عرض مشاركة واحدة
قديم 04-26-2020, 10:33 PM   #10
Rola‏
عضو الماسي
عضو الماسي


الصورة الرمزية Rola
Rola غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 269
 تاريخ التسجيل :  Apr 2020
 المشاركات : 1,611 [ + ]
 التقييم :  4176
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة




الفصل الخامس ( كبرياء )


ارتميت على طرف السرير في تلك الغرفة، كانت خالية وموحشة وبلا أصوات.
ساعات طويلة مرت وأنا وحيد هناك، ذلك الشعور كان يراودني مرة أخرى... أغمضت عيني لتعود بي الذاكرة الى طفولتي في بيتي الصغير، تذكرت حزني وسهري وحيدًا في الليالي الطوال... تذكرت كم من الأوقات قضيتها في البكاء وأنا أتسائل في نفسي "لماذا أنا؟!"
ذلك الألم كان يعود إلي من جديد... بعد كل ما وصلت إليه سقطت الى الهاوية من جديد!
فتحت عيني، لا زلت في تلك الغرفة! ذكريات الماضي؟ أم واقع أليم على وشك أن يواجهني من جديد...
ماذا كنت أستطيع أن أفعل قبل أن أصل إلى هذه الحال؟ هل كنت المهمل والملام؟
لا.... لست السبب فيما حصل! الجدة تسونادي كانت مخطئة! أردت أن أقنع نفسي بهذا...
ما حصل كان لأني وحيد... لم أجد من يساعدني في تلك المحنة، بقيت أنتظر أحدًا يطرف باب بيتي.. ولكن لم يأتي أحد!
كنت أشعر بالاختناق... لماذا كان علي أن أعاني هذه المعاناة؟! لماذا كان علي أن أشعر بمرارة الوحدة من جديد!
توجهت نحو النافذة وفتحتها بقوة لأتنفس بعض الهواء، ولكن تلك الغصة لا زالت عالقة في حلقي... القهر يلتهب في داخلي...
أدركت أن هناك شيئًا ما قد تغير، لقد تعثرت المشاعر والأحاسيس... لم أعرف كيف اسكت كل تلك الكلمات في داخلي... تلك الكلمات كانت تتأهب للخروج، ولكنها لا تستطيع....
الوجع لا يزول.. ذكريات الماضي تشغلني، والهموم ستخنقني!
تابعت نظري من النافذة، كانت الشمس على وشك الغروب، هبت رياح باردة تبعث على الاكتئاب.. ذلك المشهد جعلني أدرك، شمسي أيضا على وشك أن تغيب....
في تلك اللحظة عزمت أمري، خرجت من النافذة بعد أن تركت أحد نسخي لتظل في السرير.
سرت في شوارع كونوها بهدوء، إنها صاخبة... كيف كانت تلك الغرفة هادئًا وموحشة وفي الخارج كل تلك الأصوات؟ هذا ما تعنيه الوحدة...
قلبت نظري في الأرجاء، إنها الحياة الطبيعية للجميع هنا، يضحكون ويتحدثون... وفي المساء يعودون الى بيوتهم وعائلاتهم!
في لحظة ما سمعت صوت ضحكتها... ساكورا شان كانت تضحك بسعادة! نظرت فإذا بها تسير مع ساسكي في الجهة المقابلة.
إنهما معا... لا بد أن ساكورا شان كانت سعيدة جدًا، ساسكي خرج معها، هذا ما كانت ترغب به دائما.
بالتأكيد ساسكي لن يستطيع أن يرفض ذلك، ساكورا شان انقذت حياته وخففت آلامه، ساسكي لم يكن وحيدًا...
ابتسمت بسخرية، على الأرجح أن ساسكي بطريقة ما كان سبب انقاذ حياتي، خوفي عليه أعطاني القوة للنهوض...
توقفت وأنا أنظر إليهما من بعيد حتى رأتني ساكورا شان ولوحت بيدها إلي، تابعت سيري باتجاههما، ولكن هذه المرة لم أستطع أن أجبر نفسي على الابتسام..
قالت ساكورا شان معاتبة
" ناروتو؟ لم نرك منذ مدة... ماذا كنت تفعل طوال الوقت..؟ ألم تعرف..."
أوقفها ساسكي قائلًا
" ساكورا... لا داعي للحديث عن هذا الأمر... "
نظرت ساكورا إليه ثم اقتربت مني وقالت
" تبدو غريبًا... هل حصل شيء ما؟ "
قلبت نظري بينهما، بينما بقيا يحدقان بي بصمت حتى رفعت ساكورا شان صوتها قائلة
" ما المشكلة؟ لماذا لا تقول شيئا؟ نحن نتكلم معك ثم انك ... "
ابتسمت بسخرية، لقد كنت سعيدًا أنهما لم يعرفا بشيء، من الجيد أن كاكاشي سينسي لم يخبرهما حتى الآن، ساكورا شان وساسكي كانا آخر من أستطيع أن أسمع منهم أي عتاب!
" ما..ذا؟؟؟"
ساكورا شان غاضبة، لم تعجبها تلك النظرات ولا تلك الابتسامة الساخرة، أجل كنت ممتنًا أنني استطعت أن أسخر منهما كوداع حار.
تابعت سيري متجاهلا إياهما، توقفت للحظات بعد أن سمعت صوت ساسكي ينادي بهدوء
" ناروتو..."
" دعك منه! ما كان عليه أن يببتسم بهذا الشكل دون أن يقول أي شيء، بالرغم أننا لم نرى بعضنا منذ أيام! "
أحسست بساكورا شان وهي تنظر إلي بغضب، بالتأكيد ستكون كذلك، ساكورا شان لم ترى مني هذا الجانب طوال حياتها!
" دعنا نكمل سيرنا "
سمعتها تقول، ثم تضارب صوت أقدامهم مع صوت أقدامي وأنا أغادر المكان.
ذهبت الى المكان الذي كنت أشتاق إليه حقا... محل الرامن!
دخلت إليه بابتسامة، في كل الأحوال ذلك الطعام كان الشيء الوحيد الذي يجعلني أحظى ببعض السعادة.
لم يدرك العم أني لا أستطيع الكلام، رحب بي وأحضر لي طبقي المفضل بكل مرح، تناولت طعامي وغادرت المكان.
كنت أشعر ببعض الحزن، لم أكن قادرًا على فعل كل ما أريده، ولكني تابعت سيري باتجاه البيت.
كما تمنيت، لم يعرف أحد بغيابي في المشفى، تلك النسخة كانت تقوم بعملها على أكمل وجه، ومن حسن حظي أني كنت في غرفة منعزلة.. لم يعرف أحد بهذا الأمر... حتى ساسكي وساكورا شان... كل شيء كان على ما يرام.
بدأت بجمع بعض الأغراض المبعثرة على الأرض، ليست أشياء كثيرة على أية حال، أهمها كان علب الرامن، وغطاء للنوم.
تناولت قلمًا وورقة، كان من المضحك حقًا أن أحتاج الى ورقة وقلم لأنطق ما في داخلي من مشاعر، ما أصعب أن تتكلم بلا أصوات! ابتسمت من هذه الحال الغريبة التي أصابتني، ثم بدأت بكتابة رسالتي لهم.



" مختصر الكلام، لم أحتمل الوحدة! لا أعلم من سيقرأ هذه الورقة أولا، ولكن أرجو أن يصل كلامي لهم. إنه من المضحك أنني لا أملك سوى هذه الطريقة لأخباركم بالأمر، ولكن ما باليد حيلة.
كاكاشي سينسي... شكرًا لك على حملي لي إلى المشفى عندما كنت في أمس الحاجة إلى ذلك، لقد أنقذت حياتي! الأطباء والجدة تسونادي أيضا شكرًا لكم... ولكن لن أستطيع أن أخفي عتبي عليكما!
كاكاشي سينسي، والجدة تسونادي... كلماتكما زادت كثيرًا من آلامي... هل أنا سيء إلى هذه الدرجة واستحق ما حصل معي؟ فكرت فلم أعرف السبب فما الذي تعرفناه عني؟ لو كنت قادرًا على الوصول الى المشفى منذ البداية لما حصل ما حصل... عليكما أن تفكرا بهذا جيدًا قبل أن تطلقا أحكامكما علي! لن تستطيعا أن تفهما مطلقًا لماذا كنت مرميًا في ذلك المكان بدل أن أكون في المشفى... وأستطيع أن أدرك أن ما حصل معي كان قد حصل قبل ذلك بكثير! ولكن... الأمر لم يعد مهمًا بعد الآن...
أريد أن أعيش لبعض الوقت خارج القرية، لا أعلم متى سأعود الى كونوها ولكن... لن أعود قبل أن يعود نطقي! هذا هو الحل الأفضل بالنسبة لي... مهما كان ما ستقوله الجدة تسونادي... فهذه مشكلتي وأنا سأجد حلًا لها!
لا أريد أن يبحث أحد عني، لأني سأهرب إذا شعرت بأحد يقترب مني! كان علي كتابة هذه الرسالة حتى لا تشغلوا أنفسكم في البحث وحتى لا تعتقدوا في يوم ما أني تخليت عن كونوها!
ساسكي وساكورا شان سعيدان معًا... لن يهتما كثيرًا بالأمر، وما حصل قبل أيام يؤكد لي ذلك، لهذا لا بأس!
قد أشتاق....اللعنة! لقد سكب بعض الماء وقد تصبح القراءة أصعب ولكن لا وقت لدي لإعادة الكتابة من جديد! علي الرحيل الآن!
نـــــــــــاروتـــــــــــو"

طويت الورقت بلطف ووضعتها على الطاولة وأغلقت بالنافذة بإحكام، كنت أسمح دموعي التي كانت تنغمر باستمرار وأنا أخط تلك الكلمات، لم أكن أعتقد أن الأمر سيكون مؤلمًا إلى درجة أن دموعي تأبى الإنقطاع!
حملت حقيبتي وألقيت نظرتي الأخيرة على الغرفة وغادرت المكان بهدوء.
كان الظلام حالكا، شعرت بانجذاب للظلام، إنه يخفي تلك الدموع، ولا ينفك عن تذكيري بألامي ووحشتي! نعم كان يعبر عما في داخلي حقًا...
وصلت الى البوابة، ثم أسرعت في طريقي... ذلك القرار كان قاسيًا حقًا... ولكن لم أستطع التفكير بأني قادر على رؤية أحد! الهروب في تلك الظروف كان خياري وملاذي الوحيد في وسط تلك المعاناة!




 
التعديل الأخير تم بواسطة Rola ; 04-26-2020 الساعة 10:38 PM

رد مع اقتباس