عرض مشاركة واحدة
قديم 08-21-2020, 06:51 PM   #90
JAN
مِرأة وٓاحدة … إنعِكاسات شٓتى !

الصورة الرمزية JAN
JAN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 115
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 العمر : 23
 المشاركات : 9,849 [ + ]
 التقييم :  23316
لوني المفضل : Black
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة

مشاهدة أوسمتي




أزهار ..
فتحت عيونها بتعب وابتسمت لمن شافته وهمست بصوت مبحوح : جاسم ..
ضحك وقال بتريقة : اش هالصوت ؟؟
حمحمت وقالت وهي ترفع يدها وتتلمس حلقها : حلقي يعورني وفيه شي حامض ..
ربت على يدها ومسح على شعرها وهو يقول : شكله من كثر الزعيق ..
همست بصوت ضعيف : خسارة مافي صبر ..
تأملها بحب وهو يهمس : بالعكس الدكتورة تقول ماشاء الله عليك كنت أهدأ مريضة مرت عليها من فترة ..
ورجع يبعد خصلات شعرها وهو يهمس بصوت أخفت : توأم !!
ابتسمت بتعب وقالت : كنت أبغى أقولك قبل الولادة بس ما توقعت أجيبهم في السابع ..
وغمضت عيونها لثانية ورجعت فتحتها وهي تقول : كيفهم ؟؟
قال وهو يضغط يدها : أحسن مني ومنك ..
قطبت وهمست وهي تغمض عيونها : سمي بالله لا تحسدهم ..
رفع نفسه من المقعد وسلم على جبينها ورجع سلم على خدها وهو يهمس : شكرا ..
ابتسمت من دون ما تفتح عيونها وهي تسأل بهمس : على إيه ؟؟
همس وهو يعدد على أصابع يدها اليمين اللي بين يدينه : لأنك تزوجتيني ولأنك تحملتيني ولأنك صبرت على مرضك و لأنك جبتيلي أحلى توأم في الدنيا ..
وكمل وهو يدنق عليها ويطوي إبهامها : ولأنك خليتي لحياتي معنى ..
وقرب فمه من إذنها وهمس : أحبك يا أم عمار ..
فتحت عيونها على اتساعها ولفت عليه وطالعته بصمت , قام وجلس جنبها و ضمها لصدره وهو يقول بمرح : قومي بالسلامة عشاني وعشان عموري والدبه الثانية ..
لفت يدينها بضعف حولينه وغمضت عيونها وهي تنشج نشيج صامت وهي تصرخ بداخلها ~ شكرا يارب , اللهم لك الحمد على نعمك , اللهم لك الحمد , ياربي لا تحرمني منهم يارب , يارب احفظهم لي يارب ~ ..
بعد عنها ومسح دموعها وقال وهو يقوم : لايشوفك عمر تصيحين يقوم يقول ضارب أختي ..
ضحكت لأول مرة من خروجها من العملية ومسحت دموعها وهي تحس بنشاط يجري في جسدها , مسد شعرها ورجع يعدل المخدات واللحاف , ضحكت أزهار وقالت : جسومي خلاص ..
سحب جاسم نفس عميق وزفره وتحرك للباب ونادى عمر اللي دخل مع منى , أول ماشافته جاي رفعت يدينها وتغيرت ملامح وجهها ودموعها تتجمع في عيونها , جري لها عمر وضمها بقوة , شهقت قبل ما تصيح من قلبها وهي تقبض يدينها على ظهره بقوة , خرج جاسم وصك الباب وهو يحس بقلبه يتقطع عليها , كان عارف إنه يوم شافت أخوها تذكرت كل أهلها , مافتحت منى غطاها عشان مايشوفون دموعها اللي انسكبت وهي تتأملهم وهم على هالوضعية , كانت أزهار تصيح بصوت كسير وعمر ضامها بقوة وهو يمسد شعرها وهو يهمس بكلمات تصبير عذبة , قالت من بين دموعها : سميناه عمار ..
كبت عمر دموعه وهز راسه وهو يضمها أكثر وهو يقول : على البركة , إن شاء الله يطلع أحسن من خاله ..
مرت فترة قبل ما تبعد عنه وهي تمسح دموعها وهي تقول : ما أدري اش فيني بس أصيح ؟؟
ضحكت منى وقالت : عادي أمي ذبحتنا بكثر البكى بعد ما جابت كمال ..
وراحت سلمت على أزهار وهي تباركلها وقالت : مابأفتح الغطى عشان ماتشوفون مكياجي كيف صار ...
وتحركت للحمام الملحق بالغرفة وهي تقول : عن إذنكم ..
اندق الباب فتحرك عمر وفتحه , ابتسم جاسم وناوله الجوال وهو يقول : الوالده تبغى تكلم أزهار ..
أخذ الجوال وناوله لأزهار اللي قالت بصوت حاولت تسبغه بالقوة : السلام عليكم ..
***
بلعت هدى ريقها وقالت بصوت مخنوق : وعليكم السلاااااااام , هلا بنتي , بشريني عنك , بخير ؟؟.... الله يقومك بالسلامة يا حبيبتي ... عسى ما تعبتي .....
زفرت هدى وقالت باعتراض للعنود : خليني أسمع أخبار البنت ...
طالعت فيها العنود برجاء وهي تقول : خلااااااااص سلمتي عليها ..
زفرت هدى وقالت : أزهار , خذي هالمرجوجة معاك ..
وقالت للعنود اللي سحبت الجوال بفرح : لا تكثرين ترى البنت تعبانة ..
العنود اللي سمعت صوت أزهار الهامس الواضح التعب في نبراته وهي تقول : هلا بأحلى مرجوجة , عسى ما صحتي , تراني أعرفك ..
صرخت بفرح : أزهاااااااااااااااااااااااااااااااااااار..
ورجع اختنق صوتها وهي تقول : مبـ .. مبـ .. مبروووووووك ...
وانخرطت في نوبة بكاء , سحبت منها الجوهرة الجوال وقالت : هذا بدل ما تهدينها يالخبلة ..
وسلمت على أزهار وباركت لها وقالت : خذي الهنوف معاك ..
تناولت الهنوف الجوال و قالت بلهفة : زهرة قلبي ..
وصلها صوت أزهار اللي حالوت تسبغه بالمرح وهي تقول : هلا بالعرووووسة , قررتي تتزوجين أخيرا ؟؟
تمالكت دموعها وقالت بتأنيب : ما بتحضرين زفتي ..
ضحكت أزهار وقالت : اش أسوي عيال أخوك طالعين على أبوهم مستعجلين ..
ضحكت الهنوف ومسحت دمعة كانت بتتسلل لخدها وقالت : ما بأطول عليك , انتبهي لنفسك يا قلبي وألف ألف ألف مبروك , يتربون في عزك وعز أبوهم ..
وودعتها وضمت الجوال براحة , قالت سفانة : ها نقدر ندخل حسان دحين عشان نزفك , ترى الوقت راح ..
رجع التوتر لها لكنها تمالكت لمن شافت نظراتهم الحادة المحذرة , ابتسمت وقالت باستسلام : اللي تشوفونه ..


************************************
...................... يتبع ..

ما بأدخل وجاسم مو معايا ..
دفه عبد الإله وقال : أدخل وإنت ساكت , كنك في الحضانة , الرجال لاهي مع حرمته وعياله والله مابيجيك لو تلحس السما ..
: حسان ..
سحب نفس وطلع الدرج بصمت مع أبوه وخاله أحمد اللي ناداه , لقيوا سفانة في استقبالهم , أول ما دخلوا على الصالة الكبيرة وشاف حسان الهنوف واقفة بتوتر ابتسم بحب وهتف فجأة : أخيـــــــــرا , مابغينا ..
ضحكوا على كلمته ونزلت الهنوف راسها وهي ترتجف من شدة الخجل , ولمن شافته قدامها نزلت راسها أكثر , رفع طرحتها وتصنم لمن شافها , ثواني مرت والهنوف تتساءل اش عنده واقف قدامها بلا حركة لكنها ما رفعت بصرها , همست الجوهرة لأختها وهي تطالع من ورى الباب : اش به ؟؟
مسكت العنود ضحكتها وهمست : تنح الرجال ..
قالت سمية وهي تأشر عليه : هييييييييي خالو اش فيييييييييييييييك ؟؟
خرج من عمق سرحانه ولف عليها وقال بحدة : أتأمل في إبداع الخالق عندك مانع ..
ضحكوا الكل وقالت خولة : طيب تحرك وإقرأ , البنت بتتكسر رجولها من الوقفة ووراها زفة والفستان ثقيل ..
حط يده وقرأ وبلا مقدمات مسك يدها وسحبها وهو يقول : يلا البيت ..
انفجروا بالضحك وقال علي من وسط ضحكه : اصطلب ياولد الله يفشلك , فضحتنا قدام أبو البنت ..
سلم علي وخرج عشان يعطي فرصة لأمها إنه تجي , تحرك أحمد وسلم على الهنوف بمحبة وهو يبارك لها ويوصيها , ودخلت هدى عليهم , سلمت على حسان بخجل وسلمت على بنتها وباركت لها وهي توصيها , قال حسان : مو لازم زفة خلاص نروح للبيت وإنتم أرقصوا وغنوا و ..
قاطعته أمه : حسااااااااااان ..
وقالت سفانة : دومكم يالرجال كذا , ماهمكم شي , الضعيفة تعبت في الفستان والمكياج والتسريحة وهذي ليلة عمرها , كذا بالساهل عنكم لا تنزفين , يووووووو ..
قطب حواجبه وقال : لا تاكليني , يمه منك , الله يعين زوجك عليك ..
قالت الخنساء بحده : لسه ماصار زوجها ..
كان الكل يعرف الكره الجديد اللي بدأت تكنه الخنساء لعبد الإله اللي تعتبره سارق الأخوات , لف حسان على الهنوف وقال : لا يكون العنود تكرهني كذا ..
قالت العنود من ورى الباب لأختها ولريم : أكره كره العمى , أخذ هنيف مني ..
ضربتها الجوهرة وقالت : كلها كم شهر وتلحقينها ..
دمعت عيونها وهي تقول : اسم إني بأعيش لوحدي في البيت ..
طبطبت عليها ريم وهي تقول : أنا بأنقل عندك , حجة وحاجة , بأقولهم العنود وحدانية وأنا أحتاج فترة نقاهة من عهود عشان ما أقتلها قبل زواجها ..
قالت الجوهرة تذكرهم : مايحتاج هذا كله أصلا مابتلقى العنود وقت عشان تفكر بفراق الهنوف , أزهار أكيد نفاسها عند أمي والتوأم بيكونون ...
صرخت العنود بحماس وقالت : وااااااااااااااااي , صح النوانوة بيكنون عندي , يااااااااااااااااااااي ونااااااااااااااااااااااااااااااااسة ..
شهقت ريم وقالت : عنود تعالي بسرعة لا يفوتك ..
طالعت العنود وابتسمت وهي تهمس : ياااااااااااااي ..
طالعت الجوهرة ولمن شافت حسان ماسك دقن الهنوف يحاول يلف وجهها له شهقت وقالت وهي تسحبهم : يا قليلاااااات الأدب , تحركوا من قدامي يلا , صدق ماسخات فاسخات الحيا ..
هتفوا مع بعض : لاااااااا لا يفوتني بقية المشهد ..
وسكتوا وهم يلتفتون على بعض قبل ما يضربون الباب بيدهم , قالت ريم اللي ضربت الباب أول : أنا لمسته أول ..
لفت العنود بزوها وقالت : عادي , تزوجي قبلي ..
ضربتهم الجوهر وسبتهم لتحت وهي تتكلم عن حياء البنات اللي بدأ يختفي مع مرور الزمن ..
قالت خولة لمن شافت الهنوف المستحية : يلا يا بنات أخرجوا خلوا العرسان لوحدهم شويه , لمن خرجوا وانقفل الباب , ساد صمت وصمت و صمت , لفت الهنوف بحيرة لقيته نايم على الكنبه , ~ مستحيل , ما أظنه نام بهالسرعة ~ حمحمت لكنه ما فتح عينه , همست : حسان ..
لكنه ما تحرك , شفتيه المنفرجة بتعب وعيونه المغمضة بهدوء , تأملته لدقائق طويلة , مدت يدها وحطتها على كتفه وهزته بخفه وهي تهمس : حسان ..
انتفض وفتح عيونه على اتساعها , طالع فيها بحيرة , ابتسمت بخجل وهمست : نوم العوافي ..
ضرب جبينه وقال بصدمة : لا تقولين ..
رصت شفايفها وخرجت الضحكة من أنفها , قال بعدم تصديق : هنوف تتريقين ..
ضحكت وقالت : والله كنت نايم ..
فرك عيونه بتعب وقال بتريقه : هذا من كثر الحماس , شكلي شديت حيلي بقوة فانقطع ..
لمن سمع الطرقات على الباب قال بعصبية : اللي بيدخل بأذبحه , خمس دقايق ..
ولف على الهنوف وهمس : حسك عينك تقولين إني نمت ..
ضحكت وهزت راسها بلا وهي تقول : مابأعلم أحد ..
مد يده وفرك جبينها هو يقول : إنسي , إنسي , إنسي ..
ضحكت وقالت : ما أوعدك , لأني بأقولها لأولادنا إن شا ..
وسكتت وهي تشيح بوجهها عنه , زفر وقال بحالمية : أولادنا , اش هالكلمة الرنانة ؟؟
زاد خجلها , همس بحب : هنوفي ..
لفت عليه وانصدمت لمن قام من مكانه ومسك ذقنها و باسها , بعدت عنه وهي تشهق من الخجل وتتأمله بصدمة , ابتسم وهمس وهو يتأملها برقة : والله أحبك ..
دنقت راسها ورجعت رفعته ورمقته بنظرات تستصرخ بحبها له , زفر وقال وهو يقوم : أخرج قبل ما أتهور زيادة ..
ضحكت بخجل وهي تهمس : يكون أحسن ..
ودق الباب , فتحته سفانة وقالت : ما خلصت الخمس دقايق ..
ضحك وقال : شكرا يا أمينة , خلاص زفوها , وشوفوا معاكم ساعة إلا ربع ما طلعت فيها الهنوف لي بأدخل القاعة وأطلع حرة ثلاث سنين فيكم ..
قهقهت وقالت : يمـــــــه , خلاص روح , لك علي ساعة إلا ربع وهي عندك ..
ابتسم وخرج , دخلوا البنات وهم يتكلمون بحماس عن الزفة وهي تطالعهم وهي في عالم ثاني ..
: إصحي يابنت ورانا زفة ..
: سفسف لا يكون أخوك رش مخدر على أختي وراح ..
ابتسمت الهنوف بخجل وقالت وهي تقوم : أنا صاحية ..
وقفت في ممر الزفة وهي تستمع لبدءها ومشت خطواتها البطيئة بابتسامة هادئة تزين شفايفها وتخفي خلفها أفكارها العميقة المتنوعة بلا حدود ..
استغلت الظلام المحيط بها وتركت لدموعها العنان وهي تتأمل بنتها تحت دائرة الضوء , ولأول مرة من وفاة البندري تنتحب هدى , غطت وجهها الباكي وهي تطلق شهقات وصرخات مكتومة , رفضت تحضر زواج عمر ورفضت تروح الرياض لأنها كانت تدري إنه حضورها للزواج يعني فتح صمام الأمان اللي ماوجدته إلا بعد صعوبة , لفت العنود الواقفة على الكوشة واللي لأول مرة مايبكيها رؤية الثوب الأبيض و سألت سفانة : وين أمي ؟؟
وقفت سفانة في وجهها وهي تقول : هناك تراقب الهنوف ..
وأشرت على الهنوف وهي تقول : شوفي الهنوف ترش الإكلين ..
ابتسمت العنود وقالت : قلتلكم بتطلع فكرة حلوة , شوفي كيف شكل الإكلين وهو يلمع ..
زفرت سفانة براحة والتفتت لأمها اللي حاضنة هدى الجالسة على الأرض من شدة البكاء وهي تطبطب عليها بحنان وتبكي في نفس الوقت , ولفت عن المنظر اللي بكى كل اللي شافوه وهي تزدرد ريقها وتدعي إنه العنود والهنوف مايشوفون المنظر , أول ما وصلت الهنوف الكوشة وتجمعوا البنات حولينها دارت ببصرها فيهم , كانت تنتظر لمعة حزن في عين وحده فيهم عشان تطلق لدموعها الحبيسة العنان لكنهم كانوا مبتسمات وهم يرقصون قدامها , وكل ما سألت عن أمها قالولها تودع فلانه , حست إنه أمها فيها شي لكنها ماقدرت تصرح لهم بمخاوفها وهي تشوف ضحكاتهم وتعليقاتهم المرحة , تعلق بصرها بالعنود اللي كانت ترقص قدامها وهي ترمقها بنظرات فرح وسعادة , ابتسمت لها ورجعت تتلفت , قالت سفانة وهي تأشر على ساعتها : ها هنوفه نخرجك خلاص ؟؟ يا خوفي يجي حسانو ويلعن جدف الموجودات كلـ ...
جاتهم خولة وهي تقول : حسان حرق جوالي يقول بتطلعونها ولا لا ..
تحركت الهنوف وهي مهي عارفه اش تقول أو اش تسوي , كانت تسمع الدقاقة تغني : تدرج يامليح ..
ياما سمعت هالأغنية في الزواجات وكانت دوم تقبض قلبها لأنها تعني الرحيل للعروسة , تحركت في الممر وتوقفت لمن شافت جدتها حمده اللي تمسع دموعها بطرف مسفعها , سلمت عليها الهنوف وهي تكبح دموعها وهي تهمس : مع السلامة يا جدة ..
قالت حمده بصوت مخنوق وهي تلوح بيدها المغطاة بالحنا : في آمان الله يابنتي , في آمان الله ..
جات هدى اللي تمالكت نفسها أخيرا وتعبت في غسيل وجهها وقالت بصوت مخنوق وهي تضمها : الله يسهل لك دربك يابنتي , انتبهي لنفسك ولزوجك ..
تشبثت الهنوف بأمها لكن أمها بعدتها بحزم وهي تقول : في آمان الله ..
كانت تصرخ بداخلها , تبغى تفرغ شي لكن محد أعطاها فرصة , وهم يلبوسونها عبايتها وصوت الجوهرة ووصاياها يرن من بعد سحيق شافت لمعة في عيون العنود , لمعة خفيفة اختفت لمن حضنتها وهي تقول بصوت متماسك : حتوحشيني يادبة ..
قبضت على العنود وهمست : عنود لا تسيبيني , الله يخليك لا تبعدين , خليك في حضني شوية ..
ضمتها العنود بقوة وهي تغمض عيونها اللي بدأت تدمع , قالت الجوهر وهي تسحبها : عنود خلاص ..
دفت العنود يدها وهي تقول بصوت متهدج : خلونا شويه ..
قالت سفانة بتوتر : عنود ..
: عنود لا تسيبيني , أحضنيني بقوة ..
هتفت العنود وهي تتشبث في الهنوف اللي بدأ صوت أنفاسها المخنوقة يدوي في أذنها : سيبونااااااااا ..
وانفجرت بالصياح وهي تضم الهنوف أكثر وأكثر , كان ودها تحتويها , تخرق صدرها وتدخلها جوتها ولا تحس بالألم اللي تحسه دحين للحظة , كانت تحس بالأيادي تجذبها عن الهنوف وهم يحسبون إنها هي السبب في بكاء الهنوف , والكلمات تتوالى حولها ..
: عنود سيبيها مكياجها حيسيح ..
: عنود مو كويس تخلينها تبكي كذا ..
: يا جماعة فكوهم عن بعض ..
: هذا فرح لا تحولينه لنكد يابنت , تحركي ..
وصوت سفانة المتهدج يردد بين كل عبارة وعبارة : خلوهم يطلعون اللي في قلبهم ياناس , خلوهم براحتهم ..
وهي تتشبث بالهنوف أكثر وهي تصرخ بداخلها ~ سيبونا , سيبونا , تبغاني أضمها , سيبونا لوحدنااااااااااا ~, لمن حست بتراخي يدين الهنوف بعدت عنها ومسحت لها دموعها وهي تقول بصوت باكي : ارتحتي ..
ابتسمت الهنوف من بين دموعها وهزت راسها بإيوه , ضحكت العنود وهي تتلقى ضربة من الجوهرة اللي كانت تسب وتلعن ليش أخرتهم , سلمت على خد الهنوف وغطتها بالطرحة وودعتها , أول ما خرجت شافته واقف ببشته والابتسامة على محياه , مد يده ومسك يدها وبدأ يساعدها على دخول السيارة , قال عبد الرزاق : لاااااااا إلـــه إلا الله , هذا كله جيبون , مشتري أقمشة العماري كلها ..
ضحكت الهنوف بخجل وحست بالخوف يعتريها لمن جلس حسان جنبها وبدأ عبد الرزاق يسوق السيارة ..
***
من تحركت السيارة جريت العنود لفوق وقالت بحماس : بأروح لأزهااااااااااااار ..
شهقت الجوهرة باستنكار وقالت هدى : الناس ما راحوا يا ...
وبترت حديثها لمن اختفت العنود , جابت لها سيتي بنطلونها اللي كانت لابسته في الكوفيره وفكت فستانها بسرعة و فسخته ولبست بلوزتها وسحبت البنس اللي في تسريحتها ولمت شعرها بربطة وتحركت بسرعة للدولاب , خرجت عبايتها وطرحتها ولبستها وهي تمشي بخطوات واسعة , صوت كعبها نبهها , توقفت وفكت ربطات الصندل ورمته لسيتي وهي تقول : هاتي صندلك ..
هزت سيتي راسها وقالت باعتراض : لااااااااااا , اس هادا أنووووووووود !!..
دنقت العنود وسحبت الصندل وهي تقول : مدينة ماني فاضية لك ..
ولبست الصندل وهي تقول بفرح : بابا جاسم وماما أزهار في نونووووووو ..
شهقت سيتي بفرح وضمتها وهي تبارك لها , قالت العنود بضحكة : قولي ماشاء الله ..
: ماسا الله ..
كملت العنود بفرح وهي تأشر بيدها : إثنيييييييين , بنت وولد ..
وتحركت وهي تكمل : بأروح لها دحين ..
ونزلت وهي ترفع جوالها وتدق على عبد الرزاق , لمن شافتها هدى قالت باستنكار : عنييييييييييد ..
قالت العنود وهي تتوجه للباب : سوري مامي , هذي أزهااااار ..
ورجعت لفت وهتفت وهي تقبض يدينها بحماس : بعدين هذولي توأم , أول توأم في العائلة ..
قالت الجوهرة باعتراض : أميييييييييييييي ..
ابتسمت هدى وقالت : ما ألومها , آآآنا ودي أخرج , بعدين إذا في أحد يوديها ليه لا ..
لفت الجوهرة بوزها وقالت بهمس : حتى أنا ودي أروح , أففففففففف , دايم هالبنت تسوي اللي في راسها ..
: وين عنود ؟؟
التفتت الجوهرة لسفانة وقالت وهي تهز أكتافها : راحت لأزهار ..
شهقت ريم وهتفت : الخااااااااااااااااااينة , ولا أعطتنا خبر ..
***
: يا حمارة ما تفهمين , أنا مع الهنووووووف , حتى اسمعي البواري ..
وفك الطاقة وخرج الجوال ورجع لإذنه وقال : دقي على أبويه هو يوديك ..
وصك الجوال وفتح الاستديو وقال وهو يرجع جواله : هنوفه , خذي عارف إنه بتموتين , شوفيهم هذولي التوأم ..
هتفت الهنوف بفرح : كذااااااااااب ..
وسحبت الجوال وهي ناسية كل شي حولها , قال عبد الرزاق وهو سعيد لنبرة الفرح في صوتها وقال : إنتي أول وحده تشوفهم بعد منى طبعا ..
شهقت بخفة وقالت : يهبلوووووووووووون , البنت شكلها أصغر من الولد ..
قال : ترا هنا في الصورة كبار , لو شفتيهم على الطبيعة مايجون قد الذراع وراسهم تقولين برتقالة ..
ضحكت على تشبيهه ودنقت على حسان وهي تقول : حسان شوف كيف يجننووووووون ..
ابتسم وقال : حلوين ..
ولمن وصلوا للشقة القريبة من عمل حسان والبعيدة عن أهله وأهلها توقفت البواري , دخلت الهنوف الشقة الأرضية بمساعدة حسان وعبد الرزاق , وأول ما دخلوا قال عبد الرزاق : يلا أستأ ..
وسكت لمن تشبثت فيه الهنوف , لف عليها , لوهلة شاف البندري , نفس العيون , تأملها بصمت قبل مايضمها بقوة وهو يهمس : انتبهي لنفسك ..
الهنوف اللي كانت في قمة الخجل والتوتر نسيت كل شي وهي تحس بغرابة احتضانه , همست : عبد الرزاق ..
بعد عنها وابتسم لها ولف على حسان وقال بصوت متهدج : لا أوصيك عليها يا حسان تراها الغالية ..
ابتسمت له بمحبة وشكر , هز راسه لها وخرج ..
نزل الدرجات البسيطة بسرعة وتوقف عن باب العمارة وهو يسحب الهوا لصدره بشهقات عميقة , غمض عيونه وبلع ريقه وتحرك خارج بسرعة , لوح للشباب بمرح ودخل السيارة وبدأوا مسيرة بواري جديدة للقاعة ..
***
ابتسم حسان لمن شافها تفرك يدينها وتتلفت يمين ويسار وتأملها برقة وقال : بكرة من نصحى أوديك تشوفينهم وتسلمين على أزهار ..
رفعت راسها وهتفت بعدم تصديق : والله ..
ابتسم وهز راسه وقال : بإذن المولى ..
ابتسمت له بحب صادق وهي تقول بعفوية انطلقت من قلبها : الله لا يحرمني منك ..
رفع حواجبه وقال : هاااااا ..
تلون وجهها بخجل وزاد خجلها لمن قال بحماس : تكفين عيديها مرة ثانية ..


****************************

الساعة 2,30 صباحا :
في شقة مشاعل :

جريت هاله وهي تقول : مشااااااااااااااااعل , أزهااااااااااااااااااااااار ..
قالت أحلام وهي تطالع في الساعة : مسسسسسسسسسرع ما خلص جوازهم ..
ضحكت مشاعل وقالت وهي تتناول الجوال : أكيد حسان عجلهم ..
وقالت بعد ما ردت : هلاااااااااااا والله ..
: مشاعل ..
صوتها الغريب خلى مشاعل تهتف : أزهار , اش فيه صوتك ؟؟
وصلتها ضحكت أزهار قبل ما تهمس : ولدت ..
شهقت مشاعل وصرخت : كذااااااااااااااااااااااااابة ..
: مشاعل مافيني طاقة أجادلك مالي شي فايقة من البنج ..
غمضت مشاعل عيونها وهي تبكي بصمت ..
: مشاعل , مشاعل , شعولة ..
مسحت دموعها وهمست : معاك يا قلبي , ألف ألف مبروك , ماكان لازم تتعبين نفسك وتتصلين ..
: ولو , واجب يا قلبي , التوأم الثاني طلع بنت ..
هتفت بفرح : وااااااااااااااو , ماشاء الله , الله يحفظهم يارب ..
وكملت بهدوء: زهورة قلبي آخذ منك التفاصيل بعدين , المهم إنك طيبة والتوأم طيبين ..
: حطوهم في حضانة بس الدكتورة توها طمنتني إنهم بخير الحمد لله ..
هتفت : الحمد لله , الحمد لله , الله يقومك بالسلامة يارب ..
وشكرتها على اتصالها وقفلت الجوال وقالت بصوت مخنوق : ياقلبي متصلة بنفسها تخبرني ..
وغطت وجهها وهي تبكي , ضحكت أحلام وقالت : صدق غباء , يعني هذي دموع الفرح ..
تحمست هالة وبعدت يدين مشاعل بقوة وهي تمسح بسبابتها دموع مشاعل قبل ما تلحسها , قالت مشاعل وهي تدفها بعيد عنها : بلا هباااااااااااااال ..
قهقهت أحلام لمن تفلت هاله وقالت بقرف : وعععععععع , مالحة , كذابين اللي يقولون دموع الفرح حلوة ..
قالت أحلام : والله ..
ومدت يدها لوجه مشاعل , صرخت مشاعل باستنكار وهي تدفها بعيد عنها وتضحك في نفس الوقت على خبال أخواتها اللي يصحون في هالوقت المتأخر وهم فايقين رايقين بعد ما ناموا النهار كله , قالت أحلام بفرح : يلا كلها كم شهر وتتزوج هلوله وتجيب لنا نونو نلعب عليه ..
انكمشت هاله اللي تنتظر نتيجة فحص خطبتها للمتقدم اللي جاهم الأسبوع اللي فات وطالعت في مشاعل بصمت , ابتسمت مشاعل بصدق لأول تعليق أطلق عن الخطوبة وقالت : نلعب عليه وبس , والله لا أقطع خدوده بالعض ..
أطلق هاله نفسها الحبيس وقالت بمرح : لا والله , هذا إذا خليته في يدكم يا مجرمين ..
كانت تحس بالسعادة الحقيقية العميقة لأختها والألم في الوقت نفسه لأنها عارفه إن أختها مهي قادرة تستمتع بخطوبتها خوفا من جرحها , وهنا حيكون جهدها مضاعف , تسكت الألسن الجارحة اللي حولها وفي نفس الوقت تبتسم لأختها عشان ما تصدق الكلام اللي يشاع وما تظن لوهلة إنها مهي سعيدة لزواجها اللي حيكون قريب إذا كانت الفحوصات متوافقة ..

**************************


في المستشفى :

زفر جاسم وقال : متي بتخلصون ؟؟
مسحت العنود دموعها وقالت هي تبعد عن حضن أزهار : مالك دخل ..
ورجعت مسحت شعر أزهار وهي تسألها : تعبتي ياقلبي ؟؟
بعدها جاسم وقال : اش هالسؤال السخيف ؟؟ ابعدي عن أبويه ..
وقف أحمد جنب السرير ومسد يدها بحنان وهو يقول : عساك القوة يابنتي ..
ابتسمت بوهن وقالت : الحمد لله ..
قال جاسم بهدوء : أبويه سمينا الولد عمار بس البنت لسه ..
قال بفرح عميق : على البركة , على البركة , مبروك يا أم عمار ..
ارتاحت أزهار لمن شافت ترحيبه بالاسم , ولفت على جاسم مبتسمة , رص جاسم كتفها ولف على العنود اللي قالت بحماس : عمااااااار , يالله يارب يطلع زي خاله ..
ولفت على أزهار وقالت : شوفي حاجزته من دحين لبنتي الدلوعة ..
ضحكت أزهار وقال جاسم : وإذا ماجبتي بنت ؟؟
قالت بحزم : معليش , يستنى المفعوص إلين أجيب بنت , بعدين مين ياخذها , الضعيفة بتجي في زمن 40 حرمة مقابل رجال , لازم أدور على مصلحتها من قبل ما تخرج للدنيا ..
ولفت بوزها لمن ضحكوا عليها وسحبت أبوها وهي تقول : أبويه يلاااااااا بأشوف الحضانة , تحرك ..
تحرك أحمد بهدوء ورى العنود اللي تجره بحماس , ابتسم جاسم وجلس عند راسها ومسد شعرها وقال : تعبانة ..
غمضت عيونها وهمست : ودي أناااااااام لبكرة بس ماني قادرة أغمض عيوني , ضوضاء غريبة توج في إذني ..
كان وده يقول أشياء كثيرة , يحس بمشاعر غريبة تعتريه , خلاص صار أب , ابتسم لهالفكرة , ثواني ودق الجوال فرفعه وقال بعد ثوان من الصمت : غرفة 212 ..
وصك الجوال وقال وهو يلف عليها : الله يعيييييينك , الليلة هذي ما بتخـ ...
وسكت لمن شافها نايمة , كانت جامده تماما , حس بخفقات قلبه المنقبض تتباطأ , دنق لمستواها وحط إذنه عند فمها , لمن سمع صوت تنفسها الرخيم زفر وقال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
وهز راسه بيبعد الفكرة المخيفة اللي مرقت براسه , مسد شعرها وسلم على جبينها و همس : ياويلك لو فكرتي في يوم تسيبيني لوحدي يا زهرة ..
ودنق لإذنها وهمس : أحبك فوق ما تتصورين ..
وسلم على يدها و تحرك , فتح الباب بشويش وخرج بعد ما طفى النور , تحرك للمصعد اللي خرجت منه أمه والجوهرة اللي جابهم عبد الرزاق , دخل المصعد وقال : نايمة , خلينا نورح للحضانة على بال ما ترتاح ..
انقفل باب المصعد في اللحظة اللي ضمته فيها هدى وهي تبكي وتبارك له , هتفت الجوهرة : أمي حتى في المصعد تصيحين ..
ضحكوا عليها وعبد الرزاق يقول بتريقة : لازم تحط أمي بصمتها , شوية دميعات هنا وهناك ..
قالت الجوهرة بحب : مبروك ياجاسم ..
وكملت بتباهي : تراني أول من يعلم بحكاية التوأم , أزهار قالت لي قبل الكل ..
ابتسم جاسم وقال : الموضوع كان صدمة ليه وإلى الآن ماني مستوعبه ..
انفتح المصعد وتقدمهم عبد الرزاق بحماس وهو يقول : أنا أوريكم وين الحضانة ..
قالت الجوهرة بضحكة : عرفنا فين الحضانة ..
كان صوت صرخات العنود الحماسية يشق سكون قسم الأطفال ..


*************************

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
قبل سنة وعدة أيام :
يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 9,45 مساء :
عند حلول الكارثة :

~ لازم ألقى ستر نجاة وألقى عمير بأسرع ما يمكن , أمي قلقانه عليه و .. ياربي رحمتك وسعت كل شيء , أمي رجولها مستحيل تساعدها على السباحة و أزهار ..~ توقف عن التفكير وعن توزيع السترات على الناس المرعوبة لمن انتبه إنه مابقي إلا سترتين في يده , طالع في الرجال اللي كان يساعده في التوزيع وقال : أحتاج هالسترتين لأمي وأختي ..
قال الرجال وهو يوزع اللي معاه : تحرك بسرعة , أشوف الدخان زاد , الله يستر ..
شكره عمار وتحرك وهو يستغفر عشان يلهي نفسه عن صراخ الحريم وبكاء الأطفال , ولمن شاف عمر وأمه وأخته تحرك بسرعة يبغى يوصل لهم لكن ميل السفينه المفاجئ خلى صندله ينزلق على أرض السفينه ويلتوي كاحله , تأوه بقوة وتدحرج وصدم في الجدار المقابل له , قال من بين أسنانه بتوجع وهو يضم السترتين بيساره ويمسد كاحله بيمينه : الحمد لله , الحمد لله ..
ولمن شاف أمه المتشبثة في عمر فسخ الصندل وتحرك بأقدامه العارية يبغى يوصل لهم ..
: عمـ .. ـار ..
الصوت الضعيف المتقطع اللي وصله خلاه يلتفت للباب اللي خرجوا منه قبل فترة , شاف كائن شبه عار أسود متفحم مستلقي على السلم المعدني , فتح عيونه على اتساعها وهتف : عميـــــــر ..
وجري له وانحنى جنبه و رفعه , أول ما لمسه غاصت قبضته في سائل دافئ لزج , بعد يده وتأمل السائل الشفاف الملتصقة به بعض القطع الغريبة برعب ورجع تأمل وجه أخوه الخالي من الجلد والشعر , زم فمه بقوة يقاوم غصة هاجمته بجنون وضم أخوه وهو يهمس وهو يشعر نفسه بلا حول ولا قوة : سامحني يا عمير , سامحني ..
وصله صوت أخوه الواهن وهو يقول : لمن هاجت الدنيا رجعت , لقيت الغرفة محترقة , دخلت أدور عنكم لكن النار , النار ...
واختنق صوته وتحول لنبرة بكاء وهو يهمس : النار حارة , حرقتني , أكلت جسمي و ...
لمن تذكر شي تشبث في عمار وقال برعب : عمار ما أبغى أغرق , ما أبغى أغرق , ما أبغى أموت غرقان ..
دمعت عيون عمار وهو يسحب شماغه ويفرده قبل ما يغطي به جسد أخوه اللي التصق به به بقايا ثوبه المحترق وهو يهمس : صدقني ما بتغرق ..
ومد يده بيمسح راسه لكنه توقف للحظة وهو يشوف فروة راسه وبقايا الشعر المحترق لاصقة فيها , قبض يده بقوة ورجع فردها وربت بها بخفة على راسه و مسك سترة النجاة وحطها في حضنه وهو يكمل بصوت مخنوق : خلي إيمانك بالله قوي ..
عيون عمير الشاخصة المحدقه بسبب أجفانه الملتصقة تركزت عليه وهو يضم السترة ويهمس من بين دموعه اللي بدأت تنساب : عمار ما أبغى أموت دحين , لسه ما حجيت , أخاف أغرق , لسه ما حجيت , ما أعرف أسبح ..
وتعالى صوت بكاؤه وهو يقول : النار أكلتني , النار حرقتني , ما أبغى أموووووووت , ما أبغى أروح جهنم , عمااااااااااار ما أبغى أموووووووووووووووووت ...
ضمه عمار وسالت الدموع اللي قاومها لمن أزكمته رائحة الشواء المقزز المنبعثة من أصغر أخوانه ونشج بصمت لمن حسه ينتفض بين يدينه , ضمه بقوة قبل ما يقول : لا تشيل هم الحج , ربك عالم بحالك و إن شاء الله ما بتموت ..
وقرب فمه من بقايا إذنه وهمس بثبات : قول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
وبعده لمن هدأت نفضته فجأة وهو يقول بلهفة : عمير قول لا إله إلا ...
سكت لمن طاحت السترة من بين يدين عمير اللي شخصت عيونه المحدقة للسماء واختفى أي أثر للحياة منها , طالع فيه بصدمة , مالت السفينة بحدة أكثر فانزلق عمير من بين يدينه لكنه تشبث به بقوة وهو يصدم في درابزين الدرج من شدة الميلان , ضمه وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعوووووووووون , يارب رحمتك , يارب رحمتك , ارزقه الجنة يارب , ارزقه الجنة يارب , ارزقه الجنة يارب ..
واختنقت أنفاسه وهو يشم الرائحة اللي كان متأكد إنها حتعلق بذاكرته إلى يوم موته واسترجع عقله آخر ابتسامة شافها على وجهه الصبوح صرخ لحظتها من أعماقه : عميــــــــــــــر , لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
وتشبث بجسده النحيل وهو يجهش بالبكاء ويصرخ : ياااااااااااااااارب صبرنييييييييييييييييييي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
ضمه أكثر وهو يهز جسده كإنه يهدهده وهو يقول : عمير , عمير , عمير ..
يد قوية قبضت على كتفه وسحبته وصاحبها يصرخ : تحرك النار وصلِت هنا ..
الرؤية كانت متمايلة من دموعه وما حس بنفسه إلا وهو مسحوب خارج المقطورات , صرخ وهو يحارب اللي ماسكه : أخويـــــــه لاااااااااااااااااا , أخويه هنااااااااااااااااااااااك , سيبنييييييييييييي لازم أجيبه ..
هزه الرجال وهو يصرخ : ماااااااااااااااااااااااااااات , عايز تموت ورااااااااااه ..
طالع عمار في جسد عمير اللي بدأت سحب الدخان الأسود الخانقة تحيط به ورفع راسه للسما وهو يتشبث في الرجال وهو يصرخ بحرقة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
لبسه الرجال وحده من الستر وضمه وهو يناوله السترة الثانية و سحبه بعيد عن المكان , في ثواني حس بكل الحرارة اللي تجري في دمه من شدة الألم تختفي لمن أحاطت به المويه الباردة من كل مكان , شهق بقوة وهو يطلع لسطح الموية بتأثر السترة , سمع الصوت الجهوري للرجل اللي سحبه يصرخ بهلع : آآآآآآآآآباااااااااااااا , آآآآآآآباااااااااااااااا ..
شافها كإنه اتسلط عليها ضوء ما , كانت تناضل الأمواج في البعيد , صرخ وهو يسبح بكل قوته : أزهاااااار , اسبحي على ظهرك , اسبحي على ظهرك ..
التفتت له و اختفت في الأعماق , شهق لمن عابت عن عيونه وصرخ : أزهاااااااااااااا ..
وانشرق بفعل وحده من الموجات اللي ضربت وجهه , كح بقوة وهو يحس باختناق في أنفاسه , ولمن تجاوز الشرقة وفتح عيونه انصعق من المنظر اللي قدامه , ناس تصارع عشان تطلع لسطح الموية على أكتاف ناس وصرخات آخرين يتساقطون زي الجراد من سطح السفينة المشتعلة , بكاء أطفال وعويل شق ظلمة الليل , فاق من ذهوله لمن ما لقي أزهار بين المتصارعين اللي عقله رفض إنه يخاطر بنفسه ويروح عندهم عشان يدور أخته و بدأ يستغفر وهو يهمس برجاء : أعوذ بالله من سخط الله , أعوذ بالله من سخط الله , اللهم إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي , أستغفر الله , أستغفر الله , أستغفر الله ..
: آآآآآآآآآآآآآآباااااااااااااااااا ..
التفت للرجل لقيه يتشبث بأبوه يرفع لسطح الموية وهو يهتف : آبا , اسمعني بس , المفروض إنك ما تقاومش , آبا , آآآآآبا أنا حمسكك قوي ..
تحرك عمار بسرعة وساعده في تثبيت العجوز اللي كان بيغرق نفسه من كثر خبطه للموية بيدينه وبدأ يلبسه السترة وهو يقول : خلي الوالد يلبسها ...
هدأت مقاومة العجوز للموية لمن طفى جسده بفعل السترة , ابتسم الرجال لعمار وقال بلهجته المصرية الصيلة : روح يارب يرحم أخوك ويبلغه أعلى منزله في الجنه يارب ..
طالع فيه العجوز بامتنان وهمس بصوت ضعيف : الله يجلعه في ميزان حسناتك , أما نوصل البر إن شاء الله حعرفك كيف أؤلك شكرا بحأ وحئيئي ..
ولمن سبح عمار للنقطة اللي شاف فيها أخته قال له الرجال اللي يسبح ببراعة : متشكر يا أخ ...
ابتسم عمار و قال : عمار ..
مد الرجال يده مصافح وهو يقول : أحمد حسين ..
صافحه و ابتسم على الموقف اللي هم فيه وسط الصراخ والغرق يتصافحون !! ضغط أحمد كفه وهمس : الواحد لمن يموت محروء بالنار إن شاء الله شهيد يا عمار ..
دمعت عيون عمار وشكره بصوت مخنوق وهو يعطيه ظهره وهو يسبح لللامكان ...

**************************






 

رد مع اقتباس