~
و ها هو ذا قد أتى و وقف قريبًا من القبر,أحسَّ به فهو جزء منه .
نادى, فاختلجتِ الأشلاء فرحًا و دهشةً .
بدا أشبهَ بخيالٍ لشابّ يحمل البندقيّة-حلم صِباه-و يلوّح باليَد الأُخرى,يحيّي روحَهُ الحمراء التي تهادتْ رويدًا, طيفًا تتوهّج منه الأشعّة القانية.
ابتسم له بعذوبة تسلِّمُ عليه, فبادله السّلام الصّامت بنظرة تطفح فخرًا بفتىً ينمو على مهل.
-كبرت كثيرًا بين صفحات كتبي.
-سأبقى أكبر في كتبك.سأبقى كلماتٍ صغيرة عميقة,قد لا يتأثّر بها الكثيرون.
احترمَ صراحتَه,غير قادرٍ على إنكار حقيقة ضياع الهِمَم و الذِّمَم.
تنهّد بألم أحسَّهُ الوافد ,الذي تدارك بشيءٍ من المرارة:
-لا بأس ,فلتكُن فخورًا بمواقفك وحدها,و لئن أهدى "سَعدٌ" أمّه على طريقتِه الخاصّة؛ فأنت أهديتَها شيئًا آخَر.أنت تشظّيت إلى ...
عَكَّا و حيفا و طبريّا و يافا ...أهديتَ أمّ سعد مدنًا.
-لا تراضِني يا صغيري ,أمّ سعد ماتت باكيةً و دُفنت...و ما زلنا كما كنّا,
و الوَجع باقٍ بقاء الحقيقة المرّة!
~
🖋أشعر بغرابة!
ذلك المقطع كان من ضمن عملٍ قديم لي...قديم جدًّا في الحقيقة
كان لا بدّ لي من"أعمال صيانة" عليه قبل إدراجه هنا.