عرض مشاركة واحدة
قديم 05-24-2020, 04:13 AM   #1
URANUS
"Hell is others"


الصورة الرمزية URANUS
URANUS غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 59
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 المشاركات : 20,635 [ + ]
 التقييم :  19078
لوني المفضل : Gainsboro
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مشاهدة أوسمتي

الذهبي [ذهبي ] الغراب | بين التقديس والتدنيس







Y a g i m a - R


" إذا كان الغراب دليل قوم، فلا رجعوا ولا رجع الغراب "
" أشأم من غراب "


وغيرها الكثير من الكلمات والأقاويل العربيّة التي تعكس صورة متماثلة تدلّ على التشاؤم من الغراب..
لكن، ماذا عن الثقافات الاخرى حول العالم؟ هل تعتبر الغراب مثلنا مصدراً للشؤم والنحس؟!






الثقافة الإسلامية

ذكر الغراب في القرآن وبالتحديد في الآية 31 من سورة المائدة، وذلك في قصة قابيل وهابيل،
ابني سيدنا آدم، والتي علم فيها البشر طريقة دفن الموتى، حيث يقول تعالى "فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ
فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ
أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ"

لكن! انا اتفاجئ لماذا نحن نشعر بالتشاؤم إتجاه هذا الطائر؟ رغم انه يوجد لديه الكثير من
الصفات الحسنة، فقد جاءت تفاسير علماء المسلمين لهذه الآيات أن الغراب أتى ليعلم الإنسان العدل
أولاً، وكيف يواري الأخ سوءة أخيه ثانيًا، وفي قصص إسلامية أخرى عن الغربان أنها تعيش حياة منظمة
على صعيد العدالة القائمة بين الغراب وبني جنسه، حيث تبيّن من ابحاث العلماء ان للغربان يوجد محكمة!
يوجد عقوبات وقوانين يحاسبون عليها.

الثقافة اليهوديّة

على عكس القصة الماضية في الديانة الإسلامية، فقد كان اليهود القدامى كانوا يتفاءلون بالغربان،
وكانوا إذا أرادوا أن يعرفوا المستقبل نظروا إلى الغربان وهي تطير.

ويفسر اليهود إرسال سيدنا نوح للغراب، وكان من بين الكائنات التي حملها نوح على سفينته قبل الطوفان،
للبحث عن يابسة قريبة، بأن الطائر عصى ربه وتزوج، وكان يوجد زوجين من كل نوع على السفينة
وحرم عليها التزاوج، ولذلك أرسل نواح الغراب دون أن يخاف عليه من الانقراض.

العصور المسيحيّة الوسطى

توجد قصة في إيطاليا تحكي أن الغراب أنقذ قديس يسمى بندكت النيرسي (480 – 574 م)،
-نسبةُ لمدينة نورسيا- حيث انقذه من الموت بعدما أبعد عنه خبزا مسموما من قبل بعض الرهبان الذين
كانوا يشعرون بالغيرة إتجاهه.


وفي ألمانيا، هناك قصة شهيرة تعرف بـ"الملك النائم" و"ملك تحت الجبل"، وتدور أحداثها عن
الإمبراطور فريدريك بربروسا، وتحكي أنه كان ينام بجانب فرسانه في كهف في جبل كيفهاوزر بولاية
تورينجيا أو جبل أونتيرسبيرج في ولاية بافاريا، وأنه سيستيقظ من موته ويستعيد ألمانيا عندما تتوقف
الغربان عن التحليق حول الجبل.

كما تقول إن بربروسا ينام وعينيه شبه مغلقة، ويرسل صبيا لخارج الكهف لمعرفة ما إذا كانت الغربان
توقفت عن الطيران أم لا.

الثقافات الجرمانيّة وعصور الفايكينج

عند الشعوب الجرمانية، ارتبط أودين، كبير الآلهة في الأساطير الإسكندنافية بالغربان، وهناك الكثير
من الخرافات التي تقول إن أودين كان يمتلك غرابين يسميان مونين وهوجين، وكانا بمثابة عيناه وأذناه،
حيث كان يطير الغرابان يوميا لجلب الأخبار لأودين.

كما كان يوضع الغراب على رايات السفن في عصر الفايكنج، فإذا رفرفت الراية يفوز القائد بالمعركة،
وإذا لم ترفرف يخسر!

الميثولوجيا البريطانية

ارتبط الغراب في الأساطير الأيرلندية بالحروب وساحات المعارك، حيث ظهر في شخصيات آلهة
الحرب، موريجان وبادب. وفي ويلز، ارتبط الطائر الأسود أيضا بشخصية بران المبارك، ملك بريطانيا
في الأساطير الويلزية، والذي يترجم اسمه هناك أيضا إلى الغراب.

كما توجد أسطورة شهيرة في بريطانية يرجع تاريخها إلى القرن السابع عشر، تربط بقاء المملكة البريطانية
بستة غربان داخل برج لندن، وبدأت هذه القصة بإصدار الملك شارل الثاني مرسوما ملكيا عام 1862
بألا يقل عدد الغربان داخل البرج عن 6 غربان!

فسيطر التشاؤم على العائلة المالكة في بريطانيا خوفا من أن تتحقق تلك النبوءة التي تقول إن المملكة
ستسقط إذا أزيلت الغربان من البرج، وذلك بعد موت الغراب تشارلي الذي قتله أحد كلاب الحراسة،
لينخفض عدد الغربان إلى خمسة، وتعلن صحيفة "صن" عن إحضار غراب جديد بدل منه.

ويرجع تقليد وجود الغربان داخل البرج إلى عدد من القصص، تقول إحداها إن عالم الفلك الخاص
بالملك تشارلز الثاني، جون فلامستيد، اشتكى من تحليق الغربان البرية أمام التلسكوب الخاص به، وهو ما
يعيقه من مراقبة السماء من مرصده في البرج الأبيض، وطلب فلامستيد من الملك نقل الطيور، ولكن تشارلز
رفض الطلب.

وتقول رواية أخرى إن تشارلز نفسه هو الذي كره سقوط روث الغربان على التلسكوب، فاشتكى الملك
لفلامستيد وطلب قتلها، ولكن فلامستيد قال إنه إذا فعل ذلك سينهار البرج وتسقط المملكة، ليقرر تشارلز
نقل المرصد إلى جرينتش وتبقى الغربان داخل البرج.

الأمر نفسه حدث بعد الحرب العالمية الثانية عندما قتلت معظم غربان البرج خلال غارة جوية، ولم
يتبق سوى غرابان أطلق عليهما مابل وجريب، واللذان طارا بعيدا عن البرج بعد إعادة فتحه بفترة قصيرة،
وتحدثت الصحف عن هذه الحادثة، وإحتوت بعض التقارير على أول إشارة لهذه الأسطورة في الصحف.

الولايات المتحدة الامريكيّة

توجد أسطورة في منطقة بوجيه ساوند، على الساحل الشمالي الغربي لولاية واشنطن، تقول إن الغراب
كان يعيش في الأساس في أرض الطيور التي تواجدت قبل عالم البشر، وفي يوم من الأيام، شعر الغراب
بالملل من أرض الطيور وقرر الطيران بعيدا حاملا حجرا صغيرا في منقاره، وعندما أصيب بالإرهاق
من حمل هذا الحجر، أسقطه في محيط وظل يتمدد حتى تشكلت الأرض التي نعيش عليها الآن.

العصور اليونانية والرومانية

في الأساطير اليونانية، ترتبط الغربان بإله النبوءة عندهم، أبولو، حيث يقال إنها كانت رمزا لحسن الحظ،
وكانت ترسل رسائل الآلهة في عالم البشر.

ووفقا لأحد الروايات،أرسل أبولو غرابا أبيض للتجسس على حبيبته، كورونيس، وعندما أخبره الغراب بأن
كورونيس غير مخلصة له غضب أبولو بشدة وأحرق الغراب، ليتحول لون ريش الطائر للأسود إلى الأبد.

أما في الحضارة الرومانية، فيقول المؤرخ تيتوس ليفيوس إن الجنرال الروماني، ماركوس فاليريوس
كورفاس (370 – 270 ق م) - كان يضع غرابا على خوذته لتشتيت انتباه العدو من خلال الطيران أمام وجهه.





 
 توقيع : URANUS



« سَلامٌ عَليكُم بِمَا صَبَرتُمْ فَنِعَمَ عُقبَى الدار »
ᴘᴜʀɢᴀᴛᴏʀɪᴏ ᴇᴛᴇʀɴᴀʟ ʟᴏꜱᴇ ꜰʀᴀɴᴋɴᴇss

التعديل الأخير تم بواسطة آرمين ; 06-21-2020 الساعة 01:45 AM

رد مع اقتباس