الموضوع: سبارتينا |h.s
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-2020, 01:14 PM   #12
EINAS



الصورة الرمزية EINAS
EINAS غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 219
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 المشاركات : 5,823 [ + ]
 التقييم :  9352
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 SMS ~
التفاؤل في ظل هذه الظروف يكاد يكون وقاحة !..
لوني المفضل : Pink
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

سبارتينا |h.s












بارت 6

شاهدت ماريآن كُتَل البُرتقال وهي تتحرّك مع تحرّكات الملعقة داخل الكأس، فقد قامت بوضع الدواء الفوّار مع العصير الطازج ليضيع طعمه ولا تضطّر لسماع تذّمر لورا.
ثم حملت كأس العصير وتوجهت لغرفتها ثم طرقت الباب ودخلت.

"مرحباً، لورا." قالت ماريآن بإبتسامة صغيرة ثم وضعت الكأس بجانب سريرها وتوجهت للرحيل لولا أن توقفها لورا قائلة بلُطف: "هل يمكنكِ مناولتي عُلبة مناديلٍ أخرى؟"
التفتت ماريآن نحو مكتب لورا ثم جلبت منهُ عُلبة المناديل الجديدة.
ابتسمت لورا ثم قالت: "أتعلمين، أنتِ لطيفة ياماري."
لربما كان هذا أول مدحٍ تسمعهُ ماريآن من لورا، ولكنها شعرت بالسعادة، فلطالما كانت ماريآن تلك الفتاة البسيطة التي يمكن لأي شخص كسب محبّتها بأتفه الأشياء.

"شكراً لكِ، سأكون في الأسفل إن إحتجتيني." قالت ماريآن مبتسمة للورا ثم توجهت نحو الباب لولا أن أوقفتها لورا مجدداً.
"ماري، لا ترحلي.. دعينا نتحدث ونتسلّى معاً." طلب لورا بنبرة لطيفة، لم تستطع ماريآن الرّفض فعادت نحوها لتجلس فوق السرير وتكتسح شفتا لورا إبتسامة عريضة.
"أخبريني.. لمَ لا تتناولين العشاء معنا؟" سألتها لورا بفضول.
لم تعرف بماذا تُجيبها ماريآن، فهي لم تتناول العشاء معهم منذ مدّة حتى تتمكن من الذهاب لسبارتينا.

"أين شردتي؟" سألت لورا مجدداً لتستفيقَ ماريآن من تفكيرها.
ثم أخذت نفساً عميقاً وأجابت: "صديقتي كايت تجعلني أتناول العشاء معها دائماً."
تمّعنت لورا النظر في وجه ماريآن مشككة في صحة ماتقول ثم قالت: "حقاً؟ تبدو لطيفة، أتمنى لو كانت صديقتي هكذا."
"صحيح، هي لطيفة جداً." قالت ماريآن مبتسمة وقد تذكرت ماحدث مع الملصقات اليوم.
صمتت لورا قليلاً ثم قالت فجأة: "مارأيكِ لو تقومين بدعوتها أنتِ لتناول العشاء معنا على سبيل التغيير؟"
"فكرة جيدة، قد أفعل هذا." قالت ماريآن غير قلقة بخصوص كذبتها فهي يمكنها دعوة كايت حقاً ثم تطلبُ منها مجاراتها في كذبتها البيضاء منذ قليل.
قامت ماريآن بوضع فيلم لتشاهدهُ مع لورا وتقتل الوقت حتى تأتي جينيع¤ر، ثم تساءلت.. الساعة لاتزال في الثامنة والنصف.. هنالك وقت.. يمكن لجيني أن تأتي ويمكن لماريآن الذهاب لسبارتينا.

تظاهرت ماريآن بأنها تلقَت إتصال، فقامت برفع هاتفها لإذنها وتظاهرت بأنها كايت.

"مرحباً؟ همم، حقاً؟ حسناً لن أتأخر، إلى اللقاء." قالت ماريآن وهي تحاول أن تبدو طبيعية، فهي ليست جيدة في التظاهر.
أقفلت الهاتف ثم نظرت نحو لورا المبتسمة وقالت: "هاهي كايت تخبرني ألا أتأخر على العشاء، سأقوم بدعوتها غداً."
هزّت لورا رأسها موافقة ثم نهضت ماريآن وخرجت من الغرقة لتجد جينيع¤ر قد عادت بوجهٍ عابس.
فقررت ماريآن الخروج دون كلمة.

"إلى أين؟" سألت جينيفر بنبرة جافة.
"سأتناول العشاء مع صديقتي في العمل." قالت ماريآن ببساطة.
"كلا! أنتِ لم تتناولي العشاء في المنزل منذُ فترة." ردّت جينيفر بصرامة.
"وما الذي يغيظكِ في هذا؟ ألا يكفي أني لا أطلبُ منكِ مالاً؟"* سألت ماريآن بغضب.
فهي فعلاً لم تطلب من جينيع¤ر مالاً سوى تكاليف دراستها.
"ماذا عن جامعتك؟ أستقومين بنكران معروفي الآن؟" سألت جينيفير متهكمة.
لاحظت ماريآن لُغة جسدها وكيف تحدثت وقامت برفع صوتها عندما ذكرت جامعتها، استنتجت ماريآن أن جينيع¤ر تشعر بالنقص.. ومن نبرة صوتها حين تحدثت عن تكاليف الجامعة عرفت ماريآن بأنها تشعر بالغيرة تجاهها كونها تُكمل مرحلتها الجامعية التي لم تُكملها جيني.

"أتسمعينني؟! لستِ ذاهبة!" قالت جينيفر بنفاذ صبر.
"كُفّي عن التصرّف بقسوة، فقط لأنكِ تشعرين بالنقص لعدم إكمال دراستك هذا لا يعني أن تقومي بالتسلّط عليّ كلما سنحت لكِ الفرصة، لا تنسي بأنكِ مجرد مساعدة مصمم أزياء وأنا بتعليمي ودراستي وعملي أقوم بدفع الجزء الأكبر من المصاريف!" قالت ماريآن وقد إحمرّ وجهها غضباً.

فرّت دمعة من عين جينيفر، وملامح الصدمة والحُزن إكتسحت وجهها.
إنصدمت ماريآن من حديثها لجينيفر، فمهما كانت جيني سيئة تظلّ المرأة التي رعتها بعد وفاة والدها، وماقالتهُ ماريآن حتماً خطأ.
ماجعل ماريآن تنصدم أكثر هو كونها قامت بإستغلال مهاراتها في لغة الجسد لتدمير مشاعر شخص ومعرفة نقاط ضعفهِ الحساسة.. وهذا مُقيت.
الهدف من لغة الجسد هو التعرّف على الأشخاص من حولنا لا أن نقوم بمعرفة نقاط ضعفهم والضغط عليها.

شعرت ماريآن بالسوء تجاه نفسها فسحبت حقيبتها سريعاً وخرجت مستقلة سيارة أجرة.
طوال الطريق لم تتوقف ماريآن عن البكاء بصمت، لقد شعرت بأنها شخصٌ سيء.. سيء جداً ولا تستحق كلّ هذه الفرص المجانية لدراسة مجالها المفضل.
حاولت مسح دموعها عندما ركن السائق بجانب مطعم سبارتينا.

نزلت ماريآن ثم دخلت لتجلس على طاولتها المعتادة.
ألقت نظرة على الساعة، العاشرة إلا خمسُ دقائق.
طلبت طبقها ومشروبها وبدأت تأكل بهدوء حتى دخل أحدهم، هي لم تلتقت مطلقاً.. هي تعرفُ جيداً بأنهُ هو..
لحذاءهِ صوتٌ معين حين يخطو فوق أرضية المطعم المصنوعة من 'الباركيه'.


مجرّد فكرة أنها ستقوم بقراءة المزيد من لُغة جسده جعلت ماريآن تنسى ماحصل للتو في المنزل.

جلسَ الرّجل، ولكنهُ لم يُمازح أحد.. بدا مزاجهُ سيئاً.
طلبَ طعامهُ ثم نقرَ على هاتفهِ بينما ينتظر كعادته.
كان شخصاً مزاجياً للغاية، يُمكنهُ أن يضحكَ ويُمازح ثم بعد دقائق يحزن وينفعل، ولكن ملامح وجهه لا تُظهر ذلك.
التجاعيد الصغيرة الـ شبه مخفية في جبينه تدّل على أنهُ يعبسُ كثيراً، ولكن طريقة تحرّكاته وتعاملهُ مع النادل تدلّ على أنهُ مُنفتح عقلياً ويتقبل الأرآء مهما كانت مخالفة لأراءه، فهو مُحترمٌ جداً.

تمنّت ماريآن في داخلها أن يكون شريكُ حياتها المستقبليّ يحملُ صفات هذا الرّجل ذاتها.
فهو لطيف، طيب، محترم، متقبّل للأرآء، ويُحب الأطفال.. بالإضافة إلى أنهُ يملكُ وجهاً لطيفاً جداً.

إبتسمت ماريآن لنفسها على هذه الأفكار الطفولية التي تدور في رأسها ثم عادت تأكلُ بهدوء بينما فكّرت كيف يمكنها الإعتذارُ لجينيفر.







 
 توقيع : EINAS






نسمات عطر نبع الأنوار




التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 04:27 PM

رد مع اقتباس