عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2022, 08:25 AM   #5
نسمة شتاء
عضوة مميزة


الصورة الرمزية نسمة شتاء
نسمة شتاء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 432
 تاريخ التسجيل :  Jun 2020
 المشاركات : 8,822 [ + ]
 التقييم :  95313
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkslategray
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



هداية الحيران
في
الاستعداد لرمضان

الحلقة الخامسة :
( حكم من أفطر رمضان )

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الفطر في نهار رمضان بغير سبب شرعي كبيرة من الكبائر،
وإثم عظيم يحرم الإقدام عليه،

لأن تعمد الفطر انتهاك لحرمة هذا الوقت العظيم ومخالفة لأمر الله تعالى

في قوله:
(ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ ) {البقرة: 187}.

وقد ورد وعيد شديد فيمن يتساهلون في الإفطار فيقدمونه عن غروب الشمس؛

وذلك في حديث أَبي أُمَامَةَ البَاهِليِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:

«بينَا أنَا نَائِمٌ إذْ أَتَاني رَجُلانِ فأخَذَا بضَبْعِي -أي: عَضُدِي- فَأَتَيَا بي جَبَلاً وَعْراً فَقَالَا لي: اصْعَدْ، فقلت: إني لا أُطِيقُه،

فقَالَا: إنا سَنُسَهِّلُه لك،
فَصَعَدتُ حتى إذا كُنتُ في سَواءِ الجَبَل إذا أنا بِأصْواتٍ شدِيدَةٍ،

فَقُلْتُ: مَا هَذهِ الأَصْواتُ؟
قَالَوا: هَذا عِوى أَهْلِ النَّارِ،
ثمَّ انْطُلِقَ بي فَإِذا أَنا بِقَومٍ مُعَلَّقِين بِعَرَاقِيبهِم، مُشَقَّقَةٍ أَشْدَاقُهُم تَسِيلُ أشْداقُهُم دَماً،
قَالَ: قُلتُ: مَن هَؤُلاءِ؟
قَالَ: هؤُلاءِ الَّذين يُفطِرُون قَبلَ تَحِلَّة صَوْمِهِم» (صححه ابن خزيمة وابن حبان)

فإذا كان هذا هو عذاب من صاموا وأفطروا قبل الغروب ،

فما هو عذاب من انتهكوا حرمة الشهر بالإفطار فيه؟!
ومن جاهروا بفطرهم وأعلنوه على الملأ، محادين الله تعالى، داعين غيرهم إلى فعل ما فعلوا؟!

نعوذ بالله تعالى من الضلال والغواية

قال تعالى :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ * يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المجادلة: 5-6] .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(من أفطر عامداً بغير عذرٍ كان تفويته لها من الكبائر )

وقال الإمام الذهبي في الكبائر:
( وَعِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ مُقَرَّرٌ أَنَّ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ وَالصَّوْمَ أَنَّهُ شَرٌّ مِنْ الزَّانِي وَمُدْمِنِ الْخَمْرِ بَلْ يَشُكُّونَ فِي إسْلَامِهِ وَيَظُنُّونَ بِهِ الزَّنْدَقَةَ وَالْإِلْحَادَ ) . اهـ.

فعلى من وقع في ذلك أن يتوب إلى الله تعالى بالندم والعزم الصادق على عدم الإفطار مستقبلا بغير عذر شرعي،
وعليه المبادرة بقضاء ذلك اليوم ،

وإن كان فطره بالجماع فإنه يلزمه مع القضاء الكفارة ، وهي عتق رقبة ،
فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا عن كل يوم أفسد صيامه بجماع ،

وإن كان فطره بسبب أكل أو شرب أو نحوهما
فالراجح أنه لا تلزمه الكفارة الكبرى ،
وإنما تجب عليه التوبة والاستغفار ،
وقضاء ذلك اليوم فقط ،
ولا يسقط القضاء ولا الكفارة لطول المدة .


وإلى لقاء آخر إن شاء الله ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


 
 توقيع : نسمة شتاء



لا تختلط بأكملك مع الناس
أحتفظ لنفسك ببعض منك...

المدونة....https://woonder-land.com/vb/showthread.php?t=1779


رد مع اقتباس