Scarlett
أصداءٌ مِن صرخات المرأة الأربعينيّة راحَت تعيد نفسَها في أذُنَيهِما بينما تدفّقَا معًا باندفاعٍ ملهوف.
عَينا "ج" العسليّتان لا تفتآن ترنوان -حيثما اتّجهتا-إلى دمائها
الرّاعفة مِن كلّ مكان ،شاخِصةً أمام ناظِرَيه
مع مُقلتَيها الجاحِظَتَين وقد انطفأ فيهما الشُّعاع.
لَم يشعر بدموعه المتطايرة مع خصلات شعره الأسود،
حين استحثّهُ شقيقه الأكبر لاهثًا بصوت لا يزال مبحوحًا لشدّة جَئِيره
ب"لا" و "توقّفوا"،بينما شهِدا معًا مقتَل والدتهما تحت التّعذيب المُرعِب ...
-"ج"! أسرع ! هيّا!
-لَم أعد قادرًا ..."ك" ...امضِ بدوني
التفَت "ك" سريعًا لينتبه كيف بدا أخوه متخدّرًا مُزرَقًّا
و كأنّ أطياف الموتِ تحوم مِن حوله .قبضَ على ذراعه و شدّه بعنف ،
لا لكي يساعده على الجري فحسب،
بَل أيضًا ليوقِظه!