عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2021, 12:36 AM   #3
URANUS
"Hell is others"


الصورة الرمزية URANUS
URANUS غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 59
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 20,635 [ + ]
 التقييم :  19078
لوني المفضل : Gainsboro
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي









السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيفكم؟ ما أحوالكم؟
بعد مرور تسعة أشهر من افتتاح المدونة القرائية هذه -والتكاسل-
قررت أن اعود إليها لأطرح كتاب أنهيته البارحة، وهو "10 دقائق و 38 ثانية في هذا العالم الغريب"
للكاتبة التركيّة، إيليف شافاق.
بدون أي مقدمات لا حاجة لها، سأكلمكم عن الكتاب!



إيليف تفوقت على نفسها مجددًا!

تتكلم الرواية عن ليلى التكيلا، نعلم من الصفحة الأولى أن ليلى تموت..
استخدام لفظ "تموت" بالمضارع وليس "ماتت" كان في المكان الصائب!
ليلى ماتت، لكن هل دماغها مات؟ هل توقفت عن التفكير والإدراك؟ لا. إيليف جائت بفكرة غير معهودة،
ماذا لو إستمر الدماغ بالعمل بعد الموت؟ ل10 دقائق و 38 ثانية على وجه الدّقة؟

تروي إيليف ذكريات حياة ليلى، منذ ولادتها ونثر الملح عليها -لأنها لم تبكي عندما ولدت-
إلى شخصٍ بالغ وكيف جرت الحياة معها، وحتى أنفاسها الأخيرة.

الرواية لا تنحصر في ليلى التكيلا ومعاناتها، أيًا كانت.
لقد تأثرت كثيرًا من أجل المظالم التي عانت منها شخصيات الرواية.
التي كانت غالبيتها من النساء، لقد عانوا سواء في الماضي أو في الحاضر.. وبلا شك في المستقبل أيضًا.
في الواقع ليس فقط النساء، بل الكثير من شخصيات الرواية من عانوا:
اُناس تعرضوا للإزدراء، الإهانة، الحكم المسبق، النفي، الإيذاء، التجاهل... القائمة لا تنتهي بالفعل.
كل ذلك لأنهم لا يتناسبون مع المعايير المحصورة "للمجتمع الأبوي"
والتعصب الديني، كما أشارت إيليف.

تركز هذه القصة بشدة على كل هؤلاء الأشخاص وقصصهم،
في مزيج عجيب من مظاهر الحياة الحضرية المتغيرة في إسطنبول..
-وهي مسرح أحداث روايات إيليف عادةً- مقابل الممارسات التقليدية والخرافية في بعض الأحيان.

الجمال الكامن في هذا الكتاب هو الصداقة، وهو موضوع يتسم بالجرأة والقوة
كان هناك قول في الرواية "العائلة هي التي تولد معها، الأصدقاء هم العائلة التي تختارها"
على مدار قصة ليلى الطويلة نتبع صدق هذه العبارة.

هوليوود حميرة، جميلة، نوستالجيا نالان، سنان المُخرب وزينب 122
خمسة أصدقاء، بخمسة عقليات وشخصيات مختلفة! بمختلف التناقضات والتشابهات..
ألاحظتم ذلك؟ الألقاب والتسميات بعد الأسماء؛ من أكثر الأشياء التي احبها في روايات إيليف.
سنتعرف على هؤلاء الخمسة خلال الرواية، بشكل أدق كما لو كنا ننظر داخل منظار.

"ساخطين أم حالمين، الجميع ينتهي به المطاف في إسطنبول"

"لم تكن ليلى تعتقد أنه يمكن للمرء أن يكون لديه أكثر من خمسة أصدقاء، واحد فقط كان بمثابة ضربة حظ."

في أثناء قراءة الرواية، صادمتني الكثير من الكتابة الحسيّة
يمكنك شم روائح البهارات والهيل والليمون، يمكنك أن تشعر بالحرارة من السماء
نسيم المساء على رقبتك، أضواء المدينة في الليل، أزيز شواء بائع الطعام على الشّارع
انعكاس الشمس على البحر، سماع طيور النورس وهي تتطاير بجانب بحر مرمرة وعلى مضيق البوسفور.

كعادة إيليف، الرواية مشبعة بالتفاصيل. الأمر أشبه بالتخلي عن الواقع والذهاب هناك..
في منتصف إسطنبول!

"كان الناس يطلقون على ذلك «القدر» ولا يسترسلون في الحديث عنه، لأنهم اعتادوا إطلاق أسماء بسيطة على أشياء معقَدة تثير هلَعَهم."



 
 توقيع : URANUS



« سَلامٌ عَليكُم بِمَا صَبَرتُمْ فَنِعَمَ عُقبَى الدار »
ᴘᴜʀɢᴀᴛᴏʀɪᴏ ᴇᴛᴇʀɴᴀʟ ʟᴏꜱᴇ ꜰʀᴀɴᴋɴᴇss


رد مع اقتباس