الموضوع: الحُــكْم
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2020, 12:42 PM   #20
lazary
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية lazary
lazary غير متواجد حالياً

الذهبي









(الفصل الخامس)

المحاكمة.. تصفية قلوب





" جيرينا...عندما يأتي زينو وليفيا لحراسة الغرفة وهذه الأغراض، سنخرج للتحضير لخطاب قبل المساء"
لم ألتفت له وأنا أربط الخيط حول اللفافة ثم أعدتها للحقيبة وأجليت صوتي
" كما تأمر سموك"
ثم تقدمت للنافذة نظرت للخارج جميع جنود سيكيوشي استسلموا لجنودنا وهم يسوقونهم للسجن والبعض الآخر يضحكون بسعادة يبدو أنه الموالون للأمير، ثم تذكرت أرستس فالتفتت لسموه فوجدته يحدق في ظهري ثم أنزل بصره للورقة فسألته
" سموك لماذا السيد كيزارو قتل أرستس؟؟"
أجابني وقد شعرت بالغرابة في صوته
" لقد قاوم وحاول قتلي"
شهقت بصمت وتملكني الغضب والخوف من موت سيراي، ولوم نفسي فلم أكن بالسرعة الازمة لألحقه، قبضت يداي ونكست رأسي بخجل من نفسي ومن سموه في يوم كهذا وفي موقف كهذا تركته يركض للأمام وحده، رأيت قدمان أمامي فرفعت وجهي كان سيراي أمامي تماما
" جيرينا أنا أعتذر لك لأني تحركت بدونك للداخل، لم أستطع رؤية أي شيء سوى سيكيوشي وأرستس أمامي."
كان يريد قول المزيد ولكن لكمة لم أدري من أين أتت ضربت يمين وجهي
بقوة رمتني على الأرض وقذفت معي بعض الكراسي فاستقمت بسرعة مخرجة سيفي والدوار يلفني متقدمة أمام سموه والظلام على وشك أن يحل على عيناي.
حركت رأسي ورمشت بعيناي ثم سمعت صوت قاصفا
" هل تضنين أن ندمك ونكس رأسك سينقذانه، هل هذه هي قوتك التي تشدق بها سموه أمامي؟ هل هذه جيرينا الحارسة والمرافقة العظيمة التي يتحدث بها جميع جيشه؟ هل تضنين أن حماية حياته بتلك السهولة؟ أن تقفي بجانبه ورأسك شامخ وسيف في خصرك؟ ها؟؟"
اتضحت لي الرؤية فكان السيد كيزارو، ابتلعت ريقي وأنزلت السيف فرأيته بلمح البصر يوجه سكينا لرقبي رفعت السيف بسرعة مجددا وأوقفت سكينه وأنا أتنفس بقوة ناظرة في عيناه الغاضبتان، ثم ترك السكين فجأة وحاول لكمي على ذقني فخطفت نفسي للخلف ودرت حول نفسي لأركل ذراعه ولكنه انحنى وأراد الاطاحة بقدمي الثابتة فقفزت ودرت حول نفسي في الهواء ولوحت بسيفي أمام وجهه فقفز هو الآخر للخلف ولما أراد التقدم مجددا رأيت ذراع سموه توقفه ووجهه كما لم أره من قبل لقد كان غاضبا جدا.
ثم خاطبه بهدوء مشددا على كلماته وكأنه يردع نفسه على الصراخ كما فعل هو بي قبل قليل
" هذا يكفي كيزارو.. ماذا تظن نفسك فاعلا بها؟.. لا يحق لك لومها على أي شيء، وجيرينا إياك أن تقرب لأذيتها بأي شكل كان.. فهي الشخص الوحيد الذي عاد من أجلي في تلك الليلة.. وان أصابها ظلم وأنا أنظر، ذلك الشخص لن أسامحه ولن أرءف به مهما كان."
رأيت عينا كيزارو تتوسعان ثم حدق بي وتراجع لافا يساره خلف مؤديا التحية ولكن يده اليمنى لم تكن موجودة ليضرب بها صدره
" أعتذر من سموك ولكن قلقي على حياتك جعلي أغضب لأنهم تركوك تدخل وحدك الى هنا."
أنزل سيراي ذراعه من أمام كيزارو وقال ومازل ينظر له بقوة
" لا تتعدى على أي من حراسي بهذا الشكل مجددا. هم يعرفون عملهم جيدا."
وبعيدا عن سعادتي بقول سيراي قبل قليل لاحظت العلاقة بينهما ليست جيدة.
خرج كيزارو بينما أنا أغمد سيفي تقدم سيراي مني ورفع يده ويتحسس مكان اللكمة
" هل تؤلمك؟"
كان سؤال غبي ما جعلني أبتسم
" سؤالك غبي سيراي لقد قاربت على فقدان الوعي، كما أنها تخدرت لا أشعر بيدك على وجهي."
ابتسامة باهتة أظهرها ثم قال
" انك حقا لا تشعرين بها، أنا أستخدم أصابعي وليست كل يدي."
أردت السخرية حتى تتبدد أجواء الذنب المحيطة بنا
" إذا مادام تخدرٌ فقط فذلك رائع، وجيد أن أسناني لم تتحرك."
وجدته يصرح هامسا محدقا في ولم يتجاوب معي سخريتي وهو ينزل يده
" أنا خائف من مجيء يوم لا أستطيع فيه مساعدتك كما تفعلين، فأنا أعرف جيدا أنه مهما فعلت لن أرد شيء بسيط من ما فعلت من أجلي."
توترت من هذا الموقف الذي وضعني فيه فتكلمت بتوتر وانا ألوح بيداي
" سيراي من فضلك.. نحن ليس بيننا دين أو شيء ما، بتذكرك لي ومسانتدك لي ووقوفك أمام السيد كيزارو بهذا الشكل من أجلي انت تجعل كل شعور سيء يتبدد، يكفيني أن تكون أنت بخير وأنت تثق بي وتأتمنني على حياتك كما تفعل."
ابتسمت عيناه فارتحت فهذا يعني أنه صار أفضل بقليل
فاستدار وذهب للكرسيين اللذان أسقطتهما قبل قليل بجسدي
وأوقفهما وجلس على واحد وأشار للآخر حتى أجلس
ثم قال بعد جلوسي
" ان كيزارو يشعر بالسوء من نفسه لأنه لم يكن حاضرا يوم مات والداي وهو كان الحارس الشخصي لوالدي."
" لم أكن أعلم بهذا..؟!! "
قلت له وقد تفاجأت فاسترسل يكمل وهو ينظر أمامه
" لم يكن يوم اجازته ولكنه بتهور غادر القصر بعد أن استشار والدي بالمغادرة للنزول للمدينة وقد حدث ذلك أمامي عندما كنا نتناول طعام العشاء والا لما صدقت كلامه.. زيادة على ذلك أبي كان يثق به جدا.. ورغم معرفتي بذلك لا أستطيع مسامحته أو معاقبته لأنه عاقب نفسه وبتر يده اليمنى."
صدمت من هذا ولكني لم أقاطعه
" لقد التقيته بعد انضمام شينجي لنا.."
فكرت شينجي انظم لنا قبل سنة تماما
" هل هذا يعني أنه هو من أرسله، يعني كان يعرف أنك حي؟."
" لا لم يكن يعرف، كان يشك بنجاتي ولكني أشك أنه هو من أرسله."
" اذا هل كل تلك المسرحية من شينجي كانت تمثيل؟؟."
" لا أدري جيرينا كما تعرفين شينجي انه مراوغ.."

بعد قول سيراي تذكرت لقاءنا بـشينجي لقد كان لقاء من براءته حتى يثير الريبة ورغم ذلك سموه اعطاه فرص واختبره اكثر من مرة وان كان ما افكر فيه صحيح فهو بذكائه لابد انه عرف الامر واجتازه ضاحكا
( ذلك المستفز الملتوي..)
" سيكون علي اكتشاف ما يخبأه.. وان كان كل ذلك تمثيل سأجعل يومه جحيم"
" ليس عليكِ أن تتعبي نفسك معه، في النهاية هو شخص جيد."
" لا ليست النهاية بالنسبة لي.. ان كان كذب بهذه الطريقة في البداية لماذا لم يَصْدُق عندما أنتَ قبلته في جيشكْ."

حك فروة رأسه بتعب لاحظته جليا من تعابيره
" افعلي ما ترينه مناسب ولكن لا تجعلي الأمر يصل لحد الشقاق في الفريق... حسنا؟."
" لا تقلق، وأترك الامر علي."
مع نهاية جملتي طرق الباب جعلني أستقيم بتأهب ثم دخل زينو وليفيا
وفورا وقف سموه بحزم وثبات واتجه للباب فتبعته توقف عند الباب وأشار للحقيبة وما حولها من اغراض
" فلتحرسا هذه الغرفة جيدا فتلك الأغراض مهمة للغاية هي كل الدلائل ضد سيكيوشي ومن معه، واضح؟؟."
" علم.. وينفذ سموك."

أديا التحية بينما خرج كلانا وتوجهنا فورا لمنصة الاعلانات الملكية.

...................

لا أدري هل للحظ دور أم أن سموه كان محبوب فعدا الخونة الذين قتلوا او زجُّوا في السجن البقية من ساكني القصر عادوا وحتى الكثير من الشعب قد تجمعوا أمام القصر ولم يسمح لهم الحراس بالدخول وبعد أن علم سموه بذلك غير المخطط وقرر أن يعلن خطابه فوق السور العملاق المحيط بالقصر أعلى منصة للحراسة.
تقدم سموه وأنا وكيزارو وقفنا خلفه وخلفنا بعض الحراس من جيشنا،
الشعب تحتنا صامت الا بعض الأصوات القليلة، رفع سموه ذراعه كتحية ثم ابتدأ كلامه بصوت عال
" قبل سنتين تم اغتيال الملكين واضرام النار في القصر كان من المفترض أن يموت الأمير أيضا خنقا وحرقا ولكن تم انقاذهم، وعاد مجددا لاستعادة العرش وحكم المملكة بما يليق بها و بازدهارها وبتعاونكم ستستعيد المملكة مجدها."
سكت سموه يترقب سؤال كما استنتجت
" وأين هو الأمير؟؟."
كان صوت لرجل من الأسفل
" انه أنا.."
اتت اصوات من اشخاص مختلفين
"هل هو حقا الامير سيراي؟؟؟"
"... غير معقول..."

شعرت بالقلق هل سيصدقون؟؟ نظرت له فإذ هو هادئ
لا تعابير لأستشفي منها ما يختلج صدره
" وأنا أشهد بصحة كلامه.."
أعدتُ بصري اتجاه الصوت في الأسفل فرأيت شخصا بدى لي مألوفا وبارز بملابس سوداء لمدربي الفنون القتالية،
أدريت رأسي لسموه مخاطبة اياه وقد تملكتني الدهشة
" أليس هذا المعلم كينجي والد ليفيا؟"
" بلى."

رجعت مجددا ببصري الى المعلم والناس معظمهم يعرفونه ومن لا يعرف وجهه يعرف صيته،
انه المعلم الأول صاحب المدرسة الأولى في المملكة، كلمته صادقة دوما، نزيه، ووعده لا يُخلف، تلاميذه من أقوى الفرسان، هو الحَكَم في المسابقات التي تجرى دوما في القصر بين المدارس.
خطوة جيدة اتخذها سموه.
صوته العالي من الأسفل سمعناه جميعا
" الأمير عندما غادر القصر قبل سنتين أتى إلى مدرستي، وأخبرني أنه لن يترك المملكة في أيدي قتلة الملكين، لذا سيكون من المفيد لنا جميعا أن نقف إلى جانب سموه لينظف المملكة من القاتلينْ الخونة."
صوته وصل صداه للأنحاء وكلماته ترددت حتى في عقلي أنا رغم عشت مع سموه ذلك، أصوتاهم رفعت فجأة
" نحن مع الأمير، كن أملنا أمير سيراي.."
والعديد من الهتافات التي لم أفهم بعضها، سموه سيراي لم يقل كلمة ولم يتحرك سوى بانحناءه قليلا احتراما للشعب ثم غادرنا المكان للعودة للداخل.

.............

عندما أتينا الغرفة مجددا كان الباب مكسور دخلنا سريعا لنجد شينجي أيضا هناك مع زينو وليفيا المصابة في ذراعها الأيسر على ما أذكر لم تكن مجروحة من قبل، وكانت هناك أيضا أربعة جثث،
تقدم كلانا للداخل حيث وقف ثلاثتهم وبينهم الحقيبة
" ماذا حدث؟؟"
سأل سموه بهدوء كاذب، وهو ينقل بصره بينهم ليجيب زينو قائلا و مشيرا للجثث
" لقد حاول بعض الرجال أخذ الحقيبة ولكنهم لم يستطيعوا."
" أحسنتم عملا...ليفيا أوقفي النزيف الآن، وسأغادر أنا وجيرينا بالحقيبة بعد قليل فكيزارو قد أعد كل شيء، الجميع ينتظرنا في قاعة المحكمة، وأنتم اسبقونا الى هناك"

......................

مر كل شيء بسرعة وخرجنا من الغرفة باتجاه القاعة وسموه لم يقل شيء سوى الهدوء الظاهر على ملامحه،
ولكن أن يأتي بخطة كهذه حقا هذا شيء مذهل أن يدخل المعلم الموثوق في الخطة.
لـأتذكر أول يوم دخلنا فيه للمدرسة الفرعية في قريته بعدما لاحظ كلانا أننا لم نكن بالقوة اللازمة لننجو بحياتنا.
فور أن دخلنا على الباب كان المعلم كينجي يشرف على المتدربين وفور أن لاحظ سموه دعانا للدخول بدون أي أسئلة ما جعلني أستغرب وبعدها في غرفة خاصة علمت أنه كان شخصية مشهورة ومعروفة في القصر.
استضافنا جيدا ثم في الغد بدأت التدريبات كانت أيام رغم أنها متعبة لكلانا ولكن أثمرت جهودنا، فقد أشرف هو شخصيا على تدريبي لساعات طويلة ونستيقظ في أواخر الليل.
أما سموه في الليل كان يدرس الكتب عن السياسة، خرجت من ذكرياتي وسالت سموه وأنا أسير بجانبه أجاري خطواته
" سموك هل خططت لكل هذا؟"
" هل تستهينين بي جيرينا؟؟!!"
خرج سؤاله بمزاح لم يناسب وجوم وجهه ولا سرعة سيره المحفَّزة
" لم أقصد ذلك، بل أنا متفاجئة ... لقد كنت قلقة بهذا الشأن."
" كان علي أن أجد شخصا يعرفه الشعب في العاصمة والحظ كان معنا لأنه في فترة هروبنا كان في قريته الأصلية والا لما استطعنا الالتقاء به."

في أثناء صعودنا للدرجات الطويلة لقاعة المحاكمة فتح الحراس الباب دلفنا للداخل، صمت الجميع بدون أن يصرح أحد بدخول سموه.
وقف القاضي في مكانه مرحبا بصمت فمشى سموه شاقا طريقه نحوه وتبعته بهدوء مثله عكس الصخب الذي كنا نحدثه بأقدامنا قبل قليل في الخارج، تقدم سموه وصعد لمكانه في يمين القاعة بينما القاضي ترأس مقعده مواجهاً للمتهمين المكبلين وجالسين على ركبهم.
رغم عني أشفقت عليهم وعلى الحال الذي وصلوا اليه من جشع اصاب بعضهم والبعض الآخر منقادين، وآخر كساساكي كان الشخص الصامت في الماضي والآن أتساءل أي قول أو شهادة سيدلي بها..؟
وقفتُ خلف سموه أراقب بصمت أيضا ومتأكدة أن الوجوم أو ربما الانفعال مرسوم على تعابير خاصة عندما تكلم سيكيوشي ينفي ما ينسب اليه من تهم رغم الأوراق واللفافات التي تأكد ادانته من رسائل وتخطيط لقتل العائلة الملكية، واختلاس المال وادانة بعض الأشخاص ظلما.
بعد دقائق من الاستجواب واعطاء الأدلة التي كانت في الحقيبة للقاضي،
ميليكس اعترف بذنبه وأنه كان تحت التهديد وأن له يد في الاغتيال، ساساكي اعترف بصمته على ما سيحدث رغم انه كان يستطيع ايقاف ذلك لو انه تكلم، حراس، مرافقين، خدم، الجميع تم الاستماع اليهم عن الحادث.
في النهاية عرفنا الحقيقة وعرف سموه ذلك بطريقة مؤلمة جدا فرغم حضوره في تلك الليلة ورؤية والديه يقتلان و يحاصر هو في النيران سماع ذلك مجددا أرهق القلوب.
ولأني كنت خلفه قليلا لم أعرف أي تعابير تختلج وجهه.
ضرب القاضي المطرقة فسكت الحضور

" بعد الاستماع جيدا للشهود وللمتهمين وبناء على الأدلة قررت المحكمة ما يلي
تم تأكيد كل التهم الموجهة الى الوزير الأول السابق سيكيوشي بتهم القتل العمد للملكين الراحلين ومحاولة قتل الأمير، تهديد واستغلال الوزير المتهم هاتاكي ميليكس.. حكمة المحكمة عليه بالإعدام شنقا حتى الموت"

" الوزير هاتاكي ميليكس تم تأكيد التهم الموجهة اليه سوء استخدام السلطة والمشاركة في قتل الملكين السابقين ومحاولة قتل الأمير حكمة المحكمة عليه بالإعدام شنقا حتى الموت"
" ساساكي هاتاكي ابن ميليكس هاتاكي تم تأكيد التهم عليه بعد اعترافه بصمته أثناء التخطيط للقتل.. حكمة عليه المحكمة بالنفي خارج المملكة نفيا نهائيا."


وواصل القاضي حكمه والقائمة طالت
وفي النهاية
تم الحكم على عشرة أشخاص بالموت و آخرون بالسجن ودفع الغرامات.
وقبل انتهاء المحاكمة القاضي اعترف بسموه بعد أن نظرة للصورة التي في الحقيبة أيضا وكانت قبل سنتين لسموه، وهكذا
انتهت المحالمة قبل غروب الشمس بقليل.
سموه بقي جالسا في مكانه ولم يتحرك فلم أبرح أنا أيضا مكاني كما لم يفعل بقية الحراس،
رأيت ساساكي ينظر لسموه نظرة منكسرة ثم استدار يقوده الجنود، لأنه فورا سيتم ترحيله خارج الحدود.
سيكيوشي تم اخراجه بالقوة وهو ما زال يصرخ ويهذي بكلام غير مفهوم كأنه لم يصدق، ميليكس خرج بهدوء ناكسا رأسه
كما خرج البقية المُدانين كل واحد وحاله.
عندما خرج الجميع تقدمت حتى وقفت أمام سموه عيناه كانتا مثبتتان على مكان جلوس الخونة قبل قليل

" أنتَ تعلم أن كل شيء انتهى...أليس كذلك؟؟."

لم يرد علي فأكملت
" بقيَ التتويج، وسيكون غدا.. وعندها سترتاح وسيرتاح والداك وكل من مات في الحريق."
تنهد بقوة وصمت متقدما للأمام شابكا أصابعه وقد استند بمرفقيه على ركبتيه
استدرت خلفي للحراس وجدت ليفيا وزينو بجانب الباب موراكامي وشينجي لم يكن لهما أثر.
ربما هو يحتاج الراحة وليست المواساة ولكن رغم ذلك قلت له ساخرة
" تعرف أنك تعطي الموضوع أكبر من حجمه أليس كذلك أيها الأمير السابق."
رفع عينيه الي فكانتا داكنتين فلم أدري هل بسبب الظلام الذي اوشك على الحلول على القاعة أم أن الحزن هو السبب
أملت رأسي
" أنزل عينيك فقد ظهرت تجاعيد في جبينك فلم تلائم زرقة عينيك."
" أولا تقولين أمير سابق ثم تتغزلين في عيني... هل تريدين انقاذ نفسك."
قال مؤكداعلى كلمة "سابق"
بسطت يدي شارحة بلامبالاة
" وماذا أفعل سيراي.. من الظهيرة وأنا أسمع ــ الوزير السابق ــ المرافق السابق ـــ الملك السابق ـــ تعود عليها عقلي.
أما عن التغزل فذلك لم يحدث، أنا فقط أمدح ما يعجبني وأخبرتك "سابقا" أن لونهما جميل"
أكدتُ أيضا على كلمة "سابقا" وبحلقت فيه وهو يتراجع للخلف ثم مال على مسند الكرسي بمرفقه
" لست مثلك جيرينا، أنا لا أستطيع تجاهل هذا والمزاح وسط المواقف الجادة.. رغم أني أريد أن أكون مثلك ومثل الحراس أحاول تعلم ذلك."
" كيف هذا؟؟"
رفع كتفيه وأنزلهما
" تمزحون...تتجاهلون...متقاربين رغم أنكم لست في نفس الأعمار...."
" توقف... أنت تجعلني أشعر بالسوء."
" ماذا؟؟."

تفاجأ يسألني، شعرت حقا بالسوء لطالما قلقت كونه لا يتعاطى كثيرا مع الحراس حتى مع شينجي كونه الأقرب نسبيا، ولكن كونه حسبني مع أشخاص غير مقربين له ذلك آلمني
" لأنك كالـ...... لا تجعلني أشتمك نحن قربك وحولك ... وأنا معك سيراي، وقريبة منك، ليس عليك أن تجعلني أشعر أننا لسنا من نفس المستوى."
" انت تعرفين أنني لم أقصد ذلك.."
تجاهلته واستدرت في مكاني مستعدة أنتظره لنغادر وهي ثواني حتى سمعت خطواته الهادئة وتكلم عندما جاورني
" تعلمين أنه من السيء اتهامي بما لم أقصده."
فتبعته بدون رد
عندما اقتربنا من الباب حيث وقف زينو وليفيا توقفت واستدرت له
" وأنت ليس عليك ابعادي أو التفكير أني بعيدة عنك فانا سأبقى معك حتى النهاية وأنا أعنيها حتى النهاية....وأنا أعتذر عن فعل ذلك لن أعيدها."
" ابتعدنا عن الموضوع الذي بدأ نقاشنا به، والفضل لك أنا بخير الآن وبعيدا عن ذلك أنا لم ولن أفكر في المستويات في ما بيننا لذلك أزيل هذا عن تفكيرك."
ابتسم في نهاية كلامه وتقدم ففتح له زينو الباب وخرجا لحقتهما أنا وليفيا وجميعنا يحكمنا الصمت.
انها احدى المرات التي يكون فيها نقاش سيء بيننا ولكنه السبب، لم يكن عليه قول ذلك بعد كل ما مررنا به سويا.

............................


على المائدة الملكية الكبيرة حيث سموه كان قد ترأسها، والوزراء الذين لم تتم حولهم الشبهة في الخيانة جلسوا على الجانبين بينما أنا وزينو وقفنا خلف سموه فطبعا لن نستطيع الجلوس معه في نفس المائدة كما اعتدنا، الآن المكان ومراكزنا لن يسمحا لنا.
الغريب في الأمر أن السيد كيزارو كان حاضر وكان يتناول الطعام بيد واحدة بهدوء ذلك ذكرني بكلام سيراي حول شينجي
تمعنت فيه جيدا انه من النوع الذي يفكر ويحيط بكل شيء أكيد له يد في وجود شينجي قبل أزيد من سنة في أول لقاء بيننا معه.
أبعدت بصري عنه للنافذة التي احتلت جزء كبير من الجدار بدى الجو في الخارج مظلم وضوء الشموع القريبة من زجاج النافذة انعكس
بدون ارادة مني تذكرت ذلك اللهب الهائل ليلة الحريق، وتذكرت في يوم الغد في الغابة والأمير يخبرني بالتفصيل، كيف قتل سيكيوشي والداه واحد تلو الآخر أمامه، بينما هو أرستس حارسه الشخصي قد قيد حركته.
كان منهار جدا وهو يضرب كل ما هو قريب لقد كان يؤذي نفسه كثيرا فوق حروقه، كان أسبوع سيء مرَّ على كلانا من حروق وصدمة ألمت بكلانا.
عدت من ذكرياتي عليهم وهم يقفون ويستأذنون للمغادرة
وقف سموه هو الأخير ابتعد عن الكرسي و استدار نحونا ففاجأتني علامات الاحباط وكتفاه اللذان تهدلا...!!!؟
" لقد كان أسوء عشاء على الاطلاق."
قال وهو يمسد على معدته
لم أجد ما أمسك في نفسي على الضحك خصوصا وبجانبي قنبلة الضحك زينو لأنه انفجر قبلي.
بينما أكمل هو
" مضى وقت طويل منذ أصبتُ بآلام في معدتي بعد الأكل...ماذا يسمى؟؟ عسر الهضم."
حاولتُ مقاومة الضحك بصعوبة لأسأله وسطه
"لماذا؟"
" كانت آخر مرة عندما خالفت كلمات والدي و وبخني بشدة...والآن بجانب عدم لذة في الطعام، الوجوه التي قابلتها تجلب التعاسة."
" حتى وجهي سموك."

استدرنا جميعا للسيد كيزارو الذي دخل من الباب وخلفه الخادمات ليوظبن المائدة
" لم أقصدك بالتحديد كيزارو."
أجابه سموه وهو يمسد على معدته ويتجه الى كوب الماء ليرتشف منه فاعتذرت الخادمة بتوتر لأنها كانت ستحمله يبدو أنها مكلفة بتوضيب الكؤوس.
استدار هو غافلا عنها بينما أنا راقبتها كيف تنظر له بانبهار تبدو صغيرة في السن ربما في عمره أو أقل، ولم توقف تحديقها في ظهره إلا عندما حدجتها واحدة أخرى تبدو كرئيستهم.
تجاهلتهم وأصغيت لــكيزارو الذي يودع سموه وهو يقول بخفوت أنه سيمر على شينجي قبل رحيله لقريته الليلة.
شعرت بعينين تراقبانني استدرت فوجدتها رئيسة الخدم تحدق فيَ وفي ملابسي وسيفي، بادلتها التحديق بهدوء حتى استدارت مغادرة ما جعلني أرفع حاجبي باستغراب.
" ـــ هذا عمل لا يليق بك ـــ تلك معنى نظراتها"
أدرت بصري لـزينو بملل
" ماذا ؟؟ أنا أترجم لك كلامها الصامت"
" فقط توقف"
ضحك بخفوت وهو يتبع سموه للخارج فلحقتهما بعد خروجنا قلت
" سموك.. اسمح لي بالخروج قليلا."
" حسنا تعرفون غرفكم أليس كذلك؟.."
" بلى سموك غرفنا متفرقة حول غرفتك داخل جناحك، لقد كلف السيد كيزارو أحد الخدم بإخبارنا."

أجبته وأديت التحية واستدرت مغادرة فلحقني صوته
" اعتني بنفسكِ."
" حاضر."

أشعر بالملل ولا أرغب في النوم سأتجول قليلا وأعود بما أن زينو والبقية بجانب سيراي لن أقلق.

..............

وما ان دست عتبة الباب العملاق للقصر بغية الخروج للحديقة
حتى وجدت شينجي واقف مع حارسين هناك ولما اقتربت منهم عرفت الحارسان، انهما كانا ضمن جيشنا و مع اقترابي أكثر سمعت صوت أحدهما يخاطب شينجي
" الجنود محتارين من سيتبعون لأنهم فقدوا الثقة بالقادة القدامى، لمَّحْنا لهم عن الجنرال موراكامي فلم يبدو أي اعتراض ولكنهم محتارون."
" مساء الخير. "
" مساء الخير."

ردوا علي التحية جميعنا فوقفت قبالة الحارسين بجانب شينجي وسألتهم بعد أن عرفت شيء من الأمر
" هل من شيء آخر لاحظتموه؟؟"
أجابا هما بالنفي بينما لمح لي شينجي برأسه أن هناك ما يخبرني به،
فابتسمت لهما بتقدير على عملهما
" عمل جيد، عمتما مساءً "
سرنا نتمشى و ابتدأ شينجي الكلام عندما ابتعدنا بمسافة جيدة
" لقد أخبرني أبي أن وزيران لازالا لم يُمسكا بخيانتهما ولكنه متأكد تماما من ذلك."
" كنت أعلم أن تصفية القصر من الخونة أو الحكومة كـكل لن يكون سهل، وسموه مدرك لذلك."

لم يعقب شينجي واستمرينا بالسير في الحديقة حتى تكلم مجددا
" لقد سمعت من والدي أنكما دخلتما في عراك"
تحسست فكي
" لقد كان فضيع ولكنه لقنني درسا لن أنساه"
رأيته من زاوية عيني يلتفت لي باستغراب لأكمل على تساءله
" لقد كان محقا، لا يحق لي الوقوف بجانب سموه ان لم أكن على قدر مكانتي في حراسته"
" أنت أول شخص يقول عن قبضة والدي هكذا...قبل سنوات كنا أربعة تلاميذ نتدرب عنده من ضمتهم أنا...بعد شهر واحد لاذوا بالفرار لأنه لم يكن رحيم إنه والدي وأعرفه... وبالتفكير في تصادم حدث بينكما أنتما الاثنان ذلك يثير حماسي."

توقفت مكاني وواجهته بجسدي قائلة بجدية
" أنا أيضا يثير حماسي وفضولي انضمامك لنا ويثير حماسي أن أقطع وجهك المخادع"
رد على جديتي ضاحكا
" هيا لا تقولي لي أنك لا زلتِ تشعرين بالريبة مني؟؟.."
رفعت حاجبي وأنا ألتفت له برأسي
" لأني أشك أنك لم تَصْدُقْ وقد فات الأوان"
راقبت قهقهته التي انحسرت الى بسمة ثم اختفت للوجوم وهو يرسم وجهه الجليدي والذي يستعمله عادة في أعماله و مهماته
" أنت السبب شينجي ربما عليك أن تتخذ خطوة جيدة وتذهب لسموه في أقرب وقت... أخبرني سموه أنه سأل والدك عنك ولكنه لم يقل له شيء و راوغ."
مع نهاية قولي أبعد وجهه عني وبدقة لاحظت كيف توالت عليه مشاعر عديدة بعد أن فشل في تغطيتها بقناعه الجليدي، ليخرج في لحظة قناعه الخشبي ووضعه على وجهه وبقي ممسكا به ولم يلتفت لي.
ربما أكون اخطأت؟ ربما أكون آلمته؟ ولكني أحتاج للثقة به، أحتاج لائتمنه على حياة سموه.
ورغم ذلك لم أستطع تجاهل الأوقات التي قضيناها سويا
" شينجي تعلم أنك لست بحاجة لهذ القناع معي، سأتقبل كل ما تمر به في هذه المواقف وسأنسى ما رأيت، لست والدك لتخفي ما يختلج صدرك، أنا أسألك أن تذهب لسموه... ولكن ان لم تستطع أخبرني وأخبره."
" تم تدريبي على اخفاء ما يضعفني جيرينا، ولكن فشلت في ذلك عندما يتعلق الأمر بك وبسموه."

في أثناء رده أنزل يده ومعها القناع ونظر نحوي
عيناه شبه مغمضتان ذابلتان وملامحه متألمة ليكمل
" أنا لم أنظم اليكما بأمر من والدي."
صمت مبعدا عيناه ثم اعادهما لي
" لن أنكر أنه قال لي أن أذهب، وأرسلني خصيصا، ولكني رفضت ذلك وتشاجرنا وأجبرني على المغادرة...لأنه فضيع كما قلتِ، ولكن عزمت أني لن أشارك أميرا في هروبه أو في غزوه، لأني لست آلة يتحكم بها أي منهما، ولكن رؤيتكما بعد مغادرتكما مدرسة المعلم كينجي وصدقا كان الأمر صدفة حينها في المطعم أني دفعت ثمن طعامكما، لم أكن أعرفكما ولكنكما أثرتما انتباهي وبعد مراقبتكما ليوم عرفته هو فورا فتصرفاته النبيلة كانت بارزة حينها، ومعك أنت كنت اختلافه تماما لم تكونا ثنائي عادي."
ضحك بصدق ظهر لي جليا على وجهه
" فأنت كنت تأكلين بشراهة ولا تبالين بآداب المائدة بينما هو يرتب الأطباق ويرتب نفسه ثم يجلس يتناول طعامه ببطء حينها أنت تكونين ناصفت طعامك أو انتهيت، ثم راقبتكما أكثر من أسبوع من الفضول، ثم بعدها أحببت التقرب منكما... فقد رأيت أنه لا حدود بين مستواكما، أنت عاميّة بينما هو أميرُ البلاد، وأنت تعرفين الباقي."
أكمل حديثه بحنين في عيناه وكأنه عاد يعيش تلك اللحظات المهمة بالنسبة اليه.
" أدرك أنكما غاضبان ولكني حقا لست معكما لأن والدي قال ذلك...ما بين ثلاثتنا يفوق زملاء وأمير...على الأقل من جهتي."
كلماته الأخير أوجعتني،
" أرغب بلكمك شينجي."
تفوهت برغبتي وأكملت سيري بهدوء.
" ما معنى هذا؟؟."
صوته السائل المضطرب بجانبي جعلني أعلم أكثر أني آلمته لأجيبه أهون الأمر
" أنت المخطئ شينجي.. هل هذا هو الأمر..؟ كان يمكنك اخبرانا ولا تلفق كذبة تافهة حينها أنك لا تعرف أحد وانت تربيت على يد معلم قتال، ثم المراوغة من جديد بكذبة جديدة أنك تشاجرت مع السيد كيزارو بسبب موت أمك... هيا سنذهب الأن لسموه."
" ماذا؟؟!!"
صوته الذاهل هو ما أجابني به وأنا أشده من ذراعه لنعود لداخل القصر وتحديدا اتجاه جناح سموه.

....................

" استيقظ سموك."
كلمته من بعيد ولكن لم يجبني من خلال الانارة الخفيف لشمعة واحدة في الغرفة كان سموه مستلقي معطينا بظهره
"ماذا حدث له؟ في العادة يكون نومه خفيف"
صوت شينجي الهامس بجانبي حيث وقفنا بعد دخولنا السري من النافذة على طلب منه
" ربما حدث له شيء..؟؟"
صوته الهامس من جديد والمنذر بالشؤم جعلني أضربه بمرفقي على جانبه ليتأوه بهمس
" توقف عن تهويل الأمر، انه فقط نائم براحة."
وبخته بحدة ثم تقدمت من سرير سموه حيث هو نائم على جانبه الأيمن يقابل النافذة
أبعدت الملائة قليلا عن ذراعه ثم وكزته وأنا أهمس
" سموك...هاي..سيراي.."
مع ذكري لاسمه وكزته بحدة
" ما الذي تفعلانه في غرفتي في هذه الساعة؟؟ اذهبا للنوم."
صوته الصاحِ تماما من النوم فاجأ كلانا...!!! لقد كان صاحٍ من البداية...!!!
خطوات شينجي جاورتني وصوته المتذمر والمستفز تردد في الغرفة
" لماذا تعمدتَ التصرف كالميت سموك..؟"
" هل أنت بومة الشؤم في هذ المساء؟؟."
"أخفض صوتك أريد أن يبقى المكان هادئاً!!"

في نفس اللحظة وبنفس النبرة الهامسة خاطبته أنا وسموه
تجاهلني أنا وهو يتقدم ليجلس أمامي قليلا على سرير سموه بوقاحة رفعت له حاجبي بينما لاحظت سموه يستقيم جالس متربعا وقد أبعد الغطاء عليه
" لقد كنت سأنام حتى سمعت همسات مألوف وشخصان يتصرفان بحذر يدخلان نافذتي."
قوله المبسط على ارعابنا ولو لجزء من الثانية أزعجني ولكني هدأت نفسي وأنا أبتعد قليلا أترقب حديثهما.
نقل سموه نظره بيننا مبتسما وقال
" إذا، ما الذي أتى بكما؟"
بحدة تحرك شينجي مؤشرا بإصبعه علي مبعد الموضوع عنه
" انها هي من جرتني اليك، ولما عرفت أننا سنأتي الآن مهما اعترضتْ، أقنعتها أن الدخول من هنا أفضل وأكثر سرية."
اعتدل سموه أكثر رغم أنه يتوسط السرير باعتدال جيد، و سأل باستغراب
" أكثر سرية؟!.. من أجل ماذا؟؟."
جواب شينجي أتى فورا موضحا ببساطة
" ليس لأجل شيء فقط لنبعد شبهات او أي شيء آخر، يعني عمل في الظلام."
رأيت سموه يرمش ثم سأله بلم أعرف كيف أصفه من استغراب وتفكه في صوته
" هل أنت سفاح يعمل تحت ستار الليل؟؟"
أجابه شينجي بفطنة وجدتها شخصيا غبية وعنيفة
" تعرف أنك تستطيع الاستفادة مني في ذاك الجانب أيضا."
قهقه سموه فبدى لي أن مزاجه جيد
" حقا.. ماذا أتى بكما؟؟"
عند اعادت سؤاله أحببت تخطي هذ الأمر فهذا الغبي الذي أمامي عرفت قبل قليل أنه أحمق في هذ الأمور عندما يتعلق الأمر به فباشرت قائلة ولا زلت واقف خلف شينجي حيث هو جالس
" سموك هذا المستفز الأحمق قد اعترف أخيرا بالحقيقة، أنه تم ارساله من قبل والده السيد كيزارو."
اختفت ابتسامة سموه وهو يعود ببصره لشينجي الذي لم أرى ملامحه وهو جالس يعطيني بظهره فأكملت
" ولكن، شينجي لم يوافق على أمر والده وغادر البيت بأمر منه ليأتي إليك، وغادر وهو عازم على عدم المجيء اليك، ولكن، التقى بنا صدفة وبعدها أثرنا فضوله حسب ما قال وكما فهمت من وصفه لنا فقد كنا كبعد السماء والأرض... أنت تتصرف كالنبيل بينما أنا أنهش الطعام نهشا"
كشرت في آخر كلامي وأنا أتذكر أنه وصفني بالشراهة بينما وصف سيراي بالنبل
تحرك شينجي ملتفت لي باستفزاز قائلا
" انها الحقيقة."
رددت عليه بيأس
" أعلم أنها الحقيقة ولكنها مؤلمة جدا."
لم نحرك بصرينا عن بعض بتحدي الا على صوت سموه الذي ضحك وسقط مستلقيا للخلف، لم يتكلم أي منا حتى سكت ثم وجه كلامه لشينجي وهو يناظر السقف من خلال استلقاءه فاردا ذراعيه على السرير
" ما الذي جعلك ترفض أمر والدك؟ رغم أني أستحسنه ولكني أريد أن أعرف؟!!"
تحركت أنا للكرسي لأجلس لأني تعبت من الوقوف
بينما شينجي يرد بنبرة حيادية وبلا رحمة أخرج قوله
" وقتها فكرت أنا لم أتدرب تدريب قاسي لسنوات حتى أربط مصيري بأمير هارب، ولم أرد العيش تحت الأوامر والتقيد بها، لم أظن وقتها أنك تستحق مجهودي أو قطرة من دمي تُبذل لأجلك."
الهدوء حل على الغرفة بعد تصريحه الصريح جدا، بعد هينة تكلم سموه من جديد
" وهل أنا أستحق ذلك كله في نظرك؟؟."
ليرد فورا شينجي بلا تردد، بنبرة وصوت ثابتان
" طبعا، لو لم تكن كذلك لما رأيت وجهي أبدا."
رفع سموه ذراعيه وجذب نفسه ليعتدل في جلوسه مثل قبل ثم مد يمناه
" اذا فلنبذل جهدنا لأجل بعضنا ولأجل المملكة."
صافحه شينجي بدون قول شيء وملامح وجهه لم أفسرها سوى أنه ممتن جدا، وأنه كان خائف من الرفض... وأنه سعيد جدا راقبت ابتسامتهما الكبيرة وهي مرسومة على وجهيهما براحة، فهكذا أزيح جدار خفي كان بيننا وبين شينجي.

....................

بعد خروجنا من النافذة كما دخلنا افترقت عن شينجي لأذهب للنوم وأنا أفكر ما قاله شينجي هو كان يخاف أن يرفض، في أثناء عودتي سقطت لفيفة أمام قدمي من حيث لا أدري، حملتها بسرعة واقتربت من الانارة في الرواق المؤدي لغرفتي لأبدأ في قراءتها
" أعلم أني تماديت في تصرفاتي ولكن كل ذلك حرص من أجل حياة سموه، لا أرغب أن يعيد التاريخ نفسه، ولا أريد أن يعيش شخص آخر مثل ندمي وحسرتي على تهاوني في عملي... ابذلي جهدكِ."
لم يضع اسمه ولكني عرفته انه السيد كيزارو.
بعد دخولي لغرفتي رميت الرسالة في نار المدفئة لتحترق فأنا لا اجد سبب لبقائها فقد أكملت مهمتها، نزعت درعي وغيرت ثيابي وخلدت للنوم في استعداد للغد.
.
..
..
انتهى الفصل الخامس







 
 توقيع : lazary

ايناس....نبع الأنوار

التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 09-10-2023 الساعة 09:28 AM

رد مع اقتباس