الموضوع: ما بعد الشهرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-19-2020, 11:18 PM   #19
toofy chan
عضو نشيط جداً


الصورة الرمزية toofy chan
toofy chan غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 44
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 3,634 [ + ]
 التقييم :  20777
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة

مشاهدة أوسمتي

الفضي









عنوان الفصل:[إنتقام ايانو ]


مضى الطبيب في طريقة ليستدير هيناتا نحو كل من هي جين و كانامي ليقول لهما"أحتاج للبقاء وحدي معها , لذلك أرجوكما بأن تدعنا وحدنا"

كانامي"حسناً , كما ماتريد"

شق هيناتا خطواته بالتوجه إلى داخل الغرفة التي تقبع هيكاري بداخلها فاقدة للوعي ليتفقدها واقفًا أمام طرف سرير المشفى

وجدها تمدد فوق غطائة الأبيض بجسدها الملتف بالضمادات البيضاء و قد لحفت بلحاف خفيف بنفس اللون , رأسها كذلك مضمد و خدوش وجهها البارزة غطيت بلصق جروح طبية فيما الأجهزة الطبية تحيط من حولها

رؤيتها على هذه الحال المؤلمة هز أوتار الألم بداخلة ليعاود العبوس ملازمة محياه

جلس على ركبتيه أمامها أرضا ليحتضن يدها النحيلة الملتفة بالضمادات بيديه إلى جبينه

نطق بنبرة خانقة بينما الدموع الحارقة تشق دروبها بين عينيه بانكسار و بغصة مريرة تكبت على صدره"أسف لأنني لم استطع حمايتكِ هذه المرة , لا بد و أنها قد كانت اوقاتًا عصيبة عليكِ , يجب عليكِ أن تفيقي بسرعة من أجل أن يطمئن قلب أخاك"

انسابت دموعه فياضة أسفل خديه بتحسر و عجز لاذعين لعدم حيلته على فعل أي شيء لأجلها سوى مراقبتها بهدوء حتى تحين لحظة إفاقتها

"كيف للعالم أن يتجرأ ليمد يده عليكِ بأذى؟! , مالذي قمتِ بفعله لتستحقي حدوث كل ذلك؟!"

دفن رأسه فوق طرف السرير ليحجب دموعه بكلتا ذراعيه و يفرغ أنهار الحزن التي تثقل كاهلة متنحبًا

استغرق الأمر منه مهلة من الوقت حتى يعاود الهدوء و رفع رأسه بوجه ذابل لينهض للجلوس أمام الكرسي الرمادي الذي يقع أمام طرف السرير ، بقي ينتظر لحظة إيفاقتها حتى شارف موعد غروب الشمس و لم تفق بعد

بالعود إلى ايانو فور عودتها برفقة ريتا إلى داخل الغرفة حيث أفراد عصابتها هنالك يتجمعون

قالت أمامهم بإستياء شديد يتضح على تعابيرها بينما شعورها بالحقد و الضغينة إتجاه أولئك المخادعات يتغلغل في جوفها بلا أدنى راحة"لقد كنت مخطئة , تلك الفتاة بريئة جداً"

نطق ريتا بصدمه طفيفة مصحوبة بالانفعال"ماذا؟!"

"كما سمعت"

"كيف ذلك؟!"

"أولئك الفتيات كذبن علي"

مضى تاكويا إلى ايانو ليقف أمامها ثم صارحها بكل برود حول ما كان يشعر به أثناء مراقبته بصمت لتمثيل تشيكا"لقد كنت أشعر بأن أولئك الفتيات يكذين عليكِ , تلك الفتاة التي كانت تمثل كونها خائفة بالذات لم أقتنع بحديثها"

سددت ايانو نظراتها إليه بغضب إنفعالي لتسأله بصوت مرتفع الحدة"و لماذا لم تخبرني بذلك مسبقاً؟!"

"لقد بدوتِ متعاطفة للغاية معها لذلك ظننت بأنه لم يكن بوسعي فعل شيء أخر بما أنكِ عنيدة في إتخاذ مواقفكِ"

"على أية حال رافقاني ! , يجب أن نمسك بهن نحن الثلاثة اليوم !"

"كما تأمرين"

أخرجت ايانو هاتفها المدسوس بداخل جيب تنورتها القصيرة لتتصل بتشيكا و ما هي ألا بضع ثوان بسيطة حتي أجابتها:

"مرحباً , مالخطب؟ ، لقد سمعت بأنك أمسكت بتلك الفتاة؟ ، هل حقًا فعلتِ ذلك؟"

شقت ابتسامة ماكرة عرض شفتي ايانو"أجل ، لقد لقنتها درساً لن تنساه و أحدثت رضوضاً بليغة بها ألا تودين رؤية ذلك؟"

"بلا أنا متشوقة لرؤية ذلك , لكن أين يمكنني إيجادكِ؟"

"في المبنى المهجور الذي يقع خلف شارع المدرسة ، تعالي برفقة كلتا صديقتيكِ أيضا"

"بالتأكيد"

"سأظل انتظركما بكل شوق"

أغلقت الخط و لما يتبقى لها الأن ألا أن تنتظر مجيئهم ، بدئت الصورة تتضح قي ذكريات ريتا حول المكان الذي قد التقاء فيه بكل من هيناتا و هيكارى لينطق بصدمة وسعت ملئ عينيه لا شعوريًا"أولئك الأثنان !"

سألته ايانو بنبرة عفوية"ماذا هنالك؟"

أنكر ريتا تذكره لتلك الذكرى المرسوخة في عمق ذكرياته ليجيبها ببرود"لا شيء ، لقد كنت أتخيل كيف سيكون إنتقامكِ من أولئك الفتيات"

أردفت ايانو بغضب يهيج في عروقها و بنبرة حازمة يخالطها شعور حقد عميق"أنا لن أستطيع التغاضي عنما فعلوه بي ! ، لقد قاما بإستغلالي و ذلك لا يغتفر أبدًا !"

[في المشفى]

فتحت هيكاري عينيها ببطئ لتقبل رؤيتها ضبابية لكل ما يدور حولها للحظات بسيطة حتى باتت واضحة كليًا

وجدت نفسها محاطة بأجهزة المشفى بينما الضمادات تلتف بجسدها لتسترجع شريط ذكريات معانتها في ذلك الوقت العصيب و اتسعت ملقتي عينيها على أشد وسعهما بفزع , رفعت رأسها بعجلة من فوق الوسادة لتفرط نبضات قلبها في تسارعها بصورة جنونية أثناء ألتقطها بسرعة لأنفاسها المتسارعة

أزهرت بساتين الفرح بين شفتي هيناتها لرؤيتها قد أفاقت أخيرًا و شعر براحة واسعة تتوسد صدره ليقول"هيكاري ! , أخيراً أفقتِ !"

أخذ جسدها ينتفض بذعر لتضغط بكلتها يديها الرجفتين على رأسها بشدة و قد فقدت تمالك صوابها كالمجنونة لتطلق صرخة حادة علت أرجاء الغرفة

"لما أنا هنا؟!! , ما هذه الضمادات التي تلتف بجسدي؟!!"

إندهاش و استغراب , قلق و خوف , كل تلك المشاعر كسحت جوف هيناتا في أن واحد عند رؤية رد فعلها فور إفاقتها ليهرع بالنهوض من على الكرسي و دفن رأسها بين احضانه بأسى على حالها

تمتم لها بنبرة بدت كما لو أنها أبرة مهدئة لتكف عن الصراخ "أهدئي يا هيكاري ! ، أخاكِ هنا لذلك لا يوجد ما تخافين منه الأن !"

بادرت هيكاري باحتضانه لتشبث كلتا يديها بشدة من خلفه و همت بإغلاق عينيها بقوة لتنهمر دموعها بحرقة و بألم لاذع يعتصر قلبها"أين كنت؟! , لقد كنت خائفة حقًا !"

"أسف ! , لقد تأخرت كثيراً ! ، سامحيني !"

"لا تعدها مرة أخرى ! , لقد كنت أمر بموقف صعباً بدونك !"

"أنا حقاً أسف ! , لن أدعك تعانين بهذا الشكل مرة أخرى , أعدكِ !"

كان كل من هي جين و كانامي اللذان يلازمان جلوسهما بصمت على المقاعد أثناء انتظار لحظة خروج هيناتا قد تسرب صوت صراخها الجنوني إليهما من خلال خارج الغرفة مما جعل القلق يتسلل إليهما مصحوبًا بشعور الريبة , هرعو بالنهوض على عجلة من أمرهما لتفقد ما يحصل معها ليسبق كانامي هي جين بأمساك مقبض الباب الفضي و فتحه بسرعة

دخل فورًا ليقف أمام عتبه الباب و من ثم لحقه هي جين بالوقوف جانبه ليسألاً نفس السؤال في أن واحد بنبرة قلق يخالطها الخوف واقفين خلف الباب"هل أنتِ بخير؟!"

أبعد هيناتا ذراعيه عن هيكاري لتبادر هي الأخرى بإبعاد يديها عنه ثم استدار ببصره نحيتهما ليطمئنهما بشبه ابتسامة"أنها بخير , لا تقلقا"

أطلق الأثنان تنهيدة عميقة في الوقت ذاته ليزيحا ثقل ذلك الشعور الذي اجتاحهما منذ لحظات ببال مرتاح"الحمدلله"

شق كل منهما خطواته بالدخول فيما هيكاري أخذت تمسح دموعها بيدها لتحاول تهدئها نفسها بصعوبة بليغة و شهقاتها المرتفعة لم تهدء بعد

جلس كانامي على طرف السرير ليحدق إليها بعينان أسفتان لرؤية حالتها المزرية تلك ثم سألها بقلق"هيكاري , هل أنت حقًا بخير؟ , ألا تتألمين في مكان ما؟"

"أنا بخير ! , أنها مجرد فترة بسيطة و ستمضي !"

أما هي جين فقد بقي واقفًا جانب كانامي ليحدق بصمت تام إليها بينهما عقله يسترجع ذكريات لحظاته الأخيرة مع ايانو ليكتسح وجهه شعورًا بالانزعاج و الإستياء

سألها بحيرة و تردد"لكن كيف حدث ذلك؟ , أعني أختطافكِ؟"

كانامي بفضول"هذا ما أود معرفته أيضا , هل تستطعين أخبارنا"

هدئت هيكاري لتتوقف دموعها عن الأنهمار بوجه شبه عابس و أجابتهما بينما هي تحاول استعاده تذكر ما حدث معها بالتفصيل"لا أتذكر التفاصيل بالضبط , لقد كنت خارجه من الباب الأمامي للمدرسة و شعرت بضربة موجعة خلف عنقي ثم فقدت وعيي و جدت نفسي في موقف مخيف حال إفاقتي"

هي جين بشيء من شعور الأسف نحوها"هكذا إذاً , لابد و أنها كانت لحظات عصيبة عليكِ"

"أجل , كثيرًا"

امتدحها كانامي مازحًا بابتسامة صغيرة ارتسمت بين شفتيه بمزاج مرح"أنتِ حقًا شجاعة لمواجهتكِ لذلك الموقف وحدكِ"

هيكاري بقليل من التضايق و الانزعاج من مزاح كانامي المفاجئ"إنه ليس بموقف يستحق أن افتخر بمروري به ! , لقد كنت خائفة و لم هنالك أحد ليكون بجانبي !"

"حقًا؟ , أسف لسماع ذلك"

ربت هيناتا على رأسها لتتهأوة بشيء من شعور الألم ثم أزاح يده فورًا لتترتسم شبه ابتسامة بين شفتيه و نطق بنبرة حنونه" أسف لم أكن أعلم بأن الألم في رأسكِ أيضا لكنني حقًا سعيد لأنكِ تبدين بخير"

"و أنا أيضا سعيدة لأنك لم تتعرض لأي أذى يا أخي"

طرق الباب فجأة ليفتح ودخلت ممرضة شابة تبدو في أواخر العشرينيات من عمرها لتقف أمام عتبة الباب , بشرتها بيضاء و شعرها أسود قصير يصل طوله إلى كتفيها تمامًا و تمتلك عينان ذات لون بني داكن

سألت"هل أفاقت المريضة التي تستريح في هذه الغرفة؟"

أجابتها هيكاري"أجل , لقد أفقت لتوي"

"لقد أرسلني الطبيب المسؤول عنكِ لتفقدكِ و بما أنكِ قد أفقت الأن , فأنا بحاجة لأخذكِ لبعض الوقت من أجل إجراء الفحوصات اللازمة , من فضلكِ أنهضي للتبعيني إلى الغرفة"

مرر هيناتا يده لتستقر فوق كتفها و سألها بأهتمام"هل تستطيعين النهوض وحدكِ؟"

"لست متأكدة , ساعدني"

"حسنًا"

أمسك هيناتا بيدها ليرفع ذراعها حول عنقه و ساعدها بالنهوض من فوق السرير ليأخذها إلى الممرضة التي بقيت تنتظر واقفة بجانب عتبة الباب

أقبل أمامها لتقول له"لقد أحضرت معي كرسيًا معي , دعها تجلس عليه من فضلك"

"حسنًا"

همت الطبيبة بالخروج من الغرفة ليتبعها هيناتا و ذراع هيكاري ماتزال تحيط بعنقه ليساعدها بالجلوس ببطئ و تمهل على ذلك الكرسي الأسود المتحرك الخاص بالمشفى و الذي ترك بجانب الباب لأجلها

.

.

.

أتت تشيكا برفقة كل من صديقتيها يوكو و ميونا إلى المبنى المهجور ليدخلا إليه , كان المكان في الطابق السفلي حالك الظلمة بسبب حلول وقت اليل مما يجعل الهالة المرعبة تشتد حوله و ضوء شاشة هواتفهم هو الشيء الوحيد الذي ينير طريقهم أثناء سيرهم فيما الخوف الشديد يمتلك تعابيرهم

نطقت تشيكا بتذمر و بشعور غير مريح"لابد و أنها تمزح ! , أهذا مكان تدعو أحدًا ما لدخوله؟!"

يوكو بحيرة"أتسائل كيف لها أن تشعر بالراحة ببقائها بمكان كهذا؟"

ميونا"لا أعتقد بأنه شيء مستغرب من فتاة عصابة مثلها"

تصادف في طريقهم أن يسلط ضوء هواتفهم نحو ايانو واقفة أمامهم برفقة ريتا و تاكويا

سددت ايانو نظرات مغمورة بشعور حقد هائل نحوههما و بابتسامة شيطانية ماكرة وسعت عرض شفتيها نطقت"أخيراً أتيتم إلى هنا !"

ارتسمت ابتسامة على ثغر تشيكا بشعور مريب حول ابتسامة ايانو تلك"أجل , أين هي هيكاري؟"

مررت ايانو يدها بسرعة خاطفة نحو شعر تشيكا لتقوم بشدة بعنف إليها عن رغم إرادتها و بغضب ساخط يهيج داخل عروقها و يتغلغل بنيران الكراهيه ، دفعتها بقوة لتسقطها أرضًا و تألم جانبها"لا تقلقي سوف تلحقين بها قريباً !"

شرارة الغضب التي تفيض من عيني ايانو جمدت تعابير تشيكا كليًا مما جعل الخوف يدب في أوصالها و تصلبت مكانها بأطراف مرتجفة

اخترق الخوف أعماق كلتا صديقتيها ليتجمد الدم في عروقهم على رؤية غضب ايانو و أخذو يراقبون بأجساد متصلبة مكانها مجرى سير الأحداث

رفعت تشيكا ظهرها عن الأرض ببطئ بينما قدميها و ساقيها مازالتها تلمسان الأرض لتسألها بنبر متلعثمة و قد اتسعت عيناها على أشد وسعهما لفرط ما يفيض بجوفها من خوف شديد"لـ لمـ ماذا تـ تقـ قومـ مـ يـن بفـ فعل ذلك؟!!"

أردفت ايانو بغيض و بمقت شديد نحوها"لقد كذبتِ علي و أنا لن أغفر لكِ ذلك أبدًا !"

"و كـ- كيف عـ-علمتِ ذلك؟!"

"تلك الفتاة كانت بريئة من أكاذيبكِ !"

"أ-أنا لم أ-أكن كاذبة ! , صدقيني !"

تقدمت ايانو إليها لتجلس ركبتيها أمامها ثم أمسكت بشعرها تارة أخرى لتشدة بعنف أشد عن سابقة بأضعاف بليغة و دفعت رأسها ليرتطم بالأرض

صرخت تشيكا بأعلى صوتها بنبرة خوف حادة ممزوجة بشعور الألم و أغمضت عينيها بقوة"توقفِ !!"

استمرت ايانو بكل شراسة مراراً و تكراراً برطم رأسها بالأرض و الغضب يفرض سيطرته الشاملة على أعصابها إلى أن اعتمت بحقدها و لم تعد تشعر بذاتها ، سالت دماء غزيرة من أعلى جبين تشيكا لتفتح عينيها و مررت كلتا يديها نحو ساعد يد ايانو و تحاول أبعادها عنها بالقوة لكن تشبثها كان أقوى من أن تستطيع مقاومته

"توقفِ !! , ذلك مؤلم !!"

ايانو بانفعال جنوني"سحقًا لكِ أيتها الوغدة الحقيرة ! , لقد أفسدتِ علاقتي بأصدقائي و يجب أن تنالي ما تستحقينه !"

أصرت تشيكا على كذبها بغضب"ذلك لأن ذلك الفتى هددني حقاً ! , أنا لا أكذب !"

أزاحت ايانو يدها عن شعرها لتهم بتشبيثها بياقة قميص تشيكا الأبيض و أخذت تستمر بضخ شعور الخوف داخل جوفها بنظرات شديدة السخط نحوها"كيف تجرئين على الاستمرار بالكذب علي؟! , أنتِ لا تخجلين من نفسكِ أبدًا إليس كذلك؟!"

"لست أكذب ! , صدقيني !"

استجمعت ايانو قبضة يدها لتضغط عليها بكل قوة تفيض بداخلها من شعور بالسخط و سددت لكمة عنيفه إلى وجه تشيكا لتصرخ بوجهها"بل تكذبين !! , أنتِ و صديقتاكِ جمعيكم متنمرات !!"

سال نزيف أنف تشيكا نحو أسفل شفتيها بشعور ألم لاذع لتنساب دموعه بحرقة مريرة بينما الرجفة لا تكل عن التسرب في أطراف جسدها ليصل بها شعور ضغط الخوف أقصى حدود قدرة تحملها

نطقت بانكسار ممتزج بشعور إنذلال مقيت و بنبرة مبتلة بالبكاء"أسفة ! , حقًا أسفة !"

لم تظهر ايانو أي رحمة إتجاهها أبدًا رغم ما تظهره من شعور بالضعف و عدم حيلة بالدفاع عن نفسها , رفعت قدمها عن الأرض و أخذت تقوم بدهس جسدها لتحدث بها رضوضاً بليغة في أنحاء جسدها المرتجف , حاولت النهوض بصعوبة لتتصدى بيديها الرجفتين لقدم ايانو التي تدهسا بلا رأفة لكن ايانو لم تدع لها فرصة أبداً لفعل ذلك فهي الأن تبدو كذئب هائج مستعد لأفتراس ضحيتة بشراهه

لم يستحملن صديقاتها رؤيتها تتعرض للتعنيف في كل جزء من جسدها من قبل ايانو ليتضخم شعورهم بالخوف حول أن يكون إحداهن ضحيتها التالية , جر كل منهما قدميه ليستديرا بالركض بكل ما تملك قدميهما من سرعة قبل حلول دور إستلام ايانو لهما متخلين عن صديقتهما دون قول أي شيء

استدارات ايانو لتدع تشيكا و شأنها بعد أن جعلت منها غير قادرة على الحركة بتاتاً لتأمر بغضب يفترس تعابيرها كل من ريتا و تاكويا اللذان بقيا يشهدان تعنيف ايانو لتشيكا بكل برود"الحقو بهما ! , لا تدعموهما يبتعدان عن هنا أبدًا !"

أخذو يركضون بأقصى سرعتهم فوراً على تلقي أوامر ايانو ليلحقو بهما و يالسوء حظهما فعلى ما يبدو أن أولئك الفتاتين استطاعتا الهرب خلال تلك الفترة القصيرة ليتختبئا في مكان ما , استمرا بالبحث لساعات طويلة حول المنطقة فيما كل من ميونا يوكو قد وجدن وسيلة ما ليبتعدن بأمان هذا المكان الموحش

عاد تاكويا و ريتا إلى حيث ايانو تنتظرهما ليقفا أمامها بشعور خبية و إحباط واضح على محياهما

نطق ريتا"أسفان , لم نستطع تقفي أي أثر لهما رغم أنه لم يمر الكثير منذ أن هربا"

رص تاكويا على أسنانة بشعور غيض ممزوج بالغضب و الانزعاج من عدم قدرته على تنفيذ أوامرها"غدًا ! , غدَا ستكون فرصة مثالية لكِ إن شئتِ !"

صاحت ايانو بشعور غيض هائل يتأكل روحها"سحقًا لهم ! , أولئك الجبانتين !"

.

.

.

[في المشفى]

بعد انتهاء هيكاري من إجراء الفحوصات و بينما الممرضة قد أخذتها معها لتعيدها إلى غرفتها , دعى الطبيب هيناتا ليرافقه إلى غرفة مكتبه التي تقع في الطابق العلوي

جلس على كرسي مقعده الأسود أمام مكتبه ذو اللون الرمادي بينما هيناتا جلس على إحدى المقعدان اللذان يقعان أمام طرف المكتب ليسأله بأهتمام و ببعض القلق"أخبرني ما هي النتائج أيها الطبيب؟"

"إصابة رأسها ليست بتلك الخطورة على عكس تلك الإصابات البليغة التي أحدثت في بعض أنحاء جسدها , كاحل قدمها الإيسر يبدو في حاله سيئة و كتفها أيضا أصيب بكسرشديد لذلك ستطول مدة بقائها في المشفى"

توسع قلق هيناتا مصحوبًا بصدمه عميقة شربت ملامحه فور علمه بنتائج الفحص لينهض فورًا من مكانه"إلى متى؟!"

"ربما حوالي شهرين"

"شهرين؟!"

"أجل , لن تستطيع المغادرة حتى ذلك الحين"

انتاب هيناتا شعور بالإحباط و الخيبة على عجزة لفعل شيء حول واقعه ليكسو العبوس محياه ثم انحنى بظهره له امتنان شديد على ما قدمه لأجل هيكاري"شكراً لك أيها الطبيب"

رفع هيناتا ظهره ليستدير بشق خطواته بالخروج و عقله ممتلئ بالتفكير بشأنها بينما هيكاري فور أن وصلت بها الممرضة إلى باب الغرفة التي كانت تقبع بداخلها منذ لحظات ، أخذت تحدق بعينان كئيبتان و بصمت لكل من كانامي و هي جين اللذان بقيا طوال الوقت ينتظران عودتها بتململ على مقاعد الانتظار

نهض الأثنان فور رؤيتها من أجل الاطئنان على نتائج فحوصتها بهلفة قلق اتضحت على ملامحهما ليمضيا بالوقوف أمام الممرضة

سأل كانامي و قلقه يتضح في نبرته"كيف هي النتائج؟!"

"لديها بعض الإصابات الخطيرة لذلك يجب عليها البقاء في المشفى حتى تتماثل للشفاء"

هي جين" و كم سيستغرق ذلك؟!"

"الطبيب المسؤول قال بأن ذلك قد سيستغرق شهرين"

نطق كانامي بنبرة مغمورة بعشور الصدمة"شهرين؟!"

أصابت هي جين هو الأخر الصدمة فور علمه ثم تصنع شبه ابتسامة ليقول للممرضة بشيء من شعور الإمتنان"حسنًا , شكراً لكِ على الأعتناء بها"

"إنه واجبي"

أزاحت هيكاري تلك النظرات الكئيبة عن عينيها لتنظر إلى هي جين بهدوء ثم نطقت برغبة في التحدث معه على إنفراد"تعال معي وحدك إلى داخل الغرفة , نحن بحاجة للتحدث"

سأل هي جين ليتأكد من كونه الشخص المقصود"معي أنا؟"

"أجل"

"حسنًا"

تدخل كانامي بفضول يجره لمعرفة الحديث الذي سيجري بينهما"ماذا عني أنا؟ , سيكون من الملل أن أبقى وحدي في الخارج"

بزغت ابتسامة باردة من بين شفتي هيكاري"أريد التحدث إلى هذا الفتى وحدنا لذلك دعنا و شأننا رجاءاً"

كانامي بإستياء طفولي طفيف"هذا ليئم منكِ !"

"أسفة , عد للجلوس على مقاعد الانتظار إلى أنهي الحديث بيننا"

هي جين"أيتها الممرضة سأهتم أنا بالباقي , تستطيعين الذهاب إذا أردتِ"

"حسنًا , إذًا هل تستطيع حملها إلى داخل الغرفة؟"

"أجل , دعي الأمر علي"

جر هي جين قدميه أمامها لينحني بجسده قليلاً ثم حملها بين ذراعيه و قد كست الدهشة عيناه فور شعوره بمدى خفة جسدها, شق خطواته بدخول الغرفة معها ليغلق الباب خلفه عن طريق دفعه بقوة بواسطة قدمه , في هذه الأثناء مضت الممرضة في سبيلها و هي تجر الكرسي معاها بيديها بينما توجه كانامي ليلصق أذنه و كلتا يديه نحو الباب ليسترق السمع إلى حديثهما بفضول شديد لم يستطع كبحه

نطق هي جين بنبرة عفوية"أنتِ خفيفة جدًا , كم تبلغين من الوزن؟"

تجاهلت هيكاري سؤاله بشيء من شعور الإنحراج لتشيح ببصرها عنه"أشعر بالاحراج لكوني مضطرة لاحيتاج المساعدة من قبل الأخرين لذلك أنا أسفة لجعلك تضطر للقيام بشيء كهذا"

"أعتقد بأنه شيء لا بأس بحدوثة بين الفنية و الأخرى"

"لم أعتد أن يحملني شخص ما بهذه الطريقة , إنه شعور غريب"

"هكذا إذًا"

أعادت بصرها نحو وجهه لتجيب على سواله الذي طرحه منذ لحظات ببساطة و سهولة"على أيه حال , ورني يبلغ سبعة و خمسون , ماذا عنك؟ , تبدو نحيلاً جدًا , هل تتناول طعامك بشكل جيد؟"

شعر هي جين بشيء من التضايق على ملاحظتها لتلك الحقيقة الجارحة ليتجاهل الأجابة على سؤالها"لا تقلقي بشأن ذلك و أقلقي على نفسكِ فحسب"

هيكاري بشيء من الغضب"هذا ليس ! , عادلاً أخبرني !"

"أكره أن يسألني أحد هذا السؤال"

"لكنني أخبرتك عن وزني ! , إنه ليس بشيء يستحق أن تحرج بسببه !"

"أثنان و سبعون"

"أعتقد بأنه يتلائم مع شخص طويل مثلك"

"أجل , أعتقد بأنني حصلت على هذا القدر من الوزن بسبب ذلك فقط , لكن من الجيد بأنني أمتلك بعض العضلات الخفيفة"

"حقًا؟ , ذلك جيد بالفعل"

"أجل"

وصل بها أمام طرف السرير ليساعدها ببطئ و تمهل على التمدد بجسدها فوقة , جر قدميه ليجلس على ذلك الكرسي الذي يقع مقابل الجهه الأخرى من طرف السرير ثم سألها بفضول و أهتمام"أخبريني مالذي كنتِ تودين قوله لي؟"

التقطت هيكاري اللحاف من جانبها لتغطي به نفسها به من أحمض قدميها إلى أعلى رأسها و تشبثت بأطرافة بيديها بقوة , عبست محياها بإحباط شديد و خيبة على سؤال هي جين لتترقرق دموع غزيرة ملئ عينيها،انجرفت سيولها أسفل وجنتيها بحرقة مريرة و بألم خانق يعتصر قلبها لتنطق بنبرة مبتلة بالبكاء"لقد فشلت خطتنا التي قد خططت لها في الأمس ! , لن نستطيع الأحتفال بعيد ميلاد كانامي !"

اعترى هي جين شعور بالتوتر و الحيرة على سماع صوت بكائها من تحت اللحاف ، لم يعرف كيف و مالذي يجب عليه قوله لمواساه حزنها ليشعر بالخبية من ذاته هو الأخر

أردف بكلمات عشوائية"هكذا إذاً ، ذلك حقًا مؤسف"

"إن ميلاده قريب جدًا و أنا سأبقى لمدة طويلة في المشفى ! , كل ذلك بسبب تلك المختلة ! ، مالذي يجب علي فعله الأن؟!"

أخذ يضغط على عقلة بوجه شبه عابس لقلة حيلته و يفكر بعجلة مفرطة في البحث عن كلمات مناسبة لتخفيف ثقل كتلة الحزن التي ترهق كاهلها

"سنجد طريقة ما لفعل ذلك"

"كيف؟!"

"ليس لدي أدنى فكرة لكن لا تقلقي بهذا الشأن"

"أنا محبطة جدًا ! , لقد كنت أريد أن أراه سعيدًا ! , حتى إنني رسمت كل شيء في مخليتي متتوقة لذلك اليوم !"

شعر كانامي بأسى لاذع يطغى على عواطفه لشدة عجزة عن فعل أي شيء فيما هو يستمر بالتنصت على أحاديثهما خلف الباب, استدار بجسده و قد تحول شعوره للحظة غضب هائل مصحوبة بالإحباط و اليأس ليضغط على قبضه بقوة

سدد ضربة عنيفة نحو الجدار بغيض و قد ضاقت به قدرته على تحمل شعوره ذرعًا"سحقًا لهذا !"

تطرقت ذكرى لهي جين حول شيء قد أخبرته به والدته منذ زمن طويل لتلمع تلك الفكرة في عقله و بدء يغني لها أغنية هادئة بصوت عميق و عذب:

"قد تعتقدين بأنني لا أعرف عنكِ أي شيء و لكن على الأقل أدرك كم هو قلبكِ مكسور , هنالك كلمات مسجونة في أعماقي تود لو أن أطلق سراحها من فمي لكنني متردد من أين أبدء , أخشى بأنني لست جيدًا عندما يتعلق الأمر بالمواساة لكن هوني عليكِ , سيكون كل شيء بخير فهنالك أيام سعيدة بالتأكيد بانتظارنا لتمحو مرارة هذه الألم , نحن فقط بحاجة للتشبث بخيط الأمل و حينما ينير ضوء الشمس طريقنا سنقبض على تلك السعادة بأيدينا"

توقفت دموع هيكاري عن الانهمار و هدئت أثناء استماعها لصوت غنائة بإنصات تام لتزيح وجهها عن اللحاف بعينان مغمورتان بشعور الانبهار و الدهشة

رفعت رأسها عن الوسادة لتنطق كما لو أنها لم تكن تشعر بالحزن منذ لحظة"مذهل ! , ياله من صوت ساحر !"

ارتسمت ابتسامه طفيفة بين شفتي هي جين ليطئمن على حالها الأن سائلاً"هل أنتِ بخير الأن؟"

أشرقت ابتسامة لطيفة بين شفتيها بمزاج سعيد لتجيبه بينما هي ماتزال تحت تأثير انبهارها بعذوبة صوته"أجل , أنا حقًا مذهولة باستماعي لصوت جميل كهذا , شكرًا على الغناء لأجلي"

توسعت ابتسامة هي جين بين عرض شفتيه بمزاج سعيد هو الأخر على رؤية ابتسامتها"الحمدلله , لقد كنت حائرًا حول كيفية تحسين مزاجكِ"

اسندت هيكاري ظهرها خلف الوسادة لتردف"بجدية , لقد كنت اعتقد بأنك مجرد شخص يمتلك وجهًا وسيمًا كأولئك المشاهير على مواقع التواصل و لم أتوقع أبدًا بأنك قد تمتلك موهبة رائعة مثل هذه"

"لقد أخبرتني أمي من قبل بأنه يمكن للأصوات الجميلة أن تكون سببًا في شفاء جروح الأخرين , أنا حقًا سعيد لأن ذلك يعمل عليكِ"

"أجل , أسفة على إقلاقك معي و شكرًا لك مرة أخرى على الغناء لأجلي"

"لا بأس , أنا أحب أن أغني على أية حال"

.

.

.

عاد هيناتا إلى حيث الممر الذي تقبع فيه غرفة هيكاري لتلتقط عيناه كانامي من مساقة قصيرة يجلس على مقاعد الانتظار وحدة و يمسح دموعه التي تنساب بحرقة نحو وجنتيه نتيجة فرط ما ينتابه من شعور إحباط و يأس يثقلان كاهله

أكمل هيناتا جر قدميه ليقف أمامه باهتمام مصحوب بالقلق و الحيرة حول سبب بكائه"لماذا تبكي؟"

كانامي بنبرة بكاء خانقة"أشعر بالإحباط ! , أكره كوني شخصُا عاجزًا و عديم الحيلة !"

"مالذي تعنيه؟ , وضح أكثر"

"أنها هيكاري ! , لقد كانت تخطط لمفاجئتي في عيد ميلادي و هي الأن تبكي ! , كانت تفكر بطريقة ما لأسعادي دون علمي لكن أنا؟! ، مالذي بوسعي لأردة لها مع شعوري بالعجز هذا؟! "

سأل هيناتا بتردد بينما هو يشعر بأنه قد استنتج شيئًا غير متأكد منه برؤيته لدموعه"كانامي , هل أنت يا ترى تحمل ذلك النوع من المشاعر إتجاه هيكاري؟"

"لا ! , على الأطلاق !"

" هكذا إذاً"صمت هيناتا لبضع لحظات ثم جلس بجانبه و أكمل"قد تقول ذلك الأن , لكن أذا كنت تملك بعض المشاعر لها فأنا لا أمانع ألا بشرط واحد فقط"

"حتى لو كان الأمر كذلك ! , أنا لن أتجرأ خطوة واحدة أمامها ! , لقد أحببت مرة واحدة و تأذيت كثيراً ! , و هذا يكفيني !"

سأل هيناتا ببعض من الشك"من؟ , فتاة العصابات تلك؟"

"أجل ! ، لقد كانت حبي الأول لكن..!"

قاطعة هيناتا بكل برود"كما توقعت , ياله من ذوق سيء الذي تمتلكه"

توقفت دموع كانامي عن الانهمر على شعوره بأن ذوقه يهان من قبل هيناتا لينطق بشيء من الغضب"لا أريد سماع ذلك من مهووس ألعاب مثلك !"

سأل هيناتا بفضول و إنجذاب لتعمق في التفاصيل أكثر"مالذي جذبك إليها؟"

أزاح كانامي غضبه ثم أجابة بشيء من شعور الانزعاج مسترجعًا ذكرياته القديمة مع ايانو"لأنها جميلة ! , لم استطع ألا أقع في حبها ! , هل أجيب على سؤالك بقولي لهذه الحقيقة المثيرة للشفقة الأن؟!"

هيناتا بتعجب من أجابة كانامي"هكذا فقط؟"

"أجل ! , هل ستسخر مني؟!"

" لا , أبداً , لكنني لم أتوقع ذلك فأنت لا تبدو كشخص ينجذب للمظاهر"

"أعتذر لنفسي على كوني كذلك !"

أردف هيناتا ببساطة و كأن الأمر سهل على كانامي"لكن بغض النظر عما مررت به , أعتقد بأنه لا بأس من المحاولة مجددًا"

"و هل تعتقد بأنني في مزاج لأحاول مرة أخرى؟!"

تذكر هيناتا ما تنطق به كانامي منذ لحظة ليغيضه مازحًا بابتسامة طفيفة بزغت بين شفتيه"صحيح , أنت خائف من المحاولة "

كابر كانامي بمزاج عكر"غير صحيح ! , كل ما في الأمر أنني لا أرغب بمواعدة أحد حالياً !"

"هكذا إذاً , أنا أرى"

[في داخل الغرفة]

سألت هيكاري بشي من الفضول إتجاه صوت غناء هي جين"على أيه حال منذ متى تعلمت الغناء بشكل جميل كهذا؟"

"منذ أن كنت في الثانية عشر من عمري , لقد عملت بجد لأصل إلى ما أنا عليه الأن"

"هكذا إذًا"صمتت للحظة ثم قالت"أذهب و أخبر كانامي بأن يتفضل بالقدوم إلى هنا , هنالك أمر ما أريد التحدث إليه بشأنه هو الأخر"

سأل هي جين مازحاً"هل ستظلين تجلبيننا واحداً تلوى الأخر للغرفة من أجل التحدث معكِ على إنفراد؟!"

"لكل شخص منكما لدي معه حديث خاص"

نهض هي جين ليقول بكل بساطة"حسناً , لكِ ذلك"

جر قدميها نحو باب الغرفة ليقوم بفتحة من مقبضة و من ثم خرج ليجد هيناتا يجلس جانب كانامي على أمام مقاعد الانتظار فاتجه نحوهما حتى بات أمامهما تماماً

لاحظ هي جين أحمرار طرف جفني عينا كانامي لينتابه شك بأنه قد كان يبكي منذ لحظات ثم نطق متجاهلاً ملاحظته"أنها تريد التحدث إليك , أذهب"

نهض كانامي من على المقعد ليجر قدميه نحو الغرفة"حسناً , سوف أذهب الأن"

وقف أمام الباب ليمسك بمقبضة ثم هم بفتحة ليتجه بالدخول مغلقاً خلفه و بقي هي جين جالسًا بجانب هيناتا ليسأله باهتمام عن ذلك السؤال الذي يعلم اجابته مسبقاً"هل كان يبكي منذ قليل؟"

"أجل , على الأرجح أنة كان يتنصت على حديثكما و سمع شيئاً مؤثراً"

"هكذا إذا , في تلك الحال لا بد و أنه قد علم بما كنا نخطط له"

"ربما"

نهض هي جين من المقعد ليسأله هيناتا بأهتمام و فضول"إلى أين تذهب؟"

"سأتنصت كما تنصت هو علينا"

"ألا تخشى بأن يغضب عليك؟"

"لا تقلق بخصوص ذلك"

شق هي جين خطواته ليقصد الوقوف أمام الباب ثم ألصق أذنه و كلتا يديه ليسترق السمع بإنصات تام و اهتمام إلى الحديث الذي سيجري بينهما في الداخل

[في داخل الغرفة]

مضى كانامي للجلوس على الكرسي و قد لاحظت هيكاري أحمرار طرفي جفنية لتسأله باهتمام"هل كنت تبكي؟"

أردف كانامي بدهشة طفيفة انعكس اتضاحها على اتساع عينيه"كيف عرفتِ؟!"

"من جفنيك , أنهما محمرتان"

رفع كانامي أطراف أصابع يده لتلامس جفنية "حقا؟!"

"أجل"

صارحها قائلاً بكل بساطة و بمشاعر امتنان عميقة على الرغم أنه كان متردداً لوهلة "في الحقيقة كنت اتنصت إلى حديثكما , شكراً على تفكيركِ بشأن سعادتي"

بزغت ابتسامة على ثغر هيكاري بحسرة"هكذا إذًا , فقد علمت بما كنت أخطط له"

"أجل , أسف إذا كان ذلك قد ازعجكِ"

"لا عليك"أكملت بفضول و اهتمام حول علاقته بايانو" ألم يحن الوقت المناسب لتخبرني بعلاقتك بفتاة العصابات تلك؟"

"إذًا هذا ما طلبتِ مني المجيء لتسألي عنه؟"

"أجل , في الحقيقة لقد استمعت إلى الحديث الذي جرى بينكما في الأمس"

"تلك الفتاة كانت حبي الأول عندما كانت في المرحلة المتوسطة , لقد كنا نتواعد لمدة ثلاث أشهر لكن عندما بدء مرضي بالظهور حدثت الكثير من الأمور التي دفعتني للتغيب عن المدرسة و انقطعت عن التواصل معها دون قول شيء"

اخترقت هي جين صدمة كاسحة جمدت محياه على استماعه لتلك الحقيقة و اتسعت مقلتي عيناه على أشد وسعهما بصعوبة في إستيعاب الأمر ليحادث نفسه " يا إلهي مالذي سمعته؟! , ذلك الفتى كان يخرج برفقة ايانو؟! , و منذ ثلاثة شهور أيضا؟! , كيف حدث ذلك؟!"

"لماذا لم تقل لها أي شيء؟ , ألم تكن تمتلك طريقة ما للتواصل معها؟"

"لم أرد أن تعرف شيئًا عن حالتي , لم انساها بالطبع و لكن عندما عدت إليها و أخبرتها بكل شيء كانت تستمر بالقاء غضبها علي , فرضت نفسي عليها بيأس في محاولة إصلاح خطائي لكنني بدلاً من ذلك زدت الأمر سوءاً"

نظرت هيكاري إليه بعينان أسيتان على استماعها لقصة علاقته بايانو"هكذا إذًا ، أسفة لجعلك تتذكر قصة سيئة كهذه"

"لا عليكِ , لقد تخطيت ذلك"

أخذها الفضول لتزيح تلك التعابير عن عينيها جانباً و سألته"على أيه حال كيف وقعتما في الحب؟ , من بدء أولاً؟"

"إنه أنا , لقد كنت منجذبًا لمظهرها و لذلك أردت التقرب منها"أكمل بابتسامة باردة تدلت من بين شفتيه"تعتقدين بأنه سبب سخيف إليس كذلك؟"

"على الأطلاق , أعتقد بأنه شيء بأنه شيء طبيعي أن ينجذب المرء لذوي المظاهر الجميلة , لقد كنت مبهورة بجمالها كثيرًا عندما رأيتها أول مرة و لم استطع إبعاد عيني عنها"

أطلق كانامي تنهيدة عميقة ثم أكمل"لكنها متعبة حقًا , لقد كنت أعبر عن مشاعري بدس الرسائل داخل درج طاولتها دون علمها و حالما تقوم بقرائتها ترد علي بالرفض "أكمل و قد بزغت اتبسامة حسرة على ثغرة دون وعي منه" كانت لحظة قبولها بمشاعري بمثابة معجزة بالنسبة لي"

"من المذهل بأنك لم تستلم مع كل ذلك الرفض"

"ذلك لأنني كنت عنيدًا جدًا وقتها"

"على الرغم من أن ما قاسيته يبدو مؤلمًا لكنني لا أعتقد بأنني أستطيع الشعور بما مررت به تمامًا"

كانامي بشيء من الفضول"إليس هنالك أحداً ما في بالكِ تريدين تجربة الأمر معه؟"

أومت بالنفي عن طريق تحريك رأسها"لا , فليس هنالك من يثير انجذابي نحوه"

"هكذا إذًا"

هيكاري بإحباط و بنبرة عفوية"أجل , على أية حال لن يرغب أحد بي بهذه الحالة"

نهض كانامي من مكانه لينقر بأصابع يده جبينها بقوة خفيفة ناتجة عن شعور غضب و انزعاج طفيف"لا تقولي ذلك !"

وضعت هيكاري يدها فوق جبينها بشيء من شعور الألم"هذا مؤلم !"

"من الذي لن يرغب بشخص لمجرد كونه طريح المشفى؟! , أنى لكِ أن تفكري بتلك الطريقة؟"

"لكنها الحقيقة , كما ترى فالجميع لا يرغب بالتقرب إلي أو إلى أخي بسبب و يأخذ فكرة سيئة عنا بسبب تلك الأشاعات"

"لكنني أتقبلكما كما أنتما عليه ألا يكفي ذلك؟!"

هيكاري بشبة ابتسامة"معك حق"

كانامي بنبرة حازمة"لا تفكري بهذه الطريقة المزعجة و إلا نقرت جبينكِ مرة أخرى ! , هل فهمتِ؟!"

شعرت هيكاري بشيء من القلق حول غضبه لتنصاع لمزاجة بقلة حيلة حوله"حسناً ! , حسناً !"

أنتهى الفصل.




 
 توقيع : toofy chan


التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 09-10-2023 الساعة 11:51 AM

رد مع اقتباس