البطاقة الأخيرة: البطاقة رقم 42: جد مجرم!
ابحث عن العقل المدبر وراء موت جيفري!
جلست مستندا بذراعيك على الطاولة و قد غاص وجهك بين كفيك ، مسدت بأصابعك عينيك و كنت تشعر بملمس شعيرات لحيتك التي بدأت تنبلج للوجود ، لم تعتن بنفسك منذ أمد بسبب ذلك الأحمق جيفري !
تنهدت ثم عدت لتنظر إلى الشاب أمامك و الذي ابتسم لك بهدوء رغم أنه كان متجهما طوال فترة وجوده في غرفة الإستجواب ، كان يبعث قشعريرة في بدنك فعيناه الأبنوسيتان خلف إطاري نظارته المربعة لم تكونا تبتسمان قط ، أو ربما هذا ما تهيأ لك لأن مساعدك نيلسون الذي أخذ يمسح جبينه بمنديل غرق في عرقه كان يكلمه بشكل عادي جدا
- إذًا قلت أن جورجيو غارفيلد وظفك للعمل تحته ؟
سأل نيلسون و هو يرخي بانزعاج ربطة العنق من حول عنقه السمينة فأومأ الآخر دون أن يصدر صوتا ثم أرخى نفسه أكثر في كرسيه آخذا راحته ، سألته أنت بتشكك : هل أخبرك عن سبب توظيفك ؟
هز زاك كتفيه و هو يحك شعره الأشعث ثم رد بلا مبالاة : قال أنه يشك في أمر ما بشأن مقر عمله و يريدني أن أتحقق منه
- مقر عمله ؟ مع بائع الأسلحة البرازيلي ؟
سألت القرصان الذي رد بسخرية رنت خلال صوته : لا أعلم ، الموتى لا يتكلمون و السيد غارفيلد مات قبل أن يخبرني عن أي تفاصيل أكثر
همهمت مفكرا أن هذا الشاب منطقي رغم وقاحته و هممت تسأله مرة أخرى لكن باب غرفة الإستجواب انفتح بعد دقتين ليطل زميلك المحقق جاستن ، التفت له و معك زوجي الرؤوس اللذان يشاركانك الغرفة ، كنت تعرف مآل تلك النظرة العابسة التي علت وجه زميلك الأشقر ، تنهدت بأسى و سألت : ماذا أيضا ؟ لا تخبرني أن جيفري ترك قضية أخرى و يريد المقر أن أقوم بحلها
بجدية نفى جاستن و رد : لا ، الأمر أسوأ ، لقد وجد رجالنا روجر جيريمي ميتا في كاليفورنيا
ضربت الطاولة بكفيك و نهضت بسرعة فارتد كرسيك للخلف ساقطا أرضا و مصدرا قعقعة عالية و صحت : ماذا !! كيف هذا ؟
سأل نيلسون من مكانه بتوجس : هل انتحر ؟
استدرت له بسرعة و نظرة عينيك تفضحان مدى غباء تخمين مساعدك الذي ابتسم بتشنج و ألسن : لا يمكن ذلك ، صحيح ؟
عدت للنظر إلى المحقق جاستن الذي أردف : لقد وجد مقتولا في الفيلا خاصته و ..
- هناك مزيد ؟
صحت بتذمر فأومأ زميلك و أكمل ضاغطا أعلى أنفه بتعب : لقد ماتت هيميكو هيغان في حادث سير في طوكيو
ألقى جاستن نظرة إلى زاك ألفريد ثم أنبس : أترك استجواب الشاهد لوقت آخر ، نحتاجك الآن ، هذا أهم
وقفت من مكانك و كذلك فعل مساعدك نيلسون الذي أخذ يرتب ملابسه على عجل ، ألقيت نظرة تجاه الشاب و قلت : يمكنك المغادرة ، سنستدعيك مجددا متى ما احتجناك لذا يُرجى التعاون
هز زاك كتفيه ثم رفع سماعاته من عنقه إلى أذنيه و عبر بينكما أنت و نيلسون حتى يغادر متمتما بابتسامة غامضة : بصراحة أرى نفسي قليلا كمهرج ..
قطبت حاجبيك بانزعاج من كلامه لكنك لم تعره كثيرا من الاهتمام و صرفته كتذمر من استدعائه و هو لا دخل له في الجرائم ، على أي حال لديك أمور أهم للعناية به ، غادرت بسرعة غرفة الاستجواب يلحقك نيلسون بصعوبة إثر سمنته المفرطة ..
|