عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2020, 08:59 PM   #2
seeker

Unseen realities



الصورة الرمزية seeker
seeker غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 238
 تاريخ التسجيل :  Apr 2020
 المشاركات : 15,468 [ + ]
 التقييم :  16832
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Dimgray
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة

مشاهدة أوسمتي










استعدَّ السلطان محمد الثاني سياسيًّا وعسكريًّا لذلك الفتح؛ ثم حشد الفاتح أكثر من ربع مليون جندي
أحدقوا بالقسطنطينية من البَرِّ، واستمرَّ حصار المدينة ثلاثة وخمسين يومًا، تمَّ خلالها بناء منشآت عسكرية ضخمة،
واستقدام خيرة الخبراء العسكريين، ومن بينهم الصانع المجري الشهير أوربان، والذي استطاع صُنْعَ مدافع عظيمة
تقذف كرات هائلة من الحجارة والنار على أسوار القسطنطينية. وكان من بين العقبات الرئيسية أمام الجيش العثماني تلك السلسلة الضخمة؛
التي وضعها البيزنطيون ليتحكَّمُوا بها في مدخل القرن الذهبي، والتي لا يمكن فتح المدينة إلَّا بتخطِّيها،
وقد حاول العثمانيون تخطِّي هذه السلسلة دون جدوى؛ فنقل سبعين سفينة
بعد أن مُهِّدت الأرض وسوُيت في ساعات قليلة، وتمَّ دهن الألواح الخشبية ووضعها على الطريق تمهيدًا لجرِّ السفن عليها مسافة ثلاثة أميال،
وقد تمَّ كل هذا في ليلة واحدة، وبعيدًا عن أنظار العدوِّ، فتمَّ استكمال حصار المدينة من كل الجبهات.
ومن أبرز ما استعدَّ له لهذا الفتح المبارك أن صبَّ مدافع عملاقة لم تشهدها أوربا من قبل، وقام ببناء سفن جديدة في بحر مرمره؛
لكي تسدَّ طريق الدردنيل، وشيَّد على الجانب الأوربي من البوسفور قلعة كبيرة عُرفت باسم قلعة روملي حصار؛ لتتحكم في مضيق البوسفور.

- وفي فجر يوم الثلاثاء الموافق [20 من جمادى الأولى 857هـ= 29 من مايو 1453م] نجحت قوَّات محمد الفاتح في اقتحام أسوار القسطنطينية؛
وذلك في واحدة من العمليات العسكرية النادرة في التاريخ، وقد لُقِّب السلطان محمد الثاني
من وقتها بـ مُحمد الفاتح وغلب عليه، فصار لا يُعرف إلَّا به.



بعد إتمام هذا الفتح الذي حَقَّقه محمد الثاني -وهو لا يزال شابًّا لم يتجاوز الخامسة والعشرين-
اتَّجه إلى استكمال الفتوحات في بلاد البلقان، ففتح بلاد الصرب سنة [863هـ= 1459م]، وبلاد المورة باليونان عام [865هـ= 1460م]،
وبلاد الأفلاق والبغدان (رومانيا) سنة [866هـ= 1462م]، وألبانيا بين عامي [867-884هـ= 1463-1479م]، وغيرهم الكثير..

وقد كان من بين أهداف محمد الفاتح أن يكون إمبراطورًا على روما، وأن يجمع فخارًا جديدًا
إلى جانب فتحه القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية؛ ولكي يُحَقِّق هذا الأمل الطموح كان عليه أن يفتح إيطاليا،
فأعدَّ لذلك عُدَّتَه، وجهَّز أسطولًا عظيمًا، وتمكَّن من إنزال قوَّاته وعدد كبير من مدافعه بالقرب من مدينة «أوترانت»،
ونجحت تلك القوات في الاستيلاء على قلعتها، وذلك في (جمادى الأولى 885هـ= يوليو 1480م).




في شهر ربيع الأول من عام [886هـ= 1481م] غادر السلطان الفاتح القسطنطينية على رأس جيش كبير،
وكان السلطان محمد الفاتح قبل خروجه قد أصابته وعكة صحيَّة، إلَّا أنه لم يهتمّ بذلك لشدَّة حُبِّه للجهاد، وشوقه الدائم للغزو،
وخرج بقيادة جيشه بنفسه، وقد كان من عادته أن يجد في خوض غمار المعارك شفاءً لما يُلِمُّ به من أمراض، إلَّا أن المرض تضاعف عليه هذه المرَّة،
وثقلت وطأته فطلب أطباءه، غير أن القضاء عاجله؛ فلم ينفع فيه تطبيب ولا دواء، ومات السلطان الفاتح
وسط جيشه يوم الخميس [4 من ربيع الأول 886هـ= 3 من مايو 1481م]، وهو في الثانية والخمسين من عمره بعد أن حكم إحدى وثلاثين عامًا.








 
التعديل الأخير تم بواسطة seeker ; 04-12-2020 الساعة 09:02 PM

رد مع اقتباس