عرض مشاركة واحدة
قديم 07-28-2023, 03:51 PM   #4
Nour99‏
عضو مقاوم


الصورة الرمزية Nour99
Nour99 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7861
 تاريخ التسجيل :  May 2023
 العمر : 24
 المشاركات : 163 [ + ]
 التقييم :  34769
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 24
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة


عشر أيام ارتكب فيها المجرمون فيها أبشع جريمة على مستوى البشرية ، قتلوا الكثير من أبناء مملكتي ، دمروا المنازل و المساجد ، عاثوا فساداً في الأرض ، فأضحت مملكتنا أرض خراب ! .
استشهد الأطفال ، فباتت أحلامهم مخبئة تحت رماد تلك الحرب المروعة
تلك الواقعة أضفت لحياتي بُعداً جديداً ، فقَتلتْ من أُحب ، كسرت إرادة الحياة لدي ، و استبدلتها برغبة كبيرة للانتقام من أولئك المجرمين ، ليالي الصبر التي عشتها من أجل الانتقام منهم ، كنت أحاول ارتشاف أكبر قدر ممكن من جرعات الأمل ، حتى أعيش لهذا اليوم .
خلال سنوات دراستي الجامعية ، كنت أبحث عن كل أثر يدلني على أولئك الأوغاد ، حتى وصلت لغايتي ، و تمكنت من الحصول على الكثير من الملفات السرية التي تُدينهم بارتكاب جرائم أفظع بكثير مما سردته عليك ، استطعت الحصول على أسمائهم اسماً اسماً .
أما بالنسبة لسؤالك لم أخفينا هويتنا هنا ؟ ، أنت تعلم أن سكان هذه المملكة التي نقطن بها الآن " مملكة الخيزران " يكرهون مملكة الفضة ، و يعتبرون ما قام به أولئك المجرمون بحق أبناء شعبي ما هو إلا عمل بطولي تفخر به ، " يا للعار !! " ، و إذا ما سمعوا بأنني من مملكة الفضة فسيزجونني في السجن لا محال ، إنهم يعتقدون أن مَن قتل جيش بلادكم قبيل عشرين سنة هم من مملكة الفضة ، و هذا غير صحيح ، القتلة هم جواسيس و خونة للأعداء من مملكة الخيزران ، هذه قصة معاناتي ، فقدت فيها توأمي الذي لطالما اشتقت لألعب معه ، لأسمع صوته ، اشتقت للولو الصغيرة ، لمشاكساتها ، اشتقت لأبناء عمي ، لقد فقدتهم جميعاً بسبب أولئك القتلة ، و ما عشت إلا لأكون سنداً لأهلي في وقت ضعفهم بعد استشهاد إخوتي و أبناء عمي ،و لأنتقم لهم من أولئك الأوغاد .
ماهر و هو يبكي = : " قصة مؤلمة ، مؤلمة جداً يا صديقي ، و أنا معك قلباً و قالباً ، سأساعدك في كشف جريمة أولئك الأوغاد و تسليمهم ليد العدالة . "
توالت الأيام وراء بعضها بسرعة ، حتى مضى شهر و كأنه قرن بالنسبة لبيان .
و أخيراً أتى اليوم الموعود ، قدّم فيه بيان كل دليل يثبت إدانة أولئك المجرمين اسماً اسماً ، و تم الحكم عليهم بالإعدام .
بعد إعدام أولئك المجرمين الأوغاد ، ذهب بيان برفقة والديه ، عمه ، عمته ، و زوج عمه ، بالإضافة إلى صديقه ماهر ، و أخيه الصغير يمان ابن الثلاث سنوات ، إلى حديقة بيتهم القديم ، قرأوا القرآن عند قبور عصافير الجنة " الأطفال الصغار " ، قضوا ساعات و هم جالسون يتذكرون أيام الخوالي ، برفقة الأطفال الصغار ، فتارة يبكون على رحيلهم ، و تارة يضحكون على مشاكساتهم قبيل رحيلهم عن الدنيا .
بعد صلاة المغرب هَمً الجميع بالمغادرة .
= " بيااان ، هيا يا فتى ، أوشكت الحافلة أن تصل " ماهر لبيان
- " قااادم " بيان
قبل أن يغادر ، وقف أمامهم بثقة قائلاً : " مرحباً ، اسمي بيان ، عمري خمسة و عشرون سنة ، مهندس و محامي ، فلقد درست التخصصين ، و تخرجت منهما بمعدل امتياز ، ثم توجه لقبر يمان هامساً : " يماان ، لقد حققتُ حلمكَ بالنيابة عنك ، و لقد أثبت جدارتي و أخذت بثأري و بثأركم من أولئك الأوغاد ، لقد أثبتُ بأن بيان إنسان يُعتمد عليه ، هههه سأكون ضيفاً ثقيل الدم و سأزوركم كثيراً ، دُمتم بود ، فلترقد روحكم بسلام يا أحِبائي "
خرجت من المنزل مودعاً ، و إلى زيارة قريبة لهم بين الفينة و الأخرى ، الحرب إنها جريمة عنف قبيحة ، تُزهق فيها أرواح كثيرة ، تُدمر فيها البلدان ، تترك في النفس جرحاً لا يُضمد مع مرور الزمن ، ألمه النفسي أكبر مما يتوقع ، لا أدري حقاً كيف لإنسان أن يحارب و يقتل أخيه الإنسان !!
القد سردت قصة واقعية ، لكني أضفت عليها بعض قطرات من قارورة الخيال ..
حقيقة دهشت من نفسي ، عندما كتبتها ، دموعي سالت كشلال أبى أن يتوقف ..
أعتذر على الإطالة ^__^
#Nour_Tayseer


 

رد مع اقتباس