عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2020, 03:57 PM   #18
ساي
عضو جديد


الصورة الرمزية ساي
ساي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1308
 تاريخ التسجيل :  Jul 2020
 المشاركات : 2,292 [ + ]
 التقييم :  3532
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Silver
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

Post






البارت 17

بقلم الكاتبة : Freeal


أيُعقلُ أنهُ جرح مشاعرها بطريقةٍ ما ؟ لكن لما هو يهتم اذا جرح مشاعرها ، لقد سبق و فعل الأسوء و هذا لاشيء ، قال بنبرةٍ ساخطة :

" روجينا ! أنا أتحدث اليكِ ، كيف تجرأتي على تجاهلي وأنا .... ؟
أوقفت كلماتهُ حين بدأت تشهق و تمسح دموعها بكم قميصها الأبيض محاولة التوقف عن البكاء : " أنا أعتذر سيدي ! "

حدق بها بحدة وهو يُحاول صياغة تسائلاته في سؤالٍ مفيد ، أرادها أن تتوقف عن ذرف المزيد من الدموع و التي بدت له كشظايا ثلجية متكسرة !

تاهت خضراوتاه في مراقبة تلك الخطوط الزرقاء المتوسطة في عينيها البحريتين ، يكاد يقسم انه رأى الامواج تسحبه لمحيطٍ هادئ ! :
" هذا يكفي ...... لقد بدأتُ اضجر منك ! "

رفعت حدقتيها المتوسعتين تحاولُ انتشال استفسار لتفهم ما يعنيه ، هيكتور يتصرف بغرابة ! اخذ نفسًا عميقا وهو يقول :
" روجينا ، ما الذي حدث خلال اليومين السابقين ؟ "

أنزلت رأسها لتستعيد سلسلة الأحداث التي حدثت معها ، ثم مسحت ما تبقى من دموع وهي تجمع شتات نفسها :
" لقد كنت محموما ! "

لقد اثبتت له أنها غبية ! هذا أول ما طرأ في خاطره لينظر لها مطولا ماذا ستضيف ، أكملت حين شعرت بموقفها الغبي :

" لقد غادرت ساندي حين هرعت للحديقة ... و ارتفعت حرارك مجددا ، لقد بقينا أنا و رالف نراقب حمتك نحاول اخفاضها ، جاء طبيبك الخاص مرتين
و طلب نقلك للمشفى لكن رالف رفض ذلك ، قال أن ذلك سيغضبك .... و أيضا جائت ساندي مجددا لكننا لم نسمح لها بالدخول ، و ....
و أعتقد أن هذا كل شيء ! "

لقد كان ذلك سريعًا جدًا ! لم يتوقع أن تتكلم كل هذا دفعة واحدة ! و بدت صادقَة له فطريقة سردها البلهاء وذلك القلق المرسوم على وجهها اثبتا ذلك !

رغم انه لايزال يشعر بدفء لمساتها على يديه لكنه لم يستطع الاقرار بذلك .... و تلك المشاهد التي بدت له كحلمٍ او هلوسة بقيت تزلزل تفكيره ......
" أهذا كل شيء ؟ " قال وهو يضيقُ عينيه الخضراوتان ....

لقد ظنت أنهُ يختبرها بطريقةٍ ما ، أومئت برأسها لتضيف بعدها " اجل سيدي ! "

أمسك بذقنه و هو يفكر بعمق ، رفع نظره لتتلاقى عينيهما فجأة ، : " هذا يستدعي مكافئة ! "

توسعت حدقتاها على اوسعهما ولكنها لم تستطع ايقاف دموعها المنهمرة ، لم يغب عن بالها أمر الخصلات التي وجدتها تحت وسادة هيكتور ،
مع أنها كانت واثقة أنها تنتمي اليها ، الى أنها لم تستطع صياغة أسألتها له ! فقررت ترك الأمر لوقتٍ آخر ، لتقول بصوتٍ متقطع و هي تعض على شفتها السفلى :
"م...ك...افئـ..ة ؟ "

استغرب هيكتور من نفسه ، لم يكن هذا ما يبغي قوله ..... انما لم يستطع ان يسأل عن تفاصيل ادق ! أعجبته الفكرة حين طرأت في باله
فكرة شيطانية فأسفر ثغرهُ عن ابتسامةٍ متمردة : " روجينا ! هل تقبلين دعوتي للعشاء ؟ "

كسى الصمتُ جو المكتب لحظات قبل أن يُدركَ هيكتور نفسه فوالاها ظهره ! ففتحت روجينا فاهها مُعبرة عن عدم تصديق ما سمِعتهُ من الجبل الجليدي ،
السيدُ المُتجبّر صاحب العقدة الدونية لأمثالها ! لم تفتح بنس شفتيها ، كانت تنظرُ لينفي ماقاله وهي تنظر لأكتافه العريضة مطولًا .....

" سيد هيكتور ؟ ما هذه الدعوة المفاجئة ؟! هل ضربت رأسك هنا أو هناك ؟!!!!! "

التفت نحوها وضرب الطاولة بقوة : " أيتها الغبية ! كيف تجرئين على قول ذلك ؟ "

تراجعت بحذر " لايمكنك أن تلومني ، فلطفك مفاجئ جدًا ! اعتدت السب و الشتم و الرفس ، لكن لطفك مرعب ! "

صك على اسنانه قائلا بغضب : " من اللطيف ؟! اتعلمين انسي المكافئة ! "

" أنا أعتذر ، لم أقصد ذلك سيدي ! هات مكافئتي لكن لاترعبني بلطفك !... "

والاها ظهره ليخفي ابتسامتهُ عنها ..... نوعا ما هذه المشاحنات الصغير ممتعة له ! هو كطفلٍ مشاغب يحلو له اللعب بالعابه المفضلة

وقد أصبحت هذه اللعبة -روجينا- ، لعبته المفضلة .... :
" اعتذار مقبول ، لكن لا تظني أني نسيت ما بقي عليك من دين ! "

بقيَّ يواليها ظهره ليخفي ملامحهُ عنها ، فقد كان عاجزًا على مواجهة نفسه ، لم يشأ أن تهتز صورة كبريائهُ أمامها .....

حتى ان كانت آخر انسانة على وجه الأرض ! قال و هو ينظر لخارج النافذةَ أمامه : " روجينا ، شكرا لما فعلته ، سأقدرهُ لك ! "

تشبثت بقميصها كأنها تحاولُ انتشال قلبها من محله لتوقفهُ عن الخفقان ! كيف يُمكن لاحدٍ أن يرفض دعوةٍ مُرفقة مع ابتسامةٍ صادقة ؟

بطريقةٍ ما ترائت لها ابتسامتهُ حتى وهو يواليها ظهره !
مَدَت يُسراها نحوه كما لو كانت ستتجاوز كُل تلك المسافة بينهما ، ارادت أن ترى تلك الإبتسامة مجددًا ، مرةً واحدَة فقط ستكفي !

قالت بصوتٍ مخفض و بتردد:
" اذا كُنت جادًا .... أقصِد ... أمممم .... أنا موافقة ! "

أدار بجسدهُ نحوها محاولًا استيعاب كلماتها ، لقد كان مستغربًا و سعيدًا لكن لم يظهر لها أيهُما ، .....
انتظري يا روجينا سأجعلك تعترفين بنفسك !


*******


بقيت روجينا تنظرُ لإنعكاسها في الصحن المُلمعِ بين يديها ، لقد لمعتهُ جيدًا ! اخفت وجهها به وهي تقول لنفسها :

" تبًا ! ماذا دهاك يا روجينا ؟! ماذا لو كانت خدعةً منه ؟ ماذا لو كان يحاولُ اذلالي بمكانته و تعييري بمستواي المتدني مقارنُة به !!

لن استغرب اذا جعلني اعدُ العشاء لنا ، فقط لإذلالي ! اتوقع اي شيء من السيد مُتكبر ! "
أخفضت الصحن تنظرُ لإنعكاسها مجددًا ، وهي تستعيدُ ذكريات الليلة المسبقة .....


******


كان هيكتور محمومًا للغاية و لليلة الثانية على التوالي و .... بقيت تبذلُ جهدها لإخفاض حرارة جسدهُ بالمناشف المُبللة ....

تحرك هيكتور وهو يُزيلُ المنشفة عن جبينه والأخرى عن صدره ، لينهض .... حاولت ايقافه عن التحرك متحججة - بأنهُ لا يفيدُ صحته - ....

شعر بالضيق لأنها تعترضُ طريقه ، فأبعدها بدفعها بكفهُ الواسع لتقع على الأرض بجانب السرير ونهض عن سريره بصعوبة وكاد أن يقع
فوقها لصعوبة المشي .... لكن روجينا نهضت بسرعة مستعملة كل طاقتها لتمسكهُ و تُسندهُ على كتفها !! سألتهُ بملامح قلقة :
" هيكتور أأنتَ بخير ؟ تماسك ! " لم تستطع إلا أن تقلق عليه !

أسند برأسه على كتفها الأيسر ليهمس بصعوبة بالغة وعينيه الخضراوتان شبه مغلقتين : " الى الحمام ! "
لم تستطع مناقشتهُ فحاولت حمل جسدهُ الثقيل بأكتافها الهزيلة و بصعوبة أدخلتهُ الحمام وفتحت الدُش لتمتص المياه الباردة حرارتهُ ....

تبللت كثيرًا جراء ذلك لكنها لم تهتم فقد كانت تُركز كل طاقتها في حمل ثقل جسده .... أغلقت مجرى المياه الباردة فاتكأ على كتفها الأيسر
مقتربًا من اذنها ليهمس بصعوبة : " شكرًا لكِ روجينا !! "

لم يتسن لها الإستغراب كما يجب فقد دخل رالف مستغربًا من منظرهُما الغريب ، لم يكن ليتخيل من فتاةٍ هزيلة أن تحمل رجلًا بوزنِ هيكتور !

حملَ جسدهُ من الجانب الآخر و وجه كلامًا صارمًا لها : " مالذي تظنين نفسكِ فاعلة ؟! لما لم تُناديني لمساعدتكِ ؟! "

تنفست الصعداء بعد أن شعرت بحملِ وزنِ هيكتور يخف من على كتفيها و قالت مُدافعة عن نفسها : " ما ذنبي ان كان هيكتور عنيدًا ؟ "

قطب حاجبيه بلا حيلة هو يعرف سيده ، وجه نظرهُ بعيدًا عنها : " جففي نفسك و غيري ثيابك قبل أن تُصابي بالبرد ! "


*******


كانت صدى جملة هيكتور تتردد في عقلها ، " شكرًا لكِ روجينا !! " كانت تلك ثاني مرة يشكُرُها هيكتور في يومين و اليوم شكرها للمرة الثالثة !

ظنت أن ذلك بسبب الحمّى و لكن ..... قبل قليل وفي مكتبه ..... لقد كان صاحيًا بكل وضوح ! التفكيرُ بذلك رسم ابتسامة بريئة على شفتيها !!

لكنها لم تدرك ذلك ...

اقترب رالف من خلفها ، فأفزعها بمناداة اسمها .... كاد الصحن أن يقع من بين يديها لكنهُ أمسك به بسرعة ، ليقول بلكنةٍ مُعاتبة :
" روجيينااا !! ، أين عقلكِ ؟ أتودين أن تعاتبي بدل المكافئة ؟! "

نظرت لهُ ببلاهة و هي تُخاطبهُ في سرها " ألا يكفيني سيدُكَ المجنون ؟! أتيت تُكملها علي ؟! " وحين ادركت ما قالهُ لها اجابتهُ مستغربة و بصوٍتٍ حاد :
" المكافئة ؟! "

ابتسم رالف وهو يقول : " قال السيد انهُ يريدُ أن يُكافئكِ للوقوف معه اثناء مرضِه في اليومين الماضيين فقرر أن يدعوكِ للعشاء خارجًا ، فوافقت !
الم توافقي على دعوتهُ لكِ ؟! "

أجابتهُ ببلاهة تامة : " و ليكُن ؟ "

استفزتهُ ردة فعلها فانفعل قليلُا على غير العادة : " ولما تظنين اني أحملُ هذا ؟ "

مدهُ أمام وجهه ليترائى لها ثوبٍ لازوردي بلا أكمام ذا تنورةً واسعة يتدرج لونهُ عند حوافها الى الأبيض ، مع زينة فراشة عند حمالات الفستان ،
بدى لها جميلًا للغاية !

اخذت الفستان منه لتُقربهُ من جسدها غير مصدقة وهي تتصورُ نفسها ترتديه ، كان قصيرًا لكنها لم تهتم ، فقد كانت سعيدةً به !
وقد رأى هيكتور سعادتها من خلف شاشة المراقبة على مكتبهُ ... ابتسم غير مدركً لنفسه و أطفئ الشاشة حين لاحظ أنهُ اطال النظر لها !

خرجت روجينا وهي ترتدي الثوب بعد أن اعتنت بنفسها جيدًا و ساعدها رالف لتتزين ! هذا الرالف ماهرٌ في كُلِ شيء وهذا يفسر تمسك هيكتور به !!

جلست في الخلف بجانب هيكتور والذي بدى انيقًا أكثر من العادة ! فالبذلة الارماني* السوداء تليق به و تجعلهُ يبدو مُهيبًا ......

بقيت صامتة تُحاولُ تصديق أن هذه ليس نوعًا من الخطط الشيطانية لإذلال الخادمة من حثالة المجتمع كما يعتبرُها هيكتور .

تذكرت حين قال لها رالف عن ما يجب أن تفعلهُ في المطعم لكي لا تُحرج السيد هيكتور ، هي ليست غبية لهذه الدرجة سبق و راقبت الكثير
من الآنسات وهن يتصرفن برُقي في المطاعم التي عملت فيهم .... هي ستفاجئ هيكتور لن تسمح بأن يستصغرها بمكانتها !

توقفت السيارة و نزلت روجينا بكعبها العالي مستندة على يدُ رالف ، كان المشي بالكعب تحديٍ اعظم من ما تعتقد ان هيكتور يخططهُ من أجلها ....

همس رالف في اذنها سرًا : " السيد هيكتور يعتز بمن يعتز به ! فلتعتزي به ولن يتخل عنكِ أبدًا "

قال ذلك و عاد ادراجهُ ليستوي هيكتور بجانبها ، رفعت رأسها لتجد نفسها أمام المطعم خمسة نجوم الذي طردت منه قبل لقاء هيكتور !

تراجعت لتعود للسيارة رافضة دخول المطعم ، لكن رالف كان قد أخذ السيارة وتركها مع هيكتور ! تجمدت غير قادرة على التقدم او العودة
كأنها التصقت بالأرض ، تتمنى أن تنشق الارض و تبتلعها الآن ..... في المرة السابقة كان رالف هو من جاء بها الى هنا ، لكن الأمر مختلف الآن !

فقد أحضرها هيكتور بنفسه ولمكافئتها ! بقيت متسمرة بمكانها وهي تُمسك طرفي فستانها بحسرة ! ماذا مع هؤلاء و هذا المطعم بالذات ؟
بين ملايين المطاعم في هذه المدينة الكبيرة ، لما تجد نفسها في الموقف نفسه ؟ دائمًا تعود لنقطة البداية ، كأنها تائهة في دوامةٍ زمنية ....

بقي هيكتور ينظر اليها مٌتجمدة ، ظن أنها غير قادرة على المشي بسبب حذائها ابتسم بشقاوة على موقفها بفعل العادة ، ولكن تمسكها
بفستانها بتلك الطريقة اثار ريبته فمد يدهُ بعد نفاذ صبره و جرها من يديها بهدوء : " لم نأتي لمشاهدة المكان ! أعرف أنه جميلٌ جدًا ....
لكننا هنا لنحضى بعشاء راقي ! "

تقدمت معهُ ويدُها محبوسة يده الواسعة ، فاقدة القدرة على الرفض او التراجع .

تقدم مدير المطعم ، ذلك العجوز الجشع وهو يُسلكُ ابتسامات مزيفة لهيكتور قائلًا : " يا أهلا بالسيد بلاديمون ..... يالهُ من شرفٍ عظيم ان تزورنا !
تفضل فأفضل موقع في المكان شاغر ! يا مرحبًا ، يامرحبًا بكَ سيدي .... "

تقدم هيكتور بكل ثقة نحو افضل مكانٍ في المطعم بلا حجز ! و نظرة القوي المنتصر تعلو محياه ، كان الزبائن ينظرون له باعجاب و يخطفون
نظرات له وهو يسير ممسكا بيد الفتاة التي بدت آية في الجمال برفقته !

بقيت روجينا تُطئطئ رأسها حسرةً على موقفها الذي حسدها الآخرون عليه ، سخرية القدر ! سحب المدير الكرسي لها و ساعدها على خلع
المعطف الأبيض الذي يصل لفوقِ ركبتيها حيث تتجلى نهاية الفستان ، ووضعهُ على الكرسي المجاور لها ..... لم يتعرف عليها ابدًا ، بالتاكيد
هو لن يفكر أن الآنسة الواقفة امامهُ قد تكون نفس التي اهينت وطردت ظلمًا من المطعم !

كان هيكتور يجلس وهو يضع رجلًا فوق الأخرى و ينظرُ لروجينا مظلمة الملامح ، نظر بشكوكية نحوها ، بدت له تمامًا كما وصفها رالف !

هي رفضت دخول الطعام و كانت تبدو منزعجة جدًا ، كان ذلك أهم اسباب اختياره للمكان ، لكشف سر هذا الإنزعاج المرسوم على وجهها ! طبعا
الى جانب شكرها على الأعتناء به ! وبعد ذلك يحل العذاب على خادمتهُ الفقيرة !

" روجينا ! هذا العشاء على شرفكِ ! انها طريقة تعبيري عن الإمتنان الشديد لما فعلته من أجلي في الأيام الثلاث الماضية ! "

استعادت روجينا ما همس به رالف قبل قليل " السيد هيكتور يعتز بمن يعتز به ! فلتعتزي به ولن يتخلى عنكِ أبدًا " ابتسمت له ابتسامة باهتة

وهي تقول " وهو أكثر من ما اتمنى ! "

استغرب كلامها ، ولم يفهم كيف تفكر هذه الفتاة ! - تناول العشاء مع سيد غني في مطعم خمسة نجوم – الا يفترض ان تلك قد تكون امنية أي فتاةٍ عادية ؟!
لكن روجينا ليست فتاة عادية ، فقد قاست ما يكفي لكي لا تفكر بمثل هذه الأماني الجميلة !

" الم يعجبكِ المكان ؟ أنهُ أفضل المطاعم و المفضل لدي ! "

نظرت حولها تجول بذكرياتها و تعلقت نظرها بتلك الطاولة اللعينة و كست ملامحها غيم حزنٍ كثيفة لتجيب ببحةٍ خانقة :
" نحنُ نُولد في عالم لا نختار نوعه ليكون عالمنا* ولا نحلمُ سوى بسقفٍ يأوينا من برد الشتاء وخبز يُشبعنا ! هيكتور ؟! أخبرني من الأسوء
الفقراء أم الفقر ؟ ماذنب الفقراء و وحش الفقر يدقُ أعناقهم !؟ ربما بعض الفقراء يدفعهم بؤسهم للخطأ ولكن ما ذنب الطيبين منهم ؟ لا
اخفي عنكَ حتى أنا أتمنى أن اتجرد من بؤسِ حياتي ولذلك اكد بدمي يوميًا للتخلص منه ... ! "
كانت كلماتها تصفعهُ كلمةً كلمة .... انعقد لسانهُ من اجابة تسائلاتها ، وبقيت تصدعُ في رأسه غير قادر على تجاهلها - من الأسوء الفقراء أم
الفقر ؟ - لم يسبق له أن فكر بتلك الطريقة ! كل ما كان يعرفهُ ، هو انهُ يحتقر الفقراء لأن أحدهم قتل والديه !

بقيت عيناهما متشابكة ، غير قادرين على انتشال انفسهم ، لتتصارع باحثة عن جواب يشفي غليل تسائلاتهم ! نهضت روجينا بهدوء لتقول له بثقة:
" اتعلم لم احلم بارتداء ثوبٍ جميل او أن اتأنق كآنسة جميلة عديمة الهموم ، في حياتي كلها ! شكرًا لمنحي الفرصة لتجربة هذا الشعور الجميل !
لكن .... كرامتي لاتسمح لي بأكل لقمةٍ واحدة في المطعم الذي ظلمني و أهينت فيه انوثتي . من أجل بضع سنتات "

نهض هيكتور مصدومًا لما سمعه ولفت انتباه الجميع ، صر على اسنانه غاضبًا لما سمع و بدأت شياطين الغضب تعبث بافكاره !

تقدم نحوها و اخذ معطفها وهو في قمة الغضب غير قادر على اتخاذ قرارٍ سليم أمسكها من يدها و سحبها مغادرًا المطعم الذي كان يومًا ما جميلٌ في عينيه ....

ما ان خرج من المطعم حتى وقف مقابلها ليغطي اكتافها بالمعطف بين يديه وكان الصمت سيد الموقف . .




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 12:28 PM

رد مع اقتباس