عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-2020, 10:19 PM   #8
Rola‏
عضو الماسي
عضو الماسي


الصورة الرمزية Rola
Rola غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 269
 تاريخ التسجيل :  Apr 2020
 المشاركات : 1,611 [ + ]
 التقييم :  4176
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة




الفصل الرابع ( كابوس )

لا أعلم أين سقطت، في الوقت الذي فتحت فيه عيني كنت نائما على سرير دافئ، ولكني كنت أشعر براحة حقيقي، كثيرٌ من الآلام اختفت من جسدي.
جاءت الي احدى الطبيبات وبدت سعيدة وهي تقول لي
"أنا سعيدة لأنك بخير ناروتو كن، لقد كنت في حالة حرجة جدا، لقد كان هناك سم منتشر في جسمك ولكننا استطعنا ازالته أخيرا!"
كنت انظر اليها وهي تتحدث،حاولت النهوض ولكنها صرخت بصوتها العالي
"لا! لا تنهض من مكانك! هذا أمر من الطبيب، حالتك ليس بالسهلة. السم منتشر في جسمك منذ ثلاثة أيام حتى لو تم ازالته، فما زالت أعراضه موجودة، لهذا عليك أن لا تتحرك!"
استلقيت على السرير مرة أخرى، بدأت أقلب بصري هنا وهناك، شعرت بغرابة المكان، فهو لم يبدو كغرف المشفى المعتادة.
قالت الطبيبة
"انت الان في غرفة خاصة، ولا يسمح لاحد بزيارتك، لذلك تم وضعك هنا..."
حدقت في الممرضة بصمت وأكملت كلامها
"أنت لا ترغب بالكلام صحيح؟ لا بأس... ولكن أنا هنا لأخبرك بكل ما تجهله... لذا لا تحاول الخروج من هنا، فالكل يعرف أنك سترغب بالهروب من المشفى!"
نظرت إليها بدهشة، ثم أكملت.
"هذه المرة عليك أن تدرك وضعك جيدا، لن تستطيع الخروج قبل ان نكمل العلاج، هل اتفقنا؟"
نظرت الي منتظرة مني الاجابة، هززت لها برأسي موافقا اياها.
"معلمك، كاكاشي سان، هو من أحضرك الى هنا، لقد كنت محظوظا حقا بذلك، لا أعلم ماذا كان سيحصل لك لو لم يجدك مصادفة مغشيًا عليك في الخارج! على أية حال لقد نجوت بسبب ذلك"
نظرت الى السقف وأنا أشعر بالملل وأنا أستمع إليها، فهي لم تسكت منذ دخولها الغرفة وتتكلم كثيرا وبشكل متواصل، وفي لحظة ما لم أعد أدرك ما تقوله بعد ذلك.
بدأ رأسي يؤلمني وكان خلاصي عندما قالت لي أخيرا
"سأتركك الآن لترتاح"
وغادرت الغرفة أخيرا، شعرت حينها شعرت ببعض الراحة، بالرغم أنها كانت مزعجة حقا ولكني كنت أعرف انها طيبة ولطيفة.
قليلا فقط وبدأت أفكر بأمر ساسكي وساكورا شان، كنت أشعر باستياء حقيقي... لم أدري كيف علي أن أنظر إليهما الآن، تلك المشاعر السلبية التي ملأت تفكيري كانت تتدفق أكثر وأكثر وأنا بين جدران تلك الغرفة!
كانت أفكاري ومشاعري متضاربة، بدأت طفولتي الكئيبة تتجسد أمامي عيني، كنت أسهر ليلا وحيدا كل يوم! ربما حالي اليوم ليست مختلفة كثيراً عن تلك الأيام، لا زالت هناك اوقات كثيرة أشعر فيها بوحدة قاتلة!
حاولت أن أتجاهل تلك الصور الحزينة التي كانت في مخيلتي، لم أشعر بعدها الا بأشياء وأحاسيس أكثر تعقيدا ... كنت أشعر أحيانا بسعادة غامرة وأحيانا أشعر بحزن عميق، لم أعلم أيهما كان أكثر من الآخر!
بعد كل ما حصل لم أكن قادرا على أن اكذب سعادتي عندما رأيت أن ساسكي بخير ولكني هذه المرة لم أكن قادرًا على نسيان ألمي!
الألم الذي كنت أعاني منه لايام وحيدا دون أن يتفقدني أحد، هذه التجربة ستظل محفوظة في ذاكرتي عميقا!
كنت أتمنى ان أخرج من هذا المكان قبل مجيء اي أحد، لأني لم أكن لأحتمل أي نظرات وانا في مثل هذه الحالة، لا شيء يخفف ألم قلبي الآن، ونظرات أحدهم كانت ستكون كافية لكسر كل ما تبقى من كبريائي!
ولكني أعرف اني احتاج الى البقاء الآن، لأن خروجي يعني أنني سأعاني من جديد ولن أجد من يهتم بي، تلك الطبيبة أخبرتني أني لا زلت أحتاج للعلاج، هذه المرة كان علي أن أفكر بشكل جدي بشأن صحتي بدون القلق على ساسكي أو غيره!
ولكن تلك الجدران، كانت تزيد برودتي وشعوري بالوحدة، لأن كل من يدخلها هم غرباء! ولكن في الوقت نفسه كان هذا أفضل، لاني حقا لم أرغب بالكلام مع أي أحد... الألوان من حولي أصبحت قاتمة، وكأن الظلام في داخلي يلقي الكآبة على كل ما حولي!
تمنيت حقا لو لم اذهب الى بيت ساسكي في ذلك الوقت، لو أنني لم اسمع أي شيء، ربما حالتي كانت ستكون أفضل! لم أكن لأشعر بكل تلك الغيرة والألم! لربما بقيت سعيدا بلا مبالاة كما اعتدت أن أكون... ولكن الزمن لا يعود...
بعد يوم قضيته وحيدا في تلك الغرفة، شعرت بأنني أختنق وأني لا أستطيع البقاء أكثر! نهضت من فراشي ونزعت تلك الأجهزة عني بقوة.
اقتربت من النافذة وكنت على وشك القفز لولا أن صرخة قوية أفقدتني توازني وجعلتني أسقط أرضا.
كانت أحدى الممرضات التي صرخت علي بقوة
"ماذا تحاول أن تفعل؟"
التفت اليها بنظرات باردة، لم أعتقد أني سانظر إلى أحدهم بتلك الطريقة، ربما تعلمتها من ساسكي ولكن تلك الممرضة لم تهتم بذلك بل اقتربت الي والغضب باد على وجهها وصرخت في اذني
"عد الى سريرك الان!"
وقفت وتجاهلت كلامها وكنت اريد القفز ثانية ولكنها كانت قد رفعت كم ثيابها وكأنها تستعد لضربي، لقد تغيرت نظرات وجهها الى غضب مخيف، لم أتوقع ردة فعلها هذه، تلك النظرات ذكرتني بساكورا شان.

نظرت اليها بندم ولم أعرف ماذا أفعل، لكن نظراتها تغيرت ثم قالت لي بصوت رقيق
"عليك البقاء... اذا كنت لا تهتم بصحتك فنحن نهتم! لا تنسى أنك بطل كونوها ونحن جميعا نريدك أن تكون بأفضل أحوالك!"
لم أستطع الخروج بعد ما قالت، توجهت الى سريري وجلست على طرفه بيأس.
اقتربت قليلا وقالت
"تسونادي ساما في المشفى الان و ستأتي لتفقدك قريبا، لذلك لا تقلق... لن تبقى كثيرا هنا"
هززت لها برأسي فغادرت الغرفة، انتظرت بعض الوقت حتى طرق الباب أخيرا، وبعدها سمعت صوت الجدة تسونادي وهي تقول
" أرى أنك في المشفى، ناروتو..."
لم أستطع أن أرد بكلمة واحدة، كنت أنظر الى الأرض بحزن.
اقتربت مني بهدوء ثم قالت
"تبدو حزينا جدا، يبدو أنك لست مريضا بقدر الحزن البادي عليك... علمت ان كاكاشي وجدك عندما كان عائد من مهمته، ما الذي جعلك تصل الى تلك الحالة؟"
سكتت قليلا ثم قالت
"لماذا لا ترد علي؟"
أشحت بوجهي بعيدا عنها، لم أكن أقصد ذلك، ولكن رغبتي في عدم الحديث مع اي أحدجعلت جسدي يتحرك من تلقاء نفسه.
نظرت إليها علها تفهم الأمر، وضعت يدها على كتفي وقالت
" لا بأس "
ثم وضعت يدها على رأسي، وبدأت بعلاجي، لقد كان الأمر سريعًا! شعرت بتحسن كبير بعد ذلك ووقفت مباشرة.
أردت الخروج بعد أن انتهى علاجي أخيرا وشعرت أنني عدت بكامل طاقتي، ولكنها قالت لي
" اليوم عليك المبيت هنا، وغدا تستطيع الخروج."
قبضت يدي بقوة، لم أكن أرغب بالبقاء أكثر، ولكنها قالت بابتسامة
" لا بأس سوف يسمح لك بتناول الطعام والزيارة الآن."
تغيرت ملامح وجهي، كان ذلك الشيء الأخير الذي أرغب به، كنت أرغب في أن أقول بأعلى صوتي
" لا أريد رؤية أحد "
ولكن لم أستطع أن أنطق حرفا واحدًا! لم يخرج صوتي أبدًا! أعدت المحاولة مرة أخرى ولكن لم يكن هناك اي فائدة! لقد أصبت برعب حقيقي لأني ادركت أني لا أستطيع الكلام! بدأت بالسعال والمحاولة مرة بعد الأخرى... نظرت بطرف عيني الى الجدة تسونادي، لقد كانت تنظر الي بدهشة وقلق... أيقنت أن هناك شيء خاطئ بكل تأكيد.
لماذا يحصل هذا؟! شعرت بأطرافي تتخدر واتكأت أرضا، صرت أتنفس بصعوبة، كل محاولاتي لم تنجح وهذا سبب لي صدمة حقيقية!
قالت لي بجزع
"اهدئ قليلا، وتنفس ببطئ!"
وتابعت كلامها بشيء لم افهمه، لم ارد سماعه، لم استطع ان استمع الى ما تقوله وانا في تلك الحالة! صوت سعالي قد ملأ أرجاء الغرفة
وصوت أنفاسي الثقيلة التي كانت تخرج بصعوبة أشعرتني بالاختناق.
في تلك اللحظة شعرت بضربة أصابت عنقي وأسقطتني أرضا.
كنت أستطيع أن أرى وجه الجدة تسونادي، سألت نفسي وأنا أغمضي عيني
لماذا؟!

لقد كان من العجيب أن أرى نفسي أسير في شوارع كونوها، مسرعا باحثًا عنهما بكل حماس، وأخيرًا رأيت ساسكي وساكورا شان، توجهت اليهما كما كنت أفعل في العادة ولكنهما كانا يبتعدان!
كنت أريد أن انادي بصوتي
"توقفا! أنتظراني! أنا قادم أيضا!"
لكن صوتي لم يخرج، لم اكترث بل صرت أركض محاولا اللحاق بهما، ولكنهما اختفيا فجأة!
شعرت بالقلق وصرت التفت هنا وهناك باحثا عنهما، وفي لحظة ما سقطت في حفرة عميقة، كانت مظلمة بشدة ولم أكن قادرًا على رؤية أي شيء،شعرت بالرعب وأنني سأبقى في ذلك المكان إلى الأبد!
نهضت من سريري بهلع وخوف.
ومباشرة سمعت صوت الجدة تسونادي
"هل كنت ترى كابوسًا؟!"
التفتت إليها، لقد كان كاكاشي سينسي معها في الغرفة.
"كابوس؟" رددت في داخل نفسي.
ولكن سرعان ما تذكرت ما حصل سابقا، لم أكن أستطيع الكلام!
وفي اللحظة التي أردت أن أنادي على الجدة تسونادي وكاكاشي سينسي، لم يخرج صوتي أبدًا! لقد حصل هذا الأمر قبل قليل، هل هو حلم أم ماذا!؟ كان من الغير المعقول أن لا يخرج صوتي أبدا بهذه البساطة، هذه لم تكن مزحة أستطيع تقبلها!
صرخت الجدة تسونادي
"توقف عن هذا الآن!"
سمعت كاكاشي سينسي
"ناروتو أهدئ قليلا"
نظرت إليهما بقلق، اقتربت الجدة تسونادي مني وقالت
" ناروتو.... لا زلت لا أعرف ماذا حصل معك ولكن بعد أن افقدتك الوعي في الأمس وبإجراء بعض الفحوصات تبين أن لديك بعض الأضرار في الجهاز العصبي، وهذا سيجعلك تفقد القدرة على الكلام."
قبضت على الغطاء وأزحته بقوة، أفقد القدرة على الكلام؟ كيف تقول شيئا بهذا البساطة وبمثل هذا الهدوء!
قال كاكاشي سينسي متسائلا
"ناروتو، لا أحد يعرف ماذا حصل معك حتى الآن... لماذا كنت مرميًا على الأرض؟ حاول تهدئة نفسك لنفهم الأمر."
أكملت الجدة تسونادي
"هل تستطيع أن تتذكر؟!"
أتذكر؟ وضعت يدي على رأسي وتسائلت في نفسي "ماذا أتذكر؟!"
كيف تنتظر إجابة مني وهي من قالت بأني لن أستطيع الكلام!
حدقت بي الجدة تسونادي بصمت قم قالت
"آسفة... ما كان علي أن اسألك الآن! ولكني سأقول لك.... من الأسباب المرجحة لهذه المشكلة هي الإصابة بالحمى الشديدة، أليس هذا ما حصل معك؟"
نظرت إليها بصدمة، ابتسمت بسخرية وقالت
"كما توقعت، نظرًا للحالة التي وجدك بها كاكاشي، فأنت كنت تعاني من الحمى التي كانت ترافقك منذ أيام... وهذا ما جعلك تفقد قدرتك على الكلام الآن."
لم أجبها بشيء، بل شعرت بغضب شديد يشتغل في داخلي، لم أكن قادرًا على كتم ذلك الشعور فملامح وجهي كانت واضحة لهما.
"حسنًا هذا ما حصل معك على أية حال"
قالت الجدة تسونادي بنبرة متكبرة وساخرة، لماذا كان عليها أن تستخدم هذه النبرة في ذلك الوقت؟ لماذا تلقي اللوم علي وتعتقد أن ما حصل بسببي؟
"ماذا؟ ألم يعجبك الأمر؟"
"تسونادي ساما"
كاكاشي سيني أراد إيقافها، لقد كنت متأكدًا أني سأسمع كلامًا قاسيًا بعد سماعي تلك النبرة!

"ناروتو.... أنت لا تستطيع أن تنكر ذلك... ألم يكن عليك أن تطلب المساعدة قبل أن تصل الى هذه الحال؟ لماذا أهملت نفسك هكذا؟ هل تستطيع تحمل مثل هذا الخطأ طوال حياتك؟!"




قالت الجدة تسونادي بغضب، والجملة الأخيرة كانت كالسهم الذي اخترق صدري...
"هل تستطيع تحمل مثل هذا الخطأ طوال حياتك؟!"
ترددت في رأسي بينما كنت أسمع صوت كعب حذائها وهي تغادر المكان.
ولو كنت أستطيع الكلام ماذا كنت سأقول لها؟! عن أي خطأ تتحدث؟! ما هو الذنب الذي اقترفته؟! هل كنت أستحق مثل هذه النتيجة القاسية! الجدة تسونادي لم تفهمني...
كنت شاردا في أفكاري، كاكاشي سينسي كان ينظر إلي بصمت.
اقترب مني وقال
"ناروتو... تسونادي ساما محقة في كلامها، كان عليك أن تهتم بنفسك أكثر... أمور كهذه لا يجب تجاهلها فهي قد تؤدي الى نهايتك.. تسونادي ساما غاضبة لأنك كنت في حالة خطرة بسبب هذا الأمر... ولكن لا تقلق، فهي ستجد حلًا بكل تاكيد، لهذا أنت تحتاج الى الراحة الآن، ولا تحاول ترك المشفى بلا إذن، هل اتفقنا؟"
هززت له برأسي، اكمل قائلًا
"حسنا، لدي عمل وعلي الذهاب الآن..."
نظرت إليه بقلق وهو يغادر المشفى بهدوء.
لم أتخيل ان مشاعري ورغبتي في الصمت في ذلك اليوم قد تصبح حقيقة دائمة! الآن... أنا لم أعد قادرًا على الكلام حتى لو أردت ذلك...
في ذلك اليوم، خسرت أشياء كثيرة في حياتي... المشاعر الكثيرة التي كنت أحملها في داخلي بدأت بالاختفاء...
بطل كونوها؟ الأصدقاء؟ السعادة؟
في لحظة ما، تلك الأمور بدأت تتلاشى من داخلي، لم تعد تملئ الفراغ الكبير الذي يحويه قلبي منذ طفولتي...
اقتربت من النافذة ووضعت يدي على عنقي متحسسًا مكان خروج صوتي، كنت أشعر أن هناك شيئا يخنقني ولهذا يأبى صوتي الخروج!
لقد كان شعورًا قاسيًا... وكأني فقدت كل شيء....




 

رد مع اقتباس