عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2020, 02:38 PM   #7
فِريـال
مشرفة طلبات التصميم ومعارض الأعضاء
-ORILINAD


الصورة الرمزية فِريـال
فِريـال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 العمر : 28
 المشاركات : 26,691 [ + ]
 التقييم :  38050
 الدولهـ
Iran
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
إبتسِمـ
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي










الفصل الخامس:

"التكبر"


في عمق الظلام، وبين صفحاتُ الأحداث أخذ إثنان يتحدثان في عمق الأسرار..
-:" هل قتلتهُ حقاً؟"
-:" ربما!"
-:" لماذا؟"
-:" لأنني لم أستطع منع نفسي من ذلك! كُنتُ أريدُ ذلك بشدة.. لقد استحقها ذلك الخائن..."
-:" وما دخلي بذلك؟ لما ورطتني؟"
-:" لا تجعلني أجيبُك كما أجبتُ ايميتو!"
-:" وماذا تقصد يا هذا؟"
في لحظة قفله رفع القاتلُ سلاحهُ نحو الثاني ووجه رصاصةً وبكُل برود نحوه، غير آبه لزيادة نقطة سوداء
أخرى في حياته هو غارقٌ في مستنقع نتنٍ على أي حال!



عادت كيتي لمحضنِ ذكرياتها الغابرة تُداعبُ مُقلة عينيها الحزينتين، وشوقٌ يأسرُ حنينها، هذا الصمتُ يحتضنُ غيابَ الغوالي،
فنبشَ هذا الهدوء في أسرارِ ذكرياتها، حاملاً عبقَ أروع النسمات لمسامها.

حافظً هذا المكانُ على أثارها السابقةَ، الأثاثُ بزينتهُ الغامقة والستائرُ بيضاء لامعهَ، لکن الحديقة مشهدٌ من أيامٍ قاحلة!
النباتات ذابلة والعشبُ ميتْ، الشجارُ حزينة والمسبح عفنْ ،كأنها مقبرةٍ مُقفرة! يا لهُ من مشهدٍ يقضي على مسرة الوجدان!


تبع حديثُ الشريكين، مُلاحقه للإمساك بهدفهم الغامض، وصولهم كان بعد فوات الأوان! و عم الغضبُ و الإحباط لكُلٍ منهُما،
أخذت تلتمسُ باحثةً عن مُرادها لتتصل به مُستنجدة، جاءها صوتٌ مُتلعثم غيرُ رزين:" ب..بمماا أخخدمُك سسيدتتي؟"
أجابتهُ مُتململه وهيّ تعبث بلورقة بيدها غاضبه:" أيها الاحمق! ما هذه الإحداثيات التي زودتنا بها،
المكانُ مصنعٌ مُحترق ومهجور! أين هو ابحث عنهُ جيداً أريدُ أن أنهيَ عملي على هذه البطيخة اليوم!"
توتر هيروشي وأسقط الهاتف من يده واستعادهُ قائلا وهو يمسك به معكوساً!:" ف..ف..في الححال انتظرري اانا ابححث ااالآن..."
بعد لحظات محسوسه:" لققد غيييرَ مككااانهُ ثثانيتتاً.. اااليكي ااحداثثيات الموققع الححالي..."
-:" تلقيتها، ابقى على الخط وأخبرني بوجهته الجديدة"..
التفتت لشريكها:" لدينا احداثيات الموقع الجديد، الهدف يتحركُ مُبتعداً نحو الشرق .."
كان يقف بعيداً، مصدوماً فاتحاً فاههُ ينظر في اللاشيء، تقدمت نحوه قائلة:" ما بك يا كيث؟؟ ماالـ....."
بترت كلامها مصدومة برؤية ما ينظرُ اليه.....



دخلت كيتي للمطبخ لتراهُ قليلاً، كان كارثة بلا مبالغة، التقطت نفساً عميقاً قائلة:" معك حق يا كاغوري، البيتُ بلا أمراءه ككعكةٍ بلا زينة!"
رفعت الطبق الذي يبدو عليه أنهُ لا يخصُ اليوم أو الذي سبقه قائلة باشمئزاز:"كعكةٌ عفنة بلا زينة!"
قامت بتنظيف البيت هُنا وهُناك، تقتُلُ فراقها مُنتظرةً عودةَ والدها وأخيها، وحين كانت تمسحُ الغُبار عن البيانو الأبيض،
القابع في زاويةٍ من زوايا غرفة الاستقبال، لمحت ملف فضي اللون كان مُندساً بين كومة أوراق بفوضى،
فأخذت تكشفُ مكونهُ من الأسرار....

في الطريق، كان كيث يجلس بجانب ايكوكو وهي تقودُ بعد أن فقدا أثر هدفهما،
كان الغضب والانزعاج جلياً عليه، قالت ايكوكو مفتعلةً النقاش:" علينا أن نُمسكَ به بسرعه،
لم أتوقع أن نجد ضحيةً أخرى له، العلاقة الوثيقة بينه وبين الضحية باتت تُدينهُ وبشدة!"


أجابها وهو يُضيقُ عينيه بحذر:"علينا الإمساكُ به قبل أن يؤذي أحداً آخر، بتُ قلقاً على كيتي.. "


عصر نفس اليوم، عاد القاضي وكان مصدوماً لتواجد كيتي، لم تكُن قد أخبرتهُ بقرارها هذا بالأمس،
كانت تجلسُ على كرسيُ البيانو العريض وتنظرُ لمفاتيحهُ بفراق، فزعت حين وضع يديه الكبيرتين على كتفيها،
نظرت نحوهُ بفزع ثم هدأت لدى رؤيته يحتضنها بكفيه، فأعادت طرف عينها للملف الذي في حضنها لتقول بلا مقدمات
-:" لقد كُنتُ أبدو كالمغفلة الساذجة طوال السنوات الثلاث السابقة، استُغللتُ، أهنت واُذللت، وأنا غيرُ مُدركة لما يحدُث حولي "

وجهت نظراتها نحوهُ وقالت والدموع تغزو خديها :
"في ذلك اليوم، اتصل ايكيجي بي و قال، إن كُنتُ لا أصدق ما قاله لي في حفلة ليلة أمس، فل أعد أدراجي الأن!
لا أعلمُ لما عُدتْ لكنني عُدتُ وحسب، كُنتُ بحاجة لأشعر أني مُحقه، و اكتشفتُ أني لستُ كذلك! وقفتُ مترددة أمام بيتي
لم أعلم ماذا سأقول لايميتو ان سألني لما عُدت! لكنني تفاجأت بمارثا تخرج من بيتي أنا وابتعدَت بسرعه ! تجمدتُ مكاني،
ولم أدرك ماذا يفترضُ بي أن أفعل، شعرت بخليط من المشاعر غلبها الحقد، دخلت وأنا في شدة غضبي بعد أن أدركتُ
أن لا فائدة من البكاء هُنا! حينها كنتُ في قمة غضبي لدرجة أني لم أكن لأستغرب من نفسي إذا قتلتهُ، صُدمت!
كان ايميتو هُناك غارق بدمائهُ فاتحاً عينيه على وسعها، دبَ الخوف في سري، لم تحملني قدماي وتهاويت فوق
دمائهُ الدافئة على الأرض، حاولتُ الإقتراب لكن عجزت وخذلتني شجاعتي عن التقدم، اتصلت بهيكيجي وتحدثتُ معه
بحروف مُبعثرة بالكاد فهم منها أني في موقفٍ صعب، حاول تهدئتي ليفهم جيدا وحين هدئت رويت لهُ ما حدث،
فقال لي أن أخرج من هُنا وأن أذهب لحيثُ يفترض بي أن أكون، لأن الشرطة ستتهمُني بقتله! فزعتُ وتلبكت بشدة،
وفي النهاية نهضتُ من مكاني وغادرتُ بسرعه، بقيتُ أهلع وأدور حول نفسي وأنا أبكي ، ثم خلعتُ جواربي
ومعطفي الأبيض بعد أن تلوثا بالدماء وركبتُ سيارتي مبتعدة، فكرة أن يكون ما قالهُ هيكيجي صحيحاً طغت على منطقي تماماً!
لا أصدقُ أني تركتهُ هناك غارقًا بدمائهُ في زاوية مكتبهُ الباردة! وحتى الآن أفكر أنهُ كان من الممكن أن أساعدهُ
لكنني خذلته بسبب أنانيتي!"

كان والدها يستمعُ لها باهتمام، طبعا ليست أول مرة يستمعُ لشيء مشابه، في نهاية الأمر هو قاضي وعملهُ
يتطلب منه الاستماع لما يقولهُ طرفه، رجلً كان أم أمرأه، ليحكم بعدل!
حركها من كتفيها جاثياً على ركبتيه، لتستوي أمامهُ تماماً ويتقابلا وجهاً لوجه، أمسك وجهها يبن كفيه الكبيرتين قائلاً بحذر
-:" أأهذا كُل ما حدث؟ ألم تُغفلي عن أي شيء مهما كان صغيراً"

بات والدها الوحيد الذي تثق به في الحياة، والناس من حولها يستغلونها لا أكثر! أجابته بلا خوف واثقة به، من غير
توريط ايميوي لتسترهُ عليها طوال الشهور الماضية:" نعم هذا ما حدث تماماً!"

رسم ابتسامة هادئة ورقيقه لابنتهُ الغالية وضمها لصدره بأريحيه قائلاً:" لقد أرحتني صغيرتي، كُنتُ واثقاُ بك."
تأثرت وانصدمت من كلامه، فسألت بحذر:" أهذا يعني أني لن أذهب للسجن؟"
بقي يُحدق بها لفترة قبل أن يُدرك سؤالها البريء ليُجبها:" لا يا صغيرتي ! هذا لا يستدعي السجن، لن يحكم القاضي
بأكثر من دفع مبلغ معين للمحكمة مع بضعة أشهر من الأعمال الإجتماعية! فأنت لم تقتليه إنما لم تبلغي الشرطة
بسرعة بتأثر من شخصٌ آخر."
قالت مبررة:" لكن هيكيجي قال....."
توقفت حين استوعبت الأمر أخيراً، فنهارت باكية لغبائها......

"في هذه الحياة لا أحد يستحقُ أن تثقي به أكثر من عائلتك، لأن الآخرين يُشكلون الذئاب في المجتمع، ينتظرون منك
أن تغفلي ليغدروا بك، وأنا هي هذه العائلة، لأنني أبقي مصلحتك في هذه الحياة ففي النهاية أنا شريكُ حياتك،
ولن يفرقنا أحد عن بعض، الى الأبد!"
كانت هذه كلمات ألقى بها ايميتو على مسمع كيتي ذات مرة، وها هي تذكرُ ما قالهُ لها لتنهار أكثر وتُحاول الإستناد على والدها....


****


" اعكسي الاتجاه بسرعة، لقد دخل المبنى هُناك!"وبخفة فائقة عكست اتجاه السيارة الى حيثُ أشار كيث،
التفتت إليه لتقول له:" تذكر أننا نريدُ الإمساك به حياً!"
لكن كيث نزل غاضباً وبسرعة قبل أن تتوقف السيارة تماماً! لتنزل خلفهُ قائلة بتذمر
-:" أي حماسة هذه؟ لن نُمسك به حياً وهو على هذه الحال!"

كانا يبحثان هُنا وهُناك إلى أن لمحاه كما فعل هو فبدأ بالركض هارباً منهما وبدأت المطاردة، الى أن حاصراه ووصلا لنهاية
هذه المطاردة السخيفة، لاشك لأنهُ مدرك أنهما سيُمسكان به في نهاية المطاف فلما يُتعبُ نفسه؟!
حاصراه في زاويةٍ من إحدا القاعات الكبيرة في الطابق الثالث بعد المئة!
بدأ بالذهاب يمنةً ويسرة إلى أن أدرك أنه قد حُوصر تماماً، توقف يلتقط أنفاسهُ بفوضى ليسأل كيث بحدة
-:" هل أدركت أخيراً أنك وصلت لنهاية المطاف يا هذا؟ سأضعُ نهاية لهذه المطاردة! استسلم وإلا!"
قال الجملة الأخير وهو يُلقمُ سلاحهُ ويُشهرهُ نحو هيكيجي مُتابعاً لكلامه:" توقف وإلا تعرف أني لن أتردد أبداً!"
ففعلت ايكوكو الشيء نفسهُ لكن بحذر، سأل هيكيجي مستفسراً:" أعتقدُ أنهُ يحقُ لي أن أسأل عن سبب مُطاردتكُما لي؟!"
ليجيب كيث والشرر يتطاير من عينيه:" كأنك لا تعلم! أم أنك تحبُ لعب دور الغبي؟"
لتُتابع ايكوكو وهي تظهرُ ورقةً له:" أنتَ رهنُ الأعتقال بتُهمة مُتاجرةَ الممنوعات، بالإضافة لقضايا أخرى سنفتحُ التحقيقَ عنها
بعد استضافتُك لدينا وهذه هيّ مذكرة الاعتقال! "
فقال هيكجي بعد أن خلع قناع السيد المهذب الذي اشتُهر به بين المحامين:" أنتم يا كلاب الحكومة تعيشون على
تنظيف الشوارع من المتشردين لننعم نحنُ أصحاب المصالح المُربحة بالنعيم والرُقي!"
ثُم رفع يدهُ و أشار نحو كيث مُكملاً بتعالي:" أنت تعتقدُ أنك ستُنهي الأمر بالقبض علي لايمكنُكُما إدانتي بهذه التهمة ببساطة،
لا تتوقعا أن إظهار ورقةً سخيفة سيجعلُني أستسلمُ لكُما أنا لا أهزَمُ بورقةً ضعيفة كهذه!"
ضيق بعينيه ليقول بثقه أكبر:" كما أنني الوحيدُ القادر على تخليص كيتي من كُل الاتهامات التي وجهة لها ومنها
تلك التُهمة التي ورطتها بتجارة الممنوعات!"
قال كيث غاضباً وهو على نفس الوقفة:" ما الذي تتحدّثُ عنه الآن أيها اللعين؟ أية تجارة وما علاقة كيتي؟"
نظرت لهُ ايكوكو لتقول تاركةً دور المُشاهدة:" إنهُ يقصدُ تلك الملفات التي جمعها والدك، بعض تلك الصفقات
تحملُ توقيع كيتي! هذا المتعجرف يعتقدُ اننا لا نملكُ دليل براءة شقيقتك من كلا القضيتين!"
تفاجئ كيث من هذا الكلام وبقي غير مُصدق لما يحدُث، هو جاء لمساعدة ايكوكو ولم يكن يعرف شيء أكثر من
أنهما يُطاردان هيكيجي بعد أن كشفت بعض تلك المستندات عن تورطهُ مع ومارثا وايميتو وأنهم شركاء منذ عقد!
قال هيكيجي بحذر:" أيُ دليلٍ تقصدينَ يا فتاة؟"
قالت وابتسامةً واثقه تُزين ثغرها:" حين استلمتُ قضية جاستري، قمتُ بدراسة كُل المستجدات التي جمعها كيث،
لكنها لم تكن كافية! ذلك الشعور في أن هُنالك حلقةً مفقودة بقي ينتابُني، فذهبتُ لبيت كيتي وحدي حين كانت في المشفى،
وبحثتُ عن شيء جديد فوجدتهُ في مكانٍ من مكتب جاستري، كانت تلك التحفةُ تُثيرُ استغرابي، لم تكُن مُتميزة
ولا جميله مُجرد تُحفه رخيصة وبالمقارنة مع التحف الثمينة الأخرى لا تستحقُ أن يُزين جداران المكتب بأربعٍ منها!
اقتربتُ لتفحُصها عن قُرب والأربعة منها كانت تحملُ مايكرو كاميرا ذكية وذات ذاكرة واسعة! فحصلنا على
تسجيلات التسعة أشهر الماضية ومن ضمنها يوم الجريمة قبل سبعة أشهر!!"
كانت الصدمة تعلو وجه المتابعين لحديثها، من جهة كيث الذي فاتهُ العثور على الدليل وهيكيجي الذي أدرك موقفهُ في هذه القضية!
تراجع هيكيجي متوتراً يفكر في مخرجٍ لا وجود له، وفي لحظة غفلة هجم نحو ايكوكو، مُعتمداً نظرية أنها الأضعف!
لكنها تصدت لهجومه وأمسكت ساقهُ وحولت هجومهُ لمصلحتها وأسقطتهُ جانباً، ثم عاود الهجوم فاحتدم القتال بينهما،
بدا جلياً الكفة لمصلحتها مع أن هيكيجي كان يصبُ جام غيضهُ عليها!
في أثناء ذلك كان كيث يُرجع ما قالتهُ قبل لحظات غافلاً عن ايكوكو، التفت نحوهما ليفاجئ بمشهد انتزاع هيكيجي لسلاح ايكوكو...
وفي طرفة عين كانت قد تهاوت لتسقط بصمت... وكردة فعل سريعة أطلق كيث النار على الآخر قبل أن يُطلق عليه...

*يتبع*





 
 توقيع : فِريـال



رد مع اقتباس