عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-2020, 05:28 PM   #13
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي





الفصل العاشر




الفصل العاشر
" أبواب جحيمه الرائعة!"

بعد تخرجها يصر والدها كثيراً على انضمامها له في عمله...ولكن تستمر بالرفض, أما الآن...وقد سيطر أندرو على تفكيرها..رأت بأن هذا هو أحسن حل لما هي فيه.....فراحت تعمل وتجهد نفسها في العمل...حتى تعود آخر النهار منهكة متعبة..غير قادرة الا على النوم!!!
وخلال شهرين..كانت نائبة ناجحة لوالدها..وأثبتت نفسها بجدارة...ولمع صيتها في عالم الاعمال....سمكة القرش الفاتنة!! مثال الاناقة والجمال...والذكاء!!!
ازدهر العمل في عهدها...حتى بدأ والدها يفكر جدياً في التقاعد المبكر وتسليمها مجموعة شركاته....
الى أن جاء ذلك اليوم الذي لن تنساه أبداً........
دخلت كعادتها من باب الشركة....مشرقة ..رائعة وخطيرة!!! وفوراً اشرأبت الاعناق لتلمحها للحظة كحال كل يوم... وهي تمشي بثقة ونعومة....حقاً هي أصبحت سيدة الاعمال الناجحة التي لا تقهر....ولكنها ما زالت لوسي الفتاة الرائعة المحبة للحياة...فلم تتكبر يوماً على أحد...وكانت تتعامل مع الموظفين بكل محبة ورقة..
لهذا وجدت بأن الكل يحبها...ويحترمها...مما زاد من انتاجية العمل في عهدها!..فظروف العمل الجيدة...تعني انتاجاً جيداً....هكذا كان شعارها!!
كانت تلقي التحايا على الموظفين هنا وهنا...وللحقيقة كانوا يتسابقون لذلك..بل كان بعضهم يرمي بنفسه في طريقها ليحوز ابتسامة رائعة كوجه الصباح منها....فيمضي يومه سعيداً وهانئاً......
وما ان فتحت باب غرفة الاجتماعات....وهي تبتسم وتقول معتذرة:" عذراً على التأخير...فالسير...!!!" وتوقفت عن الكلام....وهي تلمح ذاك الذي يجلس الى جانب والدها ويترأس الاجتماع على مايبدو....
جاءها صوت والدها:" وهل يمكننا بدأ اجتماعنا دونك حبيبتي....تعالي اقتربي لأعرفكي على شريكنا الجديد ورئيس مجلس الادراة..."
فتحت عيناها دهشة:" ماذا؟(ثم استدركت أنها بين الموظفين..فقالت بصوت منخفض..) أنت تمزح أبي بالتأكيد!!!هذا لا يمكن!!"
" اجلسي حبيبتي..واهدأي...أرجوا أن تعذرونا للحظة....!!"
فانسحب الجميع بين تمتات خفيفة..اذا قد لاحظ الكل مدى تفاجأ وصدمة لوسي بهذا الشريك المفاجئ الذي سرق منها منصبها هي...وترقيتها التي انتظرتها لفترة طويلة!!!
وبعد خروج الجميع...
" اجلسي حبيبتي واهدأي.."..
قالت بعصبية:" أبي..لا تطلب مني الهدوء...فكل هذا جنون لا أقدر على احتماله!!"
" لوسي!!هذا يكفي!!رحبي بالسيد ماير...وكفي عن تصرفات الاطفال!!"
نظرت لوسي بحنق الى أندرو رافعة حاجبها الانيق باستهزاء....وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها ....
كان هو ينظر اليها متلذذاً طوال الوقت.....لقد سمع عن هذه الحسناء الفولاذية..كما ينعتها البعض..لكنه يعرف بأنها ليست الا لوس حبيبته...هو يعرفها أكثر من نفسها....
وعلى الرغم من أن مظهرها الجديد..رائع ومثير....وهي ترتدي فستاناً رمادياً ضيقاً بدون أكمام يصل حتى ركبتيها..ذو حزام أحمر رفيع ليبرز نحول خصرها ورشاقته...وحذاء أحمر عال..
وقامت بعقص شعرها ورفعه عن طريقها بدبابيس صغيرة..مما أضفى عليها وقاراً وجاذبية...
لكن أحمر الشفاه....كان ذو لون أحمر قاني......انها تريد أن توحي كم هي امرأة واثقة وخطيرة...ومغامرة..لاتخش شيئاً...!!!
أما مع أندرو!!؟فهو يعرفها حق المعرفة......أخذ يحدق بشفتيها المغريتين طويلاً..
حتى أربكها...فراحت تقول باستهزاء:" أهلاً أيها الكاوبوي....أقصد سيد ماير!!!"
" لوسي!!" صرخ والدها بغضب.......
وأخيراً تكلم بهدوء مصحوب بابتسامة:" لا عليك سيد ماكغواير...فأنا ولوس معتادان على المزاح!!!"
"معتادان؟؟....أتعرفان بعضيكما.؟؟؟"
وهنا قالت لوسي باستهزاء:" ماذا سيد ماير؟؟ألم تخبر أبي بذلك؟؟"
حسناً....مع كل هذه الاثارة والفتنة...لكنه يفضل لوسي صغيرته البريئة...بشورتها الجينز..وقميصها الازرق...وبشعرها الرائع المنسدل على صدره...!!لكم سيبدو هذا المنظر رائعاً...ومثيراً.....
مما جعله يقول ببرود:" لا...فهذا شيء ثانوي بالنسبة للعمل!! ولكنني سأفعل الآن (بابتسامة مستفزة)...سيد ماكغواير..انني شقيق أماندا...صديقة لوسي...لقد أقامت لوسي في بيت عائلتنا الريفي في احدى الاجازات..برفقة بعض الصديقات!!"
" آه...أجل تذكرت...اذاً أنت شقيق أماندا؟؟لكم يسرني ذلك...فهي الصديقة المميزة لدي لوسي..أليس كذلك حبيبتي؟؟؟"
تذكرت لوسي أماندا...وكيف أنها سترزق بعد عدة أشهر بطفلة رائعة جميلة....انها تفتقدها كثيراً....ولكم ترغب ان تكون موجودة لحظة ولادتها......
قالت بهدوء:" بلى أبي...هي كذلك!!"
علق اندرو:" لم لا تأتين لزيارتها..ستفرح كثيراً!!"
" ربما أفعل ذلك..عند مجيئ الطفلة!"
ابتسم أندرو براحة....لكنها عادت لتقول:" ولكن هذا لا يعني بأنني قبلت وجودك هنا!!!"
" أوه عزيزتي...أخشى أن عليكي تقبل ذلك....فقد أصبح كل شيء رسمياً الآن!!"
استغرب السيد ماكغواير الجدال المحتدم والمستمر بينهما...شعر بأن هناك شيئاً خفياً يجري بينهما...هناك شيء لا يفهمه...لكن ماهو!؟؟
" حبيبتي اهدأي...لقد فعلت مافيه مصلحة العمل!!"
" لقد كان هذا المنصب من حقي أبي....كيف؟كيف تفعل بي هذا؟؟لقد عملت جاهدة من أجل الوصول اليه..وبكل بساطة تأتي لتقلده هذا الريفي!!"
" لوسي!!كفي عن هذا فوراً!"
" حسناً سأفعل....كما أنني أنبئك من الآن...بأنني لن أعمل تحت امرة هذا الكاوبوي!!"
" بل ستعملين وستجلسين الآن أيتها السيدة الصغيرة...لأننا تأخرنا عن اجتماعنا!!"
" أبي؟؟"
" لوسي؟؟أنتي لن تحرجيني أمام موظفيي.....ليس بعد كل هذا العمر!!"
خجلت لوسي من نفسها...فبادرت معتذرة وهي تنظر الى ذلك الذي يجلس يحدق بها ويبتسم بمكر...
" اعذرني أبي...لم أقصد اغضابك!!"
فوراً بدا الارتياح على وجه السيد ماكغواير....وهو يدق الزر ويطلب من السكرتيرة ادخال الموظفين المنتظرين خارجاً...
اتجهت لوسي الى الكرسي المجاور لوالدها والذي كان مقابلاً لأندرو.....كانت تنظر اليه بحقد...وأحست بأن رأسها سينفجر من الغيظ.....بدأ والدها الاجتماع..وهي تشير الى السكرتيرة بيدها الى فنجان كبير من القهوة...عله يخفف هذا التوتر الناري الذي يفتك بها......
واحتدمت الاراء خلال الاجتماع بين مؤيد ومعارض....وتصادمت لوسي كثيراً مع اندرو....وللحق كانت معظم الوقت على خطأ....كانت تجادله وتعارضه فقط لأنها تريد ذلك...ولكنها كانت أبعد مايكون عن التفكير المنطقي...والتوسع في الانتاج والربح...كل ذلك كان وراء ظهرها...مما دفع والدها للتساؤل مرة أخرى...فليس ذلك من عادتها أبداً!!!
انتهى الاجتماع....ورأت نفسها تغادر بسرعة حتى قبل الموظفين أنفسهم....اتجهت فوراً الى مكتبها...حتى لم تلق على السكرتيرة التحية...مما أجفل تلك المسكينة فهي لم تعتد مع لوسي الا كل محبة وعطف.....
دخلت المكتب وهي تصفع الباب خلفها بشدة...وتلقي بحقيبتها بعنف على المكتب..وكأنها تلقي بأندرو نفسه.....
لكنها بعد لحظات...عادت فالتقطت حقيبتها..وهي تبحث عن المسكن الخاص بصداعها.....و فتح الباب فجأة...وظهر منه ذاك المدمر...ومن خلفه بدت السكرتيرة مرتاعة وخائفة....
" آسفة لوسي....لكن السيد ماير..قال!!"
بادر أندرو مخففاً عن المسكينة التوتر:" لا عليكي سوزان...اذهبي وأتمي عملك..فأنا ولوسي أصدقاء!!"
لم يبد لسوزان أبداً بأنهما اصدقاء..فقد كانت لوسي على وشك التهامه....خرجت مرتعدة....ودخل اندرو وأغلق الباب خلفه...
" لقد ارعبتي المسكينة....!!اذاً صحيح ما أسمعه عنكي أيتها المفترسة الجميلة!!"
هزت رأسها علامة الاحباط..وعادت تنقب في حقيبتها...حتى وجدت شريط الحبوب...بدأت بفتح الاقراص... وفجأة! خطف اندرو الشريط منها وابتعد...
" أنت؟؟؟؟ماذا تعتقد نفسك فاعلاً؟؟؟أعد لي الاقراص!!"
" أوه عزيزتي لن أسمح لكي بتناول هذه الاقراص على معدة فارغة!!هل تناولتي فطوركي؟"
صرخت غير مصدقة:" ما شأنك أنت؟؟؟من تظن نفسك؟؟أعطني هذه الاقراص اللعينة في الحال!!!"
نظر اليها متأملاً....لقد بدت مختلفة...أصبحت عصبية سريعة التأثر...وشديدة التوتر...سوف تنهار قريباً اذا لم يفعل شيئاً...
" حسناً...فقط قرص واحد!"
" قلت لك هاتها!!!"
" قرص واحد..أو سأرميها الآن من النافذة!!"
"آه يا الهي!! أي صباح هذا؟ !!"
وهي تنهار على كرسيها وتحيط رأسها بين يديها باعياء....فتح ثلاجتها وأخرج قارورة ماء صغيرة....اتجه اليها...وهو يرفع رأسها قائلاً
" تناولي هذا القرص حبيبتي..وستشعرين بالتحسن!!"
قالت والدموع تتجمع في مقلتيها:" أنا لست حبيبتك!!ألا تفهم؟ لم تلاحقني؟؟ماذا تريد مني؟؟؟لم لا تتركني وشأني!!"
" تناولي هذا القرص..وانسي كل شيء الآن!!فأنا لاأستطيع رؤيتكي حزينة ومتألمة هكذا! وبعدها سنتحدث!!"
نظرت اليه بحزن...تناولت القرص منه وشربته على الفور.....
" اشربي القليل من الماء..."
أطاعته مكرهة...فالقرص توقف في حلقها...ابتعلت كمية من الماء....
" والان...سأترككي قليلاً...حتى تهدأي...وسأعود فيما بعد لنتكلم بجدية!!"
لم تعرف ماذا تقول له ...اكتفى هو بطبع قبلة على جبينها....وخرج على الفور..تاركاً اياها في حيرة وعذاب كبيرين.......

وللحق..بدت بعد ساعتين أهدأ بكثير...كما حضر والدها للاطمئنان عليها بعد اندفاعها وعصبيتها التي لم يرهما قبل اليوم....وأسعده تقبلها المؤقت-على حد تعبيرها- لوجود أندرو.....
وماهي الا دقائق....حتى دخلت سوزان السكرتيرة من أجل اعلامها بأن السيد ماير ينتظرها في سيارته..من أجل معاينة المشروع الجديد...الذي هم بصدد تنفيذه..
حسناً..هو لن يتركني وشأني..الا ان تلقى صفعة قوية من الفاتنة الفولاذية كما يدعي...سأريه الآن!!
" لوسي؟؟"
تنبهت لوسي لسوزان التي ماتزال تنتظر ردها..:" أوه..حسناً سوزان...أنا في طريقي..وبالمناسبة لن أرجع اليوم الى المكتب..فبامكانك المغادرة حالما تنتهين!!"
" أشكركي لوسي!!" قالت سوزان بفرح وهي تنطلق لتنهي بسرعة مالديها...
ابتسمت لوسي...لقد كانت تعلم بأن خطيب سوزان سيصل اليوم من اسكتلندا..وبأنها تتوق للقائه والبقاء معه....وها هي تعتذر لها بطريقتها على مابدر منها صباحاً!!!
تناولت حقيبتها وعدلت زينتها...وخرجت......ولما وصلت بوابة الشركة....ارتدت نظارتها الشمسية السوداء..لتضفي عليها غموضاً وجاذبية اضافية...وأخذت تبحث بعينيها عن اندرو....حتى رأته أخيراً في سيارة رائعة..لم تكن تظن بأنه يمتلك مثلها.....
اتجهت اليه وما ان وصلت...حتى وجدته يفتح لها الباب بأدب....لوت شفتيها وهي تقول بتعجب يميل الى السخرية....
" أوووه!! سيارة فاخرة حقاً!!أهي لك أندرو؟؟"
فطن هو الى سخريتها الاذعة..لكنه اكتفى بالابتسام وهو يغلق الباب ويجلس خلف المقود.....وينظر اليها قائلاً:" ماذا حبيبتي؟؟أكنتي تظنين بأنني فقير معدم الى هذه الدرجة؟؟؟"
حاولت أن تظل هادئة:" ان كنت ترغب ان نعمل سوياً..فعليك أن تكف عن مناداتي بحبيبتي!!اتفقنا؟"
ابتسم وهو يحرك السيارة...:" اتفقنا! ولكن فقط أثناء العمل!!"
كظمت غيظها وأشاحت بوجهها عنه....." كيف حالك الآن؟؟أزال الصداع عنك؟"
أجابت بدون أن تحرك نظرها:" أنا بخير...!"
انه لا يعرف بأنه من يسبب لها الصداع....بل هو يفصل روحها عن جسدها بمجرد ان ينظر اليها نظرته العميقة المشتاقة تلك!!اه يا الهي...كيف ستتحمل ان تكون بقربه الى هذا الحد...دون أن يحرقها لهيبه؟؟؟
" بماذا تفكرين؟"
" لاشيء!.." لكنها نظرت اليه..:" في الحقيقة..كنت أفكر كيف وصل بك الحال الى شركتنا؟؟ألا تنوي أن تقص علي تلك القصة المشوقة؟؟"
ابتسم بتسلية قائلاً:" بلى...لكنني أدخرها الى مناسبة أكثر تشويقاً!"
" ماذا تعني؟؟؟"
" ستعلمين حبيبتي في وقته.....أووبس...نسيت أننا في أوقات الدوام الرسمي...عذراً لوس!"
أشاحت وجهها عنه بغيظ....
وحينما انتهيا من جولتهما التفقدية......وكانت الساعة قد تجاوزت موعد الغداء...
ركبا السيارة....ولم تتوقف الا أمام فندق فخم ورائع........
" ماذا؟؟"
" لايمكننا العمل بدون تناول الطعام!!هيا!"
" أنا لا أريد!أخبرتك من البداية أندرو...لا ألعاب!!"
" ومن قال انني ألعب؟؟كل ما اريده هو تناول الطعام...ألستي جائعة؟؟"
كانت معدتها تصرخ من الجوع...:" كلا! أريد فقط أن أعود للبيت...بامكانك ايصالي الى حيث تركت سيارتي ثم تذهب لتناول غدائك كما تشاء!!"
" هناك ما أريد أن اعطيكي اياه!!حملته لكي من الريف!!"
"لا أريد شيئاً منك!!"
قال بحنق:" ليس مني!!والآن كفي عن تصرفات الاطفال...لن آكلكي...سنتناول طعامنا وأعطيكي ماهو لكي..ونرحل!!أم أنكي لا تثقين بنفسكي؟؟" قال بمكر..

" أنا لا أثق بك..وليس بنفسي!!"
رسم على وجهه البراءة:" أنا لم أفعل أي شيء...بدون موافقتكي!!لست من هذا النوع لوس!!والآن؟ هل سنظل نتجادل هنا طوال اليوم؟؟لقد بدأ الناس ينظرون الينا..ربما يعتقدون بأنكي مخطوفة!!"
" آه لا تكن سخيفاً!" وهي تنزل من السيارة في كبرياء وتعالي.......
رافقها عبر البوابة وهو يبتسم.....لقد لفتت الانظار بقامتها الممشوقة وأنوثتها الطاغية.....لكنها ملكه وحده...وليس مسموحاً لأي أحد الاقتراب...وان كان بامكانه منعهم من النظر اليها لفعل ذلك دون أدنى شك......
وما ان ركبا المصعد...." هل سنصعد الى غرفتك؟؟؟لقد جننت حتماً!!"
" هل أنتي خائفة مني لوس؟؟أم من نفسك؟؟؟"
" أندرو!"
" لا تقلقي لن ألمسكي...وان كنت أموت شوقاً لذلك!!"
ابتعلت ريقها بصعوبة....وهي تلعن نفسها على غبائها وحمقها...لقد سقطت في الفخ من جديد.....مالذي جعلها توافق على الصعود الى هنا؟؟؟كبرياؤها اللعينة!!
آه..تباً لغبائكي لوسي....ولكن تماسكي...فقد أقسم أن لا يلمسكي!!وأنتي لن تنهاري أبداً!!!
" من هنا لوس!"
تبعته...وما ان دخلت..حتى راقتها الغرفة كثيراً...وبعد لحظة..تبين لها أنها في جناح خاص.....
عقدت الدهشة لسانها....وماهي الا لحظات حتى انضم اليها اندرو وهو يحمل كوبين من العصير..
" هل أعجبتكي غرفتي؟" وهو يناولها كوبها.....
" غرفة؟؟؟ انه جناح خاص....." قالت باستنكار..وهي ترشف رشفة من كوبها علها ترطب حلقها الجاف قليلاً....
" وما الغريب في الامر؟؟؟"
" أندرو!! قص علي تلك القصة التي كنت تؤجلها..أريد أن أعرف كل شيء..والآن!!!"
ابتسم بهدوء:" لقد أصبحتي عصبية وثائرة على الدوام لوس....وهذا يزعجني!!فهو يؤثر على صحتكي حبيبتي!"
قالت بنفاذ صبر:" لا دخل لك بصحتي...وقلت لك لا تنادني حبيبتي....والآن ستخبرني أم أخرج في الحال!!"
" لا تهدديني لوس....وأنتي لن تخرجي من هنا...قبل تناول الغداء سوياً!!"
فتحت عينيها دهشة:" وهل ستجبرني ؟؟؟"
اقترب منها وقال بلطف:" بالطبع لا حبيبتي...فلن أحتاج لذلك!!"
واذا به يسمع طرقاً خفيفاً على الباب.....قال بابتسامة هادئة:" هاقد وصل الطعام!!"
فتح الباب ودخل النادل وهو يدفع منضدة محملة بالاطباق الشهية...رتب المائدة الخاصة بذلك وغادر على الفور....
" حسناً كل شيء جاهز....هل نأكل؟؟" قال ذلك وهو يتأبط ذراعها ويسير بها حتى كرسيها.....الذي يسحبه لها وما ان تجلس حتى يغلقه....
انه يعاملها كأميرة....ويتصرف وكأنه فارس نبيل...كيف بامكانها مقاومة ذلك؟
وما ان ألقت نظرة على الاطباق..حتى أحست بمعدتها تزقزق......
" علي أن أعترف الآن....بأنني أحس بالجوع الشديد!!"
ضحك اندرو من صراحتها:" هيا اذاً ...أريدكي أن تجهزي على جميع هذه الاطباق..."
ابتسمت وهي تتناول القليل من السلطة:" ليس الى هذا الحد!!"
وبعد برهة لاحظت بأنه لا يأكل...بل اكتفى بالتحديق اليها مبتسماً....
تساءلت بحرج:" لم لا تأكل؟؟؟"
قال بسعاده:" حينما أنظر اليكي حبيبتي...لا أعود بحاجة الاكل او الشرب او حتى النوم!!"
" كف عن هذا الكلام...وتناول طعامك حالاً!!!كما أنني لا أحب أن يراقبني أحد وأنا آكل!!انه لشيء مزعج حقاً!!"
ضحك من قولها وهو يشرع بالطعام:" حسناً ...ها أنا سآكل...ألذ وجبة في حياتي...لأنها مع حياتي!!"
شعرت بالارتباك...فأطرقت صامتة....ثم عادت تقول لتكسر الجو المشحون بالعواطف بينهما...
" أخبرني الآن قصتك!!"
" أنتي مصرة اذاً؟؟؟حسن جداً.....باختصار شديد..أردت أن أكون قريباً منكي...ولم أجد الا هذه الطريقة كي أحقق ذلك!!"
" ماذا؟؟" قالت بدهشة....
" أكملي طعامكي..والا لن اكمل!!" بلهجة الامر.....
تابعت تناول طعامها وهي تنظر اليه منتظرة منه اكمال كلامه....
ابتسم على تجاوبها السريع:" كنت قد أخبرتني سابقاً بأن والدكي يلح عليكي في الامساك بزمام الشركات ومساعدته في ذلك...فذهبت اليه وطرحت عليه مشروع اقامة منتزه ريفي سياحي.....حيث الطبيعة الخلابة....فيقوم ببناء عدد من المساكن بتصاميم هندسية حالمة تتناسب وطبيعة المكان.....ويقوم بتأجيرها للسياح..وقدمت له دراسة جدوى...فنالت أكثر من موافقته....لكن شرطي الوحيد...أن اقوم أنا بادارة هذا المشروع...وأن أكون كذلك مجلس ادارة شركته الرئيسية...والتي أعلم طبعاً أنكي تعملين فيها!!!!
" هذا مكر ودهاء كبيرين منك اندرو ماير!!"
" حسناً..لست سهلاً كما تظنين!!"
" أووه..أبعد الظن عنك أن تكون سهلاً أو بسيطاً!! بل أنت ثعلب محترف!!"
" هذا جيد!!"
" ومن أين أتيت بكل هذا المال لدعم المشروع؟؟لقد قال أبي أنك شريك جديد!!"
" لم تظنين بأنني لا أملك مثل هذا المبلغ؟؟؟"
" حسناً...لقد كنت وأماندا صديقات منذ مدة طويلة...ولم أسمعها تتحدث يوماً عن ذلك!!"
" ولما لم تتحدث أماندا....افترضتي أننا ريفيون فقراء....نمضي يومنا في العمل من أجل تأمين لقمة العيش!!!"
قالت باحراج:" أنا لم أقصد أن أقول هذا...لكن اليانور كانت دائماً تضايقني بسبب ثراء عائلتي.....فإن كانت أماندا كذلك..؟؟؟"
" آه لوس....ابنة المدينة تختلف عن ابنة الريف!! وللحق مع ثرائنا...الا أننا لا نصل الى ثروة والدك!! وأظنكي تعرفين هذا!!"
" أنا لم أهتم يوماً بثروة والدي...أو ثروة أي كان!!هذه أمور تافهة لا تشغل بالي!"
" حقاً؟ لم اذاً أنتي مستميتة في عملك الى حد الجنون؟؟؟؟أنتي على حافة الانهيار لوس....أتعلمين هذا؟؟؟؟"
" أه..لا تبدأ الآن...أنا أعمل لأشغل وقتي!! وليس من أجل زيادة الثروة!!"
" بعد أن رأيت مدى انفعالكي اليوم لرغبتك في ذلك المنصب...لست أعرف ان كان كلامكي الآن مقنعاً!"
" وماذا تنتظر مني؟؟؟لقد استحققت هذا المنصب بعملي وجهدي....وليس لأنني ابنة المدير!! اسمع...لايهمني كل هذا!! أنت لن تذكر بالطبع..كم كنت أحلم بالسفر حول العالم.....والحرية من كل هذه القيود!!"
قال متأملاً:" بلى لوس...أذكر كل شيء عنكي! وهذا ما يجعلني أستغرب ان اراكي الآن....سمكة قرش شرسة!!!لم ترغبي بهذا يوماً..فما الذي بدل رأيكي؟؟"

شعرت بالكآبة من قوله:" لهذا كنت عصبية وحادة المزاج هذا الصباح....لأنني حينما قررت أن أنسى أحلامي..وأستجيب لالحاح أبي كي أساعده....أجده أخيراً يكافأني بهذا الشكل!!!قل لي؟؟أليس هذا مؤلماً وكريهاً؟؟ألا يبعث ذلك على الجنون؟؟؟"
وهي تنهض بتوتر وتقف ناحية النافذة...محاولة تمالك أعصابها......
لكنها وجدته خلفها :" أعتذر لوس! لم أعرف بأن الامر يعنيكي الى هذا الحد!ومع هذا فقد كنت مضطراً!!لكنني لم أرغب أبداً في ايذائكي!!"
حاولت لملمة حطام نفسها" لا بأس....أخبرني الآن أين يمكنني غسل وجهي بالماء؟!!"
" الباب الثاني الى اليمين!"
" أشكرك!"
وانسحبت بسرعة.......اغتسلت ومسحت وجهها بقليل من الماء...فأحست فوراً بالفرق....عدلت زينتها..وخرجت....
" هل نغادر الآن؟"
" بالطبع...بعد أن تري هديتك؟"
" ماهي؟" وهي تتفحصها بيديها.....
" افتحيها......"
جلست على الاريكة وفتحت غطاء الصندوق الوردي....لتجد داخله ثوب طفلة صغيرة..مع جواربه...وعليه غصن لافندر...ابتسمت غير مصدقة وهي تتبادل النظرات مع اندرو...الذي كان يحدق بها بحب.....
ثم رأت بطاقة..فتحتها وقرأت مافيها....." لقد ابتعت هذا الفستان الرائع لطفلتينا...نعم! ستلبس طفلتينا نفس الثوب الاول...وان كنت سأسبقكي في ذلك!!!! اشتقت اليكي لوسي!ويجب أن تكوني هنا..حينما تصل طفلتي الى العالم...أحبكي
"أماندا"

تناولت لوسي غصن اللافندر واشتمته بعمق.....آه هذه الصديقة الوفية...تعلم كم تحب لوسي رائحة اللافندر المنتشر في تلك المنطقة بكثرة.....
"لم تدعني أذهب حتى أعدها بان أوصل لكي هذه.....!!"
رفعت عينيها الدامعتين اليه:" لقد اشتقت اليها كثيراً..كثيراً!"
" ربما تزورينها قريباً.....حينما أذهب المرة القادمة..سأصطحبكي معي!!"
أعادت الاشياء الى العلبة وأغلقتها بسرعة وهي تنهض..:" لا أظنها فكرة صائبة!"
أمسكت حقيبتها...لكن أندرو جذب منها الصندوق والحقيبة...وألقاهما على الاريكة..وهو يقترب منها....
توترت لوسي:" أندرو...لقد وعدتني!!!"
" وأنا لا أستطيع أن أراكي حزينة هكذا...!!"
" أندرو...لا!!"
لكنها كانت بين ذراعيه القويتين...وللحق لم تعد تملك الطاقة الكافية لمقاومته...فاستسلمت..واستكانت بهدوء...وهي تسند رأسها الى صدره...
كان عناقه حانياً مهدئاً......بعث الراحة والسلام في أرجاء روحها المعذبة...
قال أخيراً:" لو كنت أعلم بأن هدية أماندا..ستثير الاحزان في قلبك بهذا الشكل...ما كنت أوصلتها اليكي!!"
نزعت نفسها عنه بصعوبة وهي تقول بصوت حزين حاولت اظهار المرح فيه..ولكن دون جدوى:" لاتقل هذا....على العكس!كل مافي الامر....أنني مشتاقة لها ...أتصدق؟؟أماندا ستصبح أماً...وستنجب طفلة؟؟آه..طفلة صغيرة رائعة كوالدتها...كم أنا متشوقة لتلك اللحظة....ترى ماذا ستسميها؟؟ألم تقل؟؟"

ابتسم بحنان وهو ينظر الى حبيبته الصغيرة:" لم ترغب في الكشف عن ذلك...تريد مفاجأة الجميع !!"
ضحكت لوسي بفرح...وكانت هذه هي اول مرة منذ زمن يراها تضحك بهذا الصدق والسعاده....:"ونحن؟ متى سيحين دورنا؟؟؟" وهو يمد أصابعه نحو وجنتها....
ارتبكت لوسي....فهي الآن في أضعف حالاتها....وبدا أن أندرو يستغل ذلك...
" أندرو؟"
"أه لوس....اشتقت اليكي..اشتقت اليكي كثيراً....وكنت أحاول طوال اليوم...أن لا اقترب منكي!!لكنني الآن لم أعد قادراً حبيبتي...فأنتي تثيرين جنوني!!"
وهو مازال يتلمس وجنتها المخملية بأصابعه الدافئة...فأغمضت عينيها وبدا له بأن ليس لديها مانع.....
فانقض بشفتيه الجائعتين على تلك التفاحتين الحمراويين...اللتين عذبتاه طوال هذا اليوم.....
لكن لوسي انتفضت فجأة....:" كيف تجرؤ؟؟؟؟"
وهي تمسح شفتيها بحركة لا ارادية.......مما لطخ وجهها ويدها بأحمر الشفاه القاني.....
" كيف أجرؤ؟؟؟أووه....أنتي تعلمين أنني أجرؤ وأجرؤ.....!!" وهو يقترب منها..
ارتعدت لوسي....مالذي حصل له هذا المجنون..حتى ماعاد يسيطر على نفسه...
" أندرو..ابتعد عني!! لا تجعلني أكرهك!!!"
" اذاً أنتي تحبينني؟؟ اممم...مع أنني أذكر بأنكي ادعيتي عكس ذلك...آخر مرة التقينا!!أليس هذا صحيحاً؟؟"
أثار حنقها....:" انك مجنون!!!"
" أوكنتي تظنين بأن حبكي يترك في المرء عقلاً؟؟؟ يا الهي!! انظري الى نفسك....! وهذا التلطيخ على فمك...؟اللعنة....! يجعلني أفقد الذرة الاخيرة من تعقلي!!"

رفعت لوسي أصابعها الى شفتيها...ثم ركضت بسرعة مبتعدة الى الداخل.....زفر أندرو كأسد غاضب.....كل ما يحدث فوق طاقته!! ان تمالك نفسه اليوم...فهو غير واثق من حصول ذلك في الغد.....لهذا!! عليه أن يحاصر لوسي..ويجعلها تعترف بحبه..في أقرب وقت ممكن!!!
خرجت وقد عدلت نفسها....لكنه لاحظ عدم وضعها لأحمر الشفاه ثانية...ابتسم بمكر قائلاً:" هذا أفضل!! وربما لن تقومي باستخدامه في الشركة بعد الآن!!!والا؟؟؟هاقد رأيتي النتائج!!!"
" أنت لن تملي علي..ما أفعله ...!أفهمت؟ من فضلك الآن....أوصلني الى سيارتي!!"
" تفضلي آنستي....ولاتنسي هديتكي!!" وهو يناولها هديتها وحقيبتها....
أمسكت بهما على مضض....واندفعت خارجة ...تبعها وهو يضحك بصمت...
وحينما خرجا من المصعد لاحظا كيف أن جميع الانظار كانت تحدق بهما وبالاخص أندرو....
وما ان ركبا السيارة....
" لقد جن الناس حتماً!!ألا يمكن للمرء التمتع بخصوصيته قليلاً!!؟ولكنني لست ألومهم....بينما تسير الى جانبي هذه الفاتنة المثيرة!!"
نظرت اليه بغضب....لكنها ما ان فعلت....حتى راحت التقطيبة شيئاً فشيئاً...وراحت الابتسامة تشق طريقها...عبر عبوسها وتكدرها...لكنها لم تستطع أخيراً منع نفسها من الضحك.....
شعر أندرو بالفرح لأنه رآها تضحك بهذا الشكل....لكنه أحس أن في الامر سراً...
" أنا سعيد حقاً لأنني أراكي تضحكين أخيراً....لكنني سأكون أسعد حينما أعرف السبب!!"
نظرت اليه من جديد وهي لا تستطيع تمالك نفسها......
" اتود أن تعرف سبب تحديق الناس الينا...أه عذراً..أو اليك؟؟"
نظر اليها بحيرة.....فماكان منها الا أن أخرجت منديلاً..ومسحت به فمه....ومن ثم رفعته اليه كي يراه بوضوح.....
وحينما رأى آثار أحمر الشفاه الذي كان عالقاً بشفتيه...حتى بدأ هو الاخر بالابتسام....
" اذاً.....كان هذا مايحدث!!"
استمرت لوسي بالضحك.....مما أثلج صدره لكن ذلك كله توقف حينما قال..
" هذا جيد! ليعرف جميع الناس مدى علاقتنا...وارتباطنا معاً...خاصة وأنكي قد قمتي بمسح أحمر الشفاه عن فمك..مما يعطي الانطباع..بأننا فعلنا..أكثر من مجرد الغداء!!!"

الآن عادت لها شخصيتها الفولاذية الباردة:" لقد فعلت هذا عن قصد!! يا الهي كم كنت مغفلة!!"
الآن جاء دوره ليضحك..:" حبيبتي لا تستائي..فالناس كانوا سيعرفون بأنكي امرأتي عاجلاً أم آجلاً!"
فتحت عينيها على اتساعهما دهشة:" أنت لا تحتمل!!! كم مرة علي أن أقول..بأننني لست امرأتك أو حبيبتك؟؟؟.... يا الهي!! سيدفعني للجنون!!!"

عاد للابتسام..:" حسناً..هوني عليكي...سيكون كل شيء على مايرام!"
" لاتعاملني وكأني طفلة!!! تذكر مع من تتكلم!!!"
" آه حسناً...أنا أتكلم مع الآنسة الفولاذية الحسناء! أهذا أفضل؟؟"
" أوووه يا الهي!"
وهي تشيح بوجهها عنه....هذا الانسان المثير للاعصاب.والاستفزاز..كاد يفقدها عقلها ويدفعها الى الجنون...لم تعد تعرف كيف تتصرف معه...وكيف ستهرب من محاصرته..وهو لاينفك عن الاعتراف بحبه لها طوال الوقت...وهي ؟؟؟حتى متى ستتمكن من المقاومة؟؟؟؟؟






 

رد مع اقتباس