الموضوع: روابط الألغاز
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2022, 01:23 AM   #32
JOKER.
مشرفة قسم تسالي والعاب
لاتتحدى انساناًليس لديه مايخسره


الصورة الرمزية JOKER.
JOKER. غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 121
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 المشاركات : 131,612 [ + ]
 التقييم :  451943
 الدولهـ
Iraq
لوني المفضل : Black
شكراً: 16
تم شكره 34 مرة في 27 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



وقفت في الغرفة – إلى جانب نيلسون و المحقق رالف – تنظر إلى حذائك الرياضي المبتل جدا بعبوس ، كنت حقا تكره الأيام الممطرة ، وضعت يديك المحمرتين من البرودة في جيبي معطفك و تنهدت بأسى ، هذه المأساة لن تنته قريبا كما يبدو ، فحسب المحقق رالف المسؤول عن قضية مقتل روجر الشرطة لم تحصل على أي دليل ، لا بصمات ولا آثار أقدام ولا خصلات شعر ولا سلاح جريمة فحسب حرف a كُتب بدم الضحية على الجدار خلفه أي وُجدت جثته ، تذمرت في قرارة نفسك ، لما الموتى لا يتركون رسائل موت قبل مغادرة أرواحهم ؟ كان الأمر ليكون أسهل عليك بوجودها ، تنهدت مجددا فنظر لك نيلسون بسأم ، إنك مندهش حقا من عزيمة مساعدك ، رغم كل هذا العمل هو لا يتذمر أبدا ، هززت رأسك بأسى و أنت تنظر إليه ، يبدو أن نيلسون محب للعمل حد الموت !
ما هي إلا دقائق حتى فتح باب الغرفة و تم دعوتكم من طرف مساعد الطبيب إلى الغرفة الداخلية فولج ثلاثتكم ، كان المكان باردا كما يجب أن تكون أي غرفة تشريح ، في الوسط قبع سرير حديدي فوقه جثة روجر التي يغطيها لحاف أبيض حتى الخصر ، لدى دخولكم أصدر نيلسون أصواتا تعبر عن أنه يكاد يفرغ ما في جوفه فحدجته بنظرة انزعاج ، التفت تجاهكم طبيب التشريح و بنظرة عملية و دون تأخير سلم لكم بضعة أوراق مردفا : هذه هي نتائج التشريح ، لم نجد أي أثر للمقاومة أو أي أثر للمجرم على جسد الضحية لذا يبدو أنه يعرف الشخص الذي قتله و كان مرتاحا في وجوده..
- أو كان يتوقع موته على أي حال
تمتمت دون أن تستطيع منع نفسك مثيرا استغراب المحقق و الطبيب و مساعده فتنهد نيلسون الذي استعاد رباطة جأشه بقلة حيلة ، ألقيت نظرة سريعة على الأوراق بعد أن سلمها لك المحقق استوعب خلالها عقلك كل المعلومات المعروضة و وجدت أن لا شيء يثير الاهتمام لكن حواسك تنبهت عندما نطق طبيب التشريح : لكن الرصاصة التي اخترقت قلبه غريبة ، على كثرة عدد الجثث التي شرحتها و ماتت بالرصاص لم أر قط رصاصة تشبهها
- هل يمكنني رؤيتها ؟
نطقت سابقا المحقق رالف فأحضر مساعد الطبيب من طاولة قريبة كيسا بلاستيكيا يحتوي رصاصة تغطيها دماء جافة ، قلبت الكيس بين يديك ، كانت رصاصة معقوفة غريبة الشكل ، نظرت نحو نيلسون و الذي على تواضع أهميته في القبض على المجرمين ميدانيا إلا أنه طالما كان الشخص الذي يجد مصادر أسلحة الجرائم و سألته محركا الكيس أمام وجهه : هل رن داخل قوقعتك شيء عندما رأيتها ؟
حك نيلسون ذقنه مدققا النظر في الرصاصة ثم قال : أظن أنه ليس مسدسا متوفرا في السوق ، هذه الرصاصة غير مألوفة و لا تعمل حسب معرفتي إلا مع نوع واحد من المسدسات و هو نوع نادر جدا و فريد لا يبيعه في أمريكا إلا تاجر أسلحة واحد و هو روسي
لدى وقوع كلمات مساعدك في أذنك ضربت مؤخرة رأسه و بابتسامة كسولة قلت متجاهلا أن القضية تخص المحقق رالف : إذًا لما لا نزور تاجر أسلحتنا الصغير نيلسون ؟
-
دفعت أنت و نيلسون باب المتجر الخشبي فأصدر الجرس المعلق رنينا مميزا ، عتيق الطراز هاه ؟ فكرت في قرارة نفسك ثم دخلت تتبع مساعدك الذي يجر نفسه جرا و هو ينفث أنفاسا ثقيلة إثر تعبه ، كدت تخبره أن عليه أن يفكر جديا في حمية عندما صدح صوت : أهلا بكما في متجر إيفانوف للأسلحة النادرة و الفريدة
توجهت أنظارك و نيلسون إلى فضي الخصلات الذي يقف خلف طاولة طويلة تشق المكان و يوجه تجاهكما ابتسامة مرحة ، ألقيت نظرة خاطفة إلى الكم الهائل من الأسلحة المعروضة و لاحظت وجود باب في الخلف يؤدي إلى غرفة أخرى جزمت أنها تحوي على السلعة المميزة ، صدح صوت الشاب مجددا حاملا معه شيئا من اللكنة الروسية التي اصطبغت بها إنجليزيته حين قال : كيف لي أن أساعد زوبنيّ ؟
أخرجت من جيب معطفك الداخلي شارتك و عرضتها عليه عندما قلت : أليكسيف إيفانوف ؟ لدينا بعض الأسئلة لطرحها
- ووه ، ووه .. عملي مرخص و شرعي تماما
تكلم أليكسيف باسطا كفيه في الهواء فتنهدت بسأم ، لما كل الشهود يظنون أننا سنتهمهم بشيء ما ؟ هل سمعتنا سيئة إلى هذه الدرجة ؟ ، تذمرت داخلك ثم أنبست: نحتاج مساعدتك في شيء ، نظرت نحو نيلسون الذي أخرج صورة عرضها على الشاب الروسي الذي تفحصها باهتمام فأكملت دون أن تنتظر منه ردة فعل : حسب معلوماتنا هذه الرصاصة تخص مسدسا واحدا فريدا لا يبيعه غيرك
رفع أليكسيف نظراته إليك ثم أومأ و أجاب بجدية : أجل ، إنها رصاصة مسدس رانينغ a46
همهمت باهتمام ثم سألت الشاب الروسي : نريد معرفة من اشترى هذا المسدس في الفترة الأخيرة
تقوصت شفتا أليكسيف في ابتسامة خفيفة ثم أجاب و هو يحك بسبابته خط فكه : يؤسفني ذلك حضرة المحقق ..
توقف أليكسيف قليلا منحنيا بجذعه على الطاولة و استند عليها ثم أكمل بلهجة ممطوطة : عملنا يقوم على سرية المشترين
هززت رأسك بتفهم ثم أنبست بابتسامة جليدية : إذًا أعتقد أنك لا تمانع استدعائك إلى مقر الشرطة بضع مرات لأنك تعرف عن هذا المسدس ؟
قطب لجيني الخصلات و جمدت ملامحه ثم سأل بلهجة صقيعية : هل هذا تهديد ؟
رفعت كتفيك بعدم اهتمام و أردفت بحسم : بل مفاوضة !
تنهد أليكسيف و أنبس من تحت أنفه أن لحظة واحدة و غادر نحو الغرفة الداخلية و بعد لحظات عاد بدفتر ما ، فتحه فوق الطاولة و قلب عدة صفحات عندما قال دون أن يرفع عينيه : هنا ! .. كارمايكل إيفريا و آرثر ويليامز .. ، هذان الاثنان هما من اشتريا المسدس في آخر فترة
همهمت ثم استفسرت من الشاب : هل لديك أي طرق للتواصل معهما ؟
بنظرة آسفة نفى الروسي برأسه ثم نطق : لا أعلم إن كان هذا سيساعدك لكنني سمعت أن كارمايكل يعمل في تنظيم من نوع ما
- تنظيم ؟ سألت باستغراب فأومأ الشاب و أكمل : لكنني لا أعلم ما هو
أومأت بتفهم و شكرته ثم نظرت نحو مساعدك و سألته : هل سجلت اسمهما نيلسون ؟
أومأ مساعدك الذي انتهى من الكتابة في مذكرته فشكرت الروسي مجددا لتعاونه و استدرت مغادرا يتبعك نيلسون بصعوبة
قاد نيلسون السيارة نحو المقر فيما غصت أنت في كرسيك محاولا أن تأخذ غفوة سريعة لكنك لم تستطع و سرعانما وصلتما ، دخلت و مساعدك و توجهت إلى مكتبك بتثاقل ، هذه القضية بدأت تتعبك حقا ، في زاوية المكتب كان التلفاز الصغير يشتغل بهوادة دون أن يعيره أحد من الموجودين انتباهه ، كان الكل مثقلا بالعمل لدرجة لا تسمح بإلقاء نظرة نحو التلفاز ، غادر نيلسون إلى الحمام و نزعت أنت معطفك فيما تطالع الأخبار دون اهتمام حقيقي ، كانوا يعرضون تقريرا عن مشاهير حققوا ثروات طائلة في الآونة الأخيرة و كان الدور للتحدث عن إيطالي ما اسمه لوكا ألفونسو
كانوا يعرضون غرفة مكتبه و الذي نحت على واجهته ما يبدو كمنقار غراب طويل غريب الشكل
-مع كل أمواله لم يستطع استئجار نحات ممتاز
علقت بسخرية فنطق صوت خلفك : أوه هذا الرجل ، عندما كنا نحقق في القضايا السابقة تبين أن لإيلون ماكنزي و جوليا دولوريس معاملات معه
نظرت نحو نيلسون الذي عاد من الحمام و كدت تسأله تفاصيل أكثر لكن الأخير غادر الغرفة مجددا دون أن يمنحك فرصة ، هممت بالجلوس على كرسيك الدوار لكن ما إن فعلت حتى انتبهت إلى ظرف فوق طاولتك ، قلبته بين يديك ،كان خاليا من عنوان أو اسم مرسل ، حدقت فيه بتشكك لكن لا يمكن أن يكون شيئا سيئا إن تمكن من الوصول إلى مكتبك داخل مقر الشرطة ، فكرت و أنت تفتح الظرف ، كان داخله ورقة واحدة ، أخرجتها و فردتها فوق مكتبك ثم حدقت فيها متفحصا ، قطبت مستغربا ، كانت ورقة مقتطعة من دفتر حسب شكلها على رأسها كُتب بخط أنيق اسم روجر جيريمي و وسطها استكانت قائمة غريبة من الأرقام و الأحرف


 

رد مع اقتباس