الموضوع: زهرة أخر العمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2020, 04:20 PM   #15
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



امرأة لليلة واحدة


الفصل الثاني عشر
" امرأة لليلة واحدة"
حينما عادتا للمنزل بعد جولة شاقة في المحال التجارية....فوجئت رينيه بوالدها يخبرها بأن يوهان قد قام بمهاتفته والاطمئنان عليه...وطلب الاذن منه على اصطحاب رينيه الى سهرة الغد!!!!
" يطلب الاذن من والدكي؟؟؟؟ما بال هذا الطبيب؟؟كأنه يعيش في عصر آخر!!الذي يراه بصحبة تلك الحمراء....لا يصدق أبداً...تصرفه هذا!!!"
" لايهمني ماتقولين!! ولكنني أرى تصرفه هذا في غاية الرقة والنبل!!!ثم كفي عن مضايقتي وأسرعي قليلاً..فلم يعد هناك وقت طويل يفصلنا عن السابعة والنصف!! لا أريد أن أتأخر!"
" حسناً...هاقد انتهينا!!!"
نهضت رينيه من مكانها لتقف وتتجول أمام جولي بحركة استعراضية واضعة احدى يديها على خصرها...قائلة:" ها؟؟ما رأيكي؟ "
أطلقت جولي تصفيرة حادة...ثقبت أذن رينيه......" رائعة!! فاتنة!!! أؤكد لكي...بأن شيطانكي العنيد....سينهار هذه الليلة وسيقدم لكي قلبه على طبق من فضة!! أنا واثقة!!!"
ضحكت رينيه من قلبها وهي تنظر الى المرآه.....حقاً بدت فاتنة ومغرية....وأكبر من عمرها بسنوات....وهذا ما كانت تريده!!!
كانت ترتدي فستاناً طويلاً بدون حمالات من قماش حريري أبيض مموج باللونين الفيروزي والذهبي...يضيق عند الركبتين ثم ينسدل بنعومة....لبرز جمال جسمها الرشيق...وأنوثة صارخة لم تتعرف اليها رينيه قبل الآن!!!
أما شعرها فقد عمدت جولي الى تسريحه باحدى تلك التسريحات العصرية المثيرة....فقامت بعقص جميع خصلات شعرها على شكل تموجات رقيقة ثم جمعتها كلها الى جانب واحد..بعد أن قامت برفعها الى الاعلى بدبوس ذهبي ولم تنس ترك خصلة حائرة وحيدة لتتدلى على جانب وجهها الايسر...
وأما زينتها فكانت الاكثر اثارة.......
حيث أنها تعمدت التركيز على رموشها السوداء الطويلة لتبدو أكثر غزارة وكثافة...وأضافت ظل العيون على جفنيها بشكل يبرز زرقة عينيها الرائعتين...فبدتا مغريتين الى ابعد حد.....
أما أحمر الشفاه...فاكتفت بوضع لون كريمي ذو لمعة طبيعية خفيفة.....
لقد بدت أشبه بعارضة أزياء مثيرة...خرجت للتو من احدى مجلات الموضة......
لقد أصبحت أخيراً تلك المرأة المغرية الناضجة التي تمنتها....ولكن؟ يبقى رأي يوهان...هو الفيصل؟؟فهل ستعجبه هكذا؟؟!!
غادرت جولي على عجل وهي تتمنى لرينيه وقتاً سعيداً...وتشير لها من خلف ظهر السيد مايكل...بإشارة الهاتف وهي تتوعد!! ضحكت رينيه وهي تحرك شفاهها بدون أي صوت..."مجنونة!"...
ولم تمض دقائق حتى قرع الجرس وظهر يوهان وأخذ يتكلم مع السيد مايكل لبرهة وصمت فجأة حينما تهادت تلك الحسناء أمامه ....
نظر السيد مايكل خلفه...ابتسم قائلاً:" هاقد أتت جميلتي الصغيرة!!"
اقتربت رينيه بحياء..خاصة وهي تلمح نظرات يوهان التي تكاد تلتهمها...." مرحباً.."
تمالك يوهان نفسه...وقال برسمية:" أهلاً...هل أنتي جاهزة؟"
أجابت بهز رأسها.....
" اذاً هيا بنا..! لا تقلق مايكل سأعيدها قبل الثانية عشرة!!"
نظرت اليه بحنق ولوم....تجاهل نظراتها وهو يحاول اخفاء ابتسامته....
ابتسم السيد مايكل قائلاً:" حافظ عليها يوهان.....وأعدها سالمة!!"
قاطعته رينيه باحراج:" أبي!!! (وهي تقول بصوت أشبه بالهمس)..أنت تحرجني!!كما أنني لست طفلة!!"
" ومم الحرج الآن؟؟ألأنني أوصي يوهان عليكي؟؟آه حبيبتي..أي نوع من الآباء سأكون اذاً ان لم أفعل ذلك!! ثم أنني أعرف كم أنتي مندفعة...ألا تذكرين حينما..."
قاطعته رينيه بقبلة سريعة على جانب وجهه..:" حسناً..حسناً أبي..نحن مضطرون للذهاب الآن....لا تطل السهر...وكما قال يوهان....لن أتأخر!!"
ضحك السيد مايكل:" حسناً...استمتعي بوقتك!"
كان يوهان يستمع لهذا الحوار الشيق وهو يبتسم ... لكنه قال أخيراً بعد أن خرجت رينيه من الباب...:" لا تقلق...سأحافظ عليها...!! عمت مساءاً!"
ودعه السيد مايكل بابتسامة....وظل واقفاً على الباب حتى تواريا عن الانظار.....
قالت رينيه بحرج:" أعتذر عن تصرفات أبي....فهو دائم القلق علي!! ولكنه لا يعني ما يقول!!"
قال يوهان بدون ان يلتفت اليها:" ولم الاعتذار؟ أنا لا أجد أي شيء غريب فيما يفعله مايكل...!!بل يعجبني ذلك جداً...."
تسائلت رينيه بدون اكتراث:" حقاً؟ لم لا يفاجأني ذلك؟" وهي تشيح بوجهها الى النافذة...
اختلس نظرة اليها..ثم ابتسم...وقال فجأة:" في الحقيقة....لو كان لدي ابنة شيطانة..مثيرة للمشاكل....وفاتنة!! لفعلت أكثر من هذا!!!"
اكتست وجنتيها بالحمرة....وأطرقت صامتة وهي لا تعرف ماذا تقول.....
اتسعت ابتسامته أكثر......لكنه أخذ يحدق فيها بملء عينيه....وأحست هي بذلك...فنظرت اليه فجأة..وقالت بتوتر
" أهناك خطب ما في مظهري؟"
أجاب بهدوء:" أبداً!"
" اذاً لماذا تنظر الي هكذا؟"
شعرت فجأة بأن ثقتها بنفسها تنهار...أيعقل بأن مظهرها لا يعجبه؟؟؟ولكنه لم يعلق بأي كلمة!! حتى وان كانت لا تعجبه فمن الذوق أن يقول ولو كلمة مجاملة! فهل ستجلده بالسوط ان كذب وقال كم هي جميلة!! آه...كل هذا التعب ذهب سدى!! ستضحك جولي منها كثيراً....تلك المجنونة!!
بدأت تتخيل صورة جولي وهي مستلقية على ظهرها وتمسك بطنها من شدة الضحك....فهذه هي عادتها!!
كان جبينها مقطباً...وهي سارحة برد فعل جولي حينما ستخبرها بذلك!!! لكنها استيقظت على كلمات هزت كيانها وزلزلته.......
" ما بال الاسفنجة الجذابة اليوم؟ أكل شيء على ما يرام!!"
تنبهت من شرودها...:" أوه...أجل..بالطبع! "
" وهذه التقطيبة التي تكسو وجهك الرقيق!! ما السبيل الى ازاحتها؟؟؟"
نظرت اليه دهشة....ثم عاد الاحمرار الى وجنتيها الناعمتين......
" آه...صغيرتي رينيه!! مازلتي تحمرين خجلاً!!! مع أنكي اليوم....تبدين كشيطانة فاتنة...يتساقط الرجال صرعى هواها!!"
توقفت تقريباً عن التنفس وحاولت جمع شتات نفسها قبل أن تجيب لكن يبدو أنه لاحظ ذلك فقال برقة:" اهدأي رينيه ألا يمكن للمرء التكلم معكي دون انفعال؟ تتصرفين وكأنكي لم تسمعي ذلك قبلاً!"
هي سمعت ذلك وأكثر من ذلك قبلاً....وكثيراً أيضاً.....لطالما تهافت عليها الفتيان وكانت بمثابة الحلم لهم..بجمالها وبراءتها وطيبة قلبها...لكن كل ذلك لم يكن يعنيها....هي كانت تحاول امضاء وقت ممتع مع رفقائها...ولكن ليس أكثر من الصداقة....
كانت تجدهم مملين...تافهين....ويفتقرون للخبرة...
كانت دوماً تحلم بفارس أحلامها...كرجل ناضج...ذو خبرة...ودراية....يعرف كيف يدللها ويحبها...ويجعلها تعيش معه أجمل قصة حب في هذا القرن!!!
هي كانت تنتظر شخصاً مثل يوهان....لكن أحلامها لم تكتمل...فيوهان لا يبدو مهتماً بها كثيراً! هي تلحظ أحياناً الرغبة في عينيه....لكن هذا ليس ما تريده! انها تريد الحب!!!
لا يعرف يوهان..كم هي تحبه.....وكم يسعدها ويذيبها حينما تسمعه يتحدث عن جمالها وفتنتها بهذا الشكل.....حينما تسمع ذلك...من حبيبها!!!! ولكن؟ كيف له أن يفهم شيئاً...لم يمر به!!
تمالكت أعصابها قليلاً وقالت بشيء من الكبرياء:" من قال اني منفعلة؟؟أنني فقط استمع اليك!"
تبسم ضاحكاً من قولها...:" ليست هذه عادتك أبداً!!"
نظرت اليه....يا الهي!! كم يأسرني ويجعلني أذوب معه.....لو أنه فقط...يبادلني المشاعر!!منذ أن رأيته...وأنا أشعر بأن مقعده محجوز في قلبي..بل هو كذلك منذ الازل!!! يا الهي!! كيف أبتعد عنه؟؟وروحي مشبعة بعشقه!!أوه...يوهان!! يا معذبي القاسي....ألا تكفيك كلمة...لا حياة بدونك؟؟؟
وقطع عليها تخيلاتها توقف السيارة....فقالت بانزعاج:" هل وصلنا؟"
كان قد خرج...فأدركت أنها تكلم نفسها!!قال وهو يفتح لها باب السيارة:" تفضلي آنستي!!"
هبطت وهي تحاول الابتسام....وتأبطت ذراعه..وولجا الى الداخل.......وهناك ..قامت بخلع الشال المرافق لفستانها....وناولته لعامل المعاطف....وما ان عادت لتتأبط ذراع يوهان...حتى وجدته ينظر اليها بشوق..ورغبة كبيرتين....لكنه نزع عينيه فجأة عنها...وهو يشدها من ذراعها..قائلاً بتوتر:" هيا بنا!"
وماهي الا لحظات حتى تعرفت رينيه على جميع أصدقاء يوهان وشلته من العلماء والاطباء ورجال الاعمال الذين يختلط بهم يوهان انه عالم مختلف تماماً عن عالمها!! كما أن ذلك جعلها تشعر بحجم الهوة بينها وبينه....هي ليست من عالمه....ولا من محيطه!! فردة القرط الواحد الذي ترتديه أقل سيدات هذا الحفل ثراءاً يساوي كل ما تملكه هي ووالدها بمرات....
فكيف لها أن تضاهيهن؟؟!أطرقت صامتة وهي تشعر بأنها أخطأت بقدومها الى هنا....
لاحظ يوهان الكآبة والحزن اللذين سكنا عيني رينيه فجأة....لكنه لم يعرف لذلك سبباً!
وما هي الا لحظات...حتى اقتربت سيدة رائعة ترافق رجلاً وسيماً رزيناً...وعانقت يوهان بشدة...وهي تختلس النظرات الى رفيقته الجميلة....لم تكن هذه السيدة سوا جيني شقيقة يوهان!!!
" جيني! لم أعرف بحضوركي!!"
" أوه يوهان! أنسيت بأننا نحضر هذا الاحتفال كل عام!!بل مايثير حيرتي...هو حضورك أنت هذه المرة؟؟؟لطالما كنت تعتذر وتتغيب متحججاً بالمرضى....هل لهذا علاقة برفيقتك الفاتنة؟؟؟ألن تعرفنا عليها؟؟" قالت وهي تتطلع بشوق الى رينيه....
بدا على يوهان الارتباك قليلاً..لكنه أخفى ذلك بمهارة وهو يجذب رينيه من ذراعها..ويضع ذراعه على خصرها برقة...قائلاً:" لا أظن بأن هناك حاجة للتعارف جيني...فأنتما تعرفان بعضيكما!! كيف حالك ريتشارد؟؟"
وهو يصافح زوج شقيقته...., شعرت رينيه بالحرج كذلك...لكنها مدت يدها وهي تقول برقة..
" كيف حالكي سيدة بالتيمور؟؟"
حينها اتسعت عينا جيني وقالت بابتسامة غير مصدقة..:" يا الهي! من؟؟رينيه؟؟؟كيف حالكي يا عزيزتي؟؟" وهي تتجاهل يدها الممدودة...وتقترب معانقة اياها...مما أدهش رينيه...
" كيف حالكي يا عزيزتي؟؟وكيف هو والدكي؟؟لقد سمعت بأنه متعب؟؟!"
" أه..بخير..أشكركي كثيراً على سؤالك!"
"أوه..ريتشارد...ألا تذكر رينيه؟؟؟انها فتاة الاسفنجة الصفراء...؟؟في حفل التوأمين؟؟"
" أوه!! أجل..أجل!! لكنها كانت تبدو أصغر سناً!!"
بدا التوتر في فك يوهان.....وشعرت رينيه بذلك...حتى جيني...فوكزت ريتشارد بذراعها..وحاولت تلطيف الجو....
" آه..عزيزتي رينيه..مايقصد ريتشارد قوله...هو أنكي تبدين مختلفة هذه الليلة....انكي رائعة الجمال يا عزيزيتي....واثقة بأنكي قد سمعتي هذا من شخص آخر هذه الليلة!!"
وهي تنظر بمكر الى يوهان...مما جعل الحمرة تصعد الى وجه رينيه لكنها قالت بابتسامة عذبة..
" أشكركما حقاً..أنتي والسيد بالتيمور....انه لحقاً من دواعي سروري أن ألتقيكما مجدداً!!"
" نادنا جيني وريتشارد عزيزتي..لا داع للالقاب..!!"
" أوه...حسناً...ان كنتي تحبين ذلك!!على عكس بعض الناس!!" قالت بمكر...وهي ترفع نظرها الى الاعلى....
ضحكت جيني وهي تراقب رينيه...وقد لاحظت الامتعاض على وجه يوهان...
" هذه هي عادته!! ولكن لا تقولي بأن ذلك مستمر حتى الآن؟؟؟"
تكلم يوهان أخيراً:" هل يمكنكما التوقف عن الحديث عني..وكأنني غير موجود؟؟؟"
ضحكت اثنتاهما.....وتكلم ريتشارد مرة أخرى...لينشر الفوضى من جديد.....
" آه!..اذاً لهذا السبب قام يوهان بأخذ شريط الفيديو..الخاص بحفلة التوأمين!!؟؟ أه أيها الماكر!!"
لكن جيني تشنجت فجأة...ولم يكن حال يوهان بأحسن منها......وكزت ريتشارد بشدة وهي تبتسم وتقول معتذرة:" أظن بأن علينا الذهاب الآن...سررت بلقائك رينيه!!"
" وأنا كذلك!!" وهي تحاول ان تخفي ابتسامتها......
قال ريتشارد بحيرة...وهو لا يدري ماذا حصل:" حسناً..سررت بلقائكم....بالاذن!!" وجذبته جيني بسرعة ليختفيا عن الانظار.....
كانت مازالت ملامح الحنق ظاهرة على يوهان....لكن رينيه كانت تتبسم بخبث وهي تحدق اليه..منتظرة انفجاره في أي لحظة....
لاحظ هو نظراتها تلك......فقال أخيراً ولم يستطع ان يمنع نفسه من الابتسام...مما أدهشها...!!لم يكن هذا ماتوقعته...ماذا حدث له الليلة؟؟ ماذا يخطط؟؟؟
" حسناً!!قولي كل ما لديكي مرة واحدة!! ولننته!"
قالت ببراءة واضحة:" أنا؟؟وماذا لدي لأقول....! كل ما هنالك....أنني كنت أفكر..في شخص...اتهمني مرة بالكذب!!واتضح لي اليوم....بأنه لم يكن أفضل حالاً مني!!!"
قال بضحكة سلبتها عقلها:"تقنياً..أنا لم أكذب!!فأنتي لم تسأليني شيئاً عن ذلك...فكيف أكون كاذباً؟؟؟"
" آه...الآن ستبدأ بتحليلاتك ونظرياتك!.....لم لا تستطيع الاعتراف..بكل بساطة؟؟؟" قالت رينيه بحنق....
جذبها من ذراعها اليه وقال وهو ينظر لها نظرات عميقة..." أعترف بماذا؟رنييه؟"
سرحت في عينيه الدافئتين.....لم يبدو اليوم مختلفاً؟؟وكأنهما عاشقان منذ الأزل...ولم يفرقهما الزمان ولا الايام....! لم يتصرف هكذا؟؟؟كم هو سهل عليه التلاعب بمشاعرها بهذه الطريقة!!ما كان يجب عليها الحضور..وما كان يجب عليها الموافقة على رؤيته ثانية...! انها تلمح في عينيه الرغبة..كما هو الحال دائماً...لكن هناك شيئاً آخر...يظهر في لمعان عينيه...لكن ماهو؟؟؟؟؟
أيريد أن يغويها؟؟؟حتى يستطيع الحصول عليها؟؟؟أتراه نسي بأنها تلك الصغيرة التي حرمها على نفسه....ولم يعد يرى سوا هذه الشيطانة الفاتنة أمامه؟؟؟هل سيتصرف معها الآن..كما يتصرف مع أي حسناء يلتقيها في حفله وتعجبه..ويرغب منها ما يرغبه اي رجل اخر؟؟؟؟هل أصبح الان ..يراها هكذا؟؟؟
عادت للوجوم....
" لاشيء أبداً!"
وما ان جلس الجميع للعشاء....حتى بادرها يوهان بصوت هادئ:" ألا يعجبكي الحفل؟"
رفعت رأسها فجأة عن طبقها الذي كانت تقلب محتوياته دون أن تتناول منه شيئاً...ثم قالت وهي ترسم ابتسامة مزيفة..." انه حفل جميل!"
" ما الامر اذاً؟؟ولم كل هذا الحزن؟"
ارتبكت وتوترت ولم يخف عليه ذلك...لكنها قالت مدافعه:" أي حزن؟؟على العكس انني فرحة جداً بوجودي هنا..."
عاد وانتصب ظهره وهو ما يزال ينظر اليها غير مصدقاً.........وبعد العشاء....شرب الجميع القهوة....ثم بدأوا بالرقص......كنوع من الترفيه......حيث أن معظم رواد ومدعوي الحفل قلما ما تسنح لهم فرصة حضور او تلبية حفل.....لذا استغلوا هذه الفرصة للسمر والاستمتاع......
تلقت رينيه أكثر من دعوة للرقص....كما حاول الالتصاق بها أكثر من رجل....لكن يوهان كان بالمرصاد.....كان يقف الى جانبها وكأنه حارسها.....حتى دفعها أخيراً للانفجار....
" أنا أستمتع حقاً يوهان!! فبينما الجميع يرقصون...تقوم أنت بصد كل الدعوات الموجهة الي...وفي نفس الوقت لا تقدم أي تعويض!!"
نظر اليها محدقاً...ثم قال بهدوء:" أترغبين بالرقص؟"
نظرت اليه غير مصدقة والغضب بتأجج في عينيها:" وهل في هذا عيب؟؟؟نعم..أرغب كثيراً في الرقص!وكنت ستعرف ذلك..لو أنك تنازلت وسألتني بدلاً من رفضك عني!!"
ابتسم برقة وقال بهدوء أثار أعصابها:" اذاً أستمحيكي عذراً آنستي! واسمحي لي بأن أكون الاول!!"
قالت في سرها بألم.." كنت دائماً الاول!!"
اصطحبها الى قاعة الرقص...وما ان جذبها اليه..ومع وجود مسافة فاصلة بينهما..الا أنها شعرت بالنيران تتأجج داخلها.....لقد كانت قريبة جداً منه!! وكان هذا كافياً لاحراقها شوقاً ورغبة.....
" أنتي راقصة ماهرة!!"
ابتسمت بحرج قائلة:" ليس كثيراً!! ولكن وجود مرافق ماهر مثلك...يساعد الشيء الكثير!!"
ابتسم يوهان:" ودبلوماسية أيضاً!!"
ضحكت رغماً عنها....." أخبرتك أنني أحب مراعاة مشاعر الاخرين........!!ومع هذا..لست راقصاً سيئاً!!"
بدت عينيه أكثر عمقاً وتأملاً وقال بصوت جذاب :" وفاتنة الى أبعد حد!"
نظرت اليه....ومع أن قوله جعل قلبها يرفرف بسعادة ...الى أنها تذكرت ما عزمت عليه منذ قليل...فقالت باسمة..
" أتقصد بأن تنكري لهذه الليلة....قد راقك؟"
قال مستفهماً:" تنكركي؟"
قالت بتصميم ظاهر في عينيها...:" أقصد...مظهر الشيطانة المغرية....!! أنت تعرف أنني لست كذلك!! في الواقع...(وهي تبتسم باستهزاء)...أنت الوحيد الذي يعرف حقيقتي هنا!!"
نظر اليها يوهان باستغراب...لكنه مالبث أن قال بسخرية:" وماذا يعني هذا الآن؟؟ ألست سعيدة بكونك أصبحتي أخيراً المرأة التي تسلب العقول وتخلب الالباب!!! ألم تسأمي كون الجميع يراكي طفلة؟؟ هل سمعت ذلك منكي...أم أنني كنت أحلم؟؟!"
قالت بحنق:" صحيح..قلت هذا!! ولكنني نادمة الآن....على الاقل بعد ما رأيته الليلة!"
ابتسم يوهان بانتصار..اذ أنه قد بدأ بانتزاع سبب انزعاجها وضيقها منذ بداية الحفل....
" وهل رأيتي ما لم يعجبكي؟؟"
هزت رأسها نافية...وهي تطرق صامتة.....لكنها عادت للنظر اليه بعينيها الرائعتين وتلك النظرة البريئة...التي بات يعرفها جيداً...لأنها تقوده الى حافة الجنون.....
" أريد أن أعرف يوهان...لماذا دعوتني الليلة؟؟"
" هل هذا ما يضايقكي؟"
قالت بتوتر:" أووه يوهان! أنت تفهم قصدي....فلم المراوغة!!"
قال بنبرة جادة:" لم أعتد على المراوغة يا صغيرتي!"
ومع أن نداؤه لها بصغيرتي استفزها...الا أنها تابعت باصرار:" اذاً؟؟ كنت أظن بأنك لا تحب رفقتي!! لا...بل أنت صرحت بذلك فعلاً!!"
" أنتي تخلطين الامور! أنا لم أقل أنني لا أحب رفقتك!! بل لا أحب تصرفاتك وطريقة تفكيرك....الا انني أجد بعد تفكير....بأنها ربما....تكون هي سبب جاذبيتك!!"
رفعت رأسها اليه..رأته يحدق بها من جديد بتلك النظرة المغرية المحمومة......حاولت الكلام..لكنه وضع اصبعه على شفتيها المغريتين...وهو ينظر اليهما بحرقة....قائلاً:" اش...لا مزيد من الكلام!"
وهو يقربها منه أكثر...لينسجما في رقص رائع ومثير....وكأن الصالة لا تحوي غيرهما.....استفاقت رينيه أخيراً عندما توقفت الموسيقى.....فجذبت نفسها من بين ذراعي يوهان...وهي تشعر بالاحراج.....
لكنه همس لها برقة:" هل ترغبين بالمغادرة؟"
هزت رأسها بالايجاب...ابتسم وهو يحيط خصرها بذراعه...كأنه يخاف أن تهرب منه....بينما نظر الجميع اليهما باعجاب...كانت تلك الصغيرة ملفتة للنظر...خاصة وان يوهان يبدو متعلقاً بها..وهو الذي لا يظهر مع فتاة واحدة..في أكثر من مناسبة!!!
ركبا السيارة......لكنه لم يوصلها الى بيتها....توقف فجأة...على جانب شارع مطل على البحر...
قالت دهشة:" لماذا توقفنا؟"
قال وهو ينظر اليها نظرته المميتة ويمد يده لها..." هل تسمحين؟"
لم تستطع المقاومة فانساقت وراء سحره..وكأنها تحت تأثير تعويذة ما......خرجا من السيارة ووقفا ينظران الى البحر الهائج....يخترق سكون الليل....والقمر يطل عليهما..ليكمل الصورة! صورة العاشقان!!!
تساءلت لتقطع توتر هذه اللحظة:" هل..زرت أبي مؤخراً!!"
لم يكن هذا مايرغب في التكلم به...لكنه أجاب بهدوء:" لا...لكنني كلمته بالامس..وطلبت منه الحضور الى العيادة للاطمئنان عليه!!"
" أوه...أشكرك...كنت.."
لكنه جذبها فجأة اليه....ضاماً اياها بشدة الى صدره....فسقط شالها عن كتفيها....مما أثار جنونه..فاندفع يتحسس أكتافها وظهرها ويضمها اليه أكثر....
لم تعد رينيه تستطيع السيطرة على انفعالاتها....فرأت نفسها تدفع بيديها خلف عنقه وتبادله عناقه المحموم.....لكن بعد برهة..تسللت اليها فكرة أليمة...رفضت التفكير بها وحاولت أن تستمتع بهذه القبلات المسروقة تحت ضوء القمر مع حبيبها العنيد....
لكنها عادت تتراقص أمام ناظريها بشدة...مما جعل رينيه تجفل فجأة...وتدفع يوهان بيديها بعيداً عنها.....
استغرب يوهان تصرفها...فعاد وأمسكها من ذراعها ليجذبها اليه..لكنها انتفضت وقالت " لا"
نظر اليها بحيرة..."لا؟؟"
ابتعدت عنه...والدموع تلوح في عينيها.....وأشاحت بوجهها عنه وهي تحدق في البحر..وقد لفت ذراعيها حولها كأنها تعانق نفسها...من برد الليل...وبرد المشاعر!!



 

رد مع اقتباس