عرض مشاركة واحدة
قديم 06-13-2020, 12:03 AM   #2
WELKIN
https://www.arabsharing.com/do.php?img=236917


الصورة الرمزية WELKIN
WELKIN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 37
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 6,922 [ + ]
 التقييم :  17454
لوني المفضل : Aquamarine
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





-
" أيتها الروحُ الخالدةُ للعقل الذي لا تمسكهُ أصفاد!
أيتها الحرية، إنكِ في السّجنّ الأكثر إشراقًا"


تتبع ظِلها الأبيض ، تدلف الباب و أنت تودع خلفكَ قمرًا بنفسجيًا ،
هنالكَ نواحٌ يصدّر عبر الرواق ، اصطدامٌ مجلجلٌ ، صوتٌ كالرحيق يغني :
" إرفعوا قبعاتكِم و نظاراتِكم كذلك ،
سنرقص طِوال الليل،
نعود بالزمنّ إلى الاعودة ،إلى ما نعرفه"

تشق دربكَ عبر العتمة ، تتبع رفرفةَ زيها الأبيض.
" أين تأخذنِي بحقِ الأماكن كِلها؟!"
هنالك جمال عذبُ ، عبر الأعينّ التي تحدجكَ بحدة،
عبر ما أتيته غريبًا ، صرفًا و معدوم القيمة،
جمالُ في صحتك و حيرتك ، جمالٌ في الحقيقة التي يرونها ولا تراها أنت.
رجلٌ يمتطِي طاولة ، يرتديّ قلنسوةً ورقية ، يصيح مهتاجًا ،
تلتفتُ ذات الرداء الأبيض نحوك ، تشير إليه مهسهسة :
" يعتقد أنه هنري الثالث ، مصابٌ بجنون العظمة!"
تتابع المسير ، هنالكَ جمهورٌ أصم لكنه يرى نبرتك ،
جمهورٌ يسمعك لكنه لا يفهم نبرتك ،
في دآخلك تقهقه : " المرضى هم وحدهم دون الأصحاء ، من رأى الحقيقة"
تتابع المسير ، و عبر الردهةِ يظهر معبرٌ من الصلد .
-
" سنكف عن التِجوال ،
رغم أن البدر ، لا زال في بهاه"


تقاطِع ما يشبه المحاضرة ، هنالك ألوانٌ من الناسّ متدافعة .
يظهر لك رجلٌ ذو لِحيةٍ قصيرة يناقش بِعصبية واضحة آخر بنظارة.
"ايهه! يونغ و فرويد؟!"
ينظر إليك صاحب اللحية ، يشهق مهدئًا رعيد داخله :
"إنك في آخر مرحلةٍ من مراحل الأوديبية!"
يهدج ، تحاول فهم ما يعنيه .
يتدخل رجلٌ أصلع ، بشعرٍ فِضي عند جانبي أذنه ، تعطيه انطباعًا بأنه مستئذب ما .
" شوبنهارو!"
يهتف يونغ.
تدركُ أنك اقتحمت حفلة علماء اعصابٍ و نفس ، تجدّ يدها تسحبك بصعوبةٍ نحو المخرج.
تحشركَ خلال فتحةِ الباب ، هنالك ضوء .
-
" بُعدًا بُعدًاّ
نعلم أن الدموع عبثّ،
و أنّ الموت لا يصغي أو يعبأ بالآلامِ.
فهل يصرفنا هذا عن الشكوى؟
أو يكفكف دمع باكٍ وحيد؟"


هنالك شاشةٌ تحتل حائط الغرفةِ بكامله.
أين أنتَ؟
هذه أرض العجائب ، حيث تبدأ حكايتكُ ،
عبر رحاب النّفس البشري ، متوغرًا في عمق أناك.
تعبر خلال الشاشة ، و للمرة الأولى ..
تعبر خلال نفسك!
-



 
 توقيع : WELKIN


A R W E N @ S K Y L O V E R O U S
نِعمةٌ من الحِس ، ضوء أبيض، ساكنٌ و متحركٌ.

التعديل الأخير تم بواسطة WELKIN ; 06-13-2020 الساعة 12:13 PM