرت وخلفه
بِمسافة جديرة بالذكر تقف سيندي وهيَّ على وشك دخول صالة الإحتفال...:" ألا يُمكنها البقاء أيضًا؟!"
أجابهُ جيسون وهو ينظرُ لها بِقلق واضِح:" أخشى أن يحدُث لها مكروه، فهيّ حساسة جدًا للجو وتقلباتهُ كما تعرف!"
رمقها بيرت بشيء من عدم الإقتناع والألم، هو حقًا يرغبُ بِبقائها! أردف جيسون بِسابقة:" عزيزتي...
أتريدين البقاء مع بيرت لهذه الليلة فقط؟!"
تحررت أساريرُها تبتسمُ بِسعادة مُفرطة، هذا عرضُ العُمر لاتسمعهُ مرتان! فمُنذ ما يُقارب السنة
وبعد إنتكاسة صحتها الأخيرة أصبح مهووسًا بتخصيص العناية الشديدة لها! إحتضنته تومأ موافقة:
" شُكرًا لكَ يا أبي!"
إقترب بيرت يحملُها عنه لتحتضنهُ بِسعادة وهو يقول:" أنت أخف من ما يبدو عليكِ حتى!"
توردت وجتاها مُستنفرة:" على الأقل لستُ العكس!"
تجاوز بيرت، حاملًا ايفرين، جيسون وكوفين تحت أنظار والده الذي كان يقف عند المدخل
مُعطيًا ظهره للآخرين، وبخطوات بطيئة... تركها على الأريكة بينما الجميع كانوا مُستغربين!
هم عائدًا من حيث أتى وهو يقول:" سأعود بسرعة!"
نظرت ايفرين لسيندي وهي تقولُ بِسعادة:" أتصدقين أن أبي سمح لي أن أبقى هُنا؟!"



خرج بيرت والتقطت مسامعهُ الجُملة الشهيرة صعبة البَوح:" أنا آسف!"
لم يكُن بحاجة لإعادة التفكير... فقد عرف مُلقيها. كمية الأسى كانت واضِحة في نبرتهُ المُتحشرجة!
تقدم جوليان مُتجاوزا الرجُلينِ بِملامح حملت مزيج ألم وغضب دفين... أردف بعد أن خطى على أول درجة
:" دع الماضي للماضي ولاتؤجج آلاما تعرفُ أنها ستستهلُكُ كلينا أيُها الشاب!... ما حدث حدث،
دع الموتى يستريحُون في قبورهُم على الأقل!"

كان يُدركُ جيدًا أن ما حدث فيّ ذلك اليوم الشتوي... أثر بِه كثيرًا! ألقى اللوم على نفسه وإعتبر نفسهُ مُقصرًا!...
في حين توسع بؤبؤا الأخير غير مُصدقا... مط شفتيهِ بألم، كلامهُ ليس سهلًا! لايُمكنُك أن تُخبر أحدهُم
أن يتجاوزُ ما ألم بِه لفترة طويلة مِن حياته لمُجرد أنها تستهلِكُه! هو لا يستطيعُ نسيان كُل شيء هكذا،
فجأة وبلا مُقدمات أو مُبرر، ولِمُجرد أن أحدهُم طلبَ ذلكَ فقد سبقهُ الكثيرون من قبل!
لكِن... هذا ليس أي شخص! هو رُبما يجب أن يكون المُتأثر الأكبر لِهذه الظروف! فهيَّ لم تكُن
زوجتهُ الحبيبة، بل إبنته الغالية التي حملها بيديه مُنذ براعِم العُمرِ، شهد سنونها الذهبية بِتفاصيلها،
شهد وقوعها ونهوضها في الحياة، ولسنين كانت الأجمل فيّ حياته... ففي نهاية الأمر
هو أيضًا أب سيُجن جنونه لو حدث مكروه لإبنتهُ الوحيدة.
-يطلبُ ذلكَ مِني، رغم أنهُ يتألم أكثر مِني... قلبهُ ينهشُهُ الحنين، الشوق والفُراق لِشخصٍ لن يعود...
ومع ذلكَ ينصحُني أن أتركَ الماضّي لِلماضي!
كيف لِشخص يتألم، أن يُطالب آخر أن ينسى ما ألم بِه؟!

إختفى السيد خلف آخر درجة ووقعُ خطواتهُ يصدح فيّ المكان... أردف كوفين بِصوته ذو البحة الجميلة:
"لنذهب ياجيسون..." نظر نحو بيرت بِحدة:" هل أنتُم سُعداء الآن؟ أتظُن أنهُ كان سهلًا على جيسون
مواصلة العيش هكذا ولهذه اللحظة؟..."
أوقفهُ جيسون عن المتابعة هاتفًا به:" يكفي... دعكَ مِن الموضوع ياصديقي... لقد كانت تلكَ أمنية ايفي!
لا علاقة لبيرت أو سيندي بالأمر!"
كانت تقف خلف الباب تتنصت للحديث بحذر، نظر نحو جيسون بملامحهُ الجامِدة التي كسرها مزيج من الألم والغضب...
طوال تلك السنوات شهد على ما ألم بِصديقهُ... زوج الفتاة التي نشأ معها وكانت أختا أقرب إليه
من آليا نفسها! هو فقط لا يُريدُ أن يُعاود صديقهُ الإنطواء على نفسهُ كما حدث خلال أول سنتين مِن وفاة تيردا
وبِتلك الطريقة المأساوية.... لقد حبس نفسه وعزلها عن العالم، إختبر لحظات ضعفٍ كثيرة، كان وجود ايفرين
في حياته ما منعهُ عن التهور وأذية نفسه! إبنتهُ الوحيدة، الذكرى الأخيرة لزوجتهُ التي أحبها بجنون، هيَّ ما حل
بينه وبين أفكاره السوداء! لكم من المرات حاول تجريد جسده من الحياة؟ لكِن لمُجرد وجودها فيّ حياته،
كانت تقيدهُ بما يطلق عليه "البقاء حيًا!"... حي، جسدًا لا روحًا!
التفت كوفين يمررُ قرميديتيه بين بيرت ثم لسيندي حيثُ تقفُ خلف الباب تسترقُ النظر بِحذر... إبتسمت بألم
في حين زفر أنفاسهُ بِتعب! إقتربت وقد شعرت بشيء من الطمأنينة ووقفت بجانب بيرت تُكتف يديها....
قال بملامح فارغة بعد أن أظهر شبح إبتسامة:" حسابكِ سيكونُ عسيرًا أيتُها المُشاكسة!"
إبتسمت بِخوف مُتمتمة:" ستُعاقِبُني حقًا؟"
مد يدهُ بعد أن تقدم خطوتين وشد أذنها قليلًا:" متى ستكبُرين!"
أمسكت أذنها تلطفُ صوتها مُجيبة:" لاأريد! إذا كبرت... فسأصبحُ من أولائكَ الفتيات اللواتي يتجاهلهُن كوفي!"
مدت طرف لسانها ثم إحتضنتهُ مُبتسمة، حرك يُمناه على شعرها الناعِم ثم إلتفت مُبتعدًا نحو المخرج:" تُصبحون على خير!"
لحق جيسون بِه وهو يُحرك يده في الهواء يُمسيهما:" إنتبِها لايفي..."
أومأ بيرت بِملامح فارِغة في حين إبتسمت سيندي:" لا تقلق... ايفرين لم تعُد طفلة! وهيَّ..."
التفتت برأسها يمينًا مُكملة:" في أئمن مكان في الوقت الراهن... تقريبًا!"
نظر بيرت نحوها بِحدة لتتراجع بحذر مُبتسمة... عائدة لحيث يجتمعُ الجميع.


وقف جيسون بجانب سيارة كوفين الشرابية وقد جلس الأخير في مقعد السائق:" أخبرني...
مِن مَن كُنت حذرًا؟... لا أعلم لِما أخفيت علّي حقيقة كنسيان بيرت للماضي بعد وفاة تيردا...
لكنني واثق أنك بالغت بالتفكير والحذر كالعادة!"
-بيرت ليس أحد منافسيك في السوقِ كما تعلم... صديقي الغبي!
رطب كوفين شفتيه مُجيبًا:" أنا فقط... لا أريدُ أن أراك ضعيفًا مرة أخرى!"
عاد المطر يزخ ببطء... هذا النوع من الأجواء وحده المطر قادر على غسلِ همومه.


دخل بيرت خلف سيندي ليجد الجميع مُستغرقين بالحديث حيثُ سمع نيو يُجيب
ايفرين على ما يبدو:" حفلة المبيت يجب أن تكون في غرفة صديقتكِ المُضيفة!
لذا إذا أردتِ إقامة حفلة مبيت حقيقية يجبُ أن تكون في غرفة..."
وصل بيرت لهُ وعلى غفلة ضرب بقبضتهُ على رأسه قائلًا:" توقف عن تشويه أفكار الناس!"
إبتسم نيو لهُ بِمكر:" تخاف أن يُدخل إلى غرفتُك؟!"
كتف الأخير يديهِ مُجيبًا بِثقة:" لا بأس! سنلعبُ بشروطك!"
هتفت سيندي بعدم فهم:" نلعب؟!"
وتنهدت آني مردفة بِتذمر:" لكن بيرت...قوانين نيو مُزعجة!"
نظرت سيندي نحو آني مُرددة:" قوانين؟"
نهضت آيرس من جانب ايفرين تمددُ جسدها:" سأذهب لغُرفتي!"
راقبتها ايفرين وهيّ تبتعدُ بِملل، فقد كان مِن السهل فهم أنها تعيشُ هُنا! وبقيّ نيو وآني وبيرت
يتجادلون وسيندي تُحاول الفهم ما الذي يجري.... فرقهم اليكس وهو يقف في المُنتصف:" لنصعد للأعلى بلا تخطيط!"
التفت نحو ايفرين ليحملها ويتركهم يُكملون جدالهم، لكن نيو دفعهُ وهو يقول:" أنا سأفعلها!"
وبالفعل حملها وسار بِها نحو المخرج مُستمتعًا، نظرت نحو بيرت الذي بدا عليه الإنزعاج
واليكس الذي تبعهما بملامح مظلمة! لحقت سيندي بنيو مُرافقة لايفرين التي تعتبرُ نفسها
مسؤولة عنها لكونها أكثر من تُجيدُ العِناية بها..



بِمُجرد دخول آيرس الجناح الأيسر لمحت السيد جالسًا لوحده على الأريكة الفردية وسط الصالة،
اقتربت مِنه بدافع الإحترام:" تبدو مُرهقًا سيد جوليان!"
نظر لها بِملامح مُسترخية وهو يُجيب:" قليلًا! لِما تركتِ أصدقائكِ؟ قال بيرت ستسهرون لِبعض الوقت!"
جلست مُتقابلة معه وهي تُجيبُ مُستمتعة:" لقد تعبتُ كثيرًا وددتُ الإستحمام وتغيير ثيابي.. لذا تركتهُم يُخططون!"
نظر لها بعدم فهم لتُردف بِحماس وشكوى:" واه سيد جوليان لاتعرفُ ما قد يحدُث إذا تناقش بيرت ونيو وآني!
يتحمسون بإستفزاز بعضهم، ويخططون للأمور كما ولو كانوا يلعبُون بألعابهم الإلكترونية... يضعون شروط،
قوانين وطريقة سير كُل شيء كلُعبة!"
قهقه مُتفهِمًا وهو يُضيف:" وجد بيرت أصدقاء يُشبهونهُ إذًا!" نظرت نحوه باستغراب ليُكمل بِتفكير
:" لطالما كان بيرت يُبالغ بالتفكير والتخطيط بِجدية كما ولو كانت مسألة حياة أو موت! لقد كبر بسُرعة!
لا أصدق أنهُ خلال شهر سيبلغُ الثامنة عشر! الوقت يمضي بسرعة..."
رفعت ثعلبيتيها نحوه وهُما على أشدهما، بالتأكيد لم تكُن تعرف! التقطت مسامعها أصوات الجِدال
وهُم في الطابق السفلي.... قالت بِتردد:" اللُعبة التي يُصممها بيرت معُهم.... أهذا ما كان يقصده؟
هل سيكشف عنها في يوم ميلاده؟"
عقد حاجبيه سائلًا:" أي لُعبة؟!"
شهقت ورفعت كفيها تُغطي فمها تنظر لهُ بتوتر، فإبتسم قائلًا:" الحادي عشر من ديسمبر؟"
أومأت له بحذر ليردف مُغمضًا عينيه:" إذًا ليكُن هذا سرُنا!"
ازدردت ريقها وهي تسمع وقع عدة خطوات مُتزامنة على السُلم الخشبي تقتربُ ببطء....
في حين علق جوليان عينيه على الدرج بِشغف واضِح، إبتسمت وقد فهمت موقفه لتقول:" تُريدُ مُحادثتها؟!"
نظر نحوها بطرف عينه لتبتسم لهُ بِمكر:" ايفي فتاةٌ ذو شخصيةٍ مُميزة! فهيّ بارعة في
صُنع الحديث حتى لو كان شخصا لم تقابلهُ من قبل!"
توسعت حدقتاه يُتمتم:" مثلُها؟!"
أومأت مُجيبة:" شكلًا وباطنًا!"
وصل نيو وبجانبهُ سيندي وهو يحملُ ايفرين التي تُحاولُ إقناعه بأنها تستطيع السير
وحالتُها ليست بتلك السوء:" صدقني... بابا يُبالغ وحسب! أستطيع السير مادُمتُ أستندُ على يد أحدهُم!"
ازدرد جوليان ريقهُ وهو يراقبُها بِشوق واضِح، نظر نحو آيرس وهو يومأ برأسه
كما ولو يقول "أعتمد عليكِ!" لتبتسم الأخيرة كما لو تلقت أمرًا مُباشرا من سيدها! رفعت يدها تُشيرُ لنيو
وتكسب إنتباهه:" هُنا هُنا! لنجلس هُنا!"







* يُتبع *



 
 توقيع : فِريـال


التعديل الأخير تم بواسطة فِريـال ; 07-30-2020 الساعة 08:27 AM

رد مع اقتباس