الموضوع: بَنِي الحِمْر
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-22-2020, 08:17 PM   #2
Ren‏
عضو جاد
عِزْرَائِيلُ
عضو مقاوم


الصورة الرمزية Ren
Ren غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 605
 تاريخ التسجيل :  Jun 2020
 المشاركات : 246 [ + ]
 التقييم :  467
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Crimson
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة


رمقت عينه اليسرى المتعبة, لكي تبحث يمناه عن ضوءٍ متسلل الي داخل انحاء الجدران الأربعة ,
منظرُ غير مبهج الي العينين الي حدٍ ما, ترددت الأفكار بداخل رأسه الغير متيقظ الي الواقع كليًا بعد , جدران
تحمل اللون القاتم , والذي بالنسبة له , اللون الأكثر مقتًا , لم يدري ان كان ذلك بسبب كرهه لتلك الحجرة ,
والذي لم يفكر حتى بتسميتها بغرفة , او ان كان ذلك لبغضه إتجاه اللون الذي تحمله بشرته .

ناظرًا الي الضوء الخافت المتسلل , لقد صحو مبكرَا ليوم أخر , وإن كان بسبب كوابيسه المحسوسة .
لكنه قد قرر ان الإستيقاظ مبكرَا يكون صحيًا اكثر , او على الأقل لكان كذلك في مكان اخر , بعيد , بعيد جدًا .

تنصت اذناه - غير متعمدة البتة - الي بعض الضوضاء القادمة من خارج جدرانه الأربعة , الذي وان لم يكن يحبها, فكانت
المفضلة والأأمن لديه.

اختلست عيناه الي ما لا يرغب اي شخص بعقل مُفكر رؤيته بأي صباح , مسمى باسم صباح مبهج في اي مكان اخر ,
إلا ان رفيقنا, بعيناه المتعبتان , بشرته التي تميل الي الحمرة , ليس شيئا مميزًا , فهكذا لون بشرة بني النار , سوء العالم وعابثوا الكوكب .
سكان ديستوتوبيا.
المخاليق الحُمر.

_____________________________



صحوت صباحَا تمنى غيري رؤية طوفان روح الأخر حول الدمس به وإن كان مهجي غير فرح بما صاح عليه فغيري ملتهب حرقًا له

وان قدرت لصرخ قلبي بما داخلي من خيبة َ إلا ان ما باليد السارقة الخاطفة حيلة

كنت فردًا من قومٍ لن يسمعوني وان أبيت كان عقلي لفي راحة ان عكست الافعال المتاحة

ام ان كان يومي هذا الأخير اما اني اقسم بحق الحق ا لهذا العالم من عبث ليضعني بين غرباء كخليلهم.

وان سرق دورًا او قصرًا و ان كان طفلًا لما كان الغير ليمد العون وكاننا نقع في عمق من حثالة و خيبة امل الكون

فكان السباب بالفخر وكان الكبرياء زعيمهم اما انا فعشت دورًا كدور قرينهم .

انا ضرغام بن الدم الحار الأحمر وان كانت ما تجري بعروقهم دماءً تتحرق المًا للغير.


_____________________________

صرخ الشاعر بعقله بما كان يشعر به , حول شعبه الساكن اراضي ديستوتوبيا , الذي كان بالنسبة له الألم فرحًا , والجرم عبثًا وفخرًا , و القتل ما هو سوى متعة , والسرقة هي حاجة ماسة .

كان ضرغام , وقد كان هذا اسمه , يعيش كفرد من قوم لا يفهمون و وان كان رد فعلهم سيختلف لكان قد اخبرهم بما يدور بارجاء جمجمته . ولكان هذا ليضعه في راحة .

يعترف ضرغام انه احد سكان ديستوتوبيا , الذين سموا باصحاب الدماء الحارة الحمراء , ويظن انها ان كانت حارة وشعرت بالألم الذي يشعر به بحياته بتلك الارض , لكانوا جميعا اصبحوا مثله.

قام ضرغام من على مخلد نومه , تنهد تنهيدة بقت لمدة طويلة , وقد كانت طويلة له لرغبته بان ينتهي هذا اليوم بأسرع وقت , كما رغب ان ينتهي ماسبقه وماسبقه.

مضى نهاره كما بقى يمضيه منذ سنة كاملة , لم ينطق كثيرًا , حاول تجاهل الضجة من حوله و لم يرد النظر حوله كثيرًا ,
و قد كان والدا ضرغام , وان كانا لطيفان في عالمهم , الا انهما لم يكونا سوى كابوسًا حيًا لضرغام لتذكيره بكيف وأين يعيش.

مقت ضرغام كل شيء حول ديستوتوبيا.

كسر صمته , والذي بداخل رأسه كان صراعًا ملحميًا بينه وبين نفسه . صوت والدته سائلة عن إن كان يملك خططَا لليوم.

رد عليها بملله المعتاد بعدم ظنه ان هناك ما قد يفعله لا يشمل القيام بكل سيئات الحياة سوية.

تذمذمت وذكرته انه ان لم يفعل شيئا الان , قد لا يفعل شيئا ابدا.

ان لم يفعل شيئا الأن , قد لا يفعل شيئا ابدا.

قد لا يفعل شيئا ابدا.

ظلت تلك الكلمات عالقة بذهن ذي الدم الحار - الوحيد على الأرجح - بين قومه , التي ابقيته مستيقظَا فيما بعد منتصف الليل , وقد كان الوقت الأسوأ باليوم لكثرة الأشخاص بالخارج.

لم يقدر ضرغامًا على النوم , أنما قرر الذهاب لزيارة قصيرة لأحد معارفه, وان لم يكن اوفاهم.

___

" ضرغام؟ وما الذي يفعله رفيقي المأساوي هنا بتلك الساعة ؟ "

وقد كان ضرغام يقف عند مدخل احد النوادي ملتقيًا بأحد اصدقاؤه , شخص استطاع ضرغام الشعور بالأرتياح حوله الي حد ما .

" انت تعلم اني لست هنا للعبث , يا ركيك. "
ضحك ركيك مومئا بالموافقة ,
" اذا , ما الأمر المهم ؟ "

وقد اخذ ركيك مقعدًا بالفعل, وطلب كأسان من النبيذ و اشار الي ضرغام بالجلوس.
بدأ ضرغام بتلاوة ما بداخل عقله, وان كان يبدو جنونيًا فكان ركيك دومًا مستمع جيد.

و بالرغم من ذلك , لم يكن ضرغام جيدا بالتعبير بالكلمات.


___________________________________



استيقظ كل يوم برغبة ملحة من داخلي بالبقاء مغمضًا
وقد كنت من داخلي لهذا العالم باغضًا
كنت أيمن بعالم أعسر
تركت تقاليدكم و كل ما عرفتوه واتجهت لمعرفتي الخاصة
سموت بعقلي وفكري لكني لم اجد بذلك ما يفكني
عن ما كان يضيقني , كنت اشعر بالوحدة , القلق
لكني لم ارغب بالأختلاط بأيا منكم وان كنتم تخافون علي من العًلُق
لفهمتم كيف كان مايدور بداخل ذهني , حالمًا بعالم لا انتمي اليه
وتنتابني كوابيس عن عالم انا منه.
وهنا ادركت ان فعلي ان لم يؤثر فيجب ان يقال الحق.


 

رد مع اقتباس