الموضوع: زهرة أخر العمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2020, 04:26 PM   #19
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي



حينما يذوب الثلج



الفصل الرابع عشر
" حينما يذوب الثلج!!"

نهضت مذعورة...وهي تسمع صوت دوي الرعد...ولمعان البرق يضيئ غرفتها للحظة ثم يعود الظلام من جديد.....
شعرت بالخوف.....لكنها كانت تحاول تهدئة نفسها..:" لا تخافي ايتها البلهاء!!مجرد رعد وبرق...وأمطار غزيرة..أنتي لستي صغيرة!!" لكنها ما كادت تكمل جملتها حتى قصف الرعد من جديد...فقفزت مذعورة من سريرها وهي تصرخ.....فتحت باب غرفتها وهمت بالخروج...لكن ذلك بدا مخيفاً ومعتماً أكثر من غرفتها...فعادت وأغلقت الباب..وهي ترتعد...وكلما دوى الرعد أطلقت صرخة ذعر....ثم انهارت الى جانب باب غرفتها وجلست القرفصاء....وهي تدفن رأسها في حضنها...و تدعو أن تنتهي هذه العاصفة قريباً!
وفجأة فتح الباب على مصرعه..فصرخت بخوف أكبر....خاصة حينما رأت ذاك الشبح الضخم الذي يسد باب الغرفة.....لكنه اقترب منها وهبط الى جانبها..و قال بصوت حنون..
" يا الهي...رينيه؟؟ماذا حدث ؟؟"
وما ان رأته وسمعت صوته حتى قفزت معانقة اياه بذعر....التفت ذراعيه حولها تلقائياً.......قائلاً بهدوء :" اهدأي يا صغيرتي!!مابكي؟ ء أنتي خائفة من العاصفة؟؟"
هزت رأسها موافقة..." لا تخافي....أنا معكي!!" تشبثت فيه أكثر.....أهي من تتصرف بهذا الشكل؟؟أم هو عقلها الباطن الذي يرفض التخلي عنه!!؟؟
نهض عن الارض وهو يشدها معه...نادى بصوت حنون:" اهدأي يا صغيرتي..فأنا هنا!"
كانت مازالت متشبثة به...لكنها رفعت رأسها قليلاً لتنظر اليه...وما ان فعلت حتى نست خوفها وقلقها..تاهت مع نظراته الساحرة....المتعلقة بشفتيها....استدركت كم هي قريبة منه...بل هي في الحقيقة بين ذراعيه...وهي التي تضمه وتشده اليها.....أحست بالاحراج..والارتباك...
ماذا كانت تفعل بحق السماء؟؟وماذا سيقول عنها الآن؟؟؟؟
بدأت بالاعتذار..وهي تحاول سحب نفسها منه....لكن ذراعيه رفضتا تحريرها....بل جذبتاها من خصرها اليه بتملك,...وعانقها عناقاً محموماً دافئاً......
لم تقاوم رينيه....بل استمتعت بكل لحظة...ربما كل هذا لا يحدث...وهي تعيش فقط احدى أحلامها...اذاً فلتستمتع في الاحلام قليلاً..طالما الحقيقة مريرة كالعلقم!!!
تحسست ذراعاه ظهرها المكشوف...وكتفيها البضتين....وكان كل ذلك يزيده جنوناً!! شعر وكأن به مس أو سحر من هذه الفتاة....وكل ماحوله....لم يساعده على التخلص من ذلك...فانساق وراء أحلامه هو الآخر....هو ماعاد واثقاً من أي شيء بعد الآن....سوا في روعة هذه اللحظة..مع اسفنجته الجذابة...التي قلبت موازين حياته....وجعلته كالمجنون بها!!
رفع وجهه تدريجياً حتى أصبح ملاصقاً لوجهها....وأنفاسها الحارة تلفح وجهه...فتزيده رغبة وشوقاً اليها......هتف بصوت هامس جذاب:" رينيه!"
نظرت اليه بحياء....فالتقت أعينهما أخيراً.....وحل الصمت لفترة...لكن يوهان بدا نافذ الصبر من كل تلك القيود التي تكبله في علاقته مع رينيه.....كان يعلم بأنه هذه الليلة...حر طليق من كل الاوهام التي ملأ بها رأسه.....ورأس حبيبته...ومع أنه يعرف..بأنه مع اشراقة شمس الغد...سيكون عليه التعامل مع الكوارث الناجمة عن جنونه لهذه الليلة....ولكن ذلك لم يعد يهمه...!
قال أخيراً..وهو يمسك وجهها بين يديه.:" حبيبتي رينيه....! ( أطرق قليلاً..ثم تابع)..أعرف بأنكي لستي لي....ولكني أحبكي.....وشوقي اليكي يقتلني...كرامتي تمنعني..وبرائتكي تمنعني!!..وكأن كل شيء يحول بيني وبينك...كل شيء حبيبتي....كل شيء...!"
وهو يسند جبهته على جبهتها وقد بدا منهاراً مرهق الروح والجسد!!...ولم تمضي ثانية..حتى أحس بدموعها تنهمر على وجنتيها بغزارة.....نظر اليها.....
" أوه حبيبتي....أرجوكي لا.....!لا تعذبيني!!" وهو يمسح دموعها بشفتيه.....
قالت من بين الدموع...وقد ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها الحزين....
" أنت تحبني يوهان؟ تحبني أنا؟؟؟"
نظر اليها متأملاً:" بحق السماء..أما زلتي تجهلين ذلك؟؟كيف لاأحبكي....وأنتي التناقض الجذاب بعينه!! الملاك الشيطان!!! البراءة الفاتنة!!لم أر في حياتي من هي تبكي وتضحك في نفس الوقت....وذلك يجعلكي رائعة الجمال!! آه رينيه...أنتي لا تملكين أي فكرة ..عما تفعلينه بي..أليس كذلك؟!!"
قالت ببراءة الاطفال:" لم أفعل شيئاً يوهان...سوى حبك! أحبك يوهان..أحبك!!"
أغمض عينيه من فرط الانفعال....:" آه رينيه...!! أرجوكي لا تفعلي هذا بي..؟؟؟ "
أطرقت رينيه...لا تعرف ماذا تقول....هل ستستجدي حبه الآن؟؟لكنه اعترف بأنه يحبها..اذاً؟ أين هي المشكلة؟؟
نظر اليها ..عرف بأن التساؤلات تدور في رأسها الجميل وتحيرها....لمست أصابعه وجنتها الناعمة....نظرت اليه بعطف وحب....وحيرة......
" رينيه..لا تنظري الي هكذا!! لا أستطيع!!قلت لا أستطيع!! أنا أكبركي بكثير.....أنا لا أصلح لكي!!افهمي أرجوكي!!"
" أفهم أنني أحبك!"
نظر اليها وقد بدأت حصونه بالتهاوي...." ليست الحياة مبنية على الحب فقط...هناك أشياء أخرى أكثر أهمية!!"
قالت باصرار:" حقاً؟؟؟ اممممم....أحبك أيضاً!!"
أحس بأنه سينهار...فقال بعصبية ليداري موقفه الضعيف:" كفي عن تكرار هذه الكلمة!!"
" أحبك...أحبك..أحبك...حتى آخر العمر!!"
نظر اليها بوله...وقد انهارت كل حصونه...جذبها من خصرها بذراعه اليه...بينما انسلت يده الاخرى في شعرها ليقربها أكثر.....وحدث ما كان يحاول منعه....منذ أول الليل......
قبلها بنهم ولهفة..ولوعة.....قبلها كما لو كان يمنع نفسه عنها منذ أول الدهر....قبلها كما كان يفعل في أحلامه......
رفع رأسه عنها لينظر في عينيها من جديد....قائلاً بصوت يرتجف من فرط التأثر....
" ماعدت قادراً على التحمل رينيه.....تجعلينني أفتقدعقلي بشدة...لكثرة هلوستي بكي,....أحبكي يا صغيرتي..أحبكي بشدة!!...بل أنا مجنون بكي...!! كنت دائماً أخاف عليكي مني....ولكن الان؟؟....اعلمي حبيبتي...بأنه لم يعد هناك مفر....لن أدعكي تتركيني أبداً!! أبداً حبيبتي...."
تنهدت بعمق..بعد طول انتظار....وهي لا تكاد تصدق ماتسمع..." آه يوهان!!! قل لي بأنني لا أحلم! اقرصني يوهان...لأتأكد من ذلك!!"
ابتسم يوهان...لكنه قال بمكر:" عندي طريقة أفضل!!"
وهو يعود ليضمها بين ذراعيه بلهفة واشتياق.....ويتناول شفتيها من جديد...لكنه أحس بأنها تنهار بين ذراعيه...فما كان منه الا أن رفعها وحملها الى سريرها.....كانت تبتسم بلا وعي...وتهذي بكلمات كثيرة.....تعبر عن روحها العاشقة.....
كانت نوبة حمى جديدة...قد اجتاحتها بعد كل هذا الهذيان والجنون الذي عاشت فيها لبرهة مع يوهان.......فهل تأتي الشمس...لتنسف كل الاحلام والوعود بينهما!!!!!؟؟؟؟



 

رد مع اقتباس