عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2020, 08:38 AM   #5
ساي
عضو جديد


الصورة الرمزية ساي
ساي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1308
 تاريخ التسجيل :  Jul 2020
 المشاركات : 2,292 [ + ]
 التقييم :  3532
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Silver
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

Post






البارت 4

بقلم الكاتبة : Yukine

-" اللعنة!.."

إِنها المرةُ الثالِثةُ على التَوالي التي أُجْرحُ بِها..

بدأتُ أعتادُ على طريقة التشحيذ ، لكن غضبي وتوتري يشتتان انتباهي..

-" أشعر بالجوع.."

وكأن أحدًا سيسمعني وسيُحضر لي الغداء ، وعند وضعه على الطاولة المستطيلة يرفع الغطاء عن الطبق ويقول:"غداؤكِ آنسة روجينا.."

آنسة.. ، لا أتعدى كوني خادمة ..

إنتبهت لاحقًا أني أشبِك يداي ببعضهما ، وأن الآلة توقفت عن العمل ، هذا طبيعيّ فأنا كنتُ قد إنتصبتُ من على الكرسيّ حتى ..

أشعر أني أشبه سندريلا لحدٍ ما ، أتشابه معها بأن كلتينا مجبرة على العمل ؛ للنجاة من عواقب الشمطاء العجوز ..

مططت ذراعاي ، وعدت للعمل ..

ذاك الأحمق ، بماذا ستفيده هذه السيوف ؟! ، نحن في القرن الحادي والعشرين لا في العصور الوسطى ..!
تعالى صوت معدتي ، صدقًا ، لم أجد ما أتناوله صباحًا ..

كيف هذا وأنا لا أملك مالًا ، فالمال الذي من المفترض أن أتقاضاه ، عليّ إعطاه للمتكبر ذاك ، أودُّ لو أخنقه ، لكن هذا صعب ، فهو أقوى مني بأضعاف ..

نظرت نحو الغرفة نظرةً خاطفة ، الغبارُ منتشر ، الزوايا فارغة سوى من السيوف القديمة..

أشعر أن مرضًا سيفتك بي بسبب هذه الكآبة والصمت ، أكره السكون حقًا ، أُفضِل الأجواء المرحة ..

مهلًا ، يال المصيبة ! ، عليّ تلبية نداءِ الطبيعة ؛ لعل هذا بسبب الماء الذي أكثرت شُربه ..

تبًا ، أين المرحاض ؟

خرجت من القبو ، وصعدت لأعلى بسرعة ..

ألا يستطيع بناء دورة مياه صغيرة هنا أم هو يهوى تصعيب الأمور عليّ وتعذيبي ..

يا له من بخيل ، لم يهن على نفسه تعيين خادمة واحدةٍ هنا ..

لم يكن الوقت يكفي لأبحث في جميع الغرف والممرات ، لذا صعدت للأعلى آملةً إيجاد ذاك الضخم ؛ لسؤاله عن مكان دورة المياه ، فقد نسيته ..

عادةً تكون دورات المياه في القاعة السفلى بمرر ضيق ، هذا ما شاهدته في الأفلام ، الأفلام التي شاهدتها بتلفاز المطعم الذي كنت أعمل فيه ، صراحةً لا أملك واحدًا ولا أريد إمتلاك واحد..

أين اختفى ذاك الضخم ؟ ، أكاد أقسم أني لمحته قبل قليل ..!

صعود السلالم ليس بالهيّن ، إنها طويلة وعريضة ، سجادٌ أحمر يمتد من أعلاها لأسفلها ، المقابض لامعة ، أشكّ أنها من ذهب ، لكني لا أظن أن ذاك الهيكتور سيبذر أمواله بهذا ..

لم أرى نفسي سوى أمام مكتبه ، حفظته عن ظهر قلب ، إرتدت إليه كثيرًا هذا الأسبوع ..

وجهت نظراتي البلهاء نحو الباب الأبيض ، هل أسأله عن مكان المرحاض ؟ ، قد يتسبب هذا بمقتلي..

أطلقت ضحكة خفيفة قبل سماع صوت الجلبة في الأسفل ..

أووه ، تبًا ، يبدو أنه كان في الأسفل ، وهو الآن بصحبة أحدهم..

أجزم بأني سأطرد وأخرج من الباب ركلًا..

قبضت بيدي على المقبض ، من حسن حظي أن الباب مفتوح..

أغلقته بعد دخولي ، سحقًا ، لا أستطيع الخروج ، ما الذي عليّ فعله ؟

قلبت نظري في أرجاء المكتب ، رفوف تحوي كتبًا على شمالي ، على يميني خزانة ذات زجاج شفاف تحوي ملفات ، الأرضية بيضاء في منتصفها سجادةٌ بنيّة دائرية..

هذه المرة الأولى التي أتعمق بمكتبه ، توجهت نحو الطاولة الخشبية بسرعة ..

رائع طبقٌ مليءٌ بالفاكهة ، تناولت تفاحة حمراء ، وبتُ أبحث عن أي باب هنا..

بعد التفاتي للجهتان ، وجدت بابان على يميني..

وبدون توتر اخترت أحدهما..

شعرت بالباب الرئيس يفتح ، قبضت على التفاحة ونظرت للخلف ، يال الحظ الذي بدأ يلازمني ، هذا مرحاض !
قضيت حاجتي بعد وضع التفاحة على منضدة رخامية كانت موجودة..

وتوجهت للمغسلة ، فتحت الصنبور بهدوء شديد ، وبدأت غسل يداي بالصابون..

لا تبدو كأنها دورة مياه ، الأصح أنه مكان تريد البقاء فيه ، رائحة زكيّة تشبه أريج الزهور..

أمسكت التفاحة ، وعدت للخلف مجددًا ، كنت ألتفت حولي حال وقعت عيناي عليّ !

أرى انعكاسي في المرآة ، شعري المائل للون البرتقاليّ مبعثر ، أما وجهي فيظهر عليه أثر للاتساخ ، إنه أسود ، لا بد أنه بسبب القبو المتسخ..

مسحته بقطةِ قماشٍ كانت موجودة ، كان هذا كفيلًا بمسحه ، من الأفضل أن أتحاشى إصدار أي صوت..
ما الذي عليّ فعله ؟ ، سيُكتَشَفُ اختفائي قريبًا ، وحتمًا سيُعثَر عليّ..

اقتربت من الباب محاولةً الإصغاء لما يتكلم هيكتور بشأنه..

يبدو أنه يكلم شخص واحد ، لم أسمع سوى صوتان أحدهما له..

أمسكت المقبض مجددًا ؛ لأضمن أن الباب سيبقى مقفلًا..

قرّبت أذني أكثر ، بدأ صوتهما ينخفض ، بدأت بالميلان نحو الباب ، ولم أعرف كيف فُتِح الباب ، لم أشعر بكيفية تحرك يدي..

استقام الباب الخشبيّ ، ثم وقعت أنا ، ووقعت التفاحة التي لم أكمل نصفها مني..

نظرا نحوي بتفاجؤ ، قبل أن يرمقني ببؤبؤيه الخضراوان الداكنان بغضب وسخط ، وها قد عاد الحظ السيء..

وقفت بسرعة ، ثم انحنيت لإلتقاط تفاحتي التي سرقتها..

نظرت نحوه ، بصعوبةٍ إزدرأت ريقي ، تكلمت بعد ثوانٍ محاولة الحفاظ على هدوء نبرتي:" أعتذر للمقاطعة سيدي ، كنت أنظف المرحاض "

لم أدرِ من أين إبتكرت كذبتي ، إنحنيت بسرعة وخرجت..

تنفست الصعداء بعد خروجي ، هناك إحتمالان ، إمّا أنه سيطردني ، وإما أنه سيجعلني أنظف جميع دورات المياه الموجودة بمنزله الغير متواضع..

توجهت بسرعةٍ تجابه سرعة البرق للقبو..

" يا إلهي ، أرجو أن يكون العقاب يسيرًا.."

مرَّ قريب النصف ساعة ، قبل مجيء الضخم..

-"السيد هيكتور يريدك.."

بدأ قلبي الخفقان بقوة ، وبدأت أرتعش..

يبدو أنه يثق بهذا الضخم جدًا ، لم أرى خادمًا غيره هنا..

رافقته للأعلى والتوتر يطغى عليّ..




 
التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 04-21-2022 الساعة 12:04 PM

رد مع اقتباس