الموضوع: زهرة أخر العمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2020, 04:16 PM   #12
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



الهـجوم



الفصل العاشر
" الهجوم!"
كان قد مر اسبوع منذ رآها لأخر مرة وأرعبها! لكم يشعر بالحاجة الى رؤيتها ولوحتى من بعيد! يمكنه ان يذهب لتفقد احوال السيد مايكل....ولكن لا لا!! لا يمكنه ان يراها مرة أخرى!! ربما كان هذا الافضل!! نعم...بالطبع..سيسهل هذا عليه نسيانها والعودة الى حياته من جديد..قبل ان تقتحمها تلك الاسفنجة!!
كان يراقب عاملة التنظيف وهي تمسح الغبار عن المكتب, وما ان أمسكت باسفنجه صفراء..حتى صرخ قائلاً:" هذا يكفي....اذهبي الآن..لا تنظفي المكتب وأنا موجود...هل هذا واضح سيدة ماكونهي؟! لا تنظيف وأنا موجود!!"
دهشت عاملة التنظيف من عصبية الدكتور يوهان, فقالت بحيرة:" كما تريد دكتور يوهان!!"
وهي تغادر حانقة.....
"أوه يا الهي!!! ماذا أصابني!!!"
وهو يضرب المكتب بيده بقوة....ثم ينهض بتعب وعصبية ويقف مواجهاً النافذة....ومراقباً المارة....
بالتأكيد كلهم سعداء! لاهموم لديهم!!على الاقل ليس كهمي؟! كم واحد منهم يعرف اسفنجة مميتة مثلي!! اسفنجة مميتة؟؟؟؟أوه لكم تبدو هذه الفكرة سخيفة....(وهو يضحك بمرار)..لم تستطع اجمل الجميلات التمكن مني...وها هي نهايتي على يد هذه الصغيرة!!! آه سحقاً....ليست الا مراهقة...ولن تتمكن مني أبداً...لم تخلق بعد من يمكنها ذلك!"
كان يحاول اقناع نفسه بهذا الكلام......لهذا لم يسمع صوت الطرق الخفيف على الباب..! ولما لم يجب...فتح الباب ثم عاد للاغلاق....
قال بضجر دون أن يلتفت:" ما الأمر الآن؟"
" مرحباً!"
وما ان سمع هذا الصوت..حتى التفت بسرعة....ومع أنه كاد ان يسرع ليأخذها بين ذراعيه ضارباً بتوعداته وخططه عرض الحائط....الا أنه تمالك نفسه وقال ببرود تام...أدهشه نفسه
" آنسة ثومسون! كيف أساعدك؟ هل مايكل بخير؟"
توقعت تلك النبرة المتجاهلة والباردة...فأكملت تقول بحرج:" انه بخير...أشكرك!ولكن؟؟كنت..؟"
نظر اليها ببرود:" أجل آنسة ثومسون؟؟أنا أسمعكي!!!"
خطت خطوتين ثم رفعت نظرها اليه...وقالت بتوتر بالغ...
" كنت...؟ كنت أتساءل ان...ان كان بامكاني أخذ ساعة من وقتك!!"
وانتظرت اجابته بترقب ولهفة..وقلق لم تعرفها في حياتها كلها......
ويبدو أنها أثارت اهتمامه...فنظر اليها متفحصاُ كأنه لم يفهم:" هل تريدين مني الاطمئنان على صحة والدك؟"
ابتلعت ريقها بصعوبة ثم أردفت:" لا...ليس على أبي....!! بل علي!!"
ظهر القلق في ملامحه لدقيقة:" لماذا؟ هل أنتي مريضة؟؟ هل يؤلمكي شيء؟؟ تعالي اجلسي هنا..لم تقفين بعيدة!!"
وهو يشدها من ذراعها ويجلسها أمامه...." لا..لا!! أرجوك لا تقلق...لست مريضة!! انما..."
بدا وكأن صبره قد نفد:" ماذا هناك رينيه؟؟؟"
كاد قلبها يثب من مكانه لفرحتها حينما سمعته يناديها باسمها الاول.....
" أريدك أن تأتي معي!"
قال بدهشة:" والى أين؟"
" انها مفاجأة!!!"
قال باستهزاء:" أحقاً؟؟اسمعي آنسة ثومسون...لا أملك الوقت لحركات المراهقة وألعاب الطفولة...أرجو أن لا تنسي أنني طبيب ولدي مرضى يحتاجونني...فإن كان والدكي بحاجة الي يمكنني زيارته للاطمئنان عليه..وان لم يكن لديك غير ذلك...فأرجو أن تعذريني الآن لأنني مشغول!!"
وهو ينهض ويلتفت الى النافذة....
أحست رينيه بالضعف والانهزام لدى سماعها لهذه الكلمات..كيف ظنت أنها قادرة على تنفيذ خطة جولي...؟؟؟ هي لم تعتد أن تضع نفسها في مثل هذه المواقف الحرجة...وللحظة..قررت أن تترك كل شيء...فهي لا تستطيع احتمال اهاناته المستمرة....لكنها عادت فتذكرت كلمة جولي:" هل هو رجل حياتك؟؟؟؟؟"
آه تباً!! لا أحد غيره....انه هو...هو رجل حياتي.....عرفت ذلك منذ أول مرة وقعت عيني عليه!!! حسناً....سأضيف بعض البهارات والتوابل على خطتنا لعلها تنجح!!!
فنهضت وهي تقول بأسى:" أنا آسفة لأنني أضعت وقتك الثمين....ولكنني كنت حقاً آمل أن تأتي معي لتفحص أبي....لقد بدا لي متعباً هذا الصباح...وأنا قلقة عليه...لكن؟؟ ان كنت مشغولاً ...ربما أجد من ينوب عنك.....ذلك الطبيب الاشقر ربما؟؟ما اسمه؟؟؟"
نظر يوهان الى رينيه بغضب كبير...لكنه قال بهدوء...:" لقد أخبرتكي بأنه يمكنني المجيئ والاطمئنان على مايكل..فلا حاجة بكي للبحث عن اي كان....الا ان كنتي ترغبين بالطبيب الاشقر لأمر آخر!!!!"
تساءلت ببراءة " أمر آخر؟؟؟ وماذا سأريد منه سوا الاطمئنان على صحة أبي؟؟؟أنا..لا أعرف عن ماذا تتحدث دكتور يوهان!! فأنا مازلت صغيرة...ولا أفهم تعقيدات الكبار!!"
ابتسم بسخرية:" أنا مسرور...لأنكي تفهمتي ذلك أخيراً!!!"
حاولت أن لا تظهر الفرحة على وجهها حتى لا تكشفها...فأردفت قائلة:" حسناً سأنتظرك في سيارتي لأنه لا يمكنني تركها هنا!!!"
" لا حاجة لذلك...اذهبي انتي وسألحق بكي!!"
قالت بغيظ:" بالمناسبة.....أنا لا أعض!!!"
أجاب ببرود:" سأتذكر هذا!!"
ظهر الحنق على وجهها..فحملت حقيبتها وخرجت والغضب يعميها.......وما كان من يوهان الا أن أطلق ضحكة حاول أن يحبسها طويلاً!
وبعد عشر دقائق ..ظهر يوهان وهو يحمل حقيبته الجلدية..متجهاً نحو المرآب...فنادت رينيه بصوت مرتفع...وما ان لمحها حتى عاد الغضب يتراقص في عينيه....فمشى نحوها واستعدت هي لعاصفة من الغضب.......
ولما وصل..." ألم أقل لكي أن تذهبي وأنا سألحقك؟؟؟ لم أنتي مثيرة للمشاكل هكذا؟؟؟"
" ماذا ؟؟؟ألا تحب أن يراك أحدهم معي؟؟؟" قالت بتحدي.....
" أنتي فتاة مجنونة!!!"
ضحكت بعفوية ثم فتحت باب سيارتها وهي ماتزال خلف المقود.... وقالت
:" اذاً أتخاف أن تركب مع هذه المجنونة؟؟؟"
زفر طويلاً ثم ألقى حقيبته في الخلف...وركب السيارة ثم نظر اليها......
" ما هي آخر حركاتك رينيه؟؟؟؟"
ابتسمت بسعادة.....وانطلقت بالسيارة.....لكنه استمر:" ما الذي يضحكك في كلامي؟"
قالت بنعومة:" لأنك ناديتني باسمي الاول!! وأنا أحب ذلك..!!"
ارتبك وقال بسرعة:" كان ذلك بدون قصد...!!"
أغاظ ذلك رينيه فاندفعت تقول بعصبية:" هكذا اذاً؟؟؟! حسناً....عندي لك مفاجأة!!!أتعرف أين نذهب؟؟؟لا..ليس عند والدي؟؟ بل لقد قمت باختطافك للتو!!!؟؟؟"
نظر اليها نظرة غير المصدق......وما ان نظرت الى وجهه حتى أكملت بغيظ:" أجل هذا صحيح!! لقد كذبت عليك....حتى يتسنى لي خطفك!!! ما رأيك الآن؟؟؟ هل أنا مجنونة كفاية أم لا؟؟؟!!"
بدأت ملامح وجهه بالاسترخاء....ثم بالابتسام....ثم لم يستطع أن يمنع تلك الضحكة من الافلات......وتتابعت بعدها الضحكات....
نظرت رينيه اليه....تلاشى غضبها شيئاً فشيئاً....لقد بدا وسيماً جداً..بل رائعاً وهو يضحك...لماذا لا يضحك دائماً؟؟انه يناسب وجهه كثيراً!!!
" هل الامر مضحك الى هذا الحد؟؟" تساءلت رينيه وهي تبتسم....
استرخى رأس يوهان على الكرسي خلفه...وقال وهو مغمض العينين......والبسمة ما تزال مرتسمة على وجهه....
" أنتي مليئة بالمفاجآت!!!"
ابتسمت رينيه أكثر..." وهل يعجبك هذا؟"
فتح عينيه ونظر اليها:" الى أين تنوين الوصول ؟؟"
عادت للنظر أمامها...وقالت بهدوء:" أظنك تعرف....! ولكنك ترفض التصديق!!!"
اعتدل في جلسته...:" ما تفعلينه لا طائل منه!!! بل سيعذبكي أكثر!! وهذا ما لا أريده!!"
قالت وهي توقف سيارتها....:" سنرى! والآن هيا يا رهينتي...امشي أمامي والا سأطلق عليك حبة زيتون من هذا الخبز الفرنسي اللذيذ!!"
ابتسم يوهان رغماً عنه وهو ينظر حوله...:" أين نحن؟؟"
قالت وهي تسحب ذراعه وتمسك بيدها الاخرى بسلة نزهات...:" اننا في المنتزه!!ألا ترى!! هيا بنا"
ترجل يوهان من السيارة....وأخذ ينظر حوله وهو يضع يديه في جيوبه..ثم نظر الى رينيه الى بدأت تسير أمامه...وهي تبحث عن بقعة ليجلسا عليها......
لم يستطع أن لا ينساق وراء رغباتها....لا يعرف كيف تجبره على ذلك...ولكنه يرى نفسه سعيداً ومتحمساً لهذه النزهة معها!!!
ولما وصل....كانت قد وضعت ملاءة بمربعات زرقاء على الارض وجلست عليها بعد أن خلعت حذائها....نظرت اليه...وقالت بعفوية.
" هيا اخلع حذائك أنت أيضاً!"
" ماذا؟"
" حتى تستطيع الاحساس بملمس العشب تحت قدميك....انه شعور رائع ومنعش..هيا ريثما أنتهي من تحضير الشطائر!!"
دهش يوهان..لكنه كان يشعر بحماس ودهشة لا مثيل لهما.....انه شعور جديد...لكنه هادئ ومريح!
فاقترب وجلس الى جانبها وخلع حذائه وجواربه كما طلبت منه......وهو لا يصدق بأنه قد فعل ذلك....
ابتسمت رينيه وهي تراه يفعل ذلك....ثم قدمت له طبق الشطائر وكوباً من عصير الليمون المنعش.....
بدآ بتناول وجبتهما وهما يشعران بالسلام والهدوء......" يبدو أنكي قد خططتي لكل شيء!"
" أليس هذا أفضل من جو المستشفى الخانق؟؟"
ابتسم يوهان وأردف قائلاً:" هذا صحيح! لكنني لاأستطيع الاعتياد على هذا!! تأتي أيام لا أستطيع فيها حتى الجلوس!!!"
تأملت رينيه يوهان ثم قالت:" عملك متعب جداً....لكنك بارع فيه!! أتمنى أحياناً لو أكون مريضة لديك!!"
ظهر العبوس على وجهه:" لا تقولي ذلك !!! لا أتمنى أبداً أن أراكي مريضة!!"
ابتسمت رينيه:" هل تخاف علي يوهان؟؟"
ظهر الارتباك على وجهه ثم أردف قائلاً:" كيف حال والدك؟"
أدركت رينيه أنه يغير الموضوع:" انه بخير....أتمنى أن يكون كذلك!"
شعر بنبرة الحزن في صوتها....فقال بعطف:" وهل أنتي بخير؟"
رفعت عينيها اليه فبدتا كشظايا البلور المكسور, لكنها قالت باسمة:" أجل أنا كذلك....كل ماهنالك....هو أنني !!اسمع..لا أريد أن أفسد نزهتنا هذه...لننسى الامر الآن...وهيا بنا نمشي قليلاً ما رأيك؟؟"
ابتسم موافقاً وهو ينهض ويمد يده اليها ليساعدها على النهوض...نظرت اليه غير مصدقة..لكنها سرعان ما ابتسمت واندمجا معاً كأنهما صديقان قديمان.....
كان يوهان يفكر فيها....المسكينة تتعذب وحدها بصمت وترزح تحت ضغوط وأعباء ثقيلة عليها....انها تخفي قلقها وخوفها على أبيها...وبقائها في هذا العالم وحدها!! لكم هي شجاعة هذه الصغيرة....والى جانب كل هذا...تستطيع الابتسام والضحك ونثر الهدوء والحب بكل بساطة على من هم حولها!!! حقاً....انها مليئة بالمفاجآت!!!!
أيقظت رينيه يوهان من شروده وهي تطلب منه الذهاب الى غرفة التصوير الفورية...كان يوهان قد وضع تزمته وقساوته جانباً هذا النهار....وكان يصعب على رينيه ان تصدق بأن هذا الشخص الذي يبادلها الضحك والاحاديث المشوقة..هو نفس الطبيب المتحجر على حد تعبير صديقتها جولي....ومع هذا كانت سعيدة جداً بهذا التغير الرائع...بل رغبت لو أن هذه النزهة لا تنتهي أبداً!
وما ان دخلا غرفة التصوير....حتى بدأت رينيه بعمل أشكال مضحكة في وجهها...وجاراها يوهان في ذلك....فأخذت تضحك بشدة....وكانت الكاميرا لا تتوقف عن التصوير أمامهما...
وأخيراً هدأت رينيه...وهي ترى يوهان ينظر اليها نظرة...غامضة..فيها بريق خطير....لكنه سرعان ما استدرك نفسه وقال بأن عليهما المغادرة....نظرت رينيه اليه وقد ارتسم الحزن على وجهها.....وقبل أن تنتزع رينيه شريطي الصور...كان يوهان قد أصبح في السيارة....!!!
عادت وملامح التأثر بادية عليها..جلست خلف المقود.وأغلقت الباب....التفتت الى يوهان..
" هل أنت غاضب؟؟"
كان وجه يوهان ينذر بالشر..لكنه اكتفى بالقول:" كلا...لكنني تأخرت عن عملي!!"
آثرت رينيه الصمت....هاقد عاد اذاً الى مزاجه الساخط الجاف.....ولكن لماذا؟؟؟ ماذا حدث فجأة؟؟؟ تحركت بالسيارة.....ولم يقولا اي شيء طوال الطريق....و لما وصلا المستشفى.....
لم يغادر يوهان السيارة كما توقعت...بل بدا وكأن كليهما يود ان يقول شيئاً...ولما طال الصمت...بادرت رينيه...
" آه تذكرت....لقد نسيت نسختك معي!" وهي تسحب شريط الصور من جيبها وتعطيه اياه....فأخذها بسرعة واحتفظ بها في جيب سترته الداخلية دون النظر اليها حتى..." أشكرك!"
وهو يهم بالخروج...لكن رينيه استوقفت ذراعه..:" يوهان؟؟ماذا حدث؟؟ لا أفهم!!"
رفع يدها عن ذراعه بهدوء...وكان ذلك كافياً لتنخرط في بكاء مرير..لكنها تمالكت نفسها....,بدا عليه التوتر وقال بعد أن سحب نفساً طويلاً وهو ينظر اليها..:" أنا لا أناسبكي..عليكي أن تفهمي هذا! نعم لقد استمتعت بنزهتي معك...لكن الامر لا يتعدى ذلك...."
" ولكن؟؟"
" رينيه أرجوكي! هذا يكفي....لا مزيد من حركات المراهقة....فلقد ضقت ذرعاً بها!!!"
قالت وهي تلملم دمعها:" أتعني أنك؟؟"
أردف وهو يحول عينيه عنها:" أعني..بأنني لا أريد رؤيتك مرة أخرى!!أرجو أن تفهمي ذلك!!"
لم تشعر باهانة أكبر من هذه في كل حياتها ومع هذا رفضت الظهور بالضعف أمامه..فتمالكت نفسها.....وهي تتحامل على نفسها لتبتسم...و لتتحاشى النظر اليه...
" حسناً لا بأس! (مع أن قلبها كان على وشك التوقف...!)..على كل...فلقد عدنا أنا وبيتر لبعضنا!!!"
نظر اليها بغضب وقسوة وقال بصوت متهدج:" ماذا قلتي؟؟؟"
نظرت اليه سريعاً...وحينما رأت مدى غضبه...شعرت بالقوة تجري مجدداً في اوصالها..فعادت تنظر أمامها وقالت ببرود:" انه مقارب لي في العمر...كما وأنه لم يتوقف عن حبي لحظة واحدة!! فماذا تريد الفتاة أكثر من هذا!!"
أمسكها من ذراعها بشدة آلمتها...وجذبها نحوه...وقال وقد بدا وجهه الآن مرعباً أكثر من ذي قبل....ومع ذلك..بدا وكأنه يفكر ويحاول انتقاء كلماته بحذر....خشية ان ينفجر!!!
" ألم يقم ذاك الوغد بإيذائكي؟؟ هل أنتي مجنونة؟؟؟لابد من الحديث مع والدك ليضع حداً لهذه السخرية!!"
" لا دخل لأحد بي!! انني حرة في كل ما أفعل...!!وان كنت سأرحل مع بيتر فهذا شأني وحدي!!"
لم يعد يستطيع يوهان تمالك نفسه...:" أهذا ما تريدينه؟؟؟حسناً...هيا اذهبي...ماذا تنتظرين!!ولكن اعلمي أن هذه ستكون الضربة القاضية لوالدك!! أفهمتي؟؟أمر كهذا كفيل بالقضاء عليه!!"
قال ذلك وهو يخرج من السيارة......وما ان اقفل الباب....حتى انطلقت رينيه بأقصى سرعة لديها....مما أثار جنون يوهان فنادى بصوت عال..." رينيه!!!!...رينيه أيتها المجنونة!!!" ولكن صوته ضاع في الهواء.....وكانت الامطار قد بدأت بالتساقط.....
" أه..يا الهي!!!"
وهو يسرع الى سيارته....
كانت دموعها تنهار بلا توقف....كيف ظنت أنه سيكون بامكانها تحمل كلماته واهاناته والاصرار على الظهور أمامه....كيف ظنت أنه بامكانها تنفيذ خطة جولي؟؟؟ كيف ظنت أن بامكانها أن تجعله يحبها ويتمسك بها؟؟!!
لقد كانت واهمة اذاً....انه متحجر حقاً...بارد وعديم الاحساس....ولكنها تحبه...تحبه...؟؟فكيف السبيل الى نسيانه.......
" آه يا الهي!!!"
وهي تضرب المقود بيدها بقوة......ودموعها تغطي عينيها....وتقود السيارة بسرعة جنونية...بينما الامطار تزيد غزارة وتغطي الزجاج الامامي لسيارتها..فلم تعد ترى شيئاً لذا توقفت على جانب الطريق....وأسندت رأسها على المقود....


 
التعديل الأخير تم بواسطة JAN ; 05-10-2020 الساعة 04:29 PM

رد مع اقتباس