عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2020, 11:57 PM   #2
URANUS
"Hell is others"


الصورة الرمزية URANUS
URANUS غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 59
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 20,635 [ + ]
 التقييم :  19078
لوني المفضل : Gainsboro
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي







لا ينسى سكّان حارة المسلمين بالبلدة القديمة في القدس، ذلك اليوم الذي رأوا فيه سائحاً أوروبياً
بالثلاثينات من عمره، ينادي في الأزقة بأن النبي عيسى المسيح قد قام من قبره، وأن معركة آخر الزمان أصبحت وشيكة،
وسيقتل فيها الشياطين التي تسكن داخل أجساد البشر وخارجها، وأخذ يجوب الطرق معلناً ذلك للعالم..
وفي غضون دقائق كان هذا السائح معتقلاً لدى الشرطة الإسرائيلية، وتم في النهاية عرضه على كبار
الاختصاصيين النفسيين.

وفي وقت آخر، في مكان آخر، بمحيط سور البلدة القديمة في القدس، دخل سائح بريطاني بالعشرينات
من عمره إلى "كنيسة القبر" التي يقال -حسب الاعتقاد المسيحي- إنها المكان الذي صلب ودفن فيه
المسيح قبل اختفائه، وبدأ يلوّح بخنجر في يده ليخوضمعركة مع "قوى الظلام" التي ترافق ظهور
"يأجوج ومأجوج" بحسب المعتقد المسيحي، والتي من المفترض أن يليها خلاص العالم.

كان الشاب مقتنعاً بأنه "مرسل من الرب" ليحارب الشيطان في هذه البقعة، وبحسب المعتقد،
عليه أن يستفز الشيطان ويُقتل هو في النهاية كي يستمر السيناريو المطلوب الذي سينتهي بخلاص العالم..
انتهى هذا الموقف بأن أطلق رجال الأمن الذين كانوا في المكان النار عليه، بعد أن رمى الخنجر باتجاههم،
وتم ترحيله إلى بلده بعد إتمام علاجه.

بينما قصدت مُدرّسة آيرلندية مستشفى مدينة القدس لأنها ”كانت على وشك إنجاب يسوع الرضيع“،
فقط ليتبين في الواقع أنها لم تكن حاملاً أصلاً. واعتقد سائح كندي بأنه كان الشخصية الإنجيلية القوية
(سامبسون) وحاول اقتلاع حجارة حائط المبكى، بينما أصيب رجل نمساوي
بنوبة غضب حادة وراح يتصرف بعنف في مطبخ الفندق الذي يقيم فيه بعد أن رفض طاقمه تحضير ”العشاء الأخير“ له.

مع أن هذه القصة قد تبدو خيالية أو نادرة الحدوث، فإنها تتكرر باستمرار في المدينة المقدّسة،
كما أنها تندرج ضمن الأمراض النفسية المألوفة لأهل الاختصاص تحت تسمية "متلازمة القدس".








هي اضطراب نفسي متعلق بزيارة مدينة القدس، يقتنع فيه الزائر- غالباً ما يكون سائحاً أو حاجّاً-
بأنه يمتلك قدرات إلهية أو نبوية خاصة بالمسيح، أو أنه مرسل من الله لأداء مهمة، أو أنه تجسيد
لإحدى الشخصيات المذكورة في الكتب المقدّسة أو يعاني من أوهام وضلالات ذات طابع ديني،
وهو واثق أنه المسيح المنتظر كما في الكتب المقدّسة (عادةً يسوع، وفي حالات معيّنة النبي موسى).

تعتبر هذه الظاهرة حالة خاصة من أخرى أكثر اتساعاً، تتسم باستحواذ الأوهام والضلالات الدينية
والروحانية عند المصاب. إلى جانب ذلك، تظهر الحالة عادة عند المصابين بأمراض الذهان المعقّدة؛
مثل الفصام واضطرابات الشخصية، فور زيارتهم لمدينة القدس. فيتعرض لنوبات ذهان شبيهة بالقصّتين
المذكورتين بداية الموضوع، مما يثير استغراب وفزع العامة، لينتهي الموقف بنقل المصاب إلى مصحّة
نفسية لتلقّي العلاج قبل ترحيله.

وغالبًا ما يتصرّف المصابون بهذه المتلازمة بطريقة متطرّفة، بحيث يرتدون الملابس بنمط توراتيّ
ويحاولون التبشير أمام المارة في القدس، رغم أنّ هذه المتلازمة تميّز الحجاج المسيحيين،
ولكن يعاني منها اليهود أيضًا.

الظاهرة موجودة منذ 200 عام وآخذة بالازدياد.

وبحسب بيانات نشرها "مركز خبراء الصحة النفسية" في القدس، فإن هذه النوبات تصيب 100
سائح بالقدس سنوياً، وإن العدد آخذ بالازدياد مع مرور السنين. إلى جانب ذلك، قال الطبيب النفسي
البروفيسور "موشيه كلاين"، الباحث في موضوع "متلازمة القدس": إن القدس تحتل محلاً مركزياً
في حياة المصاب لما يزيد على عشرين عاماً، إذ يعتبرها المكان الأساسي الذي عليه أن يقوم فيه
"بالتبشير بقدوم آخر الزمان وقيام المسيح".



 
 توقيع : URANUS



« سَلامٌ عَليكُم بِمَا صَبَرتُمْ فَنِعَمَ عُقبَى الدار »
ᴘᴜʀɢᴀᴛᴏʀɪᴏ ᴇᴛᴇʀɴᴀʟ ʟᴏꜱᴇ ꜰʀᴀɴᴋɴᴇss


رد مع اقتباس