عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2020, 10:03 AM   #2
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي












رواية: إحـــــــــتـــــراق الشُــمــــــــوع


الشمعة الأوُلـــــــى


السُعودية ، الـرياض .

الرياض بارك | 6 مساء

سند جسمه على السور الخارجي للكوفي القابع في ساحة المجمع الخارجية …غمض عيونه بأستمتاع وهو يحس بنسمات الهواء الباردة تلفح وجهه …الشمس تغرب معلنه ساعات النهار الأخيرة مزينة السماء بلون بنفسجي زاهي . المكان مو مزدحم كثير مما زاد من الهدوء و الأريحية ما عدى صوت المياه المتدفقة من (النوافير الأرضية ) يكسر سكون المكان مع اصوات همسات المارة بين فترة و أُخرى ! ، يعشق ذا الوقت من اليوم يحب يختلي بنفسه و يتأمل السماء و يسرح لبعيد !.
التفت لمصدر الأزعاج الي جاي من داخل الكوفي …تقدم بخطوات هاديه لداخل بعد ما آطلق تنهيده أنزعاج وهو يتوعد فيهم …

- [ تفضلي بإيش أقدر أخدمك!؟].


نطق كلماته بصوته الواثق المبحوح وهو يأخذ نظرة خاطفة للبنت الواقفه قدامه بكامل أناقتها …ناظرته لثواني بنظرات متفحصة ، شعر أسود كثيف مصفف مقدمته للأعلى بعناية ، بشرة حنطية ، زوج أعين مثل لون الجليد بلمعته و حدته! ، خشم مثل حدة السيف وشفاة صغيرة خُط فوقها شنب مرسوم بعناية و عوارض خفيفة ، قامة طويلة وجسم رياضي …أبتسمت بأعجاب وتقدمت لناحيته ، همست :

- أدفع لك إلي تبي …بس ، تعال أشتغل معي ! .

نزل عيونه للأرض و جلس يطقطق على الكيبورد بأصابعه النحيلة بسرعة "البدر أمسك أعصابك!" ، جلس يتمتم بكلمات يهدي فيها نفسه …حطت يدها فوق يده وهي تقول بغنج :

- ليش التوتر هذا كله تـ …

سحب يده بقوة لدرجة انها ضربت بحافة الريسبشن الخشبي. و تبعها صوت الكيبورد الي طاح على الأرض بسبب سحبه لسلك بالغلط ! …ألتفت الشابين الواقفين جهت مكينة القهوة لهم …تكتف الأول وهو يعطي "بدر" نظرات شماته ! ، أما الثاني تقدم بخطوات سريعة ناحيتهم و باين عليه التوتر و العصبية بنفس الوقت! .

- أسمحيلي أستلم طلبك !

قالها. هو. يأشر لـ "بدر" بعيونه أنه يطلع برا …قاطعته البنت و واضح ان الوضع ما عجبها :

- ايش ذي المهزلة توظفون ناس ما تعرف حتى. تاخذ طلب !

رد عليها الشاب بأدب :
- الموظف جديد و قيد التجربة أخـ…

قاطعته بأسلوب همجي :

- تجربون على حساب الزبون اي شركة انتم !؟ … انا ابي اقابل المدير بـ…

سمع كلماتها الاخيرة و رجع ناحية الريسبشن ، أنحنى و رفع الكيبورد بـ هدوء مبالغ فيه و ببطئ كأنه يحاول يثير غضب الشخصين الواقفين وراه ! …

- بعد !


قالها ببرود وهو ياخد مكانه …بعد "غِيام" بدون اعتراض وهو يراقب "بدر" بحذر .

- تفضلي !

قالها وهو يمرر اصابعه على الشاشة بخفة يستعد لتسجيل طلب جديد … حست بشوي خوف ما توقعت انه يرجع و بهدوء !؟ …كانت تبي تفتعل مشكلة عشان تجذبه بس ! … كشرت و قالت بأسلوب مُتعالي :

- ااوووففف ناس تجيب الغظ“ثـــى !

لفت عنه بعد ما رمت عليه نظرات مستحقرة و طلعت مثل ما دخلت! ، مسح وجهه بكف بيده وهو يستغفر يحاول يهدي اعصابه ، أستفزته لأبعد درجة ! .
يكره الناس من هاذي النوعية و لا يخلوا يومه منهم !. اخذ نظره لبرا عبر الواجهات الزجاجية من كل الجانبين للمقهى . تأفف لأن شاف الظلام غطى المكان و أنتهى وقت الغروب وهو لا استمتع ولا جلس حتى بهدوء ! .

نقل عيونه للأشخاص المتفرقين في زوايا المقهى و كل واحد لاهي بشغله …و أغلب زوار هذا المقهى بنات ، طبعاً من يتواجد " كايد الفيصل " يتواجدون البنات معه ! .
شافه واقف قدام مكينه القهوة بطوله الفارغ و بيده " كوب اسبرسو" مقربه لشفايفه و باليد الثانية رافع جواله يصور .

" و طبعاً ما يحلا مسائنا ألا بشوت اسبرسو من Pavé ! "

تسند بدر على الريسبشن وهو يشوف موال كايد المعتاد كل ما جا المقهى ! … " اااععععععع !" عفس كايد ملامحه من ريحة القهوة بعد ما خلص تصوير ! ، غريب ذا الانسان فاتح له مقهى وهو اصلاً يكره الكوفي ولا يطيق ريحته !؟ … بس ربي فاتح عليه خير من شغل السناب و الأعلانات غير شغل أهله تنهد وهو يشرف كايد يكمل " الجولة اليومية" لتصوير المقهى و أبتسامته مزينه وجهه … كان يتكلم بخفة و ثقة و أسلوبه المرح المحبب الجميع فيه. … وجه الجوال على " غيام"

- وهذا الباريستا الفخم غيام … مسائك فخامة !

إبتسم غيام وحيا كايد بيده … غيام و كايد يتفقون بحركات التميلح و خرفنة قلوب البنات ! . تقدم بخطوات سريعه. و وقف قدام بدر لـكن كاميرا الجوال موجه عليه ، تكلم وهو بناظر بدر بطرف عينه و ضحك بشقاوه :

- مظ“زيوُنا ! ، المعجبات يطالبرن بالبدر ! .

أشر له بدر بأنه بيكسر الجوال فوق رأسه لو فكر يصوره …آنطلقت ضحكة صاخبة من كايد ، ناظره بدر بتكشيره و لف ببطلع برا المقهى … ناداه غيـام :

- البدر على وين ؟

- بشم هوى !

رما كلماته بدون ما بلتفت لهم … تبادلوا غيام و كابد النظرات بحيرة من مزاجة المتقلب ! ، و كل واحد كمل شغله .



فتح توبتر ومرر أصابعه على شاشة الجوال بخفه :
"تبدأ حياتك محاولًا فهم كل شيء وتنهيها
محاولًا النجاة من كل مافهمت."
… تغريد …



غيام …~
العمر 25 سنه .

كايد …~
العمر 26 سنه .

بدر …~
العمر 23 سنه .
،


إيِـــــطاليـــا ، مِلانُــــــــو .

جلست ادور في شوارع ميلانو بلا هدف معين لين ما استقريت على مقهى موجود في احد الاحياء السكنية القريبة من منطقتنا … ركنت السيارة بعيد عن داخل الحي عشان ما تتعرض لأي اذى او يهجمون علي احد قطاع الطرق و اللصوص المنتشرين في هاذي الاماكن يبحثون عن فريسة جديدة ينهبونها ! … دفيت الباب و القيت السلام بصوت واطي … ضحكت على نفسي وانا اشوف محد معبرني
… مو بلاد الغرب الي تغير سعود! …حسيت بالفخر …اخترت طاولة تطل على واجهة المقهى الزجاجية …اشرت لنادل و تقدم نحوي .

‏Black coffee, please [ قهوة سوداء من فضلك]

‏ Yes sir, any other requests[ حاضر سيدي ، أي طلبات أخرى؟ ]

‏ no thanks [ لا ، شكرا لك ]

اخذ النادل المنيو و راح … ارخيت جسمي على الكرسي و جلست أتأمل المارة و تفكيري محصور حول المهمة و ايش راح يصير بعدين!؟ … مو سهل انك تدخل في وسط حياة شخص ! … كنت متردد في قرار استلام المهمة لأنها ترتبط بحياة هاذي الطفلة ! … اي خطأ ممكن يصير محد بيتضرر الا هي ! .
تنهدت بضيق و انا اتمنى عواقب كل شي تكون سليمة او على الأقل الأضرار تكون طفيفة ! …رن جوالي و لمحت الأسم ( ر) ! . رديت :

- السلام عليكم

جاني صوته المثقل بنبرة واثقة حازمة :
- مساك الله بالخير ولد خالد !

تنحنحت ورديت بثقة :
- مظ“سه بنور …تفضل سيدي !؟

ابتسم الرجل الاربعيني من خلف السماعة و نطق:
- بشرني عنكم !؟ "سكت شوي" وهي!

صمت شوي و رد بهدوء :
- كلنا بخير …بس الطريق طويل !

تمتم الأخر :
- ربي يقويكم …انا استأذن
- حافظك الله. .

و على اغلاق الخط وصلت قهوتي …ابتسمت وانا احس بأنتعاش من ريحة القهوة الي إنسابت بداخلي بِرقة … إبتسمت و ارتشفت منها و خيال ذيك الكظ“ستنائية داهمني !

" القــادم أعظــم يا سعُود ! "

،



السُعــوديــــة ، أحد الأحياء البسيطة في شرق الرياض


متخبين ورا بقالة الحي … مراهقين في أواخر السابع عشر من العمر … تربع صاحب الكاب الأسود على الأزفلت وبيده كيس البقالة الأزرق ، ناظره و كشر :

- تستنى عزيمة!؟

أبتسم على كلامه وطلع من جيب بنطلونه قطعه قماش سوداء .فرشها على الأرض بعنايه وجلس فوقها ، ناظره هتان بعدم رضى :

- ارض ربي واسعه !

زادت أبتسامته و أشر بيده على الأرض وهو يتكلم بصوته المبحوح المميز :

- الأرض وصخة … انا ما اجلس على وصاخة !

رد عليه هتان وهو ينفض كيس البقالة وتطيح كل الأشياء الي فيه :

- اهجد بس و آقلط !

ضحك فراس و أخذ سنيكرز و فتحه بهدوء عكس هتان الي بغى يشيل نص الايسكريم مع القرطاسه ! … ناظره فراس بإستنكار وهو يشوف القرطاسة مرمية على الارض و كيسه البقاله مشقوقة لنصين و الحلويات وعلب الايسكريم منتثره قدامههم بعشوائية ! :

- هظ“تظ“ان ! ، المكان وصخخخ !

رفع هتان صوته و وصلت معه :

- فويرس وبعدين! ، خل عنك هوس النظافة الزايد !

هز فراس فرأسه بأعتراض و تغيرت تعابير وجهه للقرف :
- حتى ريحة السنيكرز وععع !!

ناظره هتان بإستغراب و اخذ منه السنيكرز بدفاشة و جلس يشمه بعمق ! …صرخ فراس :

- لاااا !
-
بادله هتان الصراخ :

- ايش فيـــك !؟

سكت فراس وهو يناظر يدين هتان بحقد … نزل هتان عيونه وهو يشوف المكان الي يناظره فراس … السنيكرز تحول لونه للأحمر بسسب الأيسكريم المثلج الي كان ياكله قبل شوي و طبعاً يدينه و وجه من مو احسن حاله ! … ناظره هتان بنظرات متوهقه و فيه الضحكة …اكره ماعليه فراس الوصاخة و الحشرات و احد يلمسه هو و اشيائه و طبعاً كلها اخر هم هتان ! .

- اووه السنيكرز !؟
- اووه السنيكرز !!

قلده فراس بتريقة مايله للعصبية ! … ضحك هتان و بدال ما يكحلها عماها وضرب كتف فراس بحركة رجولية ممازحة وطبع اثار الايسكريم الأحمر على تيشيرت فراس الأبيض …فز فراس و صرخ بهستيريا :

- هــــتــــــان !

قام هتان معه ورما كل شي بيده على الارض و قال بتوتر :

- طيب طيب ! … ماكان قصدي !

نطق فراس كلامه بسرعه وهو يشتت نظراته مابين هتان و الأرض :
- بلوزتي توصخت و الارض وصخة و المكان وصــخ !!

قام يدور حول المكان بعشوائية و يكرر الكلمات بشكل سريع !
انفاسه بدت تتلاحق ولا هو قادر يتظمها !، هتان واقف مكانه ومتوتر ولا هو عارف ايش يسوي ! …

نــــــــــوبـــــــة !؟


… ماتوقع يوصل الموضوع لهــنا ! … شجع نفسه و تقدم ناحية فراس ذا مو وقت الخوف ! ، لا غيام ولا بدر هنا ! .لازم يستجمع نفسه و يتصرف ! :

قال بتبرة عالية :

- فـــراس ، فراس إهدى !


دخل فراس - أصابع يدينه في شعره الحريري الأسود الكثيف و شده بقوه ! … قال بصوت عالي مرتجف :

- الأرض وصخة ، المكان ج وصـــخ !

تقدم لجهته وهو يحاول يهديه دون ما يلمسه :

- فراس ! ، المكان بيصير نظيف ! ، بنرتب المكان سوى !

شد على شعره أقوى و انحنى على الأرض حالمها اخترق مسامعه صوت بواري السيارتين الي وقفوا بأخر الشارع … حس بصداع و الأرض تدور فيه … صرخ وهو يدنق على الأرض أكثر و طنين داهمه :

- الصوت ! ، الصوت ! ، الصوت ! … أذنـــــــــي !!

لف هتان لسيارتين الي احتكوا في بعض ونزل من احد السيارتين رجال يصرخ و يهاوش و الثاني جالس معانده يضرب بوري يبيه يوخر … ركض ناحية الجيب و دف الرجال الواقف عند الدريشة يشتم و يلعن. ، قال بحده :

- انت بعــــــد !

وقف قدام الدريشة و ظل يضربها بجنون و يرفس بالباب. تحت نظرات الرجال المصدومة من تدخله بينهم و عصبية السايق ! ، فتح السايق الباب بقوة على هتان … حس وكأن طرف الباب دخل داخل ضلوعه ! ، غير الضربة الي جت على وجهه خلته يرتمي على الازفلت … طاح عليه الرجال ضرب و كأنه لقى احد يفرغ فيه عصبيته و جنونه وجاه هتان هِبه من ربي ! … ناظرهم الرجال برعب و اتحاش بسيارته عشان لا يكون جزء من الجريمة الي جالس يرتكبها المتخلف في الولد المرمي تحت رجوله ! … كان هتان يحاول يدافع عن نفسه ما يمديه يرفسه و يضربه الا يجيه الأضعاف ! …لف وجهه يبي يشوف فراس لكن يمسكه الرجال و يلفه عليه و يكمل عليه ضرب و سب ! … مو معطيه مجال ! " أتـــركنـــي يـــا *** " ! … زاد جنون الرجال ومسكه مع ياقة ثوبه وهزه بعنف ثم صقع رأسه بالأزفت … صرخ هتان بألم وهو يحس بـخلايا رأسه تتفجر ! … ثم خدر بأطراف جسمه و سائل يتدفق من جبينه … غمض عيونه بعجز وهو يحس بيدين الرجال تتركه و أخر ما شافه مجموعة رجال يحاوطون فراس و واحد جاي يركض ناحيته و يصرخ :

- هــــتــــــــان !! .



،



فــى جِــهة أخـــرى .


مرخي جسده الرياضي على الكنبة وسيجارة تستقر بين انامله الطويلة ، و عيونه تحوم
على المكان إلي يطل من فوقه على أرقى جهة فندق الريدز !.
تأمل مجموعة البنات الي دخلهم القارسون و أشر على جهته ، قيمهم بنظره سريعة ، ثلاث بنات اشكالهم توحي بأنهم اجنبيات من الملامح الغير عربية إلى الشعر المفتوح وصول الكعب العالي ! .

ثبت نظراته على صاحبة العباية البيضاء تتجه ناحيته بخطوات رشيقة إلى ان وقفت قدامه ، تبادلوا النظرات لثواني . وقف و قال بلكنه إيطالية متقنة :

- ؟! [ أديلا دامبير]

أبتسمت أديلا لتظهر صفة أسنانها اللؤلؤية وهي تمد يدها لتصافحه :

‏-? [ الأشخاص المميزون لا ينسون من الذاكرة بسهولة]

أبتسم أبتسامة جانبيه على مدحها الغير مباشر له ، رد عليها بثقه وهو يتفحص ملامح وجهها متجاهل يدها الممدوده له :

- ؟ [ هل يمكن ان يتم نسياني آديل؟]

أبتسمت وهزت رأسها نفياً ، نزلت يدها الممدوه له وهي تنتقده داخلها على قلة ذوقه الي مستحيل يتركها في نظرها ! .

جاها صوته وهو يسحب لها الكرسي :
- [ تفضلي بالجلوس أنستي ]

تقدمت وجلست على الكرسي ، دفعها بهدوء ، عطى القارسون نظره و ماهي ثواني ألا وهو مختفي . جلس في مكانه و تأمل الحورية إلي قدامه ، شعر اشقر و جسم رشيق و عيون زرقاء و بشره ناصعه و صافية ، ضحك على شياطينه إلى بدأت تحوس بعقله . رفع كأس الموبة وشرب منه لكن لاحظ نظراتها المدهوشة منه ! .

تنحنح ثم همس بصوته الرجولي المبحوح :
- [ لو كان لأمواج البحر صوت …لنطقت في سحر جمال عينيك يا صاحبة العينين الزرقاء]

زادت أبتسامة أديلا أتساع وتقدمت بجسدها ناحيته ، لتتقابل نظراتها الواثقة مع نظراته التي تنطق حده و جرائه رجولية صارخة !:
- [ لقد تغيرت أشياء كثير بغيابك دارك ، ميــلانو أشتاقت و تريد ألقاء السلام عليك]

أنحنى بجسده وتقدم بضبط مثلها ، همس :
-[بلغيها السلام!]

رجعت على ورا وهي راضية تماما لكن هو مازال على وضعيته و عيونه ثابته عليها ، قاطعهم القارسون وهو يحط كوبين بلاك كوفي و ينصرف . أحتل الهدوء بينهم ما عدا صوت امواج البحر و النوارس تعطي لمسة على جلستهم المشحونة ! .


،


شمال العظ“اصمــة ، مُجـمع فلل الفـيصـل .

رائحة البخور و القهوة العربية منتشرة في أرجاء المجلس .
جالسين عائلة الفيصل يتوسطهم أكبرهم " سليمان الفيصل" و بجانبه الأيمن أبنه الأكبر " عبد العزبز " أما الأيسر إبن اخيه المرحوم "نايف" يده اليمنى و شريك أعماله ! … الهدوء يعـم المكان احتراماً لعمهم الأكبر …لكزه ولد عمه مع يده وهو يهمس :

- عِزيــــم !

رفع عزام عيونه لولد عمه بصمت …كشر فيصل بوجهه :

- اعوذ بالله يقال إني ذابح لك احد …ابتسم على الاقل !

- وش تبي !؟

رد عليه ببرود وهو يرجع عيونه لجواله بدون اهتمام …تنرفز من تطنيشه له تسند على الكنب بقوة دليل على عصبيته ! …تحلطم :

- ياخي الواحد يبي ياخذ و يعطي معك بس !؟ …انت ماتعطي احد وجه ! …اذا انت كذا كيف اختك !

رفع عزام راسه بقوة و خز فيصل …تكلم بحده :

- احسب الكلمة قبل ما تنطقها !

تفاجئ فيصل من انفعالع و حس بشوية زعل من كلامه …رد عليه بعتاب:

- شدعوه عزام ؟! … تراها بنت عمي !

قاطعه بحده وهو يقوم :
- و تراها أ خ ت ي ! .

رما كلماته الاخيرة وهو متوجه ناحية أبوه و عمانه يترخص منهم عشان يطلع لأن القعدة مع فيصل تجيب له نرفزه غير طبيعية ! …لحقه فيصل بعيونه لين ما طلع من يوابه المجلس الخشبية الفخمة … حس بأهتزاز خفيف في جيب ثوبه …طلع جواله و شاف رسالة واتس أب " عشقي "

Typing…

"رايحه مع ماما لزواج بنت صديقتها "

عقد حواجبه و كشر بِعدم رضى ! …أرسل:

"رُسل ، صايره تروحين زواجات كثير ذي الأيام "

أرسلت له فيس زعلان :

" يعني يرضيك جلستي في البيت "

ضحك على حلطمتها الدايمه لما يعاتبها على طلعاتها الكثيرة …تموت في الطلعات و الخـرجات تكره جلست البيت ، يكاد يِجزم أنها ما تدخل فلتهم إلى لنوم بس ! :

" هههههههههههههههه ، حُبي إنتي ! "

‏Typing … :

" إي إي اضحك وش عليك ! … محد يحاسبك على شي تطلع و تدخل على مزاجك !"

لوى شفته بعدم رضى على كلامها مرر أصابعه على شاشة الجوال لكن استوقفه صوت أبيه الغاضب:

- فصيييل قم قهوي عمانك !

تأفف بينه و بين نفسه وقام على مضض وهو يتوجه ناحية الطاولة الزجاجية المرصعة أطرافها بالكرستالات وعليها صواني الشوكولاته و دلال القهوة الذهبية …صب القهوة في فنجان كل واحد منهم …شتم كل واحد من أبناء عمومته أبتداء من نايف وعبدالعزيز الجالسين بجانب عمه سليمان مروراً بعزام المزاجي إنتهاء بـ "الهايت" كايد ! …

" اي انتم روحوا هيتوا و فيصل ياكل تبن لحاله هنا !"

أنسحب من المكان بعد ما تأكد من انخراطهم بالحديث و عدم إنتباهم له … ناظر سيل إشعارات الواتساب على شاشة الجوال

" فيصل !؟ "
"فيصل وينك !؟ "
" فيصل انا طالعه إلحين …اكلمك بعد ما ارجع "
" مع السلامه حبي انتبه لنفسك "

رد عليها بـ إيموجي قلب احمر و ركب سيارته …دق على رقم احد اخوياه و اول ما انفتح الخط :

- على وين الوعد الليلة يا الدحمــي !

آبتسم و هو يسمع عنوان الأستراحة …سكر الخط بوجه خويه و زاد سرعته بإستهتار غير مبالي بزحمة الشارع و السيارات من حوله ! .


الحُــــــــــب !! .

كلمة من أربع حروف …!
الحب يحمل في تفاصيله الألم ، و الفرح ، و التضحية ، و الكثير…
لكن … ماذا ستفعل للحب؟
ماذا ستقدم لمن تحب ؟ ، هل نحن حقًا مستعدين لنعيش اللحظات ، مستعدين
للوقوف امام العقبات لأجل من نحب؟
هل نحن حق عاشقون بأسم الحُب أم نختفي خلف الألقاب !
وندعي أننا هائمون في سماء الا شعور !! .


عزام عبدالله الفيصل ~
22 سنه …~

فيصل سلطان الفيصل !~
24 سنه …~


،


واقفه قدام مراية المدخل الممتده على طول الجدار تتأكد من شكلها …شعرها الكستنائي المموج الطويل … بشرتها الحنطية و عيونها الناعسة خظ“طتِ عليها بـكحل أبيض زاد من وسعها …رموشها الطويله الكثيفة …قامتها القصيرة نسبياً …دارت نصف دوره حول نفسها وهي تتأمل شكل "الترنغ" الي لابسته …مكون من جاكيت اسود نُقر عليه من ورا كرستالات تحمل شعار ماركة "اديداس" و البنطلون بنفس اللون يوصل لنس ساقها …طبعًا لأن في النهاية مالها الا رايها و العناد راكبها ، طنشت كلام امها الي دايما تقوله [ من الاتكيت ماتمشين بشراب وذي الملابس في البيت !] …غطى رجولها شراب أبيض من نفس ماركة ملابسها …أبتسمت برضى عن شكلها البسيط الي تعشقه والأهم شعور الراحة و خفة الحركة …توجهت ناحية المطبخ الخارجي تحديداً لمحبوبتها ورفيقتها بكل وقت ! … همست وهي تختار احد الكبسولات المصفوفة جمب مكينة القهوة :

- كــيف الحـلو اليــوم !

ضحكت بخفة على هبالها وهي تحط الكبسولة في مكانها المخصص و تجيب كوب …تسندت على الكونتر و غمضت عيونها بأستمتاع حالما خالط صوت المكينة ريحة القهوة الي انتشرت ! … طلعت جوالها من جيب بنطلونها وركزت عينها على الاشعار الي جاها من دقايق …ضغطته و ظهرت لها تغريدته !

تبدأ حياتك محاولًا فهم كل شيء وتنهيها
محاولًا النجاة من كل مافهمت."

تأملتها لثواني و ارتشفت شوي من كوب القهوة الي بيدها …دايماً كلماته تلامسها …وكأنه يعيش معها ذات الشعور ، ذات الاحساس! …محور كلماته توصف دايماً تشتت مشاعره …اما هي تشتت افكارها ! .
رفعت عينها لأسمه [زُحل!] حتى اسمه مميز مو بس كلماته ! …تنحنحت لما حست بالقهوة حرقت حلقها …جلست تشربها بسرعه ولا حست بنفسها !
"هبله!" تمتمت بينها وبين نفسها وهي تشرب من كاس الموبه البارد بعد ما صبت لها من الجيك الزجاجي .
اخذت كوبها و جوالها و طلعت من المطبخ و كلماته تدور براسها .

معالي عبدالله الفيصل …~
20 سنه


،


عُتــمــت الدظ“يجــور !


كنت جالس في أحد زوايا الساحة الخارجية الضيقة المُحاطة بجدران صخرية مرتفعة على مد البصر و في نهايتها أسلاك كهربائيه ملتفه حول بعضها بعشوائية…لا شـئ سوى عُتمتي ! .
حتى انوار "الليد" ذات الأناره البيضاء الساطعة المثبته في أمكان عشوائية بالجدران المتصدعه لم تشفع لي ظلامي …مُحاصر بين سوداوية الشُعور و رمادِية الأشياء من حولي ! .
رفعت عيني لضابط الواقف عند البوابة الحديديه و بيده سلاح …أحلف بالثلاث ان الود وده يصبني برصاصة مميته حتى بدون جُرم مشهود! .
ارخيت جسمي وانا احس بألم يشنج ظهري …تنفست بعمق احاول استعيد إتزاني …اشتت نظراتي ما بين الغيوم المتخبئه وسط الظلام و الإنارة البيضاء الموشوشه في أحد الزوايا البعيده …أطلقت " أه" متوجعه وانا احس الألم يزداد … سمعت خطواته البارده تتجه جهتي …سرت قشعريرة نفضت جسمي لما حسيت بسلاحه البارد يضرب كتفي العاري ! …قال يخشونه وهو يرفس ظهري برجله :

- ههييييهههه … يا *** …قوم تحرك يا *** ! .

انتفضت بحده لما وقعت على مسامعي كلماته الي تكون ابعد من معاني الانسانية …فزيت بقوه رغم ضعف بنيتي ومسكته مع ياقة بدلته العسكرية و رميته جهت الجدار …حسيت و كأني استهلكت كل قوتي بـهاذي الحركة الي ما اثرت بالضابظ الا انها خلته يفقد توازنه و يزداد جنون وحقد علي … لف ناحيتي و هوت يده الثقيله على وجهي ! …ارتد جسمي على ورا و ارتميت على الارض ، حسيت بكل عظمه فيني تناجي يوم جلس فوقي وضغط علي بجسمه الرياضي المفتُول ! …صرخت بألم موجوع !
وضحك هو مستمتع بكل أه انطقها …مع محاولاتي الفاشلة اني أبعده …انحنى جهتي وحسيت بأنفاسه الحاره تلفح أذني :

- الناس الخاينة لوطنها و أهلها …يستحقون يتحاسبون بالدنيا !

كتم على وجهي بكف يده و ما حسيت الا بلسعات و ضربات بأجزاء مختلفه من جسمي …شهقت بهلع وانا احس بالضربه الأخيرة اصابتني بـ مقتل :

- رحمــتك يارب ! .


.
.
.



{ نِهاية الشمعة الأولظ“ى }

جانسو .













 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 10-09-2020 الساعة 10:09 AM