الموضوع: قيود محببة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2020, 07:08 PM   #5
lazary
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية lazary
lazary غير متواجد حالياً










... الفصل الثالث ...





كان الوقت السادسة مساء، ماهيرا وايان يسيران معا بعد أن عادا من العمل الجزئي فبعد خروجهما من مركز الشرطة كان عليها الذهاب للعمل فأصر هو على مرافقتها ولأنهما كانا اثنان أكملا رفع الصناديق وترتيبها بسرعة في مخزن الماركات حيث تعمل هي يومين في الأسبوع
" لم أجب على الهاتف لاني كما تعلم اليوم قدمت المشروع المترجم"
" أعلم ذلك"
" إذا لماذا أنت متهجم؟؟"
صمت ولم يرد بينما يشعر بالسوء، لأنه جرها لمركز الشرطة وجعلها تخسر المال الذي تجاهد في العمل من أجله، تجاهل ذلك وسالها مبتسما
" كيف أبليت في المشروع اليوم؟"
تماشت هي الأخرى مع كلامه وأجابت
" جيدة، لقد مدحني رئيسي ولكنه قال يلزمني تجارب أكثر حتى لا أرتبك .. كنت أتأتئ من وقت لآخر"
صمتا بعد ذلك ليقول بعد هينهة
" هل وافقت على اقتراح والدتك بفتح المطعم من جديد؟؟"
فردت ذراعيها ناظرة للسماء الحمراء القريبة من الغروب وقالت له باستياء
" نادها خالتي أو حتى باسمها أنت تجعلنا نبدو غرباء، و.. أجل لقد أخبرتها بموافقتي صباحا على الهاتف فقط حتى أجمع المزيد من المال، المنطقة كما تعلم قريبة من الشارع الرئيسي والمطعم ربما ينجح هذه المرة لن يعيقنا الا تكاسلنا"
تثائبت بعد ذلك بينما رد هو وهما ينعطفا ليتراء لهما المنزل صغير المساحة ذي الطابقن
" أجد تلك فكرة رائعة أيضا سوف نتقاسم العمل وبهذا تخففين أنت الأعمال الجزئية"
قفزت عليه بمشاكسة لم تلق بعمرها ليفر هو هاربا ضاحكا
" أخي الصغير يفكر في أخته الكبيرة"
" أنظروا الى هذه الأخت الكبيرة كيف تتصرف"
وكان قد وصل للباب فتحه ودخل ضاحكا ودلفت هي خلفه سعيدة ولم يلاحظ كلاهما السيارة التي كانت تتبعهما منذ خروجهما من الماركت.

~~~~~~~~~~~~~~

في شقة صغيرة الحجم مقارنة بثراءه، رينتارو نظر للملف في يده بعد أن أمسكه من يد رجل من رجال والده.
لم ينظر له أكثر من مرة بعد أن قرأ العنوان ثم رماه في سلة النفاية قائلا وهو يعود للمطبخ الظاهر للمكان حيث كان يقف
" غادر وأخبره أن لا علاقة تربطني بها بأي شكل، كل شيء كان صدفة"
انحنى الرجل لرينتارو رغم أنه يعطيه ظهره واستدار مغادرا جامد الملامح
ذهب الضخم وأحكم خلفه إغلاق الباب ثم دخل مباشرة ليساعد سيده الشاب بينما النحيل فتح التلفاز واستلقى على الأريكة بوقاحة.
أما في داخل المطبخ راقب الضخم رينتارو وهو يقلي حبات البيض شارد الذهن لابد أنه يفكر في الملف الذي جمعه رجال والده عن الفتاة التي التقوها أكثر من مرة، تنهد رينتارو بقوة طويلا
ما جعل الضخم يشفق عليه لانه يعاني صراع كبير بين عالمه الذي وُلد فيه والعالم الذي يريد صناعته لنفسه بعيدا عن ميراث والده للياكوزا.
وضع طبق السلطة على الطاولة في الخارج وعاد بعد أن نهر النحيف على استلقاءه بكل تكاسل وغرور لم يلق بسنه الصغير.
وقف بجانب رينتارو وبنبرة طيبة لم تلق بحجمه الضخم سأله بفضول
" سيدي الشاب، لما لم تقرأ ما كتب عنها؟ "
أخرج رينتارو البيتزا من المايكرو وايف ونظر له ثم عاد لتقليب النقانق التي اشتراها الضخم
" لأني لا أظن أننا سنلتقيها مجددا، وحتى لو فعلنا بسبب الجامعة هل تظن أنها ستلقي علينا التحية؟ سوف تدعي عدم معرفتنا"
أفرغ النقانق ووضع في نفس المقلاة الفلفل المقطع وعاد لتقليبه بعد تتبيله وأكمل
" في ثاني يوم للقائي بها خُطفت معي، والمرة الثالثة أُوقف أخوها... هل تظن أنها سترغب في الحديث معي مجددا؟"
أجاب وسأل بسخرية ثم سكب الفلفل في صحن ممسك به الضخم ورفع بصره له مكملا بابتسامة بسيطة
" كيوشي لن يكون أحد بجانبي من خارج عالم والدي..وخير دليل هو أنت والنحيل المستلقي خارجا"
وضع المقلاة فوق الفرن ثم أمسك الصحن من يد الضخم الواقف بسكون اعتاده رينتارو منه
وضعا المشروبات وبقية الأطباق في صينية وغادرا المطبخ ليتناول ثلاثتهم أول وجبة لهم معا في شقة رينتارو الجديدة والذي لم يدري أنه لأول مرة يستخدم مطبخها في غير تسخين البيتزا أو فتح الثلاجة من أجل العصير أو ملأه مجددا.

~~~~~~~~

في الغد، كان يوم العطلة الأسبوعية، المدينة حيوية، الطلاب لا يرتدون حقائب الدراسة ويمشون في مجموعات، والموظفون لا يسيرون بسرعة مهندمي الملابس، ولكن هناك من يركض بسرعة ليلحق بالحافلة التي تحركت بالفعل وابتعدت
" توقفوا انتظروني"
صرخت ماهيرا على الحافلة التي بدأت تختفي بين السيارات وهي تنحني للأمام تلتقط أنفاسها ثم رفعت جذعها وبعدها رفعت ذراعها فوق عينيها من الشمس الساطعة في هذا الصباح المشرق جدا، ولكنه متعب بالنسبة الى شخص سيكمل طريقه على قدميه.
" ربما عليك أن تشتري دراجة على الأقل."
التفتت إلى جارهم الشاب المتزوج، خاطبها وهو يضع ابنه حديث الولادة في حجر أمه في السيارة الفاخرة كما تراها ماهيرا رغم أنه بسيط العيش مثلهم بل أفضل قليلا.
أخذت نفسا عميقا لتريح رئتيها ثم تقدمت مبتسمة منه وزوجته
" صباح الخير"
خاطبتهما وتقدمت أكثر لتطل على الصغير ثم ابتسمت فورا باتساع وقبلت جبينه ووجنتيه
" صباح الخير لك أيضا الصغير.. أنت حلو ."
ناغشته باصبعها وهي تضحك
" خدود لطيفة، عينين جميلة، لم تنظر لي هكذا هاه؟ هل تريد أن آكلك؟"
ثم ضحكت وهي تقترب لتقبله مجددا، ثم تراجعت تحت أنظار الزوجين المبتسمين، لقد عرفاها بعد زواجهما عندما قدما للعيش في هذا الحي، وهي حقا تجيد التعامل مع الأطفال، وعندما أتى مسؤولون من الحكومة ليسألوا جيرانها عن تعاملها مع الأطفال؟ جميعهم شهدوا بكفاءتها،
" هل نوصلك في طريقنا ماهيرا؟"
الزوجة سألتها بلطف
" لا، أنا بخير سأذهب سيراً وجهتي مختلفة، رحلة موفقة"
رفع الزوج كتفيه وهو يدير محرك السيارة بينما زوجته تنهدت، هما يعرفان عنادها وأيضا كما قالت وجهتها غير وجهتهم، التي ستكون الى الريف الى بيتِ والدِ الزوج.

~~~~~~~~

دخلت ماهيرا من الباب الزجاجي بعد دفعه وبعد سيرها لنصف ساعة، لو لم تحتج لمال هذا المكان للعنته وخرجت لأن رئيسهم نزق الطبع، ولكنهم في حاجة ماسة للمال في هذه المدة انهم يتقصدون حتى في الأكل لأجل تجميع المال وفتح المطعم مجددا،
رن هاتفها، و رن هاتف المطعم الفاخر التي تعمل فيه حتى الثالثة زوالا، لتأخذ أول طلبية حجز للمساء، ثم نظرت للهاتف وقد توقف رنين صوته المنخفض، اعادت الاتصال
" ما الأمر يوسكي؟"
صوتها الضجر زاد من انزعاج يوسكي، الذي هو الآخر كان يقف بجانب آلات كهرومنزلية ليدخلها الشاحنة من أمام أحد البيوت بعد رفضهم للبضاعة ورئيسه وسائق الشاحنة وصاحب الطلبية يتشاجرون أمام البيت.
ليرد عليها سائلا بضجر مثلها
" ماذا بك أنت الأخرى؟؟"
" الحافلة غادرت من دوني فعبرت نصف المدينة سيرا حتى أصل المطعم"
ضحك يوسكي ضحكة كبيرة صفراء وعاد ليقول
" هنيئا لتحطم قدميك هذا اليوم...فبعد هذا السير الطويل ستقفين كالتمثال في مكانك لساعات"
تجاهلت ماهيرا سخريته وسألت وهي قد لاحظت ضحكته المزيفة
" وأنت ماذا حدث ؟"
عاد ببصره لرئيسه الأربعيني متعرق الجبين ويبدو انه يكتم غيضه بصعوبة
" أعتقد أني سأطرد من العمل!!"
أمسكت ماهيرا أوراق من يد زميلتها التي تشير لها ان صاحب المطعم سيخرج الى هنا
" ماذا حدث؟"
سألته بنبرة عادية غير لائمة او مستاءة
" ابن رئيسي هو زميل في المدرسة، وقد تشاجرت معه أمس، فهددني بطردي من عند والده"
توقفت ماهيرا عن الكتابة على الاوراق أمامها بعد كلامه ورفعت رأسها بحدة وعيناها السوداوتان سكنهما التصميم
" اذا استقل فورا قبل أن تُطرد"
تفاجأ يوسكي وتوقف عن التحرك هو الآخر وهي تكمل ملاحظة مديرها القادم اتجاهها
" ان كان زميلا لكَ في الدراسة، وهو بهذه العجرفة، فلا تذل نفسك أمام شخص مدلل غير مسؤول. العملُ براتب جيد ويستحق، ولكن أنت لا تستحق أن تعامل بدونية فقط لأنك تعمل لجلب لقمة عيشك من عمل مستقيم، سأغلق الآن"
مع نهاية جملتها كان مديرها قد وقف أمامها.
بينما يوسكي صمت يفكر في كلامها الرائع، حقا هو كان سيتحمل الوغد المتعجرف لأجل فتح المطعم فأتت كلمات ماهيرا لتريحه، ولا تدعه يفكر بشكل غير سليم.
أنزل الهاتف ليضعه في جيب سترته التي تحمل نفس شعار الشاحنة
وهو يراقب رئيسه يتقدم وملامحه غاضبة رغم تحفظ ألفاظه عكس السائق اذي أخذ يشتم صاحب الطلبية منذ رفضه لها في آخر لحظة.
أمرهما بجمود وهو يتنحى جانبا ليراقب
" هيا أرجعوا البضاعة الى الشاحنة"
نزل رفيقه من الشاحنة لينفذوا الأمر، بينما عاد السائق الى مكانه بامر من رئيسهم.
آخر قطعة واغلقوا الباب تحرك الرئيس ليذهب لسيارته فأوقفه يوسكي
" سيدي سأتوقف عن العمل معكم."
رفع حاجبيه عائدا نحوه وسأله
" ما سبب ذلك؟؟"
" لأسباب شخصية"
رد عليه باقتضاب وهو يخلع السترة ثم سلمها لرفيقه الذي احتار بشدة من فعلته فهو يعلم كم هو بحاجة لهذه الوظيفة.
وقف رئيسه واضعا يديه في جيوبه ونظر للفتى الآخر ثم عاد ببصره لـيوسكي يسأله مجددا بشك
" هل حدثت مشكلة بينك وبين أحد زملائك في العمل؟"
أكد يوسكي
" لا، لم يحدث ذلك"
أومأ السيد بتفكير ثم قال
"اذن لن تذهب حتى تأخذ أجرة الأسبوع الفائت واليوم، واعلم أنه مرحبا بك ان أردت العودة فأنت شخص جيد ستكون خسارة لشركتي."
فتح يوسكي عينيه متفاجئ، بينما رفيقه ابتسم وهو يؤكد على كلام رئيسه داخليا، فـيوسكي شخص محترم في تعامله، ناضج، ويحترم الأكبر منه، لا يغش في عمله، ولا يسرق، أوصاف نادرة لتجدها في شخص واحد.
ركب يوسكي مع رفيقه في الشاحنة مع السائق ليذهبوا للشركة من أجل راتبه، بينما رئيسه يفكر ما السبب الذي جعل شخص جاد مثل يوسكي يتهور ويترك عمل براتب جيد في مكان جيد؟؟

~~~~~~

أما ماهيرا وضعت هاتفها أمامها ترمق رئيسها بهدوء متعجبة من عدم صراخها حتى الان فهو في العادة لا يسمح لهم بحمل هواتفهم اثناء العمل.
" أبذلي جهدك اليوم سيكون لدينا زبائن كثر فهناك اجتماع غداء لاحد الشركات"
وغادر لمكتبه بدون توبيخ!!!
رمشت ماهيرا عدة مرات بدون فهم؟!!
ثم تنهدت عائدة للعمل ومبتسمة في وجه الزبائن الذين دخلوا

~~~~~

مرت ساعات عمل ماهيرا ثم خرجت تتمطط بذراعيها وتحرك جذعها في دوائر، ثم ابتسمت على صوت زميلتها النادلة التي تصدر أصوات تذمر وألم ثم قالت بينما تعبث بهاتفها
" لقد كان العمل كثيرا اليوم، ألم تلاحظي أن الأمر كان مريب، فهؤلاء الأشخاص لم يبدو كموظفين شركة بل أقرب للمافيا."
صمتت ماهيرا وهي تتذكر وجه الرجل المخيف الذي اختطف ابنه ليعيده للمنزل، لقد نظر لها جيدا وما كان منها الا ان تنحني له كأي زبون مرحبة.
نفضت عقلها وهي تخبر الفتاة
" سأغادر لألحق بالحافلة لا أظنني قادرة على السير مجددا اليوم."
لوحتا لبعضهما وافترقتا على علم بالتقاءهما غدا في نفس الموعد فعملهما بدوام جزئي يوميْ العطلة الأسبوعية.
تذكرت ماهيرا ايان لترفع الهاتف وتتصل به وفتح هو الخط في الرنة الاولى فقالت له
" مرحبا، كيف جرى التدريب؟"
" أهلا، جيد"
ربط ايان خيط الحذاء مبتسما وهو يتذكر يوم اشترته له
" سأخرج الآن لقد انتهى التدريب، وأخبرني المدرب أني أتحسن، ولكنه سيكثف التدريب لأجل تصفيات الربيع"
وصلت ماهيرا للمحطة وجلست تمدد قدميها وتدلك رقبتها بتعب شديد
" ممتاز، هل ستكون في التشكيلة الرئيسية؟؟"
" إن تحسن آدائي أكثر"
دفع باب الخروج وقفز للخارج برشاقة وهو سعيد
" ماذا عنكِ؟ اتصل بي يوسكي ضاحكا عليكِ"
انزعاج طفيف سكن ملامحها
" ذاك المهرج، أنا متعبة الان للغاية أريد فقط العودة للبيت والاستلقاء"
" سوف يحصل ذلك اصبري قليلا بعد حتى تصل الحافلة"
ابتسم باشفاق وهو يعدل حقيبته الرياضية على ظهره وصديقه بجانبه يزعجه
" هل هي صديقتك؟"
سمعت ماهيرا صوت صديقه لتشعر بالاطمئنان لأجله لأنه بدأ يكسب أصدقاء ولكن صوت صديقه ذاك انه لــ ريوتا متدني الدرجات لتسأله مباشرة
" هل ستأتون للدراسة في البيت؟"
دفع ايان ريوتا بعيدا وهو يعيد الهاتف لاذنه
" نحن متعبون قررنا أننا سندرس في الغد مع زملاء آخرين ويوسكي أيضا"
رأت ماهيرا الحافلة تقترب
" أتت الحافلة سأغلق وأتصل بيوسكي أيضا لأرى ماذا فعل؟ اعتني بنفسك أراك في البيت"

~~~~~

بعد يومين
تثائبت ماهيرا بشدة وهي تتذكر سهرها البارحة على أوراق الجامعة حقا حياتها بمواعيد محدد، إن تأخرت على شيء تخسر الاخر فهي لم تسمع نصف المحاضرة بسبب نعاسها الشديد حتى أن الأستاذ نهرها أكثر من مرة.
تلكأت في نزولها الدرجات فاصطدم بها بعض الطلاب
" يا الهي انزلوا ببطئ ما الذي يجبركم على المسارعة؟"
تأففت تتمسك بالحائط تكمل نزولها البطيء
ثم ذهبت لمقهى الجامعة وطلبت شيء خفيف ومنعش لتستيقظ.
ثم عادت لتذهب لمحاضرتها القادمة ثم وهي تسير في اتجاه الدرج رأته واقف مع الضخم والجانح الضئيل غير موجود واقفان أمام حائط الدرج ويتناقشون حول شيء، والفتى الذي اختطفه والده يبدو منزعج، اقتربت أكثر فلاحظاها فصمتا يناظرانها بهدوء لم تبتسم لهما ولكنها ألقت التحية برأسها وهي تعبر.
رينتارو كذب نفسه فسأل الضخم
" هل أومأت برأسها نحونا كتحية؟؟"
" بلى سيدي الشاب"
لم يستطع السيطرة على بسمة صغيرة أرغمت نفسها على شفتيه كما لم يستطع السيطرة على قلبه الذي خفق بتفاءل.

~~~~~~

الرابعة زوالا رمت ماهيرا الحقيبة بكرسي الانتظار في المحطة حيث تنتظر الحافلة لتقلها للمركز التجاري لتعمل فيه من الخامسة للعاشرة ليلا الأيام الأخرى الباقية.
أغمضت عينيها ثم فتحتهما وجذبت الحقيبة لحجرها، فتعبها أنساها أنها في مكان عام وهناك من سيحب الجلوس أيضا، ثم عادت وأغمضت عيناها وقد كتفت ذراعيها فوق الحقيبة بتوازن أراحها،
غفلت عن كل شيء وعن كل صوت صداه أصبح غير مسموع تماما، وهي تراجع كل ما حدث في السنوات الاخيرة انها تشعر بالتعب كل يوم أكثر ولكن ذلك يتلاشى كليا عندما تنظر لإخوتها وامها والبيت الصغير الذي يسكنونه، يوسكي يبذل أكثر من جهده في الدراسة لأجل عمل ومستقبل مرموق، ايان وشغفه اتجاه كرة السلة ومستقبل واعد ينتظره فيها رغم درجاته المتدنية ولكنها ويوسكي يساعدونه، التوأم ران وبان المشاغبان اللذان يسببان الصداع النصفي، ثم اللطيف سوبارو...
ابتسامة كبيرة رسمت على كامل وجهها حتى عيناها بدتا ضاحكتان حتى وهو مغلقتان، ثم قهقهت وفتحت عينيها ولم ترى العيون المفضولية المستغربة حولها من المنتظرين مثلها.
سيارة سوداء عالية عبرت أمامها ذكرتها بشيء آخر، محيتْ الابتسامة وحل الهدوء على وجهها، الشاب رينتارو كما علمت اسمه اليوم في الجامعة من ثرثرة بجانب مقعدها،
انه ابن ياكوزا معروف جدا، وقتها أدركت لماذا في بيته عند الاختطاف قالوا أنه مشهور في الجامعة، وأكد شكوكها أن والده ليس شيء عادي وكيف كان مخيفا في نظرها.
ولكن الشاب رينتارو يبدو جيد، وعلاقته بوالده ليست جيدة، بالتفكير بذلك والده يريد منه العودة ليرث جماعته وهو لا يريد!!....
حكت رأسها بانزعاج كبير فمسألة الوالدين والأولاد المعقدة تزعجها كثيرا وترهق عقلها، حاولت ابعاد تفكيرها عن هذا المنحى ولكنها لم تبتعد على طول الطريق في الحافلة حتى وصلت لمكان عملها مع الخامسة، قبل دخولها اتصلت بأمها لتطمئنها لأنها تخبرها دوما أن تتصل بها قبل وبعد كل عمل لتطمئنها فأمها شخص قلوق جدا وهي لا يزعجها بل يسعدها.
المركز التجاري هذا عملاق جدا، وصاحبه فاحش الثراء، اختارت دوما الأماكن الغالية للعمل فيها لأنها باهظة الأجرة وكذلك تعلمها أشياء عن العالم الكبير، لأنها تطمح واخوتها لأن يصبحوا أفراد مشهور كل واحد بما يحب هي
أن تصبح ترجمان مشهورة ذات مكانة في مجال الترجمة
ايان لاعب كرة السلة الأول في البلاد
أما يوسكي مازال يبحث عن شيء يحبه ويبرع فيه مثل مادة الرياضيات فكرت أنه ربما يصبح بروفيسور فيها.
ابتسمت بأمل كبير وسعادة غامرة وهي تدلف للمركز في طابق بيع الملابس.
..

إنتهى الفصل الثالث
.
..
...
....

السلام عليكم ورحمة الله

مجددا كيف حالكم هنا؟؟ يا رب تدوم عليكم بالهناء والخير.

كيف ترون جديد الأحداث؟؟

كيف ترون العلاقات بفضل الفصل الجديد؟

مقطع استوقفكم؟؟

وفقط سلام الى الفصل القادم





 
 توقيع : lazary

ايناس....نبع الأنوار

التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-24-2022 الساعة 10:34 PM

رد مع اقتباس