الموضوع: سبارتينا |h.s
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2020, 12:26 PM   #10
EINAS



الصورة الرمزية EINAS
EINAS غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 219
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 المشاركات : 5,823 [ + ]
 التقييم :  9352
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 SMS ~
التفاؤل في ظل هذه الظروف يكاد يكون وقاحة !..
لوني المفضل : Pink
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

سبارتينا |h.s










بارت4


كانت تلك الساعتين الذي قضتها ماريآن في تعلّم لغة الجسد مع جونز قد أثرت بها كثيراً، فهاهي الآن تمشي نحو مكتبها وتحاول قراءة لغة جسد الجميع، كان ذلك وحده قد وضع إبتسامة عريضة على شفتيها.
ثم تذكرت ذلك الرّجل في المطعم، وقد عرفت عنهُ بضعة معلومات من لغة جسدهِ فقط، أرادت معرفة المزيد عنه ولربما إستكمال واجبها المنزلي به، ولكن تساءلت كيف ستكتبُ واجبها عنه وهي لا تعرف أين هو؟ هل سيأكل في ذلك المطعم من جديد أم لا؟

أثناء تفكير ماريآن لمحت شخصاً يمشي في الرواق متوجهاً نحو المكاتب، كان يُشبه الشخص الذي رأتهُ ماريآن في المطعم، فتبعتهُ دون أن تُظهر له، حتى كان سيستدير وكانت على وشك أن ترى وجهه لولا أن سحبها أحدهم من معصمها.

"هل جُننتِ؟!" سألتها هامسة بحنق فتاة ذاتَ شعرٍ أشقر ومساحيق تجميل كثيرة ملأت وجهها.
"ماذا؟ من أنتِ؟" سألت ماريآن في المقابل وقد سحبت معصمها من يد الفتاة بنفاذ صبر، فقد قامت بإضاعة فرصة معرفة هل ذلك الشخص هو ذاته الشخص الذي رأتهُ في المطعم أم لا.
"لا يجدُر بموظفي قسم المالية التطفل على من في هذا الطابق." أجابتها الشقراء مجدداً.

صحيح، لقد تذكرت ماريآن بأن السيد هوران قد أخبرها بشيءٍ كهذا.
ولكن لماذا؟ هذا الطابق لا يتواجد به العديد من الموظفين، هل حقاً يخافون ممن يتواجدون هنا؟
لطالما كانت ماريآن فضولية كثيراً، ولربما هذا هو السبب خلف وقوعها في المتاعب.

عادت ماريآن تنظر نحو الفتاة التي أمامها ثم سألت: "كيف عرفتِ من أنا بأية حال؟"
ابتسمت الفتاة ثم قادتها نحو المصعد قائلة: "إسمي كايت، أعملُ معكِ في القسم ذاته."
"لم أراكِ مسبقاً.." تساءلت ماريآن بينما توجهت نحو المصعد لتعود لقسمها، هي لا تعرف ما الذي جاء بها من الأساس لهذا الطابق.
"فعلاً، ولكن أنا رأيتكِ من قبل." قالت كايت التي بدت مزعجة جداً من وجهة نظر ماريآن.

فُتِحَ باب المصعد ثم خرجت كلتاهما متوجهتان نحو القبو، حيث يقع قسم المالية الذي لا يهتم بشأنهِ أحد، رغم أنهُ القسم الأكثر أهمية في الشركة فهو القسم الذي يقوم بإنقاذهم حينما يقعون في المشاكل.
ماريآن لم تعرف أهمية قسم المالية إلا عندما تخصصت في هذا المجال، وقد بدأت تفهم قليلاً لماذا أصرّت جيني على أن تختصّ فيه.

تقدّم أحد الموظفين وقام بجمع تقارير اليوم ثم نهض الجميع وقاموا بالتوقيع والخروج.
شعرت ماريآن بلهفة كبيرة جداً لرؤية جونز اليوم، ولربما تخبرهُ بما حدث في المطعم ولربما تستشيرهُ أيضاً ما إذا كان يجدر بها الكتابة عن هذا الشخص أم لا.

كان الطريقُ نحو منزل جونز ليسَ طويلاً بما أنهُ يقع على الجانب الشرقي من الشركة التي تعمل بها.
وصلت ماريآن وقبل أن تطرُق الباب فتحهُ جونز وفي يدهِ ساقية للزرع.

"مرحباً، صغيرتي." قال مبتسماً.
"هل أنا مبكرة؟" سألت ماريآن منحرجة لمقاطعة عمله، ونظراً لآنهِ كان يرتدي معطف الإستحمام.

"كلا، على الإطلاق، أنا المتأخر جداً." قال هو في المقابل بينما ضحكَ قليلاً على مظهرهِ.

صمتَ جونز قليلاً ثم رفع ساقية الزرع الممتلئة بالماء أمامها ثم سأل: "أتُمانعين؟"
"مطلقاً." أجابت ماريآن على الفور.
"جيد، تعالي، سنتحدث، الجو جيد في الخارج." قال لها بينما تقدم وأغلق الباب خلفه ثم قادهُ نحو حديقة منزلهِ الخلفية.

لم تعرف ماريآن كيف ستُفاتحهِ بموضوع الرجل الذي رأتهُ في المطعم، لذا كانت تعبثُ بأطراف أصابعها بينما راقبت جونز يسقي زهورهِ الملونة.

التفت لها جونز فجأة ثم رفع حاجباً وقال: "إحكي لي، ماذا هناك؟" ضحكت ماريآن، يالغباءها كيف ظنّت أن جونز لن يلاحظ توترها فهو يقرأ لغة الجسد جيداً.
أخذت ماريآن نفساً عميقاً ثم قالت مترددة: "لقد بدأتُ بعمل واجبي المنزلي.."
ابتسم جونز فجأة قائلاً: "ماري، هذا عظيم!"
عادت ماريآن تقول: "ولكن لا أعلم ما إذا كان هذا الشخص المناسب.. أعني لقد رأيتهُ مرة واحدة ولا أعلم إن كنتُ سأراهُ مجدداً فأنا لا أعرف شيئاً عنه و.."

كانت ستُكمل كلامها لولا أن نهض جونز وناولها ساقية الزرع قائلاً: "لغة الجسد دافع، وإن شعرتي بالدافع لقراءة لغة جسده إذاً فهو الشخص المناسب، وإن كان الشخص المناسب ستلتقينهُ مجدداً."
صمتت ماريآن بينما حاولت إن تحلل كلامه.
"إسقي الزرع." قال جونز مبتسماً.

بدأت ماريآن في سكب الماء وقد تفاجأت بالورود البيضاء قد تحولت لشفافة، فرّت من بين شفتيها شهقة لا شعورية بينما ضحكَ جونز قائلاً: "ديفيليا جراي، أو زهرة الهيكل العظمي، هي زهرة تتحول من اللون الأبيض للشفاف عندما تتعرض للماء."
صمتَ قليلاً وعاد لون الزهرة للأبيض، فأضاف لها جونز قائلاً: "كلُغة الجسد، فأنتِ حين تقرأين شخصاً يُصبح شفافاً لكِ تماماً."

التفت جونز ليُقابل ماريآن ثم يأخذ منها ساقية الزرع قائلاً بإبتسامة: "هل نبدأ درسنا في الداخل؟"
"بالطبع." قالت ماريآن مبتسمة وهي تفكّر كيف يمكنها جعل ذلك الرجل شفافاً لها كتلك الزهرة تماماً.

كانت درسها مع جونز ليس طويلاً كالدرس السابق نظراً لأنهُ كان قد استيقظُ للتو، ولكن من يستيقظ في ذلك الوقت؟
ولكنها استمتعت بالدرس على أية حال، وقد فكّرت كيفَ ستُطبّق مادرستهُ اليوم على ذلك الرّجل إن رأتهُ مجدداً.

خرجت ماريآن من منزل جونز وقد ودّعتهُ وشكرتهُ ثم رحلت، وقد أرسلت رسالة لجيني تخبرها بأنها لن تتناول العشاء في المنزل اليوم أيضاً ثم أقفلت هاتفها لتتجنب إتصالات جيني الغاضبة.

وصلت ماريآن، ثم دخلت لسبارتينا كيوم أمس وجلست في طاولتها ذاتها، الطاولة ذات الزاوية المميزة حيثُ يمكنها رؤيته دون أن يلاحظها.

في تمام الساعة العاشرة.. دخل، إشتعلت الحماسة في ماريآن لتقوم بتطبيق مادرسته، فهو الشخص المناسب لأنها التقتهُ مجدداً، لربما هو يأتي كل يوم.. فمن الطريقة التي يمازح فيها نادل المطعم جعلت ماريآن تتأكد من كونهِ زبوناً دائماً.

كان يرتدي معطفاً أسود، وقميصاً أسود، وبنطالاً أسود، ولكن حذاءاً ذهبياً.. مما لفت نظر ماريآن.
كان قد جمع خصلات شعرهِ الطويلة في ذيل حصان.

خلع معطفهُ وأخذهُ النادل منه ثم جلس، وقرأ قائمة الطعام.. هذا غريب ألم يقرأها بالأمس؟
تتبعت ماريآن عينيه وهي تتفحصان القائمة وقد عضّ شفتهُ السُفلى في تفكير.
ثم ابتسم وأغلق القائمة وأخبر النادل بطلبه.
اعتدل في جلستهِ وأخرج هاتفهُ يقتل بهِ الوقت.

في هذهِ الأثناء جاء النادل وأخذ طلب ماريآن، الذي كان طلب الأمس تماماً.
كانت ماريآن تكتبُ كلّ تفاصيل تحرّكاته، وهي لا تعلم هل استنتاجاتها هذهِ صحيحة أم لا.
وقد تساءلت لماذا أصرّ جونز على أن تكتب عن شخصٍ لا تعرفهُ؟ أليسَ من الأسهل لو كتبت عن شخصٍ تعرفه؟ كجيني أو لورا مثلاً؟

تقدّم النادل ووضع الطلبات فوق طاولة الرّجل، تفاجأت ماريآن بأنهُ قد طلبَ نفس طبقهِ بالأمس ولكن نوع الشراب إختلف، فقد كان نبيذاً أبيض بالأمس واليوم أحمر.
هذهِ النقطة لم تعرف ماريآن تفسيرها، فمن لُغة جسده بدا مُحباً للتجديد وكارهاً للروتين.. وقد كان يُجدد كلّ شيء ماعادا هذا الطبق.
كمّية الغموض في هذا الرّجل قد جذبها لقراءة لغة جسده أكثر.
تناولت ماريآن طعامها بهدوء وقد لاحظت بأنهُ طلبَ من النادل تغيير الأغنية، وقد كانت الأغنية التي طلبها كلاسيكية هادئة وقد راقت لها حقاً.

لأول مرة.. أرادت ماريآن أن ترى هذا الرّجل شفافاً أمامها كتلك الزهرة.






السلام عليكم ~
إن شاء الله البارت الرابع عجبكم
أتمنى يوم سعيد للكل
دمتم بخير







 
 توقيع : EINAS






نسمات عطر نبع الأنوار




التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 04:37 PM

رد مع اقتباس