الموضوع: زهرة أخر العمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2020, 04:25 PM   #18
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




مرحباً جميعاً...
عذراً على التأخير....والآن سأتابع من حيث توقفنا لأخر مرة...وأعرف بأن هذا الفصل قصيرة..لكن النهاية قريبة...وأعدكم بفصول طويلة!! تحياتي.....
توالت الكوابيس والاحلام المزعجة عليها...وكلما ظنت نفسها استيقظت من حلم مزعج..وجدت نفسها دخلت في الاخر.....لكنها استيقظت في نهاية المطاف..على صوت قرع عنيف على الباب......
فتحت عينيها بذعر.....وهي تشعر بالخوف...والتعب....حاولت جذب نفسها لتقف..لكن قواها كانت خائرة....حاولت من جديد ونجحت...ولما وصلت الباب....الذي كاد أن يتحطم جراء هذا الطرق العنيف.....فتحت قليلاً...لكنه مالبث أن دفع الباب بقوة...فارتدت الى الحائط...ومع أن ملامحه كانت كالشيطان لشدة غضبه....الا أنه حينما رأى ما فعله بها...حتى هرع اليها كالمجنون.....والقلق والذعر يسريان في أوصاله.....
:" أوه ..يا الهي....ماذا فعلت؟" قال ذلك وهو يمسك بها..لكنها ما ان ضربت في الحائط..حتى وقعت مغشياً عليها.....
انهار يوهان الى جانبها.....وهو يهتف باسمها ويتحسس شعرها ووجهها...أدرك حينها أنها تعاني حمى شديدة.....هذه العنيدة!! لقد حذرها....ولكنها كعادتها..لا تنصاع الا لرغباتها!!
حملها..وتوجه بها نحو الاريكة....ووضعها بهدوء..كانت تهذي وتتكلم كثيراً أثناء نومها...بكلمات غير مفهومة...أو مترابطة!!
هرع الى المطبخ..ليحضر لها الكمادات الباردة...علها تخفض من حرارتها المرتفعة قليلاً...
وما ان وضع الفوطة الباردة بماء مثلج على رأسها..حتى صرخت وهي ترتجف بشدة...وتحاول رميها...
لكن يوهان أسرع يمسك ذراعيها وهو يهمس لها بكلمات حنونة..مهدئة....استجابت لها على الفور...فهدأت واستكانت..وتركته يعمل.....
وبعد مضي بعض الوقت....فتحت عينيها بثقل وارهاق...حتى وجدت نفسها مستلقية على الاريكة...وقد وضع أسفل رأسها العديد من الوسائد لراحتها..كما وجدت نفسها مغطاة بدثار صوفي...وتلك الكمادات ما تزال على جبهتها.....استغربت!! هل عاد والدها؟؟أم أنها لا زالت تحلم!!
ولم تكد تكمل جملتها حتى فتح الباب..ودخل هو منه...محملاً بالعديد من الاكياس...ولما نظر اليها ورآها مستيقظة...بش وجهه فجأة....قائلاً:" اذاً استيقظتي أخيراً!!"
حاولت رفع رأسها..لكنه نهرها بشدة....فعادت الى الاستلقاء..وهي تنظر بدهشة اليه....
أدخل الاكياس في المطبخ...ثم عاد لها وهو يحمل بعض الادوية......
" بعد ان تتناولي هذه الاقراص...ستكونين أحسن حالاً!!أعدك!!" وهو يبتسم ليخفف عنها...هو يعرف بأنها مندهشة ومتوترة لوجوده...ورؤيته لها على هذا الحال من الضعف...
" كيف عرفت بأنني مريضة؟" قالت باستغراب.....
" أذكر بأنني قلت لك ذلك هذا الصباح!! ولكن كيف سيكون بامكانك أن تخضعي لأوامري!! مع أنكي تعلمين بأنني محق!!!"
أشاحت بوجهها..:" لم يكن عليك ازعاج نفسك بي..أستطيع الاعتناء بنفسي!!"
" حقاً؟....أظن بأن جولي ستعتني بك!! أستغرب..كيف ستفعل ذلك....وهي غير موجودة!!"
أطرقت رينيه..ثم قالت بحنق:" هذا شأني وحدي!!"
نظر اليها يوهان مطولاً ثم قال:" أنتي لم تخبريها..أليس كذلك؟؟"
" قلت لك هذا شأني وحدي!! ولست بحاجة اليك أو لغيرك!!أنا لست فتاة صغيرة...يمكنني الاعتناء بنفسي!!"
قال مهدئاً وهو يلمس وجنتها بأصابعه الدافئة:" لم يكن هذا ما قصدته...ولكن الانسان حينما يمرض..يحتاج الى من يعتني به...بغض النظر ان كان صغيراً أم كبيراً!! ألا تظنين هذا؟؟"
كانت قد استكانت على لمساته...فهدأت وأغلقت عينيها....لكنها ما ان سمعت ما قال..حتى قفز السؤال الى فمها ونطقت به لاشعورياً
:" وأنت؟ من يعتني بك حينما تمرض؟؟ أم أنك لا تمرض..لأنك طبيب؟!!"
ضحك يوهان على تعليقها الطفولي..لكنه عاد ليقول:" كل الناس تمرض عزيزتي....حتى الاطباء...وهناك أيضاً من يعتني بي!! فلا تقلقي علي!!والآن هيا لتناول الدواء...!"
نظرت اليه متفحصة....وتناولت الدواء...ثم عادت تستلقي وهي تحدق به......توتر فكه من نظراتها...فنهض قائلاً:" لقد أحضرت بيتزا ساخنة ولذيذة....كنت أرغب في تحضير شيء بيتي مميز...ولكنني لا أعرف الطهو....لذا أرجو أن تعذريني!"
هذه اول مرة تبتسم فيها بصدق منذ وقت طويل...مما أثلج صدره...
" لا تهتم! فأنا أحب البيتزا!!"
ابتسم هو الآخر...وذهب لاحضارها.....
كانا يأكلان معاً ويتحدثان..يضحكان تارة...وتارة أخرى تأخذهما المواضيع الجدية...كانا منسجمين جداً..وكأنهما صديقان قريبان..أو....عاشقان متيمان!!!
" والآن..عليكي الراحة! حتى تتحسني بسرعة..وتعودي لطبيعتك!!"
" حسناً...!" وهي تعود للاستلقاء من جديد.....
" أليس من الافضل أن تنامي في غرفتك!!"
" أنا لا أنام في غرفتي.....منذ أن غادر أبي!! تروقني هذه الاريكة كثيراً!" أجل فهي الشاهدة على عذاباتها وأحزانها التي لا تنتهي....
" ولكن..ان كنتي ستنامين على الاريكة....فأين سأنام أنا؟؟؟"
توقف قلب رينيه تقريباً....ماذا؟؟سينام هنا؟؟في بيتها....وتحت سقف واحد معها!!
تداركت نفسها قائلة:" لا تزعج نفسك بي...أرجوك أن تذهب وترتاح...فقد أتعبتك بمافيه الكفاية لهذه الليلة!!"
" هل أعتبر هذا طرداً مهذباً؟؟"
نفت بسرعة:" لا.لا...ولكنني لا أريد أن أزعجك أكثر!"
" حسناً...أنتي لا تزعجينني أبداً..بل سأنزعج حقاً حينما أضطر كل ساعة لمهاتفتك والاطمئنان عليك!! "
" ولكن؟؟"
" اهدأي الآن....واتركي كل شيء لي!! حسناً؟؟"
لم تعرف ماذا تقول...لكنه اقترب منها وحملها بدون سابق انذار..وتوجه بها الى غرفتها...وما ان وضعها على سريرها....حتى نظر اليها نظرة طويلة....كادت تفضح مشاعرها....تلمس خصلات شعرها التي يعشقها....ثم قال برقة...." تصبحين على خير..رينيه!"
قالت بنفس متقطع:" تصبح على خير..يوهان!"
وخرج وأغلق الباب خلفه بهدوء......زفرت براحة...ثم مالبثت أن نهضت لتبدل ثيابها وتغتسل..استعداداً لنوم عميق ومريح...!




 

رد مع اقتباس