عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2020, 02:36 AM   #4
Inas Fallata
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية Inas Fallata
Inas Fallata غير متواجد حالياً




بعد مضي الأيام الثلاث كانت فينوس تساعد المعاقبين في نظافة المدخل أثناء تنظيفها نزلت فانتين الدرجات بحماس شديد و سعادة غامرة انتبهت لفينوس لتبتسم بمرح لتنظر إليها باستغراب شديد لحق بها آرثر و والدها ليزيد درجة الغرابة عندها قرع الجرس ليجعلها تلفت ناحية الباب الذي فتح لتصدم بمن تراه دون إدراك منها سارعت قدماها نحوه لترتمي بين أحضانه بمرح شديد لتقول: أخي سام لقد عدت أخيرا
ابتسم سام لها بمرح ليربت على رأسها بهدوء لتنظر إليه بعينيها المتلهفتين لرؤيته ليقول لها: كيف هي أحوالك فينوس؟
قالت فينوس: بخير أنا حقا سعيدة لعودتك للمنزل أخي لقد اشتقت إليك كثيرا جدا و للغاية أيضا
قال سام: حسنا لقد فهمت لا داعي لكل هذه المبالغة
قالت فينوس: أنا لست أبالغ أبدا فأنا حقا حقا حقا اشتقت إليك أخي
قالت فانتين: ما هذا الذي تفعلينه فينوس؟ لقد احتكرت سام لنفسك فقط
قالت فينوس و هي تحتضن ذراعه اليمنى: هذا لأنني أحبه كثيرا
قالت فانتين: حتى أنا أحبه كثيرا
قالت فينوس: أنا أحبه أكثر منك
قال الوالد: ألن تتوقفا عن الشجار الطفولي؟
نظرتا إليه بوجنتين منتفختين ليضحكوا عليهما حتى قال سام: حسنا هناك شخص أود أن أعرفكم به
التفت سام ناحية الباب ليروا تلك الآنسة الأنيقة للغاية النجوم اللامعة و الأزهار الوردية تحوم حولها كانت صاحبة شعر أشقر يصل لأسفل الكتف و عينيها زرقاواتين جميلة للغاية شعرت فينوس بأن نجمها الساطع قد وقف أمام نجم أكثر سطوعا منه قال سام: هذه مخطوبتي ليندا كاليس حدثتكم عنها من قبل
قالت فانتين و هي تصافح كلتا يديها: سعيدة بلقائك أخيرا آنسة كاليس لم أصدق الخبر عندما سمعته منه فكما ترين إنه نادرا ما يفصح عن مشاعره فتخيل الأمر كان صعبا للغاية بالنسبة إليّ لكنني أرى بأنكما ثنائي رائع للغاية
ابتسمت لها ليندا لتقول لها: أرجوك نادني ليندا فقط سيدتي و سعدت برؤيتك
قال الوالد: نترك سام في عنايتك ليندا
ابتسمت له دون الإجابة ليقول آرثر باستغراب: أين اختفت هذه المزعجة الصغيرة؟
تنبه الجميع لاختفائها توا ذهبوا للحديقة الخلفية ليعرفوها بباقي أفراد العائلة كانوا يستمتعون بوقتهم في غرفة الدراسة حيث كان الجميع في انتظار قدوم شخص ما لتدخل الخادمة الخاصة به بتعابيرها الباردة لتبحث بناظريها عن المعلم لتذهب إليه بخطى سريعة هادئة لتقول: الآنسة الصغيرة لن تأتي فهي تبدو متعبة كثيرا
قال المعلم: أهي مريضة أم تتمارض؟
قالت الخادمة: الآنسة مريضة حقا
انحنت له لتغادر الغرفة عابرة ذلك الممر و صاعدة الدرجات لتصل لغرفة آنستها الصغيرة طرقت الباب بهدوء لتدخل بعدها و تراها لم تغير وضعيتها منذ ساعتين مضت لتتنهد و تقترب منها لتجلس بقربها و تقول: لم كل هذا الحزن آنستي؟ ألم تكوني تنتظرين عودة السيد سام؟
قالت فينوس: أرجوك مارثا دعيني وحدي الآن أريد أن أبقى وحدي الآن
كانت ستقترب منها لكن تلك الهالة المتألمة جعلتها تغادر دون الاستفسار وقفت قرب الباب لفترة من الوقت لتغادر بعدها في المساء عند سام الذي كان يبحث عن فينوس ليقف أمام باب غرفتها ليطرق الباب و يقول: أأنت مستيقظة فينوس؟
لم يتلقى أي إجابة تعجب ذلك فقد عرف من خادمتها بأنها مستيقظة أدار مقبض الباب لكنه لم يتحرك بفعل فاعل حاول لمرات عديدة بلا فائدة ترجى لتبدأ هالته بالاهتزاز و التشتت طرق الباب مرات عديدة و هو ينادي اسمها لكن لا حياة لمن تنادي أتت الخادمة بعد سماعها صوت طرق الباب المتكرر لتقول: ماذا هناك سيد سام؟
قال سام: إنها لا تجيب عليّ منذ فترة طويلة
حاولت فتح الباب لتفاجأ بأن المقبض لا يدور قالت: آنستي أرجوك افتحي الباب
سمعا صوتها المتثاءب القائل: أنت مزعجة مارثا دعيني أنام قليلا
قالت مارثا: أأنت بخير آنستي؟ لقد طرقنا الباب أكثر من مرة
قالت فينوس: دعيني أنام
تنهد كلاهما بارتياح شديد ليعودا لغرفتهما في الصباح في غرفة الجلوس التي كانت تعم بالأحاديث قالت كاثرين: أين هي فينوس؟ لم أرها هذا اليوم
قالت أليسيا: هذا ليس من عادتها تفويت وجبة الإفطار و عدم الظهور حتى الآن
قالت فانتين: سأذهب لأتفقدها لذا لا تقلقوا
غادرت الغرفة لتغلق الباب سامحة لظهرها بالاستناد على الباب بعد إطلاق تلك التنهيدة العميقة لترى مارثا و هي تحمل أطباق لم يمس منها أي شيء لتقترب منها و تقول: لا تخبريني بأنها لم تتناول أي شيء حتى الآن؟
قالت مارثا: أجل سيدتي منذ الأمس و هي ترفض الأكل أو التحدث لم تفتح باب غرفتها منذ الأمس أيضا
قالت فانتين: أين ذهبت كل حماستها لرؤية سام؟
صعدت الدرجات لتذهب لغرفتها طرقت الباب لمرات عديدة لكن لم تجبها لتقول لها: فينوس حبيبتي هذه أنا والدتك افتحي الباب لنتحدث
قالت فينوس: أرجوك أريد أن أبقى وحدي قليلا
قالت فانتين: لكن لم عزيزتي؟ أحدث شيء ما؟
قالت فينوس بعد صمت دام دقائق قليلة: لم يحدث أي شيء أريد فقط أن أبقى وحدي لبعض الوقت
قالت فانتين: لكن سام يريد رؤيتك عزيزتي
لم تجب عليها لتفهم بأنها جادة في هذا الأمر تعجبت التقلب العجيب في الموازيين سارت و هي تفكر في سبب ما يحدث أوقفها التؤامان عن السير لتنظر إليهما في انتظار ما يريدانه ليقول أليس: أفينوس بخير عمتي؟
قالت فانتين: هذه الفتاة تحب لفت الانتباه فقط لذا لا تقلق عليها
قال أليكس: لكنها هكذا منذ قدوم سام بالأمس لقد كانت متحمسة لرؤيته
قالت فانتين: أجل أعرف ذلك
نظرا لبعضهما ثم قالا: نعتقد بأن سام هو السبب وراء تصرفاتها
نظراتها المستفهمة جعلتهما يتنهدان ليقول أليس: سام يتصرف بغرابة أيضا فهالته ليست كالتي اعتدنا عليها لذا أعتقد بأن شيئا قد حدث بينهما
قالت فانتين: ربما ما تقولانه صحيح لكن احتماله ضئيل جدا فالجميع يعرف العلاقة القوية بينهما لذا من المستحيل أن يحدث أي شيء بينهما
قال أليكس: أظن ذلك أنا أيضا
ابتسمت لهما و عاد ثلاثتهم للغرفة بدأت أعين فانتين تراقب سام الذي كان يتحدث إلى ليندا و الآخرين بأسلوبه الهادئ توجه الجميع لما يشغله من عمل و دراسة أو عقاب ربما مر أسبوع هادئ في ظهيرة أحد الأيام قرر آرثر معرفة ما يجري مع فينوس سار في الممر و هو يجهز الأسئلة في عقله ليقف قرب بابها طرق الباب ليدخل بعدها رأها تجلس في الشرفة و هي ترسم لوحة ما ابتسم لها و قال: مساء الخير فينوس
التفتت إليه و قالت: مساء الخير أخي آرثر
جلس في الكرسي الأزرق القاني أمامها ليقول لها: تبدين في مزاج جيد أخيرا
ضحكت بمرح لتزيح شيئا من همومه ليقول لها: قد يعكر مزاجك ما أود الحديث فيه لكن لا بد منه
نظرت إليه و استفهام كبير يقفز فوق رأسها ليقول: أخبريني لم تغيرت هكذا؟ لقد كنت مزعجة و مشاكسة طوال الوقت و الآن بالكاد نستطيع رؤيتك ما الذي حدث لك فينوس؟
تركت فينوس فرشاتها على صحن الألوان الأبيض لتنزل برأسها حزينة لسؤاله فقد حاولت كثيرا أن تنسى ذلك لكنه ذكرها بها قال آرثر: كنت واثق بأن هناك شيء ما قد حدث أخبريني ما هو؟
توسعت حدقتا عينيه عند رؤية عينها تغرق في الدموع أسرع ليحمل ذلك الحزن بعيدا عنها بمعانقتها بكاؤها زاد بزيادة احتضانه لها هناك أخيرا ما سيريحها من هذه الدموع هذا الحزن و الألم الذي تشعر به في صدرها مسح آرثر دموعها متأملا وجهها المحمر الجميل ليبتسم لها بلطف و يقول: سأكون دائما إلى جانبك لذا لا تحملي كل شيء وحدك
شقت ابتسامة صغيرة طريقها في وسط ذلك الظلام لتزين وجهها أخبرته بما يدور في خلدها و أفكارها أضحكها كثيرا سامحا للنور بالوصول إليها من جديد عند سام المولع بالكتب و الكتابة كان يقرأ كتاب أهدت إياه ليندا الجالسة في وجهه و الهواء يحرك شعرها مزعجا لها لتربطه للخلف نظرت لسام الناظر للكتاب و عقله في كوكب آخر لتبتسم و تقول: فيم تفكر سام؟
نظر إليها ليبتسم و يقول: أفكر في بدأ إرسال الدعوات لحفل الزفاف لكن لا أعرف إن كان الأمر مبكرا أم لا
نهضت لتقترب من ظهر كرسيه أحاطت عنقه بذراعيه لتقول بمرح: لا داعي لأن ترهق نفسك في التفكير بهذا كثيرا فكل شيء سيأتي في آوانه
قال سام: أنت محقة...إن كان هناك شيء تريدينه للزفاف بإمكانك إخبار أمي سأذهب الآن للعمل
ابتعدت عنه لتسمح له بالمغادرة لغرفته و الابتسامة لا تغادر شفتيها استلقت على السرير لتحدق بالسقف الأحمر الفاتح المنقوش بالزهور البيضاء لتقول: صحيح هناك شيء ما أود أن أسأله إياه
نهضت لتغادر الغرفة و تسير في هدوء لغرفة سام فاجأها وقفة فينوس المترددة أمام الباب التفتت حالما أحست بوجود من يراقبها أنزلت يدها الذي كان معلقا بالقرب من قلبها لتقول ليندا: ماذا هناك فينوس؟ أتودين الحديث لسام؟
لم تجبها بشيء كانت ستغادر لكن كلمات ليندا أوقفتها التفتت إليها لترى النظرات الحادة في عينيها لتعيدها قائلة: أجل أنت مجرد طفلة أنانية لم لا ترين سوا سعادتك؟ ماذا عن الآخرين؟ والديّك؟ شقيقيّك؟ كل ما تفكرين به هو نفسك أنت قاسية حقا
قالت فينوس: أنا لست كذلك أريد أن أبقى بقربه فقط فأين الأنانية في هذه؟ أريد أن أكون الشخص الأقرب إليه من بين الجميع لماذا أتيت و أفسدت كل هذا؟
قالت ليندا: أنت من تفسدين الأمور بسبب تصرفاتك الطفولية لم يعد سام يستطيع النوم ليلا لم لا تنضجين و تعترفين بالأمر فقط؟ فأنا قد فزت بقلبه في النهاية
غادرت فينوس و دموعها تسبقها شعرت بألم جرحها توا بينما فتحت ليندا الباب بعد أن طرقته لتراه يقف أمام المرآة يربط ربطة عنقه الزرقاء المخططة بالأبيض ليقول: ماذا هناك ليندا؟
ابتسمت له بمرح و قالت: لقد أردت أن أسألك عن شيء ما لكنني نسيته
ابتسم لها بلطف شديد ليرتدي معطفه و يغادر برفقتها تحدثا كثيرا حتى وصلا لباب المنزل لتبتسم له بمرح شديد ليقول: أراك لاحقا
غادر لتقف هناك في عالم آخر لتأتي كاثرين و تقول: ليندا ماذا تفعلين هنا؟
قالت ليندا: كنت أودع سام فقد غادر توا
قالت كاثرين و هي تغمز لها: أنتما حقا رومانسيين للغاية
قالت ليندا: أيوجد شيء أجمل من هذا يا خالة؟
قالت كاثرين: بالمناسبة أأحضرت أي شيء لعيد ميلاده؟
قالت ليندا: لقد نسيت ذلك تماما سوف أخرج لشراء هدية له
قالت كاثرين: إن كنت تريدين معرفة ما يفضله بإمكانك سؤال فينوس فهي تعرفه أكثر من أي أحد آخر
قالت ليندا: شكرا لك خالتي
غادرتا المكان ذاهبتان في طريقهما عند فانتين التي كانت تتحدث مع الخدم ترتب لحفلة الغد و الحماس يملؤها حتى نظرت من نافذة الغرفة لترى لويس و أليسيا يتحدثان في شيء يبدو خطرا فالتعابير التي وضعها لويس كانت مخيفة نوعا ما لتقول في نفسها: ماذا جرى لهما يا ترى؟
دهشت عندما رأت تلك الدموع الهاربة من عينيها مغادرة الحديقة ذهبت للمر هناك لتلتقي بها قال فانتين: ما بك أليسيا؟
نظرت إليها لتحاول محو ذلك الحزن عن وجهها لكن الدموع تأبى التوقف لتقوم باحتضانها لتقول أليسيا من وسط دموعها: ماذا عليّ أن أفعل الآن؟ لماذا حدث هذا الآن بالذات؟ كل هذا بسببي كان عليّ الانتباه أكثر
قالت فانتين: اهدئي عزيزتي كل شيء سيكون على ما يرام
قالت أليسيا: إنه لن ينظر إليّ مجددا سوف يكرهني
أخذتها فانتين لإحدى الغرف المجاورة لتهدأ أعصابها قليلا بعد بكاء دام طويلا قالت فانتين: هلا أخبرتني بما حدث؟
قالت أليسيا: لقد ذهبنا لزيارة عائلتي هذا الصباح و قد قام ماثيو بفعل شيء مشين حقا رأنا لويس اعتقد أن شيئا ما قد حدث بيننا و لا يريد الاستماع إليّ
بدأت الدموع بالتجمع من جديد لتقول فانتين: هذا الشخص لقد أخبرته من قبل أن يتوقف عن هذا لكنه تمادى كثيرا سوف أوقفه عند حده بالتأكيد
قالت أليسيا: المشكلة ليست هنا خالتي فانتين لويس لقد قال بأنه كان من الأفضل لو لم يخترني زوجة له
أمسكت فانتين بيدها و قالت: أعرف لويس جيدا هو يحبك كثيرا و لن يجعل شيئا كهذا يفرق بينكما صحيح أنه قال بعض الأشياء القاسية لكنه لا يعينها أبدا هو غاضب و حسب لذا لا تحزني هو بالتأكيد سيسحب كلماته تلك
قالت أليسيا: بعد كل الذي حدث لم أستطع أن أخبره بالأمر المهم الذي أردت إخباره به واثقة أنه لن يستمع إليّ
قالت فانتين: سأوصله له إن أردت
هزت رأسها نافية عرضها و قالت: هذا الأمر يجب أن يسمعه مني شخصيا...فأنا حامل
نظرت فانتين لتقاسيم وجهها التي تحاول الابتسام بالرغم مما حدث عانقتها فانتين و قالت بابتسامة حنونة غيرت الأجواء: أنا سعيدة للغاية لأجلك عزيزتي أليسيا سوف يسعد بالتأكيد لسماعه هذا
ابتسمت أليسيا مسايرة الأجواء عادت لغرفتها لاحقا لتبحث فانتين عن لويس لتجده يقف في ذلك الممر برفقة جده الذي علم بالأمر لتتركهما وحدهما كان لويس يحاول الفرار من الحديث في هذا الأمر لكن جده لن يدعه يرحل بسهولة والديه مسافران في رحلة لتغير الأجواء قال لويس: أرجوك جدي دعنا لا نتحدث في هذا الأمر الآن
قال الجد: سوف أدعك ترحل إن أجبت على سؤالي....أتريد أن تتركها حقا كما قلت لها؟
شعر لويس بانقباض قلبه لسؤاله هذا أنزل برأسه نادما على ما حدث منزعجا من نفسه و أسلوبه ليقول في نفسه: أنا حقا لا أستحق شخصا بطيبتك أليس
تنهد الجد و قال: أنت تعرف بأمر ذلك الشاب أليس كذلك؟
قال لويس: أجل
قال الجد: فلتذهب و تعتذر إليها الآن حتى لا تندم لاحقا بنيّ
نظر لويس لجده الذي ابتسم له بلطف و مرح شديد تركه الجد يعالج هفوات نفسه أثناء ذهابه إليها في المساء عند آرثر الذي كان يسير برفقة فينوس المستمتعة بما تراه ابتسم لها بمرح و قال: ألا توجد هدية معينة في ذهنك؟
قالت فينوس بمرح: بلى لكنني أردت أن أتجول قليلا برفقتك
قال آرثر: حقا؟ أشك في كلامك هذا
قالت فينوس: حقا حقا أنا لا أكذب
بعثر شعرها بطريقة لطيفة ليقول لها: أعرف ذلك
ابتسمت بمرح ليستمتعا بوقتهما القصير معا قبل شراء الهدية كان آرثر قد دعاها للخروج بعد رؤية الغيوم السوداء تحوم فوقها تبسم لرؤية الابتسامة تعلو شفتيها من جديد رن هاتفه لينظر للشاشة قارئا اسم ذلك الشخص ليرفع الخط و يقول: مرحبا آن لم الاتصال المفاجئ؟
قالت آن: ماذا تقصد بسؤالك هذا؟ لم تتصل عليّ فقررت أن أفعل ثم أن لديّ سؤال مهم لك
قال آرثر: ما هو سؤالك المهم لي؟
قالت آن: من تكون هذه الفتاة التي بقربك؟
قبل أن يجيب عليها تلفت حوله باحثا عن هذه الفتاة المريبة حتى استقرت عيناه على الشخص المحدق به بعينين ورديتين منزعجتين منه و شعره الوردي الداكن تحرك مع الهواء البارد ليقترب منه بخطوات سريعة و هو يغلق هاتفه ليقول: إذا ما ردك؟
قال آرثر: أأنت ملاحقة أم ماذا؟
قالت آن: لا تتهرب من سؤالي آرثر
نظرت آن بدهشة لاحتضان فينوس لذراعه لتقول له: من تكون؟
قالت آن: أنا حبيبته من تكونين أنت؟
نظرت فينوس لآرثر الذي أشاح بوجهه بعيدا عنهما باستغراب ليستسلم في النهاية لنظراتها المستفهمة و يقول: الأمر كما سمعتيه من هذه المزعجة نحن نتواعد منذ ثلاثة أشهر اسمها آن ديلور
قالت فينوس: لهذا لم تكن في المنزل مؤخرا
نظرت آن لآرثر بنظرات قاتلة لتفاجئ بمصافحة فينوس لها بتلك الطريقة المرحة و هي تقول: سعدت بلقائك آنسة ديلور أنا فينوس شقيقة آرثر الصغرى
شعرت آن بشيء من الاحراج لخلقها كل هذا الجو العدائي المخيف لتنزل برأسها و تقول: آسفة آرثر
قرب رأسه من رأسها ليقول لها: لم أسمعك جيدا ماذا قلت؟
رفعت رأسها لتفاجئ بوجهه قريب منها احمرت وجنتيها على الفور لتقول بخجل: لم أنت قريب هكذا؟ ثم أنني قلت أنني آسفة
ابتسم آرثر لها بمرح شديد ليقول: لا عليك فقد اعتدت على الأمر
قالت آن بانزعاج: أتقصد بأنني أفعل هذا كثيرا؟
قال آرثر: بل قصدت أنك متسرعة في الأحكام دائما
قالت آن: أنا لست كذلك
أوقف حديثهما ضحكات فينوس المستمتعة بالمشاهدة ليبتسما لها بمرح شديد أكملوا جولتهم معا حتى جلست الفتاتان على إحدى الكراسي على طرف الشارع لتقول فينوس: لقد تعبت حقا أريد العودة للمنزل
قال آرثر: لكنك لم تشتري هدية لسام بعد
قالت فينوس: هذا صحيح لقد تذكرت للتو
قالت آن: ما رأيك أن نذهب سويا؟
قالت فينوس: لا أنت ابقي مع أخي آرثر سوف أذهب أنا
قال آرثر: لحظة لن تذهبي لأي مكان بدوني
قالت فينوس: لا تقلق سأذهب لهذا المتجر و حسب
أشارت ناحية المتجر المقابل لهم لتبتسم و تغادر جلس آرثر على الكرسي لتقول آن: إنها شخص لطيف للغاية
قال آرثر: أجل إنها كذلك
قالت آن: لم ترتدي رقعة على عينها؟
قال آرثر: لقد أصيبت إصابة خطيرة لكنها بخير الآن
قالت آن: هكذا إذا
تحدثا معا متناسيان الأجواء الباردة و كذلك فينوس التي تأخرت في العودة كانت تنظر إليهما من زجاج المتجر و تبتسم بمرح لتقول: حقا إنهما ثنائي رائع للغاية
أتاها أحد العاملين في المتجر ليقول: أتحتاجين المساعدة في انتقاء هدية لشخص ما آنستي؟
قالت فينوس: آه أجل أريد شراء هدية تناسبهما
أشارت لهما ليبتسم و يقول: بالتأكيد لدينا ما يناسبهما
ابتسمت بمرح ليحضر لها عددا من الأشياء تحدثا معا بشأنها ثم قررا أخيرا لتقول: شكرا لك لقد ساعدتني كثيرا تفضل هذه لك
تعجب العامل من تصرفها و أصيب بالحرج فالجميع يحدق بهما ليقول لها: لا داعي لهذا يا آنسة
نفخت وجنتيها بانزعاج مصطنع لتقول: لن أتحرك من هنا إن لم تأخذه سوف أحزن و أبدأ بالبكاء
شعر بالارتباك لما قالته ليستسلم أمام عينها المصرة على ذلك ليبتسم و يقول: شكرا لك يا آنسة
ابتسمت له لتودعه و تذهب إليهما أتته إحدى العاملات لتقول: أتعرفها من قبل ريو؟
قال ريو: إنها المرة الأولى التي أقابلها فيها
قالت أخرى: تبدو حميمية للغاية معك
قال ريو: أقسم بأنني لا أعرفها
قالت الرئيسة: يبدو أنك استمتعت بوقتك معها ربما حبك المقدر
أحرج ريو من كلامها ليعيد ببصره للنافذة لحيث توجهت فينوس ليراها تحدثهما بمرح شديد و هما يرفضان تلك الهدية قالت فينوس: سوف أبدأ بالبكاء إن لم تأخذاه
قال آرثر: أتريدين العودة لأيام الطفولة لهذه الدرجة؟
قالت فينوس: سوف أبكي حقا إن لم تأخذاه
بدأت بتجميع الدموع في عينيها لتنزل قطرة تلو الأخرى ليتنهد آرثر و يأخذه منها و يقول: حسنا توقفي عن البكاء ألم نأخذ الهدية للتو؟
مسحت دموعها لتقول في نفسها بمرح: هذا دائما يجدي
قالت آن: شكرا لك فينوس
قالت فينوس: لا داعي لذلك سوف تصبحين زوجة أخي قريبا أليس كذلك؟
أحرجت آن من كلامها بينما نظر آرثر إليها باستغراب من كلامها لينهضا و يقول: حسنا سوف نعود للمنزل و أنت كذلك آن
قالت آن: سوف أفعل إلى اللقاء فينوس
قالت فينوس: إلى اللقاء آن أراك غدا في الحفلة
ابتسمت لها و ودعتها لتسير في طريقها المعاكس لطريقهما عادا للمنزل رأى الوالد الجو المرح المحيط بهما ليبتسم و يقاطعهما قائلا: يبدو أنكما استمتعتما بوقتكما كثيرا
نظرا إليه بتلك الأعين السعيدة لتقول فينوس: أبي أبي لن تصدق ما سأقوله لك أخي آرثر....
قاطع آرثر كلماتها بيده التي وضعها على فمها مقفلا إياه من إفشاء سره الصغير لينظر للوالد بارتباك شديد و يقول: لا تهتم للأمر كثيرا فهو ليس بالأمر المهم
قال الوالد بمكر: إن كان كذلك فلم كل هذا التكتم آرثر؟
قال آرثر: حقا إنه لا شيء لذا لا تقلق بشأنه
قال الوالد: كما تشاء لكنني سأنتظر سماعه منك تصبحان على خير
أكمل طريقه صعودا و هي يسترق النظر إليهما ليبتسم للتصرف الطفولي الذي قام به ارتاح آرثر بعد رحيل والده ليتنهد و يقول: ألا تعرفين كيف تكتمين الأسرار أبدا؟
قالت فينوس: أنا آسفة لم أقصد فعل ذلك
تنهد مجددا و قال: لا عليك بإمكانك الذهاب لغرفتك الآن
صعدت الدرجات لتذهب لغرفتها وصلت للممر المؤدي لغرفتها تفاجأت بوجود ليندا و سام هناك لتحاول التصرف بالشكل المعتاد تجاوزتهما و أنظار سام تلاحقها ليقول في النهاية: فينوس لم تتجاهليني هكذا؟
توقفت عن المسير كما زادت سرعة نبضات قلبها الذي يكاد يخرج من مكانه استدارت لتواجهه منزلة رأسها دون إجابة لسؤاله حدقت ليندا بها منتظرة ما ستقوله ليبعد سام يدها عنه و يقول بهمس: أعتذر ليندا لكن هلا تركتنا وحدنا؟
قالت ليندا بمرح: حسنا تصبح على خير
ابتسم لها لتغادر و يعود العبوس لوجهه اقترب خطوتين منها لتضاعف عدد الخطوات المبتعدة عنه تدراك الأمر فتوقف على الفور و قال: أفعلت لك شيء سيء أو شيء أغضبك؟ أرجوك أخبريني فأنا لم أعد أتحمل هذا البرود الذي تعاملينني به لم أعتد قط على هذا الشعور القادم منك لقد شعرت بأن حياتي تنحدر للظلام من جديد لذا أرجوك أن تخبريني فينوس
نظر إليها مطولا منتظرا الإجابة منها حتى بدأت كلماتها بالخروج بصوت مهتز: لقد كان أخي سام الشخص المهم في حياتي أردت البقاء بقربك و معرفتك أكثر من أي شخص آخر لكنك لم تنظر يوما لمشاعري هذه و الآن لن نبقى سوية أبدا فأنت ستنشغل عني
قال سام: أنا لن أفعل
قالت فينوس: هذا غير صحيح سوف تتركني خلفك و تذهب معها هذا مؤلم حقا لا أريدك أن تبقى معها لا أريدك أن تريها ابتسامتك أريد أن أكون كل شيء بالنسبة إليك
صدمتهما تلك الدموع الماطرة بحزن أراد الاقتراب منها ليمحوها كما يفعل دائما ردعته كومة المشاعر المحطمة في داخلها أبعد وجهه عنها ليقول: لطالما كانت فينوس الفتاة الوحيدة في حياتي أردت السعادة أن تلون حياتك لكنني أفسدتها دون إدراك مني.... أنا آسف فينوس لأنني لا أستطيع أن أكون بقربك كما اعتدت أن أكون لكن هذا لا يغير حقيقة كونك شقيقتي الصغيرة
ردة فعلها السريعة صدمته كثيرا إلقاء تلك الحقيبة البلاستيكة الصغيرة الحجم البيضاء على صدره و المغادرة بعد تلك الكلمة جعلت الموقف أسوأ مما كان عليه سابقا نظر للشيء الذي سقط منه لينزل لمستواه و يحمله صندوق صغير مستطيل أحمر اللون لساعة ما ليحمله و يضعه في الحقيبة و يعود لغرفته لائما نفسه لما حصل بالنسبة لفينوس التي ارتمت على سريرها الذي أصبح مأوها لإخراج دموعها التي أبت التوقف حتى وقت متأخر لتغفو وسط أحزانها في اليوم التالي قبل وقت الحفلة المسائية بأربع ساعات كان مات يتفقد الجميع ليذهب لغرفة آرثر و يقول: عليك أن تجد حلا لشقيقتك آرثر فهي ثائرة لسبب ما
نظر آرثر للجروح التي على ذراعه ليضحك بمرح شديد مزعجا مات ليقول في النهاية: لا أصدق بأن فينوس فعلت هذا بك ما الذي فعلته لها؟
قال مات: مهمتي التأكد من استعداد الجميع للحفل لكنها قامت بمهاجمتي
عاد آرثر للضحك فهو يجد الأمر مسليا للغاية لينهض من كرسيه البني الفاتح ذاهبا لغرفة فينوس أوقف ضحكاته صوت ليندا المنادي ليستغرب الوضع المريب ليقترب منها و يقول: ماذا هناك ليندا؟
نظرت إليه لتقول: إنه لا يجيب عليّ أنا قلقة بشأنه
قال آرثر: لا عليك بإمكانك الذهاب و الاستعداد سوف أتحدث إليه
عادت ليندا لغرفتها في الطابق الثاني فتح آرثر الباب ليدخل و يراه يجلس في ظلام غرفته على طرف سريره سامحا لهواء الشتاء بالتجوال في الغرفة أضاء المكان لينظر إليه سام بتعابيره الباردة التي عادت لوجهه بعد عقود غيرتها أعاد بنظره للأرض ليقول آرثر: ما الذي حصل لك سام؟ لقد أقلقت ليندا عليك
قال سام: هلا سمحت لي بالتفكير بهدوء؟
قال آرثر: ما الشيء الذي يجعلك تتصرف هكذا حال التفكير به؟
قال سام: فينوس
تعجب آرثر مما قاله أخبره سام بما جرى بينهما ليصدم آرثر منها ليقول سام: برأيك ماذا عليّ أن أفعل؟
تنهد آرثر و قال: أخبرها بمشاعرك و حسب
قال سام: أتعتقد بأنها ستوافق على الحديث معي؟ أراهن بأنها لن تحضر حفلة عيد ميلادي حتى
قال آرثر: ما الذي تقوله سام؟ أنت تعرفها جيدا هي لن تفعل ذلك بك أبدا سوف تحضر الحفلة بالتأكيد لذا استعد أنت أيضا
ابتسم آرثر له ليغادر عائدا لغرفته أخبر والديه اللذان التقيا به في السلم ليفاجآ من كل تلك الأحداث التي خفيت عنهما لتقول فانتين: لقد انتبهت الآن فقط على تصرفها المريب اتجاه سام
قال الوالد: لابد أن الأمر كان صعبا عليها
قالت فانتين: لم لم تخبرني بأي شيء عن الأمر؟ يبدو أنها لن تثق بي أبدا
تنهدت بشيء من الحزن ليزيحه الوالد بابتسامة لطيفة ليكملا طريقهما للحديقة التي اجتمع فيها الأغلبية


بدأت الحفلة بعد وقت قصير ليستمتع الجميع فيها عدا صاحبها فعيناه تلاحقان الجميع آملا أن يرى و لو طيفا لفينوس لاحظت ليندا الأمر لتشعر بشيء من الانزعاج و تقول: ألديكما عقدة أخوة أنتما الاثنان؟
قال سام: بالتأكيد لا لكن الكثير من الأشياء السيئة قد حصلت و أريد أن أوضحها لها هذا فقط
قالت ليندا: أحقا؟ لقد قالت لي بأنني قد أفسدت العلاقة الجيدة بينكما أتوافقها الرأي؟
ابتسم لها بلطف و قال: بالتأكيد لا فأنت دائما و أبدا في قلبي ليندا
احمرت وجنتيها لكلامه مدعية عدم الاهتمام أنهيا تلك الرقصة ليجلسا على إحدى الكراسي الموزعة حول الطاولة الدائرية البرتقالية ليقضيا ذلك الوقت بالحديث و الاستمتاع به نهاية تلك الحفلة ألقى دعوة عامة لحفل زفافه المقام بعد أشهر قليلة ليغادر الجميع لمنازلهم و غرفهم فتح سام باب غرفته ليفاجأ بفينوس النائمة على سريره بوجنتيها المبللتين بالدموع محتضنة وسادتها الزرقاء المزخرفة بالزهور البيضاء في المنتصف ابتسم لذلك جلس على طرف السرير ليمسح على شعرها فتحت عينيها لترى وجهه لتنهض على الفور و تقول بارتباك: أنا آسفة لم أقصد أن أنام هنا لقد غفوت قبل أن أذهب لغرفتي
ضحك بمرح على ارتباكها ذاك لتبتسم بهدوء تغير الجو قليلا ليقول: أبإمكاني الحديث إليك قليلا فينوس؟
أومأت بإيجاب ليأخذ نفسا عميقا ثم يقول: أعرف بما تشعرين به فقد كان الأمر مفاجئ بالنسبة إليك و لم أخبرك به من قبل أنا حقا أحب ليندا و أريدها أن تكون زوجتي فهي تذكرني بك بشكل ما لكني لن أتخلى عنك كما تتصورين فأنت....
قاطعته فينوس بابتسامتها المتفهمة ليبتسم لها و تقول: أريد أن أنام بقربك هذه الليلة أخي
قال سام: حسنا لا بأس
ابتسم لها بمرح شديد ليناما للمرة الأخيرة بالقرب من بعضهما متناسيين ما حدث معهما انتهى حفل الزفاف و مرت أربعة عقود مليئة بالذكريات السعيدة حتى الصباح الباكر من ذلك اليوم الذي استيقظت فيه فينوس بنشاط كالعادة استحمت و ارتدت تنورة زرقاء داكنة مقلمة تصل للركبة بشرائط بيضاء تحفها من الأسفل و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة أزرارها زرقاء داكنة عليها شعار لمدرسة "White Night" و جوربان أسودان طويلا و حذاء أسود سرحت شعرها برفعه للأعلى نظرت للمرآة لتتأكد من ترتيب شكلها لتغادر غرفتها لغرفة الطعام التقت بالتؤامين و جيرالد تحدثوا محدثين ضجة في السلم لتقول كاثرين: ألا يمكنكم خفض أصواتكم قليلا؟
قالوا معا: صباح الخير عمة/خالة كاثرين
ابتسمت لهم بمرح شديد ليصلوا لغرفة الطعام ليعم الإزعاج المكان فهم متحمسون للغاية فهذا اليوم الأول في المدرسة قالت أليسيا: يبدو الجميع متحمس لهذا العام
قالت إيفلين: بالتأكيد فلكل منا هدف يريد تحقيقه ثم أن هذا عامنا الأخير
قالت فينوس: أحقا؟ لقد نسيت ذلك تماما
ضحكوا بمرح شديد ليقول لويس: و ما هي أهدافكم؟
صمت الجميع ليتفاجؤوا من ذلك تفهموا الأمر و تناولوا الإفطار بعيدا عن إزعاجهم أنهوا وجباتهم ليستعدوا للرحيل أمام باب المنزل أعطت مارثا لفينوس معطفا أسودا بأكمام طويلة بقبعة يصل لأسفل الخصر و مظلة زرقاء فاتحة لتقول: أتمنى لك يوما جميلا آنستي
ابتسمت فينوس و قالت: و لك أيضا مارثا
قالت فانتين: لا تحدثي مشاكل في يومك الأول فقد أصبحت شابة تعتمد على نفسها
قالت فينوس: أجل أعرف ذلك جيدا يا أمي لذا لا تقلقي
غادرت المنزل لتصعد السيارة مع الآخرين أزعجوا السائق بحديثهم الذي لا ينتهي وصلوا المدرسة ليخرجوا من السيارة قال التؤامين: لقد كانت الإجازة قصيرة نوعا ما لكننا سنبذل جهدنا
قالت إيفلين: يبدو أنكما متحمسين للغاية
قالت تارا: أتمنى بألا أكون في صف واحد معك أيتها المزعجة فينوس
قالت فينوس: أتمنى بأن نكون سوية في الصف ذاته
ابتسمت لهم بمرح شديد لتسبقهم للوحة الأسماء لتقسيم الصفوف وجدت اسمها في صف منفرد عن الآخرين لتقول بحزن مصطنع: يا إلهي أمنيتك تحققت تارا
قالت تارا: و أخيرا عام بدون فينوس كم سيكون هذا جميلا للغاية
قال أليس: سوف نشتاق لحماسك بالتأكيد
قالت بيلا: أقلها لن يتحلق الجميع حولك كما لو أنك مشهورة ما
توجهوا للقاعة الكبيرة كما فعل باقي الطلاب ليتحدث إليهم المدير عن أنظمة المدرسة و العقوبات و ما إلى ذلك ليذهبوا لصفوفهم لاحقا في صف 3-1 كان الجميع هادئ و نظراته منصبة على تلك المعلمة الواقفة في مقدمة الصف تحدق بهم من خلال نظاراتها الطبية لتقول: سنبدأ التعارف بي سأكون معلمة الرياضيات الخاصة بكم لهذا العام فلتبدؤوا
كان الجميع خائف من أسلوبها الصارم في الحديث ليبدؤوا التعريف عن أنفسهم بالترتيب لتقول: حسنا سنبدأ درسنا الأول في الغد فقط لأنني لا أعرفكم لذا لا تعتادوا على الإهمال لأنني سوف أقضي عليكم بالفعل
ابتسمت بشر لهم ليبتلعوا قلوبهم التي وصلت حناجرهم ليهمس أليكس لبيلا قائلا: إنها تبدو كسيدة أرستقراطية من العصور الوسطى
قالت بيلا: بل تبدو كسيدة عجوز تحاول استعادة شبابها
وكزت إيفلين بيلا لتنبهها على وجود ظل شخص أمامها رفعا رأسيهما لينظرا إلى المعلمة التي كانت تنتظر انتهاء حديثهما الساخر ليبتسما بارتباك و تقول: آنسة شارن سيد كروي دخلتما القائمة السوداء للتو
عادت لمكانها ليسمع هبوب الريح في الصف رن الجرس بعد فترة قصيرة لينقذهم من هذا الوحش كما أطلق عليها قالت تارا: لابد أنكما فقدتما عقليكما لتتحدثا في حصتها
قال أليس: لقد كاد قلبي أن يغادر جسدي
قالت إيفلين: أعتقد بأن فينوس ستواجه مشاكل عديدة مع هذه المعلمة
قال أليكس: لقد بدأت أقلق فعلا
قال جيرالد: لا تبالغا في الأمر هذه فينوس التي نتحدث عنها
دخل المعلم التالي ليصمت الصف تحدث و استمع إليهم تعرف جيدا عليهم و غادر الصف سامحا لهم باللهو في صف3-4 كانت الفوضى تعم الأجواء فهؤلاء يتحدثون و آخرون يقرؤون مجلة ما و ثالث يحاول جذب انتباه الآخرين بتصرفاته المجنونة كانت فينوس تحدق بالصف بهدوء راسمة ابتسامة كبيرة على شفتيها منتظرة أن يحدثها شخص ما لتقول في نفسها: يبدو أنني منبوذة حقا
انتبهت للأعين التي تحدق بها تاركة المجال للألسنة بالتحرك و التلفظ بشائعات سيئة شعرت بعدم الانتماء لهذا الصف ليصمتهم قول فتاة ما: أنت جميلة حقا أكثر مما تخيلت آنسة هايلون
أنزلت فينوس عينيها للفتاة التي وضعت رأسها بين كفيها تحدق فيها بعينيها الزمرديتين الواسعتين تاركة شعرها البرتقالي الطويل يتطاير مع الهواء لتقول بابتسامة مرحة: أنا زوي لانري سعيدة بلقائك
قالت فينوس: أنا أيضا سعيدة بلقائك
قال أحد الفتية: لا تقولي بأنك تريدين أن تصبحي صديقتها
قالت زوي: بالتأكيد فنحن أميرتان جميلتان أليس كذلك؟
لم يهتم أحد بالإجابة عليها لتقول زوي: لا تهتمي لهم فهم هكذا دائما
قالت فينوس: أواثقة مما تفعلين آنسة لانري؟
قالت زوي: أجل ثم ناديني زوي و حسب فينوس
ابتسمت فينوس لها بمرح شديد لتتبادلا الأحاديث و تسمتعان بوقتهما في وقت الاستراحة قالت فينوس: سأعرفك على أقاربي لقد انفصلنا بسبب اختلاف الصفوف
قالت زوي: لابد أنك كنت تشعرين بالحزن
ذهبتا لصف أقارب فينوس لتراهم يجلسون في أماكنهم اقتربت منهم و قالت: ما بال أرواحكم اليائسة هذه؟
قال أليس: لقد واجهنا حصص عصيبة للغاية لذلك أرواحنا تأبى السعادة الآن
قالت فينوس: ما هذا الكلام الفارغ؟ على كل أعرفكم صديقتي الجديدة زوي لانري
نظروا إليها لتقول زوي: سعيدة بلقائكم
قالت إيفلين: جيد أنك وجدت صديقة تؤنسك وحدتك
قالت تارا: أقلها نحن سليمون من إزعاجك
قال جيرالد: يبدو أن الحصص الأولى لم تؤثر فيكما
قالت زوي: بالتأكيد لا فجميع معلمينا لم يريدوا إعطائنا دروس لهذا اليوم لذلك كنا متفرغين طوال الوقت
قالت فينوس: أجل خاصة معلم الرياضيات شخص لطيف للغاية
قال أليكس: معلم الرياضيات؟ أليست تلك السيدة المخيفة من القرون الوسطى؟
قالت زوي: لا فلكل ثلاث فصول معلمون موحدون و نحن في الفصل الرابع لذا معلمونا مختلفون
قالوا معا: يا لحسن حظكم
قالت فينوس: هذا لأنني لست معكم المصائب تتوالى عليكم
قالت تارا: يبدو أنني سأندم على أمنيتي تلك
ضحكوا بمرح لتغادر فينوس برفقة زوي للكافتيريا و تتناولا الطعام و تتحدثان بمرح شديد مضى اليوم الدراسي الأول بشكل رائع و مرتب ليعودوا لمنازلهم بدأت القصص المدرسية بالظهور و إزعاج أفراد العائلة الأكبر سنا مضت الأشهر الأولى على خير ما يرام في إحدى الأيام الباردة كانت فينوس تسير في طريقها للمدرسة فهي أحد المسؤولين عن الترتيب للأنشطة و الاحتفالات المدرسية وضعت يديها في جيبي معطفها كانت تستمتع بالمشي بالرغم من برودة الجو لتقول في نفسها: هذه المرة الأولى التي أذهب فيها للمدرسة سيرا هذا ممتع حقا
وصلت المدرسة لتلتقي بزوي التي رحبت بها بمرح شديد خلعتا معطفيهما و وضعتاه في الصف لتغادرا لحيث الاجتماع لتقول زوي: لقد تأخرت و بقيت في انتظارك لوقت طويل
قالت فينوس: أنا آسفة حقا لكنني لم أرد أن أشغل السائق بأمري فأنا الوحيدة القادمة لذا أردته أن يرتاح طيلة هذا الأسبوع و سأحضر للمدرسة سيرا يوميا
قالت زوي: أنت حقا لطيفة للغاية
ابتسمت لها بمرح شديد بدأ الاجتماع ليخبرهم المعلم المسؤول عما سيفعلونه بدؤوا العمل من فورهم كان الجميع يبذل جهده و الفتاتان تسمتعان بوقتهما في وقت الغداء استراح الجميع في الكافتيريا يتناولون ما يزودهم بالطاقة و الدفء قالت فينوس: أستذهبين لمقابلة حبيبك بعد نهاية الدوام؟
قالت زوي: لا فهو مشغول هذا اليوم و قد وعدني بموعد نهاية هذا الأسبوع
قالت فينوس: صحيح لابد أن دراسته الجامعية صعبة
قالت زوي بمرح و هي تضع علبة العصير الفارغة في سلة المهملات: ليس تماما لكنه يحب أن يكون من المجتهدين بالمناسبة ألم يسلب أي شاب قلبك بعد؟
قالت فينوس: بالتأكيد لا لو حدث ستكونين أول من يعلم
قالت زوي: متشوقة للذهاب في موعد مزدوج معك
تحدثتا في الكثير من الأمور لتأتي إليهما فتاة ما لتنظرا إليها باستغراب فوقفتها و نظراتها الغاضبة نحو فينوس التي تحاول معرفة ما يجري جعل الجو البارد مريب و مخيف للغاية قالت الفتاة: ألا يكفيك ما لديك من العشاق لتسرقي حبيبي مني؟
قالت زوي: عم تتكلمين؟ و من تكونين؟
قالت الفتاة: لا أصدق بأنك تدعين البراءة و كأنك لا تعرفين عما أتحدث ألم تكوني تتوددين إليه بعد نهاية دوام يوم أمس؟
قالت فينوس: لم أكن أتودد إليه أو أي شيء لقد كنت أطلب مساعدته و حسب
قالت الفتاة بغضب: أنت حقا كالشيطان تماما تغرين الناس بما لديك لتقربي الآخرين للجحيم فقط
قالت زوي : لم لا تسألينه بنفسك قبل إتهام الآخرين؟ ها هو قادم على كل حال
اقترب منهم ذلك الشاب بعد سماع الأحاديث التي تدور حول هذا الأمر ليخبرها بما جرى بالأمس نظرت الفتاة لفينوس التي تنهدت بارتياح و غادرت لتقول زوي: هذه المرة الخامسة أليس كذلك؟ يبدو أن الجمال يشعل الغيرة في قلوب الآخرين
قالت فينوس: لا تقولي هذا فكل شخص جميل بطبعه
قالت زوي: أدرك ذلك لكن امتلاك جمال كجمالنا صعب للغاية
قالت فينوس: أنت حقا تحبين التباهي زوي
ضحكتا على ذلك التعبير لتعود الأحاديث لطبيعتها بعد نهاية الدوام قالت زوي: الجو بارد دعيني أوصلك للمنزل
قالت فينوس: أنا مصرة على ذلك لذا لا تتعبي نفسك
قالت زوي: حسنا أراك غدا
لوحت بيدها في الهواء لزوي المغادرة سارت مبتعدة عن بوابة المدرسة توقفت أمام إحدى الأزقة ناظرة للساق الممدة على الأرض المغطى ببنطال بني داكن مخطط لترفع بصرها لصاحبه المغطى بالجروح اقتربت منه على عجل لتحاول فعل شيء ما لمعالجة تلك الجروح ذهبت لشراء بعض الضمادات و عادت سريعا لتقوم بمعالجته بعد انتهائها تأملت ذلك الشخص صاحب البشرة البيضاء الغريبة و الشعر الأسود الحالك فتح عينيه القرمزيتين لينظر للسماء تنبه للشخص الجالس بقربه لينظر إليه ببرود قاتل زادت نظراته الجو برودة لتقول فينوس: أأنت بخير؟ لقد كنت مصابا و حاولت المساعدة لكن انتبه لنفسك جيدا
لم يجبها بأي شيء لتنهض و تكمل طريقها للمنزل وصلت هناك لترحب بها مارثا التي أخذت معطفها و قالت: لقد تأخرت آنستي أحدث شيء ما؟
قالت فينوس: لا أبدا لقد كانت التحضيرات كثيرة للغاية لذلك لم ننتهي سريعا أنا حقا متعبة سوف أذهب لأستحم قليلا
صعدت الدرجات لغرفتها استحمت و استلقت على سريرها لتنام قليلا في المساء كان الجميع في غرفة الجلوس يستمتعون بوقتهم بشتى الوسائل فمنهم من يشاهد التلفاز و آخرون يلعبون و صنف آخر يستمتعون بالأحاديث المتبادلة حتى دخلت كبيرة الخدم لتلفت انتباه بعض منهم اقتربت من الأفراد الأكبر سنا لتقول: أرجو المعذرة على إزعاجكم لكن لقد حضر مجموعة من رجال الشرطة و الصحافيين يريدون مقابلتكم
تعجبوا ذلك ليقول لويس: لم؟ هذا غريب حقا
قالت كاثرين: لم يحدث هذا من قبل
قال جد لويس: سأذهب لأرى ما في الأمر لذا لا تقلقوا
غادر الغرفة برفقة كبيرة الخدم تاركا الصمت خلفه وصل لباب المنزل لينظر لرجال الشرطة و يقول: مساء الخير أيها السادة فيم أساعدكم؟
قال المحقق المسؤول: لقد وصلتنا بعض الشكاوي من الأشخاص المحيطون بكم عن أشياء طائرة و ضجة غريبة و حيوانات مريبة في حديقة منزلكم
قال الجد: يبدو أنهم يشاهدون الكثير من الأفلام كيف يمكننا فعل أي شيء كهذا؟ بإمكانك تفتيش المنزل لو شئت
قال المحقق: أرجو المعذرة لكننا لن نفعل فليس لدينا مذكرة بذلك و قمنا بذلك فقط لإراحة الجيران مع أني واثق بأنه مجرد تخيلات آسفون لإزعاجكم
غادروا من هناك ليبعدوا الصحافة عن المنزل عاد الجد لغرفة الجلوس ليخبر الجميع بما حصل ثم يحدق في الأفراد الأصغر سنا و يقول: لقد أخبرتكم هذا من قبل بأنه لا يفترض بكم التصرف كما يحلو لكم عليكم أن تكونوا حذرين للغاية أهذا واضح؟
قالوا بصوت موحد: أجل
قالت كاثرين: لنحد من هذه المشكلة سنعين مراقبين عليكم و سيعاقب أي من يقوم بالمخالفة
قالت إيفلين: لن نحظى بالخصوصية هكذا
قالت والدة بيلا: ندرك ذلك لكن هذا للوقت الراهن لو أحسنتم التصرف سينتهي هذا الوضع
تنهدوا بانزعاج لذلك ليتوجهوا لغرفهم فوقت النوم قد حان في ظهيرة اليوم التالي أثناء عودة فينوس للمنزل توقفت أمام مجموعة من الفتية يرتدون زيا موحدا لمدرسة قريبة من هنا بدا عليهم الشر قليلا لتقول في نفسها: كيف سأعبر الآن؟
تنهدت لينظروا إليها شعرت بالتوتر لتتراجع للخلف مع اقترابهم منها ليقول أحدهم: جميلة من W.N هذا نادر للغاية أن نرى واحدة تسير وحيدة في مثل هذا الوقت
قال آخر: يبدو أننا وجدنا فريسة لذيذة هذا اليوم
شعرت بالخوف من النظرات التي كانت تلتقي بعينيها حتى توقفت أمام تلك العيون القرمزية التي لم تبالي لوجودها من الأساس وجهوا أنظارهم لتلك السيارة الحمراء التي توقفت بالقرب منهم ليخرج منها ذاك الشاب ذو الشعر الأرجواني نظر لهم من خلال نظراته السوداء الشمسية ليقترب من فينوس التي ارتاحت لوجوده ليقول لهم: ماذا هناك؟ ألديكم مشكلة معها؟
ابتعدوا عن المكان بعلامات الانزعاج التي ملئت وجوههم ليضرب الشاب جبين فينوس بسبابته قائلا: أأنت مجنونة؟ كان عليك سلوك الطريق الآخر ماذا لو حصل لك شيء ما؟
احتضنت يده بمرح لتقول: لن يحدث ذلك فأنت هنا سام
قال سام: ماذا لو لم أكن هنا؟ كان سيحدث أمر سيء بالتأكيد
ابتعدت عنه و قالت: لم أنت غاضب هكذا؟ كل شيء بخير الآن لا أعرف حقا ما الذي فعلته بشكل خاطئ لتوبخني
قال سام: عليك أن تكوني حذرة أكثر فهذا الشارع خطر للغاية لا أعرف كيف سمح والديّ لك بفعل هذا....على كل اصعدي للسيارة الآن
قالت فينوس: لا أريد سأذهب وحدي
أمسك بيدها ليسحبها للسيارة و يغلق الباب صعد السيارة ليقودها للمنزل في منزل كبير أقرب للقصر من الحكايات القديمة في إحدى الممرات البيضاء الواسعة كانت الخادمة تسير كالمنومة مغناطيسيا اتجاه إحدى الغرف فتحت الباب الأسود ذو المقبض الذهبي لتظهر تلك الغرفة التي غطاها الدخان الكثيف توجهت نحو سرير ذلك الشخص النائم بإهمال وسادته البيضاء على الأرض و لحافه التي مثالت أرضية الغرفة الحمراء الفاتحة تغطي نصف جسده النصف عاري فتحت شفتيها لتنطق باسمه لتغلقه فور نهوضه شعره الثلجي الطويل تناثر على السرير بعشوائية نظر للخادمة بعينيه الحمراوتين الفاتحتين ليقول: بإمكانك الذهاب الآن
انحنت الخادمة لتلك الفتاة التي نهضت متوجهة للحمام استحمت بماء دافئ أعاد إليها نشاطها أنهت استحمامها لترتدي تنورة زرقاء تصل لأعلى من الركبة و بلوزة بيضاء بلا أكمام سرحت شعرها الذي يصل لمنتصف ظهرها لتنزل الدرجات حيث يجلس أفراد عائلتها لتقول سيدة تشبهها بعض الشيء: لقد استيقظت أخيرا مايا لقد اتصلت مديرة أعمالك ما يقارب الألف مرة
قالت مايا: لقد نسيت بأن لدي اجتماع هذا اليوم قد فاتني على أي حال
قال الوالد: سوف نقيم حفلا مساء هذا اليوم
جلست معهم ليتحدثوا في مواضيع عديدة حتى فتح الباب ليدخل ذلك الشاب بطريقة عنيفة و يجلس في أبعد كرسي عنهم لتقول إحدى السيدات: إلى متى تريد التصرف هكذا رين؟
وضع تلك السماعات الدائرية الكبيرة على أذنه متجاهلا الحديث الذي وجه إليه تنهد والديه باستسلام لتقول الوالدة: أعتذر إليكم لأن لدينا ابن مثله
قالت السيدة العجوز: ليس خطؤك أنه غير مهذب و مجنون قليلا
قال الوالد: أرجو أن تعذروه
قالت مايا: خالتي صوفي لقد سمعت بأنك قد أحرزت جائزة أخرى في تصاميك مبارك لك
قالت صوفي: شكرا لك مايا
وقف رين ليلفت انتباه الجميع قالت إحدى الفتيات: هذا ليس من عادتك الانصراف فور دخولك
رمقها بتلك النظرة ليجمد قلبها و تحاول إبعاد عينيها عنه حاولت الجدة إقناعه بالبقاء لكنها لم تفلح كما فعلت مايا و الآخرين لتقول والدته بنبرة صارمة: رين
نظر إليها لتبادله تلك النظرات المخيفة لتبتسم في النهاية و يعود للجلوس في مكانه و هو يشعر بالانزعاج رفع رأسه ليحدق بمايا التي لم تبعد ناظريها عنه رسمت ابتسامة على وجهها ليبعد عينيه عنها لتقول في نفسها: لم هو الوحيد القادر على تجاهل الجميع هكذا؟ لابد أن هناك سر يخفيه عنا
تنهدت لينظر إليها الشاب الجالس بقربها بابتسامته المستفهمة عن سبب تنهيدتها النادرة لتبتسم له فهو الفاتن الذي يسحر الجميع بعينيه الخضرواتين الضيقيتين قليلا أمال رأسه قليلا ليسمح لشعره الأخضر الفاتح بالخضوع للجاذبية لتقول له: كنت أفكر بأنه من المؤسف عدم قبولك بالانضمام إلينا
قال الشاب: ليس لديّ اهتمام في هذا المجال
قالت الفتاة القريبة منه: مايا توقفي عن مغازلة جاي كما تعرفين هو لي
قالت مايا: توقفي عن هذه التصرفات الطفولية هو لا ينظر إليّ بهذه الطريقة حتى أليس كذلك؟
ابتسم جاي لها بلطف شديد لتبادله الابتسامة نشئت العديد من الأحاديث بينهما و حبيبته منزعجة من الجو الوردي المحيط بهما غادر رين وسط انخراط الجميع بأحاديثهم و مناقشاتهم كان يسير في الممر التي توجد غرفته فيه ليتوقف فجأة و يتلفت للخلف ليحدق بذلك الشاب المبتسم بارتباك و بلاهة محركا شعره الأزرق القاني بيده اليسرى و يقول: يبدو أنني كشفت هذه المرة
قال رين ببرودته الأقرس من الشتاء: ماذا تريد ليون؟
وضع ليون ملامح جدية على وجهه مصوبا عينيه السوداوتين على عيني رين ليقول: لقد أردتك فقط أن تأتي معي لوقت قصير
استدار رين ليكمل طريقه لغرفته ابتسم ليون و قال في نفسه: يوما ما سيذوب الجليد الذي في قلبك
اختفى من ذلك الممر لمكان مجهول عودة لمنزل عائلة هايلون الذين كانوا يشهدون شيئا نادرا على مائدة العشاء همست كاثرين لفانتين قائلة: ما هذا الجو القاتم بينهما؟ أحدث شيء ما؟
قالت فانتين: أنا أيضا لا أعرف فمنذ عودتهما و هما هكذا
كان الجميع يتناول طعامه بينما ينتظر ما سيحدث تاليا سام الذي لم يضع في فمه لقمة واحدة يحدق بغضب اتجاه فينوس التي تجلس مواجهة له تأكل طعامها دون اهتمام بما يفعله ليقول لويس مرطبا الأجواء: سيكون المهرجان في مدرستكم الأسبوع المقبل أليس كذلك؟
قالت تارا: بلى لذا على الآنسة الغاضبة أن تجتهد في عملها
نظرت لفينوس التي قالت بمرح: أنا لست غاضبة ثم أننا نفعل الكثير لذا كونوا ممتنين و لو قليلا
قالت إيفلين: نحن كذلك بالفعل فالعمل كله قد ألقيّ عليكم
قالت أليسيا: ما هو موضوع مهرجاكم؟ أتمنى أن يكون شيئا دافئا
قالت بيلا: سوف نقيم مهرجانا ثقافيا عن الحضارات المختلفة الأساطير القديمة و ما إلى ذلك
قالت كاثرين: حقا؟ سيكون هذا رائعا للغاية
قال جد لويس: يبدو أننا سنحتاج للقرعة لمعرفة من سيذهب
قالت آن بمرح: الجميع يود الذهاب حقا لذا سوف نحتاجه
قال آرثر: ماذا عنك سام؟ هل ستكون قادرا على الذهاب؟
قبل أن يفتح سام شفتيه للبوح برأيه قالت فينوس بشيء من الحدة: هو ليس متفرغ حتى لو حصل فلن نرحب بوجوده
نظر الجميع إليها بصدمة من كلامها المريب نظروا لسام الذي قطب حاجبيه ليقول: سأكون متفرغا و سوف أحضر المهرجان بالتأكيد
نظرت فينوس إليه بتحدي شديد ليفعل المثل قال الوالد: فينوس لماذا لا تريدين منه القدوم؟
قالت فينوس: لأنني أكرهه هذا العجوز المتسلط
نهضت من الكرسي لتغادر الغرفة و شرارات الغضب تدور حولها كان آرثر و لويس يضحكان على الموقف الذي حصل للتو ليصمتها نظرات الجد إليهما لتقول ليندا: حقا فينوس شخص غريب مشاعرها متقلبة للغاية
قالت كاثرين: سام أتمانع إخبارنا بما حدث؟
أخبرهم سام بالقصة ليشعروا بالارتباك فكلاهما مخطئ و عنيد و لا يوجد حل حاليا للإصلاح بينهما أنهوا العشاء ليتفرقوا لما يريدون القيام به قالت فانتين: حقا ما عدت أفهم فينوس أبدا لماذا هي منزعجة هكذا؟
قال الوالد: حسنا سام أصبح يبالغ في حمايتها و لا يعطيها خصوصيتها التي تحتاجها تعرفين الفتيات في هذا السن يريدن الاستقلال بحياتهن
قالت فانتين بابتسامة مرحة: يبدو أنك تفهمها أكثر مما أفعل
قال الوالد: حسنا هي الفتاة الوحيدة في عائلتنا لذا عليّ معرفة ذلك
جملته الأولى محت الابتسامة من شفتيها جعلت بعض الأفكار تدخل رأسها لمح الوالد ذلك ليشعر بالندم لما قاله توا حاول أن ينسيها الأمر لكنه لم يستطع انتهت تلك الليلة أبطأ مما يفترض

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حالكم جميعا؟ أتمنى أنكم بصحة جيدة كيف بدت لكم أحداث هذا الفصل أنالت إعجابكم أم لا؟ لو وجدتم مقطعا أعجبكم رجاء دعوني أعرف عنه ماذا تتوقعون للأحداث التالية؟ في انتظار أفكاركم المبدعة حتى ذلك الوقت في حفظ الرحمن





 

رد مع اقتباس