عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2020, 07:01 PM   #2
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 28
 المشاركات : 26,691 [ + ]
 التقييم :  38050
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي











الفصل الأول:



وَسَطَ ظَلامٌ دامِس، حَيث لا يُري سِوي ضوءٌ أحمَر مُنبَعث من قفل الباب الألکتروني.... ولا صَوتَ غير صَوتُ الخطوات،
فى غرفةٌ غارقه فى الظلام، بل غارقه فى الحقد.... لَمَعت عَيناها الخظراوتان لِتُضيء حَولَها مُشکلةٌ هالة حقد وکراهية....
رَفَعَت حاجبها الأيسر مُعبرة عن شعورها بالملل، الملل من الأنتظار، تسير فى أرجاء الغرفه جيئةً و ذَهابًا...
بعد ساعات من الأنتظار، دَوَي صوتُ صريرٌ مُزعِج لفَتح الباب الحَديدي الوَحيد المؤدي للمکان، معلنًا دخول أحدهم....
توقفت إثر هذا الصرير فى مکانها، أعادت أحد قدميها إلى الخلف وحَرَکت جسدها مُستَديرة تَستَطلعُ مَلامِح هذا القادم
بَعد انتظار ساعات، لتَرتُسم مَلامِح الغَضَب فى عَينَيها الحاقِدَتَين.... لِتَنطق أخيرًا بصوتها اللطيف ومَلامِحُها على حالها السابق
-:" هذا أنت؟ أخيرًا أتيت... انتَظَرتُکَ طويلًا أيها المُخادع؟"

رَفَعَ الخضراوتاه مُتَفَحِصًا إياها، تَعالَت نَظَرات الانزِعاج المَرفوقَه مع الأسَف، فَخَيَمَت مَلامِح الحُزن على مَلامحهُ المُتَفائِلةَ...
تَرَکَ الباب فاتِحًا ذِراعيه و إتَخَذَ خُطوةٌ بَعدَها خُطوة، إلى أن رسا على مَرفأ البداية و سَحَبَ کُرسيًا وإتخَذهُ مَجلِسًا له ....
وقَفَت مَکانَها فى الزاويهَ المُقابِلةَ للباب وحَرَکَت عَينَيها بَينَهُ و بَينَ الباب.... ثُمَ تَقَدَمَت بِخُطوات بَريئة وواثِقَة
وإتَخَذَت الکُرسي المُقابل له مَجلِسًا لَها مُتَجاهلةٌ الباب المَفتوح.... رَفَعَت يَدها وبَعثَرَت خُصُلاتِ شَعرها البني إلى الخَلف
مُدَعيةٌ الثِقة ووَضَعَت يَدها اليُسري عَلى خَدها الأيسَر بَعدَ أن ثَبَتَت مِرفَقِها على الطاولة بثَبات.... رَمَقَها بنظرات تسأل الکَثير،
لکن لا جَدوي تَرفُض هذه الکلَمات الخروج والسؤال، تجَمَعَت دَمعةٌ خائنة على طَرَف عَينُه االيُسري مُحاولَة شَق طَريقها إلى العالَم....
رفعت عينها لتقابل عينيه راسمة نظرات باردة، کانت تعلم هذه المشاعر ستحول دون تمکنه من جعلها تبوح بما لديها...
کسي الجمود ملامحها وراحة جليدية تجمد توترها، کانت نظراتها الباردة تلعب وتحرق وجوده، فتبخرت الدمعة فى مکانها
ولم تري طريقها على وجنته... رفع حاجبه الأيمن معلنًا التحدي وعيناه مثبتتان على عينيها کشمسٌ فى الفضاء،
قلدت حرکته الأخيرة بعد أن فصلت خدها عن راحة يدها قليلًا وثبتت يدها من الجهة الخارجية على طرف حنکها قائلة بتحدي
-:" لمَ أتعبت نفسک؟ کنت لأتي بنفسي لو إتصلت بي وکنت لأحضر بعض الدونات معي لنتناولها سويًا!"

ترقرقت عيناه بالأمل وابتسم ابتسامة باهتة وأطلق صوته فى الأرجاء:" إذن ألن تجيبي؟"

رفعت حاجبيها باستنکار لتستفزه ببراءة : ولکنکَ لم تسأل شيءٍ بعد يا أخي العزيز!"

أغلق عينيه وأخذ يهديء نفسه ليفتح عينيه بسرعة قائلًا بدون مقدمات:" لا تتغابي معي، أنتِ تعلمين ما أقصد يا کيتي،

لمَ افتعلتي کل تلک المشاکل؟"

ارتسمت ملامح الخيبة محياها لتترقرق دموعها بغزارة قائلة بصوت مبحوح وسط دموعها
-:" هل أنت معي أم ضدي أخبرني؟ أيعقل أنک صدقت کلامهم!"

أخذ نفسًا عميق مخرجًا زفيرً مسموع قائلًا بثقة
-:" کيتي، أنتِ تعرفينني جيدًا لا يُفتَرض أن تَتَخَيَلي للحظه أني ألقيتُ القَبضَ عَليک بدون دليلٌ قاطع..."

نَهَضت تَقول بتوتر يعلو مَحياها، بَعد أن ضاقت عيناها وقالت بصوتٌ ضَعيف بالکاد يُسمَع:" أکُنت تتحري عني؟"

لم يَسمع کلامَها الأخير فقال مُستَفسِرًا:" عفوًا؟"

عادت للوراء قليلًا قائلة بقلق وتوتر مَلحوظ والرَعشة تَسري فى أنحاء جسدها:" کيف طاوعَک قلبُک أن تتحري عني يا کيث؟
ماذا سيقول والدي عن فعلَتِک الشَنيعة، أيُعقل أنک کُنتَ تشُک بي؟"

وقف مُستقيمًا بقامتهُ العالية و الهيبةَ ثُم الوقار يَغزو وقوفهُ بِشموخ قائلًا بفَخر:" أبي سيَکون فخورًا بي لأنني في صَف العدالة!"

قالت بِغَضَب و الشرر يتطاير مِن عَينَيها:" سُحقًا لک ولأبيک ثُم للعدالة.... عن أي عدالة تتحدث يا أخي وعن أي فَخر..

کُل ما يَحدثُ اليوم بسبک أنت وأبيک ثم فخرک..."

تراجع مَصدومًا من کلامها الأخير ولَبِسَت ملامح وَجهه قناع الصدمة ليُتم بأحرف مُبعثرة :" مـ...مـ..... مـــاذا.... ماذا تقولين يـ.... يـ يا أختي...."

ثم جمع شتات کلماته وأفکاره، ليقول بحدة وهو يهجم عليها ويُمسکها من طَرف مِعطفها الأسود قائلًا بغضب:" إن کُنتِ

تعتقدين أنکِ ستُهينينَ والدنا وأنا أسمعُ لا أدافع..." عض طرف شفتيه ليقول بحدة:" فأنتِ واهمة...."

لحظة صمت مَزقت أوتار الحقيقه، ترقرقت الدموع فى عيناها کالجواهر... قالت من بين دموعها والصورة فى عينيها کالسراب

-:" کنا متشابهين منذ يوم ميلادنا.... کنت تعطيني الحق وتدافع عني دائمًا.... ولم يسبق أن شعرتُ بضعف فى أي موقف،
کنت تُنير قراراتي دائمًا، أما الآن غيرت رأيي .... نحن لم نعُد مُتَشابهين... حتى ملامحُنا لم تعد تسأل عن بعضها... أتعلم لمَ؟
لأنک المفُضل لدي والدنا... لأنک رجل وأنا امرأة.... لأنک حققت حُلم والدنا وأنا عالةٌ فى طريق نجاحک... أنا أحسدُک لأنک أنت....
لأنک رجل و أنا لا !"

کانت کلماتها توجه له صفعةٌ تلو الأخرى، والصدمة موقف الاثنان...





فى حَديقة مُتوسطة الحجم و تحديدًا على أرجوحةٌ بيضاء....

جَلَسَت طفلةٌ ذات الخمس ربيعًا وهىّ تُمسک لُعبة الدب فى حضنها وعينها متلئلئة بالدموع الجارية.... تقدم الطفل الذى
رُسم وجهه کوجهها کما لو کانا واحدًا لا اثنان... أخذ يُراقب مَحياها بتساؤل ليرسُم ابتسامةٌ بَريئة مُتجهًا نَحوها...
ولم تکن إلا لحظات حتى علت صوت القهقهات وارتَسمَت الابتسامات... لترکُض خلفه مُبتَسمة وهىّ تُنادي بصوتها البريء
-:" کيث... کيث... أخـي





وفى يومٌ ممطر رَکَضَت بين الشوارع مُمسکة بحقيبتها فوق رأسها لتحتمي من المطر قدر الإمکان، عائدة من الثانوية....
عادت للبيت وهىّ مُبللة بالکامل، فاستقبلها أخاها الذى يعلو وجهه المتعب القلق والإهتمام قائلًا باستفسار
-:" أين مظلتک، ستمرضين هکذا!"

ابتسمت وهىّ تَقول له:" وهل تعتقد أني سأسمحُ لک أن تَمرض وحدک؟"

ودوي صوت عَطسةٌ قوية أرجاء البيت...





التمعت عيناهُما لتذکُرهما ذلک فى آنٍ واحد....

دارت بجسدها قليلًا فأرخي قبضته عن معطفها، رفعت يداها إلى صدرها وأدارت وجهها عنه..
حتى اختفت ملامحها خلف شعرها الطويل، ولم يري بعدها سوى الدموع التى تشقُ خَدها راسمةٌ نهرًا طويلًا....



فغاص بذاکرته إلى ذلک اليوم ...

....دخل الشاب صاحب العشرين عامًا وهو يقول بسعادة:" أبي... أبي لقد نجحت.. نجحت يا أبي..."

ربتَ على کتفه وهو يُعبر عن فخره بسعادة، يقول له:" أحسنتَ يا بُني.... أنت فخر أبيک!"

وقفت فتاة بجانب الباب وعلى ملامحها شيء من الحزن ودمعة على طرف جفنها، أعاد نظره إلى الوراء ليُخاطب شقيقته

فلمح الحزن عليها لثوان لتتغير ملامحُها وترسم ابتسامةٌ باهتة وهىّ تهنيء شقيقها على نجاحه فى امتحان الانتساب لقوات الشرطة....
لم يُعر الأمر الأهتمام وظن أنهُ کان يتوهم...

*

کانت هذه الذکريات تمزق ذاته، لينهض حزينًا أکثر مما کان قبل الدخول إلى غرقة التحقيق.... أدار قامتهُ بسلاسة وهدوء،
أهدأ من الهدوء قبل العاصفة، وخرج من غرفة التحقيق مُغلقًا الباب خلفهُ يَجر أذيال الخيبة....

اقترب شاب لم يکن سوي الجندي المساعد له ليستفسر قائلًا:" سيدي هل أنت بخير؟"



يتبع~







 
 توقيع : فِريـال



رد مع اقتباس