عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2020, 08:53 PM   #5
جلنار | Gulnar

محكوم علينا بالأمل


الصورة الرمزية جلنار | Gulnar
جلنار | Gulnar غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 25
 المشاركات : 10,232 [ + ]
 التقييم :  69085
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة

مشاهدة أوسمتي














" افعل أي شيْ ، حتى لا تصل للعدم ، حيث سُجنت أنا "
سيقلك قطار التاسعة! وستكون كعادتك مشبعاً بالحماس ، تبتغي خروجاً فقط لا غير
وجوهاً جديدة ، عصراً مختلفاً ، ستخدعك النهاية بينما كانت ترتدي أثواب بداية احتلت عينيك..
في الدقيقة الأولى ستبني أحلاماً على أفق حقائب طموحاتك، ترسمها شبراً تلو الآخر
في الدقيقة الثانية وانا أنصحك بأن تعيد التفكير حتى وإن استدعى الأمر القفز من النافذة المجاورة
في الدقيقة الثالثة سيغير القطار مساره وستتوقف ساعة معصمك ، سيحتل الظلام رئتيك قبل بصرك
الدقيقة الرابعة ستتمنى لو أنك استمعت إلى نصائحي !
الدقيقة الخامسة ستفعل كما فعلت آنا ، تحاول ان تلملم بقايا أفكارك التي تبعثرت إثر الإنقلاب المخيف
في الدقيقة السادسة والآخيرة ستقابلني وأتجنب الترحيب بك، إنه ليس حادثاً لطيفاً
انتهى بك الأمر تقف هُنا ، ستنكر ما حدث وترفض تصديق أنك في فراغٍ زمني
صراخ ، بكاء ، قلق وتشتت هي حالتك الحرفية ، ستفعل كأي كائن آخر ، مقابلة الناس ؟
تلتفت محاولاً رؤية أي أحدٍ آخر ، لكنك لن تجد سوى أنا ونسختك السابقة تليها الأقدم منها
جميعكم أنا ! رفضتم الإستماع إلى ! لكننا لم نصل إلى مرحلة إدراك أن مجريات الأحداث لن تتغير أبداً
ستضحك وتقول بأني فاشلة وأنك تستطيع أن تعود إلى رشدك وسبيل السلام الأبدي لحياتك
ثم ستمضي ، تتحدث مع الغرباء، ترمم الحطام الذي يتساقط منك ، ربما هذه هي التسع ثوانٍ الأولى
ستتعثر في حديثك ويُخلق صوتاً داخل رأسك يشتتك ، ستحاربه وتبقى انت وهو داخل رأسك فقط
بجدالٍ أحمق حتى ينسى صوتك طريق الخروج ، سيبقى في مساراته الصامتة في داخلك !
وإن صادفت مجرماً في يومٍ ما وصاح في وجهك " اثبت مكانك وإلا قتلتك ! "
ستحتار إن كان يهددك أم يسدي لك خدمة !!





صوت طنين الهاتف ؛ بشكلٍ خافت ، يخشى أَن يسمعه أحد ! داخل الغرفة المظلمة
رفعت يدها من تحت الغطاء كَميت خَرق قبره ، وبتململ سَحبت هاتفها إلى حَيث مخبأها
رسائله تصلها مجدداً كما في كل ليلة ، دققت النظر في محتوى الرسالة الأولى
" أعلم بأنكِ حزينة " بأعين خامدة استمرت في الشرود بلوحة المفاتيح وأزرار الحروف
تَنهدت مستسلمة للصمت وأقفلت هاتفها ليعم الظلام من جديد ، رنة أخرى ! إضاءة الشاشة!
رسالةٌ جديدة " لربما تحتاجين للإفصاح عن حزنك ، لكن لا تفعلي ! "
لربما كان عليه أن يستمع إليها بصمت فقط ، لأن النصائح لا تأتي في وقت الخيبة
وبسأم تام شَكلت حروفها على جملة " هلا تَكرمت وأخبرتني عن السبب ؟"
" لأن البشر لهم دوافع محددة في وضعكِ هذا "
" إما يرغبون بإشباع فضولهم "
" أو بتحصيل نقاط تمكنهم من أذيتكِ لاحقاً ! "

أدخلت أناملها في خصلات شعرها ترفعه عن نظرها بتشوش ، ثلاث رسائل دهورت تركيزها
كما لو أن هذا الغريب يزيد الطين بلة رغم ان كلامه منطقي بشكل مشؤوم
هَمست بإختناق " بهذه الحال ، كيف أتخلص من هذا الثقل "
رغم أن هَمسها كان لنفسها فقط إلا ان الرسالة الجديدة كانت كما لو انه سمعها
" انظري حولكِ بشكلٍ أوسع "
" للخارج مثلاً "

اقتضاب خفيف احتل جبينها وامتلكتها مشاعر الريبة ، خَمنت بأنها مجرد ثرثرة شخص غريب
فأعادت إقفال الهاتف لتختفي إضاءته وتبقى هي في ظلامها ، ازداد الاختناق
فوجدت نفسها تترك فراشها متجهة نحو النافذة ، فقط تحتاج قليل من الهواء
أزاحت الستائر ودفعت زجاج النافذة بعيداً ، كانت الساعة الثالثة فجراً والقمر منير بشكل مثير
سَقط نظرها على الشارع فتجمدت أوصالها بالكامل !! مجسمات سوداء
بأعين مجوفة يحدقون بها ، رسالة جديدة " هل طلبتِ الظلام ؟ إننا نسمعكِ جيداً"




"
صوت ! يا أيها الصوت، هناك أمراً غريباً ، بعيداً عن اني لا أعلم من أين تأتي
ولا اهتم لمصدرك طالما الاهتمام متعب ، ولكن ألا تلاحظ بأن البشر
اعمارهم مختلفة حتى وإن تطابقت أرقامهم.
- كيف ذلك ؟
- قد ترى طفلاً هنا وشخصاً هناك شاخ فجأةً ، كلاهما في منتصف العشرين.
- العمر ، أي أكذوبة هذه !
- لا أدري، تعلم بأني فاشل في إحصاء الأرقام.
- إذاً أرني ما تجيده، ارسم
- فَقدتُ أقلامي!
- أقلامك؟ حسناً، فلتكتب.
- فَقدتُ حروفي، توقف عن ذلك!
- مالـ..، آه! اذهب لتصمم.
- فَقدتُ كل الأدوات لذا كُف عن الإلحاح.
- مالذي تخفيه بالضبط ؟ أنا أرى جيداً كل ما تَدعي فقدانه.
- فقدتُ الشغف، هل ارتحت الأن؟!
- اوه، أين فقدته ؟
- لا أدري، ربما أضعته في الأمس أو ربما سقط مني هنا أو هناك !
- أتمزح معي ! فلتبحث عنه، ماذا يكون المرء بلا شغف؟
- لا شيء ! الشغف كـقناع التنفس في مكان لا أكسجين فيه.
- إذاً، كيف تواجه الحياة بلا أنفاس؟!
- استمر يومياً بتأمل تكرار كل شيء! نفس الفراش، الوجوه،
دوران عقارب الساعة، الوجبات التي أنساها.

- شريط جاف لا ألوان فيه.
- بدلاً من حكمك التي لا آبه بفهمها خذ شموعاً ، وباشر بإستحضار شغفي.
- وما شأني أنا !
- دع فصاحتك تجيبك ، فقط باشر وسيأتي !!

















 
 توقيع : جلنار | Gulnar

تَنفس ، عِش ، أكسر كل الحواجز | أنت على قيد الحياة!

اشتم ولا تخلي شي بقلبك || اترك جمال حروفك تنور حياتي
ي

التعديل الأخير تم بواسطة جلنار | Gulnar ; 04-12-2020 الساعة 11:13 PM

رد مع اقتباس