نحن نتعب..
تأكل الحياة شيئًا من أجسادنا، من صِحّتنا، تنهَش من صدورنا، لكنّها لا تأخذ شيئًا من قلوبنا وأرواحنا، إذ أنّها مُعَلَّقة هناك في الآخرة، حيث لا مكان للتَّعَب، أعلم تمامًا أنّك اهتَرَأت، تحامَل قليلًا، كابِد راحَتَك، شُدَّ أزرَك، هناك جَنّة.
ما زلت..
أسمعها كهمسة حنون "أري الله من نفسك خيرًا"، وما زالت تحدث ذات القشعريرة في جسدي، أَري الله يا طيبًا أدرك لذة السير إلى مولاه، من نفسك التي يتصارع فيها الحق والباطل..خيرًا، واستشعر أنّك موضع نظر ربك، فلا تلتفت!..وامضِ حيث تؤمر، وأكرم مسيرك بخطوة عزيزة مفادها "إن معي ربي..إني ذاهب إلى ربي"..وأحسن، فإن الله لا يُضيع أجر المُحسنين!
المحسنون يعبدون الله كأنهم يرونه "اعبد الله كأنك تراه"، فالفكرة في قاموسهم كلها رؤية، والرؤى سلالم، تأخذك من هنا إلى حيث تحب أن تعكس عينك المشهد، والعين بريد الفؤاد..فإن لم تكن تراه..فإنه يراك..ويرعاك وما قلاك .
|