الموضوع: الحُــكْم
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-13-2020, 02:04 AM   #19
lazary
https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at165286508456371.png


الصورة الرمزية lazary
lazary غير متواجد حالياً

الذهبي الفصل الرابع












(الفصل الرابع)
المعركة، والخونة يسقطون






في فجر الغد على الأحصنة والكثيرين على أقدامهم كنا قد اجتزنا جبل معسكرنا والمسافات الطويلة بيننا وبين العاصمة، وعلى حسابات سموه ومستشاره وصولنا لحدود العاصمة في المكان الذي سنتوقف فيه ننتظر الجيوش المتحالفة من الممالك الأخرى سيكون بعد ساعات، قريبا جدا سيكون سموه في مكانه الصحيح.
الجيش ثابت وصوت خطواته الضاربة في الأرض قوية بعد الخطاب المحفز والمشجع من موراكامي لهم، لقد عينه سموه قبل ستة أشهر قائد جيش استرجاع الحكم، و أنا أعتقد انه من المرجح سيكون كذلك حتى بعد عودة الحكم للأمير، سيستأنف القيادة.
زينو يبدو شاردا على يساري منذ عودته من قرية قريبه وهو على هذه الحال، لم أعلم ماذا أقول له فالكلمات مهما بلغ عمقها لن تريحه على حال اخوته، لابد أنه يفكر في وضعهم ان حدث له شيء.
أدرت رأسي لسموه على يميني اذ هو أيضا يراقبه خلسة.
ثم سقطت عيني في عين موراكامي الذي يراقب كلانا أنا وزينو برزانة مربكة، كسرتُ نظري للأمام،
ليفيا تتقدمنا تثرثر مع أحد الجنود الصغار في السن ليشاركهم ريو بعد أن تراجع بحصانه ليسير بمحاذاتهما، شينجي ومن معه مختفيون كالعادة،
هذا الوضع خانق من كل الجهات.
تحرك ذراعي الأيسر فجأة للأعلى وصفع زينو على ظهره بكل قوة ما جعله يجفل ناظرا نحوي متسع العينين والشفتين.
انفجرت ضاحكة عليه ليتبعني ضحكا كل من لاحظ الأمر.
أدار رأسه عني للأمام منزعج وقال بمبالغة
" جيرينا.. ماذا تفعلين؟؟ لو لم يكن الدرع لتشققت بعض من أضلعي."
قلت له وقد توقف ضحكي المفاجئ كما بدأ
" لقد تخدرت أصابعي."
قلتها ناظرة ليدي أقبض عليها ثم أفتحها
لكز حذائي بحذائه قائلا بانزعاج
" يال هذه البلادة... لقد سألتك لماذا فعلت ذلك؟ ولم أسألك عن حال يدك."
أجبته أرمقه بتساؤل بريء دوما يزعجه
" قلت ربما أشفقت على يدي من درعك الصلب"
" لن أخاف على يديك انهما أقسى من أن تتألما من شيء بسيط كهذا."
" لماذا أنت متأكد هكذا؟."
" لأنك ببساطة معتادة على الكثير من الأعمال وفوق هذا اليد التي تحمل السيف لن تتأثر بسهولة لأنها صلبة..؟"
رأيته يتحكم في ابتسامة أراحتني، انه سهل الانزعاج وسهل الإضحاك.
أنا في العادة لا أملك الكلمات المشجعة لقولها ولا أدري حتى ان كانت هناك كلمات تطفئ النار من القلوب، أعلم ذلك وأدركه جيدا
فقلبي يحترق منذ ثلاث سنوات وما يهون الأمر هو وقوفي بجانب سموه.
لم أدرك غوصي في أفكاري إلا عندما نقر أحدهم على الدرع عند كتفي
كان سموه مقتربا مني بحصانه وقال يهمس
" أتظنين أن زينو سيبقى معنا حتى بعد أن أستلم الحكم؟."
" بل تسترجعه سيراي تسترجعه.. ذكر نفسك بهذا قبل الناس.. وأجل سوف يبقى جميع الحرس.. سوف يبقون هذا وعدهم يوم قبولهم التعيين مرافقينَ وحرساً لكْ."
لم أدري بأن صوتي كان حاد جدا في وجهه الا بعد ضربة من سيف زينو على رأسي وقوله
" خففي من حدة صوتك معه وذكري نفسك من هو أولا لقد ناديته باسمه."
شعرت بالصدمة من نفسي نظرت لسموه معتذرة
" أنا آسفة سموك لم أقصد ذلك...أنا."
ضحك في وجهي ضحكة أضاءت كل وجهه و زادته وسامة
" جيرينا لا تعتذري, و...زينو لا تكبر المشكلة لقد اعتدت عليها خلال العامين فمزاجها يتعكر كلما سهت بعمق."
اقترب زينو منه على جهتي فكنت في المنتصف قائلا بتفكه يشوبه السخرية
" مزاجها سيء أحيانا؟؟.. عليك الحذر من طعنة من قِبَلِها سموك لربما يأخذها حماسُ مزاجها."
ضحك سموه بينما عاد زينو لمكانه ضاحكا هو الآخر غير مدرك لآثار قوله.. أنا أقتل سيراي... أنا أقتل سموه...حتى سيراي لم يدرك حجم صفعة كلمات زينو علي، فهو فهم الأمر مزحة من قبل زينو المازح أيضا، ولكن مزحته أوقفت قلبي وجثت على صدري بقوة آلمتني بشدة لدرجة رغبت في الاستفراغ، عضضت على شفتي
أنظر لكفيْ بعد أن تركت لجام الحصان
دماء فيهما.. ربما هما نظيفتان الآن ولكنهما في ليلة في ما مضى كانتا حمراوتان بالدماء.
شكرتُ الحصان سرا الذي لم يترك طريقه بعد افلاتي له وأكملت سيري بصمت أراحني وأرهقني، رغم وعد نفسي بالنسيان والمضي مع سموه حتى موتي بجانبه ولأجله ولأجل المملكة، ها أنا أتخبط وحدي في طريق أشعر فيه أني ميتة.
..................
بعد ساعات وصلنا للمكان أخيرا وجدنا صفوف من جيوش الممالك الأربعة هي من تحالفت معنا منها القوية والمتوسطة والضعيفة، أستطيع الجزم بأن ملوك الممالك القوية لأنهم معجبون بسموه والأهم لديهم علاقات سابقة جيدة مع الملك الراحل وأفسدها سيكيوشي، وكذلك أمور اقتصادية أما البقية فهم يحتاجون أن تكون مملكتنا حليفة خصوصا مع سليل الملك السابق الأمير سيراي آياموشي.
ترجلنا من الأحصنة وتصاف الجنود من جيشنا باشارة من موراكامي بينما سرت وسيراي مع بقية الحراس حتى شينجي ظهر فجأة بجانبنا
وصل سموه للملوك الأخرين مبتسما بوقار ورزانة، وبثقة صافح أربعتهم شادا على أيديهم كما لاحظت، سمعته وأنا خلفهم يخاطبهم بهدوء وهم يواجهون القصر الذي ظهر لنا من بعيد حيث توارينا خلف تلة نطل برؤوسنا
"كل الخطط محكمة وكما هو متفق سيحاصر جيشي القصر بينما رجال مخيرون قد تسللوا للداخل وان استسلم الملك ومن معه فأنتم ستعودون أدراجكم حتى موعد التتويج الشرعي وستكون زيارتكم القادمة باستقبال مني يليق بكم...وان حدث العكس وقاوموا في القصر فأنتم مضطرون للتدخل العنيف....ولكن ضد جنود سيكيوشي فقط ولا نهب ولا قتل نساء أو أطفال."
كان هايجي ملك ديماروا أول من تكلم بنبرة اختلفت على أول لقاء لنا به
" كان هذا اتفاقنا سمو الأمير فلن نخل به والا سيكون عار علينا، عليك فقط أن تثق بنا."
لم يرد سموه في انتظار كلام البقية ليتكلم ملك ايسينيا الملك مينسو الملك العشريني الذي صعد العرش في سن صغيرة بعد موت والده بسبب مرض فكان هو ذاك الصغير الذي بالكاد استطاع النجاة وحكم المملكة وحافظ على استمرارها حتى اليوم رغم ضعفها
" أعطيتك كلمة ولن أعود عنها."
قالها جامد الملامح لم أتبين منه شيء
أما الملك آشويا ملك مملكة آشوياما فقد كان صاخبا وهو يضرب قبضته في راحة يده الأخرى كان حليف غير متوقع فهو يهوى القوة والحروب ورغم ذلك لا يخاطر ولكنه دخل في التحالف مع سموه
" أنا أكره الخونة وأحب قطع رؤوسهم على الفور بدون حتى محاكمة أتركني عليهم وسوف تجد قصرك فارغ منهم تماما."
ولأنه أدار موضوع الحديث قاطعه الملك ناشيكا الخمسيني الحكيم ملك مملكة ناسو
" لا يجوز الاعدام إلا بعد المحاكمة واثبات التهم جلالة الملك آشويا"
أومأ سموه لهم جميعا باسم الملامح
" كلمة وأعطيتها وأنتم وفيتم وأتيتم لن أخذل حليفا لي مطلقا."
كلمة أسكتت فضولهم وربما خوفهم .
نحن حراسه وقفنا خلفه والحراس الآخرين أيضا كل وقف خلف ملكه بأعداد متفاوتة،
رغم القوة المنبعثة من مظهر بعضهم ورغم العبث الذي يظهر في وجوه بعضهم لم ألتفت لهم ولم أعرهم اهتماما، فما يهمني أمامي ولن أتوانى في رمي نفسي أمام رمح أو سهم آتٍ ناحيته.
ليفيا رغم عبثها الذي اعتدت عليه من قبل أراها الآن صامتة مترقبة عيناها تجول الأرجاء، وكما عرفت عنها هي حتى الآن لم تحظى بمعركة حقيقية لذا أنا قلقة عليها بعض الشيء وقد أخبرتها قبل انطلاقنا أن تبقى بجانبي أو بجانب موراكامي فاختارتني تراقص عيناها في وجه موراكامي الذي دفعه بعيدا عنه باشمئزاز مزيف.
تذكُر ذلك جعلني أبتسم منزلةً بصري أردع الابتسامة من التوسع فالموقف لا يسمح بالابتسام لكزتني ليفيا ما جعلني انظر لها بصمت
همست مقتربة برأسها
" ما الذي جعلك تبتسمين في موقف كهذا أشعر بقدماي ترتعشان وأنت كحمقاء تبتسمين."
منعت قهقهة كانت ستفضحني وهمست أيضا
" لا شيء مهم ولكن بما أنك ذكرت ذلك أنا سأحمي سموه ولن أستطيع النظر لك طول الوقت لربما تودين الذهاب بجانب موراكامي."
أشرت بعيناي نحوه كان بعيدا عنا بأمتار وقد ترجل عن حصانه، الخوذة الموحدة فوق رأسه ودرعه وهيبته تصرخ بأنه القائد،
وكأنه أحس بنا التفت لنا فرفعت له يدي بتحية، وبإشارة متسلية مني أخبرته أن ليفيا تريد الذهاب له فرد الإشارة رافضا أن الخطة تقضي هكذا،
ضحكت داخليا على ليفيا التي ستنتحب في أي لحظة من تعابيرها
فجأة تحرك سموه أمامي ملتفتا لنا قائلا يناظر التي بجانبي بهدوء مبطن بشيء لم أفقه ماهيته
" ألم تقولي سابقا ليست كل الرماح متشابهة وليست كل الأيادي رخوة..؟؟..ترى أين تلك العزيمة؟.."
تلكأت بإجابتها ومن مظهرها بدت مرتبكة رغم لباسها ورمحها اللذان يبعثان شعور عدم العبث معها.
حركتُ قدمي نحوه بنصف خطوة قائلة برسمية
" سموك ان ليفيا فقط متوترة يمكنك الاعتماد عليها وقت الحاجة فلا تقلق."
عاد هو ليلتفت للأمام بصمت وعاد الملك مينسو نظره أيضا للأمام بعد أن أطال النظر نحوي أنا وليفيا ولم تخفى عني نظرة الشك التي رددت عليه بأخرى هادئة.
........
مع انتظارنا لساعتين وقاربت الشمس على الشروق والوقت المتفق عليه قبل الإشارة مازال عليه نحو نصف ساعة، تحدث فيها الأمير مع الملوك عن أشياء بسيطة وسطحية.
خلال ذلك كان الملك آشويا هاوي الحروب يتململ ورأيت مرافقه يهدئه بتوتر، شينجي كان بجانب موراكامي وقد عاد ليقف خلفي زينو بجانبه،
ليفيا لم تتكلم منذ وبخها سموه وقد بان عليها التماسك أخيرا.
صرخ الملك آشويا بسأم
" يا الهي.. الملل يفتك بروحي متى ستأتي الاشارة؟."
وبّخه مجددا الملك الخمسيني ناشيكا
" اهدأ جلالة الملك آشويا حتى لو ظهرت الإشارة نحن لن نتحرك، جيش الأمير هو من سيتقدم أولا... فنحن نأمل أن يستسلموا لا داعية لإراقة الدماء."
قاطعه بنفس النبرة والنظرة المتململة
" توقف عن تهدئتي يكفيني حارسي خلفي.. ألا يوجد شيء مسلي هاه؟؟."
فكرت أن طباعه تشبه طباع موراكامي نوعا ما، مع أن موراكامي اعتاد كبح جماح رغبته في النزال أستطيع معرفة أن آشويا أيضا من هواة القتال الودِّي من مراقبة الأشخاص وتقييمهم وتقييم كل شيء فيهم انها نفس نظرت موراكامي... صرخ مجددا بعصبية
" ألا يوجد من ينازلني ..؟"
أمسك الملك هايجي بصولجانه يدقه على أرض برتابة بينما ينظر اليه في صمت، الملك الخمسيني ناشيكا أبعد عنه نظره بسأم فلا فائدة من تذكيره أننا متخفون، بينما الملك العشريني مينسو وضع يده على جبينه يدلكها وكأنه أصيب بالصداع كونه واقف بجانب هذا الصارخ بعصبية
أجليت حنجرتي ناطقة بخفوت لسموه ما جعله يرجع رأسه نحوي
" سموك، فلتعِده بنزال بينه وبين موراكامي، شرط أن يصمت."
سموه نقل نظره بينهما ثم انفجر ضاحكا ما جعل رؤوس كل من سمعه تلتفت نحوه من كل الجوانب ثم كح محرجا واضعا قبضته قرب فمه
" ملك آشويا ما رأيك بنزال بينك وبين قائد جيشي بعد انتهاء كل هذا؟؟."
بدى آشويا متحمس وهو يقترب من سموه وخلف حارسه
"ولماذا ليس الآن هاه؟ نستطيع القتال الآن وعندما تأتي الإشارة سوف نتوقف."
ربت سموه على كتفه
" أحتاجه بكل قوته والنزال بين كلاكما سيكون صعبا جدا في موقف كهذا عند الترحيب بكم المرة القادمة سيعقد النزال بينكما."
بعد قول سموه تخيلت منظرهما حسنا سيكون ذلك مخيف كلاهما وحشان لن يتوقفا ولن يستسلما
استسلم آشويا أخيرا صاغرا وعاد لمكانه فنبرة سموه كانت نهائية غير قابلة للنقاش
بعد فترة قصيرة جدا همس شينجي في أذني
"( سمعت الملك هايجي يهمس للملك ناشيكا أن هذا ما جعله يقبل بالتحالف)"
سخرت داخليا أليس أنه كان خائف من حرب بين المملكتين لأنه نهب المملكة بعد موت الملك السابق ويعلم أنه ان تحالف مع سموه سوف يتغاضى عن ذلك بفعل أمور أخرى أكثر فائدة من الانتقام.
همست أرد عليه
" انه يغيظني يتصرف وكانه الأعلى شأنا دوما."
هز شينجي كتفيه قائلا ببساطة
" انه ملك.. حقه أن ينظر لنا بدونية."
" ليس حقه ان هذا يسمى "غطرسة" ألم تره عندما ذهبنا سابقا الى مملكته بالكاد تكلم مع سموه."
دار بصري تلقائيا للملك مينسو الذي نظر نحوي وشينجي مراقبا
همس شينجي مجددا قائلا من خزينة المعلومات لديه
" انه يشك بنا في نظره نحن مجال للشك حتى يرى نهاية الأمر انه من كثرة الخونة في قصره أصبح الجميع في قاموسه دائرة خونة لذا لا فكاك من شكه حتى يرى منا وفاء يغنيه عن شكه."
فجأة تحرك نحونا بل نحوي تحديدا وتحركت يده تمسك بدرعي عند عنقي وشدني نحوه بقوة جعلت أنفاسي تنحصر وعيناي تنفتحان بقوة ناظرة الى وجهه القريب وهمسه الحاقد
" منذ وصولنا والجميع يهمس لك أنت بالخصوص رغم حضور الأمير تبدين وكأنك المسير هنا...من أنت؟ لا بل ما مبتغاك."
رأيت جميع الحراس سيتحركون ما جعل يدي تتحرك تلقائيا رافعة اياها أمنعهم من أي حركة تفسد التحالف فهو ملك ولا يحق لنا رفع سيف في وجهه طالما لا يشكل تهديد لسموه.
من بعيد رأيت موراكامي واضعا يده اليسرى على يمناه التي كانت ستسحب السيف ليفيا أصبحت خلفي بعد ان جذبني الملك نحوه فاقتربتْ أكثر مني، شينجي أمام كتفي وكأنه سيقف بيني وبين الملك الغاضب أما زينو رأيته يكتم ضحكه ولم أعلم السبب.
أعدت عيني للملك مينسو كان يحرقني بعينيه السوداء المترقبة والحاقدة
لم أقل شيء ولم أقدم على أي حركة فأي أمر سأقوله لن يصدقه أو هذا ما ظننته
" أجيبي."
كان هذا صوت سموه وقوله هل يشك بي....؟؟؟؟
نظرت له بصدمة فكيف يشك بي..؟؟
كيف يعقل أن يفكر بذلك ولو للحظة...؟؟؟
كيف له أن..؟؟؟
" أليس هذا كفيل كاجإبة لسؤالك جلالة الملك مينسو."
مجددا صوت سموه أنبس قائلا
عدت ببصري مجددا للملك مينسو الذي تركني ناظرا الى بهدوء وكأنه لم يكن عاصفة قبل قليل ثم ضرب درعي ثلاث مرات عند المكان الذي شدني منه،
مالذي يحدث مع هذا....؟؟؟؟
" جيد.. عيناك فاضحتان."
هذا ما قاله وعاد ليقف جوار الملوك وكأنه لم يُحدث فوضى
لم أفهم ما يعني نظرت لسموه أستشفي منه وجدت تلك الابتسامة والنظرة العجيبة التي تظهر قلة قليلة لي..
الجميع عاد وكأن شيء لم يحدث ففعلت المثل وعدلت درعي قليلا وركزت على سيفي ووقفت خلف سموه قهقهة زينو أزعجتني
وفي تلك الثواني ارتفعت ثلاث أسهم مشتعلة رأيناها جميعا
"انها الاشارة"
صرخ الملك آشويا بحماس
تحفزنا جميعا ثم تكلم سموه
" انها اشارة بأن المقاومون هم الموالون لسيكيوشي فقط أي أنه سيتحرك جيشي فقط وان حدث شيء سيأتيكم الخبر من خلال حارسي."
قوله جعل حماس آشويا يخبو.
ثم رفع سموه يده لموراكامي باشارة للتحرك نحو القصر
ركبنا الأحصنة ثم
هدر موراكامي بقوة وهو يتقدم بحصانه
" تقدمواااااااااااااااا"
تقدم كل جيشنا بينما تحفز الملوك خلفنا مع بقية الجيوش المتحالفة
التففنا نحن حول سموه وسرنا في أوائل الجيش بينما يقوده موراكامي
تكلمت
" سموك ثلاث أسهم مشتعلة يعني أن آخرون استسلموا لعودتك ومناصري سيكيوشي يقاومون."
" أجل جيرينا يبدو انه لن يكون هناك مفر من اراقة الدماء."
أومأنا جميعا بصمت
أتمنى ان يكون فريق شينجي قد نجحوا في الخطة بالسيطرة على النقاط القوة
احتجاز الملك في غرفته وأخذ الختم اشعال مخزن الأسلحة افراغ القصر من الأبرياء كل هذا في غضون ساعات وبلا لفت انتباه مهمة لا تليق سوى بشينجي وفريقه.
وصلنا للبوابة الكبيرة للسور العملاق وألقيت بعض الحبال من فوق كما تسير الخطة
تسلق جنود خفاف الحركة ثم لحظات حتى فتحت البوابة
دخلنا مسرعين بالأحصنة وانتشر الجيش في الأنحاء كلها سموه توسط الساحة وأنا بجانبه.
وبدأت المعركة سيوف تتضارب..
صراخ خوف وصراخ شجاعة لا أدري من طرفهما
قاتلنا من فوق خيولنا وآخرون نزلوا ولكن لم انزل الا عندما نزل سموه يقاتل وهو متجه للباب الداخلي للقصر
سموه كان أسرعنا كان يسبقنا والتقدم كان صعب جدا ادفع هذا واضرب هذا
أقتل هذا ابتعد عن سيف هذا
في خضم ذلك اختفى عن ناظري انا وزينو
نظرنا لبعضنا وصرخ كلانا
" سموك.."
تزامنا مع ذلك ومع تقدمنا للدرجات للدخول سقطت أمامنا جثة
سمعنا أنينها رفعت وجهي للأعلى كان شخص ملثم بيده سيف ويده الأخرى لا ذراع قميصه تذريه الرياح
ذراع مبتورة؟؟؟
(السيد كيزارو)
نظرت مجددا للجثة التي همدت
انه المرافق والحارس السابق للأمير
" أرستس؟؟.."
" هل تعرفينه.؟؟"
كان سؤال زينو وهو يجذبني لنكمل الركض
أجبته ونحن نرتقي السلالم للدور الثاني بعد اجتيازنا البهو المليء بجثث الجنود الخونة
" كان حارس الأمير قبل الحادثة."
ركضنا رأسا للغرفة الملكية حيث متأكدين من وجود سموه
عند الباب رأينا رجلان بلباس أسود وأزرق معروف به شينجي ولكن بوجوه ملثمة
" سموه في الداخل"
قال واحد منهما عندما كنا على مقربة
فدخلنا مباشرة للغرفة الملكية الكبيرة والفخمة بكل أثاثها..
كان موجود شينجي وسموه وبعض الجنود المحاطين ببقية فريق شينجي
والخونة سيكيوشي وميليكس و صديق الأمير ساساكي
و.....السيد كيزارو كان قد نزع اللثام وهو واقف خلف سموه بينما الآخرين جاثين على ركبهم أمام سموه
كان منظر مخزي لثلاثتهم
ميليكس وولده رؤوسهما مطأطأه وأما الملك المزعوم فهو ينهق على أن سموه سيندم وأن تجرأ على الملك وسيندم وأنه ليس الأمير لأن الأمير مات في الحريق.
ولم أرى إلا وسموه يلكمه بكل قوته جعله ليسقط للجانب ليتأوه بصوت عالي
ثم قال سموه بهدوء زائف وغضب مكبوت
" حتى كبر سنك لن يشفع لك عندي، فما فعلته هو الخيانة العظمى وعقابها الاعدام على الملأ."
صرخ الآخر وهو يعتدل يريد الوقوف ولكن رَجُلْ شينجي ضرب ركبته ليسقط ورغم ذلك عاند قائلا
" ليس لديك دليل على ادانتي وليس لديك دليل يثبت أنك الأمير الميت."
" بل المفقود سيكيوشي.."
كان هذه المرة صوت كيزارو الراعد الذي أجفلنا جميعا حتى شينجي رأيته يتراجع من محيط والده من ردت فعله أظن أنه شخص مخيف.
" خذوهم الى الزنازن وأعلنوا انتهاء المعركة...
وشينجي اذهب للملوك في التل وأخبرهم أنهم مدعوون بعد أسبوعين على أكثر تقدير، وأننا سنكون على تواصل ان حدث تغيير."
كان ختام سموه لأمره ناظرا لأعدائه وخرج شينجي وبين أيديهم الأسرى.
ترى لماذا قتلوا أرستس بلا محاكمة كنت أنظر لسيف مرمي على الأرض
وفي بعض الدماء وبدى فريد من نوعه تقدمت وحملته في يدي أطالعه
فجأة قال كيزارو
" انه سيف أرستس."
ألقيته فورا بقرف تملكني كأنه قمامة
انفجر زينو ضاحكا نظرت له كما نظرنا له جميعا
"ماذا ألم ترو وجهها؟؟ كان نافرا وكأنها لمست شيء غير محبب لها... ان الشيء هو السمك أنظروا انها نفس التعابير.. أليس كذلك؟؟؟."
والد شينجي السيد كيزارو كان يرمقني بنظرات غير مريحة
بسرعة نقلت نظري لسموه كان أيضا يراقبني بهدوء
حسنا هذا مربك مالذي حدث أو يحدث
ثم تكلم سموه بنبرة غاضبة ملتفتا لزينو
" زينو هل هذا وقت مناسب للضحك؟؟.."
نقلت الأضواء لزينو وارتبك بشدة أكثر مني
تكلم كيزارو وهو يقترب من سموه واضعا يده على كتفه
" سموك دعك منهم هؤلاء هم الجنود صدقني يكونون ينازعون الموت وهم يلقون النكات."
تحكمت في موجة ضحك لا أدري من أين أتت ثم نقلت نظري لزينو كان مثلي ربما السيد كيزارو محق.
درت حول نفسي أتأمل الغرفة يبدو أنها كانت الغرفة الملكية لوالدي سيراي، في الجدار المعاكس للسرير صورة سيكيوشي المرسومة بدقة وهو يرتدي الملابس الملكية والتاج جالس على العرش
أغاضني بشدة ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أقطعها بسيفي
" أيها الوغد، الحقير، الخائن، البائس، اللعين، لن تنجو بفعلتك سأجعلك تتعفن سأجعلك سمك مطبوخ بدون ملح أيها..."
ثم شاركني سيف آخر بتقطيعها كان سموه ووجهه غاضب هو الاخر وبدأ بتقطيعها بلا رحمة وكأنه يتخيل سيكيوشي هناك
تراجعت تاركةً له المجال لإخماد حريق قلبه
فالعدالة يجب أن تحقق هذا ما قاله في احدى المرات عندما سالته ماذا سيفعل ان سقطوا تحت يديه
" ( العدالة يجب أن تأخذ مجراها حتى لو كانوا خونة سوف يحاكمون بالأدلة.)"
" لماذا تهينين السمك؟.."
كان سؤال زينو بجانبي
" لأنه أكثر شيء أراه مقززا في حياتي."
أجبته ببساطة وما زلت أراقب سموه الذي تعرق جبينه وهو يدوس بأقدامه على بقايا الصورة
شعرت بالباب يفتح ثم دخل كيزارو الذي لم أدري متى رحل وخلفه شينجي يبدو انه عاد بسرعة
وضع حقيبة على طاولة في طرف الغرفة وخاطب سموه بالاقتراب
ذهب سموه ولحقناه بفضول أنا وزينو
" لقد جمعت كل الأدلة التي ضدهم والتي معنا...اليوم يجب أن تتم المحاكمة ولن يبيتوا الا وهو محاكمون."
أمسك سموه بعض الأوراق وعلى ما أعتقد الختم والسيف الملكي والتصميم والجدية ظهرا جليا على وجهه
همس زينو بجانبي
" الآن تذكرتها انها نفس الحقيبة أليس كذلك جيرينا؟؟."
" بلى زينو انها هي...بتذكر ذلك لقد كانت مهمة جدا ونحن كنا كالحمقى متهورين."
همست له أيضا
تكلم سموه وهو يقرأ بعض الأوراق
" كيزارو حضر للمحاكمة بعدل ولا أريد أخطاء، وأنت شينجي راقب الأوضاع جيدا مع موراكامي وأي تحركات مريبة أو اي شيء مهما كان بسيطا أخبرني فورا.. وأخبر ليفيا أن تأتي هنا لحراسة الغرفة مع زينو."
غادروا جميعا وبقيت أنا.
من بين الأغراض لفتت انتباهي لفافة استأذنت سموه
" هل تمانع ان ألقيت نظرة"
بهدوء رد علي دون أن تفارق عيناه الورقة بين يديه
" لا تسألي أسئلة كهذه جيرينا.. بالطبع لا أمانع."
أخذت اللفافة وفتحتها أمام وجهي كانت صورة لسموه سيراي...؟؟؟
قبل سنتين أو أكثر ...؟
إنها...؟
نفس الملابس... نفس النظرة
نفس الهيئة لقد تم رسم هذه الصورة في المهرجان قبل دخولي للحرس بأشهر.
انها نفس الهيئة التي رأيته بها أول مرة....
ملابس ملكية بنفسجية مطرزة بلون الذهب وتاج صغير ارتاح على قمة رأسه
وحزام إلتف على خصره وتتدلى منه السيف على يساره
شعرت بقلبي سيتوقف، شعرت بالخيانة ولكنها لم تؤلمني،
لقد آلمني حينها ولائي، آلمني وفائي
لقد ارتكبت حينها جريمة في حق نفسي، في حق روحي
و أنقذت حياة سموه.
من وقتها أصبحت حياتي مرتبطة بحياة سموه .
رأيت قطرات سقطت على الصورة فاكتشفت بضعف أنها دموعي
لم أريد لسموه أن يراني لملمت نفسي مستديرة عكسه ولففت اللفافة وانا أرمش لتعود دموعي للداخل بينهما أمسح ما نزل محاولة ألا ألفت انتباهه.
.
.
.
.
.

انتهى الفصل الرابع
............





السلام عليكم ورمضانكم كريم... تقبل الله من ومنكم صالح الأعمال...اللهم آمين وفرج همنا يا رب.

.
..
...

كما قلت انتهى الفصل الرابع

وهو بالنسبة لي كان حماسي جدا...

واستمتعت جدا في كتابته كما أنه أخذ مني الكثير من الوقت وحذفت وأعدت الكتابة حتى ملت مني لوحة المفاتيح...








 
 توقيع : lazary

ايناس....نبع الأنوار

التعديل الأخير تم بواسطة شَمس. ; 09-10-2023 الساعة 09:27 AM

رد مع اقتباس