الموضوع: في جَوف غيْمة.
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2020, 10:56 PM   #10
AM.
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية AM.
AM. غير متواجد حالياً




.
.
على حافةِ الرصيف تسير، تمضي بلا توقف رغم ما يصادفك من عثرات..
تقفز هنا وهناك، وتحاول مسرعًا تفادي الصدمات.

تُباغتك رائحة مألوفة، تمضي نحوها، إنها ثمرة جهدك وعملك الدؤوب، وسهرك لساعاتٍ متأخرة من الليل، تنقضّ عليها متمسكًا بها بكلتا يديك الرقيقتين، وتَعضّ عليها بنواذجك..
تبتعد بسرعة وخفة، خشيةَ أن يسلبها منك أحد الفاشلين المتّكلين على الغير!
تفكر بينما أنتَ تتمتع بها وتتلذذ، والفراشات تُراقص قلبك الصغير:

مالذي يجعل هؤلاء يعتقدون أن أحدًا مسؤولٌ عن حياتهم؟ هل من المنطقي أن يتخلى أحدهم عن حصته من الفرح، وشهادة نجاحه من أجلك؟ بعد أن تعِب وبذل الكثير في سبيل ذلك؟

لا وألفُ لا، ليس في عالمك على الأقل.
في عالمك كل واحدٍ مسؤول عن ذاته، صغيرًا كان أم كبيرًا، لن يفيده الاتّكال في شيء، ولن تهطل عليه ثمار الفرح من السماء!
بل عليه أن يعمل بجد، يُناضل ويكدّ، ولا يقف في منتصف الطريق، حتى لا تُسلب حياته منه!

ربما هم قلّة، من يأويهم أحدٌ ما، يدفيه من قسوة العالم ويعتني بهِ حبًا، مهما كان له من العمر..
يُراودك شعور الغبطة كلما فكرت بهم إزاء نومك، لكنك تُغمض عينيك مستسلمًا، راضيًا بما تعيشه فحتى وإن كنتَ له كارهًا، فليس لك من الأمر شيء..

حتى وأنتَ قد نلتَ كفايتك من العثرات والسقوط والصدمات، يأتيكَ من يستمتع بإيذاءك، فيرمي عليكَ حجارة الكره وأشواك القسوة، وإن كنتَ محظوظًا كفاية لن تصيب إلا طرفًا من أذنك..
يَحسبُونك بلا مشاعر! لأنك لا تستطيع الشكوى.. لا تستطيع البوح! لكن الله يدري بما يجول في قلبك البريء، ولن يترك حقك ضائعًا.

بطبيعتك المُدللة والرهيفة، لا تنكر رغبتك بمن يربّت على ظهرك بكلٍ صدقٍ وحب، يسألك عن يومك ويخبرك أن الحال غدًا سيكون أجمل..

لكن لكَ من الكبرياء أقصاه، فعندما يقتربُ أحدهم منك تبتعد عنه وإن حاول مرةً واثنتين، وثلاث..
إلى أن تحس أنه صادقٌ بقربه، ولا يبتغي إيذاءك..
فترمي نفسك بين يديه مطمئنًا، وتسمحُ له بمداعبة شعيراتك الناعمة بلُطف.

اعرف متى تهربُ من أحدهم ومتى تقترب، انظر بقلبك لا بعينيك، ادرس تفاصيل أفعاله وكلامه، حتى تصِل لمبتغاك..

رغم حبك لمُداعبة النسيم البارد وجنتيكِ اللطيفتين وشعيرات جسدك، ورفرفة قلبك لذاك الشعور الحُلو، إلا أنك تفضل الجوّ الحار، فكم هو قاسٍ أن تصارع البرد خارجًا ولا يهتمّ لألمك أحدٌ من البشر!
رغم أن نسبة تلوثك ترتفعُ في الصيف، فأنتَ يامهووس النظافة لا تتوقف عن التذمر إن التصقت بك قاذورة حتى تُزال عنك!
إلا أنك لا تزال تفضّله.

في عالمك قد تستيقظ يومًا، بل تنتفض! على صوت زعيقٍ حاقد، ويبدأ صاحبه بمشاجرتك دون أي سببٍ يُذكر!
ويتكرر ذلك يومًا بعد يوم حتى يصبح أمرًا روتينيًا تعتاده، فلا يشكل فارقًا لك.

في عالمك أيضًا، الفتيات صعباتُ المراس، فحتى ولو كنتَ بطلًا شجاعًا مغوارًا، فلا يكفيهنّ ذلك!
عليك أن تظل معهن طوال الوقت، وتغرقهن بكلامك المعسول، وأن تجلب لهن مايطلبنه وماتشتهيهِ أنفسهم في ذات الوقت، وتحميهنّ من المخاطر في ذات الوقت، كيف؟ لا تسألني ذلك!
أنا نفسي من عشتُ من العمر سنتين لم أعرف لهذا جوابًا..
ولم أنجح في علاقةٍ واحدة على الأقل! آهٍ كم هي صعبة حياة القطط! "

ملاحظة لك يا لامعَ الأعين وطويل الشاربين:
لا تستسلم، ولا تتوقف عن عملك ومثابرتك، قد تتأخر ثمار نجاحك يومًا أو يومين، لكنها ستأتي حتمًا، وتذكر أن الله معك دائمًا، وعنايته بك تُغنيك عن كل العالمين.
"مياو إلى لقاءٍ آخر! "



بقلم الكاتب: سيد قط!
تحرير مهووسة القطط: أميرةcute8
-مَقال صغير، 10:49//مِ.




 
 توقيع : AM.


اللهم صلّ وسلم وبارك على مُحمد.
دافئ جدًا: مَعرضي~



رد مع اقتباس